الجيش السوري يتقدم في ريفي حلب وحمص ويقصف القلمون
انفراج كيميائي في لاهاي .. و«جنيف» بلا مواعيد!
جنود سوريون يمرون قرب علم «جبهة النصرة» في تل حاصل في محافظة حلب أمس (رويترز) |
حركة
مكثفة على مسار الأزمة السورية خلال اليومين الماضيين، توّجت أخبارها ليل
امس بإعلان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من لاهاي الاتفاق على خطة التخلص
من المخزون الكيميائي السوري.. لكن ليس على الاراضي الالبانية مثلا كان
مقترحا.
وبينما كان الجيش السوري يحقق المزيد من التقدم على الارض، خصوصاً في ريفي حلب وحمص، وتقصف مدفعيته في جبال القلمون، وتعترف المعارضة بمقتل خمسة من كبار قادتها العسكريين، كمؤشر على سخونة الوضع الميداني، كان الاميركيون يتحدثون عن ضرورة «الحفاظ على المؤسسات» السورية من الانهيار، ويجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا للمرة الاولى من عامين، بنظيره السوري بشار الاسد.
لكن تحولاً حاسماً في مشهد التحضير لمؤتمر «جنيف 2» لم يتحقق، وسط شكوك بالمواعيد المحتملة لانعقاده في كانون الاول المقبل، باستثناء التأكيد الروسي على ضرورة جمع أطراف الازمة، والتشديد المصري على أهمية الحل السياسي في سوريا، ورفض العسكرة، فيما تستعد موسكو لاستقبال الوفد السوري المؤلف من بثينة شعبان وفيصل المقداد وأحمد عرنوس يوم الاثنين، بعدما كانت قد وجهت دعوة الى رئيس «الائتلاف» المعارض أحمد الجربا لزيارتها.
وفي هذه الأثناء، علق الأتراك للمرة الاولى على إعلان سلطة الادارة الذاتية من جانب الاكراد السوريين، وقال الرئيس التركي عبد الله غول أمس، إن بلاده «لا ترغب في حدوث أمر واقع» مشيرا الى رفض أنقرة تقسيم سوريا.
وتبدو زيارة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني الى ديار بكر التركية اليوم، للقاء رجب طيب أردوغان، محاولة تركية لإثارة التنافس بينه وبين زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، للإمساك بالأوراق الكردية، فيما لا تسجل علاقات تركيا مع أكرادها تقدماً على الصعيد السياسي، وفي وقت وقع امس هجوم مسلح على قافلة عسكرية تركية في منطقة بالقرب من الحدود السورية، وذلك في أخطر انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار المستمر منذ ثمانية شهور.
وفي موسكو، ينشط الحراك حالياً على تحديد موعد مؤكد لـ«جنيف 2»، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي، أعربا خلال مكالمة هاتفية بينهما عن الأمل بأن يتم خلال الاجتماع الثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة في جنيف في 25 من تشرين الثاني الحالي، تنسيق المسائل العالقة بشأن المؤتمر، بما في ذلك بشأن دائرة المشاركين في المؤتمر من الأطراف الخارجية.
وأشارت الخارجية في بيانها إلى أن لافروف «أكد ضرورة عقد هذا المؤتمر بأسرع ما يمكن، من أجل إطلاق الحوار الوطني السوري على أساس بيان جنيف، على اعتباره الأرضية المتفق عليها للتسوية السياسية الديبلوماسية للأزمة السورية».
وجاء البيان الروسي، في ظل نفي ما تردد حول أن وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة لافروف وجون كيري اتفقا على عقد مؤتمر «جنيف 2» في الثاني عشر من الشهر المقبل، معتبراً أن «موعد انعقاد المؤتمر الدولي سيحدده الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون».
وكان لافروف قد أكد، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي خلال زيارته إلى القاهرة أمس الأول، أن «المنظمات الإنسانية في سوريا لم تقل إن الحكومة السورية لم تتعاون معها، ولكن المشكلة بالجماعات المسلحة التي تمنع عملها، وهناك لقاءات مع ممثلي الجامعة العربية للتحضير لجنيف 2».
واعتبر لافروف أن الجامعة العربية اتخذت عدة قرارات متسرعة بشأن سوريا في الفترة الماضية، وأن موقف روسيا معروف حيال ذلك، مشدداً على أنه لا بد من مكافحة الإرهابيين الذين يزدادون إرهاباً في سوريا.
من جانبه، أكد فهمي أن هناك اتفاقاً مع روسيا على أن «الحل في سوريا سياسي، ومصر كانت دائماً ضد عسكرة الحل».
وروسياً أيضاً، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره السوري بشار الأسد هاتفياً، للمرة الأولى منذ عامين، سير العمل على وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية وعملية تدميرها والتحضير لمؤتمر «جنيف 2».
وأعلن المكتب الإعلامي للكرملين أمس الأول، أن بوتين عبّر عن ارتياحه للتعاون القائم بين السلطات السورية وبعثة منظمة حظر السلاح الكيميائي والأمم المتحدة.
«جنيف 2» سيكون أيضاً محور المحادثات، بين الوفد الحكومي السوري الذي سيزور موسكو بعد غد الاثنين، في وقت أكدت فيه الخارجية الروسية أن ممثلي الحكومة السورية سيلتقون لافروف خلال زيارتهم، من دون التأكيد عمّا إذا سيلتقي الوفد ممثلين عن المعارضة السورية. وكان المتحدث الرسمي باسم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لؤي صافي، قد قال إن «الائتلاف» سيدرس الدعوة التي تلقاها لزيارة العاصمة الروسية خلال اليومين المقبلين.
في سياق آخر، انتهت أمس، المهلة الزمنية المقترحة سورياً على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لوضع خطة مفصلة لتدمير مخزون «الكيميائي».
اجتماع المنظّمة في لاهاي انتهى بتبني الخطة السورية في اللحظة الأخيرة، بعدما كان ينتظر قرار ألبانيا بالموافقة على استخدام أراضيها لتدمير الترسانة. وكان الرد الألباني سلبياً، حيث أعلن رئيس وزرائها إيدي راما أن بلاده «يستحيل أن تشارك في هذه العملية» لافتقارها إلى الإمكانيات اللازمة.
ونجح الجيش السوري أمس، باستعادة السيطرة على ثلاث قرى في ريف حمص، «بعد عملية ناجحة ومناورات تكتيكية دقيقة»، بحسب ما جاء في بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية.
وأضاف البيان أن «وحدات من الجيش السوري تمكنت صباح أمس، من إحكام سيطرتها على بلدات الحدث وحوارين ومهين والمستودعات القريبة منها في الجنوب الشرقي لمدينة حمص».
من جهة ثانية، تشهد بلدتا بيت سحم وبيلا في ريف حلب اشتباكات بين من تبقى من المسلحين والجيش السوري الذي يسعى للتقدم نحو هذه المواقع، بعد استعادته السيطرة على بلدة تل حاصل في الريف الحموي، بالاضافة الى السبينة وحجيرة في الريف الدمشقي، في وقت تعرضت فيه جبال القلمون لقصف، تزامن مع سيطرة الجيش على مواقع في محيط بلدة قارة وجبل مهين المطل على مستودعات ذخيرة في ريف حمص، بحسب ما أكد مصدر أمني لوكالة «فرانس برس».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل يوسف العباس المعروف باسم «أبي الطيب»، وهو قيادي في «لواء التوحيد»، في غارة استهدفت قاعدة عسكرية عند مدخل حلب الشمالي». (تفاصيل صفحة 13)
إلى ذلك، أعلنت مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي سوزان رايس أمس الأول، أنه يتحتم على المعارضة السورية أن تدرك أن لا أحد سيستفيد من انهيار المؤسسات الحكومية في دمشق.
وأضافت رايس أن البيت الأبيض يرى أنه لا حل عسكرياً للأزمة السورية، وأن السوريين لا يمكن أن يكون لهم مستقبل «ما بقي (الرئيس السوري بشار) الأسد في الحكم». وتابعت أنه يتعين على «داعمي الأسد» أن يدركوا أن استمرار الصراع لن يؤدي إلا إلى تحول سوريا إلى ملاذ لمسلحي تنظيم «القاعدة» وغيرهم من المتطرفين، على حد تعبيرها، مضيفة أن «الطريق الوحيد إلى الأمام يكون من خلال تسوية سياسية تفاوضية، من شأنها إنهاء العنف وحماية حقوق جميع السوريين».
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، «روسيا اليوم»)
وبينما كان الجيش السوري يحقق المزيد من التقدم على الارض، خصوصاً في ريفي حلب وحمص، وتقصف مدفعيته في جبال القلمون، وتعترف المعارضة بمقتل خمسة من كبار قادتها العسكريين، كمؤشر على سخونة الوضع الميداني، كان الاميركيون يتحدثون عن ضرورة «الحفاظ على المؤسسات» السورية من الانهيار، ويجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا للمرة الاولى من عامين، بنظيره السوري بشار الاسد.
لكن تحولاً حاسماً في مشهد التحضير لمؤتمر «جنيف 2» لم يتحقق، وسط شكوك بالمواعيد المحتملة لانعقاده في كانون الاول المقبل، باستثناء التأكيد الروسي على ضرورة جمع أطراف الازمة، والتشديد المصري على أهمية الحل السياسي في سوريا، ورفض العسكرة، فيما تستعد موسكو لاستقبال الوفد السوري المؤلف من بثينة شعبان وفيصل المقداد وأحمد عرنوس يوم الاثنين، بعدما كانت قد وجهت دعوة الى رئيس «الائتلاف» المعارض أحمد الجربا لزيارتها.
وفي هذه الأثناء، علق الأتراك للمرة الاولى على إعلان سلطة الادارة الذاتية من جانب الاكراد السوريين، وقال الرئيس التركي عبد الله غول أمس، إن بلاده «لا ترغب في حدوث أمر واقع» مشيرا الى رفض أنقرة تقسيم سوريا.
وتبدو زيارة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني الى ديار بكر التركية اليوم، للقاء رجب طيب أردوغان، محاولة تركية لإثارة التنافس بينه وبين زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، للإمساك بالأوراق الكردية، فيما لا تسجل علاقات تركيا مع أكرادها تقدماً على الصعيد السياسي، وفي وقت وقع امس هجوم مسلح على قافلة عسكرية تركية في منطقة بالقرب من الحدود السورية، وذلك في أخطر انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار المستمر منذ ثمانية شهور.
وفي موسكو، ينشط الحراك حالياً على تحديد موعد مؤكد لـ«جنيف 2»، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي، أعربا خلال مكالمة هاتفية بينهما عن الأمل بأن يتم خلال الاجتماع الثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة في جنيف في 25 من تشرين الثاني الحالي، تنسيق المسائل العالقة بشأن المؤتمر، بما في ذلك بشأن دائرة المشاركين في المؤتمر من الأطراف الخارجية.
وأشارت الخارجية في بيانها إلى أن لافروف «أكد ضرورة عقد هذا المؤتمر بأسرع ما يمكن، من أجل إطلاق الحوار الوطني السوري على أساس بيان جنيف، على اعتباره الأرضية المتفق عليها للتسوية السياسية الديبلوماسية للأزمة السورية».
وجاء البيان الروسي، في ظل نفي ما تردد حول أن وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة لافروف وجون كيري اتفقا على عقد مؤتمر «جنيف 2» في الثاني عشر من الشهر المقبل، معتبراً أن «موعد انعقاد المؤتمر الدولي سيحدده الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون».
وكان لافروف قد أكد، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي خلال زيارته إلى القاهرة أمس الأول، أن «المنظمات الإنسانية في سوريا لم تقل إن الحكومة السورية لم تتعاون معها، ولكن المشكلة بالجماعات المسلحة التي تمنع عملها، وهناك لقاءات مع ممثلي الجامعة العربية للتحضير لجنيف 2».
واعتبر لافروف أن الجامعة العربية اتخذت عدة قرارات متسرعة بشأن سوريا في الفترة الماضية، وأن موقف روسيا معروف حيال ذلك، مشدداً على أنه لا بد من مكافحة الإرهابيين الذين يزدادون إرهاباً في سوريا.
من جانبه، أكد فهمي أن هناك اتفاقاً مع روسيا على أن «الحل في سوريا سياسي، ومصر كانت دائماً ضد عسكرة الحل».
وروسياً أيضاً، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره السوري بشار الأسد هاتفياً، للمرة الأولى منذ عامين، سير العمل على وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية وعملية تدميرها والتحضير لمؤتمر «جنيف 2».
وأعلن المكتب الإعلامي للكرملين أمس الأول، أن بوتين عبّر عن ارتياحه للتعاون القائم بين السلطات السورية وبعثة منظمة حظر السلاح الكيميائي والأمم المتحدة.
«جنيف 2» سيكون أيضاً محور المحادثات، بين الوفد الحكومي السوري الذي سيزور موسكو بعد غد الاثنين، في وقت أكدت فيه الخارجية الروسية أن ممثلي الحكومة السورية سيلتقون لافروف خلال زيارتهم، من دون التأكيد عمّا إذا سيلتقي الوفد ممثلين عن المعارضة السورية. وكان المتحدث الرسمي باسم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لؤي صافي، قد قال إن «الائتلاف» سيدرس الدعوة التي تلقاها لزيارة العاصمة الروسية خلال اليومين المقبلين.
في سياق آخر، انتهت أمس، المهلة الزمنية المقترحة سورياً على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لوضع خطة مفصلة لتدمير مخزون «الكيميائي».
اجتماع المنظّمة في لاهاي انتهى بتبني الخطة السورية في اللحظة الأخيرة، بعدما كان ينتظر قرار ألبانيا بالموافقة على استخدام أراضيها لتدمير الترسانة. وكان الرد الألباني سلبياً، حيث أعلن رئيس وزرائها إيدي راما أن بلاده «يستحيل أن تشارك في هذه العملية» لافتقارها إلى الإمكانيات اللازمة.
ونجح الجيش السوري أمس، باستعادة السيطرة على ثلاث قرى في ريف حمص، «بعد عملية ناجحة ومناورات تكتيكية دقيقة»، بحسب ما جاء في بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية.
وأضاف البيان أن «وحدات من الجيش السوري تمكنت صباح أمس، من إحكام سيطرتها على بلدات الحدث وحوارين ومهين والمستودعات القريبة منها في الجنوب الشرقي لمدينة حمص».
من جهة ثانية، تشهد بلدتا بيت سحم وبيلا في ريف حلب اشتباكات بين من تبقى من المسلحين والجيش السوري الذي يسعى للتقدم نحو هذه المواقع، بعد استعادته السيطرة على بلدة تل حاصل في الريف الحموي، بالاضافة الى السبينة وحجيرة في الريف الدمشقي، في وقت تعرضت فيه جبال القلمون لقصف، تزامن مع سيطرة الجيش على مواقع في محيط بلدة قارة وجبل مهين المطل على مستودعات ذخيرة في ريف حمص، بحسب ما أكد مصدر أمني لوكالة «فرانس برس».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل يوسف العباس المعروف باسم «أبي الطيب»، وهو قيادي في «لواء التوحيد»، في غارة استهدفت قاعدة عسكرية عند مدخل حلب الشمالي». (تفاصيل صفحة 13)
إلى ذلك، أعلنت مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي سوزان رايس أمس الأول، أنه يتحتم على المعارضة السورية أن تدرك أن لا أحد سيستفيد من انهيار المؤسسات الحكومية في دمشق.
وأضافت رايس أن البيت الأبيض يرى أنه لا حل عسكرياً للأزمة السورية، وأن السوريين لا يمكن أن يكون لهم مستقبل «ما بقي (الرئيس السوري بشار) الأسد في الحكم». وتابعت أنه يتعين على «داعمي الأسد» أن يدركوا أن استمرار الصراع لن يؤدي إلا إلى تحول سوريا إلى ملاذ لمسلحي تنظيم «القاعدة» وغيرهم من المتطرفين، على حد تعبيرها، مضيفة أن «الطريق الوحيد إلى الأمام يكون من خلال تسوية سياسية تفاوضية، من شأنها إنهاء العنف وحماية حقوق جميع السوريين».
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، «روسيا اليوم»)
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=2619&articleId=1355&ChannelId=63363#.UoUQvqxP-XU
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق