السبت، 21 ديسمبر 2013

أبو محمد الفرنسي يرفض قتال «الدولة الإسلامية» رواية الوساطة «الكويتية» بين «داعش» و«حاشا»

أبو محمد الفرنسي يرفض قتال «الدولة الإسلامية»
رواية الوساطة «الكويتية» بين «داعش» و«حاشا»

حجاج العجمي (الى اليمين) مع المحيسني أثناء زيارته اللاذقية
عبد الله سليمان علي
يتكشف المزيد من التفاصيل عن خطورة المعركة التي جرت الأسبوع الماضي بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«حركة أحرار الشام» (حاشا) في مسكنة بريف حلب، في الوقت الذي وصل فيه الشيخ الكويتي حجاج بن فهد العجمي، أحد أبرز الداعمين والممولين للتنظيمات الإسلامية وعلى رأسها «حاشا» إلى ريف اللاذقية لإجراء وساطة بين الطرفين، بالتعاون مع الشيخ السعودي عبدالله المحيسني المقرّب من «داعش»، بينما سقط قتيل جديد لـ«داعش» على حاجز طيار تابع للواء «مصعب بن عمير» التابع الى «حركة أحرار الشام»، ما أدى إلى تفاقم الأزمة من جديد.
ففي التفاصيل الجديدة للحادثة، ثبت أنه بعد الاشتباكات بين الطرفين، والتي سقط بسببها عدد من القتلى والجرحى الأسبوع الماضي، تمكن عناصر «أحرار الشام» من اعتقال «أمير داعش» في مسكنة أبو دجانة الكويتي، وهو ما كاد يؤدي إلى تفجير الأزمة وتحولها إلى حرب شاملة بمعنى الكلمة بين الطرفين، لولا نجاح وحدة من «داعش» بمحاصرة المبنى الذي يحتجز فيه «الأمير» مع بعض العناصر، ومن ثم إخراجهم من المبنى ونقلهم إلى مقر «داعش».
ولكن قبل إطلاق سراح «الأمير» كان عناصر «أحرار الشام» قد سجلوا له مقطعاً صوتياً لمدة 45 دقيقة تحدث خلاله عن الأحداث الأخيرة وتفاصيلها، واعترف فيه أنه قام باعتقال وفدين من «لواء مصعب بن عمير» و«حركة أحرار الشام»، وهو المقطع الذي قام أبو عبدالملك الشرعي، أحد أبرز القيادات «الشرعية» في «أحرار الشام» بنشره على حسابه على «تويتر» في خطوة استفزازية.
في هذه الأثناء كانت الوساطة التي قامت بها قيادات من «كتيبة صقور العز» و«جبهة النصرة» و«جند الأقصى»، لحل المشكلة بين الطرفين قد وصلت إلى طريق مسدود. وتزامن ذلك مع وصول الشيخ الكويتي حجاج العجمي إلى ريف اللاذقية حيث اجتمع مع الشيخ السعودي عبدالله المحيسني للتباحث في كيفية نزع فتيل الأزمة بين «داعش» و«حاشا».
وللإشارة فإن العجمي يحظى بعلاقات جيدة مع الكتائب المسلحة في سوريا كافة، باستثناء «داعش»، بسبب الدعم الكبير الذي يغدقه عليها عبر جمعيات عدة ومجالس للدعم والتمويل يعمل بعضها تحت غطاء الإغاثة الإنسانية، إلا أن علاقته مع «أحرار الشام» مميزة وللحركة عنده حظوة خاصة. وكان العجمي قد لعب دوراً أساسياً في تشكيل غرفة العمليات الموحدة التي شنت الهجوم على قرى ريف اللاذقية قبل أشهر، حيث قام بزيارة مماثلة لهذه التي يقوم بها حالياً واجتمع مع قادة الفصائل الإسلامية كافة، بمن فيهم «قائد جيش المهاجرين والأنصار» التابع لـ«داعش» عمر الشيشاني ونجح في إقناعهم آنذاك بتشكيل غرفة العمليات لما سُمّي «بمعركة الساحل». ويبدو أن العجمي يتحــــمّس كثـــــيراً لسيناريو الهجوم على الساحل، لأنه بعد وصوله بساعات قامت «كتيبة صقور العز» أمس الأول بإطلاق صواريخ عدة باتجاه مدينة القرداحة.
وقد ترافق وصول العجمي مع وقوع تصعيد جديد من طرف «أحرار الشام»، سقط جراءه قتيل آخر من عناصر «داعش»، حيث قام حاجز طيّار لعناصر من «مصعب بن عمير» بين مسكنة ودير حافر على طريق مطار كشيش باعتراض سيارات تابعة لـ«داعش» وأطلقوا النار على ركابها، فسقط أحدهم أبو بلال الحمصي قتيلاً، بينما لم ينج الآخرون من الأسر إلا لوجود امرأة معهم في السيارة.
هذا التصعيد الجديد مع تسريب تسجيل أبو دجانة الكويتي، ردّ عليه «داعش» بتصوير مقطع فيديو لعشرات العناصر الذين أسرهم من «لواء مصعب بن عمير» أثناء الاشتباكات الأخيرة، يعلنون فيه تحميلهم مسؤولية الأحداث الدموية لـ«لواء مصعب بن عمير» الذي أصرّ على حماية علي العلاوي، واصفين الأخير بأنه شبيح ولا يستحق القتال من أجله. ومن جهته، قام «امير داعش في مسكنة» أبو دجانة الكويتي بالتغريد على حسابه على «تويتر» مفنداً ما أسماها أكاذيب «حركة أحرار الشام»، وموضحاً بعض تفاصيل الأحداث التي جرت، متهماً «حاشا» بالتهرب من تطبيق الشرع وهضم حقوق المجاهدين وسرقة ممتلكاتهم.
وكان من أهم ما كشفه أبو دجانة الكويتي، في تغريداته، أن أبا محمد الفرنسي، وهو يشغل منصب «مفتي لواء مصعب بن عمير» رفض قتال «داعش»، مؤكداً أن الحق مع أبي دجانة وأنه ينبغي حل المشكلة عبر جلسة شرعية يجتمع فيها الخصوم، ولكن بعد هذا الكلام للفرنسي، وفي الليلة نفسها، قام الحاجز الطيّار بقتل أبو بلال الحمصي، ما اعتبر رفضاً من قبل «مصعب بن عمير» للجلسة «الشرعية» التي دعا إليها أبو محمد الفرنسي.
ويـــــبدو أن العجمي رغم التصعيد الأخير وتفاقم الأزمة بين الطرفين، نجح في إقناع قـــــيادات «داعش» و«حاشا» باللقاء مع بعضهما والتباحث في ما بينهما عن طريقة لحل هذه المشكلة. وقد تســــربت معلومات عن اجتمـــــاع ضمّ «أمير أحرار الشام» حسان عبود مع «والي حلـــــب في داعش» أبــــو أثــــير الأنصاري، لكن لم تتــــسرب أي معلومــــات عن مضمـــون الاجتماع أو النتائج التي توصل إليها.


من هي «الجبهة الإسلامية»؟ نشأتها .. أفكارها وما علاقتها بـ«القاعدة»؟

من هي «الجبهة الإسلامية»؟ نشأتها .. أفكارها وما علاقتها بـ«القاعدة»؟

صورة نشرت امس الاول على «فايسبوك» لمسلحين من «حركة احرار الشام» يتدربون في الغوطة الشرقية (ا ب)
عبد الله سليمان علي
«هرولة» الولايات المتحدة للتحاور مع «الجبهة الإسلامية» بعد أيام فقط من تشكيلها، قد يكون أحد أهم الأسباب التي جعلت هذه الجبهة الوليدة محط اهتمام إعلامي لم يسبق أن حظي بمثله تنظيم في سوريا منذ بدء الأزمة، لا سيما أن ولادة الجبهة ترافقت مع أفول نجم «الجيش الحر»، الذي بذلت جهود إقليمية ودولية كبيرة طوال سنوات الأزمة لمحاولة تعويمه وجعله «رمز» الحراك المسلح ضد النظام السوري، لكن هذا «الجيش» بواجهته العلمانية المصطنعة، لم يستطع أن يصمد طويلاً أمام تصاعد موجة التنظيمات الإسلامية المختلفة، فكان لا بد له أن يلاقي المصير المحتوم الذي لاقاه بالضربة القاضية في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
فما هي «الجبهة الإسلامية»، وما طبيعتها الحقيقية، وهل لها أي ارتباط بتنظيم «القاعدة» العالمي؟
تشكلت «الجبهة الإسلامية» في 22 تشرين الثاني الماضي، من اتفاق سبع فصائل يغلب عليها الطابع الإسلامي، هي «أحرار الشام»، «جيش الإسلام»، «لواء التوحيد»، «صقور الشام»، «لواء الحق»، «أنصار الشام»، و«الجبهة الإسلامية الكردية».
وسابقاً، بينما كان كل من «أحرار الشام» و«لواء الحق» و«أنصار الشام» ينتمي إلى «الجبهة الإسلامية السورية»، كان كل من «لواء التوحيد» و«جيش الإسلام» و«صقور الشام» ينتمي إلى «جبهة تحرير سوريا الإسلامية»، لذلك يمكن القول إن ما حدث هو اتفاق الجبهتين المذكورتين على تشكيل جبهة واحدة هي «الجبهة الإسلامية».
أما «الجبهة الإسلامية الكردية» فهي فصيل إسلامي كردي تعرض في الفترة الأخيرة لانشقاق مجموعة عنه، تحت مسمى «سرايا أنصار الإسلام» بقيادة أبو سليمان الكردي الذي بايع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). وليس لهذه الجبهة الكردية أهمية تذكر، حتى أنها لم توقع على ميثاق «الجبهة الإسلامية» عند صدوره، ما يشير إلى عدم موافقتها عليه.
ولسنا في حاجة إلى بذل جهد كبير كي نكتشف أن عملية اجتماع الجبهتين أظهرت بشكل واضح للعيان مدى طغيان «الجبهة الإسلامية السورية» على «جبهة تحرير سوريا الإسلامية»، بحيث خرجت «الجبهة الإسلامية» الوليدة أقرب ما تكون إلى الأولى، سواء من حيث الشكل أو المضمون.

إبحثوا عن «أحرار الشام»

«أحرار الشام» هي العمود الفقري والعقل المدبر لتأسيس «الجبهة الإسلامية السورية»، التي تأسست في 22 كانون الأول العام 2012، من اجتماع عدة فصائل، أهمها «أحرار الشام» و«لواء الحق» و«لواء الإيمان» و«حركة الفجر الإسلامية» وغيرها.
ويلاحظ من حيث الشكل أن «الجبهة الإسلامية» الوليدة حملت نفس الاسم، لكن مع رفع الانتماء الوطني عنه، أي كلمة «السورية»، وهذا له مدلولات لا تخفى لجهة الطموح الإقليمي وربما العالمي لـ«الجبهة الإسلامية» بتحقيق هدف الخلافة الإسلامية ومحاربة الطواغيت أينما كانوا. كما أن شعار «الجبهة الإسلامية» حافظ على نفس شعار «الجبهة الإسلامية السورية»، الذي هو بدوره نفس شعار «حركة أحرار الشام».
أما من جهة المضمون فيكفي الإشارة إلى أن «حركة أحرار الشام» لم تكتف بمنصب رئيس المكتب السياسي في «الجبهة الإسلامية»، والذي شغله «أميرها» حسان عبود (أبو عبدالله الحموي)، وإنما حظيت بمنصب «مفتي عام» هذه الجبهة الذي شغله «المفتي العام نفسه لحركة أحرار الشام» و«الجبهة الإسلامية السورية»، أبو العباس الشامي.
ومن المعروف أنه في الحركات الإسلامية يكون لمنصب «المفتي العام» أهمية كبيرة قد تضاهي أهمية منصب «الأمير العام»، لأن المفتي هو الذي يحدد السياسة الشرعية لعمل أي تنظيم إسلامي، وبالتالي فمن البديهي أن تكون الضوابط الشرعية التي ستعمل وفقها «الجبهة الإسلامية» هي نفسها الضوابط الشرعية التي كانت تعمل وفقها «حركة أحرار الشام»، طالما أن «المفتي» واحد.
و«حركة أحرار الشام» لا تخفي أنها تنتمي إلى تيار «السلفية الجهادية» الذي يتبنى «الجهاد» منهجاً للتغيير وتحكيم الشريعة الإسلامية، ورفض جميع القوانين الوضعية وأنظمتها، بما فيها الديموقراطية والانتخابات والبرلمانات، ما يعني أن «المفتي العام للجبهة الإسلامية» الوليدة سوف يؤطر عمل هذه الجبهة بمفاهيم السلفية «الجهادية»، خاصة أن ميثاق «الجبهة الإسلامية» نص بوضوح على رفضه للديموقراطية والمدنية والعلمانية، كما وضع إقامة «الدولة الإسلامية» التي تحكم وفق الشريعة هدفاً أسمى للجبهة.
كل ذلك يشير بوضوح إلى أن «الجبهة الإسلامية» هي في الحقيقة ابنة «حركة أحرار الشام»، التي تحمل جيناتها الوراثية، فجاءت أشد شبهاً بها، سواء من حيث الشكل أو المضمون.
ويعزز ذلك أن الفصائل الأخرى المشاركة في تشكيل «الجبهة الإسلامية» ليس لديها منهج واضح وثابت مثل «أحرار الشام»، بل هي تنتقل من منهج إلى آخر، ومن هدف إلى هدف، بحسب الظروف المحيطة. فعلى سبيل المثال، فإن «قائد جيش الإسلام» زهران علوش وافق في آب العام الماضي على ميثاق «تجمع أنصار الإسلام»، الذي أكد في ميثاقه أن الغاية من التجمع هي إقامة «الخلافة الإسلامية الراشدة».
وكان «لواء الاسلام» العمود الفقري لهذا التجمع، ثم تراجع علوش عن مطلب «الخلافة الإسلامية» أو كتمه. حتى أنه عقب تأسيس «جيش الاسلام» اكتفى بالقول إنه يريد تأسيس دولة العدل وحسب، بينما كان في أوقات أخرى يتحدث عن مطلب الدولة الإسلامية مع تمييزها عن الخلافة.
أما «قائد ألوية صقور الشام» أحمد أبو عيسى الشيخ فقد كان في بداية الأزمة السورية يبشر بالدولة المدنية، التي تحمل مبادئ الديموقراطية والمساواة، ولم يكن لديه مانع من تولي نصراني منصباً وزارياً، كما ورد في فيديو جرى تسريبه لأحد مجالس أبو عيسى الشيخ، لكنه بعد تأسيس «الجبهة الإسلامية» تراجع عن هذه الأقوال جملة وتفصيلاً، بل إنه برر هذا التراجع بطريقة غريبة، حيث قال في تغريدة له «بالنسبة للفيديو الذي تاجر به أصحاب الفتن بعد عامين من ظهوره على الإعلام فعليهم أن يعوا المراحل، فقد نقول القول اليوم ونرجع عنه غداً!».
وكذلك الأمر بالنسبة لـ«لواء التوحيد» وهو الفصيل الثالث من فصائل «جبهة تحرير سوريا الإسلامية»، فطالما كانت قيادة «اللواء» تتحدث عن الديموقراطية والدولة المدنية ويغلب على خطابها النَّفَس الثوري، حتى أن كثيرين كانوا يعتبرون «لواء التوحيد» هو الذراع العسكرية لجماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا، ولكن تبيّن بعد ذلك أن هذا «اللواء» لم يكن له انتماء محدد كسابقيه، وقد يكون مما له دلالته أن «المسؤول الشرعي لجبهة النصرة» أبا ماريا القحطاني أقسم بالله ثلاثاً في تغريدة له على «تويتر» أن «قائد لواء التوحيد» عبد القادر صالح قال له قبل مقتله إن هدف اللواء هو «الخلافة النبوية الراشدة»، بينما لم يكن سبق لصالح أن أظهر مثل هذا الكلام من قبل.

ميثاق الجبهة: الحاكمية لله

ما يؤكد أن «الجبهة الإسلامية» حسمت قضية الانتماء، هو أن ميثاقها في مادته الأولى أكد، بما لا يدع مجالاً للشك، تبنيها لأهم مبدأ من مبادئ أدبيات السلفية «الجهادية»، وهو مبدأ «حاكمية الله»، عندما نص على أن الجبهة تهدف إلى «بناء دولة إسلامية تكون السيادة فيها لشرع الله عزَّ وجل وحده مرجعاً وحاكماً وموجهاً وناظماً لتصرفات الفرد والمجتمع والدولة». ثم تعززت صحة هذا الانتماء عبر تبني الميثاق لمبدأ «الولاء والبراء»، الذي يعني أن تكون الدولة قائمة على أساس إسلامي ديني، وليس شعبوي قومي، ولاؤها للإسلام والمسلمين ومعادية للشرك والمشركين، دولة تتبنى الإسلام في سياستها الداخلية ليصبح المسلمون في موضع عزة وتحكم في مفاصل الدولة المهمة، وفي السياسة الخارجية هدفها «إعلاء كلمة الله وإقامة دولة إسلامية عالمية قوية، دولة معادية للأنظمة المحاربة وغير الشرعية (والنظام الشرعي من وجهة النظر الفقهية السلفية إما أن تكون الدولة: إسلامية تحكم بالشريعة أو ذمية تدفع الجزية أو معاهدة)»، وهذا ما نصت عليه المادة الخامسة من الميثاق التي جاء فيها إن «أبناء الجبهة مسلمون، ولاؤهم لدين الله، جمعهم الجهاد في سبيل الله ورفض الظلم والطغيان، هدفهم إقامة شرع الله، يعتزّون بانتمائهم للأمة الإسلامية ويعتبرون أنفسهم جزءاً لا يتجزأ منها»، وكذلك المادة 14 التي نصت على أن «تتمتع الجبهة بعلاقات دولية جيدة مع جميع الدول التي لا تناصبها العداء، وبما يحقق المصلحة وفق الضوابط الشرعية»، والضوابط الشرعية المقصودة هنا هي ضابط «الولاء والبراء» المنوه عنه آنفاً.
ورغم أن ميثاق «الجبهة الإسلامية» لم يصرح بشكل واضح أنه يسعى إلى إقامة دولة الخلافة العالمية، بل على العكس قد يكون ألمح إلى أنه يسعى إلى بناء الدولة الإسلامية ضمن حدود الدولة السورية المتعارف عليها فقط، إلا أن عدة أسباب تدفع إلى الاعتقاد أن ميثاق الجبهة لجأ إلى التقية والتمويه، في التعبير عن المآرب الحقيقية التي يراد الوصول إليها.
أول هذه الأسباب أن ميثاق الجبهة أطلق على نفسه عنوان «مشروع أمة»، وهذا إيحاء صريح بأن «الجبهة الإسلامية» ترى في نفسها حاملاً شرعياً لمشروع الأمة الإسلامية الذي ليس له سوى اسم واحد، هو مشروع «الخلافة الإسلامية»، ولكن قد يكون واضعو الميثاق راعوا «المراحل» بحسب تعبير أبو عيسى الشيخ، ولم يريدوا أن يظهروا كل ما في سلتهم دفعة واحدة، بل اعتمدوا سياسة التدريج التي كانت من السياسات المعتمدة في ميثاق «حركة أحرار الشام» الإسلامية.
وسبب آخر هو أن أمير «حركة أحرار الشام» حسان عبود قال، في حديث له مع قناة «الجزيرة» في 13 حزيران الماضي، «نحن نتوق إلى ذلك اليوم الذي نهدم بأيدينا أسوار سايكس - بيكو التي فرضوها علينا. هي الآن واقع، ونحن لا نتجاوز الواقع بمعطياته، ولكن ما نروم له ونأمل بأن نرى هذه الأمة كياناً واحداً مرة أخرى».

«الجبهة» و«الجهاد العالمي»

إضافة إلى كل ما سبق، ثمة دلائل ومؤشرات تؤكد وجود روابط مباشرة وغير مباشرة بين «الجبهة الإسلامية» الوليدة وبين «الجهاد العالمي» كنهج يتجسد في العديد من التنظيمات «الجهادية» عبر العالم، قد يكون أهمها وأشهرها تنظيم «القاعدة» الذي يقوده أيمن الظواهري وغيره من التنظيمات الأخرى.
وقد أقرّ ميثاق «الجبهة الإسلامية» بوجود «مهاجرين» يقاتلون في سوريا. وقال عنهم «إنهم أخوة ناصرونا في الجهاد وجهادهم مقدر ومشكور... لهم ما لنا وعليهم ما علينا». ولكن الحقائق التي تتكشف يوماً بعد يوم تشير إلى أن الأمر لا يقتصر على وجود «مهاجرين» مناصرين يرضيهم التقدير والشكر.
فالأدلة تشير إلى أن تنظيم «أحرار الشام»، وهو التنظيم المحوري في «الجبهة الإسلامية»، قد بدأ العمل على تشكيله منذ بداية الأزمة السورية، وتسارعت الوتيرة في أيار العام 2011 بعد الإفراج عن أعداد من المعتقلين من سجن صيدنايا، إثر صدور مرسوم عفو عام من بينهم «أمير» التنظيم حسان عبود، وقد كان العمل في تلك الآونة سرياً ومحاطاً بكتمان شديد، ولكن بعد مرور عامين ونصف العام أصبح من المؤكد أن «تنظيم أحرار الشام» هو أول تنظيم سوري استقبل «جهاديين مهاجرين» من الدول الأخرى. ورغم عدم توفر معلومات عن أعداد «المهاجرين» الذي انضموا إليه، إلا أن معظم هؤلاء بدأوا بالانتقال إلى «جبهة النصرة» بعد الإعلان عن تأسيسها في أواخر العام 2011، وهو ما أدى في وقته إلى تنافر بين «الأحرار» و«النصرة»، وشهدت أوساط «الجهاديين» سجالات حامية حول العلاقة المتوترة بين هذين الفصيلين.
وقد يكون كافياً أن نشير إلى أن أبا بصير الطرطوسي، أحد أشهر منظري «الجهاد» في العالم، كان أول من شكك بـ«جبهة النصرة» واستمر لعدة أشهر وهو يكيل لها الاتهامات، ولم يستبعد أن تكون صنيعة النظام. علماً أن الطرطوسي هو من «المرجعيات الشرعية الأساسية في حركة أحرار الشام الإسلامية». وقد كان من تداعيات هذا الخلاف بين «النصرة» و«الأحرار» أننا سمعنا للمرة الأولى في سوريا عن حديث «الصحوات». وكانت «أحرار الشام» اول حركة في سوريا تتهم من قبل «جبهة النصرة» (ينبغي الأخذ بالاعتبار أن «داعش» كانت لا تزال مندمجة في «النصرة») بأنها مشروع «الصحوات» ضد المجاهدين.
وقد كان من بين «المهاجرين»، الذين انضموا إلى «أحرار الشام»، «مجاهدون» سابقون وحاليون في تنظيم «القاعدة»، بل كان بينهم أيضاً بعض القيادات. وإذا كان وجود قيادات من «القاعدة» من غير السوريين أمراً غير مثبت حتى الآن، فإن وجود قيادات سورية أصبح أمراً ثابتاً، ومن أشهر هؤلاء وأكثرهم غموضاً أبو خالد السوري.
وأبو خالد السوري، الذي هو من مؤسسي «أحرار الشام» ويشغل فيها منصباً قيادياً ويحاط بكثير من السرية والتكتم، هو في الوقت ذاته من قيادات «القاعدة» المقربين من زعيمها الراحل أسامة بن لادن، وقد وصفه الظواهري بأنه من «خير من خبرنا وعرفنا» كما أوكل إليه مهمة الإشراف على حل الخلاف بين ابو محمد الجولاني وأبو بكر البغدادي. وعندما أرسل رسالة الحكم في الخلاف كان أبو خالد ثالث شخص يستلم نسخة عن هذه الرسالة بعد كل من الجولاني والبغدادي أصحاب العلاقة.
وإضافة إلى أبي خالد السوري وأبي بصير الطرطوسي، برز مؤخراً اسم أبو ماريا الفلسطيني، الذي اعتقلته السلطات الأردنية وتبين أنه كان قيادياً شرعياً في «أحرار الشام». كما برز اسم أبو محمد الفرنسي بعد حادثة مسكنة في ريف حلب، الذي تبين أنه يشغل منصب «المفتي العام للواء مصعب بن عمير» التابع الى «أحرار الشام»، وغيرهم كثير.
ولكن يبقى الدليل الأهم على ارتباط «أحرار الشام» وبالتالي «الجبهة الإسلامية» بالجهاد العالمي هو «كتيبة الفرقان» التي تتشكل من عناصر جميعهم «جهاديون مهاجرون» من مختلف دول العالم.
ختاماً، وفي تقرير لها نُشر في أيلول الماضي أكدت الكاتبة والمحللة اليزابيث عبجي من «مكتب دراسات الحروب»، أنّ «القاعدة في سوريا بلغت درجة عالية من التنظيم ضمن خلايا مترابطة، ومنها جبهة النصرة، فليس مستبعداً إذن أن تكون كتائب أحرار الشام هي خلية من خلايا القاعــدة أيضاً، بالرغـم من أنهـا تنفي ذلك».
ونحن لا نقول ذلك، ولكن نؤكد أن «أحرار الشام» تنطوي على تيار مهم داخلها ينتمي إلى «القاعدة»، بعضه ينتمي تنظيمياً وبعضه من حيث النهج. وقد يكون هذا التيار هو الذي استطاع مؤخراً أن يهيمن على القرار في الحركة وبالتالي على «الجبهة الإسلامية». وما التحالف الوطيد بين الجبهة من جهة وبين «جبهة النصرة» من جهة أخرى سوى مؤشر على ذلك، لأن «أحرار الشام»، كما غالبية الفصائل المسلحة، أخذت في البداية موقفاً منتقداً لبيعة الجولاني للظواهري، ورأت فيها خدمة للنظام السوري، لكنها بعد ذلك ـ تحديداً بعد الخلاف بين «النصرة» و«داعش»- لم تجد غضاضة في التحالف مع من كانت تتهمها بخدمة النظام.

مسؤول غربي لـ «الحياة»: «الجبهة الاسلامية» ألغت لقاء فورد خوفاً من «داعش»





لندن - إبراهيم حميدي
الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠١٣
قال مسؤول غربي رفيع لـ «الحياة» ان «الجبهة الاسلامية» رفضت لقاء السفير الاميركي روبرت فورد بسبب تسريب الحديث عن الاجتماع الى وسائل الإعلام وبسبب خوف قادة الجبهة من الانتقادات التي وجهها مسؤولون في «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) واتهام الجبهة بأنها «صحوة سورية وعميلة» للغرب.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في مؤتمر صحافي في مانيلا إن اللقاء «ممكن» مع قادة «الجبهة الإسلامية». لكن فورد اعلن امس: «إن الجبهة الإسلامية رفضت الجلوس معنا من دون ذكر الأسباب لذلك. نحن مستعدون للجلوس معهم، لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سورية».
وكانت أكبر ستة تنظيمات مسلحة بينها «صقور الشام» بزعامة احمد عيسى و «أحرار الشام» بزعامة حسان عبود (ابو عبد الله الحموي) و «لواء التوحيد» و «جيش الإسلام» بزعامة زهران علوش، توحدت في 22 الشهر الماضي في «الجبهة الإسلامية» التي باتت أكبر فصيل معارض للنظام في سورية مع عشرات الآلاف من المقاتلين. وأعلنت الولايات المتحدة الإثنين أنها لا ترفض إجراء لقاءات مع «الجبهة الإسلامية» التي لا ترتبط بأي علاقة مع تنظيم «القاعدة».
وكشف المسؤول الغربي ان الدول الغربية ابدت اهتماماً بإجراء لقاءات مع قادة «الجبهة الاسلامية» وأن لقاء رفيع المستوى حصل قبل اسابيع في انقرة بين قادة «الجبهة» وممثلي مجموعة لندن في «مجموعة اصدقاء سورية»، باعتبار ان هذه الفصائل «تشكل كتلة رئيسة من مقاتلي المعارضة ولا بد من الحصول على دعمها لعملية السلام في مؤتمر «جنيف2» ولضمان تنفيذ اي نتائج تسفر عنه لاحقاً».
وكانت واشنطن ولندن علقتا مساعداتهما بالتجهيزات غير القاتلة لـ «الجيش الحر» في شمال سورية قرب حدود تركيا بعد استيلاء «الجبهة الإسلامية» على منشآت لهذا الجيش في معبر باب الهوى السوري قرب حدود تركيا.
وأوضح المسؤول ان «فرنسا وبريطانيا وأميركا طلبت لقاء مع قادة «الجبهة الاسلامية» وأن الموعد حدد امس، لكن فرنسا تراجعت لاحقاً عن موافقتها واتخذت قراراً سياسياً بعدم الحوار مع «الجبهة» لقناعتها بأن هذا الحوار يضعف «الجيش الحر» ثم اصبح الموقف البريطاني مشابهاً للموقف الفرنسي، غير ان فورد بقي على موقفه بعقد لقاء مع قادة التكتل الاسلامي». وتابع المسؤول: «تسريب الخبر للإعلام والحملة التي شنّها مقربون من الدولة الاسلامية، دفعا الجبهة الى إلغاء اللقاء».
وكان المسؤول السياسي في «الجبهة الإسلامية» وزعيم «أحرار الشام» حسان عبود أقر على حسابه في «تويتر» بأنه التقى مسؤولين غربيين. وقال: «قبل أن تقوم الجبهة الإسلامية بأسابيع، التقى عدد من الثوار مع ممثلين عن مؤتمر أصدقاء سورية وأبلغوهم أن الثورة ماضية والحل يمر عبر إسقاط النظام» السوري، ذلك في سياق الدفاع عن الانتقادات التي تعرض لها من محسوبين على «داعش» واعتبار «الجبهة الاسلامية» بمثابة «عملاء» للغرب او انهم بمثابة «صحوة سورية» يروج لها الاميركيون لقتال «داعش» كما فعلت اميركا في العراق بعد العام 2003.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) نقلت عن ناطق باسم وزارة الخارجية أن الأخيرة «تستغرب» ما ورد على لسان كيري الذي «أكد عزم الولايات المتحدة إجراء محادثات مع تنظيم الجبهة الإسلامية الإرهابي». كما ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقد نية واشنطن فتح حوار مع «الجبهة الاسلامية».
ودافع فورد خلال لقائه امس مع قادة «المجلس الوطني السوري» المعارض في اسطنبول عن عزم واشنطن فتح اقنية حوار مباشر مع «الجبهة الاسلامية» باعتبار ان لها دوراً فاعلاً لا يمكن تجاوزه، ذلك بعدما اعرب عن دهشته لإلغاء قادتها الاجتماع في آخر لحظة امس.

http://alhayat.com/Details/583945

الجربا بعد لقائه بارزاني: أكراد سورية يحضرون «جنيف 2» بوفدين





لندن، كوروكوسك (العراق) - «الحياة»، أ ف ب
السبت ٢١ ديسمبر ٢٠١٣
أعلن رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا في اربيل في شمال العراق ان اكراد سورية سيشاركون في مؤتمر «جنيف-2» ضمن وفدين، الأول مع المعارضة، والثاني مع النظام.
وقال الجربا في تصريح لوكالة «فرانس برس» على هامش زيارته مخيم كوروكوسك للاجئين السوريين في محافظة اربيل: «الاكراد سيشاركون في مؤتمر جنيف بوفدين، وفد من ضمن الائتلاف، ووفد النظام»، مشدداً على ان «الأمر محسوم».
وتواصلت في اربيل منذ الثلثاء اجتماعات كل من «المجلس الوطني الكردي السوري» المعارض، المدعوم من قبل اقليم كردستان العراق، و «مجلس الشعب لغرب كردستان» الذي يعتبر الجناح السوري لـ «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله اوجلان، المعروف عنه بعلاقته مع نظام الرئيس بشار الاسد.
وتهدف هذه الاجتماعات للوصول الى رؤيا موحدة ومشتركة بخصوص مشاركة الاكراد في مؤتمر «جنيف-2» في مونترو قرب العاصمة السويسرية في 22 الشهر المقبل.
وقال نصر الدين ابراهيم سكرتير «الحزب الديموقراطي الكردي في سورية» والناطق باسم «المجلس الوطني الكردي» أمس: «عقدنا سلسلة من الاجتماعات مع الاخوة في مجلس الشعب لغرب كردستان بهدف توحيد الموقف الكردي (...) وقد اتفقنا على توحيد الرؤيا». وأفادت مصادر اخرى ان المجلسين توصلا الى تفاهمات عدة بينها «فتح معبر سيمالكا والمشاركة في مؤتمر جنيف2 وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين» على ان يجري بحث الموقف من الادارة المحلية في وقت لاحق التي يطالب «مجلس غرب كردستان» الطرف الآخر بالمشاركة فيها.
ورغم تأكيد الجربا ان الاكراد سيشاركون في وفدين وان «الامر محسوم»، قال ابراهيم: «اتفقنا على تشكيل هيئة استشارية لمتابعة عقد المؤتمر والعمل من اجل حضور وفد كردي مستقل، وفي حال اذا تعذر ذلك (...) سنتحدث بالرؤيا المشتركة ونحرص ان يمثل الوفدان ارادة الشعب الكردي في سورية من اجل سورية ديموقراطية». وتابع: «نحن متفقون على استمرار الثورة السلمية الديموقراطية في مناطقنا وحمايتها من اي تدخل عسكري».
ووقعت أخيراً خلافات بين «المجلس الوطني الكردي» و «مجلس الشعب لغرب كردستان» وصلت الى حد القطعية بعد اعلان «حزب الاتحاد الديموقراطي» بزعامة صالح مسلم، الذي يمثل التيار الرئيسي في «مجلس الشعب لغرب كردستان» تأسيس ادارة محلية بشكل منفرد في شمال سورية والشمال الشرقي.
كما أدت هذه الخلافات الى اغلاق المعبر الحدودي سيمالكا بين اقليم كردستان العراق والمناطق ذات الغالبية الكردية في سورية، قبل ان يعلن عن اعادة فتحه الاربعاء اثر اجتماعات الطرفين في اربيل.
وكان «الائتلاف» اعتبر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» تنظيماً «معادياً للثورة السورية» ذلك غداة اعلان تشكيل الإدارة المحلية. واعتبر ان هذا الحزب بات «تشكيلاً داعماً لنظام (الرئيس بشار) الاسد، وعاملاً من خلال جناحه العسكري المعروف باسم قوات الحماية الشعبية الكردية، ضد مصالح الشعب السوري ومبادئ ثورته».
وأفادت مصادر ان الجربا التقى رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني و «طرق الجربا إلى الوضع العسكري على الأرض والدور السلبي الذي تلعبه الجماعات المتطرفة على مسار الثورة وأمن المناطق المحررة» وانه أشار الى «ارتباط» هذه التنظيمات بالنظام السوري، مشدداً على «أهمية إعادة هيكلة الجيش الحر وتأسيس وزارة للدفاع في الحكومة الموقتة» برئاسة احمد طعمة.
وتابعت المصادر ان الجربا أكد في اللقاء ضرورة «تحضير البيئة المناسبة للحل السياسي في سورية بحسب جنيف1»، مشيرة الى ان بارزاني «اكد تعاطف بلاده مع الشعب السوري وأسفه للمعاناة التي يعيشها جراء عمليات القصف الممنهج من قبل النظام، مشدداً على اهتمام الإقليم بالقضية السورية وتأثره المباشر بما يطرأ عليها».
وعن مؤتمر «جنيف-2»، قال رئيس اقليم كردستان ان الذهاب الى هذا المؤتمر استحقاق مهم يجب أن توفر الظروف الموضوعية لإنجاحه وأن عدم توافر تلك الظروف سيجعل من الصعب على المؤتمر أن يحقق نتائج ايجابية تلبي تطلعات الشعب السوري.
وأعلن الجربا أنه طلب من بارزاني خلال لقائه به «فتح مكتب للدعم والتنسيق لرعاية أمور السوريين في الإقليم، ووافق ورحب بارزاني وخلال أسبوعين سوف نفتتح المكتب وستكون هناك لقاءات بشكل منتظم». وأضاف أنه جرى أيضاً «تشكيل لجنة من الإخوة أعضاء الائتلاف من الموجودين» في إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، مضيفاً: «ستكون هناك زيارات دورية».
ويستضيف إقليم كردستان أكثر من 200 ألف لاجئ سوري غالبيتهم العظمى من الأكراد، يتوزعون على مخيمين رئيسين في محافظتي دهوك.

http://alhayat.com/Details/584272

الإبراهيمي «غاضب ومحبط» ... وعقدة حضور إيران بلا حل




لندن، جنيف، بروكسيل، موسكو - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
السبت ٢١ ديسمبر ٢٠١٣
لم يسفر اللقاء الثلاثي بين المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي ومسؤولين روس وأميركيين في جنيف أمس، عن حل «عقدة» حضور إيران في مؤتمر «جنيف 2». وقال الإبراهيمي إنه «غاضب ومحبط من استمرار القتال في سورية»، داعيا نظام الرئيس بشار الأسد إلى وقف استخدام «البراميل المتفجرة»، في وقت واصل الطيران الحربي لليوم السادس قصف حلب في شمال البلاد.
وعقد الإبراهيمي جلسة مشاورات مع نائبي وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان، قبل توسيع اللقاء بحضور ممثلي باقي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المجاورة لسورية، ذلك في إطار الاستعداد لمؤتمر «جنيف 2» .
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع: «بالنسبة لإيران لم نتوصل إلى اتفاق بعد. وليس سراً أننا في الأمم المتحدة نرحب بمشاركة إيران، لكن شركاءنا في الولايات المتحدة ليسوا مقتنعين بعد بأن مشاركة إيران ستكون أمراً صائباً»، إلا أنه أضاف أن السعودية هي على قائمة الدول المدعوة إلى المحادثات، والتي يزيد عددها عن 30 دولة.
وأعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى بعد اللقاء: «على إيران سحب العسكريين من سورية ووقف التمويل للميليشيات هناك بما فيها حزب الله اللبناني»، موضحاً «أن المشاورات ستستمر حول مشاركة ايران و «هناك طرق عدة كي تلعب دوراً (في المفاوضات). إن (المؤتمر) مجرد بداية للعملية». كما حض «المعارضة السورية السياسية والعسكرية على تشكيل وفد لمحادثات السلام».
من جهته، قال غاتيلوف إنه قد يجري جولة أو أكثر من المحادثات مع مسؤولين أميركيين. وقال: «قد نحتاج إلى مزيد من الاتصالات على المستوى الوزاري من اجل حل المسالة بشأن إيران». وأضاف أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيرأس وفد بلاده إلى محادثات «جنيف 2»، لكن المعارضة لم تقدم بعد وفداً محدداً بسبب الانقسامات الداخلية في صفوفها، و «إذا لم يتم حل هذه المسالة، فسيكون من الصعب توقع انعقاد المؤتمر».
وعن مصير الأسد في العملية الانتقالية، قال الإبراهيمي إن الهدف من المؤتمر الدولي هو تطبيق بيان «جنيف 1» الذي نص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة باتفاق متبادل من النظام والمعارضة، لافتاً إلى أن «جنيف 2» سيعقد من دون شروط مسبقة. وأضاف أن المؤتمر سيكون عملية ستستمر وقتاً.
وفي هذا الإطار، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن المؤتمر الدولي لن يكون ناجحاً إذا بقي الأسد في السلطة، وقال إثر قمة أوروبية في بروكسيل بحثت بشكل سريع الملف السوري، إن المؤتمر لا يمكن «أن يكون هدفاً لذاته. إذا كان جنيف- 2 سيشكل تكريساً لـ (سلطة) بشار الأسد أو يؤدي إلى انتقال سياسي من بشار الأسد إلى بشار الأسد، سنكون إزاء فرص قليلة لاعتبار أن هذا الموعد شكل الحل السياسي للقضية السورية». وتابع: «في الأثناء بلغ الوضع في سورية أخطر حالاته لجهة عدد المرحلين واللاجئين والأزمة الإنسانية».
في المقابل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن قلق الديبلوماسيين الغربيين يزداد، وأنهم يقولون إن بقاء الأسد في السلطة هو خيار أفضل لسورية من أن يحكمها متشددون إسلاميون. ونشرت الوكالة امس مقابلة مع لافروف قال فيها: «لا يقتصر الأمر على الاجتماعات الخاصة بل يحدث هذا أيضاً في تصريحات علنية. الفكرة تخطر على أذهان بعض الزملاء الغربيين أن بقاء الأسد في منصبه أقل خطراً على سورية من استيلاء الإرهابيين على البلاد».
وفي إطار الاستعداد للمؤتمر، أعلن رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي إن بلاده ستستضيف يومي 9 و10 الشهر المقبل في قرطبة اجتماعاً لجماعات المعارضة السورية في مطلع الشهر المقبل. وأضاف أن «الهدف هو دعم الحوار بين الجماعات وتعزيز تماسكها قبيل مؤتمر جنيف 2».
في غضون ذلك، أعلن رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا في أربيل في شمال العراق أن أكراد سورية سيشاركون في مؤتمر «جنيف 2» ضمن وفدين، الأول مع المعارضة، والثاني مع النظام. وأضاف في تصريح لوكالة «فرانس برس» على هامش زيارته مخيم كوروكوسك للاجئين السوريين في محافظة أربيل بعد لقائه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني: «الأكراد سيشاركون في مؤتمر جنيف بوفدين، وفد من ضمن الائتلاف ووفد النظام»، مشدداً على أن «الأمر محسوم».
وتواصلت في أربيل منذ الثلثاء اجتماعات كل من «المجلس الوطني الكردي السوري» المعارض، المدعوم من إقليم كردستان العراق، و «مجلس الشعب لغرب كردستان» الذي يعتبر الجناح السوري لـ «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله اوجلان، المعروف عنه علاقته مع نظام الرئيس بشار الأسد. وتهدف هذه الاجتماعات للوصول إلى رؤيا موحدة ومشتركة بخصوص مشاركة الأكراد في مؤتمر «جنيف 2».
ميدانياً، واصل الطيران السوري لليوم السادس قصف أحياء في حلب وريفها بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في وقت فجر انتحاريان نفسيهما في محيط مستشفى الكندي في المدينة في محاولة من مقاتلي المعارضة لاقتحام أحد مقرات القوات النظامية. وترددت معلومات عن سيطرة المعارضة على المقر. وأفاد «المرصد» بأن المعارضة سيطرت على هذا «الموقع الاستراتيجي» وأسرت عناصر من قوات النظام. كما بدأ مقاتلو المعارضة عملية عسكرية للسيطرة على مطار دير الزور في شمال شرقي البلاد.
في لندن، قالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن نحو 150 طناً من المواد الكيماوية الصناعية ستنقل من سورية بواسطة سفينة إلى ميناء في بريطانيا. ولم تعلن الوزارة عن اسم الشركة التي ستتولى المهمة، لكن مصادر قالت إن الحكومة البريطانية خاطبت في هذا الشأن شركة «فيوليا إنفيرونمنت في. إي.» وهي شركة مقرها فرنسا تمتلك مصانع في بريطانيا لحرق المواد الكيماوية.
http://alhayat.com/Details/584332


واشنطن: التعاون مع الرياض ممتاز ونتوقع من قطر عزل ممولي «القاعدة»





واشنطن - جويس كرم
السبت ٢١ ديسمبر ٢٠١٣
صرح مساعد وزير الخزانة الاميركي لتمويل الارهاب دانيال غلاسر بأن واشنطن «تتوقع من قطر عزل الأشخاص الذين يمولون القاعدة»، وذلك بعد ادراج الادارة هذا الأسبوع القطري عبدالرحمن بن عمير النعيمي واليمني عبدالوهاب محمد عبدالرحمن الحميقني على لائحة الارهاب الاميركية. وأكد أن «التعاون مع السعودية في مكافحة الارهاب عموماً وخصوصاً مكافحة تمويله هو ممتاز، وهناك التزام مشترك في هذا الشأن».
وقال غلاسر، في مقابلة مع «الحياة» في مكتبه في الوزارة، أن التعاون الأميركي -السعودي في مكافحة تمويل الارهابيين «ممتاز وهناك التزام مشترك بيننا وبين السعودية لوقف هذه النشاطات». ولفت الى أن زياراته للخليج مستمرة، وانه قام منذ «أشهر بزيارة شملت قطر والكويت والسعودية. ونحن نعمل مع السلطات في هذه الدول منذ وقت طويل».
ولفت المسؤول الاميركي أنه، بعد ادراج النعيمي على لائحة الارهاب، فإن «التوقعات من قطر، وأنا متأكد أن هذا ما يعملون عليه، هو ضمان عزل الأشخاص المتورطين في تمويل الارهاب من النظام المالي القطري، كوننا نتشارك في هدف وقف تمويل القاعدة».
وكان بيان لوزارة الخزانة الاميركية تهم النعيمي بإرسال حوالى٦٠٠ ألف دولار لفروع «القاعدة» في سورية في ٢٠١٣ وتسهيل تمويل فروع للتنظيم في الصومال والعراق واليمن. وقال مسؤولون أميركيون لـ «الحياة» أن «النعيمي والحميقني متورطان في شبكات كبيرة لدعم القاعدة... والنعيمي هو شخص معروف في قطر ومن المهم أن يقوم القطريون بخطوات لعزله من النظام المالي».
وقال غلاسر، عن جهود واشنطن لمحاربة «القاعدة» في سورية، إن الادارة الأميركية «ملتزمة توظيف كل الأدوات الممكنة من اجل ان تعزل عن النظام المالي المجموعات التي تم ادراجها في سورية على لائحة الارهاب»، مشدداً على أن الخطوات تستهدف «تحديداً المجموعات المرتبطة بالقاعدة». يذكر ان واشنطن أدرجت كلاً من «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» على لوائح الارهاب.
وخص غلاسر بالذكر الكويت، مشيراً الى أن العمل «وثيق» بين الحكومتين الأميركية والكويتية، وأن الكويت «لم يكن لديها قانون لمكافحة الارهاب، وتبنت قانوناً أخيراً ونحن نهنئها على ذلك». وذكر مسؤولون أميركيون أن أحد نقاط البحث بين الكويت والولايات المتحدة كانت حول «استخدام المجموعات الارهابية لمواقع التواصل على الانترنت لجذب التبرعات وإرسالها الى سورية ومن المهم أن يراقب الكويتيون هذه الأمور ويغلقوا هذه الأنشطة».
وقال غلاسر الذي زار لبنان الشهر الماضي أن واشنطن تستمر أيضاً في جهودها «لتعطيل نشاطات حزب الله الذي نعتبره منظمة ارهابية ونتعامل معه على هذا الأساس». وكان المسؤول الاميركي حذر، في كلمة أمام مجموعة من المصرفيين، من التحول الى «قناة لتمويل حزب الله»، معيداً الى الاذهان خطوات الادارة ضد المصرف اللبناني - الكندي ومكاتب للصيرفة سهلت تمويل «حزب الله».

http://alhayat.com/Details/584342

الطيران السوري يواصل قصف حلب وريفها... والمعارضة تقتحم موقعاً للنظام




لندن - «الحياة»
السبت ٢١ ديسمبر ٢٠١٣
واصل طيران نظام الرئيس بشار الأسد لليوم السادس قصف أحياء في حلب وريفها، في وقت فجر انتحاريان نفسيهما في محيط مستشفى الكندي في المدينة في محاولة من مقاتلي المعارضة لاقتحام أحد مقرات القوات النظامية. كما بدأ مقاتلو المعارضة عملية عسكرية للسيطرة على مطار دير الزور في شمال شرقي البلاد.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن الطيران المروحي «قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدات الحاضر وماير وبيانون في ريف حلب، ما أدى إلى سقوط جرحى. وقتل رجل من بلدة عندان جراء قصف الطيران المروحي للبلدة». وأضاف: «ارتفع إلى 4 بينهم فتى عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي مناطق في بلدة تادف. وقتل شخصان جراء قصف الطيران المروحي مناطق في بلدة عندان. كما تعرضت مناطق في بلدات حيان وقنسرين ومنغ لقصف بالبراميل المتفجرة من قبل الطيران المروحي وأنباء عن شهداء وسقوط جرحى».
وفي مدينة حلب، قال «المرصد» إن الطيران قصف بـ «البراميل المتفجرة مناطق في حي السكري» ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص. كما تعرض محيط مشفى الكندي لقصف من قبل القوات النظامية من دون أنباء عن خسائر بشرية وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في محيط المشفى. ووردت معلومات عن تفجير مقاتلين من جبهة النصرة نفسيهما بعربتين مفخختين في محيط مشفى الكندي الذي تتمركز فيه القوات النظامية المحاصرة من قبل الكتائب المقاتلة».
وكانت معلومات أفادت بمقتل نحو 161 شخصاً خلال غارات وقصف بـ «البراميل المتفجرة» على حلب وريفها منذ يوم الأحد إلى الأربعاء الماضيين.
وأفاد موقع «زمان الوصل» أمس، أن قوات النظام قصفت لأول مرة حاجزاً لـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في الدانيا في ريف إدلب في شمال غربي البلاد. وأضاف: «القصف الجوي الذي طاول نقطة تفتيش للدولة في ولاية الدانا التي تعتبر مقراً للتنظيم في الشّمال السوري، هو الأول من نوعه منذ سيطرته على البلدة منذ عدة أشهر».
وفي شمال شرقي البلاد، قالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن «ثوار دير الزور بدأوا معركة تحرير مطار دير الزور العسكري بعد أشهر من حصاره من جهة واحدة فقط». وأضافت: «بدأ الجيش الحر عمليات تحرير مطار دير الزور العسكري واستهل العملية التي أطلق عليها اسم «البيعة» بإطلاق صليات كثيفة من صواريخ محلية الصنع وقذائف مدفعية من عيار 130 مم أصابت أهدافاً محققة داخل المطار وقتلت عدداً من الجنود، وتمكن الثوار من تدمير غرفة كان يتحصن بها عناصر النظام داخل كتيبة الدفاع الجوي المتاخمة للمطار».
وتابعت «الهيئة العامة للثورة»: «على وقع اشتباكات عنيفة جداً بين الثوار وقوات النظام على مختلف الجبهات، تواصل القصف العنيف بمختلف أنواع الأسلحة على الأحياء المحررة وشنت طائرات النظام غارات مكثفة على قرى عياش ومحيميدة في الريف الغربي للمحافظة وسمعت أصوات انفجارات حول محيط اللواء 137، في حين قصف الطيران الحربي الطريق البري المتجه إلى مدينة موحسن في ريف ديرالزور».
وفي دمشق، قال «المرصد» إن الاشتباكات العنيفة «استمرت بين القوات النظامية مدعومة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في مدينة عدرا العمالية شمال العاصمة، ما أدى إلى مقتل ضابط من القوات النظامية وخسائر بشرية في صفوفها». وزادت: «قتل مقاتل من حزب الله أمس في اشتباكات مع جبهة النصرة والدولة الإسلامية وعدة كتائب إسلامية مقاتلة في ريف دمشق وقتل 3 مقاتلين من الكتائب المقاتلة أحدهم من بلدة ببيلا والآخران من مدينة عدرا في اشتباكات مع القوات النظامية». وتابعت أن «النظام رفض مبادرة لإخراج المدنيين من المدينة العمالية بريف دمشق بطريقة آمنة». ونفت «ما تردد عن رفض الجيش الحر إخراج المدنيين من المدينة العمالية».
من جهتها، قالت «الهيئة العامة للثورة» إن مقاتلي المعارضة «تقدموا على جبهة بلدة عقربا (شرق دمشق) التي تشهد اشتباكات عنيفة، في حين استمر القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة من إدارة الدفاع الجوي قرب المليحة باتجاه مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق الشرقي». وأكدت مقتل العميد الركن المهندس عبد الكريم شاهين قائد مستودعات التسليح التابعة لقوات النظام في منطقة الضمير.

http://alhayat.com/Details/584274

إدريس: «الجيش الحر» يعمل على توحيد صفوف المقاتلين

لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
السبت ٢١ ديسمبر ٢٠١٣
أعلن رئيس أركان «الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس، العمل على «توحيد صفوف» المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، في وقت شهد الميدان تراجعاً في حضور هذا الجيش مقابل تصاعد نفوذ المجموعات الإسلامية والجهاديين بعد حوالى أسبوعين من سيطرة مقاتلين إسلاميين على مخازن أسلحة تابعة لمقاتليه قرب الحدود التركية.
وقال إدريس في تسجيل مصور بُث أمس: «إن رئاسة الأركان للقوى العسكرية والثورية تؤكد للجميع أنها تعمل على متابعة تأمين الإمداد العسكري والإغاثي للمقاتلين، وعلى درء الفتن وتوحيد الصفوف واستيعاب المقاتلين كافة على الأرض، المؤمنين بأهداف ثورة الشعب السوري». وتوجه إلى «القادة كافة عسكريين وثوريين، طالباً منهم التوحد صفاً واحداً في مواجهة الظلم والطغيان»، قائلاً: «إننا نبادر ونمد يدنا إلى الجميع، نعتبر المقاتلين الثوار كافة في وجه نظام بشار المجرم إخوتنا وأبناءنا».
وتأتي هذه التصريحات بعد حوالى أسبوعين من سيطرة «الجبهة الإسلامية» التي شكلت حديثاً من مجموعات إسلامية بارزة، على مخازن أسلحة تابعة لهيئة الأركان على مقربة من الحدود التركية في السابع من الشهر الجاري.
وتشكلت «الجبهة» في 22 الشهر الماضي في أكبر تجمع لقوى إسلامية يهدف إلى إسقاط الرئيس الأسد وبناء دولة إسلامية. ومن أبرز هذه المجموعات «لواء التوحيد» و «جيش الاسلام» وحركة «أحرار الشام» و «صقور الشام».
واعتبر مراقبون تشكيل «الجبهة» نكسة لـ «الجيش الحر» الذي كان يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة، لا سيما أنه أدى إلى حرمانه من مجموعتين أساسيتين هما: «لواء التوحيد» الناشط في محافظة حلب في شمال البلاد، و «جيش الإسلام» الذي يقاتل في ريف دمشق وكان تشكل بعد توحد حوالى 50 تتظيماً مسلحاً بقيادة زهران علوش.
وأدت سيطرة «الجبهة» على المخازن إلى تعليق واشنطن ولندن مساعداتهما غير الفتاكة للشمال السوري، إلى المجموعات المصنفة «معتدلة» ذلك خشية وقوعها في يد الجماعات المتطرفة.
وتتبع هيئة الأركان لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أبرز مكونات المعارضة السورية المدعومة من دول غربية عدة أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وكان السفير الأميركي روبرت فورد اجتمع أول من أمس مع إدريس بعد لقائه وفداً من «المجلس الوطني السوري» المعارض. وأفاد «الحر» في بيان أن المجتمعين «أكدوا ضرورة توحيد صفوف الثوار السوريين على الأرض لما فيه مصلحة الشعب السوري، حيث أوضح رئيس هيئة الأركان للوفد الأميركي الجهود التي تقوم بها الأركان بالتنسيق مع مختلف الفصائل الثورية لتوحيد صفوفهم على الأرض وتوحيد البندقية بوجه بشار الأسد وحماية الشعب السوري».
وتابع البيان: «أن إدريس تحدث عن «الصعوبات التي تواجه عمل الجيش الحر على الأرض والجهود التي تبذلها هيئة الأركان لتفعيل آليات العمل بمشاركة جميع القوى الثورية والعسكرية الفاعلة على الأرض لحماية ومصلحة الشعب السوري»، لافتاً إلى «نفي فورد كل ما نسب في الإعلام خلال الأيام الماضية للجهات الدولية، حول تغير موقفها من رأس النظام بشار الأسد، واحتمال بقائه لفترة معينة مشيراً إلى أن موقف الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها هو ضرورة دعم الحل السياسي من دون وجود بشار الأسد في أي صيغة من الصيغ». وزاد: «أن السفير الأميركي أكد استمرار دعم حكومة الولايات المتحدة الأميركية وثقتها بهيئة الأركان ورئيسها، كما أشار إلى أن ما حصل في باب الهوى، والخلافات بين صفوف الثوار لا تخدم مصلحة الثورة السورية ولا الشعب السوري».

http://alhayat.com/Details/584275

السبت، 14 ديسمبر 2013

تصعيد ميداني في دير الزور

تصعيد ميداني في دير الزور

مسلحون في دير الزور الثلاثاء الماضي (رويترز)
طارق العبد
لم تمنع رداءة الطقس من استمرار المواجهات والعمليات العسكرية في مواقع عدة في البلاد، كما في دمشق وريف دير الزور، بينما توقفت في أماكن أخرى بفعل الضباب الكثيف والثلوج لتسجل أول حالتي وفاة بالبرد .
واعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، في بيان، وفاة طفلين، احدهما في شهره السادس، بردا في حلب والرستن في محافظة حمص.
وتحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن «سيطرة المسلحين على حاجز جسر بغداد» وهو حاجز عسكري يتحكم بتقاطع طرق من الأوتوستراد الدولي دمشق ــ حمص وعبر طريق آخر يقود إلى تدمر والمناطق الشرقية والتنف حيث الحدود العراقية.
ويشهد الريف الغربي لدير الزور اشتباكات، بدأت بتفجيرين انتحاريين لعنصرين من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بسيارتين استهدفتا حاجزاً عسكرياً ومقراً للتدريب في منطقة عياش، تبعهما مواجهات طالت المركز الإذاعي ومستودعات الذخيرة واللواء 137.
وتشهد دير الزور تصعيداً في العمليات العسكرية منذ مقتل رئيس فرع الأمن العسكري في دير الزور جامع جامع منذ شهرين تقريباً، وتقدم المسلحون إلى مساحات جديدة داخل المدينة التي يسيطر النظام على أحياء عدة فيها ومعهم المطار العسكري.
وقال مصدر عسكري لوكالة الانباء السورية (سانا) أن «وحدات من جيشنا قضت على أعداد من الإرهابيين في مخيم حندرات والشيخ سعيد ومحيط سجن حلب المركزي، بينما تصدت وحدة ثانية لمحاولة مجموعة إرهابية الاعتداء على مستشفى الكندي وأوقعت غالبية أفرادها بين قتيل ومصاب».
وأمر المحامي العام الأول بإخلاء سبيل أكثر من 350 سجيناً من سجن حلب المركزي، بحسب «المرصد»، بسبب سوء الأوضاع الصحية والإنسانية داخل السجن وانتهاء محكوميات بعضهم وكذلك تفشي الأمراض داخل السجن الذي يشهد محيطه اشتباكات متواصلة منذ أشهر.
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=2645&ChannelId=64043&ArticleId=1411#.UqwrPtJdX3M

المسلحون يتسللون إلى عدرا وينفّذون إعدامات

المسلحون يتسللون إلى عدرا وينفّذون إعدامات
هل تنطلق معركة دوما قريباً؟

شاب يتسلق جدار منزل مدمر في دوما امس (رويترز)
طارق العبد
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى يبرود، المحطة المقبلة في معارك القلمون، تبدو مدينة دوما في الغوطة الشرقية على موعد مع عملية عسكرية ضخمة، وهي معركة تعتبر أساسية بالنسبة للقوات السورية والمسلحين بحكم موقع المنطقة بالنسبة للعاصمة واتصالها ببلدات الغوطة الشرقية، كما بحكم الحضور الكثيف للمسلحين فيها، وعلى رأسهم «جيش الإسلام»، الذي يقاتل في «حصنه».
ثلاثون كيلومتراً هي المسافة الفاصلة بين دمشق ودوما، المدينة التي تحولت إلى محطة أساسية في الصراع المسلح، وخاصة في مطلع العام 2012، قبل أن يعلنها المسلحون منطقة «محررة».
وتحتضن دوما عدة ألوية وكتائب، أبرزها «جيش الإسلام» و«الجبهة الإسلامية». كما تضم ألوية أخرى مثل «شباب الهدى» و«درع العاصمة» و«لواء البراء». لكن سيطرة المجموعات التابعة لزهران علوش كانت الأقوى والأكثر تنظيماً وعتاداً. وهي شكلت وجهة أساسية للشباب الراغب بالقتال ضد الجيش السوري.
وتتصل دوما بباقي مناطق الغوطة الشرقية، بداية من حرستا التي تعتبر واجهة الغوطة على الطريق الدولي بين دمشق وحمص، وكذلك في زملكا وعربين وكفربطنا وحمورية والمليحة، وتتصل من جهة أخرى بمدينة عدرا ومنها إلى الضمير بوابة الريف الدمشقي إلى البادية السورية. وهي تصل عبر طرق فرعية بجبال القلمون.
وتسيطر القوات السورية على مناطق حول دوما، من خلال إدارة المركبات ومقار الاستخبارات في حرستا، وكذلك من المواقع العسكرية في عدرا والعتيبة التي استعادها مؤخراً، بالإضافة إلى مطار الضمير العسكري وإدارة الدفاع الجوي في المليحة. وبذلك يكون الجيش قد فرض حصاراً شديداً على المنطقة وما حولها.
وبعد العمليات العسكرية الأخيرة في الغوطة والقلمون، تبدو معركة دوما أقرب من أي وقت مضى، وخاصة مع توافر معلومات عن فرار المسلحين من النبك إلى عدرا المتاخمة لدوما، ما يعني إمكانية إعادة اشتعال جبهة الغوطة مجدداً.
وتقول مصادر ميدانية إن المسلحين، وهم من «جيش الإسلام» و«الكتيبة الخضراء» و«جبهة النصرة»، تمكنوا من السيطرة على عدة مواقع في عدرا، ما يشكل عاملاً يدفع بالإسراع إلى معركة دوما. فبالنسبة للنظام تعني استعادتها توجيه ضربة قاسية للمسلحين، وخاصة «الجبهة الإسلامية» و«جيش الإسلام»، كما من شأنها أن تؤمن أكبر مساحة ممكنة حول العاصمة، باعتبار أن سقوط المدينة سيشكل بداية النهاية لباقي مناطق الغوطة ومنها إلى الأحياء الساخنة في دمشق مثل برزة وجوبر والقابون.
وعلى مقلب المسلحين، فإن المعطيات لا تشير إلى مواجهة سهلة للغاية، ذلك أن «جيش الإسلام» هو فصيل في غاية التنظيم والقدرة التعبوية والتسليحية، اذ لطالما احتفى قادته بحجم قوتهم من خلال استعراضات عسكرية للدبابات ومعدات القتال ترفرف عليها رايات التنظيم المستوحاة من أعلام السلفية «الجهادية» وتنظيم «القاعدة».
وكان لافتاً حديث «القيادي في جيش الإسلام» محمد علوش، عبر موقع «تويتر»، عن استخدام صواريخ «اوسا» المضادة للطائرات في المعارك الأخيرة حول العتيبة وطريق المطار. ويضاف إلى قوة «جيش الإسلام» الدعم الذي يلقاه من باقي الفصائل مثل «أحرار الشام» وباقي ألوية وكتائب الغوطة التي لا يتوقع أن تتركه وحيداً رغم الخلافات الحادة بينه وبين بعضها، ناهيك عن العلاقة الإيجابية مع «جبهة النصرة» التي عبر زهران علوش أكثر من مرة عن إعجابه بمقاتليها و«قدرتهم على الثبات في المعارك، وان اختلف معهم في بعض النقاط».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن «مواجهات دارت بين القوات السورية وجيش التحرير الفلسطيني والمسلحين بهدف استعادة عدة نقاط سيطروا عليها في مدينة عدرا العمالية». وقالت مصادر موالية ان «المسلحين اقتحموا الفرن المركزي في المدينة واستولوا على أطنان من الطحين وأعدموا العاملين فيه، كما سيطروا على مبنى الجمارك ومفرزة للأمن».
وفي الرقة، ذكر «المرصد» أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) طرد 15 عائلة كردية من منازلها في مدينة تل أبيض بحجة موالاتهم لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، ووحدات حماية الشعب الكردي، وأسكن أتباعه في المنازل.

«أحرار الشام» للبغدادي: اضبط جنودك أو نغرق جميعاً!

«أحرار الشام» للبغدادي: اضبط جنودك أو نغرق جميعاً!

مسلح يطلق النار خلال اشتباكات مع القوات السورية في حي صلاح الدين في حلب امس (ا ف ب)
عبد الله سليمان علي
واصلت «حركة أحرار الشام الإسلامية» (حاشا) محاولة السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من محيط معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، فاستولت على مقارّ تابعة لـ«تجمع ألوية وكتائب شهداء سوريا» التي يقودها جمال معروف (أصبح أيضاً رئيس جبهة ثوار سوريا التي تشكلت منذ يومين)، ومقارّ أخرى تابعة لـ«كتائب الفاروق»، بينما سارعت كتيبة صغيرة تدعى «كتيبة الطير»، مقرها بالقرب من معبر باب الهوى، إلى مبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) والانضمام إلى صفوفه.
ويأتي ذلك بعد سيطرة «داعش» على عدة مقارّ تابعة لـ«ألوية أحفاد الرسول» و«لواء صقور الإسلام» وبعض مستودعات الأسلحة التابعة لـ«هيئة أركان الجيش الحر» في المنطقة نفسها.
هذا التناحر بهدف السيطرة على معبر باب الهوى الحدودي بين «حاشا» و«داعش»، تزامن مع الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين الطرفين في بلدة مسكنة بريف حلب، وسقط بسببها عدد من القتلى والجرحى.
ولوحظ أن عناصر لواء «مصعب بن عمير»، التابع لـ«حركة أحرار الشام»، انسحبوا من مقارّ عديدة كانوا يتمركزون فيها، أهمها مقر معمل السكر، بينما تمركز في هذه المقارّ عناصر من «داعش». وذكرت مصادر إعلامية مقربة من «أحرار الشام» أن انسحاب عناصر اللواء جاء حقناً للدماء على حد تعبيرها.
ولكن من دون شك فإن مشهد انسحاب عناصر «لواء مصعب بن عمير» من مقارّه، كان مؤلماً لقادة اللواء وقادة «أحرار الشام»، لا سيما أن «لواء مصعب بن عمير» كان يعتبر نفسه الحاكم الأوحد لبلدة مسكنة، وقد سبق له أن أصدر منذ أشهر، بياناً يمنع فيه تشكيل أي فصيل مسلح في مسكنة ويحظر الانشقاق عنه، معتبراً ذلك خطاً أحمر لا يسمح بتجاوزه، فكان دخول «داعش» إلى مسكنة وتعيينه أميراً عليها هو «أبو دجانة الكويتي» ووضع حواجز خاصة به ونشر عناصره، ومن ثم طريقة الاستخفاف التي تعامل بها «أمير داعش»، يوم الاشتباكات، مع وفود «لواء مصعب بن عمير» أو ممثلي «حركة أحرار الشام»، والتي كان فيها الكثير من الإهانة والإذلال المقصودين، حيث قام باعتقال وفدين بينهما عناصر قيادية من اللواء والحركة، كل ذلك جعل من الصعب على «لواء مصعب بن عمير» (حركة أحرار الشام) أن يستوعب الصفعة التي وجهها إليه «داعش».
ربما هذا الإحساس الدفين بالإهانة الموجهة عمداً من قبل «أمير داعش» في مسكنة أبو دجانة الكويتي، كان تأثيره أصعب على قادة اللواء والحركة من تأثير القتلى والجرحى الذين سقطوا خلال الاشتباكات. ورغم أن «حركة أحرار الشام» أصدرت بياناً لتوضيح أسباب وملابسات أحداث مسكنة بينها وبين «داعش»، كما صدر بيان داعم لموقفها باسم «الجبهة الإسلامية»، التي يشغل فيها «أمير أحرار الشام» حسّان عبود منصب رئيس المكتب السياسي، فإن النفوس بقيت تغلي، وتأثير الصفعة على ما يبدو كان يتفاعل تصاعدياً في كواليس «أحرار الشام».
في هذا السياق، بدا لافتاً أن يخرج أبو عبد الملك، أحد القيادات «الشرعية» البارزة في «أحرار الشام»، ويسجل مواقف ضد «داعش» هي الأعنف من نوعها منذ بدء الاحتكاك المباشر بين الطرفين عبر الاغتيالات والاعتقالات المتبادلة خلال الأشهر الماضية.
ولا يستبعد أن تكون تغريدات أبو عبد الملك القاسية التي طالت «أمير داعش» أبو بكر البغدادي شخصياً، رسالة موجهة إلى «داعش» بأن اللعب من اليوم فصاعداً سيكون على المكشوف، وأن كثيراً من الاعتبارات التي كانت تمنع الحركة من التصعيد، وأهمها الحفاظ على صورة «المجاهدين» في سوريا، لن يكون لها مكان بعد أحداث مسكنة، ولن تؤخذ في الاعتبار.
فقد اتهم أبو عبد الملك «الشرعي» كما يلقب، «داعش» بالغلو والتكفير «فلا حرج عند كثير من أمراء وأفراد تنظيم الدولة من وصف الإسلاميين وغيرهم بأنهم مبتدعة وصحوات وأن الجيش الحر كافر». كما عمد إلى فتح ملفات سابقة لمشاكل افتعلها «داعش» بدءاً باغتيال كمال حمامي (أبو بصير) أحد قيادات «الحر» في الساحل السوري، ومروراً بالبرنس والطير. وكان لافتاً كشفه أن «أمير داعش» في الساحل السوري أبو أيمن العراقي قال في جمع من قادة الفصائل الذين اجتمعوا لبحث قضية مقتل حمامي: «أنا لا أريد شرع الله»، وفي موقف آخر قال: «أنا لن آخذ حقي بشرع الله وإنما بشرع الغاب».
واستمر أبو عبد الملك «الشرعي» في هجومه غير العادي على تنظيم «داعش»، فاتهمه بنقض العهود، وإعطاء الأمان والنكث به والغدر وقصف مقارّ «المجاهدين» واقتحام البيوت. ورأى في التنظيم «صناع الصحوات التي تحارب الجهاد الشامي» على حد قوله، مشيراً إلى أن الحركة «لن تسمح بتكرار المشروع الجهادي في الشام بعد أن نُحر في العراق، ولن نكون كأنصار الإسلام أعانهم الله».
وقد يكون أقسى ما صدر عن «الشرعي» هو العبارة التي جاءت في ختام تغريداته، والتي وجهها إلى البغدادي شخصياً قائلاً: «أخيراً أنادي أبا بكر البغدادي بوضوح: اضبط جنودك، وراجع سياستهم، فنحن في سفينة واحدة إن غرقت غرقنا جميعا، وتباً لمن رفض التحاكم للشرع ثلاث مرارٍ (مرات)».
إذ بغض النظر أن مجرد التوجه إلى البغدادي بالكلام عبر «تويتر» سيعتبر إساءة لا تغتفر من قبل «داعش» وأنصاره، فإنه من المتوقع ان يكون لتحميله المسؤولية شخصياً عن سلوك عناصره ومطالبته بمراجعة سياسته تداعيات خطيرة على العلاقة بين الطرفين، وقد يصح أن يقال ان ما قبل مسكنة لن يكون كما بعدها.
وفي تأكيد أن تغريدات أبي عبد الملك تحظى بغطاء رسمي من قبل «الجبهة الإسلامية»، فقد لوحظ أن أبا العباس الشامي، «المفتي العام للجبهة الإسلامية» أعاد التغريد بها على حسابه في «تويتر»، في دلالة واضحة على أن تغريدات عبد الملك تمثل الموقف العام لكل فصائل «الجبهة الإسلامية»، ولكن لسبب أو لآخر لم تشأ الجبهة إصدار بيان رسمي بها، وكلفت أحد الشرعيين بنشره كتحذير أولي.
وما لم يقله عبد الملك، تولى القيادي في «أحرار الشام» أبو ابراهيم الحجي توضيحه من دون لبس، فقد قال في تغريدة له أقرب إلى التهديد إنه «إذا لم يسمع البغدادي نداء الشيخ أبي عبد الملك ويوقف جنوده فستتعرقل مسيرة الجهاد في سوريا، وسوف نضطر إلى سحب قواتنا من الجبهات من أجل الدفاع عن إخوتنا».
لم يصدر أي رد رسمي من «داعش» على كلام «شرعي الأحرار»، ولكن مساءً سُمعت أصوات اشتباكات وقصف مدفعي. وقال يونس ك، وهو ناشط من البلدة لـ«السفير»، إنهم عناصر البغدادي يستخدمون مدفع 57 لقصف مقارّ «أحرار الشام».
وقد دفعت خطورة الوضع بين «داعش» و«حاشا» عدداً من قيادات «صقور العز» و«جند الأقصى» و«جبهة النصرة»، إلى تشكيل وفد للتوسط بين الطرفين ومحاولة نزع فتيل الفتنة بينهما. وبحسب الشيخ عبدالله المحبسني، الذي يعتبر مقرباً من «داعش»، فإن ما يحقن الدماء هو وقف إطلاق النار فوراً، وإطلاق سراح المعتقلين من الطرفين، وتحديد قضاة ليحكموا في قضية مسكنة على نحو عاجل.

رواية فضيحة مخازن الأسلحة عند باب الهوى: هكذا سلمها سليم إدريس بواسطة ابن عمّه إلى «أحرار الشام»

رواية فضيحة مخازن الأسلحة عند باب الهوى: هكذا سلمها سليم إدريس بواسطة ابن عمّه إلى «أحرار الشام»

مسلح من «لواء احرار سوريا» على الية عليها رشاش مضاد للطيران في المدينة القديمة في حلب امس (رويترز)
عبد الله سليمان علي
منذ البداية، كان الغموض يلف الأحداث التي جرت في منطقة باب الهوى الحدودية بين سوريا وتركيا، حيث سيطرت فصائل إسلامية متشددة (أحرار الشام وجيش الاسلام) على أهم مستودعات الأسلحة التابعة لـ«هيئة أركان الجيش الحر»، المدعومة من أميركا والغرب، وجاءت بعد ذلك الروايات المختلفة والتصريحات المتناقضة الصادرة عن قياديين في «الجيش الحر» أو في «أحرار الشام» كي تزيد الغموض غموضاً.
هذا التناقض في رواية الأحداث، كان مؤشراً على أن ثمة سرا لا يراد له أن يذاع، ووراء الأكمة ما وراءها، وأن ما جرى قد يكون أخطر من مجرد اشتباك عادي بين فصيلين مسلحين يتنازعان السيطرة على منطقة مهمة استراتيجياً بسبب المعبر الحدودي الذي لا غنى عنه.
وقد تزايدت قوة المؤشرات على خطورة ما حدث بعد صدور القرار الأميركي، ومن بعده البريطاني، بوقف إرسال المساعدات «غير القاتلة» عبر معبر باب الهوى إلى المعارضة السورية، بسبب ما قالت إنه سيطرة الإسلاميين على مقار ومستودعات تابعة لـ«الجيش الحر»، لا سيما أنه من المتوقع أن تحذو غالبية الدول الداعمة لـ«الجيش الحر» حذو واشنطن ولندن وتمتنع عن تقديم المساعدات عبر معبر باب الهوى، ما سيؤدي إلى التخفيف كثيراً من أهميته، وهو ما سيشكل عاملاً ضاغطاً على الفصائل الإسلامية كي تراجع موقفها وتعيد بعض حساباتها بخصوص علاقتها مع «الجيش الحر».
ولكن يبقى السؤال الأهم: لماذا غضبت أميركا وبريطانيا من سيطرة «أحرار الشام» على مقار ومستودعات «الجيش الحر» في باب الهوى، ما دام أن «هيئة الأركان» بقيادة سليم إدريس أعلنت صراحة في بيانها الرسمي أن هذه السيطرة تمت بالاتفاق بين الطرفين؟
فالمعروف أن سليم إدريس لا يخطو خطوة واحدة إلا بتوجيهات وتعليمات تأتيه من دوائر الاستخبارات الغربية التي يتبع لها عملياً! فكيف بخطوة من قبيل تسليم مستودعات الأسلحة التي منحته إياها هذه الدوائر واشترطت عليه لاستلامها عدم وصولها إلى الأيدي الخطأ بحسب المعلن من التصريحات؟
والأهم في هذا السياق، لماذا يصر سليم إدريس على نفي تعرض مقاره ومستودعاته لهجوم واقتحام من قبل الفصائل الإسلامية (وهي رواية المتحدث باسمه لؤي المقداد)، ويشدد على أن تسليم المستودعات كان بالتوافق لتأمين الحماية لهذه المستودعات، رغم أن رواية الهجوم والاقتحام كانت تصلح لتكون مبرراً يتذرع به أمام داعميه بأن الأمر خرج عن سيطرته ولم يستطع منعه. فهل يعقل أن سليم إدريس وضع مصلحة الفصائل الإسلامية أولوية قبل مصلحته؟
قد تحتاج هذه الأسئلة إلى مزيد من الوقت كي تتكشف الإجابة الحقيقية عنها. ولكن حتى ذلك الحين، فإن هناك وقائع مهمة قد تتشكل مؤشرات تدل على حقيقة ما جرى في باب الهوى.
في البداية، لا بد من التنبيه إلى أن رواية سليم إدريس عن التوافق والاستلام والتسليم بهدف تأمين الحماية للمستودعات، رواية غير صحيحة، وقد جاء تكذيبها من الأطراف كافة، لا سيما من «القائد العسكري لأحرار الشام» أبي طلحة، الذي يفترض أنه المعنيّ باستلام المستودعات وحمايتها بحسب رواية إدريس. وأكد أبو طلحة في تصريحات صحافية وحديث مع قناة «الجزيرة» أن عناصر «الأحرار» عندما وصلوا إلى مقارّ «الأركان» في باب الهوى وجدوها خالية تماماً، وهذا يعني أن المستودعات تعرضت لهجوم وسرقة من قبل فصيل مسلح آخر، وإلا كيف خوت فجأة من محتوياتها؟
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ذكر، أمس الأول، ان مخازن الأسلحة على باب الهوى كانت تحتوي على صواريخ مضادة للطائرات والدبابات.
وكان تقرير صادر عن «اتحاد العلماء الأميركيين»، وهو مؤسسة مستقلة تعمل في واشنطن وتركز على الدراسات الأمنية، ذكر ان منظومات صواريخ «ستينغر» وصلت إلى «الجيش السوري الحر»، مشيرا إلى «احتمال وصولها أيضاً إلى تنظيمات متطرفة مثل «القاعدة» و«داعش»، بالإضافة إلى صواريخ «سام 7» و«سام 14» المتطورة.
ونقلت صحيفة «واشنطن تايمز» مؤخرا عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى قولهم إن «إدارة الرئيس أوباما مارست ضغوطاً مكثفة على السعودية لعدم المضي بتزويد قوى المعارضة السورية بتلك الأسلحة، مشيرة إلى أن السعودية في الوقت عينه سلمت أيضاً صواريخ مضادة للدبابات لقوى المعارضة».
ويعزز فرضية تعرّض المستودعات للهجوم، أن العديد من الشهادات صدرت يوم الحادثة، عن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد فرار عناصر «هيئة الأركان» من دون أن يكون السبب واضحاً في تلك اللحظة، كون الحدث ما زال في بدايته، ومن هذه الشهادات شهادة عمار الزير، الذي غرّد في الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر الجمعة الماضي بما يلي: «عاجل: هيئة أركان الجيش الحر تهرب من معبر باب الهوى وتترك مستودعات الذخيرة تحت حماية أحرار الشام». وعند سؤاله عن السبب أجاب انها قد تكون تتعرض لهجوم من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).
ولكن لا يمكن الاطمئنان تماماً إلى كل ما يقوله عمار الزير، فهو معروف بدفاعه عن «أحرار الشام» ومناهضته لـ«داعش». لذلك يبقى الثابت أن هجوماً حصل على مستودعات السلاح وأن عناصر «الأركان» شوهدوا وهم يهربون. أما من قام بالهجوم فهذا بحث آخر لا يمكن الاستناد فيه إلى شهادة الزير بسبب علاقته مع «أحرار الشام» وبغضه الشديد لـ«داعش».
وتشير المعلومات الى أن قائد الكتيبة المتمركزة في منطقة باب الهوى، هو الرائد بسام إدريس، وهو ابن عم رئيس «هيئة أركان الجيش الحر» اللواء سليم إدريس، وهذه الكتيبة من الكتائب الأساسية في «الجيش الحر» أو لدى سليم إدريس على الأقل، كونها بحسب معلومات حصلت عليها «السفير»، تتولى مهمة مرافقته وحمايته لدى دخوله الأراضي السورية، علاوة على علاقة القربى بينه وبين قائد الكتيبة التي تقول مصادر عديدة إن سليم إدريس شخصياً هو من عينه في هذا المنصب.
هنا تبرز شهادة منشورة بمقطع فيديو على موقع «يوتيوب» لملازم أول كان يتولى قيادة سرية في الكتيبة الأولى، وكان حاضراً ليلة الحادثة. فقد أكد قائد السرية أنه يوم الحادثة شوهد رتل يتحرك باتجاه الكتيبة قادماً من سرمدا، وأنه لدى إعلام قائد الكتيبة بسام إدريس قال لهم أنه رتل صديق، وأن الرتل استمر في التقدم حتى وقف على بوابة الكتيبة، حيث أمرهم قائد الكتيبة بفتح البوابة والسماح للرتل بالدخول.
ثم ذكر قائد السرية في شهادته أن سيارات الرتل انتشرت في أنحاء الكتيبة بما يشبه الحصار، بينما دخل قادته و«أمراؤه» إلى مكتب قائد الكتيبة لمدة خمس دقائق، كي تبدأ بعدها إجراءات أشبه ما تكون بإجراءات المداهمة، حيث طُلب منهم الانبطاح أرضاً وخضعوا لتفتيش دقيق، كما سرقت منهم محفظاتهم الشخصية وأجهزة الخلوي وبعض أجهزة الكومبيوتر المحمول، مشيراً إلى أن أحد هؤلاء عرّف عن نفسه بأنه «الأمير» في «حركة أحرار الشام» أبو موسى.
واشار قائد السرية إلى أن عناصر «أحرار الشام» قاموا بخلع أبواب المباني والمستودعات والمكاتب وأخذوا كل شيء، بما في ذلك سيارات نقل بما عليها من رشاشات ومدافع، ودبابات، وعربات مصفحة، ولم يتركوا شيئاً.
وبينما جرى اصطحاب قائد الكتيبة من قبل «أحرار الشام» إلى جهة، قال قائد السرية أنه لا يعرفها، فقد خيّر الباقون بين الذهاب مع عناصر «أحرار الشام» والبقاء في الكتيبة أو المغادرة، وهو ما حدث فعلاً، حيث رافقهم قسم، بينما بقي قسم، وهرب قسم ثالث، وقد يكون هذا ما أوحى لبعض الناشطين بوجود حالة هروب من مقر «هيئة الأركان».
ومن النقاط المهمة في شهادة قائد السرية انه شدد على أن الكثير من عناصر «أحرار الشام» كانوا يسيئون معاملة عناصر الكتيبة ويتهمونهم بأنهم «مرتدون» ويجب قتلهم، مشيراً إلى أنه تعرض شخصياً لهذه الاتهامات.
وبالتالي يغدو واضحا أن رواية الهجوم التي تحدث عنها النشطاء، وأكدها لؤي المقداد، هي رواية صحيحة، وأن من قام بالهجوم هو «حركة احرار الشام» بمساعدة واضحة من قائد الكتيبة بسام إدريس الذي فتح لهم بوابة الكتيبة فدخلوها من دون طلقة واحدة. ومن المستبعد أن يكون بسام إدريس قد فعل ذلك من دون تنسيق مع اللواء سليم إدريس. يعزز ذلك أن سليم إدريس ما زال يتبنى رواية أنه لم يحصل هجوم ولا اقتحام، وأن المستودعات سلمت إلى «أحرار الشام» بموجب اتفاق بين الطرفين لحمايتها من هجوم مفترض لم يحصل.

السعودية تطلب 15 ألف صاروخ مضاد للدبابات استخدام المعارك السورية لتجديد مخازن الأسلحة

السعودية تطلب 15 ألف صاروخ مضاد للدبابات استخدام المعارك السورية لتجديد مخازن الأسلحة

نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية تقريراً، أمس الأول، حول صفقة تسليح تنوي السعودية استكمالها مع شركة أميركية، تستحوذ بموجبها على نحو 15 ألف صاروخ مضاد للدبابات، بقيمة توازي مليار دولار. إلا انّ الإشكالية الأساسية التي يطرحها التقرير تكمن في وجهة هذه الأسلحة، المستخدمة أساساً في المعارك البرية.
ويعتبر التقرير أنه لا أحد يتوقع أن تشهد السعودية في أي وقت قريب هجوماً بالدبابات، إلا انّ «المملكة قدمت مؤخراً طلباً ضخماً لشراء صواريخ أميركية مضادة للدبابات ... الأمر الذي استغربه مراقبون ودفعهم إلى التساؤل حول ما إذا كان للصفقة علاقة بالدعم السعودي للمسلحين السوريين».
ويشرح التقرير، الذي أعده الصحافي ديفيد كينر، أنّ هذه الصفقة، والتي أبلغ البنتاغون الكونغرس بها في بداية الشهر الحالي، ستمنح السعودية «أكثر من 15 ألف صاروخ ريثيون مضاد للدبابات، بتكلفة تتجاوز مليار دولار».
وينقل التقرير عن الباحث في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» جيفري وايت قوله إنّ «هذا عدد ضخم من الصواريخ، التي تتضمن النسخة المتقدمة من صواريخ تاو (بي جي إم-71 تاو)»، متسائلاً في الوقت ذاته «المشكلة: ما هو التهديد؟».
ويعتبر معد التقرير أنّ «هذا سؤال تصعب الإجابة عنه». ويشرح أنّ «اشتباكاً عسكرياً مع إيران، وهو أكثر التهديدات المحتملة التي تواجهها الرياض، سيكون بشكل كبير اشتباكاً بحرياً وجوياً فوق الخليج الفارسي. واجهت السعودية على مر السنين سلسلة من المناوشات مع متمردين في شمال اليمن، إلا انّ هذه المجموعات لا تملك سوى عدد قليل من المركبات العسكرية. والعراق، الذي برز كتهديد حقيقي خلال حكم (الرئيس الراحل) صدام حسين، هو اليوم مستنزف وبشكل كبير من قبل الشياطين الداخلية وبتداعيات الحرب السورية حتى يدخل في مثل هذه المغامرات الخارجية».
وفي هذا الصدد، يشير التقرير إلى أنّ حليفاً واحداً للسعودية يمكن أن يستخدم صواريخ مضادة للدبابات، وهو الجماعات المقاتلة في سوريا، لافتاً إلى الدعم الذي أمنته السعودية في هذا المجال للجماعات المذكورة عبر الأسلحة المضادة للدبابات التي اشترتها من كرواتيا، مثلاً.
إشكالية إضافية يطرحها التقرير تتمثل في أنه «لا يمكن للسعودية أن ترسل هذه الصواريخ المضادة للدبابات مباشرة إلى المتمردين (الجماعات المقاتلة في سوريا)؛ لدى واشنطن قوانين صارمة تمنع ذلك». ويضيف أنه «لا يُسمح للمستفيدين من الأسلحة الأميركية أن ينقلوها إلى طرف ثالث من دون الموافقة الصريحة للحكومة الأميركية، ما هو غير متوفر في حالة السعودية حالياً. ونظراً إلى قلق واشنطن المتزايد إزاء فرض قوى إسلامية متطرفة سيطرتها على الصراع ... فإنّ هذه الموافقة قد لا تعطى أبداً».
إزاء ذلك، ينقل التقرير عن محللين ترجيحهم لفرضية أنّ السعوديين «يرسلون مخزونات من الأسلحة المضادة للدبابات، والتي اشتروها من أماكن أخرى، إلى سوريا، بينما يشترون صواريخ أميركية لتجديد مخزوناتهم». ويقول تشارلز فريمن، وهو سفير أميركي سابق لدى الرياض، «يمكنني أن أخمن أنه مع صفقة بهذا الحجم، فإنّ السعوديين يوردون مخزوناتهم من الأسلحة باتجاه المعارضة (السورية) ويستبدلونها بذخائر جديدة».
ويضيف التقرير أنه «بغض النظر حول كيفية ارتباط هذه الصفقة بسوريا، فإنها بلا شك تشكل جزءاً من عملية سعودية أوسع تتمثل في تعزيز القدرات العسكرية، والمستمرة منذ حوالي عقد. منذ العام 2004 وحتى العام 2011، وفقاً لتقرير صدر العام 2012 عن مركز أبحاث الكونغرس، فإنّ الرياض وقعت صفقات بـ75,5 مليار دولار».
(عن «فورين بوليسي» بتصرف)

مدير سابق لـ«سي آي ايه»: سوريا تتفتت انتصار الأسد أفضل السيناريوهات المرعبة

مدير سابق لـ«سي آي ايه»: سوريا تتفتت انتصار الأسد أفضل السيناريوهات المرعبة

مسلحون في دير الزور امس الاول (رويترز)
اعتبر المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) مايكل هايدن، أمس، أن انتصار الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا قد يكون «الأفضل بين ثلاث سيناريوهات مرعبة جدا جدا» لا يتضمن أي منها انتصار المعارضة المسلحة.
وفي كلمة أمام المؤتمر السنوي السابع حول الإرهاب، الذي نظمه معهد «جيمس تاون» في واشنطن، أشار هايدن، الذي كان مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بين العامين 2006 و2009 ومديرا للوكالة الوطنية للاستخبارات بين العامين 1999 و2005، إلى ما يعتبره السيناريوهات الثلاثة الممكنة لتطور الوضع في سوريا، موضحا أنها جميعا «مخيفة بشكل رهيب».
وأوضح أن احد الاحتمالات هو أن «ينتصر الأسد». وقال «يجب أن أقول لكم انه في حال تحقق هذا الأمر، وهو أمر مخيف أكثر مما يظهر، أميل إلى الاعتقاد بأن هذا الخيار سيكون الأفضل بين هذه السيناريوهات المرعبة جدا جدا لنهاية الصراع. الوضع يتحول كل دقيقة إلى أكثر فظاعة».
واعتبر مع ذلك أن «المخرج الأكثر احتمالا حاليا هو اننا ذاهبون الى تفتت البلاد بين فصائل متخاصمة». وقال «هذا يعني أيضا نهاية سايكس - بيكو. وهذا يؤدي إلى تفتت دول وجدت بشكل اصطناعي في المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى». وأضاف «أخشى بقوة تفتت الدولة السورية. سيؤدي هذا الأمر إلى ولادة منطقة جديدة من دون حوكمة على تقاطع الحضارات»، مشيرا إلى أن كل دول المنطقة وخصوصا لبنان والأردن والعراق ستتأثر بهذا الوضع.
وأوضح هايدن «القصة هي أن ما يجري في هذا الوقت في سوريا هو سيطرة المتطرفين السنة على قسم كبير من جغرافيا الشرق الأوسط»، مضيفا «هذا يعني انفجار الدولة السورية والشرق كما نحن نعرفه». وقال «سيناريو آخر محتمل، وهو استمرار المعارك إلى ما لا نهاية مع متطرفين سنة يحاربون متعصبين شيعة والعكس بالعكس. إن الكلفة الأخلاقية والإنسانية لهذه الفرضية ستكون باهظة جدا». وأضاف «لا استطيع أن أتخيل سيناريو أكثر رعبا من الذي يجري حاليا في سوريا».
إلى ذلك، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن إدارة الرئيس باراك أوباما «مستعدة لدراسة دعم ائتلاف موسع لثوار سوريا يضم جماعات إسلامية، في حالة كانوا غير متحالفين مع تنظيم القاعدة ويوافقون على دعم محادثات السلام المقبلة في جنيف».
وأضاف «بالإضافة لذلك فإن الأميركيين يرغبون بإعادة ما استولت عليه جماعات الجبهة الإسلامية من عربات أميركية وأجهزة اتصال وغيرها من المعدات غير القتالية مطلع هذا الأسبوع من المخازن على الحدود السورية ـ التركية».
ورأت الصحيفة أن «ظهور الجبهة الإسلامية شكل ورطة للإدارة الأميركية، في الوقت الذي تسعى فيه إلى الاحتفاظ بالضغط العسكري على الحكومة السورية قبل انعقاد مؤتمر جنيف 2 وتأمل بأن يؤدي إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنصيب حكومة انتقالية».
وأشارت إلى أن «الجبهة الإسلامية التي تزداد قوة، وإن كانت تضم الكثير من السلفيين الساعين وراء دولة إسلامية في سوريا، فإنها غير مرتبطة بتنظيم القاعدة». وقال المسؤول إن «المحادثات التي جرت في تركيا بين السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد وشخصيات من الجبهة الإسلامية، لم تكن حاسمة».
وأشارت إلى أن «الجبهة تضغط منذ فترة من أجل الانضمام للمجلس العسكري الأعلى للجيش الحر وتريد تمثيلا لها في محادثات جنيف بحسب قادة في المعارضة، وأن قادة في الجبهة أجروا مناقشات هذا الأسبوع مع رئيس هيئة أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس».
(«السفير»، ا ف ب، ا ش ا)

"سورية الحدود الحمراء" فيلم رائع حول الأحدث في سورية عرضته قناة /تي في 7...

عرضت القناة السابعة بالتليفزيون البلغاري، فيلمًا عالميًا مترجم بالعربية عن الحرب السورية.
 
الفيلم يعترف أن الجيش السوري الحر لم يعد له وجود على أرض الواقع السوري، والأمور أصبحت في أيدي جبهة النصرة ودولة العراق والشام الإسلامية.
 
الفيلم يكشف العلاقة بين هروب المساجين في سجن أبو غريب بالعراق وبين تكوين دولة العراق والشام الإسلامية في سوريا.
 
الفيلم يتقابل مع فتيات تم اغتصابهن وبعضهن اغتصبن "دبرا"، وواحدة تزوجت ستة مرات في يوم واحد، ورجل باع زوجته لينكحها المجاهدون مقابل 500 دولار، وأخريات قدمن أنفسهن للمجاهدين وقيل لهن أن الجنس مع رجال القاعدة حلال.
 
مراسلة التليفزيون البلغارى تدخل معلولا وتنقل الواقع المرير بها، وغيرها من المناطق المنكوبة، وتلتقى رجل يحكي عن اغتصاب المجاهدين للرجال والشباب.

تعليق المساعدات الأميركية والبريطانية عن المعارضة قبل «جنيف 2»




واشنطن - جويس كرم؛ لندن، نيويورك - «الحياة»
الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠١٣
أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا، أمس، تعليق كل المساعدات «غير الفتاكة» التي تُقدّم إلى المعارضة السورية في شمال البلاد، في خطوة جاءت بعد أيام فقط من سيطرة «الجبهة الإسلامية» التي تضم تكتلات مسلحة قوية على مقارّ ومستودعات الأسلحة التابعة لهيئة الأركان في «الجيش الحر» في إدلب على الحدود مع تركيا. وعلى رغم أن «جبهة النصرة»، وهي فصيل تابع لـ «القاعدة» في سورية، ليست جزءاً من «الجبهة الإسلامية»، إلا أنها تمكنت أيضاً من الاستيلاء على كميات من الأسلحة والمعدات التابعة لـ «الجيش الحر»، الأمر الذي أثار قلقاً في الأوساط الغربية من أن المساعدات التي تُرسل للمعارضة السورية يمكن أن ينتهي المطاف بها في أيدي «متشددين مرتبطين بالقاعدة». لكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حذّر أمس أمام مجلس العموم من خطوة اعتبار أن المعارضة الوحيدة في سورية هي المعارضة المتطرفة، مدافعاً عن ضرورة استمرار الاتصال بالمعارضين المعتدلين.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ «الحياة»، أن واشنطن «علّقت كل مساعداتها غير المسلحة إلى شمال سورية» بعد التقارير «عن سيطرة قوات الجبهة الإسلامية» على مخازن ومراكز تابعة للمجلس العسكري الأعلى في «الجيش الحر» (هيئة الأركان بقيادة الجنرال سليم إدريس).
وفيما أشار المسؤول إلى أن واشنطن «تدرس الخطوات المقبلة»، قال السفير المسؤول السابق عن ملف سورية فريديريك هوف لـ «الحياة»، إن التطورات «تزيد من العراقيل أمام الإدارة في التحضير لجنيف ٢» وإن خياراتها «ازدادت سوءاً».
وقال المسؤول في الخارجية لـ «الحياة» إن الإدارة «اطلعت على التقارير حول سيطرة قوات الجبهة الإسلامية على مخازن ومراكز تابعة للمجلس العسكري الأعلى في أطمة (على الحدود السورية مع تركيا) وهذا الأمر يقلقنا». وأضاف: «كنتيجة علّقت الولايات المتحدة كل مساعداتها غير المسلحة لشمال سورية»، إنما «المساعدات الإنسانية للشعب السوري غير متأثرة بذلك».
وأضاف المسؤول أن الإدارة «تعمل مع قائد المجلس الأعلى العسكري (قيادة أركان الجيش الحر) سليم إدريس لرصد المعدات والمساعدات التي قدمتها للمجلس»، كما تستشير إدارة أوباما «أصدقاءنا في المعارضة السورية حول الخطوات المقبلة» لمساعدة الشعب السوري.
بدوره قال المسؤول السابق عن الملف السوري في الخارجية الأميركية فريديرك هوف لـ «الحياة»، إن سيطرة «الجبهة الإسلامية» على معدات مقدمة من أميركا لـ «الجيش الحر» تضع واشنطن اليوم «أمام عواقب مباشرة لسياستها غير الجدية حول سورية». واعتبر أن دعم واشنطن أصلاً لـ «الجيش الحر» كان «متردداً وغير متكافئ وخلفيته أن الانتصار العسكري غير ممكن في سورية، وبالتالي كان على الجيش الحر أن يبقى حياً من دون السيطرة». وقال هوف من مكتبه في «مركز الحريري للشرق الأوسط» التابع لمعهد «أتلانتيك كاونسل»، إن «داعمي نظام الأسد وخصومه الإسلاميين يلعبون للنصر وليس لديهم القيود المفروضة على الجيش الحر».
وأشار إلى أن هذه التطورات تعرقل حسابات الإدارة الأميركية وتحضيراتها لمؤتمر «جنيف ٢» بعد «التقدم التكتيكي للنظام وبمساعدات من ميليشيات مدعومة من إيران... والآن نتيجة العبء على الجيش الحر وخسارته على الأرض في سورية».
وأضاف هوف أن «الذراع العسكري للائتلاف الوطني مهمش بالكامل اليوم، فما هو البديل؟ الجبهة الإسلامية!». وقال إن الإدارة تحاول إقناع «الجبهة الإسلامية» بـ «التصرف بحنكة سياسية، إنما هذا ليس بالأمر السهل».
وعموماً اعتبر هوف أن استراتيجية أوباما بإبقاء النزاع السوري بعيداً بما فيه الكفاية «جاء بعواقب غير محسوبة وجدية... وتعريف سورية بمشكلة للحد من السلاح مفهوم سياسياً، إنما الأزمة غير ذلك». وخلص أن خيارات الإدارة «للتعامل مع انهيار الدولة والكارثة الإنسانية لم تتحسن على الإطلاق لا بل هي ازدادت سوءاً».

http://alhayat.com/Details/581219

الإبراهيمي يمهل الأسد والمعارضة حتى 27 ديسمبر لتحديد وفديهما





جنيف ـ رويترز
الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠١٣
قال مسؤولون الخميس إن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أمهل طرفي الصراع في سورية حتى 27 كانون الأول (ديسمبر) الجاري لتحديد وفديهما لمفاوضات السلام المزمع عقدها الشهر المقبل.
ومن المقرر أن يلتقي وزراء خارجية نحو 30 من الدول الكبرى ودول المنطقة وغيرها في منتجع مونترو السويسري يوم 22 كانون الثاني (يناير) المقبل لمنح تأييدهم للمفاوضات بين الرئيس بشار الأسد ومعارضيه.
بعد ذلك يتوسّط الإبراهيمي في أول محادثات سورية مباشرة في جنيف بدءاً من 23 كانون الثاني (يناير). ومن المقرر أن يؤكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قريباً عقد الاجتماع الوزاري في مونترو حيث ستكون فنادق جنيف ممتلئة في هذا الوقت بسبب معرض سنوي للساعات الفاخرة.
والهدف المعلن للمؤتمر هو الاتفاق على حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة لإنهاء الصراع.
وحدد الإبراهيمي هذه المهلة لدمشق والمعارضة لتحديد فريقيهما في "مؤتمر جنيف 2" الذي يأتي بعد مؤتمر عقده المبعوث السابق كوفي أنان في حزيران (يونيو) 2012. ولم تشارك الحكومة السورية ومعارضوها رسمياً في تلك المحادثات.
وقالت خولة مطر المتحدثة باسم الإبراهيمي إن المبعوث الدولي يريد تحديد الوفدين بحلول 27 كانون الأول (ديسمبر) وإن هذا موعد نهائي لتلقي أسماء أعضاء الوفدين ورئيسيهما.
ولا يرجح أن يسبب ذلك مشكلة لحكومة الأسد، لكن معارضيه يعانون من الانقسام الشديد والفوضى.
وقال ديبلوماسي عربي: "التحدي الأكبر هو وفد المعارضة. لا اتفاق حتى الآن".
وقال اللواء سليم ادريس قائد الجيش السوري الحر في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) إن الجيش الحر سيقاطع المؤتمر ويواصل القتال للإطاحة بالأسد.
وقال الائتلاف الوطني السوري الذي لا يملك نفوذاً يذكر على المقاتلين في الداخل إنه مستعد للحضور، لكنه طالب بألاّ يكون للأسد دور في أي حكومة انتقالية.
وقال ديبلوماسي غربي: "مع كل يوم يمر تزداد المعارضة تشرذماً. يجب أن نتأكد من حضورهم ووحدتهم. ذلك هو التحدي الأكبر."
ويجتمع الإبراهيمي مع مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا في جنيف يوم 20 كانون الأول (ديسمبر) سعياً لتسوية مسألة قائمة ضيوف الاجتماع الوزاري التي تختلف حولها الآراء خصوصاً فيما يتعلق بدعوة إيران.
وكان الإبراهيمي قال إنه يريد مشاركة إيران والسعودية.
وقال الأسد الذي أحرزت قواته تقدماً عسكرياً في بعض المواقع عزز موقفه إنه سيرسل مندوبين إلى محادثات جنيف، لكنه لن يقبل بأي شروط مسبقة وسيطرح أي اتفاق للاستفتاء. غير أن شخصيات من المعارضة تقول إن نتيجة الاستفتاء ستزور.
ولم يتضح حتى الآن مدة انعقاد مؤتمر السلام في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف.
وقال الديبلوماسي الغربي إن الجمع بين الطرفين في غرفة واحدة سيكون إنجازاً كبيراً، لكن لن تكون هذه إلاّ بداية. وأضاف: "من المحتمل أن يستغرق الأمر عاما على عدة جولات."

سانا: حملة عسكرية للجيش السوري لطرد المعارضة من عدرا العمالية قرب دمشق





دمشق ـ أ ف ب
الجمعة ١٣ ديسمبر ٢٠١٣
أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن القوات النظامية السورية بدأت الجمعة حملة عسكرية لطرد مقاتلي المعارضة من منطقة عدرا العمالية شمال شرق دمشق والتي دخلها مقاتلون معارضون قبل يومين.
وتشهد المنطقة الواقعة على إحدى الطرق الرئيسية المؤيدة الى دمشق، اشتباكات عنيفة وقصفاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونقلت (سانا) عن مصدر عسكري سوري قوله "بعد استطلاع دقيق وضربات نارية مركزة، بدأت وحدات من قواتنا المسلحة صباح اليوم بتنفيذ عملية شاملة وساحقة على اتجاه عدرا في ريف دمشق بعدما أحكمت الطوق على المنطقة وبدأت باقتحام الأوكار والأماكن التي يتحصن فيها الإرهابيون"، في إشارة الى مقاتلي المعارضة.
وأكد المصدر أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة "مصممة على بتر يد الإرهاب الآثمة التي امتدت إلى السكان العزل في منازلهم في مدينة عدرا العمالية السكنية".
من جهته، افاد المرصد السوري في بريد الكتروني عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وقوات جيش الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الكتائب الاسلامية من جهة اخرى، في محيط مدينة عدرا العمالية"، تزامنا مع قصف القوات النظامية "المناطق القريبة من المخفر والمقسم" في عدرا.
وكان مقاتلون اسلاميون دخلوا المدينة الأربعاء حيث هاجموا مراكز عسكرية، في معارك أدت الى مقتل 18 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بحسب المرصد السوري.
وافاد المرصد امس عن مقتل 15 مدنياً على الأقل معظمهم من العلويين في هجوم المعارضة المسلحة على المدينة بين الاربعاء والخميس.
وتأتي هذه المعارك في وقت حقق النظام خلال الأشهر الماضية في ريف دمشق، مع استعادته السيطرة على عدد من معاقل مقاتلي المعارضة في ريف دمشق، لا سيما جنوب العاصمة وفي منطقة القلمون الاستراتيجية (شمال) الحدودية مع لبنان.

واشنطن: تعليق المساعدات لا يعني وقف دعم المعارضة وننتظر مفاوضات «الجبهة الإسلامية» و «الجيش الحر»





واشنطن - جويس كرم
الجمعة ١٣ ديسمبر ٢٠١٣
في ضوء قلق أميركي متزايد من انقسامات المعارضة العسكرية في سورية وتقدم «الجبهة الإسلامية» في الشمال، استعرض مسؤولون أميركيون التطورات الأخيرة التي أدت إلى «تعليق المساعدات» إلى الشمال مشيرين إلى أن الأمر سيكون «موقتاً، ولاعتبارات أمنية». وأشار المسؤولون إلى أن المفاوضات جارية بين «الجيش الحر» و «الجبهة الإسلامية» لـ «إعادة معدات» (بما في ذلك عربات عسكرية) يُقدّر ثمنها بمليون دولار اختفت من مستودعات تابعة لـ «الحر» تعرضت لهجوم على الحدود مع تركيا. وقال المسؤولون إن من المبكر توقع ما سيعنيه هذا الأمر على مؤتمر جنيف.
وقال مسؤولون أميركيون في إيجاز مع عدد قليل من الصحافيين، إن قرار «تعليق المساعدات جاء لأسباب أمنية وليس لوقف الدعم للمعارضة السورية». وأكد المسؤولون المعنيون مباشرة بهذا الملف أن الولايات المتحدة تتابع الوضع عن كثب وتعيد باستمرار مراجعة القرار «طبقاً للواقع على الأرض».
واستعرض المسؤولون ما حدث بعد سيطرة «الجبهة الإسلامية» على مراكز تابعة لـ «الجيش الحر» على الحدود مع تركيا يوم الجمعة الفائت ومصادرتها معدات تابعة لـ «الحر» قدّرتها واشنطن بمليون دولار. وقالوا إن هذا الأمر أثار قلق الإدارة من احتمال وقوع هذه المعدات بيد المتطرفين و «قمنا في اليوم التالي (السبت) بتجميد جميع الشحنات، ونحن نعيد تقويم الوضع على الأرض المستمر بالتحول».
وحرص المسؤولون على التمييز بين «الجبهة الإسلامية» ومجموعات أكثر تطرفاً مثل «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التابعتين لتنظيم «القاعدة» واللتين تعتبرهما أميركا من المنظمات الإرهابية. وقال مسؤول لـ «الحياة» إن «الجبهة الإسلامية مرتبطة بالمجلس العسكري الأعلى وليس بالنصرة أو القاعدة». وأضاف أن واشنطن «لم تنخرط معها منذ بدء الأزمة» وإنما تتابع المفاوضات الجارية بينها وبين «الجيش الحر» لـ «إعادة المعدات والعربات» التي تم الاستيلاء عليها من مخازن «الحر» على الحدود مع تركيا.
وأكد المسؤولون أنه من المبكر القول ما تعنيه هذه الأزمة على مؤتمر «جنيف ٢»، مقرّين في الوقت نفسه بـ «تعقيدات الوضع داخل المعارضة». وقال المسؤولون: «موقفنا لم يتغير حول جنيف ٢ وقناعتنا بأن ليس هناك من حل عسكري للأزمة السورية». وأكدوا أيضاً تمسك واشنطن بما توصل إليه مؤتمر جنيف الأول و «عدم وجود مكان لبشار الأسد لرئاسة أي حكومة انتقالية، خصوصاً أن مثل هذا الأمر لا يمكن أن تقبله المعارضة». ورداً على سؤال لـ «الحياة» حول موقف الولايات المتحدة من إيران ودورها في سورية بعد الاتفاق المرحلي حول الملف النووي، قال المسؤولون إن «إيران أرادت ومنذ فترة الحديث معنا حول قضايا إقليمية بينها سورية والبحرين على هامش المحادثات النووية، ونحنا رفضنا هذا الأمر بالكامل وأكدنا لهم أن مثل هذه القضايا يعني دول الجوار ولا يمكن أن يتم بحثها من دون عملية سياسية تشمل دول المنطقة».

«انتصار الأسد» أفضل الأسوأ
في غضون ذلك (أ ف ب)، قال مايكل هايدن، الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأميركي، والذي ترأس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) حتى العام 2009، إن انتصار المسلحين ليس من بين النتائج المحتملة التي يتوقعها للنزاع في سورية. وقال في كلمة أمام المؤتمر السنوي السابع لخبراء مكافحة الارهاب الذي نظمه معهد «جيمس تاون» إن «الخيار الثالث هو انتصار الأسد». وأوضح «يجب ان اقول لكم انه في الوقت الحاضر، ورغم البشاعة التي سيبدو عليها ما سأقوله، فإنني أميل الى الخيار الثالث على اعتبار انه افضل الخيارات الثلاثة المحتملة والبشعة جداً جداً للنزاع».
 http://alhayat.com/Details/581809