الخميس، 8 أكتوبر 2015

صواريخ كروز الروسية تساعد السوريين علي مواصلة الهجوم





 بيروت، لبنان-   أطلقت روسيا وسوريا هجوما منسقا عن طريق البر والجو والبحر اليوم الاربعاء، سعيا إلى استعادة المكاسب التي حققتها مؤخرا   الجماعات الثورية التي كانت قد بدأت في اللانقضاض على الساحل السوري، المعقل الهام لسلطة الرئيس بشار الأسد .

وقالت موسكو انها أطلقت 26 صاروخ كروز على أهداف سورية من الزوارق البحرية في بحر قزوين علي بعد  900 ميلا، على الرغم من أنه لم يتضح على الفور ما إذا كانت قد ضربت في منطقة الهجوم البري.

ورغم أن هذا الهجوم المنسق لا يزال في مراحله الأولى إلا أنه كشف عن عمق التحالف المنسق  بين سوريا وإيران وروسيا وجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية، وفقا لمسؤول في التحالف، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لمناقشة مسائل تخص الاستراتيجية العسكرية.

وقال المسؤول أن التدخل الروسي - نتيجة لخطط الحلفاء الأربعة على مدار ما لا يقل عن 4-6 أشهر - قد جدد شبابه قوات الحكومة السورية ودفن أي شكوك حول التزام روسيا نحو الرئيس السوري.

على الرغم من دعوات غربية لرحيله، لا يزال الأسد في السلطة منذ أكثر من أربع سنوات في حرب قتل فيها ربع مليون شخص وتشرد نصف البلاد.

"لا مزيد من الأسئلة،" قال المسؤول في لهجة تجدد الثقة والتفاؤل. "ولا على أي مستوى."

تعد رغبة روسيا المتزايد لرمي قوتها العسكرية الكاملة وراء الرئيس الأسد بالنسبة لمؤيديه ومعارضيه على حد سواء، إقليميا ودوليا،  تغييرا في قواعد اللعبة. فمؤيديه يرون أن هذا يعطي مهلة لصفوف المقاتلين المنهكين وترفع الروح المعنوية. وتعني لمعارضيه ،مواجهة عدو يفوقهم قوة ويقيد خياراتهم بشدة - على سبيل المثال، استبعاد فرض منطقة حظر جوي أو منطقة عازلة على طول الحدود مع تركيا.

ركزت روسيا عملياتها الاولي على ائتلاف المتمردين المعروف باسم جيش الفتح  وليس على الدولة الإسلامية، وفقا لمسؤول من التحالف الموالي للحكومة، لأنه مواقع جيش  الفتح هي أكثر المواقع التي تهدد بشكل عاجل محافظة اللاذقية الساحلية الحاسمة التي تسيطر عليها الحكومة ، في حين أن قوات الدولة الإسلامية في أقصي الشرق، ويمكن عزلها وضربها لاحقا. اللاذقية هي موطن أجداد عائلة الرئيس الأسد وأبناء الطائفة العلوية  الذين يمثلون الكتلة الحرجة من مؤيديه.

يوم الاربعاء كان المرة الاولي التي تتحول فيها قوات الحكومة منذ فصل الربيع "، من الدفاع الى الهجوم"، قال المسؤول .

بدا أن الهجوم كان يركز على مساحة تمتد من شمال محافظة حماة  وجنوب محافظة إدلب ، حيث تهدد قيادة الثوار الساحل من أرض مرتفعة . ووقعت الهجمات البرية الأولي حول ثلاث قرى يعتبرها الثوار خط الدفاع الأول في منطقة جبل الزاوية الاستراتيجية .

ويبدو أن القصف قد وصل إلى مستويات جديدة من الحدة في بعض الأماكن. وأظهر احدي مقاطع الفيديو الدخان الأبيض علي ارتفاعات كبيرة أعلي مآذن احدي القري، في حين أظهرت مقاطع اخري ما لا يقل عن عشرة انفجارات - ووصف الشخص الذي يقوم بالتصوير الأسلحة بأنها صواريخ - في أقل من خمس دقائق.

وأطلق الثوار أثناء القتال الدائر يوم الاربعاء عدة مرات صواريخ تاو المتقدمة المضادة للدبابات التي زودتهم بها سرا  وكالة الاستخبارات المركزية على دبابات روسية الصنع في سوريا، مما ترك انطباعا بوجود حرب بالوكالة بين روسيا والولايات المتحدة. ونشرت جماعات ثورية، من ضمنها اثنان من التي تلقت المساعدات الأميركية، الفرقة 13 وصقور الغاب، أشرطة فيديو أظهرت الصواريخ الموجهة تتجه نحو الدبابات وتدمرها.

كان الهدف  الرئيسي للهجوم هو استهداف المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة التي تعارض كل من الرئيس الأسد والدولة الإسلامية، والتي تضم جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة السوري. ولكن كانت هناك غارات جوية في أماكن أخرى في سوريا، وفقا لوكالة سانا السورية التي قالت ان الطائرات الحربية السورية والروسية قامت بهجمات علي أهداف في الباب، وهي مدينة تقع في شرق محافظة حلب  تسيطر عليها  الدولة الإسلامية.منذ فترة طويلة

وبينما قال مسؤولون روس إن الصواريخ التي أطلقت من بحر قزوين استهدفت الدولة الإسلامية، وتسمى أيضا داعش قال مسؤولون غربيون ان الغالبية العظمى من الهجمات وجهت ضد جماعات الثوار التي تقاتل الأسد. ولم ترد تقارير عن انفجارات كبيرة في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في الشرق، مما يقلل من احتمالية اصابة صواريخ الكروز لمعاقل الجماعة.

وجاءت انباء الهجمات الصاروخية في لقاء تلفزيوني بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو . والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

"أطلقنا الصواريخ من أراضي بحر قزوين علي مسافة أكثر من 1500كيلو  وأصبنا الأهداف بدقة، وهذا يدل على المؤهلات العالية"، قال السيد بوتين، في اشارة الى افراد الطاقم البحري. وقال السيد شويجو أن لم يصب مدنيين.

العملية البرية ستتوسع في نهاية المطاف لتشمل وحدات جديدة من مقاتلي حزب الله، الذي لعب لفترة طويلة دورا رئيسيا في الخطوط الأمامية، فضلا عن التشكيل الحالي للقوات السورية المدعومة جوا من الروس ، وفقا لمسؤول في الحلف. وبالإضافة إلى ذلك، كان المستشارين العسكريين الايرانيين نشاط على الأرض في سوريا وعلى الأرجح أن سيشاركون في مثل هذه العملية الحاسمة.

ولم ترد تقارير عن مشاركة الروس في القتال، على الرغم من أحد المسؤولين رفض استبعاد احتمال مشاركة "المتطوعين" .

المقصود من الهجوم البري أولا دفع المتمردين خارج شمال محافظة حماة ، ومن ثم للتحرك شمالا إلى محافظة إدلب، وفقا لمسؤول  ودبلوماسيون ومحللون في المنطقة. وبالإضافة لجبل الزاوية تحاول الحكومة استعادة جسر الشغور، وهي مدينة في إدلب استولى عليها الثوار في شهر مارس، وهو النصر الذي كان يعتبر نذير شؤم على الحكومة السورية.

جيش الفتح هو تحالف من الاسلاميين يضم جبهة النصرة. وغالبا ما يقاتل الى جانبها الجماعات الأكثر علمانية التي تطلق على نفسها اسم الجيش السوري الحر، وبعضها تلقت مساعدات أميركية. وروسيا ترفض حتى الآن أن نميز بين جيش الفتح والدولة الإسلامية، واصفة المجموعتين بأنهما إرهابيتين. وتعرضت بعض جماعات الجيش السوري الحر للغارات الروسية.

ويوم الاربعاء قال المتمردون انهم تمكنوا من صد بداية الهجوم البري الجديد. "توقف النظام عن التقدم، ولكن قذائف الهاون ما زالت تضربنا"، قال أبو عماد، وهو مقاتل في حركة اسلامية تسمي جند الأقصى، الذي لم يعطينا سوى الاسم الحركي لأجل سلامته. وقال ان الاستجابة الموحدة من العديد من فصائل الثورة ساعدت في صد الهجوم.

وجري الأشادة مقاتل بأحد المقاتلين مع الفرقة 13 ووصفوه "ملك صواريخ التاو" بعد أن قيل انه دمر أربع دبابات باستخدام صواريخ تاو . ونشر نشطاء صور له وهو مبتهج أثناء تناوله وجبة احتفالية ومقاتلين آخرين يستقلون دبابة تم الاستيلاء عليها.

وعندما سئل وزير الدفاع اشتون كارتر في مؤتمر صحفي في روما حول الهجوم البري عبر  اسفه من "استخدام نظام الأسد للعنف ضد شعبه".

وأضاف السيد كارتر "، إلى حد أن روسيا تساعد علي ذلك، وهذا هو السبب الأساسي الذي يجعلنا نعتقد أن روسيا ترتكب خطأ في أعمالها في سوريا."



نقلا عن النيويورك تايمز
ترجمة اشرف محمد

http://www.nytimes.com/2015/10/08/world/middleeast/russia-syria-conflict.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق