واشنطن (ا ف ب) - أدي التدخل العسكري الروسي لدعم الحكومة السورية الي إجراء تحقيق جديد في دعم وكالة المخابرات المركزية سرا للثوار السوريين الذين يقاتلون بشار الأسد. ولكن ما مدى استعداد الولايات المتحدة لتمكين وكلائها للتصدي لحلفاء فلاديمير بوتين؟
يبدو أن الإجابة: أن مدي هذا الاستعداد بعيدا جدا.
قال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست للصحفيين يوم الثلاثاء "التصدي لمشاركة روسيا في سوريا لن تكون بقدر" قتال الدولة الإسلامية، التي أعلنت الخلافة في أجزاء من سوريا والعراق.
وبعد أن قضت وكالة الاستخبارات المركزية أكثر من عامين في العمل سرا مع حلفائها العرب لتسليح وتدريب وتمويل آلاف ممن يطلق عليهم الثوار المعتدلين المعارضين للأسد، كان المسؤولون الأميركيون يشاهدون في الأيام الأخيرة القنابل والصواريخ الروسية تستهدف تلك الجماعات.
ويقول مسؤولون أمريكيون وخبراء من الخارج أنه من غير المرجح أن تحمي إدارة أوباما الثوار المدعومين من وكالة المخابرات المركزية من الضربات الجوية الروسية - عن طريق تزويدهم بصواريخ أرض-جو، على سبيل المثال - خوفا من أن تقع في الأيدي الخطأ وتستخدم ضد ركاب الطائرات في هجوم إرهابي. ويقول المسؤولون إنه هناك أنه ليس لدي البيت الأبيض رغبة لفرض الولايات المتحدة منطقة حظر طيران في سوريا.
وبدلا من ذلك كانت الولايات المتحدة تواصل تسليم الثوار صواريخ تاو الامريكية الصنع المضادة للدبابات . ونشر الثوار الصواريخ بحجم كبير على مدى الأشهر الستة الماضية، وحتى أكثر من ذلك في الأسبوع الماضي، ودمروا العشرات من المدرعات السورية الروسية الصنع .
تطلب وكالة المخابرات المركزية الامريكية من الجماعات الثورية التي وتدعمها أن تصور شريط فيديو عند كل استخدام لصواريخ تاو وإرسال الشظايا الفارغة إلى العملاء الأميركيين في تركيا، وفقا لتشارلز ليستر، الخبير السوري في مركز بروكنجز الدوحة، وأكد مسؤول أمريكي هذه الترتيبات، متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول لمناقشة هذه المسألة علنا.
صواريخ التاو "بها إمكانيات اذا تمكنوا من استخدام ما يكفي منها والثوار مهرة" قال جيفري وايت، وهو محلل سابق في وكالة مخابرات وزارة الدفاع وهو الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى .
واضاف "يمكنهم أن يتسببوا إما في فشل قوات النظام أو يجدون صعوبة بالغة في تحقيق تقدم، وهذاعلى الأقل ضغطا غير مباشر على الروس حتي يتوقفوا أو يواصلون ."
لكن صواريخ تاو ليست مصممة لاسقاط الطائرا توالمروحيات الروسية . وقال وايت أنه إذا استمرت القوة الجوية الروسية في استهداف وقصف الثوار الذين دربتهم وكالة المخابرات المركزية سيتم إرسال رسالة تقشعر لها الأبدان.
واضاف "لقد إنحزنا لهؤلاء الرجال وقمنا بتدريبهم وأنفقنا عليهم وأرسلناهم إلى المعركة، وعندما تعرضوا للخطر نتركهم."
لم يتحدث الرئيس باراك أوباما عن برنامج وكالة الاستخبارات علنا، لكنه قال إن روسيا تخاطر بالانزلاق الى مستنقع في سورية وان روسيا تتحرك من موقف ضعف.
كما تواجه أوباما معضلة محيرة. فمن ناحية يعتبر الهدف الرئيسي لامريكا في سوريا هو تدمير الدولة الإسلامية، وهو جيش من المتطرفين لديه المليارات من الدولارات تحت تصرفه. يعتقد المسؤولين الأميركيين أيضا أن إبعاد الأسد من سوريا هو مقدمة أساسية لهزيمة حركة الدولة الإسلامية التي يحركها سخط الطائفة السنية من الطبقة الحاكمة العلوية. والروس يعملون على إبقاء الأسد في السلطة.
جهود وكالة المخابرات المركزية، التي دربت ومولت ما يصل إلى 10،000 من الثوار السوريين على مدى العامين الماضيين، منفصلة عن البرنامج التدريبي الفاشل لوزارة الدفاع التي أوقفته وزارة الدفاع الأمريكية الأسبوع الماضي. برنامج البنتاغون يلزم المقاتلين قتال الدولة الإسلامية فقط، وليس الحكومة السورية، وتمكن البرنامج من تخريج أقل من 80 رجلا.
فام برنامج السي اي ايه الذي يعد برنامجا سريا من الناحية الفنية بنقل المال والسلاح وتدريب ما يسمى الثوار المعتدلين الذين يقاتلون الأسد. بعد أن تعرض لبعض الإخفاقات في وقت مبكر، وبدأ الثوار المدعومين من وكالة المخابرات المركزية خلال فصل الصيف ممارسة ضغط جدي على حكومة الأسد، يقول مسؤولون امريكيون, ومع ذلك قال ليستر ومحللين آخرين ان الميليشيات المتطرفة كانت هي الجماعات الرئيسية في تلك التعاقدات.
كانت العلاقة بين الثوار المدعومين من وكالة المخابرات المركزية والمتطرفين هي نقطة الخلاف. بعض المشرعين الذين اطلعوا على البرنامج قلقون للغاية بشأن ما إذا كانت وكالة الاستخبارات المركزية ستتمكن من السيطرة على المسلحين وتتعقب الأسلحة التي تقدمها لهم.
قال ليستر أنه تم تقديم أكثر من 550 صاروخ تاو للثوار، نقلا عن مصادر من الثوار الذين تعقبوا الشحنات. وأضاف أنه لم يصل الي علمنا إلا أربعة فقط منها وقعت في أيدي مقاتلي تنظيم القاعدة.
وقال وايت إذا انهارت حكومة الأسد في نهاية المطاف ستحتاج الولايات المتحدة حلفاء في ظل ما يرجح أن يصبح صراعا طويلا على السلطة في هذا البلد. يجب ألا تردع المخاوف من الإرهاب امريكا عن الاشتراك مع الثوار لمناهضة اللأسد.
واضاف "اذا لم يكن لدينا شخصا هناك الآن يدين بالفضل للولايات المتحدة فلن نجد أحدا في لعبة ما بعد الأسد ."
نقلا عن وكالة الاسوشيتد برس
ترجمة اشرف محمد
http://bigstory.ap.org/article/2c9bc3139ece47fb8da35873c27ed124/us-draws-line-protecting-cia-backed-rebels-syria#
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق