السبت، 21 ديسمبر 2013

أبو محمد الفرنسي يرفض قتال «الدولة الإسلامية» رواية الوساطة «الكويتية» بين «داعش» و«حاشا»

أبو محمد الفرنسي يرفض قتال «الدولة الإسلامية»
رواية الوساطة «الكويتية» بين «داعش» و«حاشا»

حجاج العجمي (الى اليمين) مع المحيسني أثناء زيارته اللاذقية
عبد الله سليمان علي
يتكشف المزيد من التفاصيل عن خطورة المعركة التي جرت الأسبوع الماضي بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«حركة أحرار الشام» (حاشا) في مسكنة بريف حلب، في الوقت الذي وصل فيه الشيخ الكويتي حجاج بن فهد العجمي، أحد أبرز الداعمين والممولين للتنظيمات الإسلامية وعلى رأسها «حاشا» إلى ريف اللاذقية لإجراء وساطة بين الطرفين، بالتعاون مع الشيخ السعودي عبدالله المحيسني المقرّب من «داعش»، بينما سقط قتيل جديد لـ«داعش» على حاجز طيار تابع للواء «مصعب بن عمير» التابع الى «حركة أحرار الشام»، ما أدى إلى تفاقم الأزمة من جديد.
ففي التفاصيل الجديدة للحادثة، ثبت أنه بعد الاشتباكات بين الطرفين، والتي سقط بسببها عدد من القتلى والجرحى الأسبوع الماضي، تمكن عناصر «أحرار الشام» من اعتقال «أمير داعش» في مسكنة أبو دجانة الكويتي، وهو ما كاد يؤدي إلى تفجير الأزمة وتحولها إلى حرب شاملة بمعنى الكلمة بين الطرفين، لولا نجاح وحدة من «داعش» بمحاصرة المبنى الذي يحتجز فيه «الأمير» مع بعض العناصر، ومن ثم إخراجهم من المبنى ونقلهم إلى مقر «داعش».
ولكن قبل إطلاق سراح «الأمير» كان عناصر «أحرار الشام» قد سجلوا له مقطعاً صوتياً لمدة 45 دقيقة تحدث خلاله عن الأحداث الأخيرة وتفاصيلها، واعترف فيه أنه قام باعتقال وفدين من «لواء مصعب بن عمير» و«حركة أحرار الشام»، وهو المقطع الذي قام أبو عبدالملك الشرعي، أحد أبرز القيادات «الشرعية» في «أحرار الشام» بنشره على حسابه على «تويتر» في خطوة استفزازية.
في هذه الأثناء كانت الوساطة التي قامت بها قيادات من «كتيبة صقور العز» و«جبهة النصرة» و«جند الأقصى»، لحل المشكلة بين الطرفين قد وصلت إلى طريق مسدود. وتزامن ذلك مع وصول الشيخ الكويتي حجاج العجمي إلى ريف اللاذقية حيث اجتمع مع الشيخ السعودي عبدالله المحيسني للتباحث في كيفية نزع فتيل الأزمة بين «داعش» و«حاشا».
وللإشارة فإن العجمي يحظى بعلاقات جيدة مع الكتائب المسلحة في سوريا كافة، باستثناء «داعش»، بسبب الدعم الكبير الذي يغدقه عليها عبر جمعيات عدة ومجالس للدعم والتمويل يعمل بعضها تحت غطاء الإغاثة الإنسانية، إلا أن علاقته مع «أحرار الشام» مميزة وللحركة عنده حظوة خاصة. وكان العجمي قد لعب دوراً أساسياً في تشكيل غرفة العمليات الموحدة التي شنت الهجوم على قرى ريف اللاذقية قبل أشهر، حيث قام بزيارة مماثلة لهذه التي يقوم بها حالياً واجتمع مع قادة الفصائل الإسلامية كافة، بمن فيهم «قائد جيش المهاجرين والأنصار» التابع لـ«داعش» عمر الشيشاني ونجح في إقناعهم آنذاك بتشكيل غرفة العمليات لما سُمّي «بمعركة الساحل». ويبدو أن العجمي يتحــــمّس كثـــــيراً لسيناريو الهجوم على الساحل، لأنه بعد وصوله بساعات قامت «كتيبة صقور العز» أمس الأول بإطلاق صواريخ عدة باتجاه مدينة القرداحة.
وقد ترافق وصول العجمي مع وقوع تصعيد جديد من طرف «أحرار الشام»، سقط جراءه قتيل آخر من عناصر «داعش»، حيث قام حاجز طيّار لعناصر من «مصعب بن عمير» بين مسكنة ودير حافر على طريق مطار كشيش باعتراض سيارات تابعة لـ«داعش» وأطلقوا النار على ركابها، فسقط أحدهم أبو بلال الحمصي قتيلاً، بينما لم ينج الآخرون من الأسر إلا لوجود امرأة معهم في السيارة.
هذا التصعيد الجديد مع تسريب تسجيل أبو دجانة الكويتي، ردّ عليه «داعش» بتصوير مقطع فيديو لعشرات العناصر الذين أسرهم من «لواء مصعب بن عمير» أثناء الاشتباكات الأخيرة، يعلنون فيه تحميلهم مسؤولية الأحداث الدموية لـ«لواء مصعب بن عمير» الذي أصرّ على حماية علي العلاوي، واصفين الأخير بأنه شبيح ولا يستحق القتال من أجله. ومن جهته، قام «امير داعش في مسكنة» أبو دجانة الكويتي بالتغريد على حسابه على «تويتر» مفنداً ما أسماها أكاذيب «حركة أحرار الشام»، وموضحاً بعض تفاصيل الأحداث التي جرت، متهماً «حاشا» بالتهرب من تطبيق الشرع وهضم حقوق المجاهدين وسرقة ممتلكاتهم.
وكان من أهم ما كشفه أبو دجانة الكويتي، في تغريداته، أن أبا محمد الفرنسي، وهو يشغل منصب «مفتي لواء مصعب بن عمير» رفض قتال «داعش»، مؤكداً أن الحق مع أبي دجانة وأنه ينبغي حل المشكلة عبر جلسة شرعية يجتمع فيها الخصوم، ولكن بعد هذا الكلام للفرنسي، وفي الليلة نفسها، قام الحاجز الطيّار بقتل أبو بلال الحمصي، ما اعتبر رفضاً من قبل «مصعب بن عمير» للجلسة «الشرعية» التي دعا إليها أبو محمد الفرنسي.
ويـــــبدو أن العجمي رغم التصعيد الأخير وتفاقم الأزمة بين الطرفين، نجح في إقناع قـــــيادات «داعش» و«حاشا» باللقاء مع بعضهما والتباحث في ما بينهما عن طريقة لحل هذه المشكلة. وقد تســــربت معلومات عن اجتمـــــاع ضمّ «أمير أحرار الشام» حسان عبود مع «والي حلـــــب في داعش» أبــــو أثــــير الأنصاري، لكن لم تتــــسرب أي معلومــــات عن مضمـــون الاجتماع أو النتائج التي توصل إليها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق