الثلاثاء، 7 يناير 2014

قيادي في «التنسيق» لـ«السفير»: ضغوط دولية علينا لمحاورة النظام

قيادي في «التنسيق» لـ«السفير»: ضغوط دولية علينا لمحاورة النظام

زياد حيدر
أعلن المتحدث باسم «هيئة التنسيق الوطنية» في سوريا منذر خدام أن الهيئة تعرّضت لضغوط ديبلوماسية للخضوع إلى مطلب فتح «قناة حوار» مع النظام السوري، وهو قرار ترفض الهيئة اتخاذه إلا في إطار «جنيف 2»، رغم مخاوفها من أن يصبح المؤتمر مجرد منصة لتحالف دولي ضد الإرهاب يقوده النظام الحالي.
وقال خدام، لـ«السفير»، إن جهات عدة، من بينها روسيا والهند، طلبت من الهيئة بشكل رسمي فتح قناة حوار مع الحكومة السورية قبل التوجّه نحو جنيف، وذلك في إطار التحضير للمؤتمر الدولي، الذي لا تزال حظوظ انعقاده متأرجحة.
وقامت النصيحة على «أسس تقنية» بغرض «استكشاف ما هي المسائل التي يمكن حلها بسهولة وتلك التي يمكن تأجيلها» على أن يتم ذلك بسرية، وخارج البلاد، علماً أن بعض تلك الدعوات يعود الى أيار العام الماضي.
وكان خدام تساءل على صفحته على «فايسبوك» إن كانت الهيئة أخطأت «برفضها أي تفاوض مع النظام خارج إطار مؤتمر جنيف 2؟»، مشيراً إلى أنها «ترفض التفاوض إلا من أجل ضمان مستقبل ديموقراطي حقيقي لسوريا»، ومكرراً السؤال إن كان «لاعتقال بعض قادة الهيئة وكوادرها علاقة بذلك؟» وذلك في إشارة إلى رموز عدة للهيئة اختفوا في أوقات سابقة، بينهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية عبد العزيز الخير وأمين سر الهيئة رجاء الناصر.
ورفض خدام، في اتصال مع «السفير»، «أيّ تفاوض مع النظام خارج إطار جنيف 2»، معتبراً أنه «باهظ التكاليف، وغير ذي جدوى، كما أن أحداً لا يستطيع أن يقدم ضمانات لتنفيذ ما يمكن الاتفاق عليه».
وزار نائب وزير خارجية الهند آشوك كينتا دمشق منذ أسبوعين، والتقى بممثلين عن الهيئة. ووفقاً لخدام كرر كينتا طلباً سبق أن سمعه أعضاء الهيئة من مسؤولين روس ايضاً بفتح «قناة حوار مع النظام»، وهو أمر تجده الهيئة قراراً صعباً في ظل الضغوط التي تشعر بها من قبل الهيئات المعارضة الأخرى، وفي ظل وجود رموز كبيرة من ممثليها معتقلين، وإن كانت الحكومة السورية تنفي اعتقالهم.
ورغم أن الهيئة تأسست في حزيران العام 2011، قبل أي تنظيم سياسي معارض نتج عن الأزمة السورية، إلا أنها كانت الأكثر تعرضاً للضغوط باعتبارها الوحيدة كتنظيم سياسي معارض داخل البلاد.
ونظرت الحكومة السورية للهيئة دوماً باعتبارها «معارضة وطنية» إلا أنها لم تمنحها علناً هذا اللقب، كما لم تخاطبها كـ«تنظيم» إلا في مناسبة نادرة قبل اللقاء التشاوري الذي جرى في تموز العام 2011. وهو لقاء يشير إليه خدام حين يتحدث عن إمكانية «الوصول إلى نتائج عبر التفاوض مع الحكومة»، مذكراً بأن كل «مقررات اللقاء التشاوري (والذي قاطعه ممثلون عن الهيئة أيضاً) لم تنفذ».
وظلت الهيئة على موقفها من «رفض الحوار» إلا في إطار مؤتمر عام برعاية دولية حتى الآن، ولكن من دون أن تخفي مخاوفها من أن يكون التحضير لمؤتمر جنيف يستهدف استراتيجية مختلفة عن تلك التي قام عليها كل «الحراك» السوري منذ ثلاثة أعوام.
ويشير خدام إلى زيارة قام بها القائم بأعمال السفارة المصرية في دمشق علاء عبد العزيز إلى مقر الهيئة، نصح خلالها مضيفيه بـ«إجراء تقييم للموقف، على اعتبار أن مؤتمر جنيف 2 سيركز على مكافحة الإرهاب، وهي معركة ستستمر لسنوات وسترعاها واشنطن وموسكو».
ويرى خدام أن هذا المسار هو المرجّح، مبدياً خيبته من المسار الذي أخذته هذه الأزمة، وصولاً إلى احتمال «انعقاد المؤتمر في سويسرا من دون وفد حقيقي للمعارضة». وهي مشكلة عميقة أخرى عانتها «هيئة التنسيق» من انسحاب قوى مثل جماعة «الإخوان المسلمين» و«إعلان دمشق» وبعض الأكراد من مفاوضات تشكيل هيئة التنسيق، في العام 2011 إلى تشكيل «المجلس الوطني» تحت ضغوط تركية، وصولاً إلى احتمال انهيار فرصة «تشكيل وفد معارض موحد»، كما تمّ الاتفاق عليه خلال اجتماع بين رئيس «هيئة التنسيق» حسن عبد العظيم ورئيس «الائتلاف الوطني» أحمد الجربا في القاهرة في كانون الأول الماضي. وكان الاتفاق أن تلتقي 40 شخصية في القاهرة في 10 كانون الثاني الحالي لإقرار أسماء الوفد واستراتيجيته، ولكن يبدو احتمال هذا صعباً الآن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق