الاثنين، 23 يناير 2017

الإخوان المسلمين في مصر : بناء قواعد الدعم

ورقة بحث

جماعة الاخوان المسلمين ستكون قوة اسلامية قوية في مصر في العقد القادم، لكنها لا تشكل حاليا تهديدا لحكم الرئيس مبارك. ويتمسك الاخوان المسلمون بهدفهم الرامي الي اقامة دولة اسلامية محافظة في مصر، ويتحقق لها ذلك بتقليل النفوذ الغربي وتطبيق الشريعة الاسلامية. وبعد سنوات من العمل المسلح الذي لم يحقق نجاحا بدأت الاخوان خلال العقد الماضي في اتباع استراتيجية متدرجة لتحقيق هدفها. ورغم ان المرشح ليحل محل مرشد الاخوان العجوز يفضل الدخول في مزيد من المواجهات مع الحكومة، ليس من المرجح ان تغير جماعة الاخوان المسلمين تكتياكاتها المعتدلة. وأهداف الاخوان ستحقق علي أفضل وجه باستقرار الحكومة المصرية

ورغم ان جماعة الاخوان محظورة الا انها تتعاون مع الحكومة لانتزاع قيادة الحركة الأصولية من الجماعات الأكثر تطرفا. وليس من المرجح ان تقمع الحكومة جماعة الاخوان الا اذا دخلت في مواجهة أكبر مع الحكومة أو حصلت علي قدر كبير من السلطة. وربما لن تمنح الحكومة جماعة الاخوان الصفة القانونية لتحتفظ بتأثيرها علي التنظيم

تتمثل القوة الرئيسية للاخوان المسلمين في مواردهم المالية التي قد تسمح لها بالصمود أمام الشعبية الحالية للجماعات الاسلامية الأكثر تشددا في مصر. المورد الرئيسي لتمويل التنظيم يأتي من خلال مصالح شركاتها المحلية، وتضم شركات أموال وانشاءات وتصنيع وتجارة وخدمات. ويأتيها دخل اخر من المتعاطفين في دول الخليج وغرب اوروبا وشمال امريكا .

وتشكل الحزبية أكثر المشكلات الخطيرة المحتملة التي تواجه جماعة الاخوان. فقد انتجت التكتيكات المعتدلة التي اتبعها المرشد الحالي للجماعة تيارات في التنظيم قد تنمو مع بدء جماعة الاخوان عملية اختيار مرشد جديد

ونجح الاخوان المسلمين في بناء شبكة أصولية في مصر من خلال تجنيد المتعلمين والطلبة والصحفيين ومهن اخري، ورجال اعمال. ولم تحقق نجاحا كبيرا في تجنيد الطبقات الدنيا أو القوات المسلحة .

المشكلات الاقتصادية المتنامية في مصر ستزيد من قبول رؤية الاخوان عن المجتمع الاسلامي العادل.فنقص عوائد البترول والسياحة وتحويل الاموال من الخارج يخفض من مستوي المعيشة المنخفض بالفعل. وعودة العاملين في الخارج تضاعف من شعور المتعلمين المصريين بالإحباط بسبب نقص فرص العمل.

ورغم تعاونها مع الحكومة إلا ان موقفها من اتفاقية كامب ديفيد ووكالة التعاون الدولي واختراق الثقافة الغربية لمصر يجعل منها قوة معادية للولايات المتحدة. وتزايد قوة الاخوان المسلمين وتنامي الأصولية الدينية سيجعل مصر أقل تعاطفا مع أهداف الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. لكن ضعف الاخوان المسلمين من المرجح ان يقوي المتطرفين الاسلاميين الأقل تكيفا مع الولايات المتحدة .

الهدف بعيد المدي للاخوان هو بناء مجتمع أصولي مسلم عن طريق التخلص من النفوذ الغربي وتطبيق الشريعة.والأهداف الحالية للاخوان هو تعزيز تفوقهم علي الجماعات الاسلامية الأصولية الاخري لتكسب اعتراف الحكومة بها كتنظيم قانوني ولانشاء شبكة أصولية اسلامية في البلاد. وليحققوا هذا الهدف تعاون الاخوان مع الحكومة ضد المتشددين الاسلاميين وسعت لتعزيز مصالح شركاتها المتنوعة التي تحقق ارباحا واختراق نظام التعليم واتحادات العمال والنقابات المهنية والجيش ....

ووصل عدد اعضاء الاخوان والمتعاطفين معهم خلال العقد الماضي حوالي 500 ألف - وكانت تستخدم تكتيكات أكثر اعتدالا، علي ما يبدو لأن سياسات المواجهة التي اتبعتها في الماضي جلبت عليها القمع والتعذيب والسجن. وقرر قادة الاخوان المسلمين من مصر ودول عربية اخري خلال مجموعة من الاجتماعات عقدوها طوال الثلاث سنوات الماضية رسميا إتباع سياسة المواؤمة مع حكومة حسني مبارك. وهم يعتقدون ان فترة من العلاقات الطيبة مع الحكومة ستسمح لهم ببناء تنظيم قوي له شعبية قادر علي مواجهة التحديات الناشئة عن الجماعات الاسلامية المتشددة .

أهداف الاخوان المسلمين:

الهدف بعيد المدي هو إقامة دولة اسلامية في مصر مستمده من دعوة حسن البنا تحريم " شرور " العالم الحديث: الامبريالية والربا وتقليد الغرب والقوانين التي يشرعها الانسان وليس الله، والإلحاد والفوضي الايدولوجية وضعف القيادة والمناهج العلمية العلمانية والفساد. وتشمل أهداف الاخوان المسلمين التالي :

- حكومة تطبق وتدافع عن نظام اسلامي بصفته منزل من عند الله. ويتم اختيار المشرعين في هذه الحكومة من بين صفوف العلماء المشايخ وتصدر القوانين وفقا للشريعة الاسلامية ويعملون علي ضبط أو مساءلة السلطة القضائية والتنفيذية . وتقوم السلطة القضائية بتفسير القوانين لتتوافق مع الشريعة الاسلامية

- نظام اقتصادي قائم علي المشاركة في الارباح يتأقلم مع تحريم القران للربا. وستحل الزكاة محل ضريبة الدخل وستقوم بتوفير الأموال اللازمة لقيام الحكومة بوظائفها الضرورية

- نظام اجتماعي يفصل بصرامة بين الرجال والنساء في المؤسسات التعليمية والاماكن العامة . وما ان يصل الاخوان للسلطة سيحرمون تحديد النسل والقوانين والقرارات التي تشجع علي تحرير المرأة لأن كل ذلك يعتبرونه مؤامرة غربية لتدمير المجتمع المسلم.

             التعاون مع الحكومة

في العام الماضي تشكل حلف غير رسمي بين الاخوان والحكومة عندما أقنع التنظيم مسئولين كبار في الحكومة أن المتشددين الاسلاميين، مستلهمين النموذج الايراني، هم وحدهم من يعتقدون ان الثورة الاسلامية ضرورية لحل مشاكل مصر الاجتماعية والروحية والاقتصادية. ويبلغ عدد المتشددين من 20 ألف الي 30 ألف موزعين في عدد من الجماعات. وتلك الجماعات منقسمة علي نفسها بسبب المنافسات الشخصية والخلافات الفكرية. وبعض تلك الجماعات مثل جماعة التكفير والهجرة وجيش التحرير الاسلامي شاركت في أنشطة ارهابية منها اغتيال السادات سنة 1981 .

ظهرت تلك الجماعات في اواخر الستينات وأوائل السبعينات نتيجة الأزمات السياسية والثقافية والروحية التي أعقبت حرب 1967 و 1973 مع اسرائيل وسياسات " الباب المفتوح " التي اتبعها السادات والتي زادت من الوجود الغربي في مصر. ونشأ الفكر المتطرف العنيف من كتابات الاخواني سيد قطب الذي أعدم سنة 1966 بتهمة التامر علي عبد الناصر. ومنعت التفسيرات المختلفة لفكر سيد قطب - التي تتراوح بين العودة الي الممارسات الاسلامية في القرن السادس عشر والمؤامة الأكثر براغماتية مع الحداثة - تشكيل جبهة متشددة موحدة.

الاخوان المسلمين يستطيعون منع نشر التشدد الاسلامي وتطهير الحركة الاسلامية من الشباب المضللين الذين يضرون الاسلام ويقسمون المسلمين.

وأصاب الاخوان المسلمين المتشددين بانتكاسة في ديسمبر 1985 عندما حصل الطلاب الذي اختارتهم الجماعة علي الاغلبية في انتخابات اتحاد الطلاب في جامعة القاهرة. وكان الاخوان قد دعموا ماليا الفريق الرابح، المسمي " الاتحاد الاسلامي " المعتدل. ورغم ان هذه المجموعة لم تقر بدعم الاخوان لها إلا أنه من الصعب عليها تمويل هذه الحملة الكبيرة التي ضمت مئات المرشحين والعاملين والاف البوسترات والمنشورات المكلفة بدون دعم الاخوان المسلمين. وكانت نشرات الدعاية التي كان يوزعها الفريق الرابح تحمل رسائل الاخوان المعتادة.

وتعاون الاخوان المسلمين والحكومة في الاسكندرية في اغسطس 1985 للتصدي للمتشددين الاسلاميين الذين شرعوا في تسييس عيد الأضحي المبارك. وبعد مناقشات بين الحكومة ومرشد الاخوان عمر التلمساني سمحت الحكومة للاخوان بتولي صلوات العيد مقابل جهود خاصة يبزلها الاخوان للتغلب عدديا علي المتشددين في احتفالات العيد. ولم ترد أي أنباء عن حدوث اضطرابات أثناء أداء الصلوات التي قدر عدد الحاضرين فيها حوالي 100 ألف مصلي .

من وجهة نظرنا، التعاون بين الاخوان والحكومة هو زواج مصلحة. فالإخوان يأملون من هذا التعاون استعادة بعض من شعبيتهم التي بدأت تضعف وسط الأصوليين الجدد عن طريق إظهار ان تعاملها مع المؤسسة المصرية يعطيها مزيدا من النفوذ أكثر من المتطرفين الاسلاميين. ويعتقد قادة الاخوان ان هذا التعاون سيساعد التنظيم في تحقيق الصفة القانونية للجماعة. ونحن نري ان مبارك يري هذا التحالف باعتباره فرصة لاضعاف المتشددين دون حاجة لأن تلعب الحكومة دورا قياديا للقيام بذلك. وربما يعتقد ايضا ان اقامة علاقات أفضل مع الاخوان سيحسن من قدرة قوات الأمن علي مراقبة أنشطة التنظيم.

