السبت، 1 أكتوبر 2016

تسجيل صوتي يكشف ماذا قال جون كيري للسوريين خلف الأبواب المغلقة




بيرت، لبنان -- كان وزير الخارجية الامريكي جون كيري يبدو عليه الغضب واضحا، لأسباب ليس أقلها الغضب من حكومته

وإشتكي مرارا وتكرارا لمجموعة صغيرة من المدنيين السوريين أن دبلوماسيته لم تكن مدعومة بتهديد جاد باستخدام القوة العسكرية، وفقا لتسجيل صوتي للإجتماع حصلت علي صحيفة النيويورك تايمز

" أعتقد انكم تتطلعون الي ثلاثة أشخاص، أربعة أشخاص في الادارة ممن رأوا جميعا استخدام القوة، ولم تفز حجتي "

ويقدم النقاش الذي استمر 40 دقيقة، علي هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الاسبوع الماضي، لمحة عن خيبة  أمل السيد كيري من عجزه عن إنهاء الأزمة السورية . وتحول من التعبير عن تعاطفه مع احباطات السوريين من سياسات الولايات المتحدة الي محاولة تبريرها  .

لقد تم الحوار بعد ايام من تصدع اتفاق وقف اطلاق النار الذي كان يقوده، وفي وقت رفض نظيره الروسي صراحة اقتراحه الجديد بوقف قصف حلب . وأعقب تلك النكسات الضربات الجوية السورية والروسية في حلب والتي قالت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس انها أدت لمقتل 338 منهم 100 طفل .

وفي الاجتماع الذي عقد الاسبوع الماضي حاول كيري ان يشرح ان الولايات المتحدة ليس لديها مبرر قانوني للهجوم علي حكومة الاسد، بينما روسيا تلقت دعوة من الحكومة السورية

السيد كيري كان يشعر بالعجز بسبب العمليات العسكرية الروسية وبسبب عدم قدرته علي اقناع واشنطون بالتدخل باستخدام القوة بشكل أكبر . ولم يتمكن ايضا من تسويق معارضي الأسد، مثل هؤلاء الموجودون في الغرفة، في سياسات لا يؤمن بها من أعماق قلبه

ولم تكن احباطاته ولا الاختلافات داخل الادارة الامريكية سرا، ولكن في التسجيل الصوتي للمحادثة إشتكي السيد كيري أن الروس تفوقوا عليه في المناورة وعبر عن اختلافه مع بعض قرارات سياسات اوباما وقال ان الكونجرس لن يوافق ابدا علي استخدام القوة

" نحاول ان نتبع الاساليب الدبلوماسية وهي تصيب بالاحباط ولن تجدوا أشخاص أكثر احباطا منا "

تم عقد اللقاء في البعثة الهولندية في الامم المتحدة في 22 سبتمبر. وكان يتواجد حوالي 20 شخص حول طاولة من ممثلين لاربع جماعات سورية توفر التعليم والانقاذ والخدمات الصحية في مناطق المعارضة ودبلوماسيين من ثلاثة او اربع دول، ورئيس طاقم موظفي كيري والمبعوث الخاص لسوريا. قام بالتسجيل احد الحضور من غير السوريين وأكد عدد من المشاركين صحته

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي يوم الخميس التعليق علي ما وصفه بمحادثة خاصة. وقال ان السيد كيري كان " ممنونا لاتاحة الفرصة للاجتماع بهذه المجموعة من السوريين ليتعرف علي مشاكلهم عن قرب وليعبر لهم عن تركيزنا المستمر علي انهاء هذه الحرب الاهلية "

وقال عدد من المشاركين السوريين فيما بعد انهم غادروا الاجتماع بمعنويات منهارة واقتنعوا ان ادارة اوباما لن تقدم لهم المزيد من المساعدات . وقال احدهم، وهو مهندس مدني يسمي مصطفي السيوفي، ان السيد كيري قال للمعارضة السورية : " قاتلوا من أجلنا لكننا لن نقاتل من أجلكم "

وتساءل السيد السيوفي : " كيف يقبل أي أحد ذلك؟ هذا لا يصدق "

وفي الاجتماع ضغط هو واخرين علي كيري بأدب ولكن بعناد حول ما يعتبرونه تناقضات السياسة الامريكية. وعكست تصريحاتهم الاحساس الشائع بالخيانة حتي ضمن السوريين من لهم جاذبية في واشنطون باعتبارهم شركاء محتملين، من المدنيين الذين يضغطون من اجل ديمقراطية تعددية

وطلبت احدي السيدات، مارسيل شحوارو، " الخلاصة " وتساءلت : " كم من السوريين " سيقتلون  حتي تقوموا بعمل جدي"

" ما نهاية هذا الأمر ؟ ماذا يمكنه عمله ليوقف هذا ؟ "


أجاب كيري ان " عدم مبالاة الاسد لأي شيئ " قد تدفع الادارة الامريكية لدراسة خيارات جديدة وأضاف : " هناك حوار مختلف جاري " منذ القصف المكثف علي حلب ووقف المحادثات مع روسيا

لكنه قال ايضا ان أي مزيد من الجهود الامريكية لتسليح الثوار او المشاركة في قتال سيكون لها اثار عكسية



" تكمن المشكلة، كما تعلمون، في أنك تحصل علي، بين قوسين، منفذين هناك ثم يرفع الجميع سقف المطالب، أليس كذلك ؟ روسيا تدخل المزيد وايران بالمزيد وحزب الله بالمزيد والنصرة بالمزيد والسعودية وتركيا تضع كل أموالهما البديلة وتدمرون جميعا "

وفي نقطة اخري تحدث السيد كيري بتعبيرات قوية عن عمليات التمييز التي وضعتها الادارة الامريكية بين المقاتلين والتي أزعجت المعارضة. الولايات المتحدة تريد من الثوار ان يساعدوها في قتال داعش وتنظيم القاعدة لأن، كما قال، " كلاهما اعلن الحرب علي الولايات المتحدة " . لكن واشنطون لن تنضم لنفس الثوار في قتال حزب الله المتحالفة مع الأسد، حتي لو كانت الولايات المتحدة تصنف حزب الله جماعة ارهابية مثل غيرها من الجماعات الارهابية

 وأوضح كيري : " حزب الله لا يتامر علينا "

وتحدث ايضا عن العقبات التي يتعرض لها في الولايات المتحدة وعن عدم رغبة الكونجرس بإجازة استخدام القوة وان الشعب تعب من الحرب

" الكثير من الامريكيين لا يصدقون انه يتوجب علينا ان نقاتل ونرسل شبابنا الامريكيين ليموتوا في بلد اخري "

وطمأن أحد السوريين المتواجدين في الغرفة كيري قائلا : " لا أحد يطلب الغزو " لكنه أصر أن الثوار بحاجة الي المزيد من المساعدة

وعند اقتراب انتهاء وقت الاجتماع قال كيري للسوريين أن أفضل أمل يتعلقون به هو الحل السياسي لادماج المعارضة في حكومة انتقالية . ثم قال : " يمكن ان تعقدوا انتخابات وتتركوا الشعب السوري يقرر من يريد "

وقال مسئول في وزارة الخارجية طلب عدم ذكر اسمه ان السيد كيري لم يكن يشير الي تحول في وجهة نظر الادارة الامريكية بشأن السيد الأسد، بل كان مجرد يكرر اعتقاده انه سيتم اسقاطه في اول انتخابات نزيهة ستعقد

وفي احدي النقاط أدهش كيري السوريين الموجودين حول الطاولة عندما اقترح عليهم ان عليهم ان يشاركوا في انتخابات تضم الاسد، بعد اربع سنوات من طلب اوباما اسقاط الاسد

ووصف السيد كيري الانتخابات بان القوي الغربية والاقليمية والامم المتحدة هي التي ستجهزها " وفقا لأكثر المعايير صرامة " . وقال ان ملايين السوريين الذين فروا منذ بدء الحرب في 2011 سيتمكنوا من المشاركة

" كل شخص مسجل كلاجيئ في أي مكان في العالم سيتمكن من التصويت. هل سيصوتون لصالح الاسد؟ الأسد خائف من ان يحدث ذلك "

لكن السوريين كانت لديهم شكوك من ان الناس الذين يعيشون تحت ظل حكم الحكومة داخل سوريا لن يشعروا بالأمان للذهاب الي صناديق الانتخابات للتصويت ضد الاسد حتي في وجود مراقبين دوليين - أو من ان روسيا لن توافق علي الانتخابات لو لم تضمن النتائج. وهنا وصل الحوار الي طريق مسدود عندما ذكرته السيدة شيحوارو الناشطة السياسية علي وسائل التواصل بامال المزيد من التدخل الامريكي المباشر .

" اذا فانت تعتقدين ان الحل الوحيد أن يتدخل شخص ما ويتخلص من الأسد ؟ "، سأل كيري .

" نعم "، قالت السيدة شيحوارو

" فمن سيكون ذلك ؟ من سيفعل ذلك ؟ "، تساءل كيري

" قبل ثلاثة أعوام كنت سأقول انت ولكن في الوقت الحالي لا أعلم "




صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 30 سبتمبر 2016

ترجمة اشرف محمد عبد العزيز

















http://www.nytimes.com/interactive/2016/09/30/world/middleeast/john-kerry-syria-audio.html?_r=0


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق