السبت، 14 ديسمبر 2013

المسلحون يتسللون إلى عدرا وينفّذون إعدامات

المسلحون يتسللون إلى عدرا وينفّذون إعدامات
هل تنطلق معركة دوما قريباً؟

شاب يتسلق جدار منزل مدمر في دوما امس (رويترز)
طارق العبد
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى يبرود، المحطة المقبلة في معارك القلمون، تبدو مدينة دوما في الغوطة الشرقية على موعد مع عملية عسكرية ضخمة، وهي معركة تعتبر أساسية بالنسبة للقوات السورية والمسلحين بحكم موقع المنطقة بالنسبة للعاصمة واتصالها ببلدات الغوطة الشرقية، كما بحكم الحضور الكثيف للمسلحين فيها، وعلى رأسهم «جيش الإسلام»، الذي يقاتل في «حصنه».
ثلاثون كيلومتراً هي المسافة الفاصلة بين دمشق ودوما، المدينة التي تحولت إلى محطة أساسية في الصراع المسلح، وخاصة في مطلع العام 2012، قبل أن يعلنها المسلحون منطقة «محررة».
وتحتضن دوما عدة ألوية وكتائب، أبرزها «جيش الإسلام» و«الجبهة الإسلامية». كما تضم ألوية أخرى مثل «شباب الهدى» و«درع العاصمة» و«لواء البراء». لكن سيطرة المجموعات التابعة لزهران علوش كانت الأقوى والأكثر تنظيماً وعتاداً. وهي شكلت وجهة أساسية للشباب الراغب بالقتال ضد الجيش السوري.
وتتصل دوما بباقي مناطق الغوطة الشرقية، بداية من حرستا التي تعتبر واجهة الغوطة على الطريق الدولي بين دمشق وحمص، وكذلك في زملكا وعربين وكفربطنا وحمورية والمليحة، وتتصل من جهة أخرى بمدينة عدرا ومنها إلى الضمير بوابة الريف الدمشقي إلى البادية السورية. وهي تصل عبر طرق فرعية بجبال القلمون.
وتسيطر القوات السورية على مناطق حول دوما، من خلال إدارة المركبات ومقار الاستخبارات في حرستا، وكذلك من المواقع العسكرية في عدرا والعتيبة التي استعادها مؤخراً، بالإضافة إلى مطار الضمير العسكري وإدارة الدفاع الجوي في المليحة. وبذلك يكون الجيش قد فرض حصاراً شديداً على المنطقة وما حولها.
وبعد العمليات العسكرية الأخيرة في الغوطة والقلمون، تبدو معركة دوما أقرب من أي وقت مضى، وخاصة مع توافر معلومات عن فرار المسلحين من النبك إلى عدرا المتاخمة لدوما، ما يعني إمكانية إعادة اشتعال جبهة الغوطة مجدداً.
وتقول مصادر ميدانية إن المسلحين، وهم من «جيش الإسلام» و«الكتيبة الخضراء» و«جبهة النصرة»، تمكنوا من السيطرة على عدة مواقع في عدرا، ما يشكل عاملاً يدفع بالإسراع إلى معركة دوما. فبالنسبة للنظام تعني استعادتها توجيه ضربة قاسية للمسلحين، وخاصة «الجبهة الإسلامية» و«جيش الإسلام»، كما من شأنها أن تؤمن أكبر مساحة ممكنة حول العاصمة، باعتبار أن سقوط المدينة سيشكل بداية النهاية لباقي مناطق الغوطة ومنها إلى الأحياء الساخنة في دمشق مثل برزة وجوبر والقابون.
وعلى مقلب المسلحين، فإن المعطيات لا تشير إلى مواجهة سهلة للغاية، ذلك أن «جيش الإسلام» هو فصيل في غاية التنظيم والقدرة التعبوية والتسليحية، اذ لطالما احتفى قادته بحجم قوتهم من خلال استعراضات عسكرية للدبابات ومعدات القتال ترفرف عليها رايات التنظيم المستوحاة من أعلام السلفية «الجهادية» وتنظيم «القاعدة».
وكان لافتاً حديث «القيادي في جيش الإسلام» محمد علوش، عبر موقع «تويتر»، عن استخدام صواريخ «اوسا» المضادة للطائرات في المعارك الأخيرة حول العتيبة وطريق المطار. ويضاف إلى قوة «جيش الإسلام» الدعم الذي يلقاه من باقي الفصائل مثل «أحرار الشام» وباقي ألوية وكتائب الغوطة التي لا يتوقع أن تتركه وحيداً رغم الخلافات الحادة بينه وبين بعضها، ناهيك عن العلاقة الإيجابية مع «جبهة النصرة» التي عبر زهران علوش أكثر من مرة عن إعجابه بمقاتليها و«قدرتهم على الثبات في المعارك، وان اختلف معهم في بعض النقاط».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن «مواجهات دارت بين القوات السورية وجيش التحرير الفلسطيني والمسلحين بهدف استعادة عدة نقاط سيطروا عليها في مدينة عدرا العمالية». وقالت مصادر موالية ان «المسلحين اقتحموا الفرن المركزي في المدينة واستولوا على أطنان من الطحين وأعدموا العاملين فيه، كما سيطروا على مبنى الجمارك ومفرزة للأمن».
وفي الرقة، ذكر «المرصد» أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) طرد 15 عائلة كردية من منازلها في مدينة تل أبيض بحجة موالاتهم لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، ووحدات حماية الشعب الكردي، وأسكن أتباعه في المنازل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق