السبت، 29 أغسطس 2015

بوش يسعي لإسقاط الأسد

كانت إدارة بوش تدعم سرا أفرادا وأحزاب معارضة للحكومة السورية في محاولة لتقويض نظام الرئيس بشار الأسد . وقد كتبت أجزاء من الخطة في وثيقة سرية من صفحتين تقول أن الولايات المتحدة بالفعل " تدعم إجتماعات منتظمة لنشطاء سوريين من الداخل وفي المنفي " . وتعبر الوثيقة عن الأمل في أن " تسهل هذه الاجتماعات التوصل لاستراتيجية وخطة عمل متماسكة لكل الأنشطة المناهضة للأسد " .

وتقول الوثيقة أن الانتخابات التشريعية السورية المقررة في شهر مارس 2007 " ستكون بمثابة موضوع لحشد منتقدي نظام الأسد " . ولإقتناص هذه الفرصة ، تقترح الوثيقة وضع خطة سرية "  لمراقبة الانتخابات " يتم من خلالها توفير المواد المتاحة علي الانترنت للطباعة والنشر علي يد نشطاء من داخل سوريا والدول المجاورة " . ويدعو الإقتراح أيضا الي إعطاء الأموال سرا لسياسي سوري واحد علي الأقل ممن ينتوي دخول الانتخابات ، كما جاء في الوثيقة . وستشمل هذه الجهود " حملات تعليم الناخبين " وإستطلاع الرأي ، حيث من المقرر مبدئيا أن يجري أول استطلاع للرأي في وقت مبكر من 2007 .

يقول المسئولين الامريكيين أن الحكومة الامريكية لديها إتصالات مكثفة مع عدد من الجماعات المعارضة للأسد في واشنطون واوروبا وداخل سوريا . ولتعطي الحكومة الامريكية زخما لهذه المعارضة ستولي إهتماما بالغا بعملية مراقبة الانتخابات المقترحة في الوثيقة ، حسب ما ذكر لنا عدة مسئولين . ولم تتم الموافقة علي هذا الاقتراح حتي الان بسبب مسائل تتعلق بإحتمال تأجيل الانتخابات أو حتي إلغائها . لكن مسئولا امريكيا علي دراية بالافتراح قال : " أنت مجبر علي التساؤل ما إذا كنت ستحاول الان زعزعة استقرار الحكومة السورية "

ويقول بعض منتقدي الخطة في الكونجرس والادارة الامريكية أن هذه الخطة التي يقصد منها التأثير سرا علي دولة أجنبية يجب إعتبارها قانونيا " عملية سرية " ستتطلب حسب القانون أن يبلغ البيت الأبيض لجان المخابرات في الكونجرس ومجلس النواب . وبلا شك بعض أعضاء الكونجرس سيعترضون علي الاستخدام السري للأموال المخصصة في العلن لترويج الديمقراطية .

ويقول الاقتراح أن الجهود التي ستبذل ستتم من خلال مؤسسة يديرها عمار عبد الحميد ، وهو عضو في احدي جماعات المعارضة المعروفة باسم جبهة الخلاص الوطني ومقرها واشنطون . وتضم الجبهة الاخوان المسلمين ، وهم تنظيم اسلامي كان يدعم منذ عقود استخدام العنف لاسقاط الحكومة السورية ، لكنهم الان يقولون أنهم يسعون للاصلاح الديمقراطي السلمي ( الانتماء للاخوان المسلمين في سوريا يعرض صاحبه للعقاب بالموت ) ويوجد عضو اخر في الجبهة هو عبد الحليم خدام ، وهو مسئول رفيع سابق وكان مواليا لعائلة الأسد وهرب الي الخارج مؤخرا بعد خلاف سياسي مع النظام . كان مندوبي جبهة الخلاص الوطني ، ومنهم عبد الحميد ، قد احتمعوا في وقت مبكر من هذا العام في البيت الابيض الذي وصف الاجتماعات أنها بمثابة اجتماعات استكشافية . ومنذ ذلك الحين قالت الجبهة انها تنوي فتح مكتب في واشنطون في المستقبل القريب .

كانت عملية " ترويج الديمقراطية " محور تركيز ادارات الجمهوريين والديمقراطيين ، لكن ادارة بوش كانت مروجا متميزا للديمقراطية منذ أحداث 11 سبتمبر . وتولي إليوت أبرامز ، الذي شارك في فضيحة ايران كونترا ، هذه المهمة في مجلس الأمن القومي، وحتي وقت قريب كانت إليزابيث تشيني ، إبنة نائب الرئيس ، تشرف علي هذا العمل في وزارة الخارجية . في الماضي كانت الولايات المتحدة تستخدم دعم " بناء الديمقراطية " لإسقاط أي ديكتاتور معادي ، ومنهم سلوبودان ميليزوفتش في صربيا  وفلاديمير كوتشما في اوكرانيا .

ولأجل جعل خطة " مراقبة الانتخابات " في سوريا خطة فاعلة ومؤثرة أوضحت الوثيفة أنه لابد من إخفاء جهود الولايات المتحدة عن الأنظار .وتقول الوثيقة أنه لابد من حماية أي معلومات خاصة بتمويل سياسيين سوريين لمراقبة الانتخابات من الإفشاء . لكن الخبراء الامريكيين في عملية " ترويج الديمقراطية " الذين إستعانت بهم التايم يقولون أنه ليس من الحكمة إعطاء الدعم المالي لمرشح محدد في الانتخابات بسبب التعارض المتوقع للمصالح . والأدهي ، كما أوضح  مسؤول مطلع على الوثيقة أن السرية ضرورية لأن الحكومة السورية قد تنتقم من أي شخص داخل سوريا تراه داعما لجهود لولايات المتحدة في الانتخابات . وأضاف المسئول أنه نظرا لأن الحكومة السورية لديها شبكة من الجواسيس داخل سوريا فشبه مؤكد ستكتشف جهود الولايات المتحدة ، إن لم تكن قد كشفتها بالفعل . وقد يؤدي هذا الي حبس المزيد من شخصيات المعارضة . 

أي محاولة بتنسيق أمريكي لإجراء مثل هذه الجهود لمراقبة الانتخابات قد تجعل من الحوار بين واشنطون ودمشق أمرا صعبا أو مستحيلا - كما اقترحت مجموعة دراسات العراق وعدد من حلفاء الولايات المتحدة . وقد يكون المقترح برمته مضيعة للجهد . يقول ادوارد جيريجيان سفير الولايات المتحدة السابق في سوريا الذي شارك في كتابة تقرير مجموعة دراسات العراق أن المعارضة السورية مشننة وضعيفة ولن نكسب كثيرا من هذه الخطة . وقال للتايم : " أن تمول أحزاب المعارضة المهمشة هو في أفضل الأحوال إلهاء . ولن تؤدي إلا الي تعطيل الخيار الأفضل المتمثل في مشاركة سوريا في مسائل أساسية وأكثر أهمية ، مثل العراق والسلام مع اسرائيل والوضع الخطير في لبنان " 

وكشف أخرين عن وجود هدف اخر للسياسة المقترحة . قال جوشوا لانديس ، الخبير في الشأن السوري ومدير مركز دراسات السلام في جامعة اوكلاهوما : " منذ الغزو الامريكي للعراق الذي عارضته سوريا كانت ادارة بوش تبحث عن سبل للضغط علي الحكومة السورية . وبدا أن سوريا ستكون التالية علي قائمة الادارة الامريكية لإصلاح الشرق الاوسط الكبير " وأضاف لانديس " وهذه علي ما يبدو محاولة لدعم المعارضة تحت عنوان " ترويج الديمقراطية " و " مراقبة الاتتخابات " لكنها في الحقيقة مجرد محاولة للضغط علي الحكومة السورية " لتفعل ما تريده الولايات المتحدة . وسيشمل هذا إغلاق حدود سوريا مع العراق حتي لا يعبر المتمردين الي العراق لقتل الجنود الامريكيين ووقف تمويل حزب الله والتدخل في السياسة اللبنانية والتعاون مع الامم التحدة في اغتيال رئيس الةوراء اللبناني السابق رفيق الحريري . حيث يوجد مسئولين كبار في الحكومة السورية متهمين في قضية الإغتيال . 

سيتم نقل الأموال الخاصة بإقتراح مراقبة الانتخابات من خلال برنامج وزارة الخارجية المعروف باسم مبادرة الشراكة في الشرق الأوسط . ووفقا لموقع مبادرة الشراكة في الشرق الاوسط سيتم نقل الأموال التي تتراوح بين 100 ألف دولار ومليون دولار لترويج التعليم وتمكين المرأة ، وكذلك الاصلاح السياسي والاقتصادي ، وهو جزء من إجمالي المخصصات لسوريا والمقد ب 5 مليون دولار التي أقرها الكونجرس في وقت مبكر من هذا العام

ويساعد برنامج مبادرة الشراكة في الشرق الأوسط في نقل ملايين الدولارات كل عام لجماعات في كل الشرق الاوسط بفرض ترويج الاصلاحات . وفي معظم الحالات يكون المستفيدين معروفين ، فالدعم المالي يوزع من خلال قنوات تشمل المعهد الديمقراطي الفومي ، وهي منظمة لا تسعي للربح تنتمي للحزب الديمقراطي ، والمعهد الجمهوري الدولي ، المرتبط بالحزب الجمهوري . وفي حالة سوريا ذكر إقتراح مراقبة الانتخابات السورية أن المعهد القومي الديمقراطي " شريك " - بالرغم من أن موقع المعهد القومي اليمقراطي مليئ بالمعلومات عن عملياتهم لترويج الديمقراطية في أماكن اخري من العالم ولم يذكر سوريا . ولم يعلق المتحدث الرسمي للمعهد علي الخطط المحتملة للمعهد او التي تجريها في سوريا ووصق الموضوع بأنه " حساس " 

ويثول خبراء في السياسة الخارجية الامريكية ممن علي دراية بالاقتراح أن هذا الاقتراح طوره مجموعة عمل " الديمقراطية والدبلوماسية العامة " التي تجتمع اسبوعيا في وزارة الخارجية لمناقشة مسألة ايران وسوريا . وهي تقوم بجانب جماعات اخري ذات صلة بإعداد الاقتراحات لجماعة العمليات رفيعة المستوي الخاصة بسوريا وايران وإختصارتها بالانجليزيةISOG ، وهي عبارة عن هيئة يقول العديد من المسئولين انها يشرف عليها نائب وزير الخارجية نيكولاس بيرنز ونائب مستشار مجلس الأمن القومي إليوت أبرامز ومندوبين من وزارة الدفاع والمالية والمخابرات . وقال المتحدث باسم نائب وزير الخارجية توماس كيسي أن اقتراح مراقبة الانتخابات اجريت عليه بالفعل عدة تعديلات لكن المبدأ الأساسي لا يزال ساريا الي حد كبير 

ترجمة اشرف محمد 

 http://content.time.com/time/world/article/0,8599,1571751,00.html

الجمعة، 28 أغسطس 2015

علاقات الحليف المحتمل لامريكا في سوريا تتحدي امريكا







أنطاكيا ، تركيا -- برزت إحدي جماعات المتمردين التي تضم الاف المقاتلين ولها نفوز سياسي وعلاقات وثيقة مع القوي الرئيسية في المنطقة كواحدة من أقوي قوي المعارضة في الشهور الأخيرة في سوريا . تعهدت بقتال الدولة الاسلامية والتعاطي مع الغرب . 

ورغم صراع الولايات المتحدة الطويل للعثور علي معارضة فاعلة للتصدي للرئيس بشار الاسد وقتال الدولة الاسلامية ، إلا أن ادارة اوباما لم تبدي أي اهتمام بالعمل مع تلك الجماعة المسماة أحرار الشام .

 مشكلة الولايات المتحدة مع أحرار الشام هي ارتباطها بالاسلام المسلح - مما تسبب في مخاوف عطلت الجهود التي بزلت في الماضي للعثور علي شركاء في سوريا 

وعندما اصطدم بعض المحللين ومسئولين امريكيين سابقين بالواقع في سوريا - حيث يتقاتل الحكومة والدولة الاسلامية ومجموعة من المتمردين في حرب أهلية معقدة - قالوا أنه أصبح واضحا بشكل متزايد أنه لكي تواجه الدولة الاسلامية بفاعلية وتؤثر علي مستقبل هذه البلد ستحتاج علي الأقل الي التعاطي بحذر مع جماعات مثل جماعة أحرار الشام .

قال روبرت فورد سفير امريكا السابق في سوريا ويعمل حاليا في معهد الشرق الاوسط : " هم موجودون في منطقة رمادية ، ولكن في الحروب الأهلية إذا لم تكن ترغب في الحديث الي الفصائل الموجودة في المنطقة الرمادية فلن يتبقي لك إلا القليل من الناس لتتحدث اليهم "

وقال : " أنا لا ادعو الي تقديم دعم مادي لأحرار الشام ، أو مساعدات مادية أقل فتكا ، ولكن نظرا لتفوقهم في الجبهات الشمالية والجنوبية سيكون لهم دور كبير في أي محادثات سلام ، لذا يتوجب علينا أن نجد قناة للتحدث اليهم "

هناك تعاون بين أحرار الشام وفرع تنظيم القاعدة في سوريا ورحبت أحرار الشام برفقاء أسامة بن لادن . وفي الوقت الذي يقول فيه قادتها أنهم يسعون لإقامة حكومة تمثيلية ، إلا أنهم يتحاشون كلمة " الديمقراطية " ويقولون أن الاسلام لابد وأن يكون هو المرشد لأي دولة تنشأ في النهاية .

واستنزفت أسئلة مماثلة عن مدي التعاطي مع القوي الاسلامية في مسائل خاصة بالمصلحة المشتركة صانعي السياسات الامريكيين منذ الربيع العربي ، وفي المحادثات النووية مع ايران . ولا تزال عقول القادة الامريكيين تتذكر تاريخ هؤلاء المجاهدين الذين دعمتهم الولايات المتحدة في افغانستان في الثمانينات وشكلا فيما بعد تنظيم القاعدة .

وفي سوريا لم تحصل الولايات المتحدة  من تركيزها علي العمل مع جماعات تعتبرها " معتدلة " إلا علي قلة من الحلفاء الأقوياء . وقيادة المعارضة بالمنفي ليست ذات قيمة كبيرة ، وجماعات المتمردين المدعومين من الغرب إنهارت وتعرض برنامج تدريب وتسليح المتمردين " المعتدلين " لنكسات كبيرة .

في حين إلتقي بعض الدبلوماسيين الاوروبيين مع مسئولين سياسيين من أحرار الشام، ظلت الولايات المتحدة بمعزل عنهم.

وتحدث مسئول كبير في ادارة اوباما علي دراية بالسياسة الخاصة بسوريا عن تلك الجماعة قائلا :  " انهم يقومون بحملة دعاية لتحسين صورتهم " 

ونقل المسئول تصريحات للجماعة تقول فيها أن تركيزها هو علي سوريا فقط وأنها تدعو لحكم القانون . وقالت الجماعة ايضا ان صعود الدولة الاسلامية ، المعروفة ايضا باسم داعش، جعل الولايات المتحدة أكثر " براغماتية " بخصوص حلفائها في المنطقة . 

لكن عددا من المسئولين الامريكيين قالو انهم يعتبرون تلك الجماعة جماعة متطرفة وأن تعاونهم مع جبهة النصرة ، فرع تنظيم القاعدة في سوريا ، ظل أحد العوائق الرئيسية 

وقال مسئول الادارة متحدثا شريطة عدم ذكر اسمه نظرا لان الموضوع يتعلق بتقديرات سرية : " لا اتوقع ان نعمل معهم طالما بقيوا قريبين من جبهة النصرة " 

وقال جون كيربي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في رسالة علي البريد الالكتروني يوم الثلاثاء ، " لا زال يساورنا القلق بخصوص علاقات الجماعة بالتنظيمات المتطرفة ."  تشكلت احرار الشام من اندماج فصائل اسلامية سنية في شمال غرب سوريا في وقت مبكر من اندلاع الانتفاضة علي الرئيس بشار الاسد التي بدأت سنة 2011

 وتضم عضويتها سوريين ممن تخلوا عن حركة المظاهرات الاحتجاجية ، وكذلك اسلاميين ممن افرج عنهم من السجون كجزء مما يراه البعض استراتيجية الاسد للقضاء علي النشطاء العلمانيين . وبعض أعضائها قاتلوا في العراق وافغانستان . 

نشأت الجماعة كقوة عسكرية مناهضة للاسد ، لكنها ظلت مرتبطة بالاسلام السني المسلح .  اقتبست أحد مقاطع الفيديو الخاصة بهم أقوال لعبد الله عزام ، استاذ بن لادن في افغانستان . ودعا حسن عبود ، أول زعيم للجماعة ، لإقامة حكومة اسلامية في سوريا . 

وقال السيد عبود في لقاء مع الجزيرة في 2013 : " الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب حسب ما يراه الشعب . ونحن لدينا نظام رباني صنعه الخالق لخلقه وعبيده وأمرنا الله أن نقيمه في الارض ونرفع كلمة الله " 

وأضاف : " هذا واجبنا كمسلمين " 

في العام الماضي استهدف تفجير غامض اجتماع لقادة احرار الشام وقتل السيد عبود وعشرات اخرين مما قاد الكثرين الي توقع زبول واختفاء تلك الجماعة . لكن من تبقي من اعضائها أعادوا تنظيمها وأعطوها قوة مؤسسية تنعدم في الجماعات الاخري ، كما قال احمد قرة علي المتحدث الرسمي باسم الجماعة . 

وتحولت منذ ذلك الحين الي واحدة من أكبر الجماعات المتمردة في سوريا ، حيث أصبح لها مقاتلين في كل أنحاء سوريا ومكاتب للإغاثة وللشئون السياسية وضبط للمعابر الحدودية مع تركيا . وهي عضو رئيسي في جيش الفتح ، وهو تحالف قوي من المتمردين الذين يقاتلون الحكومة في شمال غرب سوريا .  وقامت في هذا الشهر بتمثيل المعارضة في التفاوض مع ايران حول مصير الثلاثة طوائف المحاصرة .

ويقول المحللون وأعضاء الجماعة أن الجماعة تختلف اختلافا جزريا عن جبهة النصرة .  فهي يقودها سوريين وبها قليل من المقاتلين الأجانب وتعارض تقسيم سوريا . ولم تبدأ في فرض الشريعة الدينية الصارمة وعلاقتها بالجماعات المتمردة الاخري طيبة . وتعهد قادتها بحماية الأقليات ، ومع ذلك لا يزال يطلق بعضهم علي الافليات أسماء تحقر منهم 

 وتعهدوا أيضا بقتال الدولة الاسلامية واعتبروا الخلافة الاسلامية التي اعلنتها داعش من طرف واحد انحراف عن العقيدة . 

وقال قرة علي : " حركة احرار الشام حركة مستقلة تماما . وهي حركة سورية وليس لها روابط لا تنظيمية ولا أيدولوجية مع أي من التنظيمات الدولية ؟ "

الحكومة السورية تعتبر تلك الجماعة مثل كل الجماعات المتمردة جماعة ارهابية تسعي لتدمير الوطن . ويخشي الكثير من النشطاء العلمانيين المناهضين للحكومة من الطموحات بعيدة المدي لتلك الجماعة . 
وقال نشاط من محافظة إدلب شريطة عدم ذكر اسمه : " اعتدنا أن نبحث عن أفضل لواء عسكري محتمل ، لكن لدينا الان  المتطرفين الاسلاميين  وأحرار ، فإخترنا أحرار . " 
وقال وهو ينظر الي الطاولة التي أمامه " هذا الكوب قذر لكن الاخر أقذر  لذا سأختار الأول " 
ويقول الاسلاميين السوريين ممن تربطهم علاقات بالجماعة أن تطورها وقت الحرب جعل أعضائها يحملون عددا من الأراء التي كثيرا ما تتصارع 

ويعترف قادتها بوجود تنسيق عن قرب في أرض المعركة مع جبهة النصرة ، لكن هاشم الشيخ قائد الجماعة قال ان ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة يضر بالإنتفاضة . 

من الأعضاء الأوائل في الجماعة أبو خالد السوري ، وهو جهادي قديم مقرب من أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة . وقتل خالد السوري العام الماضي في تفجير سيارة مفخخة نفذتها الدولة الاسلامية . أحدث الضحايا كان شيخ مصري ظهر في فيديو نشر بعد مقتله يفاخر فيه أنه قضي 17 عاما في تنظيم القاعدة قبل أن تسوقه " رؤيا " للانضمام لتنظيم أحرار الشام . 
ويتواصل أعضاء اخرين في الجماعة مع الغرب في تحول يراه الكثيرين مدفوع من قطر وتركيا  اللتان تقدمان للجماعة الدعم السياسي والمالي ، حسب ما ذكر مسئولين امريكيين ودبلوماسيين في المنطقة . 
وفي الشهر الماضي نشر لبيب النحاس ، رئيس العلاقات السياسية والخارجية للجماعة ، مقالا في الواشنطون بوست والديلي تيليفراف ذكر فيه ان الجماعة جزء من " تيار المعارضة " السورية وأن الدولة الاسلامية لن تهزم إلا " ببديل سني من داخل سوريا " 

وقال ان السياسة الامريكية السورية " فشلت فشلا زريعا " وكتب السيد النحاس أن الجماعة كانت ملتزمة بالحوار وكانت تسعي لاقامة حكومة تمثيلية نيابية تحمي الأقليات وفي نفس الوقت تعكس الأغلبية السنية في سوريا . 
 وكتب : "يجب أن يكون هناك دور كبير للدين والعادات المحلية في أي ترتيب سياسي يخرج من تحت انقاض الصراع، وينبغي أن يتوافق مع المعتقدات السائدة لدي غالبية السوريين"

وشكك منتقدي الجماعة في أن هذه وسيلة غير مباشرة لفرض هيمنة الاسلام السني ، وفي نفس الوقت رد بعض الأعضاء المحافظين في الجماعة أن الدعوة لم تكن واضحة بما فيه الكفاية . 

وكتب أحد كبار مشايخ الجماعة ويدعي أبو محمد الصادق ردا علي المقال علي الانترنت أن أي حل في سوريا لابد وأن يقرره " ديننا وعقيدتنا " . وقال أن " الجهاد " سيستمر ضد الشيعة والأقليات المسلمة الاخري . 
 وأصدرت الجماعة هذا الشهر بيانا امتدحت فيه مولا محمد عمر ، الزعيم السابق لطالبان ، " لقتاله جيوش الغزاة " وجمعه بين القوة العسكرية والسياسة و " التناغم " مع طموحات الشعب الأفغاني . 

وقال الشيخ حسن الدغيم ، وهو من المشايخ المقربين من قادة الجماعة في شمال سوريا ، في لقاء معه أن الجماعة لا تضم إلا أقلية من المتطرفين . 

الصراع بين المتطرفين والمعتدلين داخل الجماعة سيحسمه الكيفية التي سيتطور بها الحرب في سوريا ومدي نجاح البراغماتيين منهم في الحصول علي الدعم الخارجي لقضيتهم 

وقال الشيخ الدغيمي : " العنف يصعد الجانب العسكري لكن الحل السياسي سيرفع من السياسيين "

 http://www.nytimes.com/2015/08/26/world/middleeast/ahrar-al-sham-rebel-force-in-syrias-gray-zone-poses-challenge-to-us.html?ref=middleeast&_r=0&gwh=9568107917997A750C4B0F925017BB6D&gwt=pay&assetType=nyt_now

السبت، 22 أغسطس 2015

حلقة جديدة من حلقات الحرب الأهلية التركية








في أواخر الشهر الماضي اندلعت الحرب مرة اخري بين حزب العمال الكردستاني ( بي كا كا ) والدولة التركية بضراوة ووحشية . وأدت 90 هجمة شنها ال بي كا كا بين 21 يوليو و12 اغسطس الي مقتل 30 رجل أمن و11 مدنيا .

وفاجأ تجدد القتال في تركيا الكثيرين ممن كانوا يعتقدون أن كلا طرفي الصراع غيرا من سياساتهما في السنوات الاخيرة . بدأت الحكومة الاسلامية بقيادة حزب العدالة والتنمية عملية سلام وغازلوا الناخبين الاكراد بوعدهم بإنهاء الحرب . وفي الوقت نفسه فضل ال بي كا كا النضال السياسي علي العنف وامتنع عن قتل المدنيين . وفي شهر يونيو تخطي حزب الشعوب الديمقراطي المناصر للاكراد ، لأول مرة في تاريخ انشاؤه منذ 25 عاما ، الحاجز الانتخابي المقدر ب 10 بالمئة ، وحصل علي 80 مقعدا في مجلس النواب التركي . وكان لدي الجمهور ايمان قوي أن الصراع الكردي سيحل علي مائدة المفاوضات وأن كلا الطرفين تعلما من أخطاء الماضي . لكن إلقاء نظرة متفحصة علي هذا الصراع الطويل وأنماط هذه القلاقل القصوي الأخيرة تروي لنا قصة كثيرة الاختلاف.

 ماذا نتوقع الان في ضوء هذا العنف الصادم الجديد ؟ تناولنا في كتابنا الجديد " مناطق التمرد" الحرب الطويلة بين ال بي كا كا والدولة التركية . ويشرح الكتاب روابط المقاتلين طويلة الأمد بالأرض المتنازع عليها والشعب الموجود بها والأنماط المناطقية المرنة لتوزيعة التمرد وسيطرة الدولة . بإختصار ، العنف في الحرب الاهلية التركية له أعراف تاريخية راسخة . فكلا من الدولة والمتمردين ينتهجان مجموعة واضحة من السياسات طوال ثلاثة عقود من تاريخ الصراع الذي ابتلع جنوب شرق تركيا . ولا يوجد احتمال لتوقع حدوث أي تغيير في الحلقة الاخيرة من الحرب : السيطرة لا تزال ثابته والتكتيكات العسكرية للمقاتلين تعكس عن قرب سيطرتهم علي الارض والشعب

يعرض تمرد الاكراد في تركيا حالة هامة من حالات الحرب الاهلية صعبة المراس . فتلك الحرب الجارية منذ سنة 1984 حصدت أكثر من 40 الف نفس . وتماشيا مع ايدولوجيتها المستقلة قامت ال بي كا كا بهجمات ممنهجة علي حراس القري الموالين للدولة وقوات الأمن والمؤسسات الوطنية . ورغم عدم تحقيق المتمردين سيطرة علي أراضي خلال فترة الحرب إلا أن تكتيكات حرب العصابات التي تتبعها أطالت أمد الصراع الي ما لا نهاية .

حددنا ثلاثة مناطق يتمتع فيها المتمردين بقدرات متفاوتة . وأطلقنا علي موطن التمرد اسم " المنطقة 1 " ، وهي المنطقة التي تضم الأقاليم الحدودية والأقاليم الملاصقة لها . هذه الاقاليم كانت في السابق تحت حكم الطوارئ الذي كان يسمح لقوات الامن والمحافظين في جنوب شرق أناطوليا بتبني إجراءات ضبط السكان مثل إخلاء القري والتفتيش والاعتقالات وفرض الرقابة . وفي العقود الثلاثة الماضية ، كما هو الحال اليوم ، كانت ال بي كا كا تركز عملياتها علي تلك ال 30 إقليم وتستهدف في الغالب قوات الامن .

وفي السنوات الاخيرة زادت سيطرة المتمردين علي المنطقة 1 . وطورت منظمة الشباب التابعة لل بي كا كا ، حركة الشباب الثوري الوطني ، من حضورها المثير للخوف ، لا سيما في أقاليم جزرة ونصيبين وسيلوبي في جنوب شرق تركيا علي طول الحدود مع تركيا والعراق . ويحفر المتعاطفين مع ال بي كا كا في تلك المنطقة بشكل روتيني الحفر ويضعون المتاريس لوقف تقدم الشرطة داخل أحيائهم أو اغراء الشرطة للوقوع في الفخاخ . وتنعكس السيطرة الاجتماعية الملحوظة لل بي كا كا في اغتيال قادة الرتب العالية ومطالب الجماعات المنتمية للمتمردين بالحكم الذاتي .

لم تتمكن ال بي كا كا  من استنساخ هذا النجاح في مناطق اخري. وقد أدرجنا ال 74 اقليم المتبقية في منطقة الطوارئ المختلة وأسميناها " المنطقة 2 " . وفي هذه المناطق ال بي كا كا أضعف من المنطقة 1 . وتقتصر تكتيكاتها علي وضع حواجز الطرق والقيام بهجمات علي أهداف اقتصادية . ومنذ سنة 1990 والهجمات في هذه المنطقة مستقرة بشكل معقول ، وتشكل ثلث مجموع أنشطة ال بي كا كا. وكانت ال بي كا كا تعتمد خارج منطقة الطوارئ في مدن مثل اسطنبول وأزمير وأدنة ( المنطقة 3 ) علي العنف بلا تمييز وعلي عمليات التخريب . اليوم العنف بلا تمييز مكلف وقد تضر بشرعية التنظيم .

الخلاصة هي أنه كان هناك استمرارية قوية في التوزيع الجغراقي لسيطرة المتمردين  . وفي الاسابيع الثلاثة الماضية صعدت ال لابي كا كا من هجماتها حتي وصلت اس مستويات لا تقارن الا بسنة 1993 حيث زروة الحرب الاهلية التركية . لكن تصعيد انشطة المتمردين لا يعكس تغيرا نوعيا في توزيعة السيطرة . فالقدرات العسكرية لل بي كا كا لا تزال في معظمها لم تتغير في المناطق الثلاث

ومن المعالم البارزة للحرب الاهلية التركية استمرارية رد فعل الدولة . فحومة العدالة والتنمية ، كما الحكومات التي سبقتها ، سارت علي تجارب الدولة التركية في السابق في التعامل مع المتمردين . فعلي غرار الثمانينات ، كان رد الفعل الفوري للحكومة الحالية القيام بعمليات اعتقال جماعية والتفتيش من منزل لمنزل عن الهويات . وفي 24 يوليو تم تفتيش الالاف من المنازل واعتقال المشتبه بهم في عمليات ليلية تمت بالتزامن في 34 محافظة في جميع أنحاء تركيا . ثم أعلن المحافظين عن انشاء مناطق أمنية خاصة ، وهي مناطق لا يسمح للمدنيين بدخولها . هذه السياسة هي تطبيق مصغر لحالة الطوارئ التي غطت 13 محافظة بين سنة 1987 و 2002 . وفي النهاية اعتمدت الحكومة التركية ، كما كان في الماضي ، علي القصف الجوي لمعسكرات ال بي كا كا في شمال العراق لتهدئة الجماهير في الداخل التركي .

ممارسات مكافحة التمرد تلك لا تعاقب بالضرورة المتمردين . تبدو طبيعة هجمات المتمردين بلا تأثير علي متي وأين ستوظف سياسات القبض والافراج أو سياساتها الادارية الخاصة . ورغم صغر حضور ال بي كا كا في هذه المناطق إلا ان الدولة تعتمد علي ذاكرتها المؤسسية لاستهداف مناطق تعتبرها " استراتيجية " أو " معادية " . والغريب ان عمليات الاعتقال تستهدف مدنا كبيرة من مصلحة الدولة الحفاظ علي السيطرة عليها .وبالمثل تبدو محافظة تانجيلي الواقعة في شرق تركيا تحملت وطأة المناطق الامنية الخاصة نظرا لتاريخها في التمرد . ومع ذلك فإن لاجراءات السيطرة تلك عواقب سياسية منها : تقييد حريات المدنيين وتنفير المدنيين من عمليات مكافحة المتمردين . وبمعني اخر ، وجدنا ان انشاء هذه المناطق الامنية الخاصة وعمليات الاعتقال التي تمت داخل حدود تلك المناطق ترجمت الي دعم شعبي للحزب الموالي للمتمردين في 1990 .

لو استرشدنا بالتاريخ فإن حكومة حزب العدالة والتنمية بشكل متزايد علي عمليات الاعتقال واستهداف التنظيم الحضري للمتمردين ، بينما سيحاول ال بي كا كا توسيع الصراع الي مناطق تتخطي المنطقة 1 . وقد يزعم بعض المراقبين للسياسات التركية أن عملية السلام المطولة تشير الي تغير في الاستراتيجية . ووجهة نظرهم ان احداث العنف ووقعت لان كلا الطرفين لم يلتزم بمصداقية بعملية السلام . لكن عدم القدرة علي الالتزام يتوقف علي الخلفية التاريخية التي تتخذ فيها القرارات . علاقات المقاتلين بالارض المتنازع عليه والشعب الموجود عليه تتظور مع مرور الزمن ولن تتغير في ليلة وضحاها . وفي هذا السياق لم تكن عملية السلام تغيرا في المواقف . جاء رد فعل الدولة الفوري ردا علي تصعيد الهجمات . ومن ناحية ال بي كا كا كانت العودة للعنف نتيجة متوقعة . فطوال سنوات كان العنف يبقي علي التنظيم ويحشد الأنصار .

في شهر يوليو عادت الدولة التركية والمتمردين الاتراك الي اساليبهم القديمة لكن كلا الطرفين ليس لديه أمل في هزيمة الاخر وبدلا من ذلك يكررون بلا جدوي السياسات التي سمحت بها ذاكرتهم المؤسسية .

ترجمة اشرف محمد عن مقال في صحيفة واشنطون بوست

http://www.washingtonpost.com/blogs/monkey-cage/wp/2015/08/21/a-new-episode-in-the-turkish-civil-war/

الجمعة، 14 أغسطس 2015

وصلت تحذيرات من وجود الجهاديين وسط الثوار السوريين في وقت مبكر وتم تجاهلها



في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 2013 ظهر وزير الخارجية الامريكي جون كيري في جلسات الكونجرس علي أمل حشد الدعم لخطة إدارة اوباما للرد بعمل عسكري علي استخدام  حكومة سوريا الاسلحة الكيمياوية خارج دمشق . 

وكان وزير الخارجية يحمل في جعبته أخبارا طيبة ونادرة بخصوص الصراع الذي وصل في وقتها عامه الدموي الثالث . 

طمأن كيري أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قائلا : " المعارضة أصبحت أقوي اليوم " . ورسم صورة لشركاء نموذجيين للولايات المتحدةقائلا بأن حركة الثوار " أصبحت بشكل متزايد أكثر اعتدالا وأكثر اتساعا لنطاق عضويتها " . وقال انها بدأت تلتزم بالعملية الديمقراطية ودستور يحمي الاقليات . 

وفي جلسة اخري في نفس الاسبوع رد كيري علي تشكيك احد المشرعين في وجود ثوار معتدلين بقوله ان جزءا من الثوار فقط من " تنظيم القاعدة والأشرار " . وقدر ان عددهم قد يصل من 15 الي 25 في المئة . 

وقال كيري " يوجد بالفعل معارضة معتدلة " 

وإذا كان المشرع المتشكك قد اطمأن فإن المراقبين المحترفين للشأن السوري لم يطمئنوا . وشعر الكثير منهم بالفزع لما بدا لهم إما سذاجة خطيرة أو كذب صريح ، نظرا لأن التقييمات الداخلية للحكومة الامريكية إكتشفت في وقت مبكر جدا في هذا الصراع أن المتطرفين من نوعية تنظيم القاعدة كانوا يلعبون الدور الأكبر في الحرب مع الثوار . بالاضافة الي أن الثوار الاسلاميين كانوا متهمين بخطف الصحفيين الغربيين وعمال الإغاثة . ومن هؤلاء الضحايا ستيفين سوتلوف ، وهو صحفي حر من مدينة ميامي قامت الدولة الاسلامية فيما بعد بقطع رأسه ، الذي اختفي في سوريا قبل شهر فقط من شهادة كيري في الكونجرس . 

وكان الاعتقاد السائد ، حسب كل الروايات - سواء التي وردت في المذكرات الداخلية أو تقارير المخابرات أو الرسائل التي تصل من أرض الواقع - أن المتطرفين كانوا يجندون ويتفوقون علي المقاتلين العاديين وأن الفصائل المعتدلة رخوة الانتماء المعروفة إجمالا باسم الجيش السوري الحر كانت أضعف من الجهاديين الأكثر انضباطا وأفضل تسليحا .

وتكشف اللقاءات المطولة التي ؟أجريناها مع صانعي السياسة الخاصة بسوريا في ادارة اوباما ، بعضهم ذكر اسمه صراحة والبعض الاخر طلبوا إخفاء أسماءهم ليكشفوا بحرية نقاشات الادارة من خلف الستار ، أن الادارة تلقت تحزيرات في وقت مبكر حول تفوق المقاتلين المرتبطين بالقاعدة في خضم الصراع المناهش للأسد .

إختار بعض المسئولين الكبار أن يديروا وجوههم وفضلوا الحديث في رواية مضللة عن قوة المقاتلين المعتدلين . اليوم نفس المتطرفين استولوا علي مناطق واسعة في سوريا والعراق وإقتلعوا ملايين الناس وبدأوا في تهديد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وأقحموا الولايات المتحدة في صراع اخر مفتوح في الشرق الاوسط .

بدأت الثورة السورية في مارس 2011 كجزء من موجة المظاهرا الاحتجاجية في العالم العربي والتي كانت في غالبيتها مظاهرات سلمية ضد الانظمة الاستبدادية التي أسقطت بسرعة النظام المصري والتونسي . ومع ذلك ، في غضون شهور تبين أن نداءات وزارة الخارجية لنشطاء الثورة السورية للحفاظ علي سلميتها لم تفلح أمام تزايد قمع النظام الوحشي للمتظاهرين 

لم يستغرق إنضمام المسلحين الاسلاميين للصراع طويلا ، وبرروا مشاركتهم بتفسيرات حرفية لنصوص دينية عن قتال الظالمين . وحظيت عمليات الحشد للجهاد التي بدت نبيلة إقبالا أشبه بالمغناطيس من الشباب والشابات الغاضبات من كل أنحاء العالم الاسلامي

  
وفي شهر نوفمبر بعد مرور 8 شهور علي الثورة السورية بعد أن طالب الرئيس اوباما الرئيس الاسد بالتنحي وصلت مذكرة الي مستشار الأمن القومي حينئذ توم دنيلون محذرة " أن هذا الأمر انقلب الي جهاد " ، وفقا لتلخيص مسئول كبير سابق . ماذا كان الرد ؟

قال المسئول السابق : " لم يكن هناك أي مؤشر أبدا علي أن المذكرة قد قرأت"

وقال إثنين من مساعدي دنيلون ، اللذان يعملان الان في مجلس العلاقات الخارجية بنيو يورك ، أنه غير متاح للتعليق .

كان التحول في قوة الثوار أكثر حدة في العام التالي . فقد زاد نشاط المتطرقين وبدأت معالم ما أصبح يسمي فيما بعد  بالدولة الاسلامية في التشكل والظهور

وقال روبرت فورد الذي كان حينئذ سفير الولايات المتحدة في سوريا رغم إجباره علي مغادرة سوريا في 2011 : " في النصف الثاني من سنة 2012 كان بعضنا يحذر مرؤسينا والبيت الابيض أن الجهاديين يسيطرون علي شرق سوريا وسيقيمون ارتباطات مع الجهاديين في العراق . والحقيقة أن الجهاديين السوريين جاءوا من العراق . لذا فنحن كنا نعلم بالفعل أنه تربطهم علاقات وروابط " .

ترسخ وجود الجهاديين في الفترة التي أخبر فيها كيري الكونجرس في خريف 2013 أن المعتدلين في صعود

وصنفت ادارة اوباما بالفعل جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا تنظيما ارهابيا