كتب الدبلوماسي البريطاني ألستير كروك : إن القصة الكاملة لكيف انتهي الأمر بالولايات المتحدة الي التحالف مع بعض المتطرفين السنة في سوريا - واعلان الحرب علي اخرين - هي قصة ملتوية تعود الي المحافظين الجدد في عهد الرئيس جورج بوش الذين دخلوا " الجانب المظلم " لنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني للعمل مع الجهاديين الذين يلجأون للعنف
بقلم : ألستير كروك
التزمت وسائل الاعلام الشهيرةالصمت عندما قال أعلي مسئول سابق في المخابرات العسكرية، الجنرال مايكل فلين، في شهر اغسطس أن قرار " الغرب " بإقامة إمارة سلفية معلنة أو غير معلنة في شرق سوريا كان "قرارا متعمدا " للضغط علي الحكومة السورية، ثم واصل ليؤكد أن تقرير المخابرات العسكرية الامريكية سنة 2012 الذي نزعت عنه السرية مؤخرا وتناول صعود داعش في سوريا حذر صراحة من احتمالية اعلان " دولة اسلامية " " من خلال التوحد مع تنظيمات ارهابية اخري في سوريا والعراق ".
لم يرغب أحد في لمس " السلك المكهرب " الخاص باحتمال تواطؤ الولايات المتحدة مع قوات الخلافة . لكن ما كان يقوله الجنرال الامريكي كان واضحا بما فيه الكفاية : قرار تحويل سوريا الي ساحة جهاد كان قرارا سياسيا " متعمدا "، وأنه طالما أن جنين تنظيم القاعدة وداعش كانتا الحركتين الوحيدتين القادرتين علي اقامة هذه الخلافة في سوريا والعراق، وبالتالي قبلت الادارة الامريكية وحلفائها ضمنيا بالنتيجة، لمصلحة اضعاف واسقاط الدولة السورية .
ووجد الكثيرين في الغرب صعوبة في تصديق تصريحات الجنرال فلين - رغم معرفته المباشرة بالاحداث . كيف يكون ذلك ؟ ربما كان الأمر مخالفا لبديهيات معظم القراء والمشاهدين . وهي مسألة تلامس جرحا متقرحا في نفسية الغرب منذ أحداث 11 سبتمبر
أما الان مع التدخل العسكري الروسي والايراني، أصبحت الفوضي السورية التي تورط فيها الغرب شديدة الوضوح. فروسيا توفر الغطاء الجوي للجيش لسوري وتصر من جانب علي قطع خطوط امداد الثوار من تركيا وتصر علي الجانب الاخر علي قطع طريق الامدادات من الموصل لحلب - كمقدمة لإيقاع هزيمة استراتيجية لداعش .
ومقابل هذه العمليات، نشهد قادة الغرب يراوغون، بل ويبدو أنهم يتمنون عرقلة وايقاع الألم المباشر لمحاولات الروس وغيرهم لهزيمة قوات الخلافة المتطرفة بالسماح بوصول موجة من صواريخ التاو ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة لسوريا علي يد مورديهم الخليجيين . اذن فأين يقف الغرب بالضبط ؟
القوات التي سيهزمها تحالف 4+1 ( روسيا وسوريا وايران والعراق زائد حزب الله ) ليست داعش بل جبهة النصرة وأحرار الشام - وهي جماعات جهادية تشكل قوات لاقامة خلافة، وباختصار هي جماعات لا يعنيها غير تحقيق النصر وليست معنية بأي تسوية سياسية . ومع ذلك يصرخ قادة الغرب " خطأ " ويلمحون بشكل من الأشكال أن هؤلاء " رجالنا " ولا يجب التعدي عليهم .
فوضي الغرب
الفوضي التي تورط فيها الغرب جلية للجميع في كل المنطقة . فظاهريا كلا من الولايات المتحدة وحلفائها " في حرب " علي القوات المتطرفة التي تقطع الرؤس وتمارس الحب معهم " علي السرير " في نفس الوقت . كيف حدث ذلك ؟ وكيف يتم التوصل لحل لهذه الفوضي ؟
تتمثل الازدواجية الامريكية نحو الاسلام السني المتطرف ( كما ذكرت في السابق ) بالأساس الي مجموعة امريكية من المحافظين الجدد الذين شكلوا جماعة " محارب الحرب الباردة " ذات النفوز حول نائب الرئيس ديك تشيني والتي كان لديها هوس من عودة النفوز السوفييتي للشرق الاوسط وعمل انقلابات في الدول العربية القومية والاشتراكية التي كان ينظر اليهم باعتبارهم عملاء للسوفييت وتهديدا لاسرائيل .
وأكد ديفيد ورمسر مستشار ديك تشيني ( في 1996 ) أن " الحد من وتعجيل الانهيار الفوضوي " لحزب البعث لابد وأن يكون الأولوية القصوي لامريكا في المنطقة . وأضاف أنه لابد من عدم التهاون مع القومية العربية العلمانية، ولا حتي من أجل وقف مد الاصولية الاسلامية
وبوضع امريكا تدمير النظم القومية العلمانية كأولوية قصوي، وجدت نفسها مجبرة علي التحالف مع ملوك وامراء الخليج الذين اعتادوا علي اللجوء الي الحركات الجهادية كلقاح ضد الديمقراطية .
لكن استخدام امريكا ( وبريطانيا ) الحركات الجهادية السنية المتطرفة لاغراضهم الجيوسياسية الكبري كان بالفعل جزءا لا يتجزأ من سياستهم قبل 1996 بفترة طويلة . عندما سئل زبغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، هل شعر بالندم من تقديم المخابرات المركزية الامريكية الدعم السري للمجاهدين الافغان قبل ستة شهور من التدخل السوفييتي في افغانستان أجاب علي النحو التالي :
" بالفعل وقع الرئيس جيمي كارتر في 1979 علي أول أمر بتقديم المساعدات لخصوم النظام الموالي للاتحاد السوفييتي في كابول ( السوفييت تدخلوا في 24 ديسمبر 1979 ) وفي هذا اليوم كتبت ملحوظة للرئيس شرحت له فيها أنه في رأيي أن هذه المساعدات ( للقوات الاسلامية المتطرفة ) ستدفع الروس للقيام بتدخل عسكري ( في افغانستان ) "
س : رغم هذه المخاطر، كنت مدافعا عن هذا العمل السري. ولكن ربما أنت نفسك كنت ترغب في دخول السوفيت الحرب، وحرصت علي التحريض عليها؟
بريجنسكي: ليس علي هذا النحو تماما. لم ندفع الروس إلى التدخل بل قمنا عن علم بزيادة احتمال وقوعه.
س: عندما برر السوفيت التدخل مؤكدين أنهم كانوا يقصدون محاربة التدخل السري للولايات المتحدة في أفغانستان لم يصدقهم الناس . ومع ذلك، كان لهذا اساس من الحقيقة. أنت لست نادما على أي شيء اليوم؟
بريجنسكي : أندم علي ماذا ؟ هذه العملية السرية كانت فكرة ممتازة . وكان لها أثرها في جر السوفييت للفخ الافغاني وتريدني أن أندم عليها ؟ اليوم الذي عبر فيه الروس الحدود كتبت الاتي للرئيس كارتر : الان حانت فرصتنا لنعطي للاتحاد السوفييتي حرب فيتنام الخاصة بهم
س : ألا تشعر بالأسف أيضا علي دعم المجاهدين الاسلاميين واعطاء الاسلحة والمشورة لارهابي المستقبل ؟
بريجنسكي : ما هو الأهم لتاريخ العالم ؟ طالبان أن انهيار الامبراطورية السوفيتية ؟ بعض المسلمين المتطرفين أم تحرير اوروبا الوسطي ونهاية الحرب الباردة ؟
س : بعض المسلمين المتطرفين ؟ ولكن يقال مرارا وتكرارا أن الاصولية الاسلامية تشكل تهديدا للعالم اليوم
بريجنسكي : هراء
مخطط المحافظين الجدد
ورغم ان استخدام الجماعات السنية الجهادية المتطرفة لأغراض جيوسياسية خاصة بالولايات المتحدة قائم بالفعل، ترجع جزور الوضع الامريكي المعقد في سوريا الي احداث وقعت في 2006 و 2007 .فحرب العراق في 2003 لم تؤدي الي تحقيق اقامة جبهة اقليمية تابعة للامريكان ولا لاسرائيل كما تنبأ المحافظين الجدد بل حفزت اقامة مقاومة من " هلال شيعي " قوي يمتد من ايران الي البحر المتوسط - فشعر زعماء الخليج بالخوف .
وقال مستشار في الحكومة الامريكية أن الدول السنية " صعقت من هول قيام ثورة شيعية وكان يوجد استياء كبير من رهاننا علي الشيعة المعتدلين في العراق . " وأضاف : " ليس في استطاعتنا اعادة مكاسب الشيعة ولكن يمكن احتوائهم "
وكان فشل اسرائيل في 2006 في الحاق ضرر جسيم بحزب الله لضرر هي القشة التي قصمت ظهر البعير - مما أثار غضب اسرائيل وقادة الخليج . وأثارت ايضا جدلا محتدما في واشنطون .
وقال والي ناصر الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية لسيمور هيرش : " يبدو أنه قد ثار جدل داخل الحكومة حول ما هو الخطر الأكبر - ايران أم المتطرفين السنة " وأضاف : " السعوديين والبعض في الادارة الامريكية كانوا يرون أن الخطر الأكبر هو ايران وأن المتطرفين السنة هم الاعداء الأقل خطورة . وكان هذا انتصارا للتوجه السعودي "
وكان ايضا نصرا للقيادة اللبنانية السنية القريبة من السعودية والمتحالفة معها، والتي عمقت من علاقاتها في السنوات الماضية مع الجماعات السنية المتطرفة التي تتبني رؤية الاسلام المسلح ( مثل جماعة فتح الاسلام ) وكانت معادية لامريكا ومتعاطفة مع تنظيم القاعدة .
وتنظر النخبة السنية اللبنانية لهؤلاء الحلفاء السريين ل 14 أذار ( وهو تحالف لبناني معادي لسوريا حمل اسم تاريخ ما يطلق عليه ثورة الأرز ) بإعتبارهم جنود مشاة افتراضيين - " جربوا الحروب " خلال الصراع في العراق - ممن يمكن رعايتهم وفي النهاية تزداد قدراتهم للتصدي عسكريا لحزب الله في لبنان، وممن كانوا سيصبحون فرق الرعب التابعة ل 14 أذار، وبمعني اخر، ممن سيحتوون النفوز الشيعي وربما حتي هزيمتهم في نهاية المطاف .
ونقلت التجربة اللبنانية الي الادارة الامريكية علي يد أشخاص مثل جيف فيلتمان ( الذي اصبح فيما بعد سفيرا لامريكا في بيروت ) بإعتبارها استراتيجية " تجريبية" لما سينجز في سوريا. وكان قادة 14 أذار يرون أن بإمكانهم تسيير هذه العناصر المتطرفة بأمان . وأنه رغم ميلهم نحو توجهات تنظيم القاعدة، وقفوا الي حد ما داخل " الخيمة " السنية العريضة بقيادة سعد الحريري والسعودية .
سقوط سوريا عقد من احتمال وضع إسفين بين إيران وأعداء إسرائيل: حزب الله. وهو احتمال أن أغرى الإدارة الأمريكية: كتب سيمور هيرش "هذه المرة قال لي مستشار الحكومة الامريكية أن بندر وسعوديين آخرين طمأنوا البيت الأبيض أنهم سيراقبون عن كثب الأصوليين الدينيين. وكانت رسالتهم لنا كالتالي : "نحن صنعنا هذه الحركة ونحن من يمكنه السيطرة عليها ." وهذا لا يعني أننا لا نريد أن يلقي السلفيين القنابل. بل علي من سيلقون تلك القنابل [ينبغي أن يلقوها علي ] حزب الله ومقتدى الصدر وإيران وعلى السوريين - [طالما] استمروا في العمل مع حزب الله وايران ".
ومع ذلك لم يكن كل السعوديين بنفس الثقة : إتهم دبلوماسي سعودي سابق متحدثا الي هيرش قائد حزب الله حسن نصر الله بالشروع " في خطف الدولة " ولكنه اعترض ايضا علي الرعاية السعودية اللبنانية للجهاديين السنة في لبنان . وقال " السلفيين يثيرون القرف والكراهية وانا ضد فكرة مغازلتهم . هم يكرهون الشيعة لكنهم يكرهون الامريكيين أكثر . وإذا اردتمl أن تحتالوا عليهم فسيحتالون عليكم . وسيصبح الأمر بشعا "
لكن تشيني وفريقه انخدعوا بأفكار بندر الخاصة بسوريا لكنهم التزموا الحذر . " نحن بحاجة الي عمل كل ما في وسعنا لزعزعة استقرار النظام السوري واستغلال كل لحظة يتجاوزوها استراتيجيا " ( حسب مقولة تشيني الشهيرة : " علينا أن نعمل في الجانب المظلم إن أردت " )
وفي حوار أجراه ديفيد ورمسر ( المستشار السابق لتشيني وجون بولتون ) مع صحيفة التليغراف البريطانية أكد " أن هذا سيشمل الرغبة عند الحاجة للتحرك لاسقاط النظام السوري . وقال أن " إنهاء حكم البعث في دمشق قد يكون له تأثير الدومينو مما يؤدي في نهاية المطاف الي اسقاط النظام في طهران "
تفاخر بندر بقدرته علي تسيير الجهاديين . "أترك هذا الجانب لي " . ذكر مستشار تشيني للامن القومي حينئذ، جون حنا، بعدها أنه كان هناك اجماع علي ذلك في ذلك الوقت. " أن يعمل بندر دون مراعاة المصالح الامريكية فهذا يعد بوضوح مدعاة للقلق . لكن عمل بندر كشريك ضد عدو ايراني مشترك يعد رصيدا استراتيجيا كبيرا "
واتسمت هذه النقطة - دخول السعودية في مبادرة كبيرة ضد سوريا - ببداية التحالف الاستراتيجي بين السعودية واسرائيل بعد أن وحدهم العداء المشترك لايران .
والحقيقة أن الدبلوماسي السعودي السابق كان علي حق . فلا الحريري ولا الامير بندر كانا قادران علي السيطرة علي قوات الخلافة الثائرة التي كانا يعملان معها . فمن كان منهم معتدلا ووسطيا ظل ببساطة يهاجر سياسيا نحو معسكر تنظيم القاعدة وداعش - وهاجرت معهم ايضا الاسلحة التي زودتهم بها المخابرات المركزية الامريكي . وبدأ الصراع في سوريا يصبح بشكل متزايد صراعا جهاديا في طبيعته، تماما كما كان يحذر الجنرال فلين في أوائل 2012 .
وكان الرئيس اوباما واضحا منذ البداية أنه لا يصدق فكرة وجود " معتدلين " . ففي 2012 قال لجيفري غولدبيرغ : " عندما يكون لديك جيشا محترفا ترعاه وتسلحه تسليحا جيدا دولتين قويتين ولهما مصالح كبيرة ويقاتل فلاحا ونجارا ومهندسا بدأوا كمتظاهرين وفجأة رأوا انفسهم الان في خضم حرب أهلية، فإن فكرة أن نغير المعادلة علي الارض، بطريقة سوية لا تلزم الولايات المتحدة بإقحام قوات برية، هي فكرة غير صحيحة . "
أوباما لم يكن يؤمن بوجود معتدلين، لكنه تعرض لضغوط من " الصقور " ومن ضمنهم مبعوثيه، فريد هوف والجنرال ألن، للتعجيل باسقاط الرئيس الاسد. لكن الرئيس كان مصرا علي أن " لن نتدخل ونتورط في حرب اهلية تضم بالفعل عناصر ترغب في تحسين حياتهم وتضم ايضا بعض الناس الذين سيعرضون علي المدي الطويل الولايات المتحدة للضرر "
وكانت الاجابة - كما هو الحال غالبا - اللجوء الي الي المزيد من العمليات السرية لتهدئة " الصقور " عن طريق اللجوء للعمليات السرية دعما للمعارضة - ومن ضمنهم الجهاديين .
الرئيس أوباما : تقديرنا أن أيام ( بشار الاسد ) معدودة . والمسألة ليست هل سيرحل بل متي سيرحل .
غولدبيرغ : ألا تستطيع عمل شيئ لتسرع هذا الأمر ؟
الرئيس أوباما : لا استطيع أن أبوح لك لأن إجازتك السرية ليست جيدة بما يكفي (ضحك)
لا يوجد " طريقة سوية "
لكن الادارة الامريكية كانت تري بوضوح كيف كان أخرون يغيرون المعادلة علي الأرض، " بطريقة غير سوية " . وفي 2014 كان جون بايدن نائب الرئيس الامريكي أكثر صراحة
"إن حقيقة الأمر هي القدرة على تحديد هوية العناصر المعتدلة في سوريا - لم يكن هناك عناصر معتدلة لأن العناصر المعتدلة مكونة حتى من أصحاب المحال التجارية وليس جنودا .. وبح صوتي وانا اصرخ أن المشكلة الأكبر تتمثل في حلفائنا - حلفائنا في المنطقة كانوا المشكلة الأكبر في سوريا . الأتراك والسعوديين والاماراتيين، إلخ إلخ. ماذا كانوا يفعلون؟كانوا مصرين علي اسقاط بشار الاسد والدخول في حرب شيعية سنية بالوكالة . فماذا فعلوا ؟ صبوا مئات الملايين من الدولات وعشرات الالاف من الأطنان من الأسلحة لكل من يقاتل بشار الأسد إلا أن الناس الذين زودوهم بها كانوا من جبهة النصرة وتنظيم القاعدة والعناصر الجهادية المتطرفة من كل أنحاء العالم . ولا نستطيع وقف زملائنا من تزويدهم بها . إذن فماذا حدث ؟ وفجأة الآن - ولا أريد أن أكون شديد الطرف. الآن عرفوا أن الله حق- وتمكن الرئيس من تشكيل تحالف من جيراننا السنة، لأن أمريكا لا يمكنها الذهاب مرة أخرى إلى دولة إسلامية واعتبارها معتدية - فكان لابد وأن يقوده السنة ليتدخلوا ويهاجموا التنظيم السني ."
ومن المفارقات أن جون حنا - بفضل خبرته - قال هذا عن سياسة أوباما تجاه سوريا، في اشارة الى اجتماع اوباما في يونيو 2015 مع قادة دول الخليج في كامب ديفيد. وأشار حنا أنه "أكد تفهمه للخطر الذي تشكله إيران على المنطقة":
"تخلص [أوباما] من هذه الأحجار الكريمة : فالعرب، حسب رئيس الولايات المتحدة، بحاجة إلى التعلم من النموذج الايراني. ففي الواقع هم بحاجة إلى نزع صفحة من كتاب قوات القدس - ويعني بهذا تطوير وكلائهم المحليين القادرين على ملاحقة عملاء ايران وإلحاق الهزيمة بهم. بدا الرئيس متعجبا بحزب الله للحوثيين للميليشيات العراقية وإيران لديها مثل مقعد عميق من الوكلاء الفعال على استعداد لدفع مصالحها.
"أين، سأل، هي ما يعادلها على الجانب السني؟ لماذا، وقال انه يريد أن يعرف على وجه الخصوص، والسعوديين وشركائهم لم تكن قادرة على زراعة ما يكفي من اليمنيين لحمل عبء الكفاح ضد الحوثيين؟ العرب، اقترح أوباما، في حاجة ماسة إلى تطوير الأدوات التي تتجاوز القوة الغاشمة من التدخل المباشر. بدلا من ذلك، فإنها بحاجة إلى ذلك، يكون دهاء، sneakier، أكثر فعالية - حسنا، مجرد أشبه ايران "
https://consortiumnews.com/2015/11/17/lost-on-the-dark-side-in-syria/
بقلم : ألستير كروك
التزمت وسائل الاعلام الشهيرةالصمت عندما قال أعلي مسئول سابق في المخابرات العسكرية، الجنرال مايكل فلين، في شهر اغسطس أن قرار " الغرب " بإقامة إمارة سلفية معلنة أو غير معلنة في شرق سوريا كان "قرارا متعمدا " للضغط علي الحكومة السورية، ثم واصل ليؤكد أن تقرير المخابرات العسكرية الامريكية سنة 2012 الذي نزعت عنه السرية مؤخرا وتناول صعود داعش في سوريا حذر صراحة من احتمالية اعلان " دولة اسلامية " " من خلال التوحد مع تنظيمات ارهابية اخري في سوريا والعراق ".
لم يرغب أحد في لمس " السلك المكهرب " الخاص باحتمال تواطؤ الولايات المتحدة مع قوات الخلافة . لكن ما كان يقوله الجنرال الامريكي كان واضحا بما فيه الكفاية : قرار تحويل سوريا الي ساحة جهاد كان قرارا سياسيا " متعمدا "، وأنه طالما أن جنين تنظيم القاعدة وداعش كانتا الحركتين الوحيدتين القادرتين علي اقامة هذه الخلافة في سوريا والعراق، وبالتالي قبلت الادارة الامريكية وحلفائها ضمنيا بالنتيجة، لمصلحة اضعاف واسقاط الدولة السورية .
ووجد الكثيرين في الغرب صعوبة في تصديق تصريحات الجنرال فلين - رغم معرفته المباشرة بالاحداث . كيف يكون ذلك ؟ ربما كان الأمر مخالفا لبديهيات معظم القراء والمشاهدين . وهي مسألة تلامس جرحا متقرحا في نفسية الغرب منذ أحداث 11 سبتمبر
أما الان مع التدخل العسكري الروسي والايراني، أصبحت الفوضي السورية التي تورط فيها الغرب شديدة الوضوح. فروسيا توفر الغطاء الجوي للجيش لسوري وتصر من جانب علي قطع خطوط امداد الثوار من تركيا وتصر علي الجانب الاخر علي قطع طريق الامدادات من الموصل لحلب - كمقدمة لإيقاع هزيمة استراتيجية لداعش .
ومقابل هذه العمليات، نشهد قادة الغرب يراوغون، بل ويبدو أنهم يتمنون عرقلة وايقاع الألم المباشر لمحاولات الروس وغيرهم لهزيمة قوات الخلافة المتطرفة بالسماح بوصول موجة من صواريخ التاو ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة لسوريا علي يد مورديهم الخليجيين . اذن فأين يقف الغرب بالضبط ؟
القوات التي سيهزمها تحالف 4+1 ( روسيا وسوريا وايران والعراق زائد حزب الله ) ليست داعش بل جبهة النصرة وأحرار الشام - وهي جماعات جهادية تشكل قوات لاقامة خلافة، وباختصار هي جماعات لا يعنيها غير تحقيق النصر وليست معنية بأي تسوية سياسية . ومع ذلك يصرخ قادة الغرب " خطأ " ويلمحون بشكل من الأشكال أن هؤلاء " رجالنا " ولا يجب التعدي عليهم .
فوضي الغرب
الفوضي التي تورط فيها الغرب جلية للجميع في كل المنطقة . فظاهريا كلا من الولايات المتحدة وحلفائها " في حرب " علي القوات المتطرفة التي تقطع الرؤس وتمارس الحب معهم " علي السرير " في نفس الوقت . كيف حدث ذلك ؟ وكيف يتم التوصل لحل لهذه الفوضي ؟
تتمثل الازدواجية الامريكية نحو الاسلام السني المتطرف ( كما ذكرت في السابق ) بالأساس الي مجموعة امريكية من المحافظين الجدد الذين شكلوا جماعة " محارب الحرب الباردة " ذات النفوز حول نائب الرئيس ديك تشيني والتي كان لديها هوس من عودة النفوز السوفييتي للشرق الاوسط وعمل انقلابات في الدول العربية القومية والاشتراكية التي كان ينظر اليهم باعتبارهم عملاء للسوفييت وتهديدا لاسرائيل .
وأكد ديفيد ورمسر مستشار ديك تشيني ( في 1996 ) أن " الحد من وتعجيل الانهيار الفوضوي " لحزب البعث لابد وأن يكون الأولوية القصوي لامريكا في المنطقة . وأضاف أنه لابد من عدم التهاون مع القومية العربية العلمانية، ولا حتي من أجل وقف مد الاصولية الاسلامية
وبوضع امريكا تدمير النظم القومية العلمانية كأولوية قصوي، وجدت نفسها مجبرة علي التحالف مع ملوك وامراء الخليج الذين اعتادوا علي اللجوء الي الحركات الجهادية كلقاح ضد الديمقراطية .
لكن استخدام امريكا ( وبريطانيا ) الحركات الجهادية السنية المتطرفة لاغراضهم الجيوسياسية الكبري كان بالفعل جزءا لا يتجزأ من سياستهم قبل 1996 بفترة طويلة . عندما سئل زبغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، هل شعر بالندم من تقديم المخابرات المركزية الامريكية الدعم السري للمجاهدين الافغان قبل ستة شهور من التدخل السوفييتي في افغانستان أجاب علي النحو التالي :
" بالفعل وقع الرئيس جيمي كارتر في 1979 علي أول أمر بتقديم المساعدات لخصوم النظام الموالي للاتحاد السوفييتي في كابول ( السوفييت تدخلوا في 24 ديسمبر 1979 ) وفي هذا اليوم كتبت ملحوظة للرئيس شرحت له فيها أنه في رأيي أن هذه المساعدات ( للقوات الاسلامية المتطرفة ) ستدفع الروس للقيام بتدخل عسكري ( في افغانستان ) "
س : رغم هذه المخاطر، كنت مدافعا عن هذا العمل السري. ولكن ربما أنت نفسك كنت ترغب في دخول السوفيت الحرب، وحرصت علي التحريض عليها؟
بريجنسكي: ليس علي هذا النحو تماما. لم ندفع الروس إلى التدخل بل قمنا عن علم بزيادة احتمال وقوعه.
س: عندما برر السوفيت التدخل مؤكدين أنهم كانوا يقصدون محاربة التدخل السري للولايات المتحدة في أفغانستان لم يصدقهم الناس . ومع ذلك، كان لهذا اساس من الحقيقة. أنت لست نادما على أي شيء اليوم؟
بريجنسكي : أندم علي ماذا ؟ هذه العملية السرية كانت فكرة ممتازة . وكان لها أثرها في جر السوفييت للفخ الافغاني وتريدني أن أندم عليها ؟ اليوم الذي عبر فيه الروس الحدود كتبت الاتي للرئيس كارتر : الان حانت فرصتنا لنعطي للاتحاد السوفييتي حرب فيتنام الخاصة بهم
س : ألا تشعر بالأسف أيضا علي دعم المجاهدين الاسلاميين واعطاء الاسلحة والمشورة لارهابي المستقبل ؟
بريجنسكي : ما هو الأهم لتاريخ العالم ؟ طالبان أن انهيار الامبراطورية السوفيتية ؟ بعض المسلمين المتطرفين أم تحرير اوروبا الوسطي ونهاية الحرب الباردة ؟
س : بعض المسلمين المتطرفين ؟ ولكن يقال مرارا وتكرارا أن الاصولية الاسلامية تشكل تهديدا للعالم اليوم
بريجنسكي : هراء
مخطط المحافظين الجدد
ورغم ان استخدام الجماعات السنية الجهادية المتطرفة لأغراض جيوسياسية خاصة بالولايات المتحدة قائم بالفعل، ترجع جزور الوضع الامريكي المعقد في سوريا الي احداث وقعت في 2006 و 2007 .فحرب العراق في 2003 لم تؤدي الي تحقيق اقامة جبهة اقليمية تابعة للامريكان ولا لاسرائيل كما تنبأ المحافظين الجدد بل حفزت اقامة مقاومة من " هلال شيعي " قوي يمتد من ايران الي البحر المتوسط - فشعر زعماء الخليج بالخوف .
وقال مستشار في الحكومة الامريكية أن الدول السنية " صعقت من هول قيام ثورة شيعية وكان يوجد استياء كبير من رهاننا علي الشيعة المعتدلين في العراق . " وأضاف : " ليس في استطاعتنا اعادة مكاسب الشيعة ولكن يمكن احتوائهم "
وكان فشل اسرائيل في 2006 في الحاق ضرر جسيم بحزب الله لضرر هي القشة التي قصمت ظهر البعير - مما أثار غضب اسرائيل وقادة الخليج . وأثارت ايضا جدلا محتدما في واشنطون .
وقال والي ناصر الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية لسيمور هيرش : " يبدو أنه قد ثار جدل داخل الحكومة حول ما هو الخطر الأكبر - ايران أم المتطرفين السنة " وأضاف : " السعوديين والبعض في الادارة الامريكية كانوا يرون أن الخطر الأكبر هو ايران وأن المتطرفين السنة هم الاعداء الأقل خطورة . وكان هذا انتصارا للتوجه السعودي "
وكان ايضا نصرا للقيادة اللبنانية السنية القريبة من السعودية والمتحالفة معها، والتي عمقت من علاقاتها في السنوات الماضية مع الجماعات السنية المتطرفة التي تتبني رؤية الاسلام المسلح ( مثل جماعة فتح الاسلام ) وكانت معادية لامريكا ومتعاطفة مع تنظيم القاعدة .
وتنظر النخبة السنية اللبنانية لهؤلاء الحلفاء السريين ل 14 أذار ( وهو تحالف لبناني معادي لسوريا حمل اسم تاريخ ما يطلق عليه ثورة الأرز ) بإعتبارهم جنود مشاة افتراضيين - " جربوا الحروب " خلال الصراع في العراق - ممن يمكن رعايتهم وفي النهاية تزداد قدراتهم للتصدي عسكريا لحزب الله في لبنان، وممن كانوا سيصبحون فرق الرعب التابعة ل 14 أذار، وبمعني اخر، ممن سيحتوون النفوز الشيعي وربما حتي هزيمتهم في نهاية المطاف .
ونقلت التجربة اللبنانية الي الادارة الامريكية علي يد أشخاص مثل جيف فيلتمان ( الذي اصبح فيما بعد سفيرا لامريكا في بيروت ) بإعتبارها استراتيجية " تجريبية" لما سينجز في سوريا. وكان قادة 14 أذار يرون أن بإمكانهم تسيير هذه العناصر المتطرفة بأمان . وأنه رغم ميلهم نحو توجهات تنظيم القاعدة، وقفوا الي حد ما داخل " الخيمة " السنية العريضة بقيادة سعد الحريري والسعودية .
سقوط سوريا عقد من احتمال وضع إسفين بين إيران وأعداء إسرائيل: حزب الله. وهو احتمال أن أغرى الإدارة الأمريكية: كتب سيمور هيرش "هذه المرة قال لي مستشار الحكومة الامريكية أن بندر وسعوديين آخرين طمأنوا البيت الأبيض أنهم سيراقبون عن كثب الأصوليين الدينيين. وكانت رسالتهم لنا كالتالي : "نحن صنعنا هذه الحركة ونحن من يمكنه السيطرة عليها ." وهذا لا يعني أننا لا نريد أن يلقي السلفيين القنابل. بل علي من سيلقون تلك القنابل [ينبغي أن يلقوها علي ] حزب الله ومقتدى الصدر وإيران وعلى السوريين - [طالما] استمروا في العمل مع حزب الله وايران ".
ومع ذلك لم يكن كل السعوديين بنفس الثقة : إتهم دبلوماسي سعودي سابق متحدثا الي هيرش قائد حزب الله حسن نصر الله بالشروع " في خطف الدولة " ولكنه اعترض ايضا علي الرعاية السعودية اللبنانية للجهاديين السنة في لبنان . وقال " السلفيين يثيرون القرف والكراهية وانا ضد فكرة مغازلتهم . هم يكرهون الشيعة لكنهم يكرهون الامريكيين أكثر . وإذا اردتمl أن تحتالوا عليهم فسيحتالون عليكم . وسيصبح الأمر بشعا "
لكن تشيني وفريقه انخدعوا بأفكار بندر الخاصة بسوريا لكنهم التزموا الحذر . " نحن بحاجة الي عمل كل ما في وسعنا لزعزعة استقرار النظام السوري واستغلال كل لحظة يتجاوزوها استراتيجيا " ( حسب مقولة تشيني الشهيرة : " علينا أن نعمل في الجانب المظلم إن أردت " )
وفي حوار أجراه ديفيد ورمسر ( المستشار السابق لتشيني وجون بولتون ) مع صحيفة التليغراف البريطانية أكد " أن هذا سيشمل الرغبة عند الحاجة للتحرك لاسقاط النظام السوري . وقال أن " إنهاء حكم البعث في دمشق قد يكون له تأثير الدومينو مما يؤدي في نهاية المطاف الي اسقاط النظام في طهران "
تفاخر بندر بقدرته علي تسيير الجهاديين . "أترك هذا الجانب لي " . ذكر مستشار تشيني للامن القومي حينئذ، جون حنا، بعدها أنه كان هناك اجماع علي ذلك في ذلك الوقت. " أن يعمل بندر دون مراعاة المصالح الامريكية فهذا يعد بوضوح مدعاة للقلق . لكن عمل بندر كشريك ضد عدو ايراني مشترك يعد رصيدا استراتيجيا كبيرا "
واتسمت هذه النقطة - دخول السعودية في مبادرة كبيرة ضد سوريا - ببداية التحالف الاستراتيجي بين السعودية واسرائيل بعد أن وحدهم العداء المشترك لايران .
والحقيقة أن الدبلوماسي السعودي السابق كان علي حق . فلا الحريري ولا الامير بندر كانا قادران علي السيطرة علي قوات الخلافة الثائرة التي كانا يعملان معها . فمن كان منهم معتدلا ووسطيا ظل ببساطة يهاجر سياسيا نحو معسكر تنظيم القاعدة وداعش - وهاجرت معهم ايضا الاسلحة التي زودتهم بها المخابرات المركزية الامريكي . وبدأ الصراع في سوريا يصبح بشكل متزايد صراعا جهاديا في طبيعته، تماما كما كان يحذر الجنرال فلين في أوائل 2012 .
وكان الرئيس اوباما واضحا منذ البداية أنه لا يصدق فكرة وجود " معتدلين " . ففي 2012 قال لجيفري غولدبيرغ : " عندما يكون لديك جيشا محترفا ترعاه وتسلحه تسليحا جيدا دولتين قويتين ولهما مصالح كبيرة ويقاتل فلاحا ونجارا ومهندسا بدأوا كمتظاهرين وفجأة رأوا انفسهم الان في خضم حرب أهلية، فإن فكرة أن نغير المعادلة علي الارض، بطريقة سوية لا تلزم الولايات المتحدة بإقحام قوات برية، هي فكرة غير صحيحة . "
أوباما لم يكن يؤمن بوجود معتدلين، لكنه تعرض لضغوط من " الصقور " ومن ضمنهم مبعوثيه، فريد هوف والجنرال ألن، للتعجيل باسقاط الرئيس الاسد. لكن الرئيس كان مصرا علي أن " لن نتدخل ونتورط في حرب اهلية تضم بالفعل عناصر ترغب في تحسين حياتهم وتضم ايضا بعض الناس الذين سيعرضون علي المدي الطويل الولايات المتحدة للضرر "
وكانت الاجابة - كما هو الحال غالبا - اللجوء الي الي المزيد من العمليات السرية لتهدئة " الصقور " عن طريق اللجوء للعمليات السرية دعما للمعارضة - ومن ضمنهم الجهاديين .
الرئيس أوباما : تقديرنا أن أيام ( بشار الاسد ) معدودة . والمسألة ليست هل سيرحل بل متي سيرحل .
غولدبيرغ : ألا تستطيع عمل شيئ لتسرع هذا الأمر ؟
الرئيس أوباما : لا استطيع أن أبوح لك لأن إجازتك السرية ليست جيدة بما يكفي (ضحك)
لا يوجد " طريقة سوية "
لكن الادارة الامريكية كانت تري بوضوح كيف كان أخرون يغيرون المعادلة علي الأرض، " بطريقة غير سوية " . وفي 2014 كان جون بايدن نائب الرئيس الامريكي أكثر صراحة
"إن حقيقة الأمر هي القدرة على تحديد هوية العناصر المعتدلة في سوريا - لم يكن هناك عناصر معتدلة لأن العناصر المعتدلة مكونة حتى من أصحاب المحال التجارية وليس جنودا .. وبح صوتي وانا اصرخ أن المشكلة الأكبر تتمثل في حلفائنا - حلفائنا في المنطقة كانوا المشكلة الأكبر في سوريا . الأتراك والسعوديين والاماراتيين، إلخ إلخ. ماذا كانوا يفعلون؟كانوا مصرين علي اسقاط بشار الاسد والدخول في حرب شيعية سنية بالوكالة . فماذا فعلوا ؟ صبوا مئات الملايين من الدولات وعشرات الالاف من الأطنان من الأسلحة لكل من يقاتل بشار الأسد إلا أن الناس الذين زودوهم بها كانوا من جبهة النصرة وتنظيم القاعدة والعناصر الجهادية المتطرفة من كل أنحاء العالم . ولا نستطيع وقف زملائنا من تزويدهم بها . إذن فماذا حدث ؟ وفجأة الآن - ولا أريد أن أكون شديد الطرف. الآن عرفوا أن الله حق- وتمكن الرئيس من تشكيل تحالف من جيراننا السنة، لأن أمريكا لا يمكنها الذهاب مرة أخرى إلى دولة إسلامية واعتبارها معتدية - فكان لابد وأن يقوده السنة ليتدخلوا ويهاجموا التنظيم السني ."
ومن المفارقات أن جون حنا - بفضل خبرته - قال هذا عن سياسة أوباما تجاه سوريا، في اشارة الى اجتماع اوباما في يونيو 2015 مع قادة دول الخليج في كامب ديفيد. وأشار حنا أنه "أكد تفهمه للخطر الذي تشكله إيران على المنطقة":
"تخلص [أوباما] من هذه الأحجار الكريمة : فالعرب، حسب رئيس الولايات المتحدة، بحاجة إلى التعلم من النموذج الايراني. ففي الواقع هم بحاجة إلى نزع صفحة من كتاب قوات القدس - ويعني بهذا تطوير وكلائهم المحليين القادرين على ملاحقة عملاء ايران وإلحاق الهزيمة بهم. بدا الرئيس متعجبا بحزب الله للحوثيين للميليشيات العراقية وإيران لديها مثل مقعد عميق من الوكلاء الفعال على استعداد لدفع مصالحها.
"أين، سأل، هي ما يعادلها على الجانب السني؟ لماذا، وقال انه يريد أن يعرف على وجه الخصوص، والسعوديين وشركائهم لم تكن قادرة على زراعة ما يكفي من اليمنيين لحمل عبء الكفاح ضد الحوثيين؟ العرب، اقترح أوباما، في حاجة ماسة إلى تطوير الأدوات التي تتجاوز القوة الغاشمة من التدخل المباشر. بدلا من ذلك، فإنها بحاجة إلى ذلك، يكون دهاء، sneakier، أكثر فعالية - حسنا، مجرد أشبه ايران "
https://consortiumnews.com/2015/11/17/lost-on-the-dark-side-in-syria/