الشيخ حميدي دهام الهادي، رئيس قبيلة شمر في سوريا والعراق، هو واحد من القادة العرب الذين من المفترض أن تكون ميليشياته من بين المستفيدين من الإمداد العسكرية الامريكية .ويضم مقره الفخم في وسط حقل القمح في شمال شرق سوريا قاعة استقبال ضخمة. روي غوتمان من صحيفة ماكلاتشي
كتب روي غوتمان
سوريا - - بعد فشل برنامجها المقدر بمبلغ 500 مليون دولار لتشكيل قوة من المتطوعين السوريين لمحاربة متطرفي الدولة الإسلامية، بدأت إدارة أوباما محاولة لتمكين ميليشيات عربية للقتال إلى جانب قوات الكردية التي كانت تحصل على الدعم الجوي من الولايات المتحدة على مدى العام الماضي.
هدف الولايات المتحدة المعلن هو إسقاط الدولة الإسلامية من عاصمتها التي فرضتها بالأمر الواقع في محافظة الرقة في سوريا. ولكن لو اتخذنا ميليشيا قبيلة شمر مثالا، وهي أكبر القبائل في محافظة الحسكة، نجد أن العديد من القوى العربية على أرض الواقع لديها أجندة مختلفة. والأمر نفسه ينطبق علي وحدات حماية الشعب الكردي، التي تهيمن على هذه المنطقة، وعملت بشكل وثيق مع الولايات المتحدة منذ الحصار الذي كان مفروضا في العام الماضي علي بلدة كوباني الحدودية .
أبو عيسى، الاسم الحركي لقائد لواء ثوار الرقة، وهي قوة قوامها نحو 1000 مقاتل، يقول لصحيفة ماكلاتشي: "هدفنا هو الوصول إلى الرقة" لكن الجيش الامريكي، الذي يسترشد في اختياره للمستفيدين من الأسلحة بميليشيا وحدات الدفاع الشعبي الكرية ، لا يتصل به، وليس لديها خطط لتزويد قواته. روي غوتمان صحيفة ماكلاتشي
يمر الطريق الي قصر الشيخ حميدي دهام الهادي بحقول القمح الشاسعة في هذه الزاوية المعزولة من شرق سوريا ومرورا بنقاط التفتيش التي يحرسها أفراد من وحدات الدفاع عن الشعب الكردية ثم حراسه التابعين له
محافظة الحسكة، وهي المنطقة التي تنتج للنفط والغاز والحبوب ، هي الآن جزء من ما تسميه وحدات حماية الشعب الكردية الجزيرة، وهي إحدي ثلاثة كانتونات تشكل كردستان السورية، أو غرب كردستان، وهي ممر يبلغ طوله 200 ميل على الحدود السورية مع تركيا. وأزعنت الحكومة السورية، التي لا يزال لها قوات في مدينتين على الاقل، لسيطرة .
ولأن تركيا تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية جماعة ارهابية وأغلقت حدودها بسبب انتماء تلك الوحدات لحزب العمال الكردستاني، فإن الطريق الوحيد لروجافا عن طريق عبارة تقطع نهر دجلة من العراق ومسافة ساعات بقيادة السيارة من طرق ثانوية .
ويقول الشيخ حميدي وهو يرحب بزواره في غرفة الاستقبال الفسيحة أن هدفه قيادة انتفاضة من قبيلة شمر ضد الدولة الاسلامية " لتحرير سوريا والعراق وما وراءهما " . لكنه يريد أيضا مواصلة نضال عمره قرنين ضد الاسلام الوهابي المحافظ، الذي قال انه دمر اخر إمارة لقبيلة شمر.، وانه يفضل تفكك المملكة العربية السعودية، حيث يسود هذا المذهب المتزمت. "نحن نعمل بالفعل على ذلك".
وقال ابنه، بندر الحميدي، الذي يرأس ميليشيا الصناديد، إن الأولوية الفورية له هي "تحرير الهوال والشدادي من الدولة الإسلامية"، في إشارة إلى بلدتين في المناطق المنتجة للنفط والغاز في محافظة الحسكة. يقول بندر أن لديه 600-700 مقاتل في الخطوط الأمامية ولديه 2000 مقاتل إحتياطي، ولكنه في حاجة إلى ذخيرة وأسلحة أفضل، بما في ذلك صواريخ تاو المضادة للدبابات .
ولكن أي تحركات من جانب الصناديد تعتمد على وحدات الدفاع الشعبي الكردية، التي عينت الشيخ حميدي شريكا في رئاسة الكانتون وأوصت الجيش الامريكي بتسليم ميليشيا الصناديد المساعدات العسكرية من الإنزال الجوي، التي لم نعلم منها إلا واحدة فقط تمت في 11 أكتوبر
والواقع أن كل قرار رئيسي في كردستان السورية يتوقف علي وحدات الدفاع الشعبي الكردية ، بما في ذلك التوزيع الفعلي للمساعدات الأميركية. وقال بندر الحميدي أن القادة العسكريين للوحدات أبلغوه أنهم تلقوا الشحنة الامريكية الأولي التي تبلغ 50 طنا من الذخيرة، ولكن هذا الميليشيات الكردية لم توزعها حتى الآن. ليس واضحا ما إذا كانت الميليشيات الكردية ستدعم خطة بندر لتحرير الهوال والشدادي.
إذا لم يكن يوجد لدي الصناديد خطط فورية لمهاجمة الرقة، التي تبعد حوالي 150 ميلا الى الجنوب الشرقي من هنا، فإن هذا يعكس وجهة نظر وحدات الدفاع الشعبي الكردية، التي تسيطر على إقليم يبعد ما لا يزيد عن 35 ميلا عن معقل الدولة الإسلامية.
"اننا في وحدات الدفاع الشعبي الكردية لدينا هدف استراتيجي بربط عفرين مع كوباني" قال بولات يمكن، وهو مسؤول كبير في الميليشيا، في اشارة الى جيبين كرديين في كردستان السورية التي يفصلها 60 ميلا عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية. واضاف "سوف نفعل كل ما بوسعنا لتحقيق ذلك."
قال في مقابلة أجريت معه في السليمانية بالعراق أن مناطق أخرى، مثل الرقة، "ليست مهمة جدا"، . الحميدي يدعم خطة حدات الدفاع الشعبي الكردية.
ويقول مسؤولون عسكريون أميركيون أن الولايات المتحدة لن تدعم أي عملية من هذا القبيل، ويقول مسؤولون في انقرة ان تركيا ستمنعها بالقوة إذا لزم الأمر. وتخشى تركيا أنه إذا استولت حدات الدفاع الشعبي الكردية على الممر فإن الملايين من العرب السوريين والتركمان سوف يهربون إلى تركيا.
تصريحات حميدي وقان هي أحدث مؤشر على أن قرارات إدارة أوباما لإصلاح إحدي المشكلات يمكن أن يكون لها آثارها غير المقصودة على المدى الطويل.
تمت عملية الإنزال الجوي للذخيرة بعد يومين فقط من اعلان الإدارة وضع حد لبرنامج "تدريب وتجهيز" الثوار، الذي أعلن عن فشله على نطاق واسع. ولكن لم يتضح بعد كيف تم اختيار الجماعات العربية لتكون جزءا من البرنامج الجديد .
ويبدو أن هذه العملية تهدف لإعطاء قوات وحدات الدفاع الشعبي الكردية حق الاعتراض على تسليح وتشكيل القوات العربية. وقان هو من أعلن عن إنشاء القوى الديمقراطية السورية في 11 أكتوبر، قبل ساعات من انزال الأسلحة. وكانت ميليشيا الصناديد بين المجموعات سماها.
وبعدها بيوم، قال لصحيفة ماكلاتشي أن وحدات الدفاع الشعبي الكردية ستحتفظ بالقيادة العامة للقوة العربية الكردية المشتركة. " المجتمع الدولي خص بهذه المهمة وحدات الدفاع الشعبي الكردية وحدات الدفاع الشعبي الكردية"، قال.زار مسؤولون أمريكيون المناطق التي يهيمن عليها وحدات الدفاع الشعبي الكردية في-شمال سوريا في اوائل اكتوبر للقاء الشركاء الذين اقترحتهم الميليشيات الكردية . وقال بندر الحميدي أن جلسة الفحص تمت في مزرعة في المنطقة بعد أن رفض الأمريكيون الاتصال به وبوالده في مجمعهم، بناء على نصيحة من وحدات الدفاع الشعبي الكردية الذين كان أفرادهم حاضرين في المناقشات ."قال الاميركيون انهم سوف ينقلون قضيتنا لقيادتهم وأنهم يأملون أنن توجه لنا الدعوة" قال بندر لصحيفة ماكلاتشي.ولم يتضح بعد ما هو عدد المتطوعين التي ستتمكن القوات المحلية من حشدها، كل وفق أجندته، حسب تقديرات قان هناك 30000 من العرب يقاتلون بالفعل و40،000 من مقاتلي وحدات الدفاع الشعبي الكردية. لكن تقديرات المسؤولين الامريكيين أن أرقام وحدات الدفاع الشعبي الكردية هي أقرب إلى 20،000 والعرب أقل من 5000.ولكن بندرقال، "اذا دعمنا الاميركيون يدعموننا سنتمكن من الوصول إلى دمشق. لدينا عشرات الآلاف من الرجال قد ينضموا إلينا في سوريا والعراق ".ليست تركيا وحدها التي من المرجح أن تشكك في نهج الولايات المتحدة في محاربة الدولة الإسلامية في شمال سوريا. تبدو طريقة اختيار المستفيدين من المعونة العسكرية أنها تحابي القوات التي لها أجندة لإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط. ولكن دعم تلك القوات قد يضع الولايات المتحدة في صراع مع المصالح القومية المعلنة لقوى إقليمية مثل تركيا، التي تكره أن نرى سوريا تتفكك. وإيران، التي تريد العراق متماسكا. والمملكة العربية السعودية، التي من المتوقع أن تدافع عن سلامة أراضيها .وفي الوقت نفسه، يتبين أن القوة التي لم تنجح خلال الجولة الأولى من جولات الفحص الخاصة بوحدات الدفاع الشعبي الكردية هي الميليشيا الرئيسية الوحيدة في المنطقة الذي تدعم هدف الولايات المتحدة في مهاجمة الرقة.إنه لواء ثوارالرقة بقيادة أحد تجار الرقة الذي يحمل الاسم الحركي أبو عيسى . استولت تلك الجماعة على مناطق كبيرة فن شمال سوريا من الحكومة السورية وسلمت الباقي لوحدات الدفاع الشعبي الكردية وتضم العديد من المقاتلين من الرقة نفسها."اننا نستعد الآن لمعركة الرقة" قال أبو عيسى لصحيفة ماكلاتشي في أول مقابلة له مع وسائل الإعلام الغربية. واضاف "لكن مواردنا محدودة للغاية. ونحن بحاجة إلى نفس المعدات التي لدي عدونا "، في اشارة الى الدبابات وحاملات الجنود المدرعة التي استولت عليها الدولة الإسلامية من الجيش العراقي. "جميع أسلحتنا هي غنائم من النظام".وقد تدرب أكثر من 15 من مقاتليه علي يد الولايات المتحدة علي استخدام صواريخ التاو، رغم عدم تزويد قواته بتلك الصواريخ."كنا نقاتل داعش لمدة سنتين تقريبا"، قال. "كنا أول من قاتلهم . وأهم شيئ بالنسبة لنا أننا بحاجة إلى أسلحة، لتشجيع الناس على المجيء للتدريب. إذا حصلت علي الأسلحة والذخائر والدعم أستطيع جمع 10000 مقاتل ".وعلي عكس قيادة شمر، كان أبو عيسى صامتا عندما سئل عما اذا كان يؤيد هدف وحدات الدفاع الشعبي الكردية في الاستيلاء علي 60 ميلا آخري من الأراضي الممتدة على طول الحدود السورية التركية. "هدفنا هو أن نذهب إلى الرقة"، قال.لكنه قال ان الولايات المتحدة لم تكن علي اتصال به. "لم نحصل على أي شيء من الأميركيين. وحتى لم يتصلوا بنا ".وأضاف "نحن في انتظار الدعم".واعترف مسؤولون أمريكيون أن ثوار الرقة لم يتوفر لهم الدعم. "انه يحدث الكثير من الجلبة" قال مسؤول عسكري أمريكي رفض الكشف عن هويته لأنه غير مخول للحديث علنا. "نحن نعمل من خلال القوى الديمقراطية السورية هناك. وهو ليس جزءا من القوة العربية التي تم فحصها ".
ترجمة اشرف محمد
http://www.mcclatchydc.com/news/nation-world/world/middle-east/article41559747.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق