الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

ميليشيا اسلامية تطرد العصابات الاجرامية من حلب





دمشق، سوريا - خالد سراج، المعروف باسم خالد الحياني، هو أحد أمراء الحرب الثوريين سيئ السمعة يعمل في حلب وما حولها. وهو من مواليد بلدة حيان - وهذا هو السبب في كنيته بالحياني - على بعد بضعة كيلومترات على الطريق السريع شمال غازي عنتاب في حلب. وكان معروف عنه إلى حد كبير من خلفيته الفقيرة حتي  اندلاع النزاع المسلح في محافظة حلب. فبعد فترة وجيزة قام بتشكيل ميليشياته الخاصة التي أطلق عليها شهداء بدر وجمع ثروة صغيرة علي عجل من خلال مختلف الأنشطة التافه ، وكل ذلك باسم الثورة والقتال ضد النظام السوري.



شهرته المجللة بالعار نابعة من مغامراته الموثقة جيدا، ومنها النهب المنظم والاختطاف والابتزاز وقطع الطريق والقصف العشوائي للمدنيين المتاخمة للمناطق التي يسيطر عليها فصيله   بمدافع جهنم القاتلة التي نقحوها . ويعد بجانب العديد من أمراء الحرب الأخرين سيئي السمعة المعروفين الآن في جميع أنحاء حلب بتحكمهم في الجريمة والإرهاب، من الناس سيئي السمعة المعروفين بشكل خاص باحتقارهم المكشوف لمدينة حلب وسكانها.

ارتكب  جرائمه التي أثارت الكثير من السخط في المنطقة الصناعية في مدينة ليرامون، على المشارف الشمالية لمدينة حلب، حيث نهب رجاله بشكل ممنهج المصانع والمستودعات، وغالبا مايحملون معهم أطنان من البضائع في شاحنات كبيرة. ووصل بهم الامر لحد تفكيك آلات المصنع وشحنها عبر الحدود الى تركيا ليتم بيعها للتجار عديمي الضمير بأقل من قيمتها. ولك أن تتخيل كم سبب ذلك من ذعر ومرارة كبيرتين في جميع أنحاء المدينة التي تعد مركزا صناعيا هاما في المنطقة. وورد أنه قد دعا أصحاب المصانع وعرض عليهم بيع بضائعهم المسروقة مرة أخرى لهم بسعر مخفض، مما زاد الطين بلة.

ولكن أكثر الجرائم سيئة السمعة هي الاقتحام والنهب الشامل لاحقا لحي الشيخ مقصود. وذكر السكان هناك أنه بعد أن أستولي رجاله مباشرة علي المنطقة في صباح أحد الأيام قرب الفجر، وصل عشرات من لصوص السيارات في شاحنات صغيرة، وشرعوا  بهدوء في الاقتحام وانطلقوا اخذين معهم كل السيارات المتوقفة،ولم يتركوا ولا واحدة حتي بعد ظهر ذلك اليوم. وكما ورد كان بمجرد بسط سيطرته  يعرض  المباني والمناطق السكنية في مزاد لمن يدفع أعلي أجر، فتدفع له نفقاته ثم تحضر رجالك وشاحناتك وتسرق كل ما أردت من المنازل. الثلاجات، والغسالات، وأجهزة التلفاز، والأثاث والملابس - وكل ما تستطيع حمله . وأدي عدم رغبة أو ربما عدم قدرة بعض الفصائل الثورية "الخيرة" علي عمل شيء حيال جرائمه  أضر كثيرا بالمقاتلين الثوريين ككل في حلب وشوه سمعتهم.

ولا عجب  إذن أن شعب حلب كانوا اكثر سعادة لرؤيته يرحل، حتى لو كان على يد الدولة الإسلامية في العراق والشام التابعة  لتنظيم القاعدة (داعش). وقبضت هذه الجماعة بالفعل علي أميرا اخر سيئ السمعة أمراء الحرب،اسمه حسن جزرة الذي أسر في حي صخور مع بعض من رجاله كما اجتاحت داعش عدة مناطق من حلب في أواخر الشهر الماضي. وبحسب ما ورد حكم عليه بالإعدام على جرائمه. وستم تنفيذ إعدامه في  31 أكتوبر، ولكن لم يرد أي تأكيد بأن داعش نفذت الاعدام  . فقد أدارت داعش  من جانبها حملة إعلامية ذكية وماكرة، مدعية أنها تقوم بتطهير المقاتلين المتمردين من الخونة والمتعاونين والمجرمين. بعد الاستيلاء على بلدة عزاز الحدودية ، وتدمير الفصيل الثوري عاصفة الشمال  بتهمة التعاون مع الاستخبارات الأمريكية والألمانية، تركز داعش الان اهتمامها على المناطق الاستراتيجية الأخرى في حلب واقتلاع الميليشيات المتناحرة التي تتهمها بارتكاب أنشطة اجرامية .   .

أصدرت داعش عدة بيانات ، والصور وأشرطة الفيديو على الانترنت لدعم مزاعمها. بعد استيلائهم على أحياء بستان الباشا  ومساكن هنانو وحالوك في حلب، أصدرت الجماعة هذا الفيديو الدعائي المعدل بعناية  يظهر فيه مقابلات مع سكان يقولون أنهم سعداء بطرد الثوريين المجرمين وتولي داعش الآن

وبعد رحيل الحياني ورجاله، اقتحمت داعش مسقط رأسه، وألقت القبض على بعض من أقرب شركائه خزانته ثم شرعت في مطاردته . وورد أنه مختبئ الان اما  في سكن الشباب أو بني زيد، وكلا  المنطقتين خاضعتين لسيطرة الثوار في حلب. ولأن داعش تسيطر أكثر علي نقاط التفتيش ، فقد ورد أنه هارب ومحاصر . وجاءت العديد من الفصائل المتمردة الأخرى لمساعدته، ولا تزال الاشتباكات في تلك المناطق ضارية. وتقع أحد  نقاط التفتيش الرئيسية، كاستيلو، التي تحت سيطرته على مدخل أحد الطرق القليلة  المتبقية في محافظة حلب الشمالية. قبل الطريق العسكري الذي يمر عبر مدينة  خناصر التي استعادها الجيش السوري الشهر الماضي، كل من  يريد أن يسافر إلى أو من حلب يجب أن يمرمن خلاله. سيقوم رجاله بمضايقة وسرقة المسافرين بشكل روتيني، وخاصة أولئك الذين يعيشون في مناطق الطبقة الثرية في المدينة، ويمكن تمييزهم من خلال مكان الإقامة المدون على بطاقات الهوية الخاصة بهم. وسيحكي المسافرين حكايات عن أطفال أخذوا جانبا وسألوهم ما عمل والدهما ، أو ما هو نوع السيارة التي يملكونها. إذا اشتبهوا أنك غنيا، إما يسرقونك في الحال أو يخطفون أحد أفراد العائلة على الفور حتى تتمكن من احضار الفدية. وقال أحد المسافرين لصحيفة آل مونيتور  عن حراسة الحياني نفسه لاحد نقاط التفتيش ونهب أحد حافلات الركاب ، "ألم تنفد الأموال منكم بعد؟ لقد سئمت من حملها ".

بعد اقتحام داعش لنقطة التفتيش تلك نشرت صورا للمسروقات المصادرة، والتي شملت المجوهرات والمال والمخدرات والأسلحة والأجهزة المنزلية. ونشرت ايضا مجموعة فيديوهات تظهر تدفق حركة المرور بحرية مرة أخرى. وغني عن القول،بقدر كراهية الناس لجماعة داعش المتطرفة بقدر سعادتهم الغامرة بهذا الخبر  الطيب الذي يعد من المفارقات في حرب لا تقدم الا القليل من الاخبار الايجابية . وفي بلد يشهد مثل هذه الفوضوي والحرب الودموية،  لايبدو أن هناك "أطرافا مقاتلة تمثل الخير" ، بل يوجد ظلال تتراوح بين السيء والأسوأ.

إ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق