السبت، 29 أكتوبر 2016

ما سبب ولع مؤسسة السياسة الخارجية الامريكية بالمزيد من الحروب ؟ انظر الي المتبرعين لهم .




25 اكتوبر 2016



واشنطون العاصمة ربما هي المكان الوحيد بالعالم الذي يتفاخر فيه بعض الناس علنا بثقافتهم الذائفة وبتجمعهم معا واعلان انفسهم " مراكز أبحاث " وجمع الأموال من أصحاب المصالح في الخارج، ومنهم حكومات اجنبية، لكتابة تقارير لترويج سياسات تضر بالمشاغل اليومية الفعلية للشعب الامريكي

وبصفتي عضو سابق في مجلس النواب أتذكر 16 عاما من جلسات الكونجرس عندما كان يأتي الخبراء العريقين للترويج للحروب في شهاداتهم المبنية علي تفكيرهم الإلتفافي المزخرف والخالي من العمق والواقعية والصدق. وأتذكر جلسات أخري لم يتمكن فيها البنتاغون من تسوية مبلغ تريليون دولار وفقد أثر 12 مليار دولار نقدا أرسلها الي العراق وأجري اختبارا للدفاع ضد الصواريخ حتي تتمكن الطائرة الحربية من التصويب علي الهدف بسهولة. الحرب هي المصدر الأول والأخير للإبتزاز لجني الأرباح.

وإلا فكيف نفسر ترويج من يطلق عليهم نخبة السياسة الخارجية من كلا الحزبين في المدينة للحرب في ليبيا والعراق، وللتدخلات في سوريا واليمن، والتي فتحت صندوق باندورا ليري العالم السازج مبالغ تقدر بترليونات الدولارات يجني منها المتعاقدين مع الجيش أموالا طائلة. لابد من ضم دبابات " الأبحاث " أو مراكز " الأبحاث " في العاصمة واشنطون الي أصناف العربات الحربية المصفحة وعدم إعتبارهم أماكن لتجمع اللاجئين من الأكاديميين.

وفقا لما جاء في الصفحة الأولي لصحيفة الواشنطون بوست الصادرة الجمعة الماضية، قدمت نخبة السياسة الخارجية من كلا الحزبين توصية للرئيس القادم أن يظهر ضبطا للنفس أقل من الرئيس اوباما. كانت ادارة اوباما قد قامت بالهجوم علي ليبيا مع القوي الحليفة التي تعمل ضمن الناتو، بناءا علي طلب من الصقور " الليبراليين " الذين يلوحون بالتدخل الانساني، بمعني الحرب. 

وقد أيدت مراكز الأبحاث غزو العراق. ولأنني لم أكن عضوا في أي من تلك المراكز، أجريت تحليلا خاصا بي في اكتوبر 2002 عن الدعوة للحرب، بناءا علي المعلومات المتاحة لي توصلت بكل سهولة الي نتيجة مفادها أنه لم يكن هناك أي مبرر للحرب. وقمت بتوزيعه علي نطاق واسع علي الكونجرس، وهو ما أدي الي تصويت 125 عضوا من الحزب الديمقراطي ضد قرار الحرب علي العراق. لم أجني أموالا من النتيجة التي خلصت اليها بعدم الدعوة للحرب ولهذا انطلقت حكومتنا الي الهاوية، وكثير من الجنرالات يلوحون بشعارات الحرب،  رغم مظاهرات الملايين في الولايات المتحدة وحول العالم.

ولم تتعلم مراكز أبحاث فرق المسيرات العسكرية في واشنطون شيئا من تجربة العراق وليبيا. الرابح الوحيد هم تجار السلاح وشركات البترول والجهاديين. وبعد سقوط ليبيا مباشرة رفع العلم الأسود لتنظيم القاعدة فوق مبني للبلدية في بنغازي. ثم تلاها علي الفور جريمة قتل القذافي، عندما ضحكت وزيرة الخارجية كلينتون ساخرة، قائلة : " جئنا ورأينا، لقد مات " . ويبدو ان اوباما تعلم من تلك المأساة، لكن مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطون لم تتعلم وتتوق الي مزيد من الحروب

والان يطالب مركز التقدم الأمريكي الذي يعرف نفسه بأنه ليبرالي بقصف سوريا، وقدر ان مغامرات امريكا العسكرية الحالية ستنتهي بحلول 2025، وهو ما يعد انحرافا عن مقولة " المهمة أنجزت " . وقد تلقي مركز التقدم الامريكي، وفقا لتقرير نشرته صحيفة زي نيشن The Nation، تمويلا من شركات عقود الحرب مثل شركة لوكهيد مارتن Lockheed Martin وشركة بوينج التي تصنع القازفات التي يرغب مركز التقدم الامريكي ان تمصر سوريا بجحيم من النيران

وحصل معهد بروكينفز علي عشرات الملايين من الدولارات من الحكومات الاجنبية، خصوصا قطر، اللاعب الرئيسي في الحملة الرامية لإسقاط الأسد. الجنرال السابق في البحرية الامريكية جون ألن الذي يضع أربعة نجوم حاليا زميل بارز في معهد بروكينغز. تشارلز ليستر زميل بارز في معهد الشرق الاوسط الذي تلقي أموالا من السعودية التي تعد قوة التمويل الرئيسية التي تقدم بمليارات الدولارات أسلحة لخلع الأسد وإقامة خلافة سنية تمتد من العراق الي سوريا. أموال الحكومات الخارجية هي التي تسير سياستنا الخارجية

ومع إزدياد صخب طبول الحرب، وقع ألن وليستر معا علي مقال في صفحة الرأي نشر في صحيفة الواشنطون بوست يوم الأحد مطالبين بشن هجوم علي سوريا. وكان معهد بروكنغز قد أقر في تقرير قدمه للكونجرس أنه استلم 250 ألف دولار من القيادة المركزية للجيش الامريكي التي كان الجنرال ألن يشترك في قيادتها مع الجنرال ديفيد بترايوس. هل تذهب أموال وزارة الدفاع الي مراكز أبحاث تروج للحرب ؟ تلك هي النزاهة الأكاديمية علي طراز العاصمة واشنطون

ولماذا تعطي القيادة المركزية، وكذلك إدارة الأغذية والدواء ووزارة النقل ووزارة الصحة والخدمات الانسانية أموالا لبروكينغز؟

قال وزير الخارجية الامريكي السابق كولن باول المشهور عنه قوله : " ما المغزي من هذا الجيش العظيم الذي تتحدث عنه دائما اذا لم نستطيع استخدامه " عن اللحظة الحالية : " اعتقد ان هناك حاجة للمزيد من التحرك الامريكي " . ويدعو أحد كبار المستشارين السابقين للرئيس بوش الولايات المتحدة شن هجوم بصواريخ كروز علي سوريا

 الشعب الامريكي سئم من الحرب، لكنهم نسقوا جهودهم من خلال بث الخوف والدعاية والأكازيب لتجهيز بلدنا لمواجهة خطرة مع سوريا وروسيا .

شيطنة روسيا هي خطة محسوبة لخلق مبرر للمحاربين لمحاولة الهروب من مزبلة التاريخ بإستدعاء شبح هيمنة روسيا علي العالم.

وهذه العملية لها عواقبها الضارة. البي بي سي بثت عرضا تخيليا يضع تصورا للحرب العالمية الثالثة، ويبدأ العرض بغزو روسيا لدولة لاتفيا ( التي 26 بالمئة من سكانها من أعراق روسية و 34 بالمئة من اللاتفيين يتحدثون الروسية في بلادهم )

ويصور السيناريو التخيلي للحرب العالمية الثالثة استهداف روسيا لندن بالضربات النووية. ولا عجب ان تظهر احدي استطلاعات الرأي التي اجريت في صيف 2016 أن ثلثي مواطني بريطانيا وافقوا علي شن رئيس الوزراء البريطاني الجديد ضربات نووية انتقامية. وتقرير شيروت يعطينا الكثير من الدروس المفصلة

مع قرب انتهاء الانتخابات الرئاسية العام الحالي، يتقيئ المفكرين في واشنطون نفس الإجماع من الحزبين الذي أبقي امريكا في حالة حرب منذ أحداث 11 سبتمبر والذي جعل من العالم مكانا أكثر خطرا

وتوفر مراكز الابحاث في واشنطون الغطاء للمؤسسة السياسية، شبكة من الأمان السياسي، مع إطار عمل تحليلي خيالي يوفر المنطق المعنوي والأخلاقي للتدخل العسكري. لقد سئمت من نخبة واضعي السياسة في واشنطون ممن يتلقون الأموال مقابل الحرب بينما يقدمون نفسهم علي أنهم خبراء، علي حساب أرواح الناس الاخرين وعلي حساب رفاهيتنا في الداخل وعلي حساب الشرف المقدس لبلادنا

وأي تقرير يروج للحرب يأتي من مركز أبحاث مزعوم لابد وأن يصحبه قائمة من الرعاة والمتبرعين لمراكز الأبحاث والعلاقات التي يمارس بها المركز ضغوطه من أسماء مؤلفي التقرير 


وواجبنا الوطني يحتم علينا كشف لماذا لم تتعلم مؤسسة السياسة الخارجية ورعاتها من فشلها وبدلا من أن تتعلم تعيد نفس الفشل، في ظل رضوخ الطبقة السياسية ومن يمشون وهم نائمين اثناء ادلائهم بالبيانات الصحفية

وحان الوقت ايضا لقيام حركة سلام جديدة في امريكا، حركة سلام تضم تقدميين ودعاة الحرية علي السواء، من داخل وخارج الكونجرس، لينظموا انفسهم داخل الحرم الجامعي وفي المدن والبلدات في كل أنحاء امريكا ليكونوا بمثابة ثقل موازي لدعاة الحرب من الحزب الجمهوري والديمقراطي ومراكز أبحاثهم ومن يهتفون لهم في الاعلام. ويبدأ العمل الان وليس بعد تنصيب الرئيس الجديد. يجب ألا نقبل الحرب كأمر حتمي ولا القادة الذين يقودونا الي هذا الإتجاه، سواء في الكونجرس او البيت الابيض، لابد وأن يواجهوا معارضة مرئية.


كاتب المقال ديسنيس كوشينيش الرئيس السابق للجنة التقدمية في الكونجرس والنائب عن ولاية اوهايو من سنة 1997 الي 2013 . يمكنك زيارة موقعه الخاص من هنا


ترجمة اشرف محمد عبد العزيز












https://www.thenation.com/article/why-is-the-foreign-policy-establishment-spoiling-for-more-war-look-at-their-donors/

الخميس، 27 أكتوبر 2016

فضيحة : مؤسسة بروكينغز للأبحاث تتلقي الملايين من دول أجنبية







وثائق تكشف تلقي بروكنغز تبرعات من قطر والامارات

أقرت مؤسسة بروكينغز، وهي واحدة من قمم مراكز الأبحاث ذات الميول اليسارية، للمرة الاولي أمام الكونجرس أنها تتلقي الملايين من الدولارات كل عام من الحكومات الاجنبية، ومن ضمنها قطر والامارات، وفقا لاستمارات رسمية حصلت عليها صحيفة واشنطون فري بيكون.

وقد تم الكشف عن هذه الارقام نتيجة لقانون فيدرالي طبق مؤخرا وهو قانون يلزم من يقدم شهادته امام الكونجرس الكشف عن أي تعارض محتمل نشأ نتيجة تمويل تقدمه كيانات من الخارج 


وقد تعرض بروكنغز لانتقادات شديدة من الصحفيين واخرين لعدم الكشف بالكامل عن الأموال الضخمة التي تتلقاها من حكومات الشرق الاوسط


وأدت هذه الممارسة الي إتهام البعض بروكينغز ومعظم أساتزتها البارزين بالدفع بتحليلات منحازة تهدف الي تحسين صورة تلك الحكومات الاجنبية. ولقيت علاقة هذا المركز بقطر إهتماما خاصا نظرا لعلاقة هذا البلد الشرق أوسطي بحماس وتمويلها الجاري لعدة كيانات ارهابية


وتكشف الاستمارة التي قدمت للكونجرس قبل ادلاء أحد الأفراد بشهادته أن بروكنغز استلم حوالي 15 مليون دولار من سفارة قطر من سنة 2013 الي سنة 2015 . وبروكينغز لديها فرع في العاصمة القطرية الدوحة

واستلم مركز الأبحاث 1,920,000 دولار من سفارة الامارات العربية المتحدة بين نفس العامين

وقد تم التبرع بعدة ملايين من الدولارات خلال تلك السنوات من حكومتي السويد والنرويج. وتبرعت القيادة المركزية الامريكية ايضا بأكثر من 250 ألف دولار لبروكينغز

وجاء هذا الكشف نتيجة لجلسة الكونجرس في 17 سبتمبر والتي أدلت فيها سوزان مالوني الزميلة البارزة في بروكنغز بشهادتها حول علاقة ايران بجماعة حزب الله

وكشفت الاستمارات ان بروكينز تلقت منح فيدرالية بالاضافة لملايين الدولارات من التبرعات الخارجية

وقالت مالوني أن كلا من التبرعات الاجنبية والمنح الفيدرالية " كانت لأجل اجراء ابحاث وتحليلات مستقلة تتعلق بعدد من الموضوعات " . وربما كان " جزء " من تلك التمويلات " يتعلق بالجلسة " التي ناقشت سبل استفادة حزب الله من ايران عقب الاتفاق النووي الاخير


http://freebeacon.com/national-security/disclosure-brookings-takes-millions-from-foreign-governments/

منظمة العفو الدولية : وزارة الدفاع الامريكية تتجاهل وجود أدلة تشير الي وقوع ضحايا مدنيين جراء الضربات الجوية الامريكية علي داعش







عجزت السلطات الامريكية المشرفة علي الحرب علي الدولة الاسلامية في سوريا عن الرد علي أدلة تشير الي قوع ضحايا مدنيين نتيجة الغارات الجوية للتحالف وخروقات محتملة لقوانين الحرب، وفقا لتقرير جديد أصدرته منظمة العفو الدولية

وقالت العفو الدولية في بيان صحفي اصدرته يوم الثلاثاء مساءا أنها قدمت لوزارة الدفاع أدلة تشير الي أن 11 غارة جوية نفذه التحالف خلال العاميين الماضيين في سوريا أدت الي مقتل أكثر من 300 من المدنيين - وأن هذه الأدلة قوبلت حتي الان بالصمت

وقالت منظمة العفو الدولية : " السلطات الامريكية لم تقدم أي رد علي المذكرة التي ارسلتها منظمة العفو الدولية لوزارة الدفاع في 28 سبتمبر لطرح اسئلة عن تصرفات قوات التحالف في سوريا " .

وقال لين معلوف، نائب مدير الابحاث لمكتب العفو الدولية الاقليمي في بيروت في بيان أصدره : " نخشي ان يكون التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة متفهما بقدر كبير للأضرار التي سببها للمدنيين في عملياته في سوريا . وتشير الأدلة المتاحة أن قوات التحالف فشلت في كل حالة من تلك الحالات في اتخاز الاحتياطات الكافية لتقليل الضرر الواقع علي المدنيين للحد الأدني والاضرار بالأهداف المدنية " .

وأضاف معلوف ان بعض الضربات المعنية " ربما تشكل هجمات غير متكافئة وعشوائية " .

وقال الميجور في الجيش الامريكي جوش جاك أن القيادة المركزية للجيش الامريكي، وهي مكون الجيش الامريكي الذي يدير حرب التحالف علي الدولة الاسلامية، " علي علم بخطاب العفو الدولية وتجري حاليا تقييما للادعاءات التي يحتويها الخطاب بوجود ضحايا من المدنيين "

وقال جاء في رسالة بريدية ارسلها لصحيفة الانترسيبت : " التحالف شديد الحرص - من تحليل المعلومات الاستخبارية لاختيار السلاح الملائم لاستيفاء متطلبات المهمة - من أجل تقليل مخاطر تعريض غير المقاتلين للأضرار للحد الأدني . وتأتي مزاعم وجود ضحايا مدنيين من عدة مصادر، من ضمنها مراجعاتنا الداخلية الخاصة بنا والتقارير الذاتية للوحدة والتقارير الاعلامية والمنظمات غير الحكومية أو ادارات اخري في الحكومة الامريكية " .

وفي الوقت الذي يتحمل الجيش السوري وحليفه الروسي مسئولية الغالبية العظمي من الضحايا المدنيين داخل حدود سوريا، رسمت المذكرة المكونة من 27 صفحة التي ارسلتها العفو الدولية لوزارة الدفاع الشهر الماضي صورة مفصلة عن حوالي 12 حادثة لعمليات نفذها التحالف وكان المسئولين الامريكيين يصفونها مرارا وتكرارا أنها الأكثر حرصا ودقة في العالم ويبدو انها قد ضلت طريقها

وذكر التقرير : " لم نتبين في عدة حوادث وجود اهداف عسكرية وتشير التقارير انه لم تقع ضحايا غير من المدنيين . وكانت الخسائر في حياة المدنيين مرتفعة جدا في بضعة هجمات حتي أنه من الصعب رؤية كيفية توقع مدي الاستفادة التي فاقت تعريض المدنيين للخطر "


أكثر من ثلث القتلي الذين حصرتهم منظمة العفو وقعوا نتيجة عمليات عسكرية دموية لتحرير المناطق المحيطة بمدينة مانبيج وداخلها من سيطرة الدولة الاسلامية في الصيف. ورغم اختلاف تعداد القتلي بسبب الضربات الجوية اثناء الهجوم، تقول العفو الدولية ان احدي الهجمات التي شنت علي قرية التوخار أدت الي أكبر خسارة في الارواح في تاريخ حرب التحالف علي داعش، حيث قتل 73 مدني - منهم 27 طفل - وفقا لأدلة جمعتها منظمة العفو الدولية .

وفي الوقت الذي أكدت فيه الولايات المتحدة انها فتحت تحقيقا في الحوادث المشهورة التي وقعت في مانبيج، أصبحت جهودها الموسعة في التحقيق في الحوادث المزعومة حول وقوع ضحايا مدنيين في الحرب علي الدولة الاسلامية موضع تساؤل بشكل متكرر


وقال مسئول من وزارة الدفاع ان البنتاغون لم يدرج تقرير منظمة العفو، لكنه تلقي اعتبارا من 13 اكتوبر 249 إدعاءا بوقوع ضحايا مدنيين نتيجة عمليات التحالف في سوريا والعراق . وأدت هذه الشكاوي المستلمة الي فتح تحقيق مغلق في 62 شكوي، وأعلنت نتائج 31 منها للجمهور - 13 في سوريا و 18 في العراق. واعتبر البنتاغون ان 179 من هذه الادعاءات ليست لها مصداقية. وفي سوريا لاتزال هناك خمسة تحقيقات مفتوحة. وزعمت وزارة الدفاع الامريكية ان 55 قتلوا وجرح 29 خلال عامين وخلال الالف من الضربات الجوية للتحالف في سوريا والعراق

وتبدو هذه الأرقام هزيلة بالمقارنة بالارقام التي قدمتها منظمات حقوق الانسان وجماعات اخري تراقب الأوضاع عن الضحايا المدنيين والتي تقول انه قد قتل من 600 الي أكثر من 1000 من الضربات الجوية للتحالف. وبخصوص حالة ال 11 غارة جوية التي تناولتها منظمة العفو الدولية، نشرت المنظمة ان القيادة المركزية الامريكية اعترفت بضحية واحدة فقط نتيجة عملياتها

وجاء في المذكرة التي ارسلتها منظمة العفو الدولية للمسئولين الامريكيين التالي : " بناءا علي تحليلات وابحاث اجرتها منظمة العفو نفذت قوات التحالف هجمات معروفة او مجهولة ربما تكون خرقت القانون الدولي "

وقالت المنظمة ان العجز عن متابعة المزاعم الواردة المزعومة عن وقوع ضحايا مدنيين لا يحقق الغرض من الأمر التنفيذي الذي اصدره الرئيس اوباما في شهر يوليو والذي يلزم المسئولين الامريكيين اجراء تحقيق عندما يعتقد وجود قتلي مدنيين في عمليات مكافحة الارهاب الامريكية

وقالت نورين شاه مديرة برنامج الأمن مع حقوق الانسان التابع لمنظمة العفو الدولية : " هذا يتعارض تماما مع الالتزام المعلن للرئيس اوباما بالشفافية والمحاسبة في هذه المسألة . وزارة الدفاع لابد وان تعترف وتجري تحقيقا فوريا في وقوع الضحايا المدنيين "



صحيفة الإنترسيبت الامريكية
ترجمة اشرف محمد عبد العزيز

بتاريخ 26 اكتوبر 2016

































https://theintercept.com/2016/10/25/pentagon-ignored-evidence-of-civilian-casualties-in-isis-strikes-human-rights-group-says/

الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

الحصار الذي تفرضه الحكومة السورية والحصار الذي يفرضه الأمريكان وتنظيم القاعدة والاسلاميين









كتب باتريك كوكبيرن الذي يكتب في صحيفة الاندبندنت البريطانية : " في سوريا الجميع تقريبا تحت الحصار بدرجة تزيد أو تنقص " . ومع ذلك يعتقد معظم الناس أن الحصار الوحيد في سوريا هو الحصار الذي تفرضه القوات السورية والروسية علي شرق حلب . لكن الحصار كشكل من أشكال الحرب ليس مقصورا علي الجيش العربي السوري والجيش الروسي.

بل علي العكس، الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها كانوا يمارسون حرب فرض الحصار في الشام وغيرها منذ سنوات ولا تزال تفعل ذلك . الاختلاف هو في أن حرب الحصار التي تقودها الولايات المتحدة تتخفي وراء المهدئات، بل وتتخفي حتي وراء التوصيفات البطولية، بينما يمقت المسئولين الغربيين الحصار الذي تفرضه دولا معادية للولايات المتحدة ويزرفون عليه دموع التماسيح



فيما يلي كيف تتم عملية الخداع :


قيام الولايات المتحدة وحلفائها بفرض الحصار علي المدن التي تسيطر عليها داعش يسمونها عمليات انقاذ، أو يسمونها حملات لتحرير أو استعادة المدن - ولا يطلقون عليها أبدا حصارا . ويتم تجاهل عمليات الحصار الاخري التي تفرضها الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، جبهة فتح الشام، التي كان يطلق عليها في السابق جبهة النصرة، وسأسميها تنظيم القاعدة للتسهيل علي القراء ( وهذا التجاهل ربما يشي بشيئ عن وجود علاقة بين فرع تنظيم القاعدة في سوريا والولايات المتحدة ) . ويتم تقديم أحد أشكال الحصار الضارة - المتمثل في العقوبات الاقتصادية - علي أنه فئة منفصلة تماما وليست حربا بفرض حصار علي الإطلاق

لكن العقوبات التي تفرضها الدول الغنية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي علي الدول الفقيرة مثل سوريا هي شكل من أشكال الحصار في العصر الحديث، ويطلق عليها عقوبات الدمار الشامل لما لها من طبيعة مدمرة


وعمليات فرض الحصار في الشام التي يعرفها المسئولين الحكوميين الغربيين ومن ورائهم الاعلام الغربي علي هذا النحو، هي عمليات حصار علي مدن يسيطر عليها تنظيم القاعدة وتتنفذها قوات الحكومة وحلفائها. ويدين الغرب عمليات فرض الحصار تلك - التي تسبب الجوع وتقتل المدنيين وتدمر المباني - ويعتبرها هجمات ضارية علي المدنيين ترقي لجرائم حرب . وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال : " لقد خلق القصف الروسي الداعم لحصار قوات الحكومة السورية لحلب أزمة انسانية " . وطالب قرار صدر عن مجلس الأمن التابع للامم المتحدة - اعترضت عليه روسيا باستخدام حق الفيتو - بإنهاء القصف الروسي لحلب . وتحدث وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن تقديم عريضة اتهام بارتكاب جرائم حرب ضد روسيا وسوريا .

ومع ذلك فإن الحملات الامريكية لطرد داعش من منبيج وكوباني ( عين العرب ) والرمادي والفلوجة وتكريت والموصل حاليا تسببت ايضا في الجوع وقتل المدنيين وتدمير المباني. وعلي عكس حصار الجيش السوري لشرق حلب، تم الاحتفال بهذه الحملات العسكرية بإعتبارها انتصارا عسكريا عظيما وضروريا، رغم أن هذه الحملات نفسها تسببت في أزمات انسانية جسيمة


                          منظر لأحد الأحياء المدمرة في مدينة كوباني في سوريا التي استهدفتها
                         الضربات الجوية الامريكية. الصورة نقلا عن صحيفة الواشنطون بوست     


وكتب كوكبيرن أن " استعادة مدنا مثل الرمادي والفالوجة وتكريت لم تكن لتحدث لولا الغطاء الجوي للتحالف في السماء " . وتلك المدن هي التي حررتها القوات العراقية وقصفتها القوات الامريكية وأجبرتها علي الإزعان، رغم حصار المدنيين داخل تلك المدن. ولم تتحرك القوات البرية العراقية إلا بعد أن تحولت تلك المدن الي ركام بفضل الضربات الجوية للتحالف وقصف المدفعية العراقية لتقوم قواتها بعملية التنظيف الكامل لتلك المدن


وذكرت رانيا خالق التي تكتب في صحيفة الانترسيبت أن  " القوات البرية المدعومة من الولايات المتحدة فرضت حصارا علي مدينة منبيج الواقعة في شمال سوريا ولا تبعد كثيرا عن مدينة حلب ويقطنها عشرات الالاف من المدنيين . وكانت الضربات الجوية الامريكية تدك المدينة طوال الصيف مما أدي لمقتل 150 مدني في ضربة جوية واحدة. وقد استنسخت الولايات المتحدة تلك الاستراتيجية من طرد داعش من مدينة كوباني ( عين العرب ) والرمادي والفالوجة تاركين وراءهم أحياءا سويت بالأرض "

لكي تستعيد القوات العراقية الرمادي من داعش فرضت حصارا وطوقا أمنيا علي المدينة. وعلاوة علي ذلك قام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بقصف مدينة الرمادي بالضربات الجوية ونيران المدفعية. وأدي القصف الي تدمير 70% من مباني المدينة. وتم استعادة المدينة، لكن " غالبية سكانها المقدر عددهم 400 ألف نسمة " أصبحوا بلا مأوي .


                        تدمير سوق تجاري في مدينة الرمادي بالعراق نتيجة الضربات الجوية
                       الامريكية ( تصوير علي المشهداني، رويترز )


وحاصرت القوات العراقية ايضا مدينة الفالوجة ومنعت دخول معظم المواد الغذائية والدواء والوقود للمدينة. الميليشيات " منعت المدنيين من مغادرة مناطق داعش ورفضت في الوقت نفسه دعوات بالسماح بوصول المساعدات الانسانية للمدينة " . وتم ذلك " لخنق داعش " مما أدي الي " خنق " المدنيين ايضا. وتحمل عشرات الالاف من المدنيين داخل المدينة الجوع والمرض نظرا لنقص الدواء. وتحدثت الاخبار أن المدنيين كانوا يعيشون علي العشب والأشجار. ومات الكثير من المدنيين " تحت المباني التي انهارت بسبب " قصف المدفعية والضربات الجوية للتحالف " .


وتقوم الحملة العسكرية الحالية لاستعادة الموصل علي نفس استراتيجية الحصار التي استخدمتها القوات الامريكية وعملائهم العراقيين لتحرير الرمادي والفالوجة . فقد كانت الطائرات الامريكية وطائرات الحلفاء يقصفون المدينة طوال شهور


                          القوات الامريكية ظلت تقصف الموصل لشهور، وزارة الدفاع الامريكية


وتتحرك القوات العراقية بمساعدة القوات الخاصة الامريكية لتطويق مدينة الموصل. " وقدرت احدي جماعات المساعدات أن حوالي مليون شخص قد يتعرضوا للتشريد بسبب القتال الدائر لاستعادة المدينة مما يخلق أزمة انسانية كبيرة تقول الامم المتحدة ومنظمات اخري انهم غير مستعدين للتعامل معها "

وعلق الصحفي والكاتب جوناثان كوك علي النفاق المطلق الذي يمارسه الغربيين الذين يدينون الحملة العسكرية السورية الروسية لتحرير شرق حلب من المقاتلين الاسلاميين بينما يحتفلون بالحملة العسكرية العراقية الامريكية التي تقوم بنفس الشيئ في الموصل. وقارن كوك بين تقريرين صحفيين نشرتهما صحيفة الجارديات البريطانية لإظهار قلب الغرب النابض للجميع ما عدا من أغرقتهم الامبراطورية الامريكية في بحر من الدماء

في التقرير الاول تقدم الجارديان تغطية داعمة لهجوم خانق تقوم به القوات العراقية المدعومة من امريكا وبريطانيا علي مدينة الموصل لاستردادها من الجهاديين التابعين لداعش - وهو هجوم سيؤدي حتما الي وقوع عدد كبير من الضحايا وسيتسبب في معاناة انسانية للسكان المدنيين

في التقرير الثاني تقدم الجارديان تغطية داعمة لفرض الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات علي سوريا وروسيا. ما هي أسباب العقوبات ؟ لأن القوات السورية المدعومة من روسيا تشن حربا للقيام بهجوم خانق علي حلب لاستعادتها من الجهاديين التابعين لداعش وتنظيم القاعدة - وهو الهجوم الذي أدي الي سقوط عدد كبير من الضحايا من السكان المدنيين

وتركز الدعاية الغربية علي إغفال الطبيعة الاسلاموية لمسلحي تنظيم القاعدة الذين طغوا في شرق حلب. وتحقق ذلك بمنحهم صفة " الثوار " بينما " الثوار " الذين طغوا في المدن التي تحاصرها الولايات المتحدة وحلفائها يسمونهم مقاتلي " الدولة الاسلامية " أو " داعش "

الهدف من ذلك هو اعطاء انطباع ان عمليات الحصار بقيادة الولايات المتحدة موجهة ضد ارهابيين اسلاميين وبالتالي فعمليات الحصار تلك مبررة، رغم ما تسببه من أزمات انسانية، بينما الحملة العسكرية التي تقودها سوريا في شرق حلب موجهة ضد الثوار وبالتالي فهي حملة غير مشروعة. وهذا جزء من حملة دعاية امريكية موسعة لصنع صنفين من المسلحين الاسلاميين - صنف الاسلاميين الطيبين وصنف الاسلاميين الأشرار.

يتكون الصنف الأول، وهم الاسلاميين الطيبين، من تنظيم القاعدة والمقاتلين الذين يتعاونون معها، من ضمنهم جماعات تدعمها امريكا ممن تقتصر عملياتهم العسكرية علي قتال العلمانيين في دمشق وبالتالي تستفيد منهم الولايات المتحدة في تحقيق أهداف سياستها الخارجية في اسقاط حكومة القومية العربية في سوريا. وتم " تطهير " هؤلاء المقاتلين الاسلاميين واعتبارهم " ثوار "

يتكون الصنف الثاني، وهم الاسلاميين الأشرار، من الدولة الاسلامية ( داعش ) . فداعش لديها طموحات تجعلها غير مقبولة لدي واشنطون كأداة تستخدمها في تحقيق أهداف سياساتها الخارجية. فزعيم هذا التنظيم، أبو بكر البغدادي، يطمح أن يكون قائدا لخلافة تلغي حدود سايكس بيكو، وبالتالي فهو يشكل تهديدا، ليس فقط للقوميين العرب في دمشق - الذين يمثلون العدو المشترك لداعش والولايات المتحدة  - بل تشكل ايضا تهديدا للدول العميلة للولايات المتحدة مثل العراق والسعودية اللتان تشن داعش هجمات عليهما. وهدف امريكا بخصوص داعش هو طرد هذا التنظيم من العراق ( وخارج المناطق الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة ) ودخولهم بقية المناطق السورية حتي يتمكنوا من إنهاك قوات الجيش العربي السوري


                         ثوار حلب من جبهة فتح الشام التابعة لتنظيم القاعدة


أعداد " الثوار " " المعتدلين " في سوريا قليلة، هذا لو كان يوجد منهم معتدلين بالمعني العلماني الديمقراطي  ورتبهم محدودة بالتأكيد حتي أن تسليحهم، من وجهة نظر الرئيس الامريكي باراك اوباما، لن يحدث أي تغيير. وقال الرئيس اوباما للكاتب الصحفي توماس فريدمان الذي يكتب في النيويورك تايمز أن ادارته وجدت " صعوبة في العثور علي كادر كافي من الثوار السوريين العلمانيين وتدريبهم وتسليحهم . واعترف اوباما قائلا: " لا يوجد قدر من الكفاءة التي تتمناها ". وتأكد تقييم اوباما عندما " أقر جنرال امريكي انهم لم يجدوا سوا سبعة مقاتلين " معتدلين " في سوريا بعد إنفاق 500 مليون دولار علي تدريبهم " . وإعتبر مراسل الشرق الاوسط المخضرم روبرت فيسك فكرة وجود مقاتلين " معتدلين " بأنها فكرة خيالية. وكتب فيسك : " أشك في وجود 700 جندي مشاة " معتدل " في سوريا . وسأكون سخيا لدرجة اني سأجعل الرقم يصل لحوالي 70 "

وذكرت اليزابيث أوباغي، التي قامت بعدد من الرحلات الي سوريا وعقدت لقاءات مع القادة العسكريين للثوار لصالح معهد دراسة الحرب، للصحفية بن هوبارد من صحيفة النيويورك تايمز : " أشعر أنه لا يوجد علمانيين " . واكتشف المقاتلين المعارضين للحكومة الذين عقدت الوول ستريت جورنال لقاءات معهم أن المفهوم الغربي للثائر السوري العلماني مفهوما غامضا

لنكون واضحين : القوات السورية والروسية تشن حملة لتحرير شرق حلب من الاسلاميين الذين لا يختلفون عن داعش إلا في أن داعش تشكل تهديدا للدول العميلة لامريكا، العراق والسعودية

وقد قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الامريكية الكولونيل ستيف وارين في 25 ابريل في اشارة الي تنظيم القاعدة : " جبهة النصرة هي الجماعة الرئيسية التي تسيطر علي حلب " . ويوجد ايضا تنظيمات اسلامية مسلحة اخري في حلب، منها جماعات تدعمها امريكا، متشابكة مع تنظيم القاعدة ومندمجة معه وتتشارك معه السلاح وتتعاون معه وتعمل كمساعد له

وكتب المؤلف والكاتب الصحفي ستيفن كينزر في صحيفة بوستون غلوب التالي :

" المسلحين الذين يرتكبون اعمال العنف كانوا يديرون حلب طوال ثلاث سنوات. وبدأوا حكمهم بموجة من القمع . وقد وضعوا لافتات تحذر المواطنين : لا ترسلوا اولادكم للمدارس ولو فعلتم سنأخذ حقائبهم ونعطيكم أكفانهم . ثم دمروا المصانع علي أمل ألا يكون للعمال العاطلين ملجأ غير أن يصبحوا مقاتلين. وحملوا معدات المصانع المنهوبة في شاحنات وباعوها في تركيا "


الحصار الغير مرئي


في الوقت الذي يتم فيه اخفاء الحصار الذي تفرضه القوات التي تقودها الولايات المتحدة عن طريق عدم تسميته بالحصار، يتم ببساطة تجاهل الحصار الذي يفرضه حلفاء واشنطون من تنظيم القاعدة

كتب روبرت فيسك  " منذ ثلاث سنوات فقط " كان نفس المقاتلين الاسلاميين المحاصرين اليوم في شرق حلب " يحاصرون الجيش السوري المطوق في الجزء الغربي من حلب ويطلقون القذائف والهاون داخل القطاع الذي يسكنه مئات الالاف من المدنيين والواقع تحت سيطرة النظام " . وكتب فيسك بمرارة أن " الحصار الأول لم يستثير الكثير من الدموع من رجال وسيدات القنوات الفضائية " بينما " الحصار الثاني تسبب في محيطات من الدموع "

ويمكن ان نضيف الي حصار غرب حلب الذي فرض بالتنسيق مع تنظيم القاعدة والذي تم تجاهله " القصة التي لم تروي عن الحصار الذي دام ثلاث سنوات ونصف لقريتين شيعيتين صغيرتين في شمال سوريا "، وهما قريتي نبل والزهراء . هاذين الحصارين الذين فرضهما تنظيم القاعدة علي القريتين اللتين ظلتا مواليتين لحكومة القومية العربية في سوريا أديا لمقتل 500 من المدنيين علي الأقل، 100 منهم من الأطفال، بسبب الجوع والقصف بالمدفعية . " العالم لم يهتم بمعاناة هؤلاء الناس " وفضل أن يظل " يركز بشكل كبير علي المدنيين الذين يعانون من الحصار الذي تفرضه الحكومة في أماكن اخري " .


                        حطام احدي المباني في منبيج عقب قصف جوي للتحالف الامريكي
                        في 23 يونيه 2016 ( الاستوشيتد برس، تصوير دليل سليمان )


ثم تأتي القصة التي لم تروي عن الحصار المفروض منذ 13 عاما علي بلد برمتها، سوريا، وفرضته الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي . هذا الحصار الذي بدأت واشنطون بتطبيقه في 2003، بقانون محاسبة سوريا، ثم تلاه عقوبات الاتحاد الاوروبي، حجب الصادرات الغربية من كل المنتجات تقريبا من الوصول لسوريا وعزل سوريا ماليا

وأدخل هذا الحصار الكبير واسع النطاق سوريا في أزمة حتي قبل اندلاع الثورات في العالم العربي في 2011 - وهو ما يبين ان جهود واشنطون لاجبار الرئيس السوري بشار الاسد علي التخلي عن السلطة قد بدأت قبل فترة طويلة من الربيع العربي. وتتمثل جزور العداء الامريكي لحكومة الاسد في خطر أن تصبح " بؤرة الصراع القومي العربي ضد الوجود والمصالح الامريكية في المنطقة " - وهذه طريقة مختلفة للقول أن أهداف القومية العربية الرامية الي الوحدة والاستقلال والاشتراكية، وهي الأهداف التي توجه الدولة السورية، وهي أهداف تتعارض مع مطلب الولايات المتحدة في أن تصبح كل الدول خلف " قيادتها " الكونية - وهو ما عبرت عنه استراتيجية الامن القومي الامريكي في 2015 - 

وفي ظل حرب الحصار الامريكي ارتفعت البطالة وأغلقت مصانع وارتفعت اسعار المواد الغذائية وتضاعفت اسعار الوقود . وأجبر " المسئولين السوريين " علي وقف توفير التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية في بعض المناطق في سوريا" . وبالفعل كان الحصار شاملا حتي أن مسئولين في الولايات المتحدة اعترفوا في 2011 أن  " البلاد كانت بالفعل خاضعة للكثير من العقوبات مما أتاح للولايات المتحدة قليل من النفوز "

ومنعت حرب الحصار الذي فرضه الغرب علي سوريا " وصول معدات أمان الدم والأدوية والأجهزة الطبية والمواد الغذائية والوقود وقطع الغيار لمحطات الطاقة وغيرها الكثير " مما جعل باتريك كوكبيرن يقارن حملة تغيير النظام " بعقوبات الامم المتحدة علي العراق من 1990 الي 2003 " . فقد أدي فرض الحصار علي العراق - في الفترة التي كان يقود العراق قوميين عرب علمانيين ممن أزعجوا واشنطون بنفس القدر، إن لم يكن أكثر،  من القوميين العرب العلمانيين في سوريا - الي مقتل 500 ألف طفل بسبب الجوع والمرض، وفقا للأمم المتحدة. ووصف أستاذين في العلوم السياسية هما جون مولر وكارل مولر الحصار أنه حملة حرب اقتصادية ترقي الي " عقوبات الدمار الشامل "، وتدمر أكثر من كل اسلحة الدمار الشامل التي استخدمت عبر التاريخ. وعندما انتهت حرب الحصار علي العراق في 2003 أستئنفت علي الفور في سوريا القومية العربية، مع نفس العواقب المدمرة

وجاء في تقرير داخلي للامم المتحدة تم تسريبه أن " عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي علي سوريا تسبب معاناة كبيرة للسوريين العاديين وتمنع وصول المساعدات الانسانية " . وذكر كوكبيرن أن " وكالات المساعدات التي نقل عنها التقرير قالت أنها لا تستطيع شراء الأدوية الأساسية أو المعدات الطبية للمستشفيات لان العقوبات تفرض حصارا اقتصاديا علي سوريا ككل وهو ما قد أدي ربما الي مقتل سوريين أكثر من الذين ماتوا بسبب المرض وسوء التغذية في الحصارات التي وصفتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بجرائم الحرب "


وفي الوقت نفسه، جعل الحظر المدعوم من البحرية الامريكية علي موانيئ اليمن - وبمعني اخر الحصار - اليمن التي تعد من أفقر الدول في العالم العربي " علي حافة المجاعة " . وفي العام الماضي قدر أحد خبراء الامم المتحدة " أن 850 ألف طفل في بلد عدد سكانها 26 مليون " معرضين " لسوء تغذية حادة " كنتيجة للحصار المدعوم من الولايات المتحدة . وقال خبير الامم المتحدة ان هذا الحصار يرقي الي " التجويع المتعمد للمدنيين " وهو ما يشكل جريمة حرب . وكتب الصحفي البريطاني جوليان بورجر في العام الماضي : " 20 مليون يمني، حوالي 80 بالمئة من السكان، في حاجة ماسة الي الطعام والدواء والمساعدات الطبية " . وأدي الحصار الذي تدعمه بريطانيا ايضا الي خلق " كارثة انسانية " .

إن احتجاجات واشنطون القوية علي العواقب الانسانية للحملة السورية لتحرير شرق حلب من تنظيم القاعدة، بينما الولايات المتحدة وحلفائها يقتلون المدنيين من خلال الضربات الجوية والقصف المدفعي والجوع والامراض بسبب فرض الحصار في حملات تشنها لاستعادة اراضي داعش والثوار الحوثيين في اليمن والقوميين العرب العلمانيين في سوريا، يطرح سؤالا واضحا: لماذا هذه المعايير المزدوجة ؟ لماذا تنبض قلوب الغرب علي المدنيين المتضررين في الحملات لتحرير شرق حلب ولا تنبض علي المدنيين المتضررين من حملات الغرب لجعل الاراضي تحت سيطرة الولايات المتحدة وعملائها ؟

الاجابة باختصار هي ان تنظيم القاعدة هي رصيد للولايات المتحدة في حملات واشنطون لاسقاط القوميين العرب في دمشق، وبالتالي واشنطون تعترض علي العمليات العسكرية التي تهدد حليفها. وعلي الجانب الاخر، واشنطون تشعل أزمة انسانية تلو الاخري تحقيقا لاهداف سياستها الخارجية المتمثلة في الإزعان القسري لزعامتها للكون. وتتمثل قيمة جبهة فتح الشام بالنسبة لواشنطون في معارضتها المتصلبة لعلمانية حزب البعث القومي العربي الحاكم ورغبة جبهة فتح الشام في قبول حدود سايكس بيكو التي رسمتها بريطانيا وفرنسا بعد الحرب العالمية الاولي. وهكذا اقتصرت عمليات فرع تنظيم القاعدة في سوريا علي العمل علي اسقاط العلمانيين في دمشق. وواشنطون لا ترغب في قبول سيطرة الاسلاميين المتشددين علي الدولة السورية، لكنها ترغب في العمل مع تنظيم القاعدة للقضاء علي عدو مشترك.

واشنطون تلعب نفس اللعبة مع داعش عن طريق ضبط حملتها العسكرية ضد الاسلاميين الاشرار لمنعهم من تهديد السعودية والعراق واستخدامهم في الوقت نفسه كأداة لاضعاف دولة سوريا القومية العربية . وركزت الضربات الجوية الامريكية علي العراق، كما أوردت صحيفة وول ستريت جورنال. وأوضحت الصحيفة أن الحرب الجوية تركز علي أهداف داعش في العراق لأن " الضربات الجوية ضد داعش في سوريا  حتما ستساعد نظام بشار الاسد عسكريا " . وبالمثل امتنعت فرنسا " عن قصف الجماعة في سوريا خشية دعم " الحكومة السورية . وركز البريطانيين ايضا حملاتهم الجوية الكاسحة علي أهداف لداعش في العراق وأجروا 10 بالمئة من ضرباتهم الجوية علي مواقع للتنظيم الاسلامي في سوريا

ونشرت النيويورك تايمز أن " الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة في سوريا تركز الي حد كبير علي مناطق خارج سيطرة الحكومة لتجنب مساعدة قائد طالب الرئيس اوباما بخلعه " . وبالتالي كانت الضربات الجوية للتحالف الامريكي علي داعش في سوريا محدودة ومجردبادرة رمزية . ولخص فيسك الحرب المصطنعة علي داعش في سوريا بتهكم لازع قائلا : " اذن فنحن دخلنا حربا في سوريا ضد داعش - باستثناء بالطبع عندما تقاتل داعش نظام الاسد، وفي كلتا الحالتين لم نفعل شيئا. "

وتماشيا مع النهج الامريكي في استخدام تنظيم القاعدة كمخلب قط ضد القوميين العرب العلمانيين في سوريا، فإن أي عملية عسكرية لصد حملة تنظيم القاعدة عن اسقاط حكومة الاسد هي ضربة لأهداف السياسة الخارجية الامريكية. وأولئك الذين يناشدون الولايات المتحدة الانضمام لروسيا للقضاء علي المليشيات الاسلامية في العالم الاسلامي لا يفهمون مقصد الولايات المتحدة. واشنطون تمقت الجهاديين فقط عندما يهددون الولايات المتحدة وحلفائها. وعدا ذلك الولايات المتحدة تتبني الاسلام المسلح كأداة مفيدة تستخدمها ضد الحكومات العلمانية التي ترفض الخضوع للدكتاتورية الدولية للولايات المتحدة

ومن السهل ان ندين الحملات العسكرية لتحرير المدن التي يحتلها العدو، نظرا للأضرار الحتمية التي يتعرض لها غير المقاتلين . لكن الصعوبة الأكبر هي في اقتراح بديل واقعي غير استخدام القوة لطرد الأعداء من المناطق الحضرية . الوصول لحل وسط والمفاوضات ؟ الوصول لحل وسط يعني بالنسبة للولايات المتحدة اسقاط القوميين العرب وتسليم السلطة لدميات للولايات المتحدة - وهذا ليس حلا وسطا بل انجازا للاهداف الامريكية. واشنطون غير مهتمة بالتوصل لحل وسط . وقد أعلنت ان بإمكانها ان تقود العالم وستقوده، وهذا معناه انها مصممة علي وضع القواعد . وحتي لو كان لدي واشنطون نية للتوصل لحل وسط لماذا يجب علي الولايات المتحدة ان تلعب دورا في تقرير المستقبل السياسي لسوريا ؟ لن نكون ديمقراطيين حقيقيين ما لم نكافح من أجل الديمقراطية في العلاقات الدولية . ولن يكون لدينا ديمقراطية في العلاقات الدولية اذا تدخلت الولايات المتحدة وحلفائها في الدول الاخري، واذا جندت الجهاديين لتنفيذ أعمالهم القذرة ليكون لهم القول الفصل في الفترة الانتقالية، بمجرد ان يخلق حلفاء المجاهدين كارثة في سوريا


والأكثر من ذلك هو انه حتي لو خلصت دمشق وحليفها الروسي الي ان العواقب الانسانية للشروع في طرد تنظيم القاعدة من شرق حلب عواقب وخيمة للغاية لو فرضت حصارا، فان هذا لن يؤدي إلا الي تأخير يوم الحصار . فلو سلم القوميين العرب العلمانيين في سوريا السلطة وفقا لتسوية يتم التوصل اليها بمفاوضات امريكية، فإن الولايات المتحدة، التي ستعمل من خلال عميلها السوري الجديد ستقوم بالترتيب لحصار المدينة وسحق حلفائهم الاسلاميين في السابق والذين لن يسمح لهم بتحدي الدمية الامريكية الجديدة في دمشق . وحينها فقط سيقال علي الحصار عملية انقاذ، وسيتم اغفال صفة " ثوار" وتحل بدلا منها صفة " الارهابيين الاسلاميين المتطرفين "، وسيتطرقون الي الأزمة الانسانية التي ستعقب الحصار ثم يتجاهلونها بقليل من التصريحات ثم يهللون للقيادات العسكرية الامريكية الذين زبحوا التنين الاسلامي

في 19 اكتوبر واجه صحفي سويسري الاسد بسؤال عن القتلي المدنيين في شرق حلب . وقال الصحفي للاسد : " ولكن بالفعل هناك مدنيين أبرياء يموتون في حلب " . فأجاب الأسد : " كل الهيستريا في الغرب بشأن حلب ليس لان حلب محاصرة . فالارهابيين كانوا يحاصرون حلب طوال الاربع سنوات الماضية ولم نسمع سؤالا يطرحه الصحفيين الغربيين عما يحدث في حلب ولم نسمع تصريحا واحدا من المسئولين الغريين بخصوص أطفال حلب . والان يسألون عن حلب لان الارهابيين في وضع سيئ " . الجيش السوري متقدم " والدول الغربية، خصوصا الولايات المتحدة وحلفائها فرنسا وبريطانيا، " يشعرون أنهم خسروا " الكروت الاخيرة للارهابيين في سوريا " .


بقلم الكاتب الكندي ستيفن جوانس

ترجمة اشرف محمد عبد العزيز
















https://gowans.wordpress.com/


http://www.herald.co.zw/our-sieges-and-theirs/

الخميس، 6 أكتوبر 2016

تقرير لوكالة المخابرات العسكرية الامريكية تنبأ في 2011 بصعود داعش وتحدث عن دعم حلفاء امريكا للجماعات تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية والمتطرفة لاسقاط الأسد




 وثيقة سرية نزعت عنها السرية وصادرة من الحكومة الامريكية حصلت عليها شركة امريكية حقوقية تسمي Judicial Watch ، تبين ان الحكومات الغربية تحالفت عن عمد مع تنظيم القاعدة وجماعات اسلامية مترطفة اخري من أجل اسقاط الرئيس السوري بشار الأسد 

وكشفت الوثيقة ان الولايات المتحدة والدول الغربية دعمت بالتنسيق مع دول الخليج وتركيا الجماعات الاسلامية التي تنتهج العنف لزعزعة استقرار نظام الأسد وأن هذه " الدول الداعمة " ترغب في ظهور " إمارة سلفية " في سوريا ل " عزل نظام الأسد " 

وجاء في الوثيقة ان وزارة الدفاع الامريكية تنبأت في 2011 بإحتمال صعود " الدولة الاسلامية " كنتيجة مباشرة لهذه الاستراتيجية وحذرت من أن ذلك قد يزعزع استقرار العراق . 

ملحوظة الوثيقة رسمية وصادرة عن الحكومة الامريكية في القضية التي رفعتها شركة
Judicial Watch علي هيلري كلينتون في مقتل السفير الامريكي في ليبيا علي يد تنظيم القاعدة وكانت هذه احدي الوثائق الخاصة بليبيا وضمت تحليل للوضع في سوريا والعراق 

وهذا هو نص الوثيقة الخاص بسوريا بداية من الصفحة 69



بداية من الصفحة 69

وزارة الدفاع

تقرير معلوماتي - معلومات استخباراتية لم يتم تقييمها بشكل نهائي

البلد : العراق

الوضع العام

أ -  داخليا، الأحداث أخذت منحا طائفيا

ب - السلفيين والاخوان المسلمين وتنظيم القاعدة في العراق هم القوي الرئيسية المحركة للثورة في سوريا

ت - الدول الغربية ودول الخليح وتركيا تدعم المعارضة، بينما روسيا والصين وايران تدعم النظام

ث - أولوية النظام هو تركيز وجوده في مناطق الساحل ( طرطوس واللاذقية ) ومع ذلك لم يتخلي عن حمص لأنها تتحكم في طريق النقل الرئيسي في سوريا . وخفف النظام من تمركزه في المناطق القريبة من الحدود العراقية ( الحسكة ودير الزور )

3 تنظيم القاعدة في العراق :

أ - القاعدة في العراق علي دراية بسوريا . فتنظيم القاعدة في العراق تدرب في سوريا ثم تسلل الي العراق

ب - تنظيم القاعدة في العراق ساند المعارضة السورية منذ البداية سواء فكريا أو عن طريق الاعلام. وتنظيم القاعدة في العراق أعلن معارضته لحكومة الاسد لأنه إعتبره نظاما طائفيا يستهدف السنة

ت - نفذ تنظيم القاعدة في العراق عدة عمليات في المدن السورية تحت اسم جيش النصرة، وهو أحد فروعها

ث - أعلن تنظيم القاعدة في العراق من خلال المتحدث الرسمي باسم الدولة الاسلامية في العراق، أبو محمد العدناني، أن النظام السوري هو رأس حربة ما أسماه جهاد الروافض بسبب إعلانه ( النظام السوري ) الحرب علي السنة. بالإضافة لدعوته السنة في العراق، لا سيما القبائل الموجودة علي الحدود ( بين سوريا والعراق ) أن يشنوا حربا علي النظام السوري، وإعتبر النظام السوري نظاما كافرا لدعمه حزب الله الكافر ودول اخري يعتبرهم روافض مثل ايران والعراق .

ج - تنظيم القاعدة في العراق يعتبر قضية السنة في العراق مرتبطة ارتباط مصيري بالمسلمين والعرب السنة


4 - الحدود :

أ - تمتد الحدود بين العراق وسوريا حوالي 600 كيلو متر وبها تضاريس معقدة تتكون من صحراء شاسعة وسلسلة جبال ( جبال سنجار ) وأنهار مشتركة ( تتدفق في كلا الجانبين ) وأراضي زراعية


ب - العراق لها حدود مباشرة مع محافظتي الحسكة ودير الزور السوريتين، وكذلك مدن سورية قريبة من الحدود العراقية .


ت : الاراضي الواقعة علي كلا الجانبين بين العراق وسوريا صحراء شاسعة يتخللها وديان وينقصها طرق النقل، بإستثناء الطريق السريع الدولي وبعض المدن الكبيرة



5 - السكان الذين يعيشون علي الحدود :

أ - السكان الذين يعيشون علي الحدود لهم نمط حياة اجتماعي قبلي فائم علي الروابط العائلية والقبلية القوية

ب - الانتماء الطائفي يوحد الجانبين عندما تقع أحداث في المنطقة

ت - تنظيم القاعدة في العراق له جيوب وقواعد في كلا الجانبين من الحدود لتسهيل تدفق المواد والمجندين

ث _ حدث ‘إعتداء من تنظيم القاعدة في العراق في المحافظات الغربية للعراق أثناء سنة 2009 و 2010 ، ومع ذلك فمع صعود الثورة في سوريا بدأت القوي القبلية والدينية في المنطقة التعاطف مع الثورة الطائفية
6 - الوضع علي الحدود العراقية السورية :

أ - ثلاثة فرق من قوات الحدود كافية  للسيطرة علي الحدود أثناء فترة السلام للقيام بمهام المراقبة ومنع التهريب والتسلل

البند ( ب ) محذوف

ت - في السنوات الماضية دخل مقاتلي تنظيم القاعدة في العراق من خلال الحدود السورية 

7 - الفرضيات المستقبلية بالنسبة للأزمة :

أ - النظام سيبقي وسيسيطر علي الأراضي السورية

ب - تطور الأحداث الحالية لتتحول الي حرب بالوكالة : يسيطر النظام علي مناطق نفوذ علي طول الأراضي الساحلية ( طرطوس والازقية )، بدعم من روسيا وايران والصين، ويدافع بضراوة عن حمص التي تعد طريق النقل الرئيسي في سوريا. وعلي الجانب الاخر، تحاول قوات المعارضة السيطرة علي المناطق الشرقية ( الحسكة ودير الزور ) المتاخمة للمحافظات الغربية للعراق ( الموصل والأنبار )، بالإضافة للحدود التركية المجاورة . الدول الغربية ودول الخليج وتركيا تدعم هذه الجهود. وهذه الفرضية هي أكثر الفرضيات ترجيحا وفقا لبيانات الأحداث الأخيرة التي ستساعد في التجهيز لملاذات أمنة برعاية دولية علي فرار ما حدث في ليبيا عندما أختيرت بنغازي كمركز للقيادة للحكومة المؤقتة



 8 - العواقب علي العراق :

أ - انسحب حرس حدود النظام السوري من الحدود وسيطرت قوات المعارضة ( الجيش السوري الحر ) علي المواقع ورفعوا علمهم. قوات حرس الحدود العراقية تواجه حدودا مع سوريا لا تحميها أي عناصر رسمية وهو ما يشكل تهديدا جادا خطيرا

ب - ستحاول قوات المعارضة استغلال الاراضي العراقية كملاذ امن لقواتها لتستفيد من تعاطف الشعب العراقي علي الحدود، وستحاول في نفس الوقت تجنيد مقاتلين وتدريبهم علي الجانب العراقي، بالاضافة لاستضافة اللاجئين السوريين

ت - إذا انكشف الموقف هناك يوجد امكانية إقامة إمارة سلفية معلنة أو غير معلنة في شرق سوريا ( الحسكة ودير الزور )، وهذا بالضبط ما تريده القوي الداعمة للمعارضة لعزل النظام السوري الذي يعتبر العمق الاستراتيجي للتمدد الشيعي ( العراق وايران )

ث - تدهور الوضع له عواقب وخيمة علي الوضع العراقي ويتمثل في التالي :

1 - هذا سيخلق مناخا مثاليا لتنظيم القاعدة في العراق للعودة الي جيوبها القديمة في الموصل والرمادي وسيوفر زخما جديدا مع استئناف توحيد الجهاد بين سنة العراق وسنة سوريا وبقية السنة في العالم العربي ضد من يعتبرونه العدو الأوحد، وقد يعلن ايضا تنظيم دولة الاسلام في العراق دولة اسلامية من خلال الاتحاد مع تنظيمات ارهابية أخري في العراق وسوريا، وهو ما سيشكل خطرا كبيرا علي وحدة العراق وحماية أراضيها .

البند 2 محزوف

3 - تجدد تسهيل دخول عناصر من الارهابيين من كل انحاء العالم العربي الي الساحة العراقية
















































































موقع شركة Judicial Watch التي حصلت علي الوثيقة بحكم محكمة

http://www.judicialwatch.org/document-archive/jw-v-dod-and-state-14-812-dod-release-2015-04-10/
نسخة جاهزة للتحميل بي دي اف http://www.judicialwatch.org/wp-content/uploads/2015/05/JW-v-DOD-and-State-14-812-DOD-Release-2015-04-10-final-version.pdf

الأربعاء، 5 أكتوبر 2016

أخبار كاذبة وخداع : كيف كانت وزارة الدفاع الامريكية تدفع أموال لشركة دعاية لعمل فيديوهات عن " تنظيم القاعدة "








كشف مكتب الصحافة الاستقصائية أن البنتاغون دفع نصف مليون دولار لشركة دعاية بريطانية مثيرة للجدل لإدارة برنامج دعاية شديد السرية في العراق

 قال موظف سابق في وكالة بيل بوتنجر للدعاية أن انتاج الوكالة ضم مشاهد تليفزيونية قصيرة صنعت علي طراز شبكات الأخبار العربية وفيديوهات مزورة لتنظيم القاعدة تستخدم في تعقب الأشخاص الذين كانوا يراقبونهم

وعمل طاقم موظفي الوكالة جنبا الي جنب مع رتب كبيرة من ضباط الجيش الامريكي في مقرهم في بغداد المسمي مخيم النصر عندما احتدمت الثورة بالخارج

وأكد الرئيس السابق لوكالة بيل بوتنجر لورد تيم بيل لصحيفة صنداي تايمز، التي عملت مع مكتب الصحافة الاستقصائية في هذه القصة، أن شركته كانت تقوم بعملية عسكرية " سرية " و " غطتها وثئق سرية مختلفة "

وقال ان وكالة بيل بوتنجر كانت تكتب تقارير للبنتاغون والسي اي ايه ومجلس الأمن القومي حول عملها في العراق



بيل هو واحد من أكثر المديرين التنفيذيين في مجال العلاقات العامة في بريطانيا وكان مكلفا بتحسين صورة مارجريت تاتشر الحديدية وساعد حزب المحافظين في الفوز في ثلاثة انتخابات. وتحتوي الوكالة التي شارك في تأسيسها علي قائمة من العملاء تضم أنظمة قمعية

وفي أول لقاء إعلامي يدلي به موظف يعمل في بيل بوتنجر حول العمل مع الجيش الامريكي في العراق قال محرر الفيديو مارتن ويلس - الذي لا يعمل حاليا في الشركة - لمكتب الصحافة الاستقصائية أن فترة عمله في معسكر النصر في بغداد كانت " صدمتني وفتحت عيني وغيرت حياتي " .

وقال ويلس أن انتاج الشركة كان يوقع عليه الجنرال السابق ديفيد بيترايوس - قائد قوات التحالف حينئذ - وأحيانا البيت الأبيض

وقد أنتجت شركة بيل بوتنجر عدد كبير من المواد لوزارة الدفاع، وبعضها كان يتجاوز معايير عمل التواصل

وتعقب المكتب أعمال الشركة في العراق من خلال إحصاءات التعاقد الخاصة بالجيش الامريكي وسجلات المعاملات التجارية الفيدرالية وتقارير وزارة الدفاع الامريكية والمفتش العام وكذلك ملفات شركة بيل بوتينجر وكتابات المتخصصين في الدعاية العسكرية . وأجرينا عدد من اللقاءات مع عدد من المسئولين السابقين والمتعاقدين في عمليات الدعاية في العراق

وقال أحد المتعاقدين العسكريين ممن كانوا مطلعين علي أعمال شركة بيل بوتنجر هناك أنه كانت توجد ثلاثة أنواع من العمليات الاعلامية التي شاع استخدامها في العراق في تلك الفترة

وقال المتعاقد : " الأبيض ينسب لصاحبه فيذكر من أنتجه علي اللاصقة والرمادي لا ينسب لصاحبه والأسود ينسب زورا. وكانت هذه الأنواع من العمليات السوداء المستخدمة في تعقب من يشاهد أشياء معينة هي الجزء المعياري لأدوات الصناعة "

وقد غيرت شركة بيل بوتنجر من ملكيتها بعد إستحواز الادارة عليها في 2012 وكيانها الحالي لا علاقة له بالوحدة التي كانت تعمل بالعراق، والتي أغلقت في 2011 . ومن المفهوم ان الأشخاص البارزين الذين عملوا في هذه الوحدة ينكرون أي مشاركة لهم في برامج الكومبيوتر الخاصة بالتعقب كما وصفها ويلس

كان عمل بيل بوتنجر في العراق عملية اعلامية ضخمة كلفت حوالي 100 مليون دولار في السنة . وكشفت وثيقة لدي المكتب ان الشركة كانت توظف في فترة من الفترات حوالي 300 موظف بريطاني وعراقي

أستدعيت هذه الوكالة التي مقرها لندن الي العراق بعد فترة قصيرة من الغزو الامريكي للعراق . وفي مارس 2004 كلفتها الادارة المؤقتة للبلاد ب " ترويج الانتخابات الديمقراطية "  - وكان عبارة عن " نشاط حظي بتغطية اعلامية واسعه " وكتبت عنه في تقريرها السنوي

وسرعان ما تحولت الشركة الي القيام بأنشطة لا تحظي بتغطية اعلامية . وتعرف المكتب علي صفقات قيمتها 540 مليون دولار بين وزارة الدفاع وشركة بيل بوتنجر للقيام بعمليات دعاية وعمليات نفسية في سلسلة من التعاقدات صدرت في مايو 2007 الي ديسمبر 2011 . وتم تنفيذ تعاقد مماثل حوالي نفس المعدل السنوي - 120 مليون -  في 2006 ، وفقا لما ذكر لنا

وقال لورد بيل للصنداي تايمز أن الجزء الأكبر من الأموال كان لتغطية تكالف الانتاج والتوزيع، لكن الشركة حققت أجرا قدره 15 مليون جنيه استرليني في السنة 

وقال الموظف السابق في الشركة مارتن ويلس للمكتب أنه لم يكن يعلم عندما أجرت شركة بيل بوتنجر مقابلة معه عندما تقدم للوظيفة في مايو 2006  ما هو مقدم عليه 

كان يعمل محرر فيديو حر وتلقي مكالمة من الوكالة التي يعمل فيها واقترحت عليه ان يذهب الي لندن لاجراء لقاء للحصول علي وظيفة جديدة . وقيل له : " ستقوم بأعمال جديدة ستنشر في الشرق الاوسط " 

وتذكر ويلس قائلا : " بدا ليس ذلك أمرا مشوقا . ذهبت ودخلت هذا المبني برفقة أفراد في المصعد حتي الدور السادس ووجدت حراسا هناك.وفكرت : ماذا يجري هنا بحق الجحيم ؟ ثم اتضح لي انه مقر للبحرية . ثم علمت انها وحدة اعلامية لجمع المعلومات الاستخباراتية " 

وبعد حديث قصير سأل ويلس متي سيعرف وظيفته وشعر بالدهشة من الرد 

فقيل له : " لقد حصلت علي الوظيفة بالفعل . لقد أجرينا بالفعل فحصا لتاريخك " 



وعلم ويلس انه سيسافر بالطائرة يوم الاثنين. كان ذلك ظهيرة يوم الجمعة . وسأل اين سيذهب فأدهشه الرد : بغداد 

وقال ويلس : " لذا كان أمامي حرفيا 48 ساعة لأجمع كل حاجياتي لأعيش في الصحراء "

وبعد ايام قامت طائرة ويلس بهبوط لولبي لتجنب نيران المقاومة العراقية في مطار بغداد. واتقد انه سيؤخذ الي مكان في المنطقة الخضراء التي كان يدير منها مسئولي التحالف شئون العراق . وبدل من ذلك وجد نفسه في قاعدة عسكرية تسمي معسكر النصر 

وإتضح ان شركة الدعاية البريطانية إستأجرته للعمل في قلب عملية مخابراتية للجيش الامريكي 

واجتاحت العاصمة العراقية موجة من أعمال العنف عندما بدأ ويلس تعاقده مع الشركة. ووقعت عمليات تفجير انتحارية في المدينة في نفس الشهر الذي وصل فيه، ومنها تفجير بسيارة مفخخة بالقرب من معسكر النصر والذي أدي لمقتل  14 شخصا وجرح 6 

وقال ويلس وهو يصف انطباعاته أنه صعق من مناخ العمل الذي يختلف تماما عما اعتاد عليه. وقال متذكرا : " كان المبني شديد التأمين ويوجد لافتات في الخارج كتب عليها : لا تدخل هذه منطقة سرية ولو لم تكن تحمل تصريح لن يسمح لك بالدخول " 

وقال ويلس ان بالداخل كان يوجد من غرفتين لثلاث غرف بداخلها العديد من المقاعد ويوجد قسم مخصص لموظفي شركة بيل بتنجر وقسم مخصص للجيش الامريكي 

" أخطأت مرة ودخلت مناطق الجيش الامريكي فجرني الي الخارج  شخص عبوث من الجيش الامريكي ويده علي المسدس قائلا : غير مسموح لك بالدخول هنا تحت اي ظروف فهذا المكان شديد السرية . لقد كان استقبالا جميلا " 

وتبين بعد فترة قصيرة ان عمله أكبر من مجرد تعديل مقاطع الفيديو الاخبارية 

وقال ويلس ان العمل كان يتكون من ثلاث انواع من المنتجات. الاول عبارة عن اعلانات تجارية تليفزيونية تصور تنظيم القاعدة بصورة سلبية. والثاني عبارة عن مواد اخبارية صنعت خصيصا لتبدو وكأنها " صنعها تليفزيون عربي " . شركة بيل بوتنجر ترسل فريقا لتصوير مشهد فيديو منخفض الوضوح لعمليات قصف يقوم بها تنظيم القاعدة ثم تقوم بتعديلها لتصبح علي شكل قطعة من مقطع فيديو إخباري . وهذا المقطع يكون ناطقا بالعربية ويوزع علي محطات التليفزيون في كل المنطقة، وفقا لما ذكره ويلس . 

وكان يتم احيانا اخفاء أصول المواد الاخبارية الامريكية. وأدي الكشف في 2005 عن قيام شركة متعاقدة متخصصة في الدعاية وهي شركة لينكولن جروب بمساعدة وزارة الدفاع وضع مواد اخبارية في الصحف العراقية، والتي كانت تقدم احيانا باعتبارها أخبارا محايدة، الي فتح وزارة الدفاع تحقيقا . 

البرنامج الثالث والأكثر حساسية الذي ذكره ويلس تمثل في انتاج افلام فيديو دعائية مفبركة لتنظيم القاعدة . وقال للمكتب كيف يتم عمل الفيديو. كانت لديه تعليمات دقيقة فقيل له : " نحن بحاجة لعمل هذا النوع من الفيديوهات ولابد من استخدام مقاطع فيديو تنظيم القاعدة . ويجب ان يكون مدة الفيديو 10 دقائق ولابد وان يكون امتداد ملف الفيديو هذا ونحتاج لتشفيرها بهذه الطريقة " . 

ثم تأخذ قوات المارينز الامريكية السيديهات اثناء قيامها بالدورية ويلقون بها عند حدوث فوضي عندما يقومون بغارات علي إحدي الأهداف. وقال ويلس : " اذا كانوا يقومون بغارة علي احدي المنازل ويتحدث فوضي بسببها، يلقون السيديهات الغريبة هناك " 

وقد أعدت تلك السيديهات بحيث تعمل علي مشغل ريال بلير، وهو تطبيق شهير للبث الاعلامي يحتاج للتوصيل بالانترنت لكي يعمل. وشرح ويلس كيف قام الفريق بدمج كود في السيديهات المتصلة بحساب لموقع Google Analatic  الذي يعطي قائمة بالايبيهات التي يتم تشغيل السيديهات منها 

هذا الحساب الذي يقوم بعملية الرصد به قائمة توزيع محدودة جدا، وفقا لما ذكره ويلس. وتذهب البيانات اليه ثم الي عضو بارز في فريق ادارة شركة بيل بوتنجر ولأحد القادة العسكريين الامريكيين 

وشرح ويلس القيمة الاستخباراتية لهذه البيانات كالتالي : " عند النظر الي شخص ما وسط بغداد .. فأنت تعلم ان ضربة ستوجه هناك. واذا ظهر شخص ما بعد 48 ساعة او اسبوع  في منطقة اخري من العالمـ اذن فهذا هو الشخص الأكثر أهمية لأن هذا سيعطيك أثرا ( تتعقبه ) " 

وقال ويلس ان السيديهات وصلت الي مناطق مهمة ومنها ايران وسوريا وحتي امريكا 

وقال : " كنت اقوم بالطباعة اثناء النهار واذا ظهر شيئ مهم أسلمه لرؤسائي ومن هناك يتعاملون معه "  

وأكدت وزارة الدفاع ان شركة بيل بوتنجر كانت تعمل لحسابهم كمتعاقدة في العراق تحت مظلة فريق عمل العمليات الدعائية وكانت تقوم بانتاج بعض المواد مفتوحة المصادر لقوات التحالف وبعضها لم يكن كذلك. وأصروا علي ان كل المواد التي قام بها فريق العمل كانت " صادقة " 




ولم يكن فريق عمل العمليات الدعائية هو المهمة الوحيدة التي عملت معها شركة بيل بوتنجر. وقال ويلس ان بعض أعمال بيل بوتنجر كانت ضمن فريق العمل المشترك للعمليات النفسية، وهو ما أكده أحد المسئولين الامريكيين

وقال المسئول انه لا يستطيع التعليق بالتفصيل علي أنشطة فريق العمل المشترك للعمليات النفسية، لكنه أضاف : " نحن لا نناقش أساليب جمع المعلومات الاستخباراتية لا في الماضي ولا الحاضر " .

وقال لورد بيل، الذي استقال من رئاسة بيل بوتنجر في وقت مبكر من هذا العام، لصحيفة الصنداي تايمز أن نشر أجهزة الرصد التي وصفها ويلس " محتملة تماما " لكنه لم يكن علي دراية بها

منتجات بيل بوتنجر كان يوقع عليها قائد قوات التحالف في العراق. وقال ويلس : " كنا نستدعي الكولونيلات ليلقوا نظرة علي الأشياء التي عملناها في هذا اليوم، فإذا أعجبتهم ترسل الي الجنرال بترايوس "




وبعض المشاريع كانت ترسل الي قيادات أعلي في سلسلة القيادة .: " لو رفض ( بترايوس ) التوقيع عليها تصعد حتي تصل الي البيت الابيض وتوقع هناك وترسل الاجابة من هناك "

 واستمر بترايوس حتي أصبح مديرا للسي اي ايه في 2011 قبل أن يستقيل بسبب علاقة غرامية مع احدي الصحفيات

العائد الذي حصلت عليه الشركة البريطانية تسبب في سخط في أوساط شركات الاعلام والتواصل الامريكية التي كانت تزاحم للحصول علي عمل في العراق، وفقا لما ذكره موظف سابق في احدي الشركات التي كانت تنافس بيل بوتنجر

وقال اندرو غارفيلد، الموظف السابق في شركة لينكولن جروب والذي يعمل حاليا استاذا بارزا في معهد أبحاث السياسات الخارجية : " لا احد يتصور ان شركة بريطانية تحصل علي مئات الملايين من الدولارات من التمويل الامريكي بينما هناك شركات امريكية لديها نفس القدرات لأداء نفس العمل. لقد خزلوا الشركات الامريكية "

كان إيان تونيكليف، الجندي البريطاني السابق، رئيسا للجنة مكونة من ثلاثة أشخاص من سلطة التحالف المؤقتة - وهي الحكومة المؤقتة في العراق عقب الغزو في 2003 - وهي اللجنة التي منحت بيل بوتنجر التعاقد الذي حصلوا عليه في 2004 لترويج الانتخابات الديمقراطية

وقال تونيكليف ان التعاقد الذي وصل اجمالي مبلغ 5.8 مليون دولار كان قد منح  بعد ان أدركت سلطة التحالف أن جهودها الذاتية لجعل الناس علي دراية بإطار العمل القانوني الانتقالي قبل الانتخابات لم يحقق النتائج المرجوة

وقال تونيكليف : " قمنا بمناقصات متعجلة نسبيا ومع ذلك كان فيها تنافسية لقدوم شركات الدعاية "

وقال تونيكيف ام بيل بوتنجر كانت واحدة من لاثة شركات تقدمت بعطاءات للحصول علي التعاقد، وببساطة تقدمت باقتراح أكثر اقناعا من المنافسين

العراق كانت فرصة مربحة لكثير من شركات الدعاية. وإكتشف المكتب انه ما بين 2006 و 2008 كانت هناك أكثر من 40 شركة كانت تتقاضي أموالا مقابل خدمات مثل تأسيس محطات التليفزيون والراديو وانتاج الفيديو ولوحات الاعلانات والاعلانات التجارية واستطلاعات الرأي. وضمت هذه الشركات شركات امريكية مثل شركة لينكولن جروب وشركة ليوني اندوستري Leonie Industries وشركة اس او اس انترناشيونال SOS International وكذلك شركات مقرها العراق مثل شركة مهد الحضارة الجديدة للاعلامCradle of New Civilization Media وشركة بابل للاعلام Babylon Media وشركة الحلم العراقي

لكن أكبر المبالغ التي رصدها المكتب كانت من نصيب شركة بيل بوتنجر

وقال جلين سيجل الذي عمل في فريق عمل العمليات الدعائية في العراق سنة 2006 أنه تم استخدام المتعاقدين لان الجيش من ناحية لم تكن لديه الخبرة من داخله  ومن ناحية اخري لانهم يعملون في " المنطقة الرمادية " المشروعة

وذكر سيجل في مقالة كتبها في 2011 عنوانها  " توفير المعلومات الاستخباراتية في العراق " أن قوانين الولايات المتحدة تمنع الحكومة من استخدام الدعاية في الداخل مع سكان الولايات المتحدة. وفي ظل عولمة المناخ الاعلامي يمكن نظريا رؤية  عمليات الدعاية في العراق في الولايات المتحدة، وبالتالي " كان من الحصافة القانونية ألا يتولي الجيش كل الأنشطة "

ويري سيجل ان برامج عمليات الدعاية أحدثت فرقا علي الارض في العراق. لكن بعض الخبراء يشككون في ذلك

ففي دراسة اعدتها مؤسسة راند Rand Corporation، وهي مركز ابحاث عسكري، خلصت الي ان " عملية اجراء عملية تقييم لجهود الإبلاغ والتأثير والإقناع  أثبتت انها تشكل تحديا للحكومة ووزارة الدفاع "

توقفت عمليات بيل بوتنجر لصالح الحكومة الامريكية في 2011 بعد انسحاب امريكا من العراق

غيرت بيل بوتنجر ملكيتها بعد استحواز الادارة عليها في 2012 وكيانها الحالي لا علاقة له بالوحدة التي كان ويلس يعمل لصالحها والتي اغلقت في 2011 . زمن المفهوم ان ينكر المشاركين الرئيسيين في هذه الوحدة أي مشاركة لهم في برامج الرصد التي وصفها ويلس

غادر ويلس العراق بعد أقل من عامين بعد ان تعرض لما يكفي من متاعب العمل في منطقة حرب ومشاهدة فيديوهات مرعبة للفظائع يوما بعد يوم

وكان ويلس مترددا وهو يتذكر الفترة التي كان يقوم فيها بعمل الدعاية لجيش الولايات المتحدة . فقال ان الهدف من عمل بيل بوتنجر في العراق كان القاء الضوء علي أعمال العنف التي يرتكبها تنظيم القاعدة - وهي دعاية كما يعتقد حققت بعض النتائج المرضية . وأضاف : " ثم في مكان ما في ضميري أتساءل هل ما فعلته كان صوابا "

وقال لورد بيل لصحيفة الصنداي تايمز أنه " فخور " بعمل بيل بوتنجر في العراق . فقال : " لقد فعلنا الكثير للمساعدة في حل الموقف . لم يكن كافيا . فلم نوقف الفوضي التي ظهرت، لكن هذا كان جزءا من الة الاعلام الامريكية "

وقال ويلس انه لا احد يعلم ما اذا كانت المواد قد حققت اهدافها أم لا . " انا اقصد انك عندما تشاهد الوضع الان لا يبدو اننا نجحنا. ولكن في تلك الفترة، من يعلم، لو انقذنا حياة انسان نكون فعلنا خيرا " 



 تقرير لمكتب الصحافة الاستقصائية البريطاني بتاريخ 2 10 2016

نقلا عن صحيفة ديلي بيست


ترجمة اشرف محمد عبد العزيز



















http://www.thedailybeast.com/articles/2016/10/01/pentagon-paid-for-fake-al-qaeda-videos.html?via=desktop&source=twitter