الأحد، 13 أكتوبر 2013

تزايد الشرخ بين المتمردين الاسلاميين والائتلاف الوطني السوري



بواسطة: إدوارد دارك نشر يوم 30 سبتمبر .



حلب ، سوريا - كانت هناك مؤشرات الصدع الوشيك بين الائتلاف الوطني السوري وجماعات المتمردين الرئيسية على الأرض،معظمها  ميليشيات من الاسلاميين المعتدلين مثل لواء التوحيد، واحرار الشام السلفي  التين يعتقد أن الخليج يمولهما ، وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة  .



يمكننا أن نرى الشقاق قادم ، ولا ينبغي أن يفاجأ لأحد عندما يحدث أخيرا. في الواقع، كانت فصائل المتمردين تهدد مرارا بنزع الشرعية عن التحالف معللين ذلك  بمختلف المظالم مثل علاقاته الوثيقة مع الغرب وافتقاره لتقديم المساعدة إلى كل من المقاتلين والمدنيين في الداخل، وعجزه عن تأمين أي دعم ملموس للثورة.


نتيجة لذلك قد يبدو هذا وكأنه صراع ايديولوجي بين الإسلاميين والعلمانيين، حيث يصف الائتلاف  الشرخ  بأنه   "انفصال"، ولكن القاء  نظرة فاحصة ستكشف خلاف ذلك. رغم القيام بتوسيع التحالف من المجلس الوطني السوري السابق الذي كانت تهيمن عليه جماعة الإخوان المسلمين ، فإنه لا يزال يضم  وحدات اسلامية كبيرة. و الغريب أن لواء التوحيد، وهي واحدة من الجماعات المتمردة الرئيسية التي تبرأت حاليا من التحالف، لديه علاقات عمل وثيقة مع الإخوان ويشترك معها في ايديولوجيتها الاسلامية المعتدلة.


وقد تكون دعوة الائتلاف  إلى دولة مدنية ديمقراطية ومطالب المتمردين الاسلاميين باقامة دولة تطبق  الشريعة الإسلامية ذر  للرماد في العيون. والارجح هو أن هذه المسألة هي صراع بسيط على السلطة . وقد أثار الخطوات الاخيرة التي قام بها التحالف بتعيين أحمد صالح توما كرئيس لحكومة المعارضة  التي كان سيتعين عليها البدأ في إدارة مناطق سوريا خارج سيطرة النظام  ، اثارة حفيظة  المتمردين   .


كانوا يخشون علي الأراضي التي استولوا عليها بشق الانفس، والتي ضحوا  بالكثير من الدماء والمال لكسبها ، ولن يتركوها  للبيروقراطيين الذين لم يسبق لهم اطلاق رصاصة واحدة. في الواقع، يتجلي ذلك في صياغة البيان  الذي اصدره المتمردين وعلي  وجه التحديد ذكر حكومة توما ورفضهم الاعتراف بها. ولا يخفي علي أحد داخل سوريا ان المتمردين لا يثقون كثيرا في الائتلاف، ولن يسمحوا له أبدا بالحكم . وكونهم  لا يحظون بشعبية مع الناس العاديين يعني أن تأثيرهم في الداخل ضعيف .


الدولة الاسلامية للعراق والشام تتقدم 
الصراع على السلطة بين المتمردين شائع جدا، سواء علي مساحات صغيرة من الأراضي أو الغنائم. لكن في الآونة الأخيرة تحولت المناوشات الصغيرة إلى مواجهات واسعة النطاق مع الدولة الإسلامية في العراق و الشام  التابعة لتنظيم القاعدة ويشتبكون في معركة من أجل السيطرة مع  الجماعات المتمردة الأكثر انتشارا. فبعد تعزيز قوتها في الرقة وعدة بلدات في إدلب والحسكة، تحركت بسرعة واستولت علي مدينة عزاز من كتيبة عاصفة الشمال  التي كان يرأسها سابقا ابراهيم  الدديخي . وقد تصدرت عناوين الصحف بعد ان  خطفت  حافلة مليئة بأنصار حزب الله في طريق عودتهم إلى لبنان من الحج في وقت مبكر من العام الماضي؛ولا يزال العديد من أنصار حزب الله في الأسر.


كان ذريعة  الدولة الإسلامية في العراق و الشام ان المتمردين  يتحالفون مع المخابرات الأمريكية والألمانية، والتقوا  السيناتور الامريكي جون ماكين،من الحزب  الجمهوري في ولاية اريزونا. وكان هذا عذرا ضعيفا،نظرا لأن  الدولة الإسلامية في العراق و الشام قد أعلنت بالفعل عن نواياها في سوريا. فهي تريد اقامة دولتها الاسلامية، وتحتاج لغزو اكبر قدر من الأرض . وستثبت الفصائل المتمردة الأصغر أنها لا قبل لها  بمقاتليهم الشرسين والمنضبطين، ولا سيما بالنظر الي أن العديد من الميليشيات المتمردة الأصغر أقل اهتماما بالقتال وأكثر اهتماما بالنهب.


لقد أثار استيلاء  الدولة الإسلامية في العراق و الشام علي عزاز بسرعة وسهولة من المتمردين الذين كانوا قد طردوا وهم من هزموا قوات النظام الفزع في كل مكان  ن. وأظهرت المعركة أن  الدولة الإسلامية في العراق و الشام أقوى مما كان يعتقد أي شخص  أو يجرؤ على الاعتراف علنا. حاول لواء التوحيد التوسط لوقف إطلاق النار، ولكن الوقف لم يصمد كثيرا. ووفقا لتقارير محلية، الدولة الإسلامية في العراق و الشام تتقدم الآن  في ريف حلب، واستولت على مدن صغيرة ومنها  مدن استراتيجية مثل الأتارب، الذي تهدد معبر باب  الهوا علي الحدود مع تركيا، بعد أن تم إغلاق معبر السلام عندما سقطت عزاز .


استقبال مختلط
الناس هنا لديهم مشاعر مختلطة ومتناقضة حول  الدولة الإسلامية في العراق و الشام. فتفسيرهم المتشدد للاسلام وميلهم لفرض الشريعة كما تراها بالقوة جعل العديد من الناس يشعرون بالقلق ويتعارض مع التقاليد الاجتماعية، حتى في المناطق المحافظة.


لقد كان هناك عدد من  الاحتجاجات ضدهم  في المناطق التي يسيطرون عليها، وعادة ما كانت تتعامل مع المتظاهرين بقسوة، وغالبا ما تطلق عليها النيران او يقبض علي المشاركين فيها . وغني عن القول الاقليات يشعرون بالزعر  منهم، فالمعروف عنهم أنهم في بعض الأحيان يقومون باعدام المسلمين من غير السنة بدون محاكمات ، ويعتبرونهم من  الكفار. أحد الاصدقاء من النشطاء  من مدينة  مصياف، وهي بلدة مختلطة تضم العلويين والإسماعيليين،  لن يتمكن من العبور الي شرق حلب التي يسيطر عليها  المتمردون . فيسعى الى هوية مزورة،يوضع فيها  مكان الميلاد حلب. وقال "، إذا رأوا هويتي الحقيقية ربما يقتلوني" .

لديهم أيضا عداء للصحفيين ووفقا لما أوردتاه من قبل  ،تعرض نشطاء المعارضة المدنية  في كثير من الأحيان للمضايقات أو الاعتقال وتوجيه التهم بارتكاب جريمة "الدعوة لدولة علمانية." اعتقلوا مؤخرا اثنين من المراسلين في مدينة الأتارب يعملوا لحساب قناة فضائية معروفة تابعة  للمعارضة اسمها أورينت ،وصرحوا انهم سيبادلونه بصاحب المحطة، رجل الأعمال السوري غسان عبود الموجود في المنفى، بعد بث القناة برامج تهاجم الدولة الاسلامية في العراق والشام  .
ولكن بم يكن كل استقبال الدولة الاسلامية في العراق والشام استقبالا سلبيا. بينما عرف عنها تدابيرها القاسية، لم يسرق المتشددون الذين يشبهون  طالبان ولم ينهبوا الممتلكات الخاصة، على عكس الجماعات المتمردة الأخرى. كما أنها تحافظ على القانون والنظام في ظل انتشار الجريمة والفوضى في المناطق المحررة، ولو بطريقة صارمة للغاية وعنيفة. كما أنها توفر المساعدات والخدمات الأساسية مجانا، مما اكتسبهم الكثير من الدعم في المناطق الأشد فقرا وحرمانا .


أبو نايف هو قائد مجموعة من المقاتلين الدولة الاسلامية للعراق والشام مقرها في مدينة حلب القديمة في حي عرليق القديم خارج القلعة.  مواطنه حلب في منطقة جديدة ، أمضى سنوات في سجن صيدنايا  سيئ السمعة علي يد النظام .


ووقعت اشتباكات متكررة بين أبو نايف ورجاله وجماعات متمردة أخرى لأنه رفض السماح لهم بسرقة المكاتب والمحلات التجارية والمستودعات في أجزاء من المدينة القديمة تحت سيطرته. ذهب أبعد من ذلك فأزال الخزائن من الشركات وختم عليهم بالشمع وكتب عليها اسم المالك وعنوانه الذي نقل منه ليتمكن من إعادتها في وقت لاحق. وقال أيضا أنه يجعل رجاله ينظمون امدادات الخبز للسكان هناك، وفي كثير من الأحيان يوزعه مجانا. وينسقون الخدمات العامة الأساسية مثل إزالة القمامة، وصيانة الطرق وخطوط الكهرباء مع قادة المجتمع المحلي. كل ما في استطاعتي قوله أن شعب تلك المنطقة سعداء جدا مع أبو نايف وكتيبة الدولة الاسلامية للعراق والشام، بغض النظر عن عقيدتهم.



إدوارد دارك هو اسم مستعار لمواطن سوري يقيم حاليا في مدينة حلب.


Read more: http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2013/09/isis-syria-rebels-fsa-azaz-aleppo.html#ixzz2hdEsc16H

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق