الخميس، 27 أكتوبر 2016

منظمة العفو الدولية : وزارة الدفاع الامريكية تتجاهل وجود أدلة تشير الي وقوع ضحايا مدنيين جراء الضربات الجوية الامريكية علي داعش







عجزت السلطات الامريكية المشرفة علي الحرب علي الدولة الاسلامية في سوريا عن الرد علي أدلة تشير الي قوع ضحايا مدنيين نتيجة الغارات الجوية للتحالف وخروقات محتملة لقوانين الحرب، وفقا لتقرير جديد أصدرته منظمة العفو الدولية

وقالت العفو الدولية في بيان صحفي اصدرته يوم الثلاثاء مساءا أنها قدمت لوزارة الدفاع أدلة تشير الي أن 11 غارة جوية نفذه التحالف خلال العاميين الماضيين في سوريا أدت الي مقتل أكثر من 300 من المدنيين - وأن هذه الأدلة قوبلت حتي الان بالصمت

وقالت منظمة العفو الدولية : " السلطات الامريكية لم تقدم أي رد علي المذكرة التي ارسلتها منظمة العفو الدولية لوزارة الدفاع في 28 سبتمبر لطرح اسئلة عن تصرفات قوات التحالف في سوريا " .

وقال لين معلوف، نائب مدير الابحاث لمكتب العفو الدولية الاقليمي في بيروت في بيان أصدره : " نخشي ان يكون التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة متفهما بقدر كبير للأضرار التي سببها للمدنيين في عملياته في سوريا . وتشير الأدلة المتاحة أن قوات التحالف فشلت في كل حالة من تلك الحالات في اتخاز الاحتياطات الكافية لتقليل الضرر الواقع علي المدنيين للحد الأدني والاضرار بالأهداف المدنية " .

وأضاف معلوف ان بعض الضربات المعنية " ربما تشكل هجمات غير متكافئة وعشوائية " .

وقال الميجور في الجيش الامريكي جوش جاك أن القيادة المركزية للجيش الامريكي، وهي مكون الجيش الامريكي الذي يدير حرب التحالف علي الدولة الاسلامية، " علي علم بخطاب العفو الدولية وتجري حاليا تقييما للادعاءات التي يحتويها الخطاب بوجود ضحايا من المدنيين "

وقال جاء في رسالة بريدية ارسلها لصحيفة الانترسيبت : " التحالف شديد الحرص - من تحليل المعلومات الاستخبارية لاختيار السلاح الملائم لاستيفاء متطلبات المهمة - من أجل تقليل مخاطر تعريض غير المقاتلين للأضرار للحد الأدني . وتأتي مزاعم وجود ضحايا مدنيين من عدة مصادر، من ضمنها مراجعاتنا الداخلية الخاصة بنا والتقارير الذاتية للوحدة والتقارير الاعلامية والمنظمات غير الحكومية أو ادارات اخري في الحكومة الامريكية " .

وفي الوقت الذي يتحمل الجيش السوري وحليفه الروسي مسئولية الغالبية العظمي من الضحايا المدنيين داخل حدود سوريا، رسمت المذكرة المكونة من 27 صفحة التي ارسلتها العفو الدولية لوزارة الدفاع الشهر الماضي صورة مفصلة عن حوالي 12 حادثة لعمليات نفذها التحالف وكان المسئولين الامريكيين يصفونها مرارا وتكرارا أنها الأكثر حرصا ودقة في العالم ويبدو انها قد ضلت طريقها

وذكر التقرير : " لم نتبين في عدة حوادث وجود اهداف عسكرية وتشير التقارير انه لم تقع ضحايا غير من المدنيين . وكانت الخسائر في حياة المدنيين مرتفعة جدا في بضعة هجمات حتي أنه من الصعب رؤية كيفية توقع مدي الاستفادة التي فاقت تعريض المدنيين للخطر "


أكثر من ثلث القتلي الذين حصرتهم منظمة العفو وقعوا نتيجة عمليات عسكرية دموية لتحرير المناطق المحيطة بمدينة مانبيج وداخلها من سيطرة الدولة الاسلامية في الصيف. ورغم اختلاف تعداد القتلي بسبب الضربات الجوية اثناء الهجوم، تقول العفو الدولية ان احدي الهجمات التي شنت علي قرية التوخار أدت الي أكبر خسارة في الارواح في تاريخ حرب التحالف علي داعش، حيث قتل 73 مدني - منهم 27 طفل - وفقا لأدلة جمعتها منظمة العفو الدولية .

وفي الوقت الذي أكدت فيه الولايات المتحدة انها فتحت تحقيقا في الحوادث المشهورة التي وقعت في مانبيج، أصبحت جهودها الموسعة في التحقيق في الحوادث المزعومة حول وقوع ضحايا مدنيين في الحرب علي الدولة الاسلامية موضع تساؤل بشكل متكرر


وقال مسئول من وزارة الدفاع ان البنتاغون لم يدرج تقرير منظمة العفو، لكنه تلقي اعتبارا من 13 اكتوبر 249 إدعاءا بوقوع ضحايا مدنيين نتيجة عمليات التحالف في سوريا والعراق . وأدت هذه الشكاوي المستلمة الي فتح تحقيق مغلق في 62 شكوي، وأعلنت نتائج 31 منها للجمهور - 13 في سوريا و 18 في العراق. واعتبر البنتاغون ان 179 من هذه الادعاءات ليست لها مصداقية. وفي سوريا لاتزال هناك خمسة تحقيقات مفتوحة. وزعمت وزارة الدفاع الامريكية ان 55 قتلوا وجرح 29 خلال عامين وخلال الالف من الضربات الجوية للتحالف في سوريا والعراق

وتبدو هذه الأرقام هزيلة بالمقارنة بالارقام التي قدمتها منظمات حقوق الانسان وجماعات اخري تراقب الأوضاع عن الضحايا المدنيين والتي تقول انه قد قتل من 600 الي أكثر من 1000 من الضربات الجوية للتحالف. وبخصوص حالة ال 11 غارة جوية التي تناولتها منظمة العفو الدولية، نشرت المنظمة ان القيادة المركزية الامريكية اعترفت بضحية واحدة فقط نتيجة عملياتها

وجاء في المذكرة التي ارسلتها منظمة العفو الدولية للمسئولين الامريكيين التالي : " بناءا علي تحليلات وابحاث اجرتها منظمة العفو نفذت قوات التحالف هجمات معروفة او مجهولة ربما تكون خرقت القانون الدولي "

وقالت المنظمة ان العجز عن متابعة المزاعم الواردة المزعومة عن وقوع ضحايا مدنيين لا يحقق الغرض من الأمر التنفيذي الذي اصدره الرئيس اوباما في شهر يوليو والذي يلزم المسئولين الامريكيين اجراء تحقيق عندما يعتقد وجود قتلي مدنيين في عمليات مكافحة الارهاب الامريكية

وقالت نورين شاه مديرة برنامج الأمن مع حقوق الانسان التابع لمنظمة العفو الدولية : " هذا يتعارض تماما مع الالتزام المعلن للرئيس اوباما بالشفافية والمحاسبة في هذه المسألة . وزارة الدفاع لابد وان تعترف وتجري تحقيقا فوريا في وقوع الضحايا المدنيين "



صحيفة الإنترسيبت الامريكية
ترجمة اشرف محمد عبد العزيز

بتاريخ 26 اكتوبر 2016

































https://theintercept.com/2016/10/25/pentagon-ignored-evidence-of-civilian-casualties-in-isis-strikes-human-rights-group-says/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق