لندن - إبراهيم حميدي
الأحد ١٢ يناير ٢٠١٤
تستخدم «جبهة النصرة» بزعامة أبو محمد الجولاني تكتيكات مختلفة، منفردةً أو بالتنسيق مع كتائب في «الجبهة الإسلامية» الى ملء الفراغ الذي تركه تقهقر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في شمال البلاد وشمالها الغربي، في وقت يدخل «داعش» بتحالفات وبصراع عنيف للدفاع عن معاقله في الشرق مستفيداً من خط الإمداد العراقي.
وبدأ «جيش المجاهدين»، الذي تشكل قبل أسبوع من عدد من الفصائل، هجوماً على مقرات لـ «داعش» في الأتارب في شمال غربي حلب في الثالث من الشهر الجاري، بالتزامن مع استعجال «جبهة ثوار سورية»، التي تشكلت من 14 فصيلاً، هجومها على مناطق في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، سرعان ما انضمت «الجبهة الإسلامية» (تضم سبعة تنظيمات إسلامية منذ 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي) إلى هذه الانتفاضة المسلحة والمدنية ضد انتهاكات «داعش» في مناطق مختلفة.
وتقهقر بسرعة نفوذ التنظيم في جيوب جبل الزاوية، مثل كفرنبل ومعرشمشة والمغارة في ريف إدلب، إلى أن سقط أول من امس معقلها الرئيسي في بلدة الدانا أول من امس على ايدي مقاتلين من «الجبهة الإسلامية». وبث نشطاء فيديو أظهر مقاتلين من «الجبهة» في المحكمة الإسلامية وسجون «داعش» في الدانا بعد إطلاق سجناء منها.
وقال نشطاء امس إن «حالة حرب حقيقية» جرت بين مقاتلي «داعش» و «الجبهة الإسلامية» و «جبهة ثوار سورية» أمس في مدينة سراقب، التي تربط ريف إدلب بحلب وأحد طرق الإمداد بين الساحل والداخل. وأفادت «شبكة أخبار إدلب» أن الاشتباكات كانت «الأعنف، حيث تمركز مقاتلو التنظيم داخل المدينة مقابل محاصرة كتائب من جبهة ثوار سورية والجبهة الإسلامية أطرافها». وفجر مقاتلو التنظيم سيارتين مفخختين على الطريق العام، إحداها قرب آثار تل مرديخ (إيبلا) بالتزامن مع شن طيران النظام السوري غارات على أطراف المدينة والطريق الدولية بين الساحل والداخل.
وكانت المعارضة سيطرت على سراقب في تشرين الثاني العام 2012، وأسس نشطاء فيها مجموعات مدنية وثقافية سرعان ما هيمن عليها مقاتلو «داعش». وحاول مقاتلو الكتائب المناهضة للتنظيم استعادة السيطرة عليها بإرسال 200 مقاتل محملين بدبابات وعربات مدرعة.
وفي حلب المجاورة، انهار المقر الرئيسي لـ «داعش» في مستشفى العيون، حيث تحرر 300 سجين وقتل التنظيم 70 آخرين. وفيما سيطر مناهضو «داعش» بسهولة على الريف الغربي وقلب حلب، لا تزال المواجهات حادة في الريف الشمالي، حيث تقع بلدات حريتان وعندان وتل رفعت. وكان نشطاء تحدثوا عن خسارة «داعش» لمدينة الباب.
وفي حلب، سرعان ما بدأت «النصرة»، عبر الإدارة العامة للخدمات في ملء الفجوة التي تركها تراجع «داعش». وأصدر مدير الموارد البشرية في «النصرة» البيان رقم واحد، أعلنت فيه حاجتها إلى تعيين عدد كبير من الموظفين المختصين في الخدمات من حملة شهادات الاختصاص العلمية والخبرات المهنية في مجالات الإعلام والكهرباء والمياه والمخابز والنظافة. وبثت فيديوهات ترويجية لنشاطاتها الطبية والخدمية. وأفاد موقع «كلنا شركاء»، أن الإدارة تملك أكثر من 300 موظف للكهرباء و1500 عامل في قطاع النظافة وتوفِّر الطحين للأهالي والبذار للمزارعين وتشرف على أربعة مستشفيات، وأن «الضغط زاد على الإدارة العامة للخدمات التي تتبع لجبهة النصرة بعد توقف «الإدارة الإسلامية للخدمات» التي تتبع لداعش عن العمل».
وكان «داعش» أسس «الإدارة الإسلامية» للخدمات ثم سُلمت إلى «الإدارة العامة للخدمات» التابعة لـ «النصرة» التي يدير مسؤول من «لواء التوحيد» التابع لـ «الجبهة الإسلامية». وقال ناشط: «النصرة تشترط الخبرة وليس مبايعتها من قبل أي موظف جديد، بل إنها تقبل موظفين كانوا يعملون في النظام سابقاً. أما في حال القتال، فإنها تشترط البيعة».
وقال محللون إن «النصرة» تسعى إلى الإفادة من «أخطاء» ارتكبها تنظيم «داعش»، وذلك بتحسين علاقاتها مع المجتمعات المحلية وعدم التعجل في فرض سطوتها على حياة الأهالي. كما استغلت إطلاق السجناء لتحسين صورتها المناقضة لـ «داعش»، إضافة إلى أنها تسعى للاستحواذ على المقرات الخدمية مع أخذ مستودعات السلاح والتدريب التي كانت بحوزة «داعش». وأشار أحد النشطاء إلى أن «إدارة الخدمات» كانت موضع تنافس بين الفصائل، وأن «النصرة» منعت «الائتلاف الوطني السوري» المعارض من السيطرة عليها. وأعلنت «الهيئة الشرعية» المقربة من «النصرة» أمس، حملة ضد «المفسدين على الأرض»، وقالت في بيان إنها: «تمنع إقامة أي حاجز في المدينة الآن عن طريقها كجهة اختصاص».
لكن «النصرة» وفصائل أخرى تواصل الاهتمام بمعضلة تتعلق في الفترة الراهنة بمحطة توليد الطاقة في حلب، بعد أن قال مصدر إن «داعش» هدد بالانسحاب منها، ما يعني سيطرة قوات النظام عليها وجعل موضوع الطاقة في حلب بأيدي النظام. وأشار إلى أن هذا الأمر يستدعي «حذراً» من قبل الكتائب الإسلامية و «النصرة» في صراعها مع «داعش».
في المقابل، تدافع «داعش»، سواء بالقوة أو التسويات، عن معاقلها من الريف الشرقي لحلب وعمق نفوذها إلى الشرق وصولاً إلى حدود العراق. وعقدت أمس اتفاقاً مع «أحرار الشام» المنضوية تحت مظلة «الجبهة الإسلامية» في مدينة دير حافر في الطريق من حلب إلى الرقة. وبحسب نص الاتفاق، أبقى الطرفان على حواجزهما و «التنسيق» بين مقاتلي الطرفين و «التواصل المستمر في أي طارئ».
وكان «داعش» تراجع بسرعة في داخل مدينة الرقة التي كانت أول مدينة تخرج عن سيطرة النظام في آذار (مارس) العام الماضي. وأطلق عشرات المعتقلين من أحد مقراتها، لكن سرعان ما أعاد مقاتلو التنظيم الكرّة بالدفاع عن قصر المحافظة الذي يعتبر مقراً رئيسياً. وقال ناشط: «مبنى المحافظة ومحيطه بعمق كيلومترين تحت سيطرة كاملة لداعش». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن «مقاتلي الدولة الإسلامية سيطروا كاملاً على حي المشلب ومقر جبهة النصرة في مقام أويس القرني في الرقة». لكنه أشار لاحقاً إلى انسحاب مقاتلي «داعش» من الحيين مع تمركز مجموعاته على حاجز عند الطرف الغربي لحي المشلب. ودارت اشتباكات عنيفة في حي الفردوس وصولاً إلى شارعي المنصور وسيف الدولة في مدينة الرقة.
وبعدما سيطرت «النصرة» على مديرية المياه الأحد الماضي، جرت في اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة حولها شارك فيها مقاتلون من «النصرة» و «أحرار الشام» وكتائب تابعة لـ «الجيش الحر»، كان بينها «لواء ثوار الرقة» و «لواء المنتصر بالله»، مقابل عدم مشاركة «كتائب حذيفة بن اليمان» و «لواء أويس القرني» في المواجهات باعتبار أن مقاتليهما يحاصرون «الفرقة 17» التي لا تزال مع «اللواء 93» و «مطار الطبقة» تحت سيطرة القوات النظامية في الرقة.
وساد امس «هدوء حذر» في الرقة مع بدء عودة حياة طبيعية وظهور نداءات للأهالي بالتعرف إلى 70 جثة موجودة في المستشفيات، بعدما فرض «حظر تجول» بسبب المواجهات. لكن «داعش» سيطر على بلدة تل أبيض مع حصول مواجهات مع «الجبهة الإسلامية» على المعبر الحدودي مع تركيا
http://alhayat.com/Details/591766
وبدأ «جيش المجاهدين»، الذي تشكل قبل أسبوع من عدد من الفصائل، هجوماً على مقرات لـ «داعش» في الأتارب في شمال غربي حلب في الثالث من الشهر الجاري، بالتزامن مع استعجال «جبهة ثوار سورية»، التي تشكلت من 14 فصيلاً، هجومها على مناطق في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، سرعان ما انضمت «الجبهة الإسلامية» (تضم سبعة تنظيمات إسلامية منذ 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي) إلى هذه الانتفاضة المسلحة والمدنية ضد انتهاكات «داعش» في مناطق مختلفة.
وتقهقر بسرعة نفوذ التنظيم في جيوب جبل الزاوية، مثل كفرنبل ومعرشمشة والمغارة في ريف إدلب، إلى أن سقط أول من امس معقلها الرئيسي في بلدة الدانا أول من امس على ايدي مقاتلين من «الجبهة الإسلامية». وبث نشطاء فيديو أظهر مقاتلين من «الجبهة» في المحكمة الإسلامية وسجون «داعش» في الدانا بعد إطلاق سجناء منها.
وقال نشطاء امس إن «حالة حرب حقيقية» جرت بين مقاتلي «داعش» و «الجبهة الإسلامية» و «جبهة ثوار سورية» أمس في مدينة سراقب، التي تربط ريف إدلب بحلب وأحد طرق الإمداد بين الساحل والداخل. وأفادت «شبكة أخبار إدلب» أن الاشتباكات كانت «الأعنف، حيث تمركز مقاتلو التنظيم داخل المدينة مقابل محاصرة كتائب من جبهة ثوار سورية والجبهة الإسلامية أطرافها». وفجر مقاتلو التنظيم سيارتين مفخختين على الطريق العام، إحداها قرب آثار تل مرديخ (إيبلا) بالتزامن مع شن طيران النظام السوري غارات على أطراف المدينة والطريق الدولية بين الساحل والداخل.
وكانت المعارضة سيطرت على سراقب في تشرين الثاني العام 2012، وأسس نشطاء فيها مجموعات مدنية وثقافية سرعان ما هيمن عليها مقاتلو «داعش». وحاول مقاتلو الكتائب المناهضة للتنظيم استعادة السيطرة عليها بإرسال 200 مقاتل محملين بدبابات وعربات مدرعة.
وفي حلب المجاورة، انهار المقر الرئيسي لـ «داعش» في مستشفى العيون، حيث تحرر 300 سجين وقتل التنظيم 70 آخرين. وفيما سيطر مناهضو «داعش» بسهولة على الريف الغربي وقلب حلب، لا تزال المواجهات حادة في الريف الشمالي، حيث تقع بلدات حريتان وعندان وتل رفعت. وكان نشطاء تحدثوا عن خسارة «داعش» لمدينة الباب.
وفي حلب، سرعان ما بدأت «النصرة»، عبر الإدارة العامة للخدمات في ملء الفجوة التي تركها تراجع «داعش». وأصدر مدير الموارد البشرية في «النصرة» البيان رقم واحد، أعلنت فيه حاجتها إلى تعيين عدد كبير من الموظفين المختصين في الخدمات من حملة شهادات الاختصاص العلمية والخبرات المهنية في مجالات الإعلام والكهرباء والمياه والمخابز والنظافة. وبثت فيديوهات ترويجية لنشاطاتها الطبية والخدمية. وأفاد موقع «كلنا شركاء»، أن الإدارة تملك أكثر من 300 موظف للكهرباء و1500 عامل في قطاع النظافة وتوفِّر الطحين للأهالي والبذار للمزارعين وتشرف على أربعة مستشفيات، وأن «الضغط زاد على الإدارة العامة للخدمات التي تتبع لجبهة النصرة بعد توقف «الإدارة الإسلامية للخدمات» التي تتبع لداعش عن العمل».
وكان «داعش» أسس «الإدارة الإسلامية» للخدمات ثم سُلمت إلى «الإدارة العامة للخدمات» التابعة لـ «النصرة» التي يدير مسؤول من «لواء التوحيد» التابع لـ «الجبهة الإسلامية». وقال ناشط: «النصرة تشترط الخبرة وليس مبايعتها من قبل أي موظف جديد، بل إنها تقبل موظفين كانوا يعملون في النظام سابقاً. أما في حال القتال، فإنها تشترط البيعة».
وقال محللون إن «النصرة» تسعى إلى الإفادة من «أخطاء» ارتكبها تنظيم «داعش»، وذلك بتحسين علاقاتها مع المجتمعات المحلية وعدم التعجل في فرض سطوتها على حياة الأهالي. كما استغلت إطلاق السجناء لتحسين صورتها المناقضة لـ «داعش»، إضافة إلى أنها تسعى للاستحواذ على المقرات الخدمية مع أخذ مستودعات السلاح والتدريب التي كانت بحوزة «داعش». وأشار أحد النشطاء إلى أن «إدارة الخدمات» كانت موضع تنافس بين الفصائل، وأن «النصرة» منعت «الائتلاف الوطني السوري» المعارض من السيطرة عليها. وأعلنت «الهيئة الشرعية» المقربة من «النصرة» أمس، حملة ضد «المفسدين على الأرض»، وقالت في بيان إنها: «تمنع إقامة أي حاجز في المدينة الآن عن طريقها كجهة اختصاص».
لكن «النصرة» وفصائل أخرى تواصل الاهتمام بمعضلة تتعلق في الفترة الراهنة بمحطة توليد الطاقة في حلب، بعد أن قال مصدر إن «داعش» هدد بالانسحاب منها، ما يعني سيطرة قوات النظام عليها وجعل موضوع الطاقة في حلب بأيدي النظام. وأشار إلى أن هذا الأمر يستدعي «حذراً» من قبل الكتائب الإسلامية و «النصرة» في صراعها مع «داعش».
في المقابل، تدافع «داعش»، سواء بالقوة أو التسويات، عن معاقلها من الريف الشرقي لحلب وعمق نفوذها إلى الشرق وصولاً إلى حدود العراق. وعقدت أمس اتفاقاً مع «أحرار الشام» المنضوية تحت مظلة «الجبهة الإسلامية» في مدينة دير حافر في الطريق من حلب إلى الرقة. وبحسب نص الاتفاق، أبقى الطرفان على حواجزهما و «التنسيق» بين مقاتلي الطرفين و «التواصل المستمر في أي طارئ».
وكان «داعش» تراجع بسرعة في داخل مدينة الرقة التي كانت أول مدينة تخرج عن سيطرة النظام في آذار (مارس) العام الماضي. وأطلق عشرات المعتقلين من أحد مقراتها، لكن سرعان ما أعاد مقاتلو التنظيم الكرّة بالدفاع عن قصر المحافظة الذي يعتبر مقراً رئيسياً. وقال ناشط: «مبنى المحافظة ومحيطه بعمق كيلومترين تحت سيطرة كاملة لداعش». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن «مقاتلي الدولة الإسلامية سيطروا كاملاً على حي المشلب ومقر جبهة النصرة في مقام أويس القرني في الرقة». لكنه أشار لاحقاً إلى انسحاب مقاتلي «داعش» من الحيين مع تمركز مجموعاته على حاجز عند الطرف الغربي لحي المشلب. ودارت اشتباكات عنيفة في حي الفردوس وصولاً إلى شارعي المنصور وسيف الدولة في مدينة الرقة.
وبعدما سيطرت «النصرة» على مديرية المياه الأحد الماضي، جرت في اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة حولها شارك فيها مقاتلون من «النصرة» و «أحرار الشام» وكتائب تابعة لـ «الجيش الحر»، كان بينها «لواء ثوار الرقة» و «لواء المنتصر بالله»، مقابل عدم مشاركة «كتائب حذيفة بن اليمان» و «لواء أويس القرني» في المواجهات باعتبار أن مقاتليهما يحاصرون «الفرقة 17» التي لا تزال مع «اللواء 93» و «مطار الطبقة» تحت سيطرة القوات النظامية في الرقة.
وساد امس «هدوء حذر» في الرقة مع بدء عودة حياة طبيعية وظهور نداءات للأهالي بالتعرف إلى 70 جثة موجودة في المستشفيات، بعدما فرض «حظر تجول» بسبب المواجهات. لكن «داعش» سيطر على بلدة تل أبيض مع حصول مواجهات مع «الجبهة الإسلامية» على المعبر الحدودي مع تركيا
http://alhayat.com/Details/591766
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق