لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠١٣
أكد مسؤول سوري أن الهدف التالي للقوات النظامية بعد السيطرة على مدينة ديرعطية في القلمون بريف دمشق، هو «استعادة» السيطرة على جنوب البلاد، تاركاً شمال سورية وشمالها الشرقي الى «مرحلة لاحقة»، في وقت قتل وجرح عشرات الأشخاص بسقوط صاروخ أرض - أرض في مدينة الرقة في الشمال الشرقي.
ويصل اليوم إلى طهران رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي بعد يومين من زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وإعلانه ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف دعوة مشتركة لوقف إطلاق النار قبل انطلاق مؤتمر «جنيف 2» في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل، وظهور بوادر لتعاون إيراني- تركي لحل سياسي في سورية.
ووفق خبراء، يسعى النظام السوري إلى أن يكون في موقع قوة في مؤتمر «جنيف 2» للتفاوض حول إنهاء الأزمة، إذ استعادت قوات النظام السيطرة على مدينة دير عطية التي كانت قوات المعارضة سيطرت عليها بعدما اقتحم الجيش النظامي مدعوماً بالميليشيات مدينة قارة المجاورة في 19 الشهر الجاري. لكن الطريق الدولية بين دمشق وحمص في وسط البلاد التي تربط جنوب سورية بشمالها، لا تزال مغلقة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات النظامية تمكنت «من استعادة السيطرة في شكل شبه كامل على مدينة دير عطية» بعد أسبوع من الاستيلاء عليها من جانب «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و «الكتيبة الخضراء» و «جبهة النصرة» وكتائب أخرى. وأوضح مصدر أمني سوري أن الجيش دخل أيضاً مدينة النبك في القلمون على بعد حوالى سبعين كيلومتراً من دمشق. وقال لوكالة «فرانس برس»: «إذا تمت السيطرة على النبك، الهدف التالي سيكون بلدة يبرود وبعض القرى المجاورة من أجل إقفال الحدود تماماً مع لبنان ومنع المسلحين من التنقل عبرها». وتعتبر منطقة القلمون استراتيجية لأنها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة يزودون منها معاقلهم في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لهم في حمص بالسلاح والرجال. وقال المصدر الأمني إن الهدف التالي للنظام هو «استعادة جنوب البلاد، أما الشرق والشمال فإلى مرحلة لاحقة».
كما تمكنت قوات النظام مدعمة بعناصر من «حزب الله» من صد هجوم شنته المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق قبل أيام. لكن مقاتلي المعارضة أسقطوا طائرة مروحية بعدما شن طيران النظام غارات على أحياء في دمشق. وأظهر فيديو سحب دخان تتصاعد فوق مدينة الضمير شرق العاصمة، فيما كان شخص يشير إلى إسقاط طائرة.
وقُتل في معركة القلمون أول من أمس، ابن شقيق وزير الزراعة اللبناني حسين الحاج حسن المنتمي إلى «حزب الله»، وفق ما ذكر سكان بقريته في شرق لبنان لوكالة «فرانس برس». وقال أحدهم: «قتل علي رضا فؤاد الحاج حسن، 22 سنة، وهو ابن شقيق الوزير حسين الحاج حسن مع ثلاثة مقاتلين آخرين من رفاقه في الحزب».
وأفاد «المرصد» بمقتل 11 شخصا في غارات على حلب شمالاً، بينهم ستة أشخاص هم ثلاث نساء وثلاثة أطفال قتلوا في غارة جوية على دير حافر. كما أشار إلى أن طائرات مروحية ألقت براميل متفجرة على حي القاطرجي المتاخم لحي قاضي عسكر في جنوب شرق حلب، ما تسبب بمقتل خمسة أشخاص وجرح أكثر من عشرين. وذكر «مركز حلب الإعلامي» أن «مبنى سكنياً انهار بشكل كامل وتهدمت أجزاء من الأبنية المجاورة لدوار قاضي عسكر، كما تحطم العديد من السيارات التي كانت في الشارع». وأعدم مقاتلون متشددون قائد «كتائب غرباء الشام» سابقاً حسن جزرة وستة مقاتلين آخرين من الكتيبة ذاتها بإطلاق النار عليهم أمام مقر لـ «الدولة الإسلامية» في بلدة الأتارب.
وفي شمال شرقي البلاد، سقط العشرات بين قتيل وجريح بفعل سقوط صاروخ أرض - أرض على سوق في مدينة الرقة. ولاحظ ناشطون معارضون أن مقر «داعش» يقع في قصر المحافظ في المدينة، ولم يسبق أن تعرض لهجوم من قوات النظام، في وقت اتهم رئيس أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس مقاتلي «داعش» بأنهم يعملون لمصلحة النظام، لكنه قال إن «الجيش الحر» يتجنب فتح «جبهات جانبية» مع هؤلاء، لإن «الإمكانات ضعيفة والعتاد المتوافر قليل. لكن الدفاع عن النفس مشروع»، في إشارة إلى المعارك التي تتزايد بين المجموعات الجهادية وكتائب «الجيش الحر» في مناطق عدة.
من جهته، قال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، إن «صاروخ السكود الذي أصاب سوق الهال القديم في المدينة، أدى أثره التدميري الى مقتل 35 شخصاً وإصابة 200 آخرين وإحداث دمار كبير في البنى التحتية»، معتبراً ذلك «دليلاً على انتفاء الإرادة لديه في الوصول إلى حل سياسي، تُسلّم فيه السلطة لهيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وينهي المعاناة».
وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن سورياً قتل وأصيب تسعة آخرون بجروح جراء قذيفة هاون أطلقت على السفارة الروسية في العاصمة السورية، مشيرة إلى تعرض مبنى السفارة إلى «أضرار طفيفة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق