الأحد، 6 ديسمبر 2015

الاشتباكات بين المقاتلين السوريين تشكل تحديا لتركيا والولايات المتحدة





الاشتباكات بين المقاتلين السوريين تشكل تحديا لتركيا والولايات المتحدة



 المجموعات التي تلقت دعما من الولايات المتحدة أو حلفائها صوبوا بنادقهم الي بعضهم البعض في الزاوية الشمالية من سوريا، مما يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجه عملية حشد قوات على الأرض ضد الدولة الإسلامية.

وبينما كانوا يخوضون في القتال فيما بينهم قبل أن يتوصلوا إلى وقف إطلاق النار الهش يوم الخميس، كانت الدولة الإسلامية في الوقت نفسه تقترب من بلدة عزاز التي كانت النقطة المحورية للاشتباكات قرب الحدود مع تركيا.

فمن جانب هناك مقاتلين هم جزء من التحالف الجديد الذي تدعمه الولايات المتحدة ويضم الميليشيات الكردية القوية، والتي أرسلت لها واشنطن مؤخرا مساعدات عسكرية لمحاربة الدولة الإسلامية.

ويضم خصومهم في التصعيد ثوار ينظر إليهم على نطاق واسع أنهم مدعومين من تركيا وتلقوا ايضا دعما من برنامج المساعدات الذي تدعمه الولايات المتحدة.

ورغم وقف اطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد أسبوع على الأقل من القتال الذي يبدو أن لا أحد من الطرفين قد حقق فيه مكاسب كبيرة، لا تزال الثقة منخفضة: كل جانب يلقي باللوم على الآخر في بدء القتال، ويقولون انه المتوقع أن يتعرضوا للهجوم مرة أخرى.  وذكرت احدي الجماعات التي تراقب الاوضاع هناك أنه لا يزال هناك بعض اطلاق النار.

من المرجح أن يزيد التقاتل قلق تركيا بشأن تزايد نفوذ الأكراد بالقرب من حدودها .

كما أنه يشكل تحديا جديدا لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة والتي تحاول، بعد أكثر من عام من قصف الدولة الإسلامية في سوريا، جذب  الجماعات السورية للقتال على الارض لكنها وجدت أن العديد منهم لديهم قواسم مشتركة أقل كثيرا من العدو المشترك .

عزاز تتحكم في الوصول إلى مدينة حلب من الحدود القريبة مع تركيا. كما انها تقع أيضا في منطقة تسيطر عليها الدولة الإسلامية، التي تقدمت داخل المدينة الى مسافة 10 كم (ستة أميال) يوم الثلاثاء، واخذت قرية أخرى مجاورة في وقت لاحق من هذا الاسبوع.

كان القتال قد اندلع بين فصائل الجيش السوري الحر، بدعم من تركيا والتي تعرف باسم جبهة الشام، وبين وحدات حماية الشعب الكردية وجيش الثوار - وكلاهما جزء من تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه واشنطن.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي مجموعة مقرها بريطانيا تراقب الصراع في سوريا، أن جبهة الشام كان يدعمها في القتال جماعة أحرار الشام الاسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الثوار تلقوا "دعما جديدا يأتي باستمرار" من تركيا، حليفة الولايات المتحدة في الحرب ضد الدولة الإسلامية.

وقال " من الغريب أن الجماعات التركية ضد الجماعات الامريكية".

وبالرغم من أن وحدات حماية الشعب الكردي كانت الشريك الأكثر فعالية على أرض الواقع بالنسبة للولايات المتحدة في الحرب ضد الدولة الإسلامية، إلا أن تركيا لا تريد أن ترى اتساع نظاق نفوذها، حتى لو كانت جماعة تقاتل الدولة الإسلامية.

كانت هناك محادثات بين الولايات المتحدة وتركيا منذ شهور عن جهود مشتركة لطرد الدولة الإسلامية من الجزء المتبقي من الحدود، ولكن لم يكن هناك أي مؤشر على حدوث  تقدم.

ريبة منذ فترة طويلة

كانت الاشتباكات في قرى بين مدينة عزاز ذات الغالبية العربية وبلدة عفرين ذات الأغلبية الكردية في جنوب غرب سوريا . وقتل بضعة عشرات بينهم 13 مدنيا، وتبدلت سيطرة الفصائل علي مساحات صغيرة من الأراضي .

اتهم الثوار القوات الكردية وحلفائهم بمحاولة التقدم. لكن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية قال ان الجماعات الاسلامية بدأوا بالهجوم بحجة ان جماعته واجهة للأكراد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المسلحون في مدينة حلب قصفوا المنطقة التي يسكنها الأكراد، وأطلقت حماية الشعب الكردي النار من هناك علي طريق إمداد الثوار الذي يؤدي من حلب إلى عزاز وتركيا.

وما أثار هذا الصراع هو ريبة الثوار منذ فترة طويلة في أجندة الأكراد.

وقال أحد قادة الثوار من المطلعين على الوضع "جبهة الشام وآخرين مختلفين علي  من عليه أن يسيطر على منطقة عزاز، ولهذا وقع هذا القتال بينهم وبين جيش الثوار ووحدات حماية الشعب الكردي". وأضاف "هذا صراع بين جيش الثوار والأكراد وبين فصائل الجيش الحر".

وقال قائد جبهة الشام أبو أحمد الجزراوي أنه يأمل في أن يصمد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه يوم الخميس . ولكن " لو حاولت الوحدات الكردية وحلفائها مرة أخرى مداهمة مناطقنا لن نتردد في مهاجمتهم مرة أخرى" .

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية أن معظم القتال على جانبها قامت به قوات غير كردية، على الرغم من تعزيز مقاتلي الوحدات الكردية لعفرين منذ وقت قريب.

وقال مقاتل من جبهة الشام لرويترز إن القتال بدأ عندما استولت وحدات حماية الشعب الكردية وجيش الثوار علي ثلاث قرى في منطقة عزاز. وقال "لقد قطعوا طريق الإمداد الرئيسي لنا"، . واضاف "ثم نجحنا في طرد هذه القوات".

ويقول الثوار أن  الغارات الجوية الروسية في سوريا التي في معظمها ضربات ضد الجماعات التي تقاتل الرئيس بشار الأسد والتي لا تستهدف الاكراد  شجعت الوحدات الكردية التي أشاد الرئيس فلاديمير بوتين قتالها للدولة الإسلامية .

ويتهم خصوم الرئيس بشار الاسد الأكراد السوريين، الذين أسسوا حكومتهم في المناطق التي يسيطرون عليها في شمال سوريا بالتعاون معه خلال الصراع المستمر منذ اربع سنوات ونصف- وهو الاتهام الذي نفاه الاكراد.

واتهم المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية أحرار الشام وجبهة النصرة باشعال المعارك التي قال إنها بدأت بأعمال عدائية ضد مواقع جيش الثواربحجة أنها واجهة للأكراد.

وقال طلال علي سيلو، المتحدث باسم جيش الثوار، وهو تركماني وعضو في جيش الثوار :  " أحرار الشام وجبهة الشام تسير وراء جبهة النصرة" . وقال ان الوحدات الكردية شاركت الي جانبهم في القتال .

وقال سيلو انه لا يثق في أن تحافظ تلك الجماعات على السلام.

وقال "في رأيي الشخصي، لن يلتزموا" بوقف إطلاق النار.

وأفاد المرصد أنه حتى بعد التوقيع كان هناك اطلاق للنار في المنطقة، وقالت احدي الجماعات الثورية التي شاركت في القتال أنها لم يكن طرفا في الهدنة.


الاستراتيجية الأميركية الجديدة

يضم تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي كشف النقاب عنه يوم 12 أكتوبر وحدات الدفاع الشعبي الكردية وعرب وجماعات  تمثل القوميات الأخرى. وقامت الولايات المتحدة فور تشكيلها بعملية اسقاط جوي لذخيرة لأعضاء التحالف للضغط على الحرب ضد الدولة الإسلامية في شمال وشرق سوريا، في مراجعة شاملة لسياسة الولايات المتحدة بعد أن تخلت عن برنامج لتدريب وتجهيز الثوار لقتال داعش.

الوحدات الكردية هي أقوى عنصر في قوات التحالف، بعد تطهيرها مساحات شاسعة من شرق سوريا بمساعدة الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام.

الأكراد السوريين يسيطرون بالفعل علي مساحة  400 كم (250 ميل) تمتد علي الحدود السورية التركية. وتخشي تركيا أن يستهدفوا ربط تلك الاراضي مع عفرين عن طريق الاستيلاء على أراضي في شمال حلب. وتقاتل أنقرة تمردا من مقاتلي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد ذات الاغلبية الكردية.

ويسيطر علي الاراضي الحدودية على الجانب السوري حاليا مزيج من الثوار والدولة الإسلامية، وكانت هذه المنطقة هي المنطقة التي كانت تركيا والولايات المتحدة تسعيان لوضع خطط فيها لسحق داعش.

وقال وزير الخارجية الامريكية جون كيري يوم 17 نوفمبر ان الولايات المتحدة ستبدأ عملية مع تركيا لإنهاء تأمين الحدود السورية الشمالية - في إشارة واضحة إلى المنطقة الواقعة شمال حلب.

وقال المرصد السوري أن الثوار في مدينة حلب قصفوا حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردية ، وفتح الاكراد من هناك النار على الطريق الرئيسي الذي يمتد من شمال المدينة نحو عزاز.

وقال عبد الرحمن أن عدد القتلى في جميع المواجهات غير معروف ، لكن 15 على الاقل من مقاتلي الثوار وثمانية على الجانب الكردي ماتوا قبل أيام قليلة، وكذلك العديد من المدنيين في الشيخ مقصود.

http://www.reuters.com/article/2015/12/06/us-mideast-crisis-syria-turkey-battle-idUSKBN0TP0I220151206#iq5k9VlREbQSdq1b.97

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق