الاثنين، 4 نوفمبر 2013

الصراع السوري: المسؤولون في الخليج العربي، تعبوا من انتظار الولايات المتحدة، ويتحركون نحو زيادة المساعدات للمتمردين




تتجه دول الخليج العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، لتعزيز الدعم العسكري للمتمردين السوريين ووضع خيارات سياسة مستقلة عن الولايات المتحدة في أعقاب ما يعتبرونه فشلا للقيادة الأمريكية في أعقاب قرار الرئيس أوباما بعدم شن ضربات جوية ضد سوريا، وفقا لكبار المسؤولين في الخليج.

على الرغم من أن السعوديين وغيرهم في المنطقة كانوا يذودون المتمردين بالأسلحة منذ بدء القتال في سوريا  منذ أكثر من عامين، وتعاونوا مع المخابرات المركزية الأمريكية بعملية بدأت بطيئة في تدريب وتسليح المعارضة، قال مسؤولون  أنهم يئسوا إلى حد كبير من  الولايات المتحدة كزعيم ومنسق لجهودهم.

،ويخطط السعوديينبدلا من ذلك  لتوسيع مرافق التدريب التي تدار في الأردن وزيادة قوة النيران من الأسلحة المرسلة إلى جماعات المتمردين التي تحارب العناصر المتطرفة بينهم وتخوض في نفس الوقت معركة مع الحكومة السورية، وفقا لمسؤولين خليجيين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم للحفاظ على مجاملة الولايات المتحدة.

 ويتناقش السعوديين مع بلدان أخرى في المنطقة ما وصفه مسؤولين بأنها عملية موازية مستقلة عن جهود الولايات المتحدة، وفقا لمسؤولين من عدة حكومات شاركت في المحادثات.

الشعور بالتعاسة فيما يخص سوريا يمثل عنصرا واحدا فقط من عناصر ما قال مسؤولون أنه درجات متفاوتة من الاستياء في المنطقة تضاف الي الكثير من عناصر السياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط، بما في ذلك المفاوضات النووية مع إيران وانتقاد الحكومة المصرية الجديدة.

سيصل وزير الخارجية جون كيري الى المملكة العربية السعودية يوم الاحد في زيارة رتبت على عجل - لتشمل أول اجتماع له على الاطلاق مع الملك عبد الله يوم الاثنين - وهو الاجتماع الذي قصد منه تهدئة العلاقات المتوترة بشكل متزايد بين الولايات المتحدة والمملكة.

وسيتوقف كيري أيضا في دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن وإسرائيل، التي أعربت عن قلقها إزاء ما يعتبرونه موقفا أمريكيا ضعيفا في المنطقة. هذه الرحلة تستغرق 11 يوما وتشمل أيضا زيارات إلى الضفة الغربية، بولندا والجزائر والمغرب.

ذكرت وسائل الاعلام المصرية الحكومية الجمعة ان كيري سوف يبدا رحلته بتوقف قصير يوم الاحد في مصر في اول زيارة له هناك منذ أطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي هذا الصيف. رفضت وزارة الخارجية تأكيد الزيارة.

ووصف مسؤولون في العديد من البلدان التي تعهدت بدعم غارة أمريكية على أهداف سورية بعد تأكيد استخدام الرئيس بشار الأسد الأسلحة الكيميائية رد فعلهم بالذهول من قرار أوباما المفاجئ في أواخر أغسطس بإلغاء العملية قبل أيام فقط من بدئها المخطط له حتى يتمكن من طلب موافقة  الكونغرس.

وقال مسؤول سعودي بارز تم الاتصال به هاتفيا في المملكة "لقد وافقنا على كل ما طلب منا. . .للمشاركة  فيما كان على وشك أن يحدث، ". وبدلا من التحذير قبل بدء الأمريكيين ما وعدوا به ب 10 إلى 12 ساعة، قال المسؤول السعودي ان رئيس المخابرات الأمير بندر بن سلطان "لم يكن علي علم بالغائها  . . .وشاهدنا ذلك علي قناة سي إن إن ".

على الرغم من أنه من غير المرجح أن تحسم الخلافات السياسية الحالية قريبا فإن السعوديين، على كل حال،  يستمدون جزءا من مكانتهم كزعماء في المنطقة من علاقاتهم الوثيقة مع واشنطن. وتهدف زيارة كيري، في جزء كبير منها، إلى طرق هذا الجانب من الصورة السعودية علنا.

وأكد مسؤولون خليجيون أن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، والتي تمتد ثمانية عقود منذ تأسيس المملكة، تستند على مجموعة من القضايا، بما في ذلك الطاقة، ومكافحة الإرهاب، والعلاقات العسكرية والتجارية والاستثمارية، والتي لا تزال تمثل نفس الاهمية لكلا البلدين على حد سواء.

أي محاولة كبرى للتدخل الخارجي في سورية لصالح المعارضة ستكون محدودة دون مشاركة المعدات ، والأفراد، والقيادة والسيطرة الأميركية. عفلى الرغم من أن فرنسا، على سبيل المثال، تشاطر السعودية بعض مخاوفها ولقاء وزير الدفاع الفرنسي الملك عبد الله  في الرياض في وقت مبكر من هذا الشهرومناقشته في عقود دفاعية رئيسية جديدة، الا أن شركاء الولايات المتحدة في أوروبا عبروا منذ فترة طويلة عن ترددهم في التدخل في سوريا دون تفويض من الأمم المتحدة أو حلف شمال الأطلسي

في بريطانيا، تخلي رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عن دعم  خيار الضربة الأمريكية التي كان يجري الإعداد لها هذا الصيف عندما صوت البرلمان ضد أي مشاركة.

وقد تشعبت تركيا، شريك حلف شمال الاطلسي والتي كانت تحتج من فترة طويلة علي ما تعتبره سياسة أوباما الفاترة الخاصة بسوريا ، من تلقاء نفسها من حيث دعم المتمردين. فعلى الرغم من أن الإدارة كانت تصف منذ فترة طويلة الدعم الإيراني للأسد على أنه كان حاسما لبقاء الرئيس السوري، الا أن وزيري خارجية تركيا وإيران اجتمعا في أنقرة الأسبوع الماضي للتعبير عن مخاوفهم المشتركة حول الطبيعة الطائفية المتزايدة للحرب.

المملكة العربية السعودية السنية ليس لديها مصلحة في التواصل مع إيران الشيعية، التي ترى أنها المنافس الرئيسي لها على النفوذ في المنطقة. فالسعوديين مقتنعون بأن الولايات المتحدة متلهفة لعقد صفقة مع إيران حتي أنها وقعت بالفعل على ترتيب من المؤكد لن يلقي قبولا لدي حلفائها في المنطقة - بمن فيهم إسرائيل - .

وقال مسؤول كبير في السعودية "، على الاطلاق"، .

وربما يكون ضيق السعودية من انخراط إدارة أوباما مع القيادة الجديدة في ايران أكثر خطورة علي توتر العلاقات من الخلافات بشأن سوريا وكذلك مصر.

ويعتقد السعوديين، الذين يرون الإخوان المسلمين في مصر باعتبارهم يشكلون تهديدا، أن إدارة تمارس النفاق في قلقها من استخدام الحكام العسكريين الذين أطاحوا بالرئيس مرسي القمع و تضييق الخناق على تنظيم الإخوان . وقال أحد المسؤلين الخليجيين أن الولايات المتحدة لم تعبر عن نفس القلق  عن انتهاكات مماثلة في عهد الرئيس المصري حسني مبارك، الذي كانت الولايات المتحدة تدعمه قبل الاطاحة به في أوائل عام 2011.

ومع تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية لمصت، قدمت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت  12 مليار دولار للحكومة المصرية الجديدة لتحمل النفقات ، وقال مسؤولون انهم يخططون لتقديم مساهمات أخرى تبلغ على الأقل 3 مليارات دولار في الأيام القادمة.

في حين تشترك  لولايات المتحدة وحلفائها في الخليج في نفس الأهداف في المنطقة - مصر مستقرة ، وإيران غير نووية وسوريا سلمية دون الأسد - قال مسؤول أن هؤلاء الحلفاء انتهوا الي أن أيا من تلك الأهداف لن تتحقق مع أوباما سياسة الحالية .

لقد كانت إسرائيل، التي تشاركهم مخاوفهم، متحفظة نسبيا في الإعراب عن قلقهابشكل معلن، وكذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، الأردن وغيرها. ولكن السعوديين  عبروا عن عدم رضاهم علنا على نحو غير عادي .

ووصف رئيس المخابرات السعودية السابق الامير تركي الفيصل في خطاب ألقاه في واشنطن هذا الشهر  سياسات أوباما حول سوريا بأنها "يرثى لها". وفي الشهر الماضي، ألغت السعوديين خطابهم السنوي في الجمعية العامة للأمم المتحدة ثم رفضوا فيما انتخابهم لأول مرة للحصول علي مقعد في مجلس الأمن احتجاجا على التقاعس عن العمل في سوريا والتواصل مع إيران.

وقال المسؤول السعودي "عندما تتعهد بشيء ثم لا تنفذ ما تعهدت به ، تصبح هناك مشكلة"، .وأضاف  "وهذه المشكلة تكون نتيجة لتراكم هذا النوع من الحالات و الحوادث، وهكذا وهكذا."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق