الأحد، 17 نوفمبر 2013

تركيا تواجه أخطاءها السياسية في سوريا بعد صعود تنظيم القاعدة علي حدودها




كيليس، تركيا - مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة تسيطر على الطريق المؤدية جنوبا إلى سوريا من هذا المعبر الحدودي الرئيسي على الخط الأمامي للكارثة التي صارت اليها سياسة تركيا تجاه سوريا .

لأكثر من عام، كانت تركيا تغض الطرف عن تدفق آلاف من المتطوعين الأجانب من جميع أنحاء العالم الاسلامي عبر البلاد في طريقهم للقتال الى جانب المتمردين في سوريا، ربما حسبوا أن المقاتلين سيساعدون  في تسريع زوال الرئيس السوري بشار الأسد

الآن حقق المتطرفين الذين زاد اأعداد لأجانب في صفوفهم تقدما في شمال سوريا، مما وضع تنظيم القاعدة على الحدود مع حلف الناتو لأول مرة، مما يثير مخاوف من وقوع هجمات عبر الحدود ويكشف كيف ضلت جهود تركيا لتحقيق إزالة الأسد طريقها.

وفي الوقت نفسه تظهر كل المؤشرات أن الأسد في دمشق سوف سيدحرالتمرد وربما يبقي في السلطة لسنوات، وعزز من ذلك في جزء منه الي  الخوف الغربي من صعود المتطرفين. فقد أعلنت الولايات المتحدة أنها ليس لديها أي نية للتدخل عسكريا، وتركت تركيا، التي كانت من أكثر الداعين صخبا للاطاحة بالأسد، لتواجه عواقب ما يبدو انه كان سوء تقدير خطير للسياسات .

واعترف مسؤول تركي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه موضوع  سوريا حساس جدا "لم تكن تلك هي  النتيجة المرجوة التي كانت ترغبها تركيا "، .

ويقول منتقدون ان تركيالا تلوم الا نفسها للحالة  التي ظهرت عليها السلطات التركية، ولوبشكل غير مباشر على الأقل، لتشجيعها . الرئيس أوباما علي توبيخ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عندما التقيا في البيت الأبيض في مايو لعدم بذل المزيد للحد من تدفق المقاتلين الأجانب، ويتوقع أن تكون تلك القضية على جدول الأعمال عندما يزور وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، 
واشنطن يوم الاثنين.

تقريبا  جميع المقاتلين الأجانب المساهمين في قوة تنظيم القاعدة في شمال سوريا سافروا إلى هناك عبر تركيا، استقلوا طائرة طارت بهم الي اسطنبول وانتقلوا في رحلات جوية تجارية داخلية إلى الحدود. وغالبا ما يظهر هؤلاء الاجانب بلحاهم الغير مهزبة وحقائبهم المحمولة علي الظهر في المدن ذات التوجه الغربي في جنوب تركيا .

هناك يقيمون في الفنادق إذا كان لديهم بعض المال، أو يسكنون في بيوت امنة إذا لم يكن لديهم المال الكافي، قبل أن يتوجهوا إما الي معابر الحدود القانونية أو طرق التهريب المهترئة ليعبروا الحدود التي يبلغ طولها  500 ميلا.

 قال سوري يعيش في كيليس يقوم بتهريب المسافرين إلى سوريا عبر بساتين الزيتون القريبة وطلب أن نعرفه باسمه الأول، محمد" الأمرسهل جدا"،. وادعي أنه رافق عشرات الأجانب عبر الحدود في الأشهر ال 18 الماضية،منهم شيشان وسودانيين وتونسيين وكنديين.

 وقال محمد "على سبيل المثال، يأتي شخص ما من تونس. ويتجه الى المطار الدولي مرتديا الملابس الجهادية ولحية الجهاديين ويستمع الي أغاني الجهاديين على هاتفه المحمول . ولوأرادت الحكومة التركية منعهم من القدوم الى البلاد لفعلت ، ولكنها لم تفعل ."

شائعات عن معسكرات التدريب

واتهم بعض ساسة المعارضة الحكومة التركية بالذهاب أبعد من مجرد السماح بالمرور، قائلين أنها ساعدت أيضا في نقل وتدريب وتسليح المقاتلين الأجانب. وفي المناطق الكردية في شمال شرق سوريا، التي تخشى تركيا من سعيها للحصول علي الاستقلال، تكثر الشائعات عن وجود معسكرات تدريب سرية وحافلات عسكرية غامضة مليئة بالمقاتلين ارسلت لمساعدة المتمردين السوريين علي قتال الأكراد.

وقد ادعى المقاتلين الاجانب الذين قبض عليهم الأكراد أنهم تدربوا في معسكرات تركية وأن المدربين الاتراك يقومون بالتدريس في معسكرات للمتمردين في سوريا، حسب ما ذكر صالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أكبر فصيل كردي في سوريا.

وقال في مقابلة عبر الهاتف "في البداية، كانت تركيا تساعدهم بشكل باشرة، وبشكل واضح جدا" 

تركيا تنفي بشدة أي دور لها لتسهيل تدفق المتطرفين. ويقول مسؤولون أن الحرب السورية أربكت  تركيا بطرق متعددة، ، فبينما تكافح السلطات لاستيعاب تدفق 600،000 لاجئ بينما تقوم أيضا بمساعدة المتمردين الرئيسيين، وببساطة يتغاضون عن المسافرين الأجانب.

وقال مسؤول تركي. "، لا أعتقد أن ثمة شيئ تم عن قصد . فأن لا تعرف من هو الجهادي ومن هو غير الجهادي ، فكثير من المسلمين  يأتون إلى بلادنا. وإجراءات التأشيرة لدينا ليست صارمة جدا. "

"الآن، أعتقد أن الجميع أدرك كم حجم مشكلة هذه الجماعات المتطرفة" واضاف. "وفي نهاية المطاف ، لا يمكنك العمل معهم، وأنت لا تستطيع حتى الاعتماد عليها لاسقاط الاسد."

وقال سونر كاجابتاي من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن تركيا أيضا ربما لم يكن يعنيها أن يساهم الأجانب في الجهود المبذولة للاطاحة بالاسد.

قال "تركيا كان لديها اعتقادا راسخا بأن الأسد سيسقط وأن الأخيار سيتولون وكانوا لا يرون مشكلة في السماح لأي شخص للذهاب والقتال"، . واضاف "لكن تلك الفرضية برمتها لم تأتي ثمارها."

إدراك أن يبقي كلا من الأسد والجهاديين  أدي الي ما أطلق عليه أحد المحللين المطلعين على تفكير الحكومة "تعديلات" سياسة تركيا. وقال أن أنقرة لن تتخلي عن إصرارها على رحيل الأسد ، لكنها تبحث عن سبل أخرى أكثر دقة لتحقيق الهدف.

وقد خفف أردوغان من خطابه المعادي للأسد، وأدان جماعات تنظيم القاعدة النشطة في سوريا وتواصل مع  بعض الأصدقاء السابقين الذين شعروا بالتهميش بسبب تأييده القوي للمعارضة السورية، ومنها العراق وإيران.

تشديد المعابر الحدودية

وقد اتخذت تركيا خطوات للقضاء على بعض من النشاط الجاري عبر الحدود. وقد اعترضت شاحنة محملة ب 1،200 صاروخ متجهة للمتمردين هذا الشهر، وقامت بحملات  استهدفت مخابئ تنظيم القاعدة في اسطنبول وتعيد الأجانب من  المعابر الحدودية إلى سوريا - رغم أنها لم تفعل ذلك عند قدومهم من المطار.

وقال مسلم، الزعيم الكردي، أن تركيا لم تقدم مؤخرا أي مساعدة مباشرة للمتطرفين المقاتلين في شمال شرق سوريا، مما دفعه للشك في أن الضغط الأمريكي له  تأثير. واضاف "كان يجب أن يفعلوا ذلك من قبل، ولكن الوقت فوات الآن"، .

وقال عمرو العظم، استاذ التاريخ في جامعة شاوني في ولاية أوهايو وهو سوري يدعم المعارضة أن سقوط مدينة عزاز التي تقع علي معبر كيليس الحدودي في شهر سبتمبر جعل تركيا تفكر في تكاليف سياستها، .

وقد سببت التحذيرات التي وزعتها السلطات عن قيام القاعدة بالتخطيط لتنفيذ تفجيرات في تركيا الخوف في البلدة ، مما دفع بمزيد من دوريات الجيش ونقاط تفتيش للشرطة .في الشهر الماضي، أطلقت المدفعية التركية قذائف الهاون على عزاز بعد اصابة شخصين في تركيا برصاصات طائشة.

وقال العزم "هذا يشبه إغلاق حظيرة الخيول بعد أن هربت الخيول"، وأضاف. "هؤلاء الرجال لديهم الكثير من الموارد تمكنهم من  القتال لمدة عامين آخرين."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق