الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

بان كي مون يشرح خطة ابعثة الامم المتحدة لسورية للتخلص من الأسلحة الكيماوية

نيو يورك - أوجز الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليل الاثنين خطته لإنشاء بعثة الأسلحة الكيميائية المكونة من حوالي 100  من الأخصائيين الفنيين والإداريين وضباط الأمن لتدمير برنامج غازات الأعصاب في سوريا، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها الأمم المتحدة بتنفيذ هذه المهمة في خضم حرب أهلية.
وقال بان في رسالة من  10 صفحات موجهة  الى مجلس الامن الدولي أن الفريق المكون  من ضباط امن وسياسيين تابعين للأمم المتحدة  فضلا عن خبراء تقنيين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيقوم بانشاء منطقة تجمع في قبرص وسيحتفظ  فقط "ببصمة قدم خفيفة " في سوريا  . وسوف تكون مهمته تدمير البرنامج الكيميائي السوري  التي تضم  أكثر من 1،000 طن متري من الأسلحة الكيميائية، - بحلول 30 يونيو.
تم تصميم خطة الأمم المتحدة، التي ستتطلب موافقة مجلس الأمن، لتنفيذ الاتفاق بشأن الأسلحة الكيماوية السورية والذي تم بوساطة من الولايات المتحدة وروسيا والتي أقره المجلس والمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية . وقال بان أن الأمم المتحدة أرسلت فريق متقدم من 35 إلى دمشق لبدء تفكيك برنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا، ويستخدم الفريق "مشاعل تقطيع ومطاحن الزاوية لتدمير أو تعطيل" بعض "الرؤوس الحربية للقذائف والقنابل المحمولة جوا ومعدات الخلط والتعبئة" .
ولكن العملية سوف تحتاج إلى أن تسير بسرعة في الأسابيع المقبلة للتعامل مع هذه المهمة. وكتب بان انه سوف يعين مسؤولا كبيرا، أو "منسقا خاصا ،" لإدارة عمليات البعثة، بعد التشاور مع المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.وأضاف أن الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ستتحرك "بأسرع ما يمكن " لإبرام اتفاق وضعية القوات مع سوريا لتنظيم شروط عملهم في البلاد.
وفي رسالته أوضح بان تفاصيل التحديات الأمنية الهائلة التي واجهت الأمم المتحدة في سوريا. فقبل ساعات فقط من وصول الفريق المتقدم الي دمشق، سقط صاروخان من قذائف الهاون بالقرب من الفندق. حيث كتب بان : الظروف "خطيرة وغير مستقرة، ولا سيما في المناطق الحضرية مثل دمشق وحمص وحلب . وأصبحت المدفعية الثقيلة والغارات الجوية وقذائف المورتر والقصف العشوائي للمناطق المدنية أمرا شائعا وخطوط المعركة تتغير بسرعة".
وعبر مسؤولون في الامم المتحدة في احاديثهم الخاصة عن قلقهم   من تحديات تأمين التعاون السوري، مشيرين  أن البلاد قد تأخرت في منح  التأشيرات لموظفي الأمم المتحدة في وقت سابق  وامتنعوا عن استيراد معدات الاتصالات والمعدات الأمنية للبعثات الدولية السابقة. وقال بان أن سوريا "تعاونت بشكل كامل " حتي الان مع الفريق المتقدم. " ولكنه أضاف، "دون، التزام حقيقي ومتواصل من جانب السلطات السورية ستفشل البعثة المشتركة في أهدافها." هذا التعاون يتطلب توفير الوصول الفوري وغير المقيد للمواقع والافراد .
وفقا لخطة بان سيتم تنفيذ عمليات التفتيش على ثلاث مراحل، بدءا بإجراء تقييم للتصريحات السورية حول برنامجها للاسلحة الكيميائية والتفتيش الأولي لمنشات إنتاج الأسلحة الكيميائية في البلاد. في المرحلة الثانية، التي سيتم الانتهاء منها  بحلول 1 نوفمبر سيشرف  المفتشين على تدمير انتاج الأسلحة الكيميائية في سوريا ومعدات الخلط والتعبئة . وفي المرحلة الاخيرة  "، الأكثر صعوبة وتحديا "من المتوقع أن يقوم المفتشين  بدعم ومراقبة والتحقق من تدمير برنامج الأسلحة الكيميائية المعقدة التي تنطوي على مواقع متعددة في بلد غارقة في صراع عنيف.
وأقر بان بأن الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية  تفتقر إلى الوسائل لانجاز المهمة بمفردها وناشد الحكومات لتوفير " المساعدات المالية والمادية والتقنية والتنفيذية." وحث أيضا الدول التي لها تأثير على الأطراف المتحاربة علي حث المقاتلين علي "ضمان سلامة وأمن وبشكل حصري علي  الصفة الدولية للبعثة المشتركة وموظفيها".
وبينما رحب بان "بالخطوة التاريخية" للقضاء على الأسلحة الكيميائية في سوريا، قال انه يقر بأن الحملة تنطوي علي واحد من أكثر  برامج الأسلحة فتكا في العالم  ولن تنهي معاناة البلاد، حيث قتل أكثر من 100،000 شخص منذ عام 2011،أغلبهم قتلوا بالأسلحة التقليدية المستخدمة من قبل النظام بقيادة الرئيس بشار الأسد.
 و كتب : "إنني أدرك تماما أن تدمير برنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا وحدها لن يضع حدا للمعاناة المروعة التي يتعرض لها الشعب السوري. الطريقة الوحيدة لإعادة السلام إلى هذا البلد وشعبه هو عملية سياسية شاملة ،. لقد أكدت مرارا وتكرارا أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري لمشاكل سوريا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق