بحث عنهما لأيام، واستعان بالانتربول، حتى تأكد الوالد الصومالي الاصل النرويجي الجنسية من أن ابنتيه المفقودتين تجاهدان في سوريا، بعدما شوهدتا تتوجهان برفقة الثوار المتشددين إلى حلب.
بيروت: من أسوأ مخاوف والد لفتيات في سن المراهقة هو أن يتعرضن للأذى، أو ينغمسن في عالم المخدرات والحفلات الصاخبة. لكن هذا الوالد النرويجي يشعر بذعر من نوع آخر، لا يتخيله أحد، بعد أن هربت ابنتاه للمشاركة في الجهاد في حلب السورية. وما أن علم الأب بخطتهما حتى هرع إلى الحدود التركية السورية، آملًا في أن يعيدهما إلى منزلهما، لكن كان الأوان قد فات، إذ عبرت الفتاتان وهما في السادسة عشرة والتاسعة عشرة الحدود إلى البلاد التي مزقتها الحرب.
نحو حلب
أمضى الوالد المفجوع أيامًا على الحدود يسأل الجميع عن بنتيه، محاولًا بيأس أن يعرف أين اتجهتا عله يعيدهما معه، فأخبره نشطاء في بلدة اعزاز السورية القريبة من الحدود التركية، والتي يسيطر عليها فرع من تنظيم القاعدة، انهم رأوا شابتان مطابقتان لوصف بنتي الرجل قد صعدتا في سيارة وتوجهتا نحو حلب. حاول الوالد، الذي رفض الكشف عن هويته خوفًا من أية ردود فعل قاسية، التواصل مع الثوار والنشطاء في المدينة، وقال لأحدهم: "لقد عايشت الحرب في الصومال سبع سنوات، وأنا أعرف حالتك، وأشعر بك. لكن من فضلك، أنا أب مكسور القلب، فإذا رأيت بناتي أرجوك أن تخبرني".
في وقت سابق، أعلنت النرويج أنها طلبت من الانتربول البحث عن فتاتين نرويجيتين من أصل صومالي، توجهتا سرًا للالتحاق بالتنظيمات الإسلامية المسلحة في سوريا. وقالت الشرطة النرويجية إن العائلة التي أبلغت يوم الجمعة الماضي عن اختفاء الفتاتين قلقة جدًا بسبب دوافع الرحلة، وتخشى من أن تكونا قد تمكنتا من التوجه إلى سوريا".
تشددت أخيرًا
وأرسلت الفتاتان رسالة إلكترونية إلى مقربين منهما شرحتا فيها أسباب رحيلهما، مشيرتان إلى أن المسلمين الآن عرضة للهجوم من كل جانب، "ولا بد أن نفعل شيئًا، نريد مساعدة المسلمين والطريقة الوحيدة لمساعدتهم هي أن نكون معهم في أحزانهم وأفراحهم". وأضافت الفتاتان: "لم يعد يكفي البقاء في المنزل وإرسال المال، فقررنا الرحيل إلى سوريا للمساعدة هناك ببذل كل ما يمكن".
وقال الوالد لصحيفة تليغراف: "أنا من عائلة معتدلة، ليس لدينا أي تاريخ في التطرف، وابنتاي جميلتان جدًا، لكن استيقظت يومًا لأجدهما قد اختفتا". وقد اتضح للشرطة أن الفتاة البكر أصبحت أكثر تشددًا في الأشهر الأخيرة، وبدأت في ارتداء النقاب الأسود الكامل الذي يغطي كامل الوجه والجسد.
طهي وتنظيف وجنس
قال بعض النشطاء المحليين في سوريا انهم يخشون من أن تكون الفتاتين تواصلتا عبر الإنترنت مع بعض الجهاديين الاجانب الذين يقاتلون الآن في سوريا، وتم جذبهما إلى الجهاد. وقال أحمد، وهو أحد النشطاء المحليين: "حدث هذا الأمر من قبل، فالمقاتلون الأجانب الذين جاؤوا للقتال من أجل تنظيم القاعدة في سوريا يقنعون النساء بالانضمام اليهم لكنهم لا يسمحون للمرأة بالقتال على خط المواجهة ويفسرون الجهاد للنساء على أنه يعني الطهي والتنظيف، وأحيانًا ممارسة الجنس مع المقاتلين".
وقال الوالد إنه تمكن من التحدث مع ابنتيه مرة واحدة بعد وصولهما إلى سوريا، وحاول إقناعهما بالعودة، لكن الإجابة التي حصل عليها كانت: "إنس الأمر يا أبي، فقد فات الأوان". وبالرغم من ذلك، يقول الوالد إنه لن يستسلم، بل سيتوجه إلى سوريا للعثور عليهما وإعادتهما إلى بيتهما وعائلتهما.
- See more at: http://www.elaph.com/Web/news/2013/10/845124.html?entry=Syria#sthash.87iAWikK.dpuf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق