السبت، 12 نوفمبر 2016

أوباما يعطي توجيهاته لوزارة الدفاع لاستهداف فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي أكبر قوة تقاتل الأسد








بتاريخ 10 نوفمبر 2016

قال مسئولين امريكيين أن الرئيس اوباما أمر البنتاغون بالعثور علي قادة فرع تنظيم القاعدة في سوريا وقتلهم بعد ان تجاهلتهم ادارة اوباما الي حد كبير حتي الان وبعد أن كانوا في طليعة الحرب علي الحكومة السورية،
وقال المسئولين أن قرار اوباما نشر المزيد من الطائرات بدون طيار وعملاء المخابرات ضد هذه الجماعة المسلحة التي كانت تعرف في السابق باسم جبهة النصرة يعكس قلق اوباما من ان تحول مناطق في سوريا الي قواعد جديدة لعمليات تنظيم القاعدة علي العتبات الجنوبية لاوروبا
وتؤكد هذه الخطوة الي أي مدي وصل اوباما في اعطاء اولوية لمهام مكافحة الارهاب في سوريا بدلا من جهود الضغط علي الرئيس الاسد للتنحي، في وقت اصبحت فيه جبهة النصرة من أكثر القوات التي تحارب الحكومة السورية فعالية

ومن المتوقع ان يتسارع هذا التحول بمجرد ان يتولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب المنصب. فقد قال ترامب انه سيكون اكثر عدوانية من اوباما في ملاحقة الميليشيات المسلحة، وهذا الموقف قد يقود الي توسيع الحملة علي جبهة النصرة، وقد يتم ذلك بالتعاون مع موسكو. وتطلق هذه الجماعة حاليا علي نفسها جبهة فتح الشام وتقول انها انفصلت عن تنظيم القاعدة، وهو ادعاء يتشكك فيه المسئولين الامريكيين

وكانت الولايات المتحدة في الماضي قد نفذت ضربات جوية متقطعة ضد اعضاء بارزين من تنظيم القاعدة ممن هاجروا الي شمال غرب سوريا قادمين من افغانستان وباكستان للانضمام لجبهة النصرة والذين يتهمهم المسئولين الامريكيين بالتامر علي الولايات المتحدة وحلفائها
ويمنح أمر اوباما الجديد قيادة العمليات الخاصة المشتركة للجيش الامريكي صلاحيات واسعة وموارد اضافية لجمع المعلومات الاستخبارية لملاحقة قيادات أوسع في جبهة النصرة، وليس مجرد المحاربين القدامي لتنظيم القاعدة ولا المتورطين بشكل مباشر في تدبير الؤامرات الخارجية
وقد تولي البيت الابيض ووزارة الخارجية مهمة اعطاء الاولوية لعملية التصدي لتلك الجماعة داخل الادارة الامريكية. وكانت وزارة الدفاع تردد في البداية في سحب الموارد من قتال تنظيم الدولة الاسلامية

لكن مساعدي اوباما قالوا ان اوباما بدأ يشعر بالاحباط بسبب عدم القيام وزارة الدفاع والمخابرات بالمزيد لقتل قادة تنظيم القاعدة نظرا للتحذيرات التي تلقاها من مسئولين كبار في مكافحة الارهاب حول تزايد التهديد الذي يشكلونه

في الموجز اليومي المقدم للرئيس، وهو أكثر التقارير المخاباراتية سرية المقدم من أجهزة المخابرات الامريكية، كان يقال لاوباما مرارا وتكرارا خلال فترة الصيف ان هذه الجماعة كانت تسمح لقادة تنظيم القاعدة القادمين من افغانستان وباكستان انشاء أكبر ملاز لهذه الشبكة في شمال غرب سوريا منذ ان تشتت بعد احداث 11 سبتمبر 2001 . وحذر المسئولين اوباما ايضا من ان تحاول جبهة النصرة ملأ الفراغ بعد ان خسرت منافستها، تنظيم الدولة الاسلامية الارض

وقالت ليزا موناكو، مستشارة البيض الابيض للامن الداخلي ومكافحة الارهاب في ادارة اوباما، أن قرار اوباما " يعطي أولوية لقتال تنظيم القاعدة في سوريا من خلال استهداف قادتهم وأعضاؤهم ، وبعضهم من إرث أعضاء تنظيم القاعدة " 

" لقد أعلنا لكل الأطراف في سوريا أننا لن نسمح لتنظيم القاعدة ان ينمي من قدراته للقيام بهجمات علي الولايات المتحدة وحلفائها ومصالحنا "، قالت في بيان أصدرته . " سنواصل اتخاذ الاجراءات للحيلولة دون قيام هؤلاء الارهابيين من انشاء ملاذ امن في سوريا " 

ولكي يدعم البيت الابيض هذا التحرك الموسع ضد جبهة النصرة فقد ضغط علي وزارة الدفاع لنشر طائرات بدون طيار مسلحة اضافية والمزيد من رجال المخابرات لجمع المعلومات الاستخبارية في المجال الجوي فوق شمال غرب سوريا، وهي منطقة قلما كانت الولايات المتحدة تغطيها نظرا لقربها  من أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة . 

وقد حاولت ادارة اوباما التي يسودها الانقسام الشديد التوصل الي اتفاق مع موسكو حول القيام بحملة جوية امريكية روسية مشتركة ضد جبهة النصرة، مقابل التزام روسيا بابقاء الطائرات الروسية علي الارض وسماحها بدخول المزيد من الامدادات الانسانية الي المناطق المحاصرة . لكن المفاوضات انهارت واتهمت روسيا الولايات المتحدة بعجزها عن فصل جبهة النصرة عن الجماعات الأكثر اعتدالا واتهمت واشنطون الروس بارتكاب جرائم حرب في حلب 

وقد صعدت الطائرات بدون طيار المسلحة عملياتها في شهر سبتمبر، وفقا لمسئولين في الجيش

بدأت الضربات الجوية التي نفذها الجيش الامريكي بالطائرات بدون طيار ضمن هذا البرنامج في شهر اكتوبر وقتلت حتي الان أربع أهداف علي الأقل من الأهداف التي لها قيمة عالية، ومنهم المخطط البارز في تنظيم القاعدة لعمليات الخارج. وكشف البنتاغون عن اثنين من تلك الضربات حتي الان. وقال مسئولين طلبوا عدم ذكر اسمائهم أن من أكثر تلك الضربات أهمية استهداف تجمع لقادة النصرة في 2 نوفمبر، وهو ما سيتم الكشف عنه لاحقا. 

ولم تتدخل أنظمة الدفاع الجوي الروسية حتي الان في تصعيد العمليات الامريكية ضد جبهة النصرة. وعزا المسئولين ذلك الي رضوخ روسيا لمشاركة عدد محدود من الطائرات الامريكية في تلك المهام ومصلحة روسيا في السماح لواشنطون بقتال أشرس أعداء نظام الأسد ضمن الثورة السورية. وقال مسئولين امريكيين أنهم أبلغوا الروس قبل تنفيذ الضربات الجوية ضد جبهة النصرة لتحاشي حدوث سوء تفاهم 

وقال مسئولين ان الحملة الموسعة ضد جبهة النصرة كانت شبيهة بالحملات التي أمر بها اوباما ضد فروع تنظيم القاعدة في اليمن والصومال وباكستان 

وفي الوقت الذي تم فيه القضاء علي القيادة المركزية لتنظيم القاعدة في باكستان، تتعرض الولايات المتحدة الان لمزيد من التهديدات من متطرفين من مزيد من الأماكن أكثر من أي وقت مضي منذ أحداث 11 سبتمبر، حسب ما أخبر مدير المركز القومي لمكافحة الارهاب نيكولاس راسموسين إحدي لجان الكونجرس في شهر سبتمبر 

ويتزامن الدفع داخل محافظة إدلب ومناطق اخري في شمال غرب سوريا مع العمليات المدعومة من وزارة الدفاع داخل وحول معاقل داعش في شرق سوريا والعراق، والتي جزبت معظم موارد الجيش الامريكي والاهتمام الدولي 

وكان مسئولين في البيت الابيض قد تدارسوا شن حملة ممنهجة أكثر لتدمير تنظيم القاعدة من القمة للقاع، فيما يشبه بقدر كبير أسلوب البنتاغون في التعامل مع تنظيم الدولة الاسلامية. لكن هذا الاختيار لقي اعتراضات لإعتباره باهظ التكاليف. الكثير من مقاتلي جبهة النصرة سوريين انضموا لتلك الجماعة بسبب امدادات الاسلحة السخية والأموال التي لديهم، وبسبب التزامها بهزيمة الأسد، وليس التامر علي الغرب

وقال مسئولين ان الضربات الموجهة لاهداف قيادات تنظيم القاعدة يقصد منها ارسال رسالة لوحدات الثوار الأكثر اعتدالا، ومنها وحدات تدعمها السي اي ايه، لينأو بأنفسهم عن فرع تنظيم القاعدة. وفي اللحظات الحرجة خلال خمس سنوات من الحرب الأهلية كانت وحدات الثوار المعتدلة تقاتل جنبا الي جنب مع جبهة النصرة في العمليات البرية ضد قوات الاسد. والواقع ان المسئولين الامريكيين ينسبون الفضل لحملات الثوار التي شنوها في ربيع 2015 في فرض ضغوط كبيرة علي الحكومة السورية مما جعل روسيا وايران تقرران مضاعفة دعمهم العسكري للأسد

وحذر المسئولين الامريكيين الذين اقترحوا قرار ملاحقة قيادات جبهة النصرة بشكل اوسع أن الولايات المتحدة ستنفذ مشيئة حكومة الأسد بإضعاف جماعة علي خط الجبهة في الحرب علي الأسد . وحذر هؤلاء المسئولين ان تلك الضربات قد يكون لها نتائج عكسية علي الولايات المتحدة بتعزيز مكانة تلك الجماعة ومساعدتها في جزب المزيد من المجندين والموارد 

وقال المسئولين الذين أيدوا هذا التحول أن ادارة اوباما لا يجب ان تتسامح بعد ذلك مع ما وصفه أحدهم ب " صفقة مع الشيطان "، حيث لا تستهدف الولايات المتحدة بدرجة كبيرة جبهة النصرة لأن هذه الجماعة لها شعبية لدي السوريين في المناطق التي يسيطر عليها الثوار وخدمت الهدف الامريكي في فرض ضغوط  عسكرية علي الأسد. واتهمت روسيا الولايات المتحدة بحماية جبهة النصرة، وهي التهمة التي رددها في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف

" الرئيس لا يرغب ان ترث تلك الجماعة البلد لو سقط الأسد " ، قال مسئول امريكي كبير. " هذه ليست المعارضة السورية القابلة للحياة. إنها تنظيم القاعدة " . 

وقال مسئولين ان الادارة تأمل ان تتمكن فصائل الثورة الأكثر اعتدالا من كسب الأرض عندما تتعرض جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية لضغوط عسكرية متزايدة 

لكن عددا متزايدا من المسئولين في البيت الابيض ووزارة الخارجية عبروا سرا عن شكوكهم في فرض القوة العسكرية الامريكية، حتي ولو تم ذلك في السر، للضغط علي الأسد كي يتنحي، خصوصا بعد التدخل الروسي في العام الماضي

وقال مسئولين في المخابرات الامريكيةأنهم غير متأكدين كيف سيتعامل ترامب مع وحدات الثوار المدعومة من امريكا عندما يتم إطلاعه علي حجم البرنامج السري للسي اي ايه. وكان ترامب قد عبر في الماضي عن شكوكه القوية بشأن تسليح الثوار السوريين وألمح أن وكالات المخابرات الامريكية ليس لديها علم بنوايا الثوار لتختار منهم حلفاء موثوقين

وفي البداية عارض وزير الدفاع أشتون كارتر وقادة اخرين في وزارة الدفاع فكرة تخصيص مزيد من طائرات الاستطلاع والطائرات بدون طيار المسلحة ضد تنظيم جبهة النصرة. وفي الاجتماعات التي انعقدت في غرفة تقدير الموقف situation room في البيت الابيض رأي كارتر ومسئولين كبار في البنتاغون ان هناك حاجة لموارد الجيش لقتال تنظيم الدولة الاسلامية وأن ستكون هناك صعوبة في المجال الجوي نظرا لتواجد الجيش الروسي، وفقا لما ذكره مسئولين

وفي الوقت الذي اتفق اوباما ومستشارة البيت الابيض للأمن القومي سوزان رايس ووزير الخارجية جون كيري والمبعوث الخاص للرئيس بريت ماكغورك مع كارتر حول الحاجة الي الإبقاء علي التركيز علي تنظيم الدولة الاسلامية، إلا انهم فضلوا تحويل الموارد لمنع جبهة النصرة من ان تشكل تهديدا أكبر فيما بعد 

وقال مسئول كبير في وزارة الدفاع أنه قد تم تخصيص المزيد من الطائرات بدون طيار للمهمة. ووقال المسئولين ان كارتر صرح ايضا ان هدف وزارة الدفاع سيكون ضرب أهداف لقيادات جبهة النصرة، وليس تنفيذ ضربات جوية لمحاولة فصل الثوار المعتدلين عن جبهة النصرة

" لو استيقظنا في غضون خمس سنوات من الان، بعد ان تكون الدولة الاسلامية ماتت ويصبح تنظيم القاعدة في سوريا شبيها ( بالمناطق القبلية في باكستان ) في شمال غرب سوريا، حينئذ نكون قد وقعنا في مشكلة "، قال مسئول امريكي اخر كبير 


نقلا عن صحيفة الواشنطون بوست الامريكية 
بتاريخ 10 نوفمبر 2016 
ترجمة اشرف محمد 
واعتذر عن بعض التعبيرات والتوصيفات الواردة مثل وصف الجيش السوري بجيش الاسد

https://www.washingtonpost.com/world/national-security/obama-directs-pentagon-to-target-al-qaeda-affiliate-in-syria-one-of-the-most-formidable-forces-fighting-assad/2016/11/10/cf69839a-a51b-11e6-8042-f4d111c862d1_story.html?tid=sm_tw

الأحد، 6 نوفمبر 2016

معركة حلب




بدأت معركة مدينة حلب بإطلاق نار لا يأتي فقط من شرق المدينة بل من جنوب غرب المدينة من الاراضي التي تسيطر عليها جبهة النصرة وحلفائها الاسلاميين. لكن هذه ليست العاصفة الفولازية التي يريد الاعلام الدولي أن تصدقها .



المطر هو من كان عليه أن يبلغنا. في الليلة الماضي طارت الطائرات علي ارتفاعات عالية فوق حلب، وسمعنا من وقت لاخر انفجار القنابل التي تلقيها في مكان بعيد في الأرياف خلف المدينة. ثم صب حمام دافيئ رقيق علي أنقاض وسط المدينة وغطي الشوارع والشقق السكنية في غرب حلب برزازات المطر. ثم حل علي المدينة صمت غريب. وجلب الفجر معه سماء بنية ملبدة بالغيوم لا يتمكن من خلالها لا الطيارين السوريين ولا الروس من رؤية الأرض الا اذا اختاروا التحليق علي ارتفاعات منخفضة في هذا المطر الغزير، وهو ما لن يغعلوه أبدا

كان ذلك عندما بدأ قصف غرب حلب. إخترقت قزائف الهاون والصواريخ المدينة مصدرة صوت هدير متواصل وقوي. وهو ما ترك سؤالا واحدا فقط في أذهاننا : كيف حصل بضعة الاف من مقاتلين أكثريتهم اسلاميين علي كل هذه الزخيرة، وسط أنقاض شرق حلب التي يوجد بها عشرات الالاف من المدنيين العالقين . ؟ وهاجمت دبابات الجيش السوري بعيدة المدي المتمركزة علي التل الواقع خلف فندق ميريديان القديم المنطقة الشرقية حيث بدأت بقع الدخان الرمادي في الالتفاف وتحويل لون السماء الي لون أشهب داكن

لم تكن تلك هي العاصفة الفولازية التي يود الاعلام - وأكثره يتواجد في بيروت البعيدة - أن يصدقها العالم. حرب حلب المقسمة شنت منذ فترة طويلة جدا وشعبها حوصر ثم حوصر مرة أخري - سواء في شرق أو غرب حلب - حتي أن خطوط الجبهة تحولت الي أميال مربعة من الغبار والأنقاض يكاد يكون المرور منها صعبا. قد تنضم لجوقة المبالغات عن سيربنيشا وغروزني، لكن هذا لا يشبه حتي ستالينغراد

لكن هذا الهجوم هز النظام والمدنيين في غرب المدينة. وبعد تناول وجبة الإفطار أثناء تحديقي شرقا عبر الأمطار نحو القلعة العتيقة، صدر صوت طرقعة مفاجئة عندما ارتطمت قذيفة بمبني مكتب المحافظ الحديث . رأيت قطعا من جانب المبني تتطاير في الهواء.وكان محافظ حلب، الذي أغلق مقره بحواجز أسمنتية مضادة للسيارات المفخخة، في أمان في دمشق حيث كان في اجتماع مع الرئيس بشار الاسد وقادة محليين اخرين. لكن اخرين لم يحالفهم الحظ.

ففي منتصف النهار كان الجيش السوري يعلن عن مقتل سبعة - وهو رقم قليل ويكاد يكون ضئيلا عندما تتذكر المقابر الجديدة الممتلئة في هذا المكان - لكن القصف كان له أثرا مأساويا في الشوارع. طقطت السماعة المعلقة علي منارة المسجد الذي يبعد حوالي 100 ياردة - تلك " الطقطقة " والصفير لنظام الصوت هي مقدمة لدعوة كل المصلين في كل الشرق الاوسط - وصاح صوت مناديا : " إنهم يهجمون. انهم يهجمون. انهم قادمون من الشمال من زهرا وبنيامين متجهين نحو الحمدانية " .

وكانت هذه اول اشارة اعطيت لكل شخص في الشارع ان النيران القادمة لا تأتي فقط من شرق حلب بل من جنوب غرب المدينة، من الحقول والمصانع المخربة ومزارع مياه الصرف الصحي المحطمة في المنطقة التي لا تزال تسيطر عليها جبهة النصرة وحلفائها الاسلاميين الذين تسللوا طوال الطريق شمال الحدود التركية - حيث تصل اليهم الاسلحة من هناك بانتظام لتزيد من مهرجان العنف هذا

الحروب تلهم نسختهم الهوليودية للواقع، وفي مقر حزب البعث المظلم وسماع دوي انغجار في الخارج، سمعت إشاعات عن الحرب ستصبح بكل تأكيد لغزا في الايام القادمة. شوهدت الطائرات الامريكية تلقي بامدادات الاسلحة في شرق حلب. الطائرات السورية حذرتهم لكن بعض الباراشوتات قد شوهدت. " أعتقد ان هناك فيديو "، أضاف أحد المسئولين الذي لو لم يقل ذلك لكان عقلانيا وذكيا

بالطبع لا يوجد فيديو، ولن يوجد، ولن تستطيع طائرة ميج أيا كان موقعها تحدي القوة الجوية الامريكية. وامريكا لن تستفذ روسيا بارسال قاذفاتها من تركيا الي حلب. علاوة علي ذلك، نظرا لميل الامريكيين لعدم الدقة، أي باراشوت بالتأكيد سيضل هدفه .

فكيف نفسر اذن الاستخدام المفرط والكثيف للذخيرة .؟.  " الأنفاق " ، تمتم رجل من الجيش السوري فيما بعد. ففي حمص ودمشق ومدن سورية اخري أثبت مهربي الأنفاق ان بامكانهم نقل الرجال والاسلحة داخل وخارج الحصار

ثم جاءت صواريخ غراد كشلالات المطر من جنوب غرب حلب - من علي مسافة أميال من المدينة - وهي صواريخ بعيدة المدي يصل مداها الي مسافة 40 كيلو متر كما ذكر الجيش السوري، وهي ضمن الصواريخ الاولي التي أصابت احدي السيارات في حي الحمدانية وقتلت السائق وجرحت زوجته. وفي المطار الواقع جنوب غرب المدينة، والموجود في فقاعة من الاراضي التي تسيطر عليها الحكومة والمحاط تقريبا من جماعة جبهة النصرة المختبئين وسط حطام المباني التي مر عليها 4 أعوام، جعلوني اشاهد أثر صواريخ الغراد علي مدارج اقلاع الطائرات التي لا تبعد كثيرا عن القاعدة الجوية لطائرات الميج

لم يكن لدي اي احد هناك أي شك ان هذه الصواريخ جاءت لتوها من تركيا - وهذا احتمال كبير لانها لم تأتي بالطبع من البرازيل ولا اوروغواي - ومع حلول ظهيرة اليوم التالي وصل روميل النسخة السورية، الجنرال سهيل الحسن " النمر " الخبير في التكتيكات العسكرية والشرس في نفس الوقت، قادما من حما ليتولي قيادة المعركة. لا يتولي الحسن إلا قيادة أخطر المعارك في سوريا وأجبر علي ترك معركة بنفس العنف - وقد يقول البعض ان أهميتها الاستراتيجية أكبر - في محافظة حما في الجنوب حيث يواجه 7000 مسلح الجيش السوري ويحاولون كسر الطريق الصحراوي وطريق الامدادات الرئيسي المؤدي لحلب، وهو الطريق الوحيد لامدادات الجنود والمواد الغذائية ووصول المدنيين لغرب أكبر مدينة سورية. والجنرال الحسن هو من فتح هذا الطريق الجديد قبل ثلاث سنوات تقريبا، وليقوم بذلك دمر عشرات القري. ولم يكن ليسمح له ان يسقط مرة اخري الان

أما " الثوار " -  تلك الكلمة الغريبة التي تغطي عددا من الخطايا والذين تطلق عليهم الحكومة صفة " الارهابيين " بحماس يشبه حماس بلير - فكانوا يحاولون حصار قوات الحكومة في غرب حلب التي لا تزال تحاصر " الثوار " أو " الارهابيين " أو " المقاتلين " أو " الاسلاميين " ( أو سمهم ما شئت ) في شرق حلب .ويوم السبت ذعمت الحكومة السورية أنها نقلت عن محطات بث ومواقع تواصل اجتماعي تابعة " للثوار " قولها أن 500 مقاتل معارض للحكومة السورية قد قتلوا - وهو ما يبدو أقرب للواقع كقرب الجنرال الامريكي الذي تفاخر في نغس الوقت بالضبط تقريبا بمقتل حوالي 800 أو 900 من مقاتلي داعش في محيط مدينة الموصل

وفي حلب كانت هناك تقارير صحفية تتحدث عن 5000 جريح . وكانت هناك هجرة من الضواحي القريبة من المطار حيث كان المدنيين يبحثون عن مأوي لدي أقاربهم داخل غرب حلب. ثم ظهر المفوض العالي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين وطاقم عماله من السوريين والتابعين لهم عند فندق الميريديان القديم ليبحثوا عن ملجأ يحميهم من الصواريخ التي تتساقط حول مجمعهم السكني ويمسكون أطفالهم في أيديهم ويجرون حقائب سفرهم خلال أجهزة الكشف المعدنية عند الباب، وهي هجرة مصغرة تذكرنا جميعا ان فصلا جديدا من فصول الحرب في حلب قد بدأ لتوه

الكاتب روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت البريطانية
30 اكتوبر 2016
ترجمة اشرف محمد   


http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/the-bombardment-of-aleppo-marks-a-new-front-in-this-endless-conflict-a7387496.html

الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

" نعيش مأساة حقيقية في شرق حلب " : رحلة إحدي العائلات عبر مدينة حلب وسط سفك الدماء




عائلة تصف إطلاق الميليشيات النار علي المدنيين أثناء هروبهم من المجاعة ونقض الدواء وعن وابل الضربات الجوية والقصف الصاروخي فوق رؤسهم .


خالد قدروة وزوجته سميرة كلاهما يبلغ من العمر 50 عاما - وتزوجا عندما كان عمرهما 15 عاما - وهما زوجين أقوياء وصرحاء وقررا منذ اسبوع فقط التخلي عن منزلهم المحاصر في شرق حلب . وكانا هما وابنهما المعتز بالله البالغ من العمر 8 سنوات وله شعره طويل وغير ممشط ضمن 48 رجلا وطفلا وامرأة ممن تمكنوا خلال اسابيع من الوصول لخطوط الجيش السوري الذي يحاصر شرق ثاني أكبر مدينة سورية حيث يوجد عشرات الالاف من المدنيين ومجموعات مختلفة من الميليشيات، معظمهم من الاسلاميين، يرفضون الاستسلام

الزوج والزوجة كلاهما عيناهما سوداوان تكاد تكون مسكونتان بالأشباح ويحكون قصة صريحة تتناقض في أغلب الأحيان مع رواية " الثوار " الأبطال المدافعين عن شرق حلب ورواية المدنيين الخائفين من مذابح النظام . تقول سميرة الجراح - ففي سوريا تحتفظ الزوجات بأسمائهن قبل الزواج - أنها تقوم بالدعاء لوطنها كل ليلة، لكنها لا هي ولا زوجها يذكرون بشار الأسد .

ويتفق كلاهما علي ان قصف شرق حلب كان مروعا، لكنهما يقولان ايضا ان جبهة النصرة - وهم الالاف من أتباع تنظيم القاعدة الذين غيروا أسماء جماعتهم مرتين في محاولة فاشلة للتخلص من مزاعم الغرب أنهم " ارهابيين " - هي أقل الجماعات المسلحة في الجزء الذي يعيشون فيه في المدينة إساءة وربما حتي أكثرها لطغا. هذه العائلة لا تؤيد الحكومة السورية


ولكن شيئا فشيئا وبعد مداولات كبيرة، وصف خالد قدورة كيف منع المئات من رجال الميليشيات في شرق حلب خلال الاسبوعين الماضيين الالاف من المدنيين من الهرب من منطقتهم بقوة السلاح، وكيف أطلقوا النار علي 6 اشخاص وقتلوهم، ومنهم امرأة حامل، وكيف ألقت جماعة احرار الشام الاسلامية القبض علي أخو خالد ويدعي حمزة البالغ من العمر 27 عاما وحكموا عليه بالإعدام بعد ان تمكنت زينب وزوجها وابنهما من الوصول الي غرب حلب . ويقل خالد ان الخبر بث علي قناة " حلب اليوم " التابعة للمعارضة وهو الان يحاول بلا جدوي الاتصال تليفونيا بشرق حلب ليعرف ما اذا كان تم تنفيذ حكم الاعدام

ويقول خالد : " حتي اصدقائي قبضوا عليهم بعد ان غادرت . جاءت الميليشيات الي منزلنا بعد ان عبرنا وسرقوا محلنا التجاري وحطموا المنزل ليحذروا أهلنا ألا يفعلوا كما فعلنا. وقالوا لي لو غادرنا شرق حلب الحكومة ستعدمنا ولما جئنا هنا لم يعدمونا. " . وهو الان يعيش مع اقاربه في غرب حلب. وخالد كان يعتبر في يوم من الايام من الطبقة المتوسطة ولا يزال يمتلك أرض وعقارات مهدمة في شرق حلب - وهو يجلس الان مرتديا جلبابه الرمادي وقبعته السوداء المصنوعه من الصوف وترتدي زوجته ملابس سوداء. وهما بحاجة الان للتسجيل في مكاتب الامم المتحدة للحصول علي المواد الغذائية.

تلك هي قصتهما كما رووها والقراء يحكمون بأنفسهم كيف تعكس هذه القصة حياة الاخرين في شرق حلب. وكما يقول الصحفيين من أمثالنا، لا يمكن " التحقق من مصدر مستقل " من رواية هذه العائلة - لأن الصحفيين الغربيين لا يجرئون الان علي دخول المنطقة الشرقية من حلب خشية ان يقطع المدافعين عنها رؤسهم .

يقول خالد قدورة : " كنا نعيش مأساة حقيقية في شرق حلب. كان هناك عجز في كل شيئ، خصوصا المواد الغذائية والوقود. كان لدي محل تجاري لتأجير المقاعد والطاولات للأفراح. وبالطبع لم يكن هناك شغل. ولم نتمكن من العثور علي المساعدات الطبية ولا الادوية منذ بدء الحرب. وحرمنا حتي من التعليم . فجماعة أحرار الشام والجماعات الاخري اتخذت المدارس قواعد عسكرية "

كان المعتز بالله البالغ من العمر 8 سنوات يصغي لأبيه وحين سألته عن تعليمه قال لي انه لا يقرأ ولا يكتب . والواضح ان الجوع والفقر وكذلك الخوف هو ما دفع عائلة قدورة الي مغادرة شرق حلب. ويقول خالد قدورة : " كنا معرضين لضغوط . في بداية الحرب كان سعر كيلو السكر بحوالي 10 جنيهات سورية والان سعره 3000 جنيه للكيلو . اسطوانة الغاز كانت ب 200 جنيه . الان ثمنها 150 ألف جنيه . عجز الغاز بدأ منذ خمسة شهور . انا مصاب بالسكر ولا أجد الدواء. وكان ابني يصاب غالبا بالمرض. لم يوجد غير الادوية التركية في المستشفيات. لدي عقارات هناك - منزلي وسيارتي، فقد كنا عائلة ثرية - لكني تركت كل هذا . كان هناك قصف واطلاق صواريخ كثيرة في حينا "

وقاطعت سميرة زوجها قائلة : " عندما لم يكن عندنا خبز كنت أخبز من القمح الذي نحصل عليه من الامم المتحدة. كنت أصنع " البرغل " . وإلا لكنا متنا جوعا حتي أثناء الاحتفال بالعيد " . وتقول انها كانت تشعر بالحرية قبل الحرب التي بدأت في حلب سنة 2012، بعد عام من بداية انهيار بقية سوريا وتحولها الي ثورة مسلحة مفتوحة. ففي سنة 2011 أدي خالد فريضة الحج الي مكة . ويستغرب خالد كيف تمكن من الحصول علي تليفون لا يزال صالح للعمل - بعد ان صادرت الميليشيات في شرق حلب الاف التليفونات المحمولة لاسباب " أمنية " - وإتصل بعضو في لجنة المصالحة التي أنشأتها الحكومة السورية، وهو رجل يسمي " أبو حسن "، عندما سمع ان النظام سيفتح 8 ممرات للمدنيين عبر خطوط الجبهة مما يسمح للمدنيين وحتي المسلحين من مغادرة شرق حلب.لم يكن يرغب ان يطلق الجيش السوري النار عليه.

وقال خالد : " في اليوم الذي بدأنا فيه ذلك ( 20 اكتوبر ) حاصرت الجماعات المسلحة في شرق حلب الناس الراغبين في المغادرة بنوع من " الطوق الأمني " لمنعهم من الخروج . وكانوا يحملون اسلحة في يديهم . وأطلقوا النار علي بعض الناس - وقيل لي ان ستة ماتوا - وقتلوا امرأة حامل . قتلت وجرح اخرين. هم يتهمون الحكومة ( السورية ) بقف الممرات . انتظرنا حتي حلول الليل للعبور وانتظرنا حتي صلاة المغرب عندما علمنا ان المسلحين الموجودين بالقرب من نقطة العبور ذهبوا للراحة . وألقي القبض عليهم جميعا فيما بعد وأتهموا بتلقي رشاوي للسماح لنا بالعبور . وكنا مضطرين ان نكون حريصين لوجود ألغام " .   

وكان خالد وعائلته قد تباحثوا من قبل عدة مرات كيفية العبور - ولم يتمكنوا من العبور الا في المحاولة الثانية وألقت الميليشيات القبض علي عائلة ثانية كانت تحاول تلحق بهم علي نفس الطريق. " كنا نقول هناك كثير منا يرغبون في الذهاب فلماذا لا نحاول .وتحدثنا عن كيغ استخدم الفلسطينيين الخناجر ضد الاسرائيليين. لماذا لا نستخدمها نحن مثلهم لنتمكن من الخروج .  . كانت هذه مقارنة غير عادية الي حد كبير تجريها عائلة سورية عربية في حلب لتقارن ظلمة الفلسطينيين برجال يفترض انهم يدافعون عن حلب " 

وخلال شهور الحصار كان خالد قدورة يواظب علي حضور مسجد أنس ابن مالك في شرق حلب. " كل الخطب كان يلقيها إمام هو مفتي حركة أحرار الشام ( الاسلامية ) - وكل خطبه كانت عن النظام وعن قتلهم لنا ان غادرنا وعن إجبارنا علي حلق ذقوننا. ونحن نفضل جماعة النصرة ( التي يعتبرها النظام أكثر خطرا من داعش ) لأنهم كانوا يتركونا في حالنا وكانوا محترمين ويبتعدون عن المدنيين . تحدثنا كثيرا الي أحرار الشام . وذات مرة سألتهم لماذا يريدون أن يبقونا هناك فأجابوا : " نحن نريد ان نحميكم من النظام الذي كان يعاملكم بلا انسانية . " وعندما جاءت جماعة فتح الاسلام من إدلب قالوا للمدنيين ان ينضموا اليهم لكن قليلين فعلوا. رأينا الكثير من المقاتلين من السعودية والخليج وحتي الأزربيجانيين والأفغان والشيشان والصينيين - ونت اعرف الكثير من جنسياتهم لأني رأيت الكثير من أبناء بلدهم في الحج . الصينيين من منطقة الايغور جلبوا عائلاتهم معهم لضاحية خان العسل . وكان هناك اوروبيين ايضا. رأيت أن عيونهم كانت زرقاء. جاءت داعش هناك من الرقة قبل عامين. كانوا يتحدثون الي بعضهم البعض لكنهم كانوا ودودين جدا معنا. لم يكونوا بحاجة للمال ولم يطلبوا أي أموال. كانت لديهم اموال تأتيهم من تنظيمهم " .

وتحدث خالد قدورة عن المستشفيات المحلية في شرق حلب بطريقة قد يدينها معظم معارضي النظام السوري وكثير من السياسيين الغربيين ( والصحفيين ) . : " نعم الطائرات قصفت المدارس والمستشفيات - لكن كل هذه المدارس والمستشفيات هي قواعد عسكرية للميليشيات وأسلحتها . المستشفيات بها بعض المرضي، لكن الكثير من الصواريخ توجد علي أسطح المستشفيات حيث يستخدمونها لاطلاق الصواريخ علي غرب المدينة. " . وذكر قدورة أسماء ثلاثة مستشفيات قال انها تستخدم قواعد عسكرية

لا أحد يسمع هذا دون ان يشعر بقلق عميق. ويوجد العديد من الدكتاتوريات في الشرق الاوسط استخدمت " الدروع البشرية " أو الارهابيين في المستشفيات كمبرر لقتل المدنيين دون عقاب، وتبني السوريين نفس الأسلوب. عندما إتصلت بصديق مؤتمن زار سوريا كمنظمة مجتمع مدني قال لي ان العاملين في المنظمة أنكروا استخدام الميليشيات للمستشفيات، " لكننا لسنا متواجدين هناك لنري بأنفسنا " . وبالتأكيد لا تظهر مقاطع الفيديو الخاصة بقصف المستشفيات أسلحة وسط الحطام، ولا يظهر غير الجرحي والمرضي القتلي. ومن الواضح ان الجرحي من الميليشيات قد يعالجون في المستشفيات - كما عندما رأيت جنديا سوريا مصابا اصابات بالغة يحملونه الي مستشفي مستشفي في غرب حلب قبل عدة ايام

وقال خالد قدورة انه عندما طلب من الميليشيات اعادة فتح المدارس للاطفال، ومنهم إبنه، سألوه لماذا لم يذهب ويقاتل النظام. " قلت لهم هيا بنا فلنذهب  . فرفضوا الإجابة . وقالوا هذا ليس شأنك - هذه عملية عسكرية. ومع الأسف هناك احصاءات غير موثوقة تقترح ان هناك 250 ألف مدني محاصرين في شرق حلب. وحتي ضباط الجيش السوري اختاروا ارقاما تتراوح بين 75 الف و 300 ألف . واقترح خالد قدورة الرقم الأخير وأضاف ان 7300 عائلة في ضاحيته ستغادر لو اتيحت لها الفرصة.

ويعيش خالد الان مع أقاربه وزوجته تطلب من الامم المتحدة تسجيلهم كلاجئين. عندما كنت اتحدث الي خالد قدورة وزجته وابنه كان هجوم المعارضة الجديد قد بدأ للتو علي غرب حلب وكانت الصواريخ التي تقصف تبعد عنا نصف ميل .  لكن لا أحد أبدي أدني اهتمام. لقد تعرضوا لهذا من قبل. " الحكومة عرضت علي شقة لكني قلت سأعيش مع اختي وزوجها الموجودين هنا وان عليهم ان يوفروا الاقامة لاخرين غيرنا "، قال خالد قدورة. " نعيش حاليا في منطقة مختلطة في غرب حلب ويوجد الكثير من المسيحيين يعيشون هنا ويقدمون لنا الخبز والطعام. انهم اشخاص طيبين " .


بقلم الكاتب البريطاني المخضرم الخبير في الشرق الاوسط روبرت فيسك

ترجمة اشرف محمد 


http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/thousands-of-civilian-families-forced-by-militias-to-remain-in-eastern-aleppo-a7389346.html

بيان للامم المتحدة : قذائف مدفعية أصابت مكتب الأمم المتحدة في غرب حلب



قال بيان صادر عن الامم المتحدة يوم الاثنين ان قذائف الدبابات ضربت مكتب الامم المتحدة في غرب حلب يوم الاحدمما تسبب في أضرار في أسطح المبني المعروف جيدا انه مقر الامم المتحدة في المدينة المتنازع عليها
" من المروع ان يستهدف المبني الذي يقطنه مكاتب الامم المتحدة استهدافا مباشرا "، قال كبير مسئولي الامم المتحدة في سوريا علي الزعتري في بيان اصدره
" ندين بقوة اعمال العنف المتزايدة في كل حلب، شرقا وغربا، التي أدت الي مقتل عشرات المدنيين ومنهم أطفال "
لم يذكر بيان الامم المتحدة اصابة اي شخص من الانفجار ولم يحدد كيف عرفوا انها قذائف مدفعية وليس أي نوع اخر من الاسلحة ولم يحدد اي من الطرفين مسئول عن اطلاق هذه القذائف
أطلقت الجماعات الثورية هجوما علي غرب حلب في الايام القليلة الاخيرة في محاولة لرفع الحصار عن النصف الشرقي للمدينة حيث يعيش حوالي 270 ألف سوري و 8000 من الثوار الذين تحاصرهم قوات الجيش العربي السوري وحلفائه
وقال بيان الامم المتحدة ان الصواريخ التي اطلقتها الجماعات المسلحة بشكل عشوائي في مناطق المدنيين في غرب حلب أدت الي مقتل 40 مدني وجرح المزيد
نقلا عن رويترز
http://thewire.in/77153/tank-shell-hits-un-office-in-aleppo/