علمت صحيفة الديلي تلغراف أن مئات من المجندين التابعين لتنظيم القاعدة يختبئون في بيوت آمنة في جنوب تركيا، قبل أن يتم تهريبهم عبر الحدود "للجهاد" في سوريا، .
وتسمح شبكة المخابئ بتمكين تدفق مستمر من المقاتلين الاجانب - بما في ذلك البريطانيين - للانضمام إلى الحرب الأهلية في البلاد، وفقا لما ذكر بعض المتطوعين المشاركين.
وغطي هؤلاء الجهاديين الأجانب الآن إلى حد كبير على الجناح "المعتدل" للجيش السوري الحر، الذي يدعمه الغرب. وستثير قدرة القاعدة على استخدام الاراضي التركية التساؤلات حول الدور الذي تلعبه دولة عضو في حلف الناتو في الحرب الأهلية في سوريا.
وأيدت تركيا المتمردين من البداية - وكان يفترض أن تشارك حكومتها الغرب مخاوفهم من تنظيم القاعدة. لكن خبراء يقولون ان هناك مخاوف متزايدة حول ما إذا كان السلطات التركية قد فقدت السيطرة على حركة المجندين التابعين لتنظيم القاعدة - أو ربما حتى تغض الطرف عنهم.
وقال أبو عبد الرحمن، وهو متطوع أردني يتولي ادارة تدفق المقاتلين الأجانب "في كل يأتي المجاهدين إلى هنا من جنسيات مختلفة"،. . وهو يتعامل مع شبكة من مراكز الاستقبال في جنوب تركيا للمتطوعين الراغبين في الانضمام لفرع تنظيم القاعدة في سوريا، والمعروف باسم "الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام" (داعش).
وتحدث من داخل منزل آمن لتنظيم القاعدة، وذلك باستخدام حساب سكايب لشخص وسيط وفي وجود متطوعين من عدة بلدان، بما في ذلك بريطانيا، يستمعون للمحادثة.
وأوضح أبو عبد الرحمن:أنه بمجرد أن يصل المتطوع الي تركيا، هناك "إجراءات" قبل أن يتمكن من الانضمام لتنظيم القاعدة، وقال "إذا كنت تريد أن تدخل، عليك أن تكون مسلما صحيحا. ويتوجب علينا التحري عنك للتأكد من أنك لست جاسوسا. واذا كنت اجنبيا فلابد من توصية من شخص ما في شبكتنا ".
هذه المخابئ عادة ما تكون شققا مستأجرة تحت أسماء وهمية في القرى الواقعة على طول الحدود التركية مع سوريا.وينتظر المجندين أحيانا أسابيع حتى يسمح لهم بعبور الحدود. وتستخدم المنازل أيضا "كااستراحات" لمقاتلي تنظيم القاعدة علي خط المواجهة في سوريا.
ووفقا للمحللين قد يكون هناك ربما 10،000 مقاتل أجنبي الآن في سوريا،. بعضهم من المخضرمين في الحرب في العراق، والبعض الآخر هم من الشباب "الجهاديين لأول مرة" - مع وجود نسبة كبيرة من الدول الغربية.
وقال أبو عبد الله، وهو متطوع أسترالي، أنه غادر للقتال في سوريا لأن "نمط الحياة الغربي ضد الإسلام". وقد تأثر ايضا من فظائع نظام الرئيس بشار الأسد.
"عندما ترى النساء والأطفال - وأي إنسان - يطلق عليه النار أو يغتصب أو يقتلوا أمام آبائهم وأسرهم، لمجرد أنهم يصلون لله، فستتأثرمن تلك المشاهد الإنسانية . قال النبي محمد إذا أصيب جزء من الجسد، تداعي له باقي الاعضاء بالسهر والحمي . فعدنما يتعرض مسلم للأذي أو أعتدي علي الاسلام فيجب أن نستجيب ".
لكن أبو عبد الله تعثر بينما كان يحاول أن يتذكر اية من القرآن الكريم: "أنا آسف، أنا لست أكثر دراية من المسلمين. ليغفر الله لي ذلك ".
وقال تشارلز ليستر، من شركة IHS Jane’s ، وهي شركة استشارية للمحاماة ،: "هناك مؤشرات قوية على أن عدد الجهاديين الأجانب في سوريا آخذ في الازدياد. وبالتأكيد بالقاء نظرة على طبيعة وجود (داعش)،سنجد أن الانتشار الجغرافي للأجانب آخذ في التوسع. هذا ومن المرجح أن يكون لذلك علاقة بالسهولة التي يعبر بها المجندين الحدود ".
وقال محلل آخر ان تركيا "تغض الطرف" عن عدد المقاتلين الاجانب الذين يدخلون سوريا عبر أراضيها، بما في ذلك من خلال أنطاكية، عاصمة المقاطعة الحدودية هاتاي. وأضاف أن الجهاديين نتيجة لذلك أصبحوا "شوكة" في الجانب التركي، نتيجة لسيطرتها الفعلية علي البلدات والقرى القريبة من الحدود.
وأنكر مسؤولون أتراك ذلك بشدة ، وألقوا اللوم على تدفق المقاتلين على فشل المجتمع الدولي لتسوية الحرب السورية.وقال مسؤل تركي " لم نتهاون أبدا في هذه المسألة. ولا نقبل وجود المتطرفين والعناصر الإرهابية على أرضنا ". واضاف "اذا كان الجهاديينقد عبر فقد كان ذلك دون معرفتنا وخارج سيطرتنا. وجود المتطرفين في سوريا هو مصدر قلق مشترك لتركيا وغيرها من البلدان - والسبب في أن أعداد الجهاديين لا تزال تنمو في سوريا هو فشل المجتمع الدولي في حل الأزمات التي في متناول يده".
وناشد المسؤول الدول الاجنبية عدم "مجرد توجيه اللوم" علي تركيا، والعمل على تشديد المراقبة على المواطنين الذين قد يرغبون في السفر إلى سوريا: "إلا اذا لم يتم اعطائنا المعلومات أن هؤلاء الناس هم أعضاء في تنظيم القاعدة، وأعضاء في منظمة إرهابية، ما الأساس القانوني لدينا لمنعهم إذا كانوا يسافرون بجواز سفر ساري المفعول؟ "
وتسعي الشرطة التركية لاغلاق المنازل الآمنة لتنظيم القاعدة، وتشن غارات على الشقق عند تلقيها معلومات استخباراتية حول وجود تنظيم القاعدة. وبدأت السلطات التركية تحسين نوعية الرقابة على الحدود. ولكن في ظل أكثر من 560 كيلومتر من الحدود المشتركة بين تركيا وسوريا، وفي ظل العدد الهائل من الجهاديين الأجانب القادمين إلى البلاد، من الصعوبة بمكان، حتى الآن، وقف تدفقهم . إذا اعتقلت الشرطة شخصا، لا تستطيع سجنه أو ترحيله مرة أخرى إلى الوطن لأنه من الصعب إثبات أنه عضوا في داعش ،أو منتمي لأحد التنظيمات الجهادية .
في هذه البلدة الحدودية المسماة كيليس،الواقعة علي بعد ثلاث ساعات بالسيارة من أنطاكية، يشعر الجهاديين بالراحة لدرجة أنهم تحتسون القهوه في ردهات الفنادق يتهامسون بهدوء مع زملائهم. وتحدثت جريدة تليغراف هذا الأسبوع إلى عضو في داعش في أحد هذه الفنادق. وقال الجهادي الذي رفض ذكر اسمه وهو يغمز بعينه : "،وقد كانت تركيا جيدة جدا بالنسبة لنا"، سواء أرادت ذلك أم لم تريد ://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/middleeast/syria/10415935/Al-Qaeda-recruits-entering-Syria-from-Turkey-safehouses.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق