الأحد، 22 مايو 2016

من الذين يتكلمون نيابة عن المعارضة السورية ؟







بتاريخ 12 يوليو 2012


هناك كابوس يتكشف في كل أنحاء سوريا، في منازل مدينة الحيفة وشوارع مدينة الحولة. وكلنا نعلم كيف ستنتهي القصة: قتل الالاف من الجنود والمدنيين وتدمير المنازل والعائلات وضرب الرئيس الأسد حتي الموت في أحد المصارف

تلك هي قصة الحرب في سوريا ولكن هناك قصة أخري سنرويها. قصة أقل دموية، ومع ذلك فهي قصة مهمة. إنها قصة عن رواة القصص : المتحدثين الرسميين و " الخبراء المتخصصين في الشأن السوري " و " نشطاء الديمقراطية " ، وصانعي البيانات . الناس الذين " يحثون " و " يحذرون " و " يدعون للتحرك "

إنها قصة تتحدث عن أكثر الناس الذين ينقل عنهم من أعضاء المعارضة وعلاقاتهم بالبزنس الانجلو اميريكي لصناعة المعارضة. أغلب وسائل الاعلام واسعة الانتشار  كانت سلبية بشكل ملحوظ عندما يتعلق الأمر بالمصادر السورية. وتصف تلك المصادر بكل بساطة بصفتهم " المتحدثين الرسميين " أو " نشطاء حقوق انسان "، في الغالب دون التدقيق في بياناتهم او خلفياتهم أو علاقاتهم السياسية

ومن الأهمية بمكان التأكيد علي التالي : التحقيق في خلفية المتحدثين الرسميين السوريين لا يعني التشكيك في معارضتهم للأسد. لكن شغفهم بكراهية نظام الأسد ليس ضمانة لإستقلالهم. وبالفعل هناك عدد من الشخصيات البارزة في حركة المعارضة السورية من المنفيين في الخارج منذ فترة طويلة ويتلقون تمويلا من الحكومة الامريكية لتقويض حكومة الأسد قبل فترة طويلة من اندلاع الربيع العربي .

ورغم أن الحكومة الامريكية لم تقر أن سياستها المعلنة في سوريا إسقاط الأسد بالقوة، إلا أن هؤلاء المتحدثين الرسميين يدافعون بصوت مرتفع عن التدخل العسكري الاجنبي لسوريا مما يجعل منهم حلفاء طبيعيين للمحافظين الجدد في امريكا الذين أيدوا غزو بوش للعراق ويضغطون الان علي ادارة اوباما للتدخل في سوريا .

قالت هيلري كلينتون يوم الأحد : " الرمال نفذت من زجاج الساعة " . لذا، فمع اشتداد القتال في سوريا، وإبحار السفن الحربية الروسية نحو طرطوس، فقد حان الوقت لإلقاء نظرة عن كثب علي هؤلاء الذين يتحدثون نيابة عن الشعب السوري .


 المجلس الوطني السوري


الممثلين الرسميين للمجلس الوطني السوري هم أكثر المتحدثين الرسميين التابعين للمعارضة الذين يتم النقل عنهم . والمجلس الوطني السوري ليس جماعة المعارضة الوحيدة - لكنها الجماعة المعترف بها عموما بصفتها " إئتلاف المعارضة الرئيسي " ( حسب البي بي سي ) . وتصفها صحيفة الواشنطون تايمز بأنها " جماعة تشكل مظلة لفصائل متنافسة متواجدة خارج سوريا ". وبالطبع المجلس الوطني السوري هو من أكثر جماعات المعارضة لتي لها علاقات وثيقة مع القوي الغربية - وطالبت بالتدخل الدولي من المراحل الاولي للإنتفاضة . وفي شهر فبراير من هذا العام أثناء افتتاح قمة أصدقاء سوريا في تونس صرح ويليم هيغ بالتالي : " سأجتمع بقادة المجلس الوطني السوري في ظرف دقائق . ونحن سنعاملهم ونعترف بهم، بالإشتراك مع الدول الاخري، كممثل شرعي للشعب السوري " .

ومن أبرز المتحدثين الرسميين للمجلس الوطني السوري هي الأكاديمية السورية التي تعيش في فرنسا بسمة قدماني .



بسمة قدماني :





ها هي بسمة قدماني شوهدت تغادر مؤتمر بيلدربيرغ الذي انعقد هذا العام في مدينة شانتيلي بولاية فيرجينيا .

قدماني عضو في المكتب التنفيذي ورئيسة الشئون الخارجية للمجلس الوطني السوري. وقدماني مقربة من هيكل السلطة في المجلس الوطني السوري وواحدة من أكثر المتحدثين الرسميين في المجلس الوطني . وصرحت هذا الاسبوع قائلة : " لا إمكانية للحوار مع النظام الحاكم ولن نناقش إلا كيفية الانتقال الي نظام سياسي مختلف " . وقالت هنا نقلا عن وكالة الانباء الفرنسية : " الخطوة التالية يجب أن تكون قرار بموجب الفصل السابع، والذي يسمح باستخدام كل الوسائل المشروعة، والوسائل القسرية، وحظرا على الأسلحة، فضلا عن استخدام القوة لإجبار النظام علي الامتثال ".

 وترجم هذا التصريح في العنوان التالي "السوريون يطالبون بقوات حفظ السلام المسلحة" (صحيفة استراليا هيرالد صن). عندما يتم استدعاء عمل عسكري دولي واسع النطاق فمن المنطق أن نسأل: من بالضبط الذي يطالب بذلك؟ يمكننا أن نقول ببساطة، "المتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني السوري"، أو يمكننا أن نلقي عليها نظرة عن قرب 

في هذا العام حضرت قدماني للمرة الثانية مؤتمر بيلدربيرغ . وفي المؤتمر الذي عقد في 2008 كانت قدماني في قائمة الحضور بصفتها مواطنة فرنسية. وبحلول 2012 إختفت فرنسية قدماني ووضعت في قائمة حضور المؤتمر بكل بساطة كمواطنة " دولية " - وأصبح وطنها هو عالم العلاقات الدولية . 

ولو عدنا للوراء سنوات قليلة، في 2005 كانت قدماني تعمل لصالح مؤسسة فورد في القاهرة، حيث كانت تتولي منصب مدير برنامج التعاون الدولي والحوكمة . مؤسسة فورد منظمة كبيرة مقرها نيويورك وكانت قدماني بالفعل عضو بارز فيها. لكنها كانت علي وشك ان تقفز خطوة للأمام . 

وفي تلك الأثناء إنهارت العلاقات السورية الامريكية في 2005 وإستدعي الرئيس بوش السفير الامريكي من دمشق . ويرجع تاريخ الكثير من مشاريع المعارضة لهذه الفترة . وقالت صحيفة الواشنطون بوست : " بدأت الأموال الأمريكية تدفق الي المعارضة السورية في ظل حكم الرئيس جورج بوش بعد أن جمد فعليا العلاقات السياسية مع دمشق في 2005 "

 وفي سبتمبر 2005 تم تعيين قدماني المدير التنفيذي للمبادرة العربية للإصلاح
(ARI) ، وهي برنامج بحثي أطلقه لوبي قوي في الولايات المتحدة هو مجلس العلاقات الخارجية (CFR).

مجلس العلاقات الخارجية من نخبة مراكز الأبحاث الامريكية الخاصة بالسياسة الخارجية ويصف المبادرة العربية للاصلاح علي موقعه بصفتها " مشروعا خاصا بمجلس العلاقات الخارجية " وبشكل أكثر تحديدا، المبادرة العربية للإصلاح أطلقتها مجموعة داخل مجلس العلاقات الخارجية تسمى "مشروع الولايات المتحدة / الشرق الأوسط" - وهي هيئة من كبار الدبلوماسيين وضباط الاستخبارات والممولين، والهدف المعلن منها هو القيام ب "تحليل السياسات" الإقليمية من أجل " منع الصراعات وتعزيز الاستقرار ". ويسعي مشروع الولايات المتحدة / الشرق الأوسط لتحقيق هذه الأهداف بتوجيه من هيئة دولية برئاسة الجنرال (المتقاعد) برنت سكوكروفت.

برنت سكوكروفت (الرئيس الفخري) هو مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي - تولى المنصب بعد هنري كيسنجر. ويجلس إلى جانب سكوكروفت في الهيئة الدولية زميله الجيوستراتيجي، زبيغنيو بريجنسكي، الذي خلفه في منصب مستشار الأمن القومي، وبيتر ساذرلاند، رئيس مجلس إدارة بنك جولدمان ساكس الدولية. لذا ففي أوائل عام 2005 أصبح لدينا  جناحا كبيرا من أجنحة المؤسسة الاستخباراتية والمصرفية الغربية اختار قدماني لادارة مشروع بحثي في الشرق الأوسط. ,في سبتمبر من ذلك العام تم تعيين قدماني مديرا متفرغا للبرنامج. وفي عام 2005 كلف مجلس العلاقات الخارجية مركز الإصلاح الأوروبي بتولي "الاشراف المالي" علي المشروع . وهنا يأتي الدور البريطاني.

 مجلس الاصلاح الاوربي يشرف عليه اللورد كير، نائب رئيس شركة رويال داتش شل. وكير هو رئيس سابق للسلك الدبلوماسي، وهو مستشار بارز في تشاتام هاوس (وهو مركز أبحاث بعرض أفضل عقول المؤسسة الدبلوماسية البريطانية).

 المسؤول عن مجلس الاصلاح الاوربي بشكل يومي هو تشارلز غرانت، المحرر السابق في شئون الدفاع في صحيفة الاكونومست، وفي هذه الأيام هو عضو في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وهو  "مركز أبحاث أوروبي" مليئ بالدبلوماسيين ورجال الصناعة، وأساتذة جامعات ورؤساء وزارات. وستجد على قائمة الأعضاء اسم: "بسمة قدماني (فرنسا / سوريا) - المدير التنفيذي للمبادرة العربية للإصلاح ".

 اسم آخر في القائمة: جورج سوروس - الممول الذي تعد "مؤسسات المجتمع المفتوح" الخاصة به مصدر التمويل الرئيسي للمجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية. على هذا المستوى، تشابكت عوالم الصرافة، والدبلوماسية، والصناعة، والاستخبارات والمعاهد المختلفة للسياسات وفي وسط كل هؤلاء كانت قدماني

المغزي هو أن قدماني ليست مجرد " ناشطة من أنصار الديمقراطية " عشوائية وجدت نفسها بالصدفة أمام الميكروفون . وهي لديها أوراق اعتماد دبلوماسية دولية لا تشوبها شائبة: فهي تتولى منصب مدير الأبحاث في أكاديمية ديبلوماتيك انترناسيونال - وهي "مؤسسة مستقلة ومحايدة تكرس جهودها لتعزيز الدبلوماسية الحديثة". ويرأسها الأكاديمي جان كلود كوسران، الرئيس السابق لجهاز  المخابرات الخارجية الفرنسية.

وتبرز صورة قدماني كجندي يحظي بثقة صناعة ترويج الديمقراطية الانجلو امريكية . وجاء في موقع المجلس الوطني السوري أن " محافظة المنشأ " التي نشأت فيها هي دمشق 
 ولكن كانت لها علاقات مهنية طويلة ووثيقة مع القوي التي طالبتها بالتدخل في سوريا 


والعديد من رفاقها من المتحدثين الرسميين لديهم بالمثل علاقات جيدة بهم 





رضوان زيادة : 
 

ومن الممثلين الاخرين للمجلس الوطني السوري الذين كثيرا ما ينقل عنهم هو رضوان زيادة - مدير العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري. زيادة لديه سيرة زاتية تثير الاعجاب: فهو زميل بارز في مركز أبحاث في واشنطون ممول من الحكومة الفيدرالية، وهو المعهد الامريكي للسلام ( يمتلئ مجلس ادارة المعهد الامريكي للسلام بخريجين من وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي، ورئيسه هو ريتشارد سولومون، المستشار السابق لكيسنجر في مجلس الأمن القومي).

وفي شهر فبراير من هذا العام انضم زيادة لحفنة من نخبة الصقور في واشنطون لتوقيع خطاب يطالب اوباما بالتدخل في سوريا . ويضم زملاؤه الموقعين علي الخطاب جيمس وولسي (رئيس المخابرات السابق)، كارل روف (معالج بوش الابن)، كليفورد ماي (من لجنة الخطر الداهم) واليزابيث تشيني، الرئيس السابق لمجموعة عمليات إيران وسوريا في البنتاغون.

زيادة شخص منظم بشدة ومطلع ببواطن الأمور في واشنطون ومحل ثقة وتربطه علاقات بأقوي مراكز الأبحاث. وتمتد علاقات زيادة لتصل الي لندن. في 2009 أصبح زميل زائر في معهد تشاتام هاوس، وفي شهر يونيو من العام الماضي ظهر في قائمة إحدي المناسبات الخاصة به - وكتب بحثا بالاشتراك مع زميله في المجلس الوطني السوري أسامة منجد ( وسنتحدث عن اسامة منجد فيما بعد ) حمل العنوان التالي " وضع تصور للمستقبل السياسي لسوريا "

وعرفت صحيفة وول ستريت جورنال غضبان بصفته وسيط بين حكومة الولايات المتحدة والمعارضة السورية في المنفى: "تم أول اتصال بين البيت الأبيض وجبهة الخلاص الوطني علي يد نجيب غضبان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أركنساس ". كان هذا في عام 2005. العام الفاصل.

في الوقت الحالي غضبان عضو في الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، وعضو في المجلس الاستشاري للهيئة السياسية ومقرها واشنطون ويطلق عليها المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية (SCPSS) - وهي منظمة شارك زيادة في تأسيسها

كان زيادة يقوم بصنع اتصالات كتلك طوال سنوات . في 2008 شارك زيادة في اجتماع لشخصيات من المعارضة في مبني للحكومة في واشنطون : وكان مؤتمرا مصغرا أطلقوا عليه " التحول في سوريا " . الاجتماع كان برعاية هيئة مقرها الولايات المتحدة تسمي مجلس الديمقراطية وبرعاية منظمة مقرها بريطانيا تسمي حركة العدالة والتنمية . كان يوما حافلا لحركة العدالة والتنمية - فرئيسها أنس العبدة سافر الي واشنطون من لندن ليشارك في هذه المناسبة وبرفقته مدير العلاقات العامة للحركة . وهنا وصف الحركة لذلك الحدث علي موقع الحركة : " شهد المؤتمر إقبالا غير مسبوق حيث امتلأت الصالة المخصصة بالضيوف من مجلس النواب ومجلس الشيوخ وممثلين عن مراكز الدراسات والصحفيين وسوريين في الخارج موجودين في الولايات المتحدة "

افتتح اليوم بكلمة إفتتاحية ألقاها جيمس برنس، رئيس مجلس الديمقراطية. وكان زياده في لجنة يرأسها جوشوا مورافتشيك (من دعاة التدخل العسكري المتطرفين وكاتب مقال " إقصفوا ايران "  سنة 2006 ). وكان موضوع النقاش "نشأة المعارضة المنظمة ". وكان يجلس بجانب زياده في اللجنة مدير العلاقات العامة لحركة العدالة والتنمية - وهو الرجل الذي أصبح لاحقا زميله في المجلس الوطني السوري - إنه أسامة المنجد.


 أسامة المنجد


يعد أسامة المنجد، بالاضافة لقدماني وزيادة، أحد أهم المتحدثين الرسميين في المجلس الوطني السوري. ويوجد اخرين بالطبع - فالمجلس الوطني السوري كائن ضخم ويضم الاخوان المسلمين. 
المعارضة للأسد واسعة النطاق، لكن هؤلاء من الأصوات الأساسية. يوجد متحدثين رسميين اخرين لهم سيرة سياسية طويلة، مثل جورج صبرا من حزب الشعب الديمقراطي - تعرض صبرا للإعتقال والسجن لفترة طويلة خلال صراعه مع " النظام الشمولي القمعي في سوريا " . ويوجد أصوات من المعارضة من خارج المجلس الوطني السوري، مثل الكاتب ميشيل كيلو الذي يتحدث بطلاقة عن أعمال العنف التي تمزق وطنه، حيث قال : " سوريا تدمر، الشارع تلو الشارع، المدينة تلو المدينة، القرية تلو القرية. أي نوع من الحل هذا ؟ أمن أجل أن تبقي جماعة صغيرة في السلطة تدمر البلد بالكامل " 







ولكن مما لا شك فيه أن المجلس الوطني السوري هو الهيئة الرئيسية للمعارضة، وفدماني وزيادة ومنجد هم في الغالب من يتحدثون نيابة عنه. ويظهر منجد من وقت لاخر علي القنوات التليفزيونية الاخبارية بصفته معلق سياسي. فهنا يتحدث في البي بي سي من مكتبهم في واشنطون. منجد لا يجمل رسالته : " نحن نشاهد علي شاشات التليفزيون كل يوم المدنيين يزبحون والأطفال يقتلون والنساء يغتصبن " 



وفي الوقت نفسه يتحدث منجد الي قناة الجزيرة عن " ما يحدث بالفعل، في الواقع، وعلي الأرض" من " ميليشيات الأسد " الذين " يأتون ويغتصبون النساء ويذبحون الأطفال ويقتلون كبار السن " 





وتبين منذ أيام قليلة أن منجد له مدونة علي موقع صحيفة الهافنغتون بوست المخصصة لبريطانيا
 شرح فيها بشكل مطول :  "  لماذا يجب أن يتدخل العالم في سوريا " وطالب بتقديم  " مساعدات عسكرية مباشرة " و " مساعدات عسكرية من الخارج " . لذلك، مرة أخري، نظرح السؤال الوجيه التالي : من هو هذا المتحدث الرسمي الذي يطالب بالتدخل العسكري ؟ 

منجد عضو في المجلس الوطني السوري ومستشار لرئيسه، وجاء في السيرة الذاتية الخاصة به علي موقع المجلس الوطني السوري التالي : " مؤسس ومدير قناة بردي " - وهي قناة فضائية تابعة للمعارضة مقرها مدينة فوكسهول بجنوب لندن . في 2008، بعد شهور قليلة من حضوره مؤتمر " التحول في سوريا " ، عاد منجد الي واشنطون وتلقي دعوة للغداء مع الرئيس جورج بوش مع حفنة من المعارضين المفضلين. ( يمكنك أن تري هنا منجد في صورة تذكارية، وهو الثالث علي اليمين الذي يضع رابطة العنق الحمراء بجوار كونداليزا رايس )

وفي هذه الفترة في 2008 كانت وزارة الخارجية الامريكية تعرف منجد بصفته " مدير العلاقات العامة لحركة العدالة والتنمية التي تقود الكفاح من أجل التغيير الديمقراطي والسلمي في سوريا  "

فلنلقي نظرة عن قرب علي حركة العدالة والتنمية. في العام الماضي حصلت صحيفة الواشنطون بوست علي قصة من موقع ويكيليكس الذي نشر كمية كبيرة من البرقيات الدبلوماسية المسربة. وتكشف هذه البرقيات عن تدفق ملحوظ للأموال من وزارة الخارجية الامريكية وحركة العدالة والتنمية التي مقرها لندن.  وجاء في تقرير الواشنطون بوست التالي : " قناة بردي مرتبطة ارتباط وثيق بحركة العدالة والتنمية، وهي شبكة من السوريين في الخارج ومقرها لندن. وكشفت البرقيات الدبلوماسية الامريكية السرية أن وزارة الخارجية مولت تلك الجماعة بحوالي 6 مليون دولار منذ 2006 لانشاء قناة فضائية وتمويل أنشطة اخري داخل سوريا "

ورد متحدث رسمي من وزارة الخارجية علي هذه القصة بقوله : " محاولة ترويج التحول الي عملية أكثر ديمقراطية في هذا المجتمع لا يقوض بالضرورة الحكومة القائمة " . وهم محقين بالفعل، فهي ليست " بالضرورة " كذلك .

وعندما سئل منجد نفسه عن أموال وزارة الخارجية قال أنه " لا يستطيع ان يؤكد " تمويل وزارة الخارجية لقناة بردي، لكنه قال " لم أتلقي بنفسي بنسا واحدا " . وأصر مالك العبده، الذي كان حتي وقت قريب مدير قناة بردي، قائلا : " ليس لنا معاملات مباشرة مع وزارة الخارجية " . ومعني الجملة يتمحور حول كلمة " مباشرة " . وجدير بالذكر أن مالك العبدة هو أيضا أحد مؤسسي حركة العدالة والتنمية ( التي كانت من المستفيدين من مبلغ 6 مليون دولار من وزارة الخارجية، حسب البرقية المسربة ) وهو أخو أنس العبدة رئيس حركة العدالة والتنمية . كما أنه شريك في ملكية العلامة التجارية  MJD ( وهي اختصار لحركة العدالة والتنمية ) : ما إعترف به مالك العبده هو أن قناة بردي تتلقي جزءا كبيرا من تمويلها من منظمة امريكية لا تسعي للربح، وهي منظمة مجلس الديمقراطية. وهي من المنظمات من رعاة مؤتمر التحول في سوريا. إذن فمن رأيناهم في 2008 في نفس الاجتماع هم بالضبط قادة تلك المنظمات الذين ذكرتهم برقيات ويكيليكس باعتبارهم حلقة الوصل ( مجلس الديمقراطية ) والمستفيدين ( حركة العدالة والتنمية ) من كميات كبيرة من أموال وزارة الخارجية . 

ويصنف مجلس الديمقراطية ( وهي منظمة مسئولة عن توزيع المنح الامريكية ) وزارة الخارجية باعتبارها أحد مصادر تمويلها . والعملية تتم بهذه الكيفية : مجلس الديمقراطية يعمل كوسيط لادارة المنح بين " مبادرة شراكة الشرق الأوسط " التابعة لوزارة الخارجية و " الشركاء المحليين " ( مثل قناة بردي) كما ورد في صحيفة الواشنطون بوست كالتالي : 

" كشفت عدة برقيات دبلوماسية امريكية من السفارة في دمشقأن معارضين سوريين في الخارج استلموا اموالا من برنامج تابع لوزارة الخارجية يسمي مبادرة شراكة الشرق الاوسط. ووفقا للبرقيات، نقلت وزارة الخارجية اموالا لجماعة من المعارضين في الخارج من خلال مجلس الديمقراطية، وهي منظمة غير ربحية مقرها لوس أنجليس " 

وألقي نفس التقرير الضوء علي برقية صادرة في 2009 من السفارة الامريكية في سوريا تقول أن مجلس الديمقراطية استلم مبلغ 6.3 مليون دولار من وزارة الخارجية لادارة برنامج خاص بسوريا يسمي " مبادرة تعزيز المجتمع المدني " . وتصف البرقية هذا البرنامج بأنه " جهد تعاوني منفصل بين مجلس الديمقراطية والشركاء المحليين " ويهدف، ضمن أشيء أخري، الي انتاج " مفاهيم بث مختلفة " . وجاء في الواشنطون بوست التالي : " وبينت برقيات أخري أن أحد هذه المفاهيم هو قناة بردي " 

حتي شهور قليلة مضت كان يشرف علي مبادرة شراكة الشرق الاوسط التابعة لوزارة الخارجية تمارا كوفمان ويتيس ( حاليا موجودة في معهد بركينز الذي يعد أحد مراكز الأبحاث المؤثرة في واشنطون ) . وقالت أن مبادرة شراكة الشرق الأوسط " خلقت إنطباعا ايجابيا عن جهود ترويج الولايات المتحدة للديمقراطية " . وأثناء عملها هناك قالت : " يوجد الكثير من المنظمات في سوريا ودول اخري تسعي الي التغيير في حكوماتهم .... هذه أجندة نؤمن بها وسندعمها " . وتقصد بالدعم المال 


الأموال



هذا الأمر ليس بجديد. عد الي الوراء الي اوائل 2006 وستعرف أن وزارة الخارجية الامريكية أعلنت عن فرصة جديدة للتمويل أطلقوا عليها " برنامج الديمقراطية في سوريا " . وقدمت منحا " تقدر ب 5 مليون دولار للسنة المالية 2006 "

في تلك الأيام كانت الأموال تتدفق أكثر من أي وقت مضي. في بداية شهر يونيو 2012 دشن قادة المعارضة ومنهم وائل ميرزا ( الأمين العام للمجلس الوطني السوري ) منتدي الأعمال السوري في الدوحة. وقال ميرزا : " تم انشاء هذا الصندوق لدعم كل مكونات الثورة في سوريا " . ما هو حجم الصندوق ؟ حوالي 300 مليون دولار. ولا توجد وسيلة أيا كانت لنعرف من أين أتت هذه الأموال، مع أن ميرزا ألمح الي " الدعم المالي القوي من دول الخليج للصندوق الجديد " ( وفقا للجزيرة ) . وأثناء انطلاقة المنتدي قال ميرزا أنه تم بالفعل إنفاق 150 مليون دولار وذهب جزء منها الي الجيش السوري الحر .

وظهرت مجموعة ميرزا من رجال الأعمال السوريين في مؤتمر المنتدي الاقتصادي الدولي الذي حمل العنوان " برنامج للتعاون الدولي " والذي عقد في اسطنبول في نوفمبر 2011 .وبعدها أصبح المجلس الوطني السوري، علي حد تعبير ويليم هيغ، " الممثل الشرعي للشعب السوري " - وقادر علي إدارة تلك الأموال علي الملأ

حملة الدعاية من أجل بناء الشرعية للمعارضة والتمثيل والتدخل هي الحملة الأساسية

وفي مقال كتبه السفير دينيس روس في صحيفة يو اس توداي في فبراير هذا العام صرح قائلا : " حان الوقت للارتقاء بوضعية المجلس الوطني السوري ". وما كان يريده بشكل عاجل هو كالتالي : " خلق هالة من الحتمية حول المجلس الوطني السوري كبديل للأسد " . هالة من الحتمية. كسب المعركة مقدما

المحارب الرئيسي في هذه المعركة لكسب العقول والقلوب هو الصحفي الامريكي والمدون علي موقع صحيفة التليغراف، مايكل فايس


                            مايكل فايس



من الخبراء في الشأن السوري ومن أكثر من ينقل عنهم - وأحد المتحمسين للتدخل الغربي - مايكل فايس الذي ردد كلام السفير روس بقوله : " التدخل العسكري في سوريا ليس إختيارا بقدر ما هو حتميا"

ونجد بعض كتابات فايس الداعية للتدخل العسكر علي موقع "NOW Lebanon" ( لبنان الان ) ومقره بيروت والمقرب من واشنطون الذي يعد قسم " سوريا الان " فيه مصدرا هاما لمستجدات الاخبار السورية . في 2007 أنشأ المدير التنفيذي لشركة Saatchi & Saatchi، ايلي الخوري، موقع " لبنان الان " .ووصفت صناعة الاعلانات خوري أنه " خبير في الاتصالات الاستراتيجية ومتخصص في تحسين صورة الشركات والحكومات "

وفي شهر مايو قال فايس لموقع لبنان الان أنه بفضل تدفق الأسلحة للثوار السوريين " بدأنا بالفعل نشهد بعض النتائج " . وقد كان قد أظهر رضا مماثلا عن التطورات العسكرية قبل شهور قليلة، ففي مقالة له في صحيفة نيو ريبابليك كتب التالي : "في الأسابيع القليلة الماضية قطع الجيش السوري الحر وألوية الثوار الأخري المستقلة أشواطا كبيرة" - وبناء عليه وضع " خطة للتدخل العسكري في سوريا "، كما يفعل أي مدون . 

لكن فايس ليس مجرد مدون. فهو ايضا مدير الاتصالات والعلاقات العامة في جمعية هنري جاكسون، وهو مركز أبحاث متخصص في العلاقات الخارجية ومشكل من الصقور شديدي التطرف . 


ويضم الرعاة الدوليين لجمعية هنري جاكسون : جيمس ويلسي ( الرئيس السابق للسي اي ايه )، مايكل شيرتوف ( الأمن الداخلي ) ، ويليام كريستول ( مركز أبحاث PANC وهي اختصار " مشروع للقرن الأمريكي الجديد وهو مركز أبحاث مكون من المحافظين الجدد ) ، ويليام كريستول ( من نفس مركز PANAC ) ، روبرت كاجان ( أيضا من مركز PANAC )، جشوا مورافيتشيك ( صاحب مقال " اقصفوا ايران " ) وريتشارد بيرل ( أمير الظلام ) . ويدير الجمعية ألان مندوزا، رئيس مستشاري مجموعة برلمانية من كل الأحزاب معنية بالأمن الدولي وأمن الأطلسي

جمعية هنري جاكسون لا تساوم في " استراتيجيتها الجريئة " نحو الديمقراطية. ويتولي فايس توصيل الرسالة. وجمعية هنري جاكسون فخورة بالتأثير بعيد المدي لرئيس العلاقات العامة بها حيث قالت : " هو من كتب التقرير المؤثر : " هل نتدخل في سوريا؟ تقييم المشروعية واللوجستيات والمخاطر . " والذي عدله وصدق عليه المجلس الوطني السوري "

أعيد كتابة إسم تقرير فايس فأصبح " مناطق امنة لأجل سوريا " - وفي نهاية المطاف نشر علي الموقع الرسمي للمجلس الوطني السوري   syriancouncil.org ، كجزء من الأدبيات الاستراتيجية الخاصة بالمكتب العسكري. تولي تعديل تقرير جمعية هنري جاكسون مؤسس والمدير التنفيذي لمركز الاتصالات والابحاث الاستراتيجية (SRCC) - وهو أسامة منجد

اذن فأسامة منجد مؤسس قناة بردي هو من عدل تقرير فايس ونشره من خلال منظمته الخاصة  به (SRCC) وسلمه للمجلس الوطني السوري بدعم من جمعية هنري جاكسون .

وفي نهاية المطاف تولي منجد إجراء " لقاءات صحفية مع مايكل فايس "  . وفايس ليس الخبير الاستراتيجي الوحيد الذي وضع خريطة الطريق لهذه الحرب ( فكثير من مراكز الأبحاث فكرت فيها وكثير من الصقور تحدثوا عنها )، لكن خريطة الطريق التي وضعها فايس كانت الأكثر تفصيلا



                                المرصد السوري لحقوق الانسان




مبرر " حتمية " التدخل العسكري في سوريا هو وحشية نظام الرئيس الأسد: الجرائم والقصف وانتهاكات حقوق الانسان . وهنا تأتي أهمية المعلومات. وهناك مصدر يعلو علي كل المصادر يوفر لنا البيانات الخاصة بسوريا. وعند كل منعطف يتم النقل عنه : " قال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لقناة صوت امريكا أن القتال والقصف أدي لمقتل 12 شخص علي الأقل في محافظة حمص "

يستخدم المرصد السوري لحقوق الإنسان كمصدر مستقل للحصول على الأخبار والإحصاءات. وفي  هذا الأسبوع وحده نقلت وكالة الأنباء الفرنسية هذه القصة: "نشرت احدي المنظمات التي تراقب الأوضاع في سوريا أن القوات السورية قصفت محافظات حلب ودير الزور وقتل ما لا يقل عن 35 شخصا يوم الاحد في جميع أنحاء البلاد، بينهم 17 مدنيا."  وأدرجت فظائع وأرقام مختلفة للضحايا ، وكلها من مصدر واحد: "وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس عبر الهاتف".

وتصب الاحصائيات الرهيبة تلو الاحصائيات من " المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن " ( وكالة الاسوشيتد برس ) . ويصعب ايجاد تقرير إخباري عن سوريا لا ينقل عنه. ولكن من هؤلاء ؟.  " إنهم " شخص يدعي رامي عبد الرحمن يعيش في مدينة كوفينتري.

وجاء في تقرير رويترز في ديسمبر العام الماضي : " عندما لا يتلقي عبد الرحمن اتصالات من وسائل الاعلام الدولية يذهب عبد الرحمن الي محل الملابس الذي يديره مع زوجته والذي يبعد مسافة دقائق "

عندما نقلت مدونة الشرق الأوسط علي صحيفة الغارديان عن " رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الانسان " وضعت رابطا لمقالا متشككا نشر في صحيفة مودرت توكيو تايمز - وهو مقال يقترح علي وسائل الاعلام أن تكون " أكثر موضوعية بخصوص مصادرها " عند النقل عن " هذا الكيان المزعوم "، المرصد السوري لحقوق الانسان .

يبدو اسم " المرصد السوري لحقوق الانسان " اسما فيه عظمة ولا يرقي اليه الشك وموضوعي. ولكن عندما تكون منظمة عبد الرحمن التي مقرها بريطانيا هي المصدر الوحيد للكثير من قصص وكالات الأنباء بخصوه موضوع مهم كهذا فمن المنطق البتدقيق في هذه المنظمة

والمرصد ليس بأي حال من الأحوال مصدر الأخبار السوري الوحيد الذي ينقل عنه بحرية مع قليل من التدقيق أو بدون تدقيق



                                            حمزة فاخر 



بإمكاننا فهم العلاقة بين أسامة منجد والمجلس الوطني السوري وصقور جمعية هنري جاكسون ووسائل الاعلام من خلال حالة حمزة فاخر. ففي 1 يناير كتب نيك كوهين في الاوبزيرفر : " لكي تدرك حجم الهمجية استمع الي حمزة فاخر، وهو ناشط من دعاة الديمقراطي، الذي يعد من أوثق المصادر عن جرائم النظام التي يخفيها التعتيم الاعلامي " 

وواصل تكرار رواية القصص الفظيعة التي يرويها فاخر عن التعذيب والقتل الجماعي. وتحدث فاخر الي كوهين عن وسيلة تعذيب جديدة بالألواح الساخنة سمع عنها : " تخيل اللحم الذائب يصل العظام قبل أن يسقط المعتقل علي اللوحة الساخنة " . وفي اليوم التالي بدأ شاميك داس في الكتابة علي مدونته Left Foot Forward التقدمية " المبنية علي الأدلة " ونقل عن نفس المصدر : " حمزة فاخر الناشط المدافع عن الديمقراطية يصف الواقع المثير للغثيان .... " وتكررت الرواية التي رواها فاخر لكوهين عن الفظائع 

إذن من هو بالضبط الناشط حمزة فاخر المدافع عن الديمقراطية ؟ 

تبين أن فاخر شارك في كتابة تقرير " الثورة في خطر " - وهو " تقرير استراتيجي لجمعية هنري جاكسون " نشر في فبراير من هذا العام. وشارك في كتابة التقرير مع مدير الاتصالات في جمعية هنري جاكسون، مايكل فايس. وعندما لا يشارك فاخر في كتابة تقارير جمعية هنري جاكسون يعمل جاكسون مدير الاتصالات في مركز التواصل والأبحاث الاستراتيجية ومقرها لندن ( ملحوظة من المترجم : المركز حزف موقعه علي الانترنت لذلك وضعت رابط صفحتهم علي الفيس بوك ). وجاء في موقعهم التالي : " إنضم الي المركز في 2011 وتولي المنتجات واستراتيجية التواصل " 

وكما تتذكرون، مركز التواصل والابحاث الاستراتيجية يديره أسامه منجد: " أسس السيد المنجد المركز في 2010 . وينقل عنه وتجري معه لقاءات بشكل واسع في الصحافة الدولية ووسائل الاعلام . كان يعمل في السابق مستشارا للتواصل في اوروبا والولايات المتحدة وعمل في السابق مديرا لقناة بردي .... " 

                                
                                      منجد رئيس فاخر 


وإذا لم يكن هذا كافيا لإثبات تلاعب واشنطون، ففي مجلس ادارة مركز التواصل والأبحاث الاستراتيجية يجلس مرهف جويجاتي، وهو أستاذ في جامعة الدفاع الوطني في واشنطون - وهي " المركز الرئيسي للتعليم العسكري المهني المشترك (JPME) " وهي " تحت إشراف رئيس هيئة الأركان المشتركة " 

اذا تصادف وخططت للقيام برحلو الي " مركز التواصل والدراسات الاستراتيجية " الخاص بمنجد فستجده علي العنوان التالي :
Strategic Research & Communication Centre, Office 36, 88-90 Hatton Garden, Holborn, London EC1N 8PN

وفي هذا العنوان ستجد مقرات لشركات اخري في لندن مثل مقر شركة الصباغة المقلدة The Fake Tan Company وشركةSupercar 4 U Limited وشركة  Moola للقروض وشركة Ultimate Screeding لتجليخ البلاط ومدرسة لندن للجازبية - وهي " شركة تدريب مقرها لندن تساعد الرجال علي اكتساب المهارات والثقة بالنفس للقاء النساء " . وحوالي مئة من الشركات الاخري . وتبين أن مكتب مركز التواصل والدراسات الاستراتيجية هو مكتب افتراضي. هناك شيئ غريب في هذا الأمر. " مركز التواصل " ليس له حتي مركز - اسم فخم ليس له وجود مادي

هذه هي حقيقة حمزة فاخر. في 27 مايو نقل شاميك داس صاحب مدونة Left Foot Forward عن فاخر رواية أخري عن الجرائم التي وصفها الان بعتبارها " رواية من شاهد عيان " وهو ما تحول الان ليصبح " سجل نظام الأسد "  
اذن فتقريرا عن الفظائع قدمه خبير استراتيجي من جمعية هنري جاكسون،  وهو مدير التواصل في قسم العلاقات العامة، اكتسب ثقلا وأصبح "سجلا" تاريخيا.

 وهذا لا يعني أن رواية الفظائع ربما تكون غير حقيقية، ولكن كم من هؤلاء الذين تداولوها تفحصوا مصادرها ومنشأها؟

دعونا لا ننسي، فمهما تعرض مجال الأخبار والرأي العام من عدم استقرارفإنه يكون مضاعفا علي الأرض. فنحن نعلم ( علي أقل تقدير ) أن " وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية الأمريكية يساعدون الجيش السوري الحر التابع للمعارضة علي انشاء طرق لوجستية لنقل الامدادات داخل سوريا وتوفير التدريب علي التواصل " 


 أبواب القنابل مفتوحة. ورسمت الخطط 

كان هذا يختمر منذ فترة من الزمن. استغلال كل الطاقات والتخطيط الدقيق لتغيير هذا النظام - أمر يحبس الأنفاس. القوة الناعمة والتواصل السياسي للمؤسسات الكبري والكيانات السياسية ضخم، لكن التدقيق لا يحترم الألقاب والأسماء الخداعة ولا الدرجات الجامعية ولا " التقارير الاستراتيجية " . وعملك في مجال  " حقوق الانسان " أو " الديمقراطية " لا يعفيك من التدقيق 


وعندما تكون " مديرا للتواصل " فهذا يعني أنك ينبغي أن تزن كلامك بحرض زائد. فاخر وفايس كلاهما مديرين للتواصل - ومحترفين في العلاقات العامة. في المؤتمر الذي عقده مركز
تشاتام هاوس للأبحاث في يونيو 2011 سجلوا المنجد علي النحو التالي : " أسامة المنجد، مدير التواصل، المبادرة الوطنية للتغيير " وكان رئيسا للعلاقات العامة لحركة التنمية والعدالة . ايلي الخوري صانع موقع لبنان الان الاخباري هو المدير التنفيذي للاعلانات في شركة Saatchi . هذين المديرين للتواصل يعملان بجد لخلق ما أسمته تامارا ويتيس " علامة إيجابية " 


إنهم يبيعون فكرة التدخل الاجنبي وتغيير النظام ووسائل الاعلام الشهيرة لديها نهم لشرائها. والكثير من " النشطاء " والمتحدثين الرسميين الذين يمثلون المعارضة السورية مرتبطين ارتباط وثيق ( وفي أحيان كثيرة مرتبطين ماديا ) بالولايات المتحدة ولندن - وكلتاهما هما من سيقومان بالتدخل . وهو ما يعني أن المعلومات والاحصائيات من هذه المصادر ليست بالضرورة أخبارا نقية طاهرة - بل هي حملة علاقات عامة 

ولكن لم يفت الأوان لطرح الأسئلة والتدقيق في المصادر . طرح الأسئلة لا يجعل منك مؤيدا للأسد - تلك حجة كاذبة. هذا سيجعل منك أقل عرضة للخداع. الخبر السار هو أنه مع كل دقيقة يولد متشككون . 


بقلم تشارلي سكيلتون 
بتاريخ 12 يوليو 2012 
صحيفة الجارديان البريطانية







http://www.theguardian.com/commentisfree/2012/jul/12/syrian-opposition-doing-the-talking

الأحد، 15 مايو 2016

أحرار الشام : خيرها وشرها

جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تستحق مساندتنا لها 




 في الحوار الذي أجراه مؤخرا الرئيس باراك اوباما مع صحيفة زي نيويوركر، عقد مقارنة مثيرة للانتباه بين تنظيم القاعدة وفريق لوس أنجليس ليكر لكرة السلة. وقال : " لو إرتدي فريق أشبال زي
فريق لوس أنجليس ليكر لن يجعل منهم هذا الزي اللاعب كوبي براينت " . وواصل شرحه قائلا أنه بالمثل لا يوجد " فرق بين قدرة وإستطاعة ( أسامة ) بن لادن وشبكة تنشط في التخطيط لمؤامرات ارهابية كبيرة في الداخل مقابل الجهاديين المشتبكين في صراع علي السلطة في مناطق مختلفة ونزاعات أغلبه طائفية " 

ولقي تصريح اوباما الساخر انتقادات لاذعة من كثيرين من اليمين السياسي، الذين اتهموه بالإستخفاف بالإرهاب.قال أوليفر نورث، الرئيس السابق لمشاة البحرية الامريكية : "انه تصريح وقح ومتعجرف وجاهل" . ومع ذلك فمهما كان لهذه الحجة من جازبية إلا أنها حجة كاذبة. وكما ألمح أوباما، أن من حقائق الحياة السيطة أن ليس كل المنظمات الإرهابية تشكل تهديدا مماثلا للولايات المتحدة وحلفائها.

لا يوجد أنسب من هذا الوقت لهذه اللطمة. تنظيم القاعدة الذي عرفناه بالأمس قد رحل. وما تبقي منه هو مجموعة من المنظمات العديدة المختلفة المنشطرة، وبعضها لها أجندتها الخاصة بها، وهي أجندة شديدة المحلية. والرد الأمريكي علي كل واحدة منها، كما صرح اوباما، يجب أن " يحدد ويكون دقيقا بما فيه الكفاية بما لا يجعلنا نعتقد أن أي أعمال فظيعة ترتكب حول العالم بدافع فكر اسلامي متطرف هي تهديد مباشر لنا أو أنه شيئ نضظر الي التورط فيه " 

  الآثار المترتبة على مثل هذا النهج أثار بعيدة المدى، لكنها تحتاج إلى  تطبيقها مباشرة وفورا في سوريا. اليوم يتقاتل فرعين تابعين لتنظيم القاعدة، جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام(داعش) في محافظة الرقة السورية. وربما يري أوليفر نورث أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تقضي علي كلا الفريقين. لكن إلقاء الرئيس نظرة متفحصة  سيجعله يطرح أسئلة أساسية قبل اتخاذ أي إجراء متعجل. هل للولايات المتحدة مصلحة في نتائج صراع داخل تنظيم القاعدة؟ هل تتبني موقفا علي طريقة " فليصاب منزلهما بالجدري"؟ أم أن أحد فرعي تنظيم القاعدة أقل تهديدا من الفرع الاخر، وبالتالي يستحق التغاضي عنه لأسباب تكتيكية؟

واذا لم تكن هذه المسائل معقدة بما يكفي، فهناك مسألة أخري: يجب علي الولايات المتحدة أن تدرس هل قتال تنظيم القاعدة هو دائما أولوية استراتيجية في الشرق الأوسط. وقد يعترض ها طريق أهداف أخري، تشمل جهود إحتواء ايران وسوريا، وكلتاهما دولتين راعيتين للإرهاب ويداهما ملطختان بقدر كبير من الدماء. فعلي سبيل المثال، قد يؤدي التركيز الحصري علي تنظيم القاعدة في سوريا الي تحسين موقف ايران مما يضر بنفس القدر بمصالح الولايات المتحدة بعيدة المدي .

أصبحت الحاجة إلى المرونة العملياتية حاجة ماسة لا سيما في الأسبوع الماضي، عندما اتضح أن أحد الأعضاء البارزين في أحرار الشام، وهي من الجماعات الثورية الأكثر فعالية التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كانت له علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة. نشر الرجل، أبو خالد السوري، بيانا امتدح فيه بن لادن وزعيم تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري. وبتصريح السوري  بولائه لهذين الرجلين قدم دليلا ملموسا على ان تنظيم القاعدة وأحرار الشام مرتبطان ارتباطا وثيقا، كما كانت تتردد الشائعات منذ فترة طويلة. ولو إسترشدنا بالتجارب السابقة فإن بيان السوري سيولد بلا شك ضغوطا على الولايات المتحدة لتصنيف أحرار الشام كمنظمة إرهابية.

 وقبل أن يفعل اوباما ذلك ينبغي أن يفهم التالي : 

أولا، أحرار الشام وشركائها في الجبهة الاسلامية، وهي أكبر إئتلاف للثوار، في حالة حرب علي داعش التي تشكل قلقا أكبر للولايات المتحدة . وداعش لديها أكبر سجل لدعم الجهاد الدولي ويداها ملطختان بدماء الأمريكيين من حربها ضد الولايات المتحدة في العراق. وداعش تقتل المدنيين السوريين دون تمييز، وأخيرا هي حلقة الوصل الرئيسية التي يمتد من خلالها الصراع في سوريا الي محافظة الأنبار في العراق. تمثل الجبهة الاسلامية التي تضم أحرار الشام الأمل الأخير لهزيمة داعش في سوريا . 

ثانيا، تصنيف أحرار الشام كجماعة ارهابية سيقضي علي الفرص القليلة المتاحة للولايات المتحدة لبناء علاقات قوية مع الميليشيات الاخري في الجبهة الاسلامية. وهذه العلاقات ستضمن أن تتعامل الجبهة بشكل جيد مع المدنيين السوريين أثناء الحرب وبعدها، لو تمكنوا من إسقاط الأسد. جعل أحرار الشام عدو مباشر سيصعب بشدة علي المنظمات الامريكية غير الحكومية نقل المساعدات من خلال المناطق التي تسيطر عليها هي والجبهة الاسلامية لأن قوانين الولايات المتحدة تحرم العمل مع المنظمات الارهابية. 

وأخيرا، حسن عبود قائد أحرار الشام لم يقر أبدا برؤية بن لادن في الجهاد الدولي. وكفاحه مقتصر علي سوريا. تصنيف هذه الجماعة كمنظمة ارهابية سيأتي باثار سلبية بسبب دفعها بالكامل نحو معسكر تنظيم القاعدة .
(في الواقع، بيان السوري في حد ذاته قد يكون مؤشرا على وجود نقاش داخلي حول الارتباط ارتباطا وثيقا بجبهة النصرة التي تنافس داعش علي ارتداء معطف تنظيم القاعدة في سوريا.)
 
البعض سيقول أن أيدي الولايات المتحدة مغلولة. فالتأكيد العلني أن أحد أفراد تنظيم القاعدة قائد بارز في أحد أهم فصائل الجبهة الاسلامية أمر يصعب تجاوزه. لكن أوباما أكثر حصافة عندما يتعلق الأمر بتصنيف احدي المنظمات الارهابية مما يعتقد البعض . 

أنظر، علي سبيل المثال، لسابقة أفغانستان حين امتنعت الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر من تصنيف أي طرف في طالبان كجماعة ارهابية، رغم أن طالبان تأوي تنظيم القاعدة وحملت السلاح في وجه الولايات المتحدة. وفي السنوات الأخيرة فقط صنف اوباما شبكة حقاني التي لها علاقات مباشرة ببن لادن كجماعة ارهابية. وحتي يومنا هذا لم تصنف المكونات الرئيسية لطالبان مثل شبكة حكمتيار ومجلس شوري كويتا كجماعات ارهابية

كل هذا لا يعني أن تجلس الولايات المتحدة عاجزة وتسمح لأحرار الشام أن تنمو دون ضوابط. والواضح أن التعاطف مع القاعدة هو بشير شؤم لمستقبل سوريا، لكن الكثير من جوانب الصراع السوري، ومنها دور ايران وحزب الله والسياسات الاجرامية لنظام الأسد. وبالأحري، لابد وأن ينظر الي تصنيف الجماعات الارهابية الاجنبية بإعتباره تكتيكا لخدمة استراتيجية أكبر - أداة في يد رئيس يحسن التمييز . 


https://www.foreignaffairs.com/articles/syria/2014-01-23/good-and-bad-ahrar-al-sham

الثلاثاء، 10 مايو 2016

الموضوع منقول عن موقع شبكة الأنباء الإنسانية IRIN  المتخصصة في تتبع أخبار المساعدات الانسانية في مناطق الأزمات والحروب .


التحقيق الأمريكي في فساد المعونة عبر الحدود التركية السورية يزداد عمقاً

تعليق تمويل الوكالات الرئيسية بسبب العمولات غير المشروعة والرشوة






توصل تحقيق أجرته شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إلى أن التحقيقات التي تجريها هيئة رقابية حكومية أمريكية حول الفساد في تقديم المساعدات عبر الحدود التركية السورية تغوص إلى أعماق أكبر مما كان متوقعاً وتكشف عن تورط عدد أكبر من المنظمات غير الحكومية مما ذُكر في تقارير سابقة.

ويقوض فساد التعاقد من الباطن والاحتيال في المشتريات جهود إرسال الإغاثة الحيوية عبر الحدود إلى السوريين اليائسين.

وقد أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يوم 6 مايو أنها طلبت من بعض المنظمات غير الحكومية التي ترسل المساعدات من تركيا إلى سوريا وقف جزء من عملها. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تحقيق يجريه مكتب المفتش العام الذي وجد شبكة من الموردين التجاريين وموظفي المنظمات غير الحكومية وغيرهم ممن تواطأ "للانخراط في تزوير المناقصات ومخططات متعددة للرشوة والعمولات غير المشروعة تتعلق بعقود إيصال المساعدات الإنسانية داخل سوريا".

وعلى الرغم من أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ترفض التعليق على حالات محددة، فقد كشفت المقابلات التي أجرتها شبكة الأنباء الإنسانية أن التحقيقات قد أثبتت تورط العديد من المنظمات الرئيسية، بما في ذلك الهيئة الطبية الدولية (IMC) ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC) والمنظمة غير الحكومية الأيرلندية (GOAL)، وأن تلك المنظمات عوقبت بتعليق التمويل جزئياً على الأقل.
"عملية معقدة"

ويسمح قرار مجلس الأمن رقم 2165 الصادر في يوليو 2014 صراحة لوكالات الأمم المتحدة بتقديم المساعدات عبر الحدود السورية الدولية. مع ذلك، فإن المنظمات غير الحكومية الدولية تقوم بإيصال المعونات بهذه الطريقة منذ عام 2012 على الأقل.

ويتم تسليم معظم المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة داخل سوريا عبر الحدود مع تركيا والأردن، وأحياناً لبنان. ولا تقل قيمة المساعدات الرسمية المقدمة عبر الحدود من الجهات المانحة الرئيسية عن 500 مليون دولار سنوياً.

والجدير بالذكر أن المنظمات غير الحكومية الثلاث التي ثبت تورطها قد نمت بسرعة منذ بداية الأزمة السورية، مدعومة جزئياً بتمويل المساعدات عبر الحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وقد زاد دخل الهيئة الطبية الدولية (الولايات المتحدة) إلى أكثر من الضعف، إلى 232 مليون دولار، بين السنتين الماليتين 2011/2012 و2014/2015. وقفز دخل منظمة GOAL بنسبة 94 بالمائة بين عامي 2013 و2014 فقط (الأرقام الخاصة بعام 2015 ليست متاحة بعد). أما لجنة الإنقاذ الدولية، التي تعتبر أكبر المنظمات الثلاث من حيث الإيرادات، فإنها تدير حالياً تمويلاً سنوياً يربو على 500 مليون دولار.

وتُعتبر سلسلة التوريد المعنية إحدى الأعمال التجارية الكبيرة. وعلى الرغم من أن بيانات المشتريات عن عمليات المنظمات غير الحكومية ليست معلنة، إلا أن السلع والخدمات المشتراة من قبل منظومة الأمم المتحدة في تركيا قد قفزت مع استمرار الحرب في سوريا: اشترت سلعاً بقيمة 339 مليون دولار من تركيا في عام 2014، ارتفاعاً من 196.7 مليون دولار في عام 2013 و90 مليون دولار في 2012.

وتُعد المنظمات غير الحكومية الثلاث من الجهات الفاعلة الكبيرة، ولكنها أيضاً تعتمد في تمويلها بشكل كبير على المصادر الحكومية. وفي حالة تضرر علاقتها مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (ذراع المساعدات الخارجية لحكومة الولايات المتحدة) على نحو لا يمكن إصلاحه، فإن قدرتها على مواصلة العمل في بلدان أخرى قد تتأثر أيضاً.

وفي هذا الشأن، قال مسؤول كبير في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تحدث لشبكة الأنباء الإنسانية شريطة عدم الكشف عن هويته أن التحقيق الذي بدأ في مارس 2015، ركز على المشتريات في تركيا، وقد كشف عن "عملية معقدة قد يصعب إثباتها".

وأضاف المسؤول أن التحقيق بدأ بناءً على تقرير من واحدة من المنظمات غير الحكومية حول مشكلة محتملة في سلسلة التوريد.
 
مشاكل "نظامية"

ومنذ مارس 2015، وفقاً لمقابلات شبكة الأنباء الإنسانية وتقرير مكتب المفتش العام نفسه الذي نُشر في شهر مارس من هذا العام، كشف جزء من التحقيق عن "ضعف نظامي من جانب الجهة المنفذة لعمليات الشراء والتخزين والمناولة والنقل وتوزيع الأدوية والمستلزمات الطبية المشتراة للاستخدام في سوريا".

وجاء في تقرير مكتب المفتش العام أيضاً أنه تبين أن بعض الشركات والأفراد "قد انتهكوا قوانين مكافحة الاحتكار الفيدرالية أو التابعة لبعض الولايات عن طريق التواطؤ مع بعضهم البعض من أجل الفوز بعطاء لتوفير إمدادات للنازحين".

علاوة على ذلك، كانت هناك مشاكل مع أحد البائعين الذي حقق مكاسب مالية عن طريق التلاعب في محتويات طرود المساعدات المتجهة إلى سوريا.

ويوضح هذا التقرير والمقابلات التي أجرتها شبكة الأنباء الإنسانية بنفسها مع المسؤولين في الجهات المانحة وموظفي المنظمات غير الحكومية والمحللين، الذين أصروا جميعاً تقريباً على عدم الكشف عن هوياتهم، أن مشاكل الشراء تشمل كلاً من المنظمات غير الحكومية ومورديها الأتراك - تم فرض حظر مؤقت على 14 فرداً وشركة في تركيا من تلقي تمويل من الحكومة الأمريكية.

ومن بين هذه الشركات، روفا للإغاثة (ROVA) وسينكارديس (Senkardes)، وكلاهما تعلنان عن تقديم خدمات وموردين لعمليات الإغاثة على بعض مواقع الإنترنت باللغة الإنجليزية. وقد زودت إحداهما أيضاً واحدة من وكالات الأمم المتحدة ببعض الإمدادات. ويبدو أن شركة أخرى مدرجة على هذه القائمة توفر إمدادات طبية.

ويشير تقرير مكتب المفتش العام إلى إعفاء أحد موظفي الهيئة الطبية الدولية من منصبه في مكتبها في تركيا، ولكن شبكة الأنباء الإنسانية تدرك أن ما لا يقل عن 800 شخص شاركوا في عقود الهيئة الطبية الدولية في تركيا قد تم التخلي عنهم بسبب تعليق الوكالة الأمريكية للتنمية لتمويلها.

وبعد فترة وجيزة من بدء تحقيق مكتب المفتش العام، أشار تقرير صادر في أبريل 2015 إلى خفض التمويل بمقدار 10.5 مليون دولار بسبب "الكشف عن احتيال" في برنامج المساعدة عبر الحدود.

وتجدر الإشارة إلى أن حجم الاحتيال الذي تم الإبلاغ عنه حتى الآن يؤثر فقط على جزء صغير من مئات الملايين من الدولارات التي تم التبرع بها. مع ذلك، إذا تم تعليق تمويل المنظمات المعنية لفترة طويلة، أو حظر تمويلها في المستقبل، فإن هذا سيخلق فجوة كبيرة في عمليات الإغاثة السورية. كما يمكن أن يؤدي إلى فرض عقوبات مماثلة من قبل الجهات المانحة الأخرى ويوقع المنظمات غير الحكومية العاملة في ضائقة مالية كبيرة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 13.5 مليون سوري بحاجة إلى المساعدة الإنسانية - سواء كانت في صورة غذاء أو رعاية طبية أو مأوى - وفي نهاية المطاف فإن ضحايا الحرب المستمرة منذ خمس سنوات (معظمهم من المدنيين) هم الذين سيعانون نتيجة للكسب غير المشروع في المنظمات الإنسانية.
وتقوم المنظمات غير الحكومية الدولية أيضاً بتمويل برامج تديرها الجمعيات الخيرية المحلية، وبالتالي فإن تأثير تعليق التمويل من المحتمل أن يطال الاستجابة الإنسانية كذلك.
وأخبر المسؤول في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية شبكة الأنباء الإنسانية عن انقطاع في توزيع المساعدات، ولكن الوكالة لا تزال تقدم المساعدة وتبحث عن منظمات جديدة للتدخل وسد هذه الفجوة.

التمويل الامريكي للمساعدات الانسانية في سوريا - المنظمات غير الحكومية فقط


قدمت الولايات المتحدة تمويلاً يزيد عن مليار دولار للمنظمات غير الحكومية العاملة في سوريا، معظمه للعمليات التي تتم عبر الحدود






الشفافية والمساءلة؟

في البداية، ترددت العديد من المنظمات غير الحكومية المتورطة في التحدث إلى شبكة الأنباء الإنسانية، مشيرة إلى مخاوف بشأن سلامة موظفيها؛ فالعمليات التي تتم عبر الحدود إلى المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة المختلفة محفوفة بالمخاطر، والجهات المانحة والمنظمات غير الحكومية لا تفصح عن الكثير من المعلومات عن تلك العمليات، على الرغم من حجمها. وبصفة عامة، يتم الاحتفاظ بسرية مواقع المشاريع ومصادر التمويل لأن المشاركين في العمليات قد يتعرضون لخطر الترهيب والتلاعب وحتى الخطف أو العنف المسلح إذا عرفت أطراف النزاع نوع عمليات المعونة أو مكانها بالتحديد.
وعلى الرغم من سياسة الإنكار الرسمية، والبيانات العامة التي لا تحتوي على أسماء المنظمات، فإن العديد من المنظمات غير الحكومية تنشر بعض المواد الترويجية عن عملها في سوريا على مواقعها على شبكة الإنترنت.
في عام 2015، أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم 397 مليون دولار لتمويل عمل المنظمات غير الحكومية داخل سوريا، وفقاً لخدمة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة، ولكن لم يتم توفير تفاصيل عن طريقة توزيع ذلك المبلغ بسبب حساسية المعلومات.
وتتلقى مكاتب الهيئة الطبية الدولية ولجنة الإنقاذ الدولية في الولايات المتحدة أكثر من ثلثي تمويلها من الحكومة - وهي نسبة أعلى إلى حد ما من بعض المنظمات غير الحكومية الأخرى ذات الحجم المماثل. وتحصل مكاتب الهيئة الطبية الدولية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مجتمعة على إثنين بالمائة فقط من دخلها من الأفراد، ويتلقى مكتب لجنة الإنقاذ الدولية في الولايات المتحدة 68 بالمائة من تمويله من المنح الحكومية، وفقاً لنماذج الضرائب العامة. وتحصل منظمة GOAL (أيرلندا) على تمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وربما تكون أقل عرضة لانهيار ثقة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فيها. مع ذلك، فإن 88 بالمائة من تمويلها يأتي من المنح، وليس الأفراد.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، قال متحدث باسم وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة (DFID)، وهي ثاني أكبر جهة مانحة لسوريا ومساهم رئيسي في بعض المنظمات غير الحكومية نفسها أو الشركات التابعة لها، أنهم "يدركون المخاوف المتعلقة ببرامج المساعدات التي تمولها الولايات المتحدة في سوريا ومستمرون في مراقبة الوضع. وسيكون من غير المناسب التعليق على حالات فردية".
وأضاف المتحدث أن وزارة التنمية الدولية لم تفتح تحقيقاً خاصاً بها في هذه القضية.
وبعد الإعلان الصادر عن مكتب المفتش العام في 6 مايو أن التحقيق قد اضطره إلى تعليق تمويل برامج معينة، أرسلت الهيئة الطبية الدولية تعليقاً إلى شبكة الأنباء الإنسانية عبر البريد الالكتروني بقلم كبير مسؤولي الامتثال بها، ويليام غريفلينك، (الذي كان هو نفسه مسؤولاً كبيراً سابقاً في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) قال فيه أن المنظمة تتعاون "بنشاط" مع مكتب المفتش العام وقد دشنت تحقيقاً داخلياً خاصاً بها.
وقال البيان الذي أرسله غريفلينك: "نتبع سياسة عدم التسامح مطلقاً مع الاحتيال والفساد، وقد فصلنا الموظفين الذين يشتبه في تورطهم. لقد نفذنا بالفعل ضوابط محسنة لمكافحة الاحتيال والفساد، وسنواصل إجراء التعديلات حسب الحاجة".
في الوقت نفسه، رفضت لجنة الإنقاذ الدولية الإجابة عن أية أسئلة في سياق التحقيق الجاري، وأحالت شبكة الأنباء الإنسانية إلى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وفي سياق متصل، أعلنت الصحافة الأيرلندية بالفعل عن التعليق الجزئي لتمويل منظمة GOAL، ويؤكد بيان على موقعها على الإنترنت أن مكتب المنظمة في سوريا "يتعاون في التحقيق الجاري من قبل مكتب المفتش العام ... في الولايات المتحدة في مزاعم بشأن مخالفات في سلسلة التوريد لبرامج المساعدات التي ترعاها الولايات المتحدة في سوريا".
من جانبها، قالت منظمة ميرسي كور، وهي منظمة معونة أخرى تشارك في الإغاثة عبر الحدود، لشبكة الأنباء الإنسانية أن إثنتين من المنح الخاصة بها واللتين حصلتا على تمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد تم تعليقهما في ديسمبر الماضي، ولكن أُعيد تنفيذهما بعد وقت قصير من تعاونها مع التحقيق وإثباتها أن "لديها الضوابط وتدابير تخفيف المخاطر المناسبة".


https://www.irinnews.org/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/2016/05/09/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%88%D9%86%D8%A9-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D8%B2%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%B9%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%8B
 

السبت، 7 مايو 2016

ثوار سوريا ممزعين بين الاستسلام والانضمام للجماعات الاسلامية المتطرفة




تركيا - - علي عثمان هو واحد من ضمن اخرين في احدي الجماعات التابعة للثوار التي بدأت تتقلص في الجبال الواقعة عبر تلك المدينة الحدودية ممن يواجهون خيارا مؤلما : قبول تسوية مع نظام يسبونه أو القتال الي جانب الحلفاء الاسلاميين التابعين لتنظيم القاعدة .

ويقول علي المنشق عن الجيش السوري ورفاقه المقاتلين أنهم أضعفوا وحوصروا بعد أشهر من قصف القوات الروسية الداعمة لنظام لرئيس الأسد. وانتهت محادثات السلام في الشهر الماضي دون ان تحرز تقدما وسط تصعيد كبير في اعمال العنف في مدينة حلب الشمالية . وبعد يوم واحد من اعلان الولايات المتحدة التوصل الي اتفاق مع روسيا حول وفق اطلاق النار مجددا في حلب، استهدفت الجماعات الاسلامية يوم الثلاثاء المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب بالصواريخ وقذائف الهاون ونيران القناصة، وفقا لاعلام الحكومة السورية والمرصد السوري لحقوق الانسان ومقره المملكة المتحدة .

 وقال السيد عثمان البالغ من العمر 26 عاما أثناء زيارة قام بها مؤخرا مع عائلته الي تركيا : " زوجتي تتوسل الي تقريبا كل يوم أن أترك الجبل . وتواصل سؤالي : لماذا لا تزال تقاتل ؟  "

مصير الثوار المعتدلين في سوريا بالغ الأهمية بالنسبة لجهود الولايات المتحدة في المنطقة. فإذا تخلي الثوار عن القتال أو انضموا الي قوات الجماعات الاسلامية المتطرفة ستفقد الولايات المتحدة نفوزها لتشكيل نتيجة الحرب - وتشكيل حلفاء محتملين ضد الدولة الاسلامية ( داعش )

ويحذر بعض القادة العسكريين من الثوار القريبين من الولايات المتحدة ان الجمود الدبلوماسي وتجدد الضربات الجوية علي المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار ستدفع الناس الي أحضان المتطرفين، ومنهم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة التي صنفها مجلس الامن التابع الامم المتحدة تنظيما ارهابيا واستبعدها من أي تسوية محتملة مع النظام .

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الثلاثاء أن وقف اطلاق النار لن ينجح الا اذا فصل الثوار المعتدلين انفسهم عن جبهة النصرة والجماعات الاخري المعارضة للتسوية .

واتفق جون كيري مع كلام وزير الخارجية الروسي قائلا : " نريد أن نتبين من ذلك حتي نتمكن من فصل هؤلاء الناس "

وفي شمال غرب سوريا - حيث يحاول السيد عثمان واخرين غيره اتخاذ موقفهم الأخير - وفي مناطق اخري يحتل الثوار المعتدلين نفس الارض التي تحتلها جبهة النصرة ويقولون انهم مجبرين علي التنسيق والمشاركة في الموارد الضئيلة معها، خصوصا عندما يتعرضوا جميعا لهجوم من النظام وحلفائه . وهذا الاسبوع قالت جبهة النصرة و ستة جماعات ثورية اخري في شمال سوريا أنهم سيعيدون انشاء مركز القيادة المشتركة للانتقام من إجراءات النظام.

ويحاول كلا من النظام والمتطرفين إغراء الثوار . يقول السيد عثمان أن النصرة تحاول تجنيد الثوار  عن طريق أشرطة الفيديو الملساء الماكرة في حين يواصل النظام إسقاط منشورات على عدد قليل من القرى التي لا تزال جماعته متمسكة بها في محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا، ويطالبونهم  بالاستسلام أو الموت.

ويقول عثمان ان الدول الداعمة لجماعته تشمل امريكا وتركيا وفرنسا والسعودية. لكن عددهم الان أقل من 500 مقاتل، بعد أن انخفض عددهم من حوالي 2800 في العام الماضي، كما يقول عثمان

وقال عثمان : " الكثيرين من افراد جماعتي إما قتلوا أو فقدوا جزءا من اعضائهم ."  وأضاف " لا نستطيع القتال بمفردنا "، في اشارة الي الحاجة الي التعاون مع فصائل اسلامية مثل النصرة رغم خشيته وخشية اخرين منهم .

لكن معارضة النصرة لمحادثات السلام في جنيف لقيت صدي لدي الثوار الذين يعتبرون أي تنازل للنظام خيانة .

وقال عامل المعمار البالغ من العمر 27 عاما خالد واليو الذي تحول الي ثائر في نفس الجماعة التي انضم اليها عثمان : " بالتأكيد جبهة النصرة لن تقبل اتفاقا يضم بشار الاسد وستواصل قتاله . وسأكون أول من ينضم اليهم "

كان يتحدث في استراحة مخصصة لجرحي المقاتلين، حيث كان يتولي رعاية أخيه البالغ من العمر 20 عاما الذي فقد ساقيه في شهر اكتوبر. وقال انه سيعود الي ارض المعركة بمجرد حصول اخيه علي أطراف صناعية .

معظم الثوار يترددون في محاربة النصرة لأن صفوفها تمتلئ برجال من مدنهم وقراهم. الكثيرين، مثل السيد عثمان، هم من المسلمين السنة الذين انتفضوا ضد النظام الذي تسيطر عليه طائفة السيد الأسد العلوية المرتبطة بالشيعة.

قبل أن تبدأ الانتفاضات الشعبية في مارس 2011 كان عثمان يعمل في متجر لمكيفات الهواء في محافظة اللازقية وشارك، كشباب اخرين، في مظاهرات احتجاجية احتجاجا علي ما إعتبره دولة بوليسية فاسدة وظالمة .

وقال السيد عثمان أنه عندما قام النظام بقمع المظاهرات مات أعز أصدقائه بين  ذراعيه من رصاصة قناص أطلقتها قوات الأمن. واتهم نظام الرئيس الأسد في ذلك الوقت طرف ثالث بإطلاق النار على المتظاهرين لتأجيج العواطف.

تجند السيد عثمان لأداء الخدمة العسكرية وأرسل إلى العاصمة دمشق، حيث قال إنه شهد عمليات قتل المدنيين في المناطق السنية المتمردة. وقال أنه هرب في عام 2012 الى الجبال.

وكانت جماعته الثورية تهدف الي تحرير منطقة الجبل والوصول الي الساحل . وقال أنه كان يتولي قيادة الكثير من الهجمات علي مواقع للجيش السوري فأصبح يلقب برامبو . 

وقال : " كنا نفوز والناس يحبوننا " 

 
في أوائل عام 2013، بدأ المقاتلين الأجانب من النصرة والدولة الإسلامية يحتشدون على نفس الجبال، مما جذب العديد من الرفاق من الساحة الدينية. وقال السيد عثمان أنه شعر بالاحباط بسبب هذه الرسالة.

 وفي الصيف الماضي حققت النصرة وحلفائها الاسلاميين انتصارات علي النظام. وإستولي السيد عثمان ورفاقه المقاتلين عي المزيد من الاراضي في محافظة اللاذقية. وظهر السيد الأسد ضعيفا.

 في سبتمبر تدخلت موسكو. وقال السيد عثمان عن الرئيس الروسي "وسحق بوتن أي أمل كان لدينا لإحياء الثورة " .


وقال في إشارة الي الدول الداعمة لجماعته : " كان عليهم أن يعطونا علي الأقل اسلحة مضادة للظائرات عندما دخلت روسيا . قلتم أنكم تدعموننا . إذن فلتدعمونا للنهاية أو لم يكن عليكم أن تدعمونا من البداية " . 

وقال عثمان أنه في سنة 2015 كان  هو و 100 من المقاتلين من جماعته ضمن اللذين سافروا جوا الي قطر للقيام بجلسات تدريب لمدة شهر . 

وقال السيد عثمان ان الثوار استفادوا من الاسلحة والتدريب الامريكي، لا سيما الصواريخ المضادة للدبابات . 

ثم ألغت الولايات المتحدة لاحقا البرنامج وقالت ان معظم الثوار يرغبون في قتال النظام وليس المتطرفين الاسلاميين . 

وفي شهر نوفمبر ولدت إبنة السيد عثمان في عيادة خلف خطوط الثوار . وأخذ أبيه نساء وأطفال العائلة الي تركيا 

وعرض الرئيس الأسد عفوا عاما علي المنشقين . وقال عثمان ان أحد اصدقائه من الثوار ممن عبروا خطوط أرض المعركة للإستسلام في أواخر 2014 ، عندما كان عرض العفو العام قائما، تم سجنه ولا أحد يعرف مكانه . 

" لم تمر علي حالة واحدة لشخص استسلم وأصبح طليقا " 

صحيفة وول ستريت جورنال 
بتاريخ 5 مايو 2016


http://www.wsj.com/articles/for-syria-rebels-an-agonizing-choice-1462479800