تاريخ المقال: 20-01-2014 02:24 AM
ما إن أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، من موسكو، عن تسليمه روسيا خطة لوقف إطلاق النار في حلب، تتضمن ترتيبات لتبادل محتمل للسجناء مع الفصائل المعارضة، حتى بدأ الجيش السوري مجموعة عمليات على الأرض، أبرزها التقدم من مطار النيرب العسكري باتجاه أحياء حلب الشرقية، في خطوة قال مصدر عسكري، لـ"السفير"، إنها تأتي في سبيل تأمين المطار بشكل كامل تمهيداً لأية "هدنة" قد يتم التوافق عليها دولياً، وذلك بالتوازي مع التقدم الذي بدأته قوات الجيش السوري في المدينة الصناعية في منطقة الشيخ نجار.
وبدأ الجيش السوري منذ فجر أمس الأول مجموعة عمليات عسكرية في نقاط تماس مع الفصائل المسلحة داخل مدينة حلب وحولها، بدءاً من أطراف قرية الشيخ لطفي قرب قرية العزيزية جنوب حلب، وصولاً إلى شرق المدينة، وتحديداً محيط مطار النيرب العسكري، حيث تقدم عناصر الجيش السوري نحو جسر النيرب القريب، بالتوازي مع قصف جوي متقطع طال عدة أحياء شرق حلب.
وعن سبب بدء هذا التحرك العسكري في هذه النقاط من حلب، التي شهدت طيلة الأشهر الماضية حالة سكون وثبات في هذا الوقت بالذات، يشرح المصدر "خلال محاولات سابقة للوصول إلى اتفاقات مع فصائل معارضة لتبادل المعتقلين، كان الضغط على مطار النيرب العسكري يشكل نقطة في مصلحتهم، حيث كانت هذه الفصائل ترفض إطلاق سراح أي معتقل لديها، وتفاوض على تخفيف الضغط عن المطار المحاصر مقابل إطلاق سراح معتقليها في السجون السورية، وهو ما كان يحول دون نجاح هذه المفاوضات".
وفي الوقت الذي يؤكد فيه المصدر عدم وجود أية مفاوضات فعلية على الأرض مع أي من الفصائل المسلحة حالياً، وعلى الرغم من صعوبة تطبيق "الهدنة" في حال تم إقرارها دولياً، فإنه يشدد على أن تأمين مطار النيرب العسكري، والسيطرة على محيطه لمنع وصول أية قذائف إلى داخله يشكل نقطة مهمة في حال تم التوصل إلى أية "هدنة سياسية في الساحة الدولية".
ويضيف "عندما تتبدل شروط اللعبة يجب أن تمتلك الأوراق المناسبة لهذه اللعبة، وأن تجرد خصمك من أوراقه، وتأمين محيط المطار يضع الفصائل المسلحة أمام خيار واحد في حال طرح الموضوع بشكل جدي على الساحة السياسية الدولية، وهو الموافقة على هذه الهدنة أمام انعدام وجود بدائل".
وعن جبهة المدينة الصناعية في الشيخ نجار، يشرح مصدر ميداني أن المدينة باتت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بيد عناصر الجيش السوري، الذين تؤازرهم قوات "الدفاع الوطني"، أمام هشاشة الفصائل المعارضة التي تسيطر على المدينة، والتي انهكتها الصراعات الداخلية. ويضيف "يخوض الجيش في الوقت الحالي اشتباكات جانبية عند مداخل الكتلة الثالثة من المدينة، في وقت يجري فيه الاستعداد لعملية استعادة المدينة بشكل كامل خلال الأيام القليلة المقبلة، والتقدم نحو السجن المركزي المحاصر الذي لا يبعد عن المدينة سوى ثلاثة كيلومترات". ويوضح أن "السيطرة على المدينة الصناعية، وفك الحصار عن السجن المركزي، يعني قطع احد أهم طرق إمدادات الفصائل المسلحة من الريفين الشمالي والشرقي لمدينة حلب، وتشكيل القوس الأول في حصار المسلحين داخل أحياء حلب الشرقية، إضافة إلى إعادة تشغيل المدينة الصناعية التي من شأنها أن تؤمن فرص عمل لعدد كبير من المواطنين، ما يعني إعادة تدوير عجلة الاقتصاد في حلب".
يشار إلى أن المدينة الصناعية في حلب تضم نحو ألف مصنع ومنشأة صناعية، توقف معظمها عن العمل إثر سيطرة مسلحين متشددين عليها، إضافة إلى تعرض عدد كبير من المنشآت فيها للسرقة والتدمير، حيث تحتاج المدينة إلى نحو 5 إلى 7 سنوات لإعادتها إلى العمل بالشكل المناسب بعد سيطرة الجيش عليها وتأمينها، حسب ما قال رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية المهندس فارس الشهابي.
وأشار الشهابي، خلال حديثه لـ"السفير"، إلى أن تأمين المدينة الصناعية يقتضي أيضاً تأمين محيطها. وقال "نحن بحاجة إلى وجود عسكري مناسب في محيطها لحمايتها بشكل دائم مع إعادة تفعيل عمل الحماية الذاتية داخلها، برعاية الغرفة وإشراف الحكومة".
وأوضح أن اتحاد غرف الصناعة السورية يتوقع عودة جميع الصناعيين إلى مصانعهم ومنشآتهم فور تأمينها، مطالباً في الوقت ذاته الحكومة أن تعتبر حلب بأكملها مدينة منكوبة وتقديم كل الإعفاءات والتسهيلات لأهلها ولمنشآتها الصناعية تحديداً ولمدة لا تتجاوز الثلاث سنوات على الأقل، بسبب الدمار الذي طال المنشآت الصناعية في المدينة.
وكشف الشهابي"أن اتحاد غرف الصناعة السورية يحتاج في الوقت الحالي إلى جملة من القروض التشغيلية الصغيرة والمتوسطة لإعادة تشغيل حوالي 20 ألف ورشة ومعمل توظف حوالي 800 ألف عامل تقريباً. وقال "أهم هدف لدينا إعادة تشغيل مليون عامل في حوالي 40 ألف منشأة كعدد إجمالي".
http://www.assafir.com/Channel/63/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7/TopMenu#!/ArticleWindow.aspx?ChannelID=63&ArticleID=334652
ما إن أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، من موسكو، عن تسليمه روسيا خطة لوقف إطلاق النار في حلب، تتضمن ترتيبات لتبادل محتمل للسجناء مع الفصائل المعارضة، حتى بدأ الجيش السوري مجموعة عمليات على الأرض، أبرزها التقدم من مطار النيرب العسكري باتجاه أحياء حلب الشرقية، في خطوة قال مصدر عسكري، لـ"السفير"، إنها تأتي في سبيل تأمين المطار بشكل كامل تمهيداً لأية "هدنة" قد يتم التوافق عليها دولياً، وذلك بالتوازي مع التقدم الذي بدأته قوات الجيش السوري في المدينة الصناعية في منطقة الشيخ نجار.
وبدأ الجيش السوري منذ فجر أمس الأول مجموعة عمليات عسكرية في نقاط تماس مع الفصائل المسلحة داخل مدينة حلب وحولها، بدءاً من أطراف قرية الشيخ لطفي قرب قرية العزيزية جنوب حلب، وصولاً إلى شرق المدينة، وتحديداً محيط مطار النيرب العسكري، حيث تقدم عناصر الجيش السوري نحو جسر النيرب القريب، بالتوازي مع قصف جوي متقطع طال عدة أحياء شرق حلب.
وعن سبب بدء هذا التحرك العسكري في هذه النقاط من حلب، التي شهدت طيلة الأشهر الماضية حالة سكون وثبات في هذا الوقت بالذات، يشرح المصدر "خلال محاولات سابقة للوصول إلى اتفاقات مع فصائل معارضة لتبادل المعتقلين، كان الضغط على مطار النيرب العسكري يشكل نقطة في مصلحتهم، حيث كانت هذه الفصائل ترفض إطلاق سراح أي معتقل لديها، وتفاوض على تخفيف الضغط عن المطار المحاصر مقابل إطلاق سراح معتقليها في السجون السورية، وهو ما كان يحول دون نجاح هذه المفاوضات".
وفي الوقت الذي يؤكد فيه المصدر عدم وجود أية مفاوضات فعلية على الأرض مع أي من الفصائل المسلحة حالياً، وعلى الرغم من صعوبة تطبيق "الهدنة" في حال تم إقرارها دولياً، فإنه يشدد على أن تأمين مطار النيرب العسكري، والسيطرة على محيطه لمنع وصول أية قذائف إلى داخله يشكل نقطة مهمة في حال تم التوصل إلى أية "هدنة سياسية في الساحة الدولية".
ويضيف "عندما تتبدل شروط اللعبة يجب أن تمتلك الأوراق المناسبة لهذه اللعبة، وأن تجرد خصمك من أوراقه، وتأمين محيط المطار يضع الفصائل المسلحة أمام خيار واحد في حال طرح الموضوع بشكل جدي على الساحة السياسية الدولية، وهو الموافقة على هذه الهدنة أمام انعدام وجود بدائل".
وعن جبهة المدينة الصناعية في الشيخ نجار، يشرح مصدر ميداني أن المدينة باتت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بيد عناصر الجيش السوري، الذين تؤازرهم قوات "الدفاع الوطني"، أمام هشاشة الفصائل المعارضة التي تسيطر على المدينة، والتي انهكتها الصراعات الداخلية. ويضيف "يخوض الجيش في الوقت الحالي اشتباكات جانبية عند مداخل الكتلة الثالثة من المدينة، في وقت يجري فيه الاستعداد لعملية استعادة المدينة بشكل كامل خلال الأيام القليلة المقبلة، والتقدم نحو السجن المركزي المحاصر الذي لا يبعد عن المدينة سوى ثلاثة كيلومترات". ويوضح أن "السيطرة على المدينة الصناعية، وفك الحصار عن السجن المركزي، يعني قطع احد أهم طرق إمدادات الفصائل المسلحة من الريفين الشمالي والشرقي لمدينة حلب، وتشكيل القوس الأول في حصار المسلحين داخل أحياء حلب الشرقية، إضافة إلى إعادة تشغيل المدينة الصناعية التي من شأنها أن تؤمن فرص عمل لعدد كبير من المواطنين، ما يعني إعادة تدوير عجلة الاقتصاد في حلب".
يشار إلى أن المدينة الصناعية في حلب تضم نحو ألف مصنع ومنشأة صناعية، توقف معظمها عن العمل إثر سيطرة مسلحين متشددين عليها، إضافة إلى تعرض عدد كبير من المنشآت فيها للسرقة والتدمير، حيث تحتاج المدينة إلى نحو 5 إلى 7 سنوات لإعادتها إلى العمل بالشكل المناسب بعد سيطرة الجيش عليها وتأمينها، حسب ما قال رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية المهندس فارس الشهابي.
وأشار الشهابي، خلال حديثه لـ"السفير"، إلى أن تأمين المدينة الصناعية يقتضي أيضاً تأمين محيطها. وقال "نحن بحاجة إلى وجود عسكري مناسب في محيطها لحمايتها بشكل دائم مع إعادة تفعيل عمل الحماية الذاتية داخلها، برعاية الغرفة وإشراف الحكومة".
وأوضح أن اتحاد غرف الصناعة السورية يتوقع عودة جميع الصناعيين إلى مصانعهم ومنشآتهم فور تأمينها، مطالباً في الوقت ذاته الحكومة أن تعتبر حلب بأكملها مدينة منكوبة وتقديم كل الإعفاءات والتسهيلات لأهلها ولمنشآتها الصناعية تحديداً ولمدة لا تتجاوز الثلاث سنوات على الأقل، بسبب الدمار الذي طال المنشآت الصناعية في المدينة.
وكشف الشهابي"أن اتحاد غرف الصناعة السورية يحتاج في الوقت الحالي إلى جملة من القروض التشغيلية الصغيرة والمتوسطة لإعادة تشغيل حوالي 20 ألف ورشة ومعمل توظف حوالي 800 ألف عامل تقريباً. وقال "أهم هدف لدينا إعادة تشغيل مليون عامل في حوالي 40 ألف منشأة كعدد إجمالي".
http://www.assafir.com/Channel/63/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7/TopMenu#!/ArticleWindow.aspx?ChannelID=63&ArticleID=334652
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق