السبت، 29 أكتوبر 2016

ما سبب ولع مؤسسة السياسة الخارجية الامريكية بالمزيد من الحروب ؟ انظر الي المتبرعين لهم .




25 اكتوبر 2016



واشنطون العاصمة ربما هي المكان الوحيد بالعالم الذي يتفاخر فيه بعض الناس علنا بثقافتهم الذائفة وبتجمعهم معا واعلان انفسهم " مراكز أبحاث " وجمع الأموال من أصحاب المصالح في الخارج، ومنهم حكومات اجنبية، لكتابة تقارير لترويج سياسات تضر بالمشاغل اليومية الفعلية للشعب الامريكي

وبصفتي عضو سابق في مجلس النواب أتذكر 16 عاما من جلسات الكونجرس عندما كان يأتي الخبراء العريقين للترويج للحروب في شهاداتهم المبنية علي تفكيرهم الإلتفافي المزخرف والخالي من العمق والواقعية والصدق. وأتذكر جلسات أخري لم يتمكن فيها البنتاغون من تسوية مبلغ تريليون دولار وفقد أثر 12 مليار دولار نقدا أرسلها الي العراق وأجري اختبارا للدفاع ضد الصواريخ حتي تتمكن الطائرة الحربية من التصويب علي الهدف بسهولة. الحرب هي المصدر الأول والأخير للإبتزاز لجني الأرباح.

وإلا فكيف نفسر ترويج من يطلق عليهم نخبة السياسة الخارجية من كلا الحزبين في المدينة للحرب في ليبيا والعراق، وللتدخلات في سوريا واليمن، والتي فتحت صندوق باندورا ليري العالم السازج مبالغ تقدر بترليونات الدولارات يجني منها المتعاقدين مع الجيش أموالا طائلة. لابد من ضم دبابات " الأبحاث " أو مراكز " الأبحاث " في العاصمة واشنطون الي أصناف العربات الحربية المصفحة وعدم إعتبارهم أماكن لتجمع اللاجئين من الأكاديميين.

وفقا لما جاء في الصفحة الأولي لصحيفة الواشنطون بوست الصادرة الجمعة الماضية، قدمت نخبة السياسة الخارجية من كلا الحزبين توصية للرئيس القادم أن يظهر ضبطا للنفس أقل من الرئيس اوباما. كانت ادارة اوباما قد قامت بالهجوم علي ليبيا مع القوي الحليفة التي تعمل ضمن الناتو، بناءا علي طلب من الصقور " الليبراليين " الذين يلوحون بالتدخل الانساني، بمعني الحرب. 

وقد أيدت مراكز الأبحاث غزو العراق. ولأنني لم أكن عضوا في أي من تلك المراكز، أجريت تحليلا خاصا بي في اكتوبر 2002 عن الدعوة للحرب، بناءا علي المعلومات المتاحة لي توصلت بكل سهولة الي نتيجة مفادها أنه لم يكن هناك أي مبرر للحرب. وقمت بتوزيعه علي نطاق واسع علي الكونجرس، وهو ما أدي الي تصويت 125 عضوا من الحزب الديمقراطي ضد قرار الحرب علي العراق. لم أجني أموالا من النتيجة التي خلصت اليها بعدم الدعوة للحرب ولهذا انطلقت حكومتنا الي الهاوية، وكثير من الجنرالات يلوحون بشعارات الحرب،  رغم مظاهرات الملايين في الولايات المتحدة وحول العالم.

ولم تتعلم مراكز أبحاث فرق المسيرات العسكرية في واشنطون شيئا من تجربة العراق وليبيا. الرابح الوحيد هم تجار السلاح وشركات البترول والجهاديين. وبعد سقوط ليبيا مباشرة رفع العلم الأسود لتنظيم القاعدة فوق مبني للبلدية في بنغازي. ثم تلاها علي الفور جريمة قتل القذافي، عندما ضحكت وزيرة الخارجية كلينتون ساخرة، قائلة : " جئنا ورأينا، لقد مات " . ويبدو ان اوباما تعلم من تلك المأساة، لكن مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطون لم تتعلم وتتوق الي مزيد من الحروب

والان يطالب مركز التقدم الأمريكي الذي يعرف نفسه بأنه ليبرالي بقصف سوريا، وقدر ان مغامرات امريكا العسكرية الحالية ستنتهي بحلول 2025، وهو ما يعد انحرافا عن مقولة " المهمة أنجزت " . وقد تلقي مركز التقدم الامريكي، وفقا لتقرير نشرته صحيفة زي نيشن The Nation، تمويلا من شركات عقود الحرب مثل شركة لوكهيد مارتن Lockheed Martin وشركة بوينج التي تصنع القازفات التي يرغب مركز التقدم الامريكي ان تمصر سوريا بجحيم من النيران

وحصل معهد بروكينفز علي عشرات الملايين من الدولارات من الحكومات الاجنبية، خصوصا قطر، اللاعب الرئيسي في الحملة الرامية لإسقاط الأسد. الجنرال السابق في البحرية الامريكية جون ألن الذي يضع أربعة نجوم حاليا زميل بارز في معهد بروكينغز. تشارلز ليستر زميل بارز في معهد الشرق الاوسط الذي تلقي أموالا من السعودية التي تعد قوة التمويل الرئيسية التي تقدم بمليارات الدولارات أسلحة لخلع الأسد وإقامة خلافة سنية تمتد من العراق الي سوريا. أموال الحكومات الخارجية هي التي تسير سياستنا الخارجية

ومع إزدياد صخب طبول الحرب، وقع ألن وليستر معا علي مقال في صفحة الرأي نشر في صحيفة الواشنطون بوست يوم الأحد مطالبين بشن هجوم علي سوريا. وكان معهد بروكنغز قد أقر في تقرير قدمه للكونجرس أنه استلم 250 ألف دولار من القيادة المركزية للجيش الامريكي التي كان الجنرال ألن يشترك في قيادتها مع الجنرال ديفيد بترايوس. هل تذهب أموال وزارة الدفاع الي مراكز أبحاث تروج للحرب ؟ تلك هي النزاهة الأكاديمية علي طراز العاصمة واشنطون

ولماذا تعطي القيادة المركزية، وكذلك إدارة الأغذية والدواء ووزارة النقل ووزارة الصحة والخدمات الانسانية أموالا لبروكينغز؟

قال وزير الخارجية الامريكي السابق كولن باول المشهور عنه قوله : " ما المغزي من هذا الجيش العظيم الذي تتحدث عنه دائما اذا لم نستطيع استخدامه " عن اللحظة الحالية : " اعتقد ان هناك حاجة للمزيد من التحرك الامريكي " . ويدعو أحد كبار المستشارين السابقين للرئيس بوش الولايات المتحدة شن هجوم بصواريخ كروز علي سوريا

 الشعب الامريكي سئم من الحرب، لكنهم نسقوا جهودهم من خلال بث الخوف والدعاية والأكازيب لتجهيز بلدنا لمواجهة خطرة مع سوريا وروسيا .

شيطنة روسيا هي خطة محسوبة لخلق مبرر للمحاربين لمحاولة الهروب من مزبلة التاريخ بإستدعاء شبح هيمنة روسيا علي العالم.

وهذه العملية لها عواقبها الضارة. البي بي سي بثت عرضا تخيليا يضع تصورا للحرب العالمية الثالثة، ويبدأ العرض بغزو روسيا لدولة لاتفيا ( التي 26 بالمئة من سكانها من أعراق روسية و 34 بالمئة من اللاتفيين يتحدثون الروسية في بلادهم )

ويصور السيناريو التخيلي للحرب العالمية الثالثة استهداف روسيا لندن بالضربات النووية. ولا عجب ان تظهر احدي استطلاعات الرأي التي اجريت في صيف 2016 أن ثلثي مواطني بريطانيا وافقوا علي شن رئيس الوزراء البريطاني الجديد ضربات نووية انتقامية. وتقرير شيروت يعطينا الكثير من الدروس المفصلة

مع قرب انتهاء الانتخابات الرئاسية العام الحالي، يتقيئ المفكرين في واشنطون نفس الإجماع من الحزبين الذي أبقي امريكا في حالة حرب منذ أحداث 11 سبتمبر والذي جعل من العالم مكانا أكثر خطرا

وتوفر مراكز الابحاث في واشنطون الغطاء للمؤسسة السياسية، شبكة من الأمان السياسي، مع إطار عمل تحليلي خيالي يوفر المنطق المعنوي والأخلاقي للتدخل العسكري. لقد سئمت من نخبة واضعي السياسة في واشنطون ممن يتلقون الأموال مقابل الحرب بينما يقدمون نفسهم علي أنهم خبراء، علي حساب أرواح الناس الاخرين وعلي حساب رفاهيتنا في الداخل وعلي حساب الشرف المقدس لبلادنا

وأي تقرير يروج للحرب يأتي من مركز أبحاث مزعوم لابد وأن يصحبه قائمة من الرعاة والمتبرعين لمراكز الأبحاث والعلاقات التي يمارس بها المركز ضغوطه من أسماء مؤلفي التقرير 


وواجبنا الوطني يحتم علينا كشف لماذا لم تتعلم مؤسسة السياسة الخارجية ورعاتها من فشلها وبدلا من أن تتعلم تعيد نفس الفشل، في ظل رضوخ الطبقة السياسية ومن يمشون وهم نائمين اثناء ادلائهم بالبيانات الصحفية

وحان الوقت ايضا لقيام حركة سلام جديدة في امريكا، حركة سلام تضم تقدميين ودعاة الحرية علي السواء، من داخل وخارج الكونجرس، لينظموا انفسهم داخل الحرم الجامعي وفي المدن والبلدات في كل أنحاء امريكا ليكونوا بمثابة ثقل موازي لدعاة الحرب من الحزب الجمهوري والديمقراطي ومراكز أبحاثهم ومن يهتفون لهم في الاعلام. ويبدأ العمل الان وليس بعد تنصيب الرئيس الجديد. يجب ألا نقبل الحرب كأمر حتمي ولا القادة الذين يقودونا الي هذا الإتجاه، سواء في الكونجرس او البيت الابيض، لابد وأن يواجهوا معارضة مرئية.


كاتب المقال ديسنيس كوشينيش الرئيس السابق للجنة التقدمية في الكونجرس والنائب عن ولاية اوهايو من سنة 1997 الي 2013 . يمكنك زيارة موقعه الخاص من هنا


ترجمة اشرف محمد عبد العزيز












https://www.thenation.com/article/why-is-the-foreign-policy-establishment-spoiling-for-more-war-look-at-their-donors/

هناك تعليق واحد:

  1. هل تحتاج إلى تمويل؟
    هل تبحث عن المالية؟
    هل تبحث عن المال لتكبير عملك؟
    نحن نساعد الأفراد والشركات للحصول على قرض للأعمال التجارية
    وتوسيع وإعداد الأعمال الجديدة التي تتراوح أي مبلغ. الحصول على قرض بأسعار فائدة معقولة من 3٪، هل تحتاج هذا النقد / قرض للأعمال التجارية ومسح الفواتير الخاصة بك؟ ثم مراسلتنا على البريد الإلكتروني الآن لمزيد من المعلومات الاتصال بنا الآن عبر البريد الإلكتروني: powerfinance7@gmail.com

    ردحذف