ريف دمشق: هل تتوسع اتفاقيات التسوية؟

ريف دمشق: هل تتوسع اتفاقيات التسوية؟

صورة وزعتها البحرية الدنماركية امس لسفينة الدعم في مرفأ اللاذقية في 7 كانون الثاني الحالي خلال نقل المواد الكيميائية السورية (رويترز) طارق العبد على وقع المعارك في الشمال السوري تشهد دمشق وريفها سلسلة من اتفاقيات التسوية في مناطق ساخنة، بدأت في المعضمية وامتدت إلى برزة والزبداني، ما يرجح إمكانية وصولها إلى جنوب العاصمة، حيث يعتبر الوضع الإنساني في غاية التدهور، بينما تشهد مناطق أخرى تصعيداً عسكرياً لا ينبئ بأي احتمال للتهدئة. وتشير الأنباء الواردة من معضمية الشام إلى حالة هدوء تنعم بها المنطقة، بعد أكثر من سنة من العمليات العسكرية والحصار المطبق، حيث تمكنت أخيرا قوافل الإغاثة من الدخول، وبدأت تدريجياً عمليات ترميم المباني المتضررة من دون تسجيل عودة الأهالي بشكل واسع، وسبقتها عمليات تسليم للأسلحة الثقيلة وتسوية أوضاع عدد من المسلحين في المنطقة. وتشير مصادر ميدانية إلى ان جدلاً واسعاً احتدم قبيل بدء الهدنة، بين مصمم على مواصلة القتال وبين موافق على التهدئة لضمان مرور المساعدات وفك الحصار. غير ان الاستقرار النسبي الذي باتت تعيشه المنطقة لا ينسحب على طرفي البلدة، إذ تشهد داريا تصعيداً عسكرياً واسعاً، بحسب ما ذكره «المجلس المحلي»، في وقت تواصلت الاشتباكات بين المسلحين والقوات السورية على الجبهة الجنوبية ومحيط طريق دمشق ــ درعا، ما يشير إلى استبعاد أي اتفاق في الوقت الحالي، رغم أن مصادر في داخل داريا أوضحت في وقت سابق أن اتصالات قد تمت بالفعل مع فعاليات أهلية في دمشق لتحقيق تسوية مشابهة لما تم في المعضمية، من دون التوصل إلى نتائج ملموسة. وتقدر مصادر المعارضة عدد المدنيين في المنطقة بحوالي ستة آلاف شخص، وعدد المسلحين بألفي شخص ينتمون إلى «لواء شهداء الإسلام» وألوية وكتائب «الصحابة». ويستمر القصف أيضا على خان الشيح، التي تضم مخيماً للاجئين الفلسطينيين، من دون أي ملامح لتسوية مرتقبة. أما في برزة فقد شهد الأسبوع الماضي، بحسب مصدر ميداني، اتفاقاً تعزز مع دخول الجيش وتسليم حوالى 250 مقاتلاً من «الجيش الحر» أنفسهم للقوات السورية، وكذلك بدء إزالة الحواجز والمتاريس وزيارة محافظ دمشق أمس الأول. لكن النازحين لم يعودوا إلى برزة وذلك بانتظار عمليات إعادة البناء للحي الواقع شرقي العاصمة، ويجاور مواقع مهمة تتبع للدولة أبرزها مستشفى تشرين العسكري، كما يطل عليه جبل قاسيون وعدة ثكنات عسكرية . غير أن عقبة جديدة تلوح في الأفق على الجانب المعارض، وهي تمركز المسلحين في حي القابون المجاور. وأشار مصدر معارض إلى أن احتمال بدء عملية عسكرية في الحي لاقتحامه وحسم المعركة بات اقرب من أي وقت مضى بعد التهدئة التي حدثت في برزة، على اعتبار أن المنطقتين كتلة واحدة، وتعد السيطرة عليها بمثابة فتح الباب أمام تقدم في الغوطة الشرقية. ويعني هذا الأمر ايضا تصدي مقاتلي القابون وحدهم للقوات السورية أو انسحابهم الى الغوطة، ما يعني انتصاراً كبيراً للنظام. لكن ما الذي يمنع عقد هدنة مماثلة في القابون؟ يجيب المصدر أن «قرار المعارضة في القابون بات بيد جيش الإسلام أكثر من أي فصيل آخر، مع انضمام جيش المسلمين، احد ابرز الألوية في الحي إلى راية جيش الإسلام. يضاف إلى ذلك وجود جبهات مجاورة، مثل جوبر وحرستا وزملكا ومن خلفها الغوطة، ما يشكل ضغطاً إضافيا على المنطقة، ويصعب على المعارضة اتخاذ قرار سريع». الكارثة الإنسانية في جنوب دمشق ويشكل جنوب العاصمة احد أفظع الحالات الإنسانية في البلاد، مع فشل كل اتفاقات التهدئة، ومحاولات إيصال المساعدات الطبية والغذائية إلى مناطق مثل ببيلا ويلدا والحجر الأسود ومخيم اليرموك. وتشير مصادر المعارضة إلى «وفاة العشرات بسبب الجوع والجفاف أو تناول أطعمة فاسدة ومسمومة». وتقدر وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين عدد المقيمين داخل المخيم بنحو 20 ألف شخص، من دون أن تتمكن من تقديم أي دعم لهم، بسبب استمرار وجود الجماعات المسلحة التي دخلت المنطقة نهاية العام 2012، ومحاصرة القوات السورية له، ما أحبط جميع الجهود الإنسانية المبذولة. وتشير مصادر ميدانية إلى أن كل مساعي التهدئة كانت تفشل بسبب رفض الفصائل الاتفاق على تفاصيل الهدنة، وطرح شروط وصفت بالتعجيزية، وافتعال اشتباكات مع مرور أي قافلة للمساعدات لعرقلة دخولها. http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=2670&articleId=782&ChannelId=64693&Author=%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%AF#.UtJl89JdX3M