ولا يزال الاخوان يشعرون بالقلق من أن تصعيد الاصوليين المتشددين للعمل المسلح سيتسبب في قمعهم، رغم تحالفهم مع الحكومة. فأثناء أعمال الشغب التي قامت بها الشرطة في شهر فبراير الماضي هربت قيادات بارزة من الاخوان من منازلهم خشية القبض عليهم، وذلك استجابة للاشاعات عن تورط الاصوليين . ولم يتم القبض علي أي قيادي اخواني.

                                       السعي الي الشرعية


نعتقد أنه خلال العام الماضي كان الاخوان المسلمين يحاولون التفاوض حول صفقة مع حكومة مبارك للتوصل الي صفة قانونية للتنظيم. وظهرت رغبة الاخوان في التوصل الي صفقة في مايو 1985 عندما خفت مظاهراتهم الاحتجاجية اعتراضا علي قيام مجلس الشعب تقليص مجلس الشعب مدة مناقشة الشريعة الاسلامية الي ساعتين. وواصل الاخوان التسامح مع رتابة الحكومة في مراجعة القوانين الحالية لضمان توافقها مع الشريعة، وفقا لما ذكرته السفارة الامريكية في القاهرة.

وليظهرالاخوان حسن نيتهم في السعي للحصول علي الصفة القانونية إدعي الاخوان انهم سيحلون الميليشيات السرية بداية من شهر اغسطس 1984 ............................................ ( يوجد مكان فارغ في الوثيقة عبارة عن اربع سطور ). ونعتقد ان اعضاء الاخوان الذين دعوا الي مزيد من المواجهات مع الحكومة تحدوا تعليمات قيادة التنظيم واحتفظوا بقدرات عسكرية سرية.

وعرضت الحكومة علي الاخوان اربع شروط لابد ان يستوفونها ليحصلوا علي الصفة القانوني . حيث يتوجب علي الاخوان القيام بالتالي :

- الابتعاد عن السياسة في مصر

- اعادة النظر في تحالفها مع حزب الوفد المعارض

- التوقف عن التظاهر بشأن اتفاقيات كامب ديفيد

- الامتناع عن التجنيد في الجيش

ونحن نعتقد ان الاخوان سيعترضون علي هذه الشروط التي ستعطي الحكومة مبررا كافيا لتستمر في امتناعها اعطاء الصفة القانونية للتنظيم. والحكومة المصرية تشجع علي استمرار التعاون مع التنظيم عن طريق السماح للاخوان استئناف نشر بعض من صحفها. فقد أوردت السفارة الامريكية في القاهرة ان صحيفة الاعتصام وصحيفة المختار الاسلامي استأنفت النشر في اواخر 1985 وفي ابريل 1986 وافقت الحكومة علي نشر مجلة الدعوة الواسعة الانتشار

وسمحت الحكومة المصرية للمحاكم مناقشة دستورية القوانين التي قامت بحظر جماعة الاخوان سنة 1954 ، وفقا لما ذكرته السفارة الامريكية في القاهرة. وفي منتصف 1985 قامت محكمة احدي المحاكم بالنظر في القوانين التي تحظر انشاء أي حزب سياسي بناء علي العرق او الدين او المذهب . ورغم عدم صدور حكم قاطع من المحكمة الا ان قيادة الاخوان تشجعت ان هذه الاجراءات جاري مراجعتها.ومع ذلك فالسفارة تعتقد ان المحكمة الدستورية العليا ستمنع في نهاية المطاف من اكتساب صفة كحزب سياسي قانوني.


                        التحالف مع حزب الوفد

أوردت السفارة الامريكية في القاهرة ان الاخوان شكلوا تحالفا مع حزب الوفد الجديد المعارض في 1984 لزيادة قوتها السياسية من خلال التمثيل البرلماني، وزيادة نفوزها في حزب المعارضة الكبير واكتساب مظهر أكبر من مظاهر الشرعية. وقال عضو من الاخوان المسلمين للسفارة الامريكية ان حزب الوفد وافق علي التحالف لتوسيع جمهور ناخبيه عن طريق استغلال الدعم الشعبي من الاخوان. وفي المقابل مكن التحالف الاخوان من إظهار ان بامكانها التنافس والنجاح في الانتخابات. وأوردت السفارة أن الاخوان حصدوا في الانتخابات البرلمانية التي عقدت في مايو 1984 علي 8 مقاعد من 58 مقعد حصل عليها حزب الوفد.

وكان الاخوان منذ البداية شريكا سياسيا لا يؤتمن. فأعضاء الجماعة في البرلمان تجاهلوا قيادات حزب الوفد، وكانوا يناقشون القضايا السياسية فقط في مقر الاخوان المسلمين، وكانوا يصوتون حصريا للمصلحة الخاصة بالاخوان بغض النظر عن وجهات نظر حزب الوفد ................................................ ( عدة سطور محزوفة )

ونحن نعتقد ان هذا التحالف غير مستقر لكنه سيظل قائم طالما احتاج الوفد لدعم الاصوليين، والاخوان لا يملكون وسيلة اخري شرعية للتعبير عن وجهات نظرهم .وفي الوقت نفسه تشعر قيادات الوفد بغضب شديد بسبب ما يعتبرونه عدم قدرة الاخوان علي فهم ان الوفد حزب علماني ديمقراطي وليس اتحادا دينيا ................ ( مكان ناقص وسطر محذوف) . واشتكوا ان الاخوان مصرين أن " يلبسوا الوفد عباءة وقفطانا " . وفي الوقت نفسه اتهم بعض الاخوان من اعضاء مجلس الشعب الوفديين بالانحراف عن الاسلام وهددوا بحل التحالف ان لم يؤيد الوفد علنا تطبيق الشريعة

   
                                تجنيد إخوان جدد

في السنوات السابقة جزب الاخوان أعضاء من كل قطاعات المجتمع - الموظفين والمهنيين والطلبة والعمال والتجار وبعض الفلاحين . لكنها في السنوات الأخيرة أصبحت قيادتها متقدمة في السن ومن الطبقة المتوسطة. وعندما أدرك الاخوان ذلك بادرت في تجديد طاقة عضويتها عن طريق تجنيد الشباب من المهنيين والأفراد العسكريين والطلبة........ ( سطور محزوفة ).  بعض الاخوان يعتقدون ان موقف مبارك المتصلب ضد شباب الاصوليين المتشددين سيزيد من جاذبية الاخوان لأن المتعاطفين الاصوليين سيقل خوفهم من احتمال الزج بهم في السجون والا تعرضوا للمضايقات لو اضموا للاخوان بدلا من الانضمام لأي من الجماعات الاخري المتشددة .... ( سطر محزوف )

وحقق الاخوان المسلمين بعض النجاحات في اختراق بعض المنظمات المهنية، ........ ( سطر محزوف ) . وقد انتخب عضو من الاخوان في مجلس ادارة نقابة المعلمين. واكتسبت نفوذا في نقابة المهندسين من خلال عضو سابق في الاخوان يسمي عثمان احمد عثمان. ويوجد اثنان من الاخوان من قيادات نقابة المحامين، ويوجد صحفي بارز يعمل في نقابة الصحفيين لصالح تنظيم الاخوان. ورغم جهود التجنيد المكثفة التي تقوم بها الاخوان لم تحقق الا نجاحات ضئيلة في اختراق نقابات العمال الخاصة بالعمال الكادحين التي كانت محسوبة تقليديا علي اليساريين.

ونحن نعتقد ان التنظيم له أعضاء في الجيش يجتمعون سرا، لكنه لم يتمكن من اجتذاب عددا منتظما ممن جندهم في القوات المسلحة. ............................ ( سطور محزوفة ) . الجيش يحتوي علي مخزون كبير من العاطفة الأصولية، لكن المخابرات العسكرية تفحص الضباط المرشحين وتراقب عن كثب الأنشطة الدينية في القواعد العسكرية. والمجندين والضباط الذين يظهر عليهم تطرفا دينيا زائدا يتم تكديرهم او ترحيلهم أو اعفاؤهم من الخدمة. ورغم جهود تطهير أعضاء الاخوان وغيرهم من الاصوليين نعتقد ان كثير منهم تسللوا من خلال شبكة الأمن ...... ( سطر محزوف )


                        إختراق التعليم

نعتقد ان أكثر التكتيكات الفعالة التي استخدمها الاخوان لضمان قوتها علي المدي البعيد هي اختراق نظام التعليم المصري. الاخوان يدركون ان الشباب المصري يتعرض لظروف اجتماعية متدهورة وتطلعات اقتصادية قاتمة، وهي تعرض علي الجمهور المستجيب نسختها للأصولية باعتبارها الدواء . وأوردت السفارة الامريكية في القاهرة ان الاخوان يستهدفون ويجندون ويدعمون ماليا طلبة الجامعة المتدينين الذين يخططون ليصبحوا معلمين في المدارس الاعدادية والثانوية. ويعتقد الاخوان ان معلمي المستقبل هؤلاء سيغرسون قيم الاخوان في نفوس طلابهم. ويهتقدون ايضا ان هناك طلبة اخرين سيحملون مثل ومبادئ الاخوان وينقلوها الي الشراكات والحكومة والمهن...... ( سطر محزوف ).


                             تمويل الاخوان


     الاخوان لهم قاعدة تمويل عريضة........ ( سطور محزوفة ). تحصل الجماعة علي الكثير من اموالها من شركات محلية مشروعة وتبرعات الاعضاء وأرباح استثماراتها. وتتلقي اموالا اضافية من المتعاطفين والاخوان في الخارج في السعودية ودول الخليج ودول اوروبات الغربية، أو من خلال الاتجار في العملة في السوق السوداء ...... ( سطر محذوف )

 وقد قامت الحكومة المصرية عن غير قصد بتوفير الدعم لأنشطة شركات الاخوان. فوفقا للسفارة الامريكية في القاهرة، كل اعضاء الاخوان الذين سجنهم عبد الناصرفي الخمسينات والستينات حصلوا بعد خروجهم من السجن في السبعينات علي مبلغ ألف جنيه لكل منهم تعويضا لهم علي الحبس بالخطأ. وهذه الاموال استثمروها في شركات صغيرة . ونجح الكثير من تلك الشركات نظرا لسياسات الباب المفتوح التي اتبعها السادات والتي أدت لانتعاش الشركات الخاصة ...... ( سطور محذوفة )

وليتجنب الاخوان تدخل الحكومة او استيلائها علي تلك الشركات كان الاخوان عادة ما ينشئون شركات بالشراكة مع رجال اعمال متعاطفين ليسوا اعضاء في التنظيم. ويتم التبرع بجزء من أرباح تلك الشركات - التي تضم اموالا من النفقات المبالغ فيها - لتنظيم الاخوان.

تلك الشركات تمكن الاخوان من تمويل المستشفيات والعيادات والنشرات الصحفية ونشر الدعوة في الخارج ............ ( عدة سطور محذوفة ). ومن الشركات التي يملكها أو يديرها الاخوان الشركات التالية :

- شركة المقاولون العرب: تم تأميمها حاليا وهي أكبر شركة مقاولات في مصر. واحتفظت الشركة بعلاقاتها بالاخوان من خلال مديرها ومالكها السابق عثمان احمد عثمان. وعثمان كان صديقا مقربا من الرئيس السادات ووزير سابق للتعمير. ويعمل بالشركة الكثير من الموظفين من الاخوان ولها أسهم في حوالي 40 شركة في مصر والخارج وتدعم ايضا الاخوان.

- بنك فيصل الاسلامي في القاهرة : البنك يملكه مواطن سعودي ويديره مصري يسمي أحمد علي كمال، وهو عضو نشط في جماعة الاخوان. .......................................( عدة سطور محزوفة ). ويتبرع الكثير من المستثمرين المتعاطفين مع التنظيم بحصتهم في أرباح البنك للإخوان.

( سطور كثيرة محزوفة )

- مجموعة الشريف : هذه المجموعة هي شركة قابضة ........................... ( عدد من السطور المحزوفة ) . لديها خمس مصانع في مصر تضم مصنع كبير لانتاج المواسير والبلاستيك .

- مجموعة السلام : هذه الشركة يملكها عضو قديم في جماعة الاخوان وتدير فندق كبير في القاهرة وتخطط لبناء فندق اخر .

- مجموعة هلال : تمتلك هذه المجموعة 14 شركة متنوعة في مصر ......... ( سطر محزوف )

وكانت جماعة الاخوان تجمع الاموال بشكل ممنهج من أعضائها لاستثمارها في الخارج ...... ....... ( سطرين محزوفين ). كل عضو في التنظيم يساهم بعشرة بالمئة من دخله لجماعة الاخوان. وترسل هذه الاموال بالاضافة الي التبرعات التي تأتي من الأثرياء المتعاطفين مع الجماعة الي الجمعيات الخيرية الاسلامية، وهي منظمة تابعة للاخوان في الكويت. وتدير الجمعيات الاسلامية حقيبة استثمارت تذهب عائداتها الي تنظيم الاخوان ...... ( سطر محزوف )

ويجمع الاخوان الاموال ايضا عن طريق بيع الدولار في السوق السوداء في مصر.................... ( سطور كثيرة محذوفة )

والأموال التي تنقل في نهاية المطاف الي تنظيم الاخوان في مصر ودول اخري يتم إيداعها في البداية في حسابات بنكية خاصة بالمراكز الاسلامية الدينية والثقافية. ....... ( سطور محذوفة ) . وتأتي الاموال من افراد متبرعين من السعودية والاخوان المسلمين في الخارج ومن اوروبا وامريكا الشمالية....... ( سطر محذوف )


                         الانقسامات الي فصائل

نعتقد ان التكتيكات المعتدلة التي اتبعتها جماعة الاخوان وعدم وجود خطة واضحة لديها لتنظيم وادارة دولة اسلامية أدت الي تشكيل فصائل تعكس فلسفات مختلفة حول كيفية تحقيق اهدافها. ومن وجهة نظرنا أن ميل تنظيم الاخوان الي الانقسام الي فصائل هو أخطر مشاكلها. ....... ( سطر محذوف ). يوجد انقسامات ملموسة بين الأعضاء كبار السن والأعضاء من الشباب. الجيل القديم يشعر بالقلق من تفضيل الأعضاء الشباب العقيدة الثورية المتشددة. ونعتقد أن انحراف شباب الجماعة سيخلصها من أكثر أعضاءها حيوية وأحيانا أكثرها تطرفا. فعلي سبيل المثال، جماعتي الجهاد والتكفير والهجرة المتطرفتين - اللتان شاركتا في مؤامرات مناهضة للحكومة واغتيال السادات - تأسست علي يد أعضاء من الاخوان كانوا ساخطين علي التنظيم

المعتدلين : يواصل الفصيل الأكبر بقيادة المرشد عمر التلمساني والذي يتشكل عموما من المفكرين ورجال الاعمال والمحامين من كبار السن السعي الي اتباع سياسة التوافقات مع الحكومة. ويخشون ان تبعد المواجهات العنيفة مع الحكومة المصريين عن الاخوان وتدخلهم في حقبة جديدة من القمع. ففضلوا استمرار التحالف السياسي مع حزب الوفد الجديد حتي يتمكن الاخوان من تشكيل حزب خاص بهم بشكل قانوني. ويخشي المعتدلين من أن يخسروا أرضيتهم لصالح المتطرفين لأن الحكومة تماطل في اعطاء الصفة القانونية للاخوان وشرعت في زيادة فرض القيود علي أنشطتها المالية، كما فعلت عندما أعادت تنظيم البنك الاسلامي الدولي للاستثمار التابع لهم

ويضم الفصيل المعتدل جماعات لها نشاطات سياسية أقل، بقيادة مأمون الهضيبي، ابن المرشد السابق. وهذه الجماعة تعارض التحالف مع حزب الوفد الجديد ويفضل برامج التعليم الديني لتغيير مصر بالتدريج حتي تتحول الي مجتمع اسلامي. وتتشكل من رواد الاخوان من كبار السن ومن الطلبة والمعلمين وخريجي الجامعات المتدينين وضباط جيش حديثي التقاعد. وهم يلتزمون بتعاليم مؤسس جماعة الاخوان حسن البنا. وتحاول هذه الجماعة كسب تأييد الطبقات الوسطي الدنيا في الأرياف، لا سيما في أوساط العمال العائدين من دول الخليج

المتطرفين : بقيادة مصطفي مشهور وعباس حسن السيسي الذي يعيش في الكويت وألمانيا الغربية علي التوالي . وينادي المتطرفين بمزيد من المواجهات مع الحكومة. وتري هذه الجماعة أنه من خلال المواجهات وحدها سيري مبارك قوة وتمدد الاخوان في المجتمع المصري، وستجبره علي تقديم التنازلات للتنظيم. ولا يوجد مؤشر يدل علي وجود شكل من أشكال المواجهات التي تنادي بها هذه الجماعة، ولكن بصفتهم أعضاء في ميليشيا سرية قد يلجأون الي تكتيكات الاخوان القديمة بتنظيم مظاهرات تتطور لتتحول الي أعمال عنف.

ويعتبر المتطرفين أن تأخير مبارك في تقنين الوضعية القانونية للتنظيم وكذلك الاجراءات التي اتخذتها الاردن مؤخرا ضد نفوذ الأصوليين في الحكومة كمؤشرات علي وجود عملية قمع وشيكة ضد الاخوان. وهم يرغبون في إحياء الميليشيا السرية . واقترح المتطرفين أن يدار التنظيم علي يد مجلس طواريئ للتشديد علي ما يسمونه ظروف الحرب التي تشن عليهم، لحين انتخاب التنظيم مرشد جديد وشغل الفراغات الاخري.


                                صراع الاخوان علي السلطة


ترشيح مشهور في شهر مارس ليخلف التلمساني الذي يعاني من المرض وكبر السن سيزيد التوترات بين فصائل التنظيم . وقد ضمن المتطرفين الترشيح بدعم من التلمساني الذي انتقد مبارك بشدة في الأسابيع التي سبقت الترشيح، نظرا لشعوره بخيبة الأمل من عدم تقديم الحكومة تنازلات. ويحاولون ايضا شغل فراغات اخري في التنظيم

ويزعم المعتدلين ان مشهور ينقصه التعليم الديني الكافي وكذلك المهارات السياسية والدبلوماسية ويعارضون بشدة ترشيحه. ويزعمون ان مشهور وكثيرين من أتباعه الذين كانوا يعيشون في الخارج ليس لهم صلة بالواقع في مصر     


                                  إستشراف المستقبل


نتوقع أن تزيد المشاكل الاقتصادية المتنامية من قبول رؤية الاخوان عن المجتمع الاسلامي العادل المقسط. فتراجع اسعار البترول وانخفاض أموال المصريين في الخارج وتراجع السياحة - التي فاقم منها أعمال شغب الشرطة في فبراير 1986 - وسياسات أسعار النقد الأجنبي المتعارضة ساهمت في حدوث تدهور ملحوظ في الوضع المالي للبلاد. وأي برامج تهدف الي تخفيف الصعوبات المالية - مثل فرض قيود علي الاستيراد وتقليل دعم المواد الغذائية والتخلص من دعم الأسعار - سيخفض من مستويات المعيشة المتدنية بالفعل. ونعتقد ان الاخوان سيحاولون استغلال الغضب الشعبي عن طريق الادعاء ان سوء المعيشة راجع الي تقليد النظام الاقتصادي الغربي المفلس .

وعلي المدي الطويل نعتقد أن الجماعات الاسلامية المتطرفة سيكون لها قبولا أكثر لدي الشباب الذين يرون الاخوان المسلمين تنظيما منهكا يديره رجال عجائز . وحتي مع الدعم الضمني من الحكومة لن تحقق محاولات الاخوان هزيمة المتطرفين في الحرم الجامعي إلا نجاحا متواضعا. ومن المرجح ان يستغل المتطرفين الاضطرابات المدنية مثل أحداث أعمال شغب الشرطة لمصلحتهم. وبالرغم من أن أحداث الشغب التي قام بها مجندين من الأمن المركزي تبدو قد اندلعت بدون توجيه من الأصوليين، إلا ان الاعتداءات الانتقائية علي الفنادق السياحية والنوادي الليلية تشير الي ان المتطرفين الاسلاميين كانوا مستعدين لاستغلال احداث الشغب وشرحوا أسبابها وفقا لمفهومهم الاسلامي. ونعتقد ان اظهار عدم الثقة في عنصر كبير من عناصر الشرطة المصرية سيعضد المتطرفين لاشعال اضطرابات جديدة. وفي حالة ما كان المتطرفين الاسلاميين علي وشك الاستيلاء علي الحكم وهو أمر مستبعد سينحاز الاخوان المسلمين للحكومة لقمع المتطرفين والسيطرة علي الحركة الأصولية .

ورغم الفرص المتاحة للمتطرفين علي المدي القصير، نعتقد ان الاخوان المسلمين لديهم الصبر والموارد المالية والتنظيم للاحتفاظ بقوة اسلامية أكثر نفوذا علي المدي الطويل. وستمكنها مصادر القوة تلك من الصمود أمام تغيير القيادة والانقاسامات الي فصائل وتحديات الأصوليين المتطرفين. ونعتقد ان الزمن في صالح الاخوان. مصر تسير بانتظام لأن تصبح مجتمعا محافظا دينيا وهو ما سيساعد علي المدي الطويل علي نزع فتيل بعض القضايا التي يستغلها المتطرفين: مثل تعاطي الخمور وارتداء النساء ملابس غربية " غير محتشمة " واختلاط الجنسين في الأماكن العامة.

ويبدو أن الاخوان المعتدلين قد فوجئوا بترشح مشهور، لكنهم لا زال في مقدورهم إبعاده عن تولي قيادة التنظيم. وقد قوي ترشيح مشهور وتغير أفراد التنظيم المتطرفين الكثر تنظيما في كل الأحوال من المعتدلين ......... ( سطر محذوف ) . لو أصبح مشهور زعيما للتنظيم سيكرر مطالب تطبيق الحكومة الشريعة فورا وفسخ اتفاقيات كامب ديفيد. وسينهي تحالف تنظيم الاخوان مع حزب الوفد الجديد

ونعتقد انه لو اصبح مشهور مرشدا عاما للاخوان سيجبر في الوقت المناسب علي العودة الي التكتيكات التي تميل أكثر الي المصالحة التي تبناها الاخوان طوال العقد الماضي. وسيواجه مشهور الذي كان يعيش في الكويت منذ 1981 واقعا سياسيا في مصر لا يمكن لتعامل معه بنجاح الا من خلال قيادة براغماتية علي النحو التالي :

- الاختلافات بين المتطرفين والأغلبية من المعتدلين في الاخوان ستجبر القيادة علي ايجاد ارضية مشتركة تمنع تفكك التنظيم الي فصائل صغيرة ضعيفة

- معظم المصريين محافظين ولا يفضلون التغيير الثوري . وأي تحول عنيف للاخوان عن التكتيكات المعتدلة سيقضي علي هدفها في تحويل مصر تدريجيا الي مجتمع أصولي

-  الحكومة شبه مؤكد ستقمع الاخوان اذا انحرفت عن تكتيكاتها الحالية. وسيتحاشي مشهور الذي دخل السجن 15 عاما في الخمسينات والستينات القيام بأفعال ترسله هو ورفاقه الي السجن .

ونعتقد ان قمع الحكومة للاخوان سيشكل تهديدا متواصلا لهم. وأي تأييد لأهداف الجماعة الرامية الي تطبيق الشريعة سيخيف الحكومة التي تنوي تأجيل النقاش حول الشريعة لسنوات. وسيتوجب علي التنظيم ممارسة قدر كافي من السلطة لتحقيق أهدافها الدينية ومواجهة التحدي الأصولي وإحتواء الانقسامات الداخلية، وأن تظهر في نفس الوقت أنها لا تشكل تهديدا للحكومة.

وفي نهاية المطاف ستتوقف شعبية الاخوان والجماعات الاسلامية الاخري علي قدرة الحكومة علي التخلص من مفهوم الاختراق الثقافي للغرب ونفوذ الغرب ووقف التدهور الاقتصادي. وسيؤدي المزيد من تفكك المجتمع المصري - بسبب انخفاض مستوي المعيشة وارتفاع البطالة والبطالة المقنعة والعجز العسكري - الي زيادة قبول الجماعات التي تدعو الي الحلول الاسلامية لمشاكل مصر .


              الأثار المترتبة علي الولايات المتحدة


نعتقد ان الاخوان لهم مصلحة في استقرار الحكومة المصرية وتعمل كثقل موازن للجماعات الاسلامية الأكثر ثورية . واراء التنظيم المعادية بشدة للغرب ولكامب ديفيد تجعل منها قوة معادية للولايات المتحدة في مصر. والكثير من المسلمين المصريين يعتبر الولايات المتحدة أكبر تهديد ثقافي لأسلوب الحياة الاسلامي. علاوة علي ان وكالة التنمية الدولية الامريكية أصبحت مرتبطة في عقول المصريين بسياسة " الباب المفتوح " الاقتصادية التي أطلقها الرئيس السادات.

الاخوان المسلمين يعارضون هذه السياسة إعتقادا منهم انها سببت نمو طبقة من رجال الأعمال المستغربين ووسعت الفجوة بين الفقراء والأغنياء وذادت من الفساد بدرجة كبيرة

نعتقد أن زيادة قوة الاخوان المسلمين مقترنا بزيادة التشدد الديني في مصر سيؤثر علي جعل مصر أقل تعاطفا مع أهداف وسياسات والمبادرات الدبلوماسية للولايات المتحدة في الشرق الاوسط . ورغم ان مبارك من غير المرجح ان ينحني لضغوط الاصوليين علي المدي القريب، قد يعترض علي بعض المبادرات الدبلوماسية للتسوية السلمية في الشرق الاوسط أو التعاون العسكري الذي قد يفسره الاخوان علي انه مزيد من التحالف مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.

وضعف الاخوان المسلمين لن يفيد المصالح الامريكية في مصر . فالسلطة السياسية التي سيخسرها الاخوان ربما تحصل عليها الجماعات الاسلامية المتطرفة الأقل تكيفا مع الولايات المتحدة ولا الثقافة الغربية ولا العلاقات بين مصر واسرائيل ولا مبادرات السلام الامريكية في الشرق الاوسط من الاخوان المسلمين


نص الوثيقة من موقع السي اي ايه الرسمي وجاهز للقراءة والتحميل
 https://www.cia.gov/library/readingroom/docs/CIA-RDP88T00096R000200240001-4.pdf

الثلاثاء، 3 يناير 2017

ليس بوسع تركيا ان تفعل شيئا لوقف العمليات الارهابية لداعش علي اراضيها







تقوم الحكومة في أنقرة بنفس الصخب المعتاد عن تعقب تلك الجماعات المختلفة " في عرينها " ، لكن الكلام أسهل من الفعل . فداعش وحزب العمال الكردستاني أقاما دولتين في العراق وسوريا بحكم الأمر الواقع

إن قتل مسلح من الدولة الاسلامية ( داعش ) ل39 مدنيا في ملهي ليلي في اسطنبول هي اخر المزابح في تركيا التي تحدث فيها تلك المجازر كل بضعة اسابيع. مرتكبي الجريمة قد يكونوا مختلفين لكن التأثير المتراكم لتلك المزابح سيقنع الاتراك أنهم يعيشون في بلد غير مستقر ومخيف. ومن الواضح ايضا ان الحكومة التركية لا تعلم ماذا تفعل لوقف تلك الهجمات .

ومن المرجح ان يستمر ذلك بوحشية لا تلين مهما فعلت الحكومة لأن داعش من الكبر والموارد الكبيرة من ان يتم القضاء عليها . فهي متجزرة في تركيا وتستطيع استخدام المسلحين الاتراك أو جلب قتلة من الخارج، كما حدث في ملهي رينا الليلي وكما كان في حالة الهجوم علي مطار أتاتورك في اسطنبول في وقت مبكر من هذا العام

وكما كان الحال في فرنسا وبلجيكا أو ألمانيا، من المستحيل وقف الهجمات الارهابية عندما يكون المدنيين العاديين هم المستهدفين والقتلة مستعدين للموت. وعند نجاح تلك العمليات يلقي غالبا باللوم علي " الثغرات الأمنية " ولكن عمليا لا يوجد أمن يوفر الأمان

وما يجعل الارهاب في تركيا مختلفا عن اوروبا والشرق الاوسط ليس اعداد القتلي - ففي بغداد يقتل اعداد أكبر كل شهر - بل الاختلاف يتمثل في تنوع مرتكبي تلك العمليات الارهابية. فمنذ ثلاثة اسابيع اعلنت جماعة صقور حرية كردستان، التي يتردد انها زراع حزب العمال الكردستاني، مسئوليتها عن مقتل 44 شخصا معظمهم من رجال الشرطة خارج استاد لكرة القدم في اسطنبول.. واتهم الرئيس رجب طيب اردوغان جماعة ثالثة، وهيم أتباع فتح الله كولن الذي حملوه ميئولية الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليه، بارتكاب جريمة اغتيال السفير الروسي في انقرة في 19 ديسمبر

كل هذه الجماعات جماعات قوية لها أعضاء ملتزمين داخل وخارج تركيا ولن تتوقف أيا منها عن القيام بعملياتعما قريب. تقوم الحكومة في أنقرة بنفس الصخب المعتاد عن تعقب تلك الجماعات المختلفة " في عرينها " ، لكن الكلام أسهل من الفعل . فداعش وحزب العمال الكردستاني أقاما دولتين في العراق وسوريا بحكم الأمر الواقع، وما كان لهذلك ان يحدث لولا تورط أردوغان في الحرب الأهلية السورية بعد 2011

داعش، التي استخدمت تركيا كنقطة عبور وملاذ امن، تعتبرتركيا حاليا عدوا لها وضبطت هجماتها بحيث تحدث أقصي قدر من الانقسامات. ومن المعالم المعروفة لرد الفعل التركي علي الهجمات التي ارتكبت خلال العامين الماضيين أنه لم يؤدي الي التضامن الوطني، بل علي العكس، استفز القوي المعارضة والمؤيدة لاردوغان وجعلها تتهم بعضها البعض بخلق بيئة ينتعش فيها الارهاب

وهناك جانب خطير اخر من جوانب الهجوم علي المحتفلين في الملهي الليلي . فمن الواضح ان هذا الهجوم كان موجها لكسب تعاطف أو دعم الاسلاميين المتزمتين. العقيدة السلفية تنتشر في تركيا وتوفر التربة الخصبة لخلايا داعش التي نشأت خلال الأعوام القليلة الماضية

أردوغان يهدد بسحق داعش والأكراد السوريين عن طريق التقدم داخل شمال سوريا. القوات التركية قريبة من معقل داعش في مدينة الباب الواقعة شمال شرق حلب، لكنها تلقي مقاومة صلبة وتتكبد ضحايا كثيرين. وبغض النظر عن كلام اردوغان القاسي، ليس واضحا ما يرغب الجيش التركي وحلفائه في سوريا تحقيقه في شمال سوريا حيث لا يملكون غير عدد قليل من الاصدقاء والكثير من الاعداء الخطرين. لقد تورطوا في معركة لا يأملون في كسبها بشكل حاسم



الكاتب البريطاني : باتريك كوكبيرن
صحيفة الاندبندنت البريطانية
ترجمة اشرف محمد

المصدر : http://www.independent.co.uk/voices/turkey-isis-claims-istanbul-new-year-nightclub-shootings-nothing-government-can-do-a7506226.html