حان وقت مؤتمرات المعارضة السورية. فجأة بدأت ثلاثة اجتماعات متنافسة، كل منها يدعي تمثيل المعارضة للرئيس بشار الأسد. واحد عقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية في حين عقد
الاثنين الأخرين داخل سوريا - الأول في الرميلان، وهي بلدة في شمال شرق
البلاد يسيطر عليها الأكراد، والثاني في العاصمة السورية دمشق، تحت
أعين جهاز الأمن السوري اليقظة.
هذا الاندفاع لعقد الاجتماعات السياسية هو نتيجة مباشرة لاتفاق أبرم في
فيينا في 14 نوفمبر عندما أصدرت
مجموعة من الدول تطلق على نفسها المجموعة الدولية لدعم سوريا بيانا مشتركا بطرح رؤيتهم لكيفية حل الصراع في سوريا. وضمت المجموعة كل اللاعبين الرئيسيين في سوريا، مثل الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية وتركيا وقطر. ودعا
بيانهم إلى إجراء مفاوضات بين الأسد والمعارضة في أسرع وقت ممكن، حيث الموعد
المستهدف هو 1 يناير . وكان هذا الوقت المبكر للغاية علي ما يبدو بتأييد من الولايات
المتحدة ويهدف الى اكتساب المزيد من الزخم وإضافة نوع من الاستعجال لهذه
العملية.
قد تكون فكرة جيدة وربما لا تكون جيدة، لكن ضيق وقت التحضير أضاف مجموعة من المشاكل. حكومة الأسد لديها جهاز للمفاوضات لديه خبرة جيدة.
وقد إعتمد علي نفس الأفراد في كل المفاوضات، ومنهم
المجموعة الأساسية المؤلفة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم، نائب وزير
الخارجية فيصل مقداد، الدبلوماسي المخضرم أحمد عرنوس، وعدد قليل من
الآخرين. ويعملون تحت الإشراف المباشر من الأسد نفسه، وبينما لا يمكن توجيه اتهام للحكومة بالمرونة أو الدبلوماسية الخلاقة، إلا أنها تتمتع بميزة دبلوماسية كبيرة كونها
منضبطة ولديها رسالة
ولا يمكن أن يقال نفس الشيئ عن المعارضة التي تتكون من فصائل فوضوية ومنقسمة.ولم تتمكن أبدا من تشكيل فريق من المفاوضين يمثل حتى شريحة رقيقة من الثوار على أرض الواقع. عندما عقدت الجولة الأخيرة من المفاوضات في يناير وفبراير 2014، فيما يسمى محادثات جنيف الثانية، كان وفد المعارضة يلقي تأييدا محدودا للغاية من الثوار المسلحين على الارض ولم يكن أيا منهم موجودا في الوفد المفاوض.
وكلما اجتمعت المعارضة في الخارج، كنا نري الدبلوماسيين الأجانب يملأون ردهات الفنادق، في محاولة يائسة لتوجيه جميع عملائهم السوريين في نفس
الاتجاه.
هذا هو سبب دعوة الحكومة السعودية، بتحريض من الأميركيين وغيرهم، الي عقد اجتماع كبير لفصائل المعارضة السورية.
يعتزم مؤتمر الرياض التوصل الى خارطة طريق للمفاوضين وأيضا، إن أمكن ، انتخاب فريق دبلوماسي من شأنه أن يمثل كل المجموعات المشاركة في
المحادثات القادمة مع حكومة الأسد.
وبعبارة أخرى، هناك أمور كثيرة على المحك. الأمريكيون يعجلون في العملية، فهم حريصون على عدم إضاعة هذه الفرصة لاستمرار المحادثات . وقد أعرب وزيرة الخارجية الامريكية جون كيري بالفعل عن رغبته
في عقد اجتماع متابعة من الحكومات المتورطة في الحرب السورية في نيويورك
في 18 ديسمبر على الرغم من أنه أشار إلى أنه يجب أن ننتظر أولا نتائج مؤتمر
الرياض و" مسائل أخرى قليلة."
الكرملين أقل إفتتانا بما يحدث في الرياض.الروس كان لهم دورا في اختيار المندوبين في المؤتمر السعودي، لكنهم اعترضوا على الفور تقريبا علي تصريح كيري. وقال سفير روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين يوم الأربعاء
أنه من السابق لأوانه عقد اجتماع في 18 ديسمبر في نيويورك مشيرا
إلى أن: "في رأينا، إذا تم عقد الاجتماع في المستقبل القريب، ينبغي أن يعقد في فيينا من أجل مواصلة هذه العملية بغرض الابتعاد عن الجو
المحموم في نيويورك".
أما بالنسبة للحليف الرئيسي الآخر للأسد، إيران، لعلها أقل سعادة من مؤتمر الرياض، حيث قالت انه يتعارض مع روح فيينا.
هذا الاعتراض من الصعب أن يؤخذ على محمل الجد فلا يوجد في بيان
فيينا ما يمنع المعارضة ومؤيديها من محاولة تشكيل وفد مناسب قبل
المحادثات. بل على العكس من ذلك، يمكن القول أنه أمر ضروري إذا كان سيكتب للمحادثات النجاح. لكن الإيرانيين غير راضين عن رؤية غريمتهم السعودية تأخذ مركز الصدارة وبشكل عام هي حريصة علي اضعاف المعارضة. واستخدام الصون العالي وخلق جلبة في وسائل الإعلام هو وسيلة رخيصة للقيام بذلك.
مؤتمر الرياض
إجمع حتي الان حوالي 100 مندوب في فندق إنتركونتيننتال في الرياض. وكان يتم الاعداد لهذا المؤتمر منذ سنة تقريبا، ولكن تأجل مرارا وتكرارا حتى جاءت اجتماعات فيينا فدبت فيه الحياة فجأة وصولا الي عملية السلام. وقبل أشهر إستضاف الروس والأوروبيين الغربيين والمصريين وغيرهم مؤتمرات خاصة بهم، من أجل إطلاق جماعات المعارضة المفضلة لديهم على طريق محادثات السلام في المستقبل. لكن هذا المؤتمر هو الأهم. وأسماه المعارض السوري الذي يعيش في الخارج الخطيب بدلة "أول محاولة واسعة وجدية لتوحيد المعارضة السورية".
إذا كان الأمر كذلك، فقد حان الوقت. في مقابلة لنوح بوسني، الخبير في الشؤون السورية في مجموعة الأزمات الدولية،
اليوم مع موقع سوريا في أزمة، قال ان "التوصل إلى حل سياسي في سوريا سيتطلب نوعا من تحالف للمعارضة
قادر على التفاوض بمصداقية وتنفيذ ما يتفق عليه وحماية هذا الاتفاق من الجهاديين المفسدين المحتملين". وأوضح أن" المعارضة تفتقر حاليا مثل هذه القدرة، ويرجع ذلك من ناحية الي أن هيئاتها السياسية الحالية لا تعكس أوزان الجماعات
المسلحة على الأرض، ومصداقيتهم محدودة لدي قاعدة الثوار. من الناحية المثالية، سيؤدي مؤتمر الرياض الي التقدم خطوة هامة للأمام سعيا نحو معالجة هذا القصور ".
ولكن المؤتمر مهدد أيضا بخطر الفشل . فكثيرون في المعارضة بدأوا يشعرون أن صبر الغرب من الصراع آخذ في النفاد، وربما تكون عملية فيينا فرصتهم الأخيرة لإحداث فرق. كما قال أديب الشيشكلي، وهو أحد المشاركين في المؤتمر، لصحيفة سعودية: "المشاركون يعرفون أن هذا المؤتمر سيكون حاسما وأنه قد يكون المؤتمر الأخير للمعارضة."
ضيوف فندق انتركونتيننتال
تعكس الجماعات المجتمعة في فندق انتركونتيننتال رغبة منظمي المؤتمر.
ففي حين قام السعوديين بتنظيم الاجتماع، يلقي المؤتمر أيضا تأييدا من بقية دول أصدقاء سوريا، ومنهم الولايات المتحدة وقطر وتركيا والإمارات
العربية المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وغيرهم بالتأكيد .وسمح لروسيا باقتراح الوفود المشاركة في المؤتمر، رغم تحالفها الوثيق مع بشار الأسد- ليس لأنهم ينظرون لموسكو بصفتها حليفا للمعارضة السورية، بل لاعطاء الروس حصة في نتائج مؤتمر الرياض و والحرص علي أن يظلوا مشاركين في بقية العملية.
اختيار من سيحضر لم يكن بالأمر السهل.فنظرا لنفوذ تركيا تم استبعاد الجماعة الكردية الرئيسية في سوريا
( سنتناول ذلك أكثر لاحقا)، ولكن معظم الجماعات المفضلة لدي الغرب والخليج وتركية كانت حاضرة،
فضلا عن عدد قليل من المعارضين الذين تدعمهم روسيا (ويمكن الاطلاع علي أسماء المندوبين
في نهاية هذا النص).
بدأت قائمة المدعوين بحوالي 65 وانتهت بأكثر من 100. وقد تم توسيعها
خطوة بخطوة لاسترضاء الفصائل التي تهدد بالمقاطعة وأدلت بتصريحات غاضبة أن جماعاتهم العميلة المفضلة ممثلة تمثيلا سيئا للغاية. كان هناك أيضا مسألة ضمان التمثيل العادل للأقليات العرقية والدينية في سوريا في المعارضة العربية السنية على خلاف ذلك بشدة. ويبدو أن هذا قد نجح فحضر عدد كبير نسبيا من العلويين والمسيحيين والدروز . ومن الجماعات الممثلة تمثيلا ناقصا الي حد متطرف هي المرأة السورية . وأما وقد حدث، فلا يبدو أن هذا يزعج المعارضة أو النظام أو رعاة المؤتمر الأجانب.
ومن الأسباب الرئيسية لتضخم عدد المشاركين خلاف أثير داخل الائتلاف الوطني، وهو تحالف في الخارج تدعمه حكومات ائتلاف أصدقاء سوريا . في الفترة التي سبقت المؤتمر، بدأت الفصائل المتناحرة اتهام بعضها البعض بمحاولة حشد وفد الجماعة إلى الرياض مع مؤيديهم. و للحد من التوترات والتوفيق بين التناقضات ومنع المقاطعة، وجد المنظمون أنفسهم مضطرين لإضافة المزيد والمزيد من الأسماء.
وكان عدد أعضاء الائتلاف الوطني في البداية بلغ 20 أو 21، ووصل عددهم في النهاية حوالي 40، على الرغم من أن بعضهم تلقوا دعوة رسمية بصفتهم "مستقلين".
واستلزم هذا بدوره إضافة المزيد من المندوبين من كتل المعارضة الأخرى،
مثل هيئة التنسيق الوطنية وحركة بناء الدولة السورية، واثنين من المجموعات الصغيرة من الإصلاحيين العلمانيين التي تتواجد جزئيا داخل سوريا. وهم يعارضون الكفاح المسلح والعديد من أفرادها ينظرون بعين العطف الي التدخل الروسي. وبالتالي يعتبرهم أعضاء المعارضة الآخرين أداة لحكومة الأسد. وأنفقت روسيا الكثير من الوقت لمغازلة هيئة التنسيق الوطنية
وهؤلاء المنشقين دعو إلى الرياض بإلحاح من موسكو، على
الرغم من أن العديد من حكومات ائتلاف أصدقاء سوريا يرغبون أيضا في حضروهم.
المجموعات المسلحة: قليلة، ولكن هامة
على النقيض من ذلك، كان تمثيل فصائل المعارضة الأهم تمثيلا سيئا للغاية.
ويتكون الائتلاف الوطني من السوريين في الخارج في حين أن هيئة التنسيق الوطنية أصغر من أن تحدث فرقا وقادتها تحت إبهام الأسد على أي حال. على أرض الواقع في سوريا، الجماعات المسلحة التي تقاتل الأسد هي الوحيدة التي يعول عليها حقا في نتائج الصراع. ففي الرياض ولأول مرة كانت بعض من أكبر الجماعات التي تقاتل في سوريا موجودة. وهذه خطوة كبيرة إلى الأمام وتختلف عن الأيام التي رفضت فيها الجماعات المسلحة أي فكرة عن عملية سلام تقودها الأمم المتحدة.
قبل عامين أثناء التحضير لمحادثات جنيف عام 2014 هاجمت معظم الجماعات المتمردة الرائدة في سوريا الائتلاف الوطني، وقالت أن المفاوضات مؤامرة ضد الثورة، وانها بدلا من ذلك ستفرض الشريعة بالوسائل العسكرية . حتى بعد أن بدأت محادثات جنيف، لم يتقدم أحد منهم لتقديم الدعم لهم، على الرغم من أن البعض خففت من لهجتها العدائية. لكن أمور كثيرة حدثت منذ ذلك الحين، وجاءت هذه الجماعات نفسها إلى الرياض للجلوس جنبا إلى جنب مع الائتلاف الوطني لوضع خارطة طريق للمفاوضات مع الأسد. وتضم هذه الجماعات جماعات اسلامية تتلقي تمويلا من تركيا وقطر مثل أحرار الشام، وفيلق الشام المدعومة من الإخوان المسلمين، وإسلاميين مرتبطين بالسعودية مثل جيش الإسلام وجبهة الأصالة والتنمية. وهناك أيضا ممثلين عن عدة فصائل من الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب ، منها جماعات مقرها تركيا وأعضاء في ائتلاف فضفاض يعرف باسم الجبهة الجنوبية يعمل انطلاقا من الأردن.
وصول المعارضة السورية لهذا المستوى من تمثيل الثوار خطوة هامة جدا إلى الأمام. ولو وافق الثوارعلى اتفاق وقف اطلاق النار المتفق عليه مع الأسد سيصبح علي الأقل هناك فرصة لتنفيذه على أرض الواقع. و إذا أرادوا غير ذلك فسيكون حبرا على ورق.
ومع ذلك، لا يوجد عدا 15 مندوبا لتمثيل الجماعات المسلحة في الرياض، رغم أن بعض المندوبين التابعين للائتلاف الوطني هم في الواقع مرتبطين أيضا ارتباطا وثيقا بالفصائل المسلحة (مثل هيثم رحمة، الذي يدير كيانا لدعم الثوار بدعم من الإخوان المسلمين ). وكان من المفترض أن تكون نسبة الجماعات المسلحة أعلى من ذلك بكثير، أقرب إلى ربع المندوبين، ولكن كما تم إضافة المزيد من الأسماء لاسترضاء المعارضين في الخارج المتشاجرين فانخفضت نسبة الثوار لتصل إلى ما هي عليه الآن.
وحذر نوح بوسني الباحث في مجموعة الأزمات الدولية من أن النسبة المنخفضة للثوار المسلحين قد تسبب مشكلة. فإذا لم يشعرون بأنهم ممثلين تمثيلا كافيا، سيجدون صعوبة في ترويج أي قرارات يتم التوصل اليها في الرياض لأتباعهم في سوريا، الذين هم أيضا يتعرضون لضغوط من الجهاديين المتطرفين. وقال بوسني "إدراج الفصائل المسلحة الرائدة التي تتبني المشاركة السياسية - ومنهم أحرار الشام وجيش الإسلام - خطوة إيجابية"، وأضاف. "ولكن أن تحصل الفصائل المسلحة علي 15 مقعد فق من أكثر من 100 مقعد في المؤتمر قد يخفض الحوافز بالنسبة لهم لاستثمار مصداقيتهم" فيما يتم التوصل اليه من نتائج .
والواقع أن أحد أكثر الجماعات المسلحة المدعوة تطرفا، جماعة أحرار الشام المفضلة لدي القطريين والاتراك ، إشتكت على الفور من نقص تمثيل الثوار. و بدا أن الإسلاميين بشعروا بالاستياء بشكل خاص من دعوة المعارضين المقربين من روسيا، وقالوا أن بعضهم "أقرب إلى تمثيل النظام منهم الي تمثيل الشعب والثورة".
وحيث أن الكثير من المجموعات في الرياض تمولها حكومات أجنبية، كان بإمكان الدول الراعية التي تتولي الأعمال التحضيرية تمهيد العلاقات بين الفصائل المتناحرة. ولكن سنري الي أي حد وصلوا في هذا المضمار. وقال بوسني أن اجتماع الرياض "تم علي عجلة من أجل مواكبة الجدول الزمني المتفق عليه في فيينا، وليس لدي أنصار الدولة في المعارضة المعارضة ولا مكوناتهم الرئيسية أي رؤية واضحة بشأن كيفية حل الاختلالات في المعادلة داخل المعارضة ."
مؤتمر روميلان
نظم المؤتمر الثاني ردا على مؤتمر الرياض، وعقد في كردستان سوريا.
وقد تم إعداده من قبل جماعة كردية تهيمن علي هذه المنطقة، وهي فرع من حزب
العمال الكردستاني. على الرغم من تخفيها في سوريا تحت اختصارات متنوعه مثل: PYD، YPG، YPJ، TEV-DEM، وهلم جرا.
وكانت أحدث إضافة إلى هذه القائمة الطويلة والمتزايدة من حروف الاختصارات هي SDF ويقصد بها قوات سوريا الديمقراطية،.
وهي تعد اليوم عميل للبنتاغون المفضل في سوريا، وتلقت شحنات من الذخيرة الأمريكية
من أجل مهاجمة الدولة الإسلامية على طول الجبهة الطويلة في
شمال شرق البلاد.
ولكن من الناحية السياسية يعتبر حزب العمال الكردستاني الذي يشكل جوهر قوات سوريا الديمقراطية أقرب بكثير إلى موسكو منه الي واشنطن.
الأكراد في حالة حرب مع معظم التيارات الرئيسية للمعارضة العربية، فضلا عن
الجهاديين المتشددين، وجميعهم يري حزب العمال الكردستاني والجماعات التابعة
له في سوريا حلفاء لروسيا والأسد.
ففي حين أن الأميركيين لديهم اختلافات كبيرة مع الأكراد، لما يفعلونه مع أحرار الشام وغيرها من الفصائل الثورية العربية، إلا أنهم يدركون أهمية ضم الأكراد في اي محادثات سلام. ولكن الأتراك لا يدركون ذلك. كانت الحكومة التركية في حالة حرب مع حزب العمال الكردستاني منذ أواخر السبعينيات وترفض تماما السماح لأي دور سياسي للجماعة. ومن خلال حشد حلفائها في الائتلاف الوطني، الذين قالوا انهم سيقاطعون إذا دعي أي فصيل تابع لحزب العمال الكردستاني، كان الأتراك يهددون بافشال اجتماع الرياض برمته. فوجدوا وسيلة اخري. سيكون الأعضاء الأكراد في الائتلاف الوطني حاضرين، لكن الجماعات التابعة لحزب العمال الكردستاني لا تحضر، على الرغم من أنهم يحكمون نحو مليوني شخص داخل سوريا - أكثر مما يحلم الائتلاف الوطني أن يحكم.
ونظرا لغضب الأكراد من استبعادهم وحرصهم على البقاء في الصدارة، أقام الاكراد مؤتمرا خاصا بهم في مدينة روميلان، في شمال شرق سوريا. وكان
المدعوين من حلفاء حزب العمال الكردستاني
المحليين والجماعات الموجودة في الجبهة، ولكن هناك أيضا عدد من الوفود العربية
والسريانية جاءوا من أماكن أخري ، منهم فصيل منشق من هيئة التنسيق الوطنية وحلفاء آخرين في الخارج مثل المعارض اليساري هيثم مناع.، الذي انشق عن هيئة التنسيق الوطنية في ربيع هذا العام، وقد دعي إلى
اجتماع الرياض لكنه قاطعه بسبب استبعاد حلفائه الأكراد.
والغرض من هذا المؤتمر الذي عقد في الروميلان هو خلق جناح سياسي لقوات سوريا الديمقراطية ، أطلق عليه اسم جبهة سوريا الديمقراطية. وسوف تعزز أجندة سياسية وعلمانية ونسوية، تشمل جميع الاديان، وتناغم مع مشروع الحكم الذاتي المدعوم من حزب العمال الكردستاني في سوريا. كما ستكون مرنة في كل شيء ما عدا الحكم الذاتي الكردي، وسقدم نفسها كقوة ثالثة معتدلة يمكن أن تساعد في سد الفجوة بين الأسد والمعارضة السنية. انها خطوة ذكية وسوف يجد الامريكيين، الذين يساندون بالفعل الأكراد ضد الدولة الإسلامية، صعوبة في التعامل معها. كيف سيفسرون إرسالهم أسلحة إلى هذه الجماعة، وفي نفس الوقت يستبعدونهم من محادثات السلام؟
مؤتمر دمشق
اجتماع دمشق هو أقل المؤتمرات الثلاثة أهمية .يجمع المؤتمر جماعات قليلة مزعومة لم تدع الي أي مكان آخر، في الغالب بسبب أنه ينظر اليهم باعتبارهم قريبين جدا من النظام الذي يدعون معارضته. ومن الأمثلة على ذلك حزب التضامن وحزب الشباب الوطني، وهيئة الحركة الوطنية الديمقراطية ، وغيرها - مجموعهم خمسة عشر أو سبعة عشر .كلها جماعات متواجدة في سورية. وقليل منها محظور رسميا لكن الأجهزة
الأمنية تسامحت معهم، والبعض الآخر يعمل بشكل قانوني داخل الإطار السياسي الذي يسيطر
عليه حزب البعث. وتعتقد بقية المعارضة، ومنهم
العديد من المعتدلين في هيئة التنسيق الوطنية، أن بعض الحاضرين في مؤتمر دمشق عملاء للنظام أو مخبرين. ومع ذلك، يتضمن الجمعية أيضا بعض المعارضين قبل عام 2011.
وتشمل المحامي محمود مرعي، وهو القومي المعارض والناشط الحقوقي العربي منذ
فترة طويلة ويرأس حاليا هيئة العمل الوطني الديمقراطي وشارك في
احتجاجات عام 2011.
قد تعكس المجموعات التي اجتمعت في دمشق جيدا وجهات نظر عدد كبير من السوريين الذين يرغبون في رؤية إصلاحات ولكنهم ، في نهاية المطاف، يفضلون الأسد على الثوار. ولكن هذا لا يهم: فهؤلاء لن يغيروا شيئا في نتيجة الصراع. فكل هذه الجماعات صغيرة جدا، تفتقر إلى النفوذ المستقل على الحكومة أو المعارضة، ولا يستطيعون حماية أنفسهم من أي من الجانبين. إذا فاز الأسد فلن يسمح لهم بأن يكون لهم أي نفوز، وإذا رحل الأسد فإن الثوار لن يسمحوا لهم بأن يكون لهم أي نفوز. وهذه هي نهاية ذلك الأمر.
سبب السماح لهم بعقد المؤتمر في دمشق أن الأسد يسعى لعرقلة اجراءات الرياض عن طريق دفع "المعارضة الداخلية" المتنافسة إلى دائرة الضوء.ويمثل محمد أبو القاسم، رئيس حزب التضامن، الذي تم تقنينه في عام 2011 و وينظر اليه باعتباره حزبا مقربا من الحكومة التي التي منحته ترخيصا لإصدار صحيفة في دمشق - مثالا علي هذه الاستراتيجية عندما هاجم اجتماع الرياض في تصريحات لصحيفة موالية للأسد، قائلا انه لا يمثل "المعارضة في الداخل."
ويأمل البعثيين أيضا أن يساعد مؤتمر دمشق على دس عدد قليل من حلفائهم في بقية المعارضة، عندما يحين الوقت للمفاوضات الحقيقية. فرصتهم ضئيلة، ولكن لا ضرر من المحاولة.
الكثير على المحك في الرياض
المؤتمر الوحيد في هذه المؤتمرات الذي يشكل أهمية هو مؤتمر الرياض.
وسواء قبل المنظمون أم لم يقبلوا، اجتماع دمشق هو مجرد ألعوبة من نظام الأسد. أما بالنسبة للجماعات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني المجتمعة في روميلان، فهي تمثل قوة عسكرية قوية ولهم اتصالات جيدة مع كل من روسيا والولايات المتحدة. ، وسيكون من المستحيل استبعادهم من أي عملية سلام جادة في سوريا، بغض النظر عن ما يقوله الأتراك. لكن مؤتمر روميلان هو في الغالب مسرح سياسي، وإعادة توزيع البطاقات التي كانت القيادات الكردية تلعب بها بالفعل. في النهاية، لن تعنيهم اللعبة السياسية خارج كردستان السورية.
وفي الرياض هناك الكثير على المحك. إذا فشل المؤتمر، من خلال انشقاقات لشخصيات معروفة أو عدم التوصل إلى اتفاق، ستتعثر المعارضة على عتبة عملية السلام الجديدة. وسيشعر الأسد وإيران وروسيا بسعادة غامرة وستقوي الاتجاهات الحالية في الغرب، التي بدأت تفقد ثقتها في المعارضة السورية. ولكن إذا نجح المؤتمر في خلق منصة مشتركة وضم جميع الجماعات الرئيسية، ولا سيما المسلحة، فستكون خطوة نحو عملية سياسية حقيقية . وهي خطوة ضرورية، لكنها لا تكفي في حد ذاتها.
لا يزال هناك العديد من المشاكل، ومنها صعوبة استيعاب مطالب الاسلاميين المتشددين في عملية تهدف للتوصل تسوية سياسية، في حين لا تستبعد المقاتلين الثوار الذين هناك حاجة لضمهم الي العملية ليصبح لها أي معنى. افتتحت احرار الشام المحادثات بالمطالبة "التطهير التام للاحتلال الروسي-الإيراني من الأراضي السورية، والميليشيات الطائفية التي تدعمها"، داعية أيضا إلى "إسقاط نظام الأسد بكل أركانه ورموزه، وتسليمهم للمحاكمة العادلة". و الولايات المتحدة الأمريكية، من جانبها، تتتوسل المعارضة من أجل التوصل إلى "لغة خلاقة" بشأن مسألة ما إذا كان بشار الأسد يجب أن يبقى أو يذهب، وتري أن قدرا من الغموض المتعمد هو السبيل الواقعي الوحيد للمضي قدما.
قائمة المندوبين في الرياض
تستند قائمة الأسماء التالية على مقال باللغة العربية كتبته بهية مارديني في الصحيفة الإلكترونية السعودية إيلاف. وقد تم نشر قوائم مشابهة جدا في أماكن أخرى. يرجى ملاحظة أن عددا من الأسماء في هذه القائمة في الواقع لم تظهر في الرياض على الرغم من أنهم من المدعوين. وتشمل الغائبين الناس الذين اختاروا مقاطعة الإجراءات لأسباب سياسية، أو لصالح مؤتمر آخر، مثل هيثم مناع، فضلا عن أولئك الذين لم يتمكنوا من الحضور لأسباب أمنية، وهو السبب الذي قدمه زهران علوش قائد الإسلام الجيش. (جيش الإسلام لا يزال يمثله أعضاء قياديين آخرين).
أحمد الجربا
حسن عبد العظيم
خالد خوجة
عمار قربي
بدر جاموس
ميشيل كيلو
عبد القادر سنكري
أيمن أصفري
قاسم الخطيب
هند قباوات
عبد الرحمن مصطفى
هادي البحرة
مالك أسعد
نبراس الفاضل
أحمد عوض
مصطفى أوسو
فؤاد عليكو
هيثم رحمة
محمد قداح
سالم المسلط
سمير نشار
يوسف محلي
فاروق طيفور
نورا الجيزاوي
مصطفى الصباغ
عبد الاله الفهد
منذر ماخوس
هيثم المالح
يحيى العريضي
وليد الزعبي
عقاب يحيى
ناصر محمد الحريري
زياد أبو حمدان
برهان غليون
فرح الأتاسي
.عوض أحمد العلي
أسعد الزعبي
بسام صقر
هيثم مناع
أسامة الرفاعي
أحمد معاذ الخطيب
نغم غادري
عبد الاحد أسطيفو
جمال سليمان
أنس العبدة-
سهير أتاسي
خالد المحاميد
لؤي حسين
منى غانم
أديب شيشكلي
عبد الحكيم بشار
فداء الحوراني
رياض سيف
عارف دليلة
جورج صبرا
عبد الباسط سيدا
صفوان عكاش
يحيى قودامني
نواف الفارس
رياض حجاب
فايز سارة
بشير إسحاق السعدي
مازن درويش
أحمد عصراوي
علياء منصور
غسان تيناوي
نجيب الغضبان
مراح الرقاوي
جون نيستاح
منير بيطار
عبد المجيد حمو
زكي خرابة
طارق أبو الحسن
يحيى عزيز
زياد وطفة
نذير الحكيم
رياض نعسان آغا
عبده حسام الدين
لؤي الصافي
لمياء الحريري
سليمان عبيد
عبده عباس آل نجيب-
عبد اللطيف الدباغ
محمود قصر-
عبد المجيد ياسين
الحميدي لويس
حسن عبد العظيم
خالد خوجة
عمار قربي
بدر جاموس
ميشيل كيلو
عبد القادر سنكري
أيمن أصفري
قاسم الخطيب
هند قباوات
عبد الرحمن مصطفى
هادي البحرة
مالك أسعد
نبراس الفاضل
أحمد عوض
مصطفى أوسو
فؤاد عليكو
هيثم رحمة
محمد قداح
سالم المسلط
سمير نشار
يوسف محلي
فاروق طيفور
نورا الجيزاوي
مصطفى الصباغ
عبد الاله الفهد
منذر ماخوس
هيثم المالح
يحيى العريضي
وليد الزعبي
عقاب يحيى
ناصر محمد الحريري
زياد أبو حمدان
برهان غليون
فرح الأتاسي
.عوض أحمد العلي
أسعد الزعبي
بسام صقر
هيثم مناع
أسامة الرفاعي
أحمد معاذ الخطيب
نغم غادري
عبد الاحد أسطيفو
جمال سليمان
أنس العبدة-
سهير أتاسي
خالد المحاميد
لؤي حسين
منى غانم
أديب شيشكلي
عبد الحكيم بشار
فداء الحوراني
رياض سيف
عارف دليلة
جورج صبرا
عبد الباسط سيدا
صفوان عكاش
يحيى قودامني
نواف الفارس
رياض حجاب
فايز سارة
بشير إسحاق السعدي
مازن درويش
أحمد عصراوي
علياء منصور
غسان تيناوي
نجيب الغضبان
مراح الرقاوي
جون نيستاح
منير بيطار
عبد المجيد حمو
زكي خرابة
طارق أبو الحسن
يحيى عزيز
زياد وطفة
نذير الحكيم
رياض نعسان آغا
عبده حسام الدين
لؤي الصافي
لمياء الحريري
سليمان عبيد
عبده عباس آل نجيب-
عبد اللطيف الدباغ
محمود قصر-
عبد المجيد ياسين
الحميدي لويس
ويمثل الفصائل المسلحة:
محمد إياد الشامسي
حسن أحمد إبراهيم
هاني طعمة
فضل الله الحجي
الرائد محمد منصور
سامر حبوش
أحمد العودة
حسن حاج علي
بشار مثلا قاسم الكسور
محمد مصطفى علوش
محمد زهران علوش
عبد اللطيف الحوراني
لبيب نحاس
محمد عبد القادر مصطفى
ترجمة اشرف محمد
http://carnegieendowment.org/syriaincrisis/?fa=62239
حسن أحمد إبراهيم
هاني طعمة
فضل الله الحجي
الرائد محمد منصور
سامر حبوش
أحمد العودة
حسن حاج علي
بشار مثلا قاسم الكسور
محمد مصطفى علوش
محمد زهران علوش
عبد اللطيف الحوراني
لبيب نحاس
محمد عبد القادر مصطفى
ترجمة اشرف محمد
http://carnegieendowment.org/syriaincrisis/?fa=62239
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق