ارتبط
اسم «لواء عاصفة الشمال» بقضية مُحرّري اعزاز اللبنانيين منذ إعلانه
مسؤوليته عن اختطافهم في أيار 2012، حيث منحته تلك القضية شهرةً تفوق بكثير
حجمه الفعلي على أرض الواقع، في الشمال السوري، وهو ما ثبت من خلال
انهياره الدراماتيكي في الشهر الماضي.
«لواء» أم عصابة؟
يقول متابع دقيق لمسار المعارك في ريف حلب إنّ قائد «لواء عاصفة الشمال» عمار الداديخي الملقب بـ«ابو ابراهيم» (مواليد اعزاز في العام 1961) الآتي من عالم التهريب «كان يقود عصابة سرقة ونهب لا أكثر، وقد اتخذ من الثورة السورية ذريعةً للتغطية على سرقاته التي بدأها بنهب مشفى اعزاز الحكومي، الذي تُقدّر قيمة المعدات الطبية الموجودة فيه حينها بمئتي ألف دولار، لينتقل بعدها إلى نهب ممتلكات عدد من عائلات اعزاز بذريعة أنهم «شبّيحة»، علاوةً على قيامه بخطفٍ مدروس لعدد من الأثرياء، وطلب مبالغ باهظة مقابل إطلاق سراحهم».
وكان أحد سكان مدينة حلب، وهو شقيق أحد ضحايا الخطف، قد أكد أن الفدية التي دفعوها لإطلاق مخطوفهم قد تم إيداعها في حساب مصرفي باسم الداديخي في سويسرا (راجع «السفير» العدد 12557)، ويشير إلى أنّ عدداً من مسلحي الداديخي كانوا يتندّرون في ما بينهم بإطلاق اسم «لواء خاطفة الشمال» على مجموعتهم!
ويؤكد مصدرٌ كان مقرّباً من «عاصفة الشمال» أنّ الداديخي قد وجد أول الأمر في قافلة الزوّار اللبنانيين «صيداً ثميناً»، وكان يطمح للحصول على فدية مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم، قبل أن تتدخل جهاتٌ وشخصيات لبنانية وإقليمية، وتُغدق عليه الأموال شريطة الإبقاء على المخطوفين لديه «حتى يحين الوقت المناسب لإطلاق سراحهم»، ويرى المصدر أنّ هذه التفاصيل لا تتناقض والمعلومات التي أوردتها مصادر أخرى عن أنّ «جهاتٍ استخباراتية قد زودت الداديخي بتفاصيل عن القافلة اللبنانية ومسارها، للقيام باختطاف أفرادها».
ووفقاً للمصدر نفسه، فإن «التعاون الوثيق بين الداديخي وتلك الجهات سابقٌ على قضية قافلة الزوار، وقد بدأ منذ سيطرة «عاصفة الشمال» على معبر باب السلامة الحدودي، حيث شكلت تلك السيطرة مقدمةً لنقل مسروقات بملايين الدولارات، بينها خطوط إنتاج صناعية كاملة سُرقت من حلب، ووثائق ومخطوطات وقطعٌ أثريّة»، وبالتالي يضيف المصدر - «ليس بالضرورة أن يكون الداديخي مطلعاً على الأهداف السياسية من وراء الخطف، خاصة أنه قد فضل في ريعان شبابه العمل في التهريب على أعمال والده التجارية مستفيدا كغيره من موقع مدينة اعزاز بوصفها واحداً من أنشط مراكز التهريب الحدودية في ريف حلب»، حتى أن عائلاتها تشكل «مافيات» ومراكز قوة في إطار التنافس على سوق التهريب.
المعركة الأخيرة..
وخمود «العاصفة»
المعركة السريعة التي خاضها «عاصفة الشمال» مع تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام / داعش»، تكاد أن تكون المعركة الفعلية الوحيدة له، وهي المعركة التي أدت إلى انهياره، حيث استطاع تنظيم «داعش» السيطرة سريعاً على مدينة اعزاز، معقل «عاصفة الشمال»، وتصفية ما لا يقل عن 140 من مسلّحيه، بعد سنتين تقريبا على ولادة هذه المجموعة.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى بيانٍ صدر عن «داعش» في أيلول الماضي يؤكد أن أحد أسباب إعلان الحرب على «عاصفة الشمال» هو «اعتراف أسراهم بأن هذا اللواء يعمل مع شركة بلاك ووتر الأميركية»، الأمر الذي يتوافق مع تقرير صادر عن مركز ستراتفور في آذار 2012، وآخر نشره موقع «الحقيقة» السوري المعارض في شباط 2012.
وتشير مصادر متقاطعة الى وجود علاقة مباشرة بين انهيار «اللواء» وتحرير المخطوفين اللبنانيين، وقد برزت روايتان في هذا الشأن، الأولى، مفادها أنّ أسباب الدعم الذي كان يتلقاه «اللواء» قد زالت مع انتهاء قضية المخطوفين، ولهذا تُركَ لقمةً سهلة لـ«داعش»، أما الثانية (وهي الأكثر ترجيحا) فتقول إنّ بوادر انهيار «اللواء» هي التي سرّعت عملية تحرير المخطوفين، حيث «وجدت الحكومة التركية نفسها مضطرّة على نحو مفاجئ لاتخاذ قرار تسليمِ المخطوفين إلى لبنان» (راجع عدد «السفير» الرقم 12608).
الفرار الى تركيا
بتاريخ 19 تشرين الأول الماضي، أعلن النقيب المنشق عن الجيش السوري أحمد غزالي (أحد قادة «اللواء») أن أكثر من 60 من عناصره قتلوا خلال المواجهة مع «داعش»، فضلا عن خسارة «اللواء» معظم أسلحته المتوسطة والثقيلة، وأن معظم من تبقوا من لوائه على قيد الحياة قد فروا إلى تركيا.
بدوره، أصدر الجيش التركي بياناً قال فيه إن «85 مقاتلاً من لواء عاصفة الشمال التابع للجيش الحر، قد هربوا من مواجهة داعش، وسلموا أنفسهم إلى الجيش التركي قرب الحدود السورية، ليتم تجريدهم من أسلحتهم، ثم نقلهم إلى معبر باب السلامة الحدودي، بينما لجأ نحو خمسين آخرين إلى مدينة عفرين الكردية».
ويشير مصدر ميداني معارض الى أن «عدداً محدوداً من مسلحي عاصفة الشمال قد اختار الانضمام إلى لواء التوحيد». أمّا متزعمو «عاصفة الشمال» فاختلفت مصائرهم، حيث أكدت معلومات متطابقة «مقتل الشيخ (منير) حسون في المواجهات مع داعش»، وكان حسون يُعرف عن نفسه بـ«مفتي اعزاز»، وقدم نفسه في المفاوضات مع الجانب اللبناني باسم «صلاح الدين حسون»، فيما لقّبه الكثيرون من معارضي النظام ومؤيديه - بـ«شيخ الفتنة».
ولقي شريف دربالة أحد قادة «اللواء» المصير نفسه، فيما أكدت مصادر متابعة لمصير «اللواء» أنّ سمير عموري، قد انتقل إلى تركيا، وانقطعت أخباره هناك.
وكان عموري قد برز بوصفه الرجل الأكثر نفوذاً داخل «عاصفة الشمال» بعد إنهاء دور عمار الداديخي، كما أكدت المصادر ذاتها أن «أحمد غزالي قد اختار بدوره الانتقال إلى تركيا»، وعُرف غزالي بأنه «القائد العسكري لعاصفة الشمال» منذ تأسيسه.
«لواء» أم عصابة؟
يقول متابع دقيق لمسار المعارك في ريف حلب إنّ قائد «لواء عاصفة الشمال» عمار الداديخي الملقب بـ«ابو ابراهيم» (مواليد اعزاز في العام 1961) الآتي من عالم التهريب «كان يقود عصابة سرقة ونهب لا أكثر، وقد اتخذ من الثورة السورية ذريعةً للتغطية على سرقاته التي بدأها بنهب مشفى اعزاز الحكومي، الذي تُقدّر قيمة المعدات الطبية الموجودة فيه حينها بمئتي ألف دولار، لينتقل بعدها إلى نهب ممتلكات عدد من عائلات اعزاز بذريعة أنهم «شبّيحة»، علاوةً على قيامه بخطفٍ مدروس لعدد من الأثرياء، وطلب مبالغ باهظة مقابل إطلاق سراحهم».
وكان أحد سكان مدينة حلب، وهو شقيق أحد ضحايا الخطف، قد أكد أن الفدية التي دفعوها لإطلاق مخطوفهم قد تم إيداعها في حساب مصرفي باسم الداديخي في سويسرا (راجع «السفير» العدد 12557)، ويشير إلى أنّ عدداً من مسلحي الداديخي كانوا يتندّرون في ما بينهم بإطلاق اسم «لواء خاطفة الشمال» على مجموعتهم!
ويؤكد مصدرٌ كان مقرّباً من «عاصفة الشمال» أنّ الداديخي قد وجد أول الأمر في قافلة الزوّار اللبنانيين «صيداً ثميناً»، وكان يطمح للحصول على فدية مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم، قبل أن تتدخل جهاتٌ وشخصيات لبنانية وإقليمية، وتُغدق عليه الأموال شريطة الإبقاء على المخطوفين لديه «حتى يحين الوقت المناسب لإطلاق سراحهم»، ويرى المصدر أنّ هذه التفاصيل لا تتناقض والمعلومات التي أوردتها مصادر أخرى عن أنّ «جهاتٍ استخباراتية قد زودت الداديخي بتفاصيل عن القافلة اللبنانية ومسارها، للقيام باختطاف أفرادها».
ووفقاً للمصدر نفسه، فإن «التعاون الوثيق بين الداديخي وتلك الجهات سابقٌ على قضية قافلة الزوار، وقد بدأ منذ سيطرة «عاصفة الشمال» على معبر باب السلامة الحدودي، حيث شكلت تلك السيطرة مقدمةً لنقل مسروقات بملايين الدولارات، بينها خطوط إنتاج صناعية كاملة سُرقت من حلب، ووثائق ومخطوطات وقطعٌ أثريّة»، وبالتالي يضيف المصدر - «ليس بالضرورة أن يكون الداديخي مطلعاً على الأهداف السياسية من وراء الخطف، خاصة أنه قد فضل في ريعان شبابه العمل في التهريب على أعمال والده التجارية مستفيدا كغيره من موقع مدينة اعزاز بوصفها واحداً من أنشط مراكز التهريب الحدودية في ريف حلب»، حتى أن عائلاتها تشكل «مافيات» ومراكز قوة في إطار التنافس على سوق التهريب.
المعركة الأخيرة..
وخمود «العاصفة»
المعركة السريعة التي خاضها «عاصفة الشمال» مع تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام / داعش»، تكاد أن تكون المعركة الفعلية الوحيدة له، وهي المعركة التي أدت إلى انهياره، حيث استطاع تنظيم «داعش» السيطرة سريعاً على مدينة اعزاز، معقل «عاصفة الشمال»، وتصفية ما لا يقل عن 140 من مسلّحيه، بعد سنتين تقريبا على ولادة هذه المجموعة.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى بيانٍ صدر عن «داعش» في أيلول الماضي يؤكد أن أحد أسباب إعلان الحرب على «عاصفة الشمال» هو «اعتراف أسراهم بأن هذا اللواء يعمل مع شركة بلاك ووتر الأميركية»، الأمر الذي يتوافق مع تقرير صادر عن مركز ستراتفور في آذار 2012، وآخر نشره موقع «الحقيقة» السوري المعارض في شباط 2012.
وتشير مصادر متقاطعة الى وجود علاقة مباشرة بين انهيار «اللواء» وتحرير المخطوفين اللبنانيين، وقد برزت روايتان في هذا الشأن، الأولى، مفادها أنّ أسباب الدعم الذي كان يتلقاه «اللواء» قد زالت مع انتهاء قضية المخطوفين، ولهذا تُركَ لقمةً سهلة لـ«داعش»، أما الثانية (وهي الأكثر ترجيحا) فتقول إنّ بوادر انهيار «اللواء» هي التي سرّعت عملية تحرير المخطوفين، حيث «وجدت الحكومة التركية نفسها مضطرّة على نحو مفاجئ لاتخاذ قرار تسليمِ المخطوفين إلى لبنان» (راجع عدد «السفير» الرقم 12608).
الفرار الى تركيا
بتاريخ 19 تشرين الأول الماضي، أعلن النقيب المنشق عن الجيش السوري أحمد غزالي (أحد قادة «اللواء») أن أكثر من 60 من عناصره قتلوا خلال المواجهة مع «داعش»، فضلا عن خسارة «اللواء» معظم أسلحته المتوسطة والثقيلة، وأن معظم من تبقوا من لوائه على قيد الحياة قد فروا إلى تركيا.
بدوره، أصدر الجيش التركي بياناً قال فيه إن «85 مقاتلاً من لواء عاصفة الشمال التابع للجيش الحر، قد هربوا من مواجهة داعش، وسلموا أنفسهم إلى الجيش التركي قرب الحدود السورية، ليتم تجريدهم من أسلحتهم، ثم نقلهم إلى معبر باب السلامة الحدودي، بينما لجأ نحو خمسين آخرين إلى مدينة عفرين الكردية».
ويشير مصدر ميداني معارض الى أن «عدداً محدوداً من مسلحي عاصفة الشمال قد اختار الانضمام إلى لواء التوحيد». أمّا متزعمو «عاصفة الشمال» فاختلفت مصائرهم، حيث أكدت معلومات متطابقة «مقتل الشيخ (منير) حسون في المواجهات مع داعش»، وكان حسون يُعرف عن نفسه بـ«مفتي اعزاز»، وقدم نفسه في المفاوضات مع الجانب اللبناني باسم «صلاح الدين حسون»، فيما لقّبه الكثيرون من معارضي النظام ومؤيديه - بـ«شيخ الفتنة».
ولقي شريف دربالة أحد قادة «اللواء» المصير نفسه، فيما أكدت مصادر متابعة لمصير «اللواء» أنّ سمير عموري، قد انتقل إلى تركيا، وانقطعت أخباره هناك.
وكان عموري قد برز بوصفه الرجل الأكثر نفوذاً داخل «عاصفة الشمال» بعد إنهاء دور عمار الداديخي، كما أكدت المصادر ذاتها أن «أحمد غزالي قد اختار بدوره الانتقال إلى تركيا»، وعُرف غزالي بأنه «القائد العسكري لعاصفة الشمال» منذ تأسيسه.
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=2615&ChannelId=63261&ArticleId=833#.UoIypXr2Vls
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق