الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

الثوار السوريين المدعومين من أمريكا يطلبون صواريخ مضادة للدبابات

بيروت (رويترز) - ناشد الثوار السوريين المدعومين من الولايات المتحدة  ادارة اوباما يوم الجمعة تزويدهم بصواريخ مضادة للطائرات للدفاع عن مواقعها ضد الضربات الجوية التي تشنها روسيا بلا هوادة والتي اسنهدفت معظمها حتى الآن المعارضة المعتدلة لحكم الرئيس بشار الأسد.

وحث بيان مشترك أصدرته الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الاخرين الذين ساعدوا بشكل جماعي وحدات الثوار المعتدلة روسيا علي وقف استهداف الثوار المعتدلين و"تركيز جهودها على مكافحة داعش"، وهو اختصار يشير إلى الدولة الإسلامية.

وأشار مسؤولون أمريكيون أنه لا توجد خطة فورية لتقديم مساعدة إضافية إلى وحدات الثوار التي تم تسليحها وتدريبها في إطار برنامج سري بقيادة وكالة المخابرات المركزية يهدف إلى دعم الجماعات المعتدلة وإضعاف قبضة الأسد على السلطة.

هذه العملية السرية منفصلة عن برنامج البنتاغون الذي حظي بدعاية كبيرة لتدريب قوات لمحاربة الدولة الإسلامية والتي لم ينتج عنها حتى الآن أكثر من أربعة أو خمسة مقاتلين موالين، ويرجع إليها الفضل الي حد كبير في مساعدة الثوار علي تحقيق تقدم على مدى الأشهر الستة الماضية في المناطق التي يستهدفها الروس الآن .

وواصلت الطائرات الحربية الروسية قصفها لمواقع الثوار في شمال سوريا لليوم الثالث على التوالي اليوم الجمعة، وللمرة الأولى قالت وزارة الدفاع في موسكو أن الضربات أصابت أيضا أهدافا في قلب أراضي الدولة الإسلامية، في شمال شرق محافظة الرقة السورية .

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال ايغور كوناشنكوف، أن غارتين ليلة الخميس أصابتا معسكر تدريب للدولة الإسلامية ومركز قيادة جنوب مدينة الرقة، وتوسيع نطاق الحملة الجوية.

لكن الضربات الجوية المتواصلة يوم الجمعة دلت أن الأولوية الرئيسية لروسيا لا تزال هي استهداف الثوار المناهضين للأسد في شمال وغرب سوريا، الأمر الذي يشكل تهديدا أكبر بسيطرة النظام على العاصمة دمشق من نهديد قوات الدولة الإسلامية المتمركزة في أقصى الشمال و شرق البلاد.

الهجمات التي شنتها الطائرات الحربية الروسية في محافظات حماة وحمص وإدلب "لم تستهدف داعش" قال بيان مشترك للولايات المتحدة وحلفائها، مستخدمين الاختصار العربي للدولة الإسلامية. "وتشكل هذه الأعمال العسكرية مزيدا من التصعيد ولن تؤدي إلا الي مزيد من التطرف والتشدد".

ووقع علي البيان حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا والمملكة المتحدة الذين شاركوا بشكل جماعي في تسليح وتدريب الثوار المعتدلين من خلال مراكز العمليات المشتركة في تركيا والأردن.

وقالت إحدي المجموعات التي تلقت أسلحة وتدريبا في إطار البرنامج أن مواقعها في مدينة لطامية الواقعة في محافظة حماة قصفت ب 15 قنبلة اليوم الجمعة، وهي ثالث وأعنف يوم على التوالي من الغارات ضد المدينة. على الرغم إصرار المسؤولين الروس  أن هجماتهم لا تستهدف إلا الدولة الإسلامية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة أو منظمات إرهابية "أخرى" ، إلا أنه لا يوجد جماعات عسكرية أخرى موجودة في المدينة، وفقا للنقيب مصطفى معراتي ، المتحدث باسم لواء تجمع العزة التابع للثوار  .

وقال ان شريط فيديو صادر عن وزارة الدفاع الروسية يوم الخميس يعرض مشهدا لتدمير مقر للدولة الإسلامية وفي الواقع كان مركز قيادة الجماعة المدعومة من الولايات المتحدة. وقال ان الروس يستخدمون طائرات سو 34  وهي طائرات أكثر تطورا من طائرات القوات الجوية السورية الحالية، لذا فهناك حاجة  لتسليمهم  صواريخ أكثر دقة مما كان عليه الحال عندما كانت الطائرات الحربية السورية تقصف ، حسب ما ذكر.

 "انهم يفعلون هذا لسببين. أولا، لأننا أصدقاء الولايات المتحدة ويريدون تحدى الولايات المتحدة.  وثانيا، لهزيمة الجيش السوري الحر على الأرض لتظهر للعالم أن المتطرفين هم الوحيدين الذين يقاتلون الأسد، ولذا لابد من بقائه" قال معراتي قبل لحظات من انفجار ضخم قطع المكالمة معه.

وقال أن هذه الضربة الجوية الروسية الثانية اليوم والسادسة خلال ثلاثة أيام، مضيفا في وقت لاحق أنه قد تلتها 13 ضربة جوية اخري. وقال أن وحدته تلقت بالفعل صواريخ تاو  TOW المضادة للدبابات من الولايات المتحدة في إطار البرنامج السري. وقال انه ما لم يحصل أيضا علي صواريخ مضادة للطائرات فإن وحدته معرضة لخطر القضاء عليها.

"على الاقل أعطونا صواريخ مضادة للطائرات"، قال.

وقال حسن الحاج علي، قائد صقور الجبل، وهي جماعة اخرى تدعمها الولايات المتحدة استهدفتها الغارات الروسية يوم الخميس، أنه ما لم تقدم الولايات المتحدة المساعدة للثوار الذين ظلوا حتى الآن متمسكين بالمطالب المعتدلة للثورة ضد حكم الاسد في 2011 فهناك خطر من زيادة تطرف الثوار الذين لديهم . وقال أنه لم يتلقي ردا علي مطالب المساعدات من الولايات المتحدة والتي نقلت عبر وسطاء قالوا انهم سوف يتشاوروا مع قادة الولايات المتحدة .

"نحن بحاجة لأحد أمرين.إما سياسة واضحة من الولايات المتحدة بمنع روسيا والنظام من قصف السوريين، أو ترسلوا لنا صواريخ مضادة للطائرات حتى نتمكن من مواجهة الطائرات الروسية "، قال متحدثا من خط المواجهة الرئيسي بين الثوار والدولة الإسلامية في مدينة مارع شمال حلب .

"اذا لم تساعدونا سيفقد الناس الثقة في داعمينا، وهذا سيزيد التطرف" اضاف.

وقال مسؤول عسكري أمريكي أن الطلب قيد النظر. وكانت طلبات متكررة من الثوار المدعومين من الولايات المتحدة لتزويدهم بصواريخ مضادة للطائرات لاستخدامها ضد الطائرات السورية قد رفضت مرارا في الماضي.

"انها مسألة معقدة والاجابة عليها أكثر تعقيدا" قال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة هذه المسألة بحرية. وقال "أي قرارات نتخذها ستكون لها تداعيات"، وليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة ولكن أيضا لشركاء واشنطن في التحالف العسكري ضد الدولة الإسلامية.


ترجمة اشرف محمد

نقلا عن الواشنطون بوست


 https://www.washingtonpost.com/world/russian-warplanes-strike-deep-inside-islamic-states-heartland/2015/10/02/ace6dfcc-6866-11e5-bdb6-6861f4521205_story.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق