الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

من هم البريطانيين المجاهدين في سوريا ؟







حذرت وزارة الداخلية والمخابرات البريطانية m15  من المجاهدين من سكان بريطانيا الذين يقاتلون في سوريا . ولكن من هؤلاء الذين ذهبوا للقتال في حرب تخص بلد اخر ؟ وكيف وصلوا الي هناك وما هي اهدافهم بعيدة المدي وهل يشكلون خطرا علي بريطانيا ؟

تقول المخابرات البريطانية أن هناك ما يقدر باكثر من 200 بريطاني يقاتلون في سوريا . ويشكلون مع الاوربيين الاخرين حوالي 10 % من اجمالي من الاجانب في قوات المعارضة ويأتي اغلبهم من السعودية وليبيا وتونس .

وعلمت ال بي بي سي أن هناك جماعة من عشرين شابا من المملكة المتحدة يقاتلون القوات الحليفة لنظام بشار الاسد بالقرب من مدينة عتمة علي الحدود التركية .

قال احدهم ويطلق علي نفسه اسم ابو مهاجر أنه تربي تربية جيدة : " تربيت في منطقة جميلة الي حد ما ولي عائلة محترمة ومترابطة ومتعلمة تعليم جيد . كا افراد عائلتي خريجي جامعات . واعتبرها عائلة من الطبقة المتوسطة . عائلتي تعرف مكاني وماذا افعل وهم ككل اب وام يشعرون بالقلق علي  ابنهم . وسأكذب عليك لو قلت ان الوضع ليس بخطير هنا ولا احد يريد أن يدفن ابناءه . "

قامت ال بي بي سي بتوجيه عددا من الاسئلة للمجاهدين علي جبهة القتال من خلال صحفي مسلم موجود في سوريا . لا يرغبون في الحديث الينا مباشرة من خلال التليفون او ال سكايب بسبب القلق علي سلامتهم وامنهم ولا يوجد لدينا وسيلة للتحقق من هويتهم .

ابو مهاجر لم يعطينا تفاصيل كثيرة عن خلفيته لكنه شرح اسباب وجوده هناك : " هناك اسباب عدة جعلتني اترك حياتي وأجيئ الي هنا . اولها اسباب دينية - فواجب المسلم ان يدافع عن دم وارض المسلمين اذا تم الاعتداء عليها . ثانيا اسباب انسانية - فبجانب القتال اقوم باعمال المساعدة . " .

ويقول شيراز ماهر من مركز دراسة التطرف في كلية King's College London  بلندن أن سوريا اصبحت مصدر جزب للشباب المسلم المتشوق الي الجهاد والدفاع عن الاسلام  من كل انحاء العالم . 

ويقول " في الوقت الحالي تبدو سوريا مهيمنة علي عقلية الجهادي الدولي فهي الموقع الرئيسي في العالم الذي يتوجهون اليه ويجاهدون فيه " . 


ويقول السيد ماهر : " من الاشياء المثير للاهتمام التي شهدناها اصدار جماعات جهادية اخري مثل القاعدة في المغرب الاسلامي والشباب في الصومال بيانا جاء فيه " استمعوا الينا ولا تنسونا فنحن ايضا بحاجة الي مقاتلين اجانب فلا تذهبوا جميعا الي سوريا " 


ويقول ان مصادر مخابراتية ابلغته أن معظم المجاهدين البريطانيين اعمارهم في العشرينيات ودرسوا في الجامعة واصولهم باكستانية بريطانية . 

وعلمت ال بي بي سي ان عشرين من الجالية السودانية والعديد من السوريين المقيمين في المملكة المتحدة ذهبوا للقتال في سوريا 

واكثر ما يشغل المسؤلين في بريطانيا هو اعداد المجاهدين الذين يقاتلون مع جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة . 

يقول ريتشارد باريت ضابط المخابرات السابق والذي كان يعمل مؤخرا لصالح الامم المتحدة في شؤن مكافحة الارهاب أن من المرجح ان يكون غالبيتهم منضمين لجماعات مرتبطة بالقاعدة . " الكثير من الجماعات تشعر بالقلق من المقاتلين الاجانب لانهم يرون انه سيصعب السيطرة عليهم فانجزب الكثير من المقاتلين الاجانب الي الجناح المتطرف ويلقون التشجيع من عناصر القاعدة ويرغبونهم في الانضمام اليهم . " . 

ونظر لرخص الرحلة من تركيا يأتي المجاهدين الي سوريا ويعبرون الحدود وهذه العملية بالنسبة لهم ارخص من الذهاب الي افغانستان او الصومال . 

وبينما يذهب البعض علي نفقته الخاصة قيل لل بي بي سي أن هناك شبكات منظمة لتجنيد الشباب للذهاب الي هناك 

يقول صلاح البندر مدير مؤسسة السودانيين في المنفي والحركة الاسلامية  Sudanese Diaspora and Islamism Project أن المتطرفين يجندون الشباب من خلال غرف الصلاة الملحقة بالمساجد ثم يرتبون سفرهم الي هناك . 

ويقول " هؤلاء الاولاد ليس لديهم امكانيات للحصول علي تذكرة السفر . يوجد نوع من طريق السكة الحديد بين المدن البريطانية والغربية ونقاط ربط في الاردن ولبنان وتركيا لادخال هؤلاء الافراد الي سوريا للانضمام الي تنظيمات بعينها . " . 

لكن ابو مهاجر يقول ان قرار السفر الي سوريا كان قراره وحده : " لا يوجد عملية تجنيد للحضور الي هنا . انه قرار فردي قمت باتخاذه " 

" عند وصولي وجدت من يحملون نفس افكاري وقد جئت الي هنا بنفس الطريقة . واهدافهم هي نفس اهدافي لذلك كانوا اكثر من انجزبت اليهم لنقاتل معا " 

وصفت وزيرة الداخلية تيريزا مي Theresa May سوريا بقاعدة لتدريب جيل جديد من الارهابيين البريطانيين ويقول رئيس المخابرات البريطاية أن الالاف من المتطرفين الاسلاميين يرون بريطانيا هدفا مشروعا لهجماتهم . 

لكن جهادي بريطاني اخر اطلق علي نفسه اسم ابو اسلام يقول أنه لا يوجد ما يستدعي قلق بريطانيا . " بالنسبة لي شخصيا انا ولدت وتربيت في بريطانيا وهي وطني ولو اردت ان افعل شيئا في بريطانيا لما جئت الي سوريا ولو اردت ان افعل شيئا لفعلته بالفعل في الوقت الحالي لكنني موجود هنا " 

وينكر ابو مهاجر ايضا انهم سيشكلون خطرا : " تلك سريالية أن اعود الي بريطانيا واجاهد هناك . انا اتفهم قلقهم لكنك لا تستطيع ان ترسم كل شخص بنفس الفرشاة . اما بخصوص الجهاد الدولي فانا لا اعلم ان كنت سأعيش غدا ناهيك عن الخطط المستقبلية " . 

وصفت لجنة الامن والاستخبارات في تقريرها المقدم للبرلمان تورط المواطنين البريطانيين في سوريا بانه يشكل تهديدا جسيما تمتد لاعوام قادمة لكن رئيس اللجنة مالكوم ريفكينز  Sir Malcolm Rifkind قال ليس كل من سيعودون سيصبحوا متطرفين . 

وقال : " سيكون هناك بعض منهم من ذهب الي هناك لاسباب تتعلق بمشاعرهم القوية تجاه سوريا والكثير لن يشعر بنفس الاراء المتطرفة فيما يتعلق بالبلدان الاخري ومنها بريطانيا . ولكن علينا ان نتحسب أن يوجد بين هذا العدد الاجمالي بعض ممن سيسعون الي استخدام تجربتهم التي اكتسبوها في سوريا للقيام بمزيد من الاعمال الارهابية في تلك البلدان . يجب ان نضع ذلك في الحسبان " . 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق