عمليا يعتبر رامي عبد الرحمن فريقا مكونا من شخص واحد, لكن نفوزه يمتد الي أبعد من منزله المتواضع في هذه المدينة المتواضعة في انجلترا .
هذا الرجل الأصلع البالغ من العمر 42 عاما ويرتدي نظارة طبية يدير المرصد السوري لحقوق الانسان في منزله الواقع في مدينة كوفينتري الكاتدرائية . وتشير تغطية وسائل الاعلام الاخيرة أن حصره لتعداد القتلي والاشتباكات من اكثر مصادر المعلومات الفردية عن الحرب الاهلية في سوريا التي تستشهد بها وكالات الانباء العالمية .
يقول جوشوا لانديس مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما :" انه موجود في كل مكان . وهو الشخص الذي نلجأ اليه للحصول علي الارقام .... ولا أعتقد أن هناك من يضاهيه " .
ويقول ابو عبد الرحمن الذي قال انه يكسب رزقه من محل لبيع الملابس أن المرصد يعتمد علي اربعة من النشطاء المجهولين في سوريا وشبكة أوسع من المراقبين في طول البلاد وعرضها لتوثيق والتحقق من الاشتباكات وامال القتل . ولكن عندما وجد المرصد نفسه بشكل متزايد في مركز الصحافة الغربية, ذكر البعض ان أرقامه ومصادره تحتاج الي بعض التدقيق .
يقول خصوم ابو عبد الرحمن أنه يتعاون بشكل وثيق مع قوات المعارضة التي تمولها دول الخليج العربي ويحرف الارقام ليبعد بؤرة الاهتمام عن جرائم الثوار . ويري اخرين أن ابو عبد الرحمن متحالف مع النظام السوري . ويتهمنونه أعطاء احداث العنف الطائفي حجما اكبر من حجمها لتشويه الذين يحاولون اسقاط الرئيس بشار الاسد .
ويري ابو عبد الرحمن في الادعاءين المتعارضين دليلاعلي انصافه . وقال في لقاء اجري معه مؤخرا :" انت تعلم عندما تهاجمك جميع الاطراف فأنت اذن تؤدي عملك علي أحسن وجه "
ومع ذلك يقول احد النقاد البارزين أن ما يحير العقل كيف لرجل يعيش في مدينة كوفنتري ويتمكن من تعداد وتصنيف القتلي في سوريا ساعة بساعة طوال ايام الاسبوع .
قال أسعد ابو خليل أستاذ سياسات الشرق الاوسط في جامعة ستانيسلوس بولاية كاليفورنيا :" هناك شيئ ما مريب يدور " .
التقت وكالة أنباء أسوشيتدبرس ابو عبد الرحمن أواخر هذا الشهر عند محطة قطار كوفنتري عندما كان يستعد للنوم اربع ساعات
كان ينوي الذهاب للنوم في العاشرة مساءا في الليلة الماضية لكن قتال الثوار في مدينة أعزاز علي الحدود التركية أجبرته علي البقاء حتي الثانية صباحا ليراقب التطورات . واستيقظ في السادسة صباحا ليسأل عن مستجدات الاحداث التي وقعت في المساء .
وقال رامي وهو يقود سيارته في شوارع المدينة حيث يتدلي مكيف هواء علي شكل حمامة من مراة الرؤية الخلفية : " هذا العمل ليس من الساعة التاسعة الي الساعة الخامسة " .
وحسب رواية عبد الرحمن هو يعمل كنوع من لوحة توزيع لحقوق الانسان حيث يتلقي المكالمات علي مدار الساعة من نشطاء في سوريا وصحفيين دوليين وموظفي حقوق الانسان . وقال انه في الايام المشحونة بالاخبار يتلقي 050 مكالمة يوميا .
ثارت الشكوك حول ابو عبد الرحمن منذ زمن طويل . هل هذا الرجل الذي فضل المنفي برغبته كما يقول عن نفسه فعلا ؟ من يقف وراء تنظيمه ؟ وهل هو دقيق لدرجة تبرر اعتماد العالم علي أخباره ؟
دافع ابو عبد الرحمن واسمه الحقيقي أسامة سليمان - الذي كان يتحول من الحديث بالانجليزية الي العربية وغالبا ما كان يتحدث من خلال مترجم - عن قراره باستخدام اسم مستعار علي أنه تقليدا عربيا أن يحمل لقبا ما .
وقال انه تلقي اوالا من منظمة اوربية لحقوق الانسان لكنه رفض ذكر اسمها . وبعد الحاح شديد قال انه كان يتلقي أقل من 100 الف يورو سنويا منذ 2012 دعما للعمل الذي يؤديه .
وقال : " نحن في حالة حرب ومن الصعب أن تكون شفافا تماما " .
ولد ابو عبد الرحمن في مدينة بانياس السورية ويقول أنه عائلته تعرضت للتضييق من الحكومة مما دفعه الي الاهتمام بنشاط حقوق الانسان . وغادر الي بريطانيا في عام 2000 وانتقل الي كوفنتيري التي تقع علي بعد 100 ميل شمال غرب لندن حيث يساعده دخله من بيع الملابس علي الانفاق عليه وعلي زوجته وطفلهم الصغير .
وأطلق المرصد السوري لحقوق الانسان الخاص به في شهر مايو 2006 قائلا أن النشطاء الذين قابلهم في سوريا شكلوا نواة المجموعة .
وقال ابو عبد الرحمن وهو يعد الكلمات علي أصابعه أن أسلوبه في العمل تمثل في الاتي : " وثق - تحقق - انشر "
وقد قام بتجربة هذه الطريقة في سوريا حيث يتهم كل طرف الطرف الاخر بتزييف المعلومات وقال ابو عبد الرحمن أن عمله يشبه السباحة في " بحر من الاكازيب "
ويتفاخر ابو عبد الرحمن أن لديه 230 مخبر مختلف علي الارض يتراوحون بين صحفيين سوريين يسربون له أخبارا نقلا عن موظفين في المستشفيات العسكرية الذين يذودوه بمعلومات حول الاصابات في صفوف الجيش . ويقول انه ملتزم بالمعايير الذهبية للصحافة التي تتمثل في عدم قبول الاخبار الا بعد التحقق منها من مصادر اخري .
وادعي أنه لم يخطئ ابدا ويقول انه يعتقد أنه قام مرتين فقط بالمبالغة في تقدير عدد الضحايا . وأخطاء اخري شائعة مثل الخلط بين هجوم بسيارة مفخخة وقصف بقذائف الهاون ولكنه يصر أنه في كل حالة من الحالات يقوم بتصحيح الاخطاء .
وقال " نحن بشر ومعرضين لارتكاب الاخطاء . ولكننا لا نتعمد تكرارها "
دقة الاخبار التي ينقلها ابو عبد الرحمن تشكل اهمية خاصة نظرا لان كثير من وكالات الانباء تستخدم الاخبار التي ينقلها . وأظهرت عملية مراجعة أجريت العام الماضي للاخبار التي تنشرها ثلاث وكالات انباء رئيسية ومنها الاستوشيتدبرس أنه تم النقل عنه أكثر من وكالة الانباء السورية الحكومية (سانا) .
ويعزو الخبراء ذلك الي نشر عبد الرحمن بلا توقف للاخبار والحظر المفروض علي المراقبين من دخول سوريا وتعرض اخرين لخطر للخطف او ما هو أسوأ . وهذا يعني أن علي الصحفيين وجماعات حقوق الانسان وحتي الامم المتحدة - التي قدرت حصيلة القتلي لأكثر من 100000 قتيل في شهر يوليو - أن تعتمد ولو جزئيا علي أرقامه .
هذ ا المستوي من الشهرة دفع أزعج المشككين في المرصد التابع له .
وقال نديم شحادة : " لنفترض حسن النوايا النوايا ولنفترض أنه صادق ومؤهل وكل شيئ . انه يعتمد علي كم كبير جدا من المصادر التي يصعب عليه التحقق منها . "
تتمثل مشكلة التحقق مما يحدث في سوريا في أن الوصول للمناطق المعنية لا يتاح للكثيرين , كما قالت الباحثة في حقوق الانسان سيلينا ناصر التي تعاونت مع عبد الرحمن في تجميع ارقام المصابين خلال عمليات القتل الجماعي .
وتصف ناصر التي تعمل في منظمة العفو الدولية عبد الرحمن أنه حريص و " في العادة مدقق "
وأيدت لاما فقيه التي تعمل في منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها نيويورك رأيها الي حد كبير
فقالت " اخباره متماسكة الي حد كبير "
وقالت ناصر انه من الاهمية بمكان ان نأخذ في الاعتبار أن يعمل الجميع - من عبد الرحمن ال الصحفيين الذين يتابعون أرقامه - في ظل نفس الظروف .
وقالت " هناك دائما شيئا ناقصا وهو أن نتابع علي الارض "
http://abcnews.go.com/International/wireStory/england-man-feeds-western-media-syria-20625491?singlePage=true
هذا الرجل الأصلع البالغ من العمر 42 عاما ويرتدي نظارة طبية يدير المرصد السوري لحقوق الانسان في منزله الواقع في مدينة كوفينتري الكاتدرائية . وتشير تغطية وسائل الاعلام الاخيرة أن حصره لتعداد القتلي والاشتباكات من اكثر مصادر المعلومات الفردية عن الحرب الاهلية في سوريا التي تستشهد بها وكالات الانباء العالمية .
يقول جوشوا لانديس مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما :" انه موجود في كل مكان . وهو الشخص الذي نلجأ اليه للحصول علي الارقام .... ولا أعتقد أن هناك من يضاهيه " .
ويقول ابو عبد الرحمن الذي قال انه يكسب رزقه من محل لبيع الملابس أن المرصد يعتمد علي اربعة من النشطاء المجهولين في سوريا وشبكة أوسع من المراقبين في طول البلاد وعرضها لتوثيق والتحقق من الاشتباكات وامال القتل . ولكن عندما وجد المرصد نفسه بشكل متزايد في مركز الصحافة الغربية, ذكر البعض ان أرقامه ومصادره تحتاج الي بعض التدقيق .
يقول خصوم ابو عبد الرحمن أنه يتعاون بشكل وثيق مع قوات المعارضة التي تمولها دول الخليج العربي ويحرف الارقام ليبعد بؤرة الاهتمام عن جرائم الثوار . ويري اخرين أن ابو عبد الرحمن متحالف مع النظام السوري . ويتهمنونه أعطاء احداث العنف الطائفي حجما اكبر من حجمها لتشويه الذين يحاولون اسقاط الرئيس بشار الاسد .
ويري ابو عبد الرحمن في الادعاءين المتعارضين دليلاعلي انصافه . وقال في لقاء اجري معه مؤخرا :" انت تعلم عندما تهاجمك جميع الاطراف فأنت اذن تؤدي عملك علي أحسن وجه "
ومع ذلك يقول احد النقاد البارزين أن ما يحير العقل كيف لرجل يعيش في مدينة كوفنتري ويتمكن من تعداد وتصنيف القتلي في سوريا ساعة بساعة طوال ايام الاسبوع .
قال أسعد ابو خليل أستاذ سياسات الشرق الاوسط في جامعة ستانيسلوس بولاية كاليفورنيا :" هناك شيئ ما مريب يدور " .
التقت وكالة أنباء أسوشيتدبرس ابو عبد الرحمن أواخر هذا الشهر عند محطة قطار كوفنتري عندما كان يستعد للنوم اربع ساعات
كان ينوي الذهاب للنوم في العاشرة مساءا في الليلة الماضية لكن قتال الثوار في مدينة أعزاز علي الحدود التركية أجبرته علي البقاء حتي الثانية صباحا ليراقب التطورات . واستيقظ في السادسة صباحا ليسأل عن مستجدات الاحداث التي وقعت في المساء .
وقال رامي وهو يقود سيارته في شوارع المدينة حيث يتدلي مكيف هواء علي شكل حمامة من مراة الرؤية الخلفية : " هذا العمل ليس من الساعة التاسعة الي الساعة الخامسة " .
وحسب رواية عبد الرحمن هو يعمل كنوع من لوحة توزيع لحقوق الانسان حيث يتلقي المكالمات علي مدار الساعة من نشطاء في سوريا وصحفيين دوليين وموظفي حقوق الانسان . وقال انه في الايام المشحونة بالاخبار يتلقي 050 مكالمة يوميا .
ثارت الشكوك حول ابو عبد الرحمن منذ زمن طويل . هل هذا الرجل الذي فضل المنفي برغبته كما يقول عن نفسه فعلا ؟ من يقف وراء تنظيمه ؟ وهل هو دقيق لدرجة تبرر اعتماد العالم علي أخباره ؟
دافع ابو عبد الرحمن واسمه الحقيقي أسامة سليمان - الذي كان يتحول من الحديث بالانجليزية الي العربية وغالبا ما كان يتحدث من خلال مترجم - عن قراره باستخدام اسم مستعار علي أنه تقليدا عربيا أن يحمل لقبا ما .
وقال انه تلقي اوالا من منظمة اوربية لحقوق الانسان لكنه رفض ذكر اسمها . وبعد الحاح شديد قال انه كان يتلقي أقل من 100 الف يورو سنويا منذ 2012 دعما للعمل الذي يؤديه .
وقال : " نحن في حالة حرب ومن الصعب أن تكون شفافا تماما " .
ولد ابو عبد الرحمن في مدينة بانياس السورية ويقول أنه عائلته تعرضت للتضييق من الحكومة مما دفعه الي الاهتمام بنشاط حقوق الانسان . وغادر الي بريطانيا في عام 2000 وانتقل الي كوفنتيري التي تقع علي بعد 100 ميل شمال غرب لندن حيث يساعده دخله من بيع الملابس علي الانفاق عليه وعلي زوجته وطفلهم الصغير .
وأطلق المرصد السوري لحقوق الانسان الخاص به في شهر مايو 2006 قائلا أن النشطاء الذين قابلهم في سوريا شكلوا نواة المجموعة .
وقال ابو عبد الرحمن وهو يعد الكلمات علي أصابعه أن أسلوبه في العمل تمثل في الاتي : " وثق - تحقق - انشر "
وقد قام بتجربة هذه الطريقة في سوريا حيث يتهم كل طرف الطرف الاخر بتزييف المعلومات وقال ابو عبد الرحمن أن عمله يشبه السباحة في " بحر من الاكازيب "
ويتفاخر ابو عبد الرحمن أن لديه 230 مخبر مختلف علي الارض يتراوحون بين صحفيين سوريين يسربون له أخبارا نقلا عن موظفين في المستشفيات العسكرية الذين يذودوه بمعلومات حول الاصابات في صفوف الجيش . ويقول انه ملتزم بالمعايير الذهبية للصحافة التي تتمثل في عدم قبول الاخبار الا بعد التحقق منها من مصادر اخري .
وادعي أنه لم يخطئ ابدا ويقول انه يعتقد أنه قام مرتين فقط بالمبالغة في تقدير عدد الضحايا . وأخطاء اخري شائعة مثل الخلط بين هجوم بسيارة مفخخة وقصف بقذائف الهاون ولكنه يصر أنه في كل حالة من الحالات يقوم بتصحيح الاخطاء .
وقال " نحن بشر ومعرضين لارتكاب الاخطاء . ولكننا لا نتعمد تكرارها "
دقة الاخبار التي ينقلها ابو عبد الرحمن تشكل اهمية خاصة نظرا لان كثير من وكالات الانباء تستخدم الاخبار التي ينقلها . وأظهرت عملية مراجعة أجريت العام الماضي للاخبار التي تنشرها ثلاث وكالات انباء رئيسية ومنها الاستوشيتدبرس أنه تم النقل عنه أكثر من وكالة الانباء السورية الحكومية (سانا) .
ويعزو الخبراء ذلك الي نشر عبد الرحمن بلا توقف للاخبار والحظر المفروض علي المراقبين من دخول سوريا وتعرض اخرين لخطر للخطف او ما هو أسوأ . وهذا يعني أن علي الصحفيين وجماعات حقوق الانسان وحتي الامم المتحدة - التي قدرت حصيلة القتلي لأكثر من 100000 قتيل في شهر يوليو - أن تعتمد ولو جزئيا علي أرقامه .
هذ ا المستوي من الشهرة دفع أزعج المشككين في المرصد التابع له .
وقال نديم شحادة : " لنفترض حسن النوايا النوايا ولنفترض أنه صادق ومؤهل وكل شيئ . انه يعتمد علي كم كبير جدا من المصادر التي يصعب عليه التحقق منها . "
تتمثل مشكلة التحقق مما يحدث في سوريا في أن الوصول للمناطق المعنية لا يتاح للكثيرين , كما قالت الباحثة في حقوق الانسان سيلينا ناصر التي تعاونت مع عبد الرحمن في تجميع ارقام المصابين خلال عمليات القتل الجماعي .
وتصف ناصر التي تعمل في منظمة العفو الدولية عبد الرحمن أنه حريص و " في العادة مدقق "
وأيدت لاما فقيه التي تعمل في منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها نيويورك رأيها الي حد كبير
فقالت " اخباره متماسكة الي حد كبير "
وقالت ناصر انه من الاهمية بمكان ان نأخذ في الاعتبار أن يعمل الجميع - من عبد الرحمن ال الصحفيين الذين يتابعون أرقامه - في ظل نفس الظروف .
وقالت " هناك دائما شيئا ناقصا وهو أن نتابع علي الارض "
http://abcnews.go.com/International/wireStory/england-man-feeds-western-media-syria-20625491?singlePage=true
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق