السبت، 1 أكتوبر 2016

جيش الاسلام : لا نريد أي حرب مع اسرائيل








في فترة من الفترات كنا نعتبر الاسلاميين المتشددين السنة في الشرق الأوسط معارضين يعول عليهم لوجود الدولة اليهودية. وتختلف التنظيمات الاسلامية بدءا من الاخوان المسلمين وصولا الي تنظيم القاعدة حول كل شيئ من المسائل الفقهية وحتي وضع استراتيجية قصيرة المدي، ولكن عندما يتعلق الأمر باسرائيل هناك إجماع بينهم

لكن الحرب في سوريا بدأت في تغيير ذلك. خذ علي سبيل المثال جيش الاسلام، وهو عبارة عن ائتلاف لجماعات من الثوار . قال لي محمد علوش، الزعيم السياسي لتلك الجماعة، يوم الخميس ان مقاتليه لا يسعون الي الحرب مع اسرائيل.

وقال : " ليس لدينا أي نية لشن حرب علي أي أحد غير النظام السوري.ولو قارنا كل عمليات القتل في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي نجد ان النظام السوري ارتكب جرائم أكثر بكثير من كل الجرائم التي ارتكبت في كل الصراع . وهدفنا الان هو التخلص من النظام السوري. "

واستفاض علوش قائلا ان الرئيس بشار الاسد وحزب الله استغلوا قضية الفلسطينيين لدعم حربهم.  وقال : " النظام وحزب الله يستغلون الصراع الاسرائيلي لتجنيد المؤيدين وبناء جيوش وكل هذه الجيوش استخدمت في قتلنا وتجويعنا "

وما قاله علوش مهم لعدة اسباب. أولا علوش يتحدث علنا عما تقوله كثير من الحكومات السنية في السر . واسرائيل عززت من علاقتها الدبلوماسية مع السعودية ودول خليجية اخري اثناء رئاسة اوباما ، فالحلفاء التقليديين لامريكا يخشون ان تسعي الولايات المتحدة للدخول في شراكة جديدة مع عدوهم اللدود ايران

وتبين تصريحات علوش ان اسرائيل اشترت رضا المعارضة السورية. اسرائيل تدير مستشفي ميداني علي جانبها من الحدود السورية للكثير من الثوار السوريين، ومنهم احيانا اعضاء في جماعات ارهابية مثل داعش وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. وقد قال لي مسئولين اسرائيليين انهم لا يتوقعون الحصول علي معلومات استخباراتية ذات قيمة من المستشفي الميداني، وقال لي علوش انها لفتة انسانية مهمة

لكن علوش رغم قوله هذا غير مستعد لاقامة علاقة مع اسرائيل. فعلي غرار السعودية التي تدعم جيش الاسلام لن يتخلي علوش عن الفلسطينيين. وقال لي انه يؤيد قرارات الامم المتحدة التي تطالب اسرائيل بالانسحاب من الضفة الغربية ومرتفعات الجولان. واستقال احد المتحدثين الرسميين لجيش الاسلام بعد ان تعرض لضغوط في الشهر الماضي عندما أدلي بحديث لمركز أبحاث اسرائيلي

علوش من الشخصيات المهمة في المعارضة السورية. وجماعته التي تتألف من عدة ميليشيات اسلامية صغيرة من السلفيين هي جزء مهم مما تبقي من المعارضة المحترمة . جبهة النصرة وداعش يقاتلان الاسد كذلك، لكنهما ترتكبان هجمات ارهابية في كل العالم. وجيش الاسلام لا يفعل. والأكثر من ذلك ان تنظيم علوش يقاتل داعش وأخرج جبهة النصرة من مناطقه في دمشق وحولها .

ومن المؤكد ان تنظيم علوش لا يتكون من ديمقراطيين من انصار توماس جيفرسون. وقال مايكل فايس الذي شارك في تأليف كتاب " داعش : داخل جيش الارهاب " : " عند تشريح الوضع في سوريا تجد ان جيش الاسلام هو احد الجماعات الثورية التي تصيبك بالمزيد من الاحباط. لقد تاجروا بالخطاب الطائفي الاجرامي وعرضوا أسري زعموا انهم موالين للنظام في أقفاص كدروع بشرية لمنع الغارات الجوية" . وتوجه للجماعة تهمة خطف ناشطة حقوق الانسان رزان زيتونة، رغم انكار الجماعة للتهمة

وقال لي تشارلز ليستر، وهو باحث بارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن أنه يقدر أن هناك ما بين 12،000 و 15،000 مقاتل في جيش الإسلام. وقال علوش ان لديه 20،000 مقاتل. وقال ليستر أنه منذ مقتل زهران علوش شقيق علوش خف الخطاب الرسمي ضد الأقليات السورية إلى حد كبير.


وحول مسألة اسرائيل قال ليستر ان علوش كان يعبر عن وجهة نظر الكثير من الثوار السوريين. وقال : " تمكنت الجماعات المسلحة من تبني وجهة نظر بعيدة المدي. والأسد بالنسبة لهم هو الشر الأعظم وأي شخص لا يؤيد الأسد هو أفضل بالمقارنة به. وحتي اسرائيل التي كانوا يعتبرونها لفترة طويلة عدوا لدودا للسوريين يعتبرونها افضل من الاسد وايران وروسيا وحزب الله "

هذه القضية سببت انشقاقا في أوساط النشطاء المؤيدين للفلسطينيين في الغرب. بعضهم يؤيد فرض منطقة حظر جوي في سوريا، وهو اقتراح يؤيده منذ سنوات دعاة التدخل العسكري من اليمين واليسار. في الربيع قامت جماعة من النشطاء تسمي أفاز  Avaaz بتقديم إلتماس يطالب اوباما باقامة هذه المنطقة الأمنة . وفي الوقت نفسه انضمت ميليشيا فلسطينية كبيرة تسمي لواء القدي للقتال الي جانب الأسد في سوريا

عدم وجود تضامن من كثير من الفلسطينيين يحير علوش. وقل لي أنه باستخدام اللغة المألوفة عندهم، الكثير منهم لا يزال يحتفظ بمفاتيح منازلهم التي هربوا منها في حرب 1948 . وقال علوش : " من الجنون ان تعتقد ان شعبا في بلد دمر بشار الاسد 3 مليون منزل فيها سيرغبون في الحرب مع أي أحد غير بشار الأسد " .

صحيفة بلومبيرج بتاريخ 29 سبتمبر 2016

المصدر https://www.bloomberg.com/view/articles/2016-09-29/syria-s-army-of-islam-says-it-wants-no-war-with-israel

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق