المسيحيون تحت التهديد في سوريا كما نفوذ المتطرفين الاسلاميين مكاسب
عندما حطم الإسلاميين المتطرفين الصليب ورفعوا راية سوداء فوق كنيسة في مدينة الرقة شمال سوريا الأسبوع الماضي، أكد عملهم هذا علي تنامي البيئة المعادية للمسيحيين في البلاد.
على الرغم من أن الاغلبية في سوريا من المسلمين السنة الا أنها واحدة من اكثر الدول تنوعا دينيا وعرقيا في الشرق الأوسط فهي موطن للمسيحيين والدروز، والعلويين والإسماعيليين وهم فرعين من فروع الشيعة .
بينما الجبهة الأساسية في الحرب بين السنة ضد الشيعة، يتعرض المسيحيين على نحو متزايد لهجوم شديد .فتصور أنهم يدعمون الحكومة - وهو أمر في كثير من الحالات حقيقي - جعل منهم منذ فترة طويلة هدفا للجماعات المتمردة. يقول المسيحيون الان أن الجماعات الاسلامية المتشددة مثل الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (ISIS)، التابعة لتنظيم القاعدة، تنوي طردهم من منازلهم.
قال نديم نصار وهو سوري من اللاذقية يشغل منصب مدير مؤسسة الوعي، وهي جمعية خيرية للحوار بين الاديان ومقرها في بريطانيا."، الطائفة المسيحية في سوريا عالقة بين نارين . نار النظام الفاسد حيث يتفق الجميع علي وجوب تغييره. وعلى الجانب الآخر، يوجد معارضة مجزأة ومتنوعة على الأرض لا يستطيعون السيطرة على القوى الجهادية القادمة من خارج البلاد ".
سوريا ليست المكان الوحيد في المنطقة الذي يتم فيه استهداف المسيحيين علي نطاق واسع . فقد هوجمت الكنائس القبطية في مصر، وشهدت باكستان الأسبوع أعنف تفجير لكنيسة في تاريخ البلاد. وخص المسلحين الذين هاجموا المركز التجاري في نيروبيالشهر الماضي هجومهم علي غير المسلمين.
وقد قادت سلسلة الاعتداءات البعض للتشكيك في مستقبل المسيحية في سوريا، حيث يشكل أتباعها نحو 10 في المئة من السكان، وعلي نطاق اوسع في منطقة الشرق الأوسط .
صور حكم عائلة الأسد في سوريا، التي تنتمي إلى الطائفة العلوية، نفسها على أنها حامية الأقليات في سوريا.وعلى الرغم من تعهد زعماء المعارضة السورية أن يوفروا للاقليات المساواة في سوريا الجديدة،الا أنهم علي ارض الواقع غير قادرين على السيطرة على العدد المتزايد من القوى الإسلامية المتشددة .
استنكر ائتلاف المعارضة السورية المدعومة من الغرب تدنيس الكنائس في الرقة، ووصفوا ذلك الفعل أنه أظهر "عدم الاحترام التام للاماكن المقدسة والتراث الديني والثقافي."
ولكن رفض الائتلاف المكون من 13 من فصائل المتمردين التي أعلنت عن التحالف الإسلامي الأسبوع الماضي أبرزت انعدام نفوز ائتلاف المعارضة السورية .
في الحرب السورية تم خطف الأساقفة وقتل الكهنة . عندما وصل القتال الشهر الماضي بلدة معلولا القديمة - حيث لا يزال السكان يتكلمون اللغة الآرامية، لغة السيد المسيح - تلقي المسيحيين في سوريا ضربة في الصميم .
وقد فر معظم السكان منذ اقتحم المتمردين البلدة الخلابة المتشبسة بالجبال في شمال غرب العاصمة دمشق.
وقال ابراهيم المسيحي السوري وهو صاحب متجر وانتقل الي لبنان المجاورة "معلولا مثل القدس بالنسبة للمسيحيين السوريين . عندما وصلت الحرب الي هناك ،شعر جميع المسيحيين في الشرق الأوسط. بالفجيعة "
وتبع القتال في معلولا صورا من الرقة، حيث قامت دولة سوريا والعراق الاسلامية بتدنيس الكنائس الأرمنية الكاثوليكية واليونانية الكاثوليكية ، وفقا لجماعات ناشطة. واعتدت تلك الجماعة الاسلامية المتطرفة أيضا الأضرحة والمساجد الشيعية .
ويري ابراهيم الذي فر إلى لبنان العام الماضي من بلدة رأس العين القريبة من الحدود التركيةأنه حين شاهد دولة سوريا والعراق ترفع الاعلام السوداء لتحلق فوق الكنيسة الأرمنية تأكد انه وعائلته لا مستقبل لهم في وطنهم.
وقال "يجري اقتلاع المسيحيين من جزورهم "، . ميليشيات جماعة دولة سوريا والعراق "فخورون بذلك. إنهم يستهدفون المسيحيين وينشرون ذلك علي الملأ . والنظام لا يستطيع حمايتنا. "
قال ابراهيم انه اجبر على ترك رأس العين بعد ان دخل المقاتلين الاسلاميين البلدة أواخر العام الماضي واستهدفوا منازل وشركات المسيحيين. ويضم مقر الإقامة المؤقت الجديد لهذا الرجل البالغ من العمر 61 عاما سبعة أعضاء من العائلته الكبيرة، وهو دير القديس جبرائيل في قرية جبلية في عجلتون حوالي 12 ميلا الى الشمال من بيروت.
يقول الكثيرين في الدير انهم يعلقون آمالهم على الحصول على تأشيرات الي اوروبا ،نظرا للشكوك التي تثاورهم أنه لن يأتي اليوم الذي تستطيع فيه سوريا توفير الأمن لأقلياتها، على الأقل في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.
وقال جون شمعون (42 عاما) ايضا من رأس العين ويعمل علي تنسيق مساعدات الدير للاجئين المسيحيين السوريين "المسيحيين لن يعودوا أبدا"
وقال نصار، مدير مؤسسة الحوار بين الأديان أن هذه هي المرة الأولى منذ قرون التي يستهدف فيها المسيحيين في سوريا بسبب عقيدتهم .
واضاف "اننا لم تستورد هناك. و المسيح لم يولد تحت بيغ بن أو في باريس . "هنا حيث يتم طردنا يوجد مهد المسيحية "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق