الجمعة، 18 أكتوبر 2013

الطيران يقصف مدينة بشرق سوريا بعد مقتل ضابط مخابرات كبير




بيروت (رويترز) - قال نشطاء إن طائرات حربية سورية قصفت مدينة دير الزور بشرق البلاد يوم الجمعة بعد اشتباكات عنيفة دارت مساء الخميس ومقتل واحد من كبار ضباط جهاز المخابرات العسكرية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قناصة قتلوا اللواء جامع جامع يوم الخميس خلال اشتباكات مع جماعات معارضة بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة.
ويعد مقتله الذي احتفى به مقاتلو ونشطاء المعارضة انتكاسة كبيرة لجهود الرئيس بشار الاسد لاستعادة السيطرة على دير الزور.
وورد في إعلان وفاة جامع على موقع فيسبوك أن جثمانه سينقل بالطائرة يوم الجمعة الى قريته زاما في الجبال المطلة على البحر المتوسط معقل الطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد.
وكان جامع (59 عاما) مسؤول المخابرات العسكرية السورية في لبنان الى ان سحبت دمشق قواتها من هناك تحت ضغط دولي مكثف عام 2005.
جاء الانسحاب بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري والذي أنحى كثيرون باللائمة فيه حينذاك على سوريا. وحقق فريق من الأمم المتحدة مع جامع نفسه في هذه القضية.
وتم تعيين جامع بعد ذلك رئيسا للمخابرات العسكرية في دير الزور وهو منصب كبير وله حساسية بسبب تدفق المسلحين السنة عبر الحدود الى العراق حيث كان مسلحون يقاتلون القوات الامريكية والعراقية.
وفي اغسطس آب 2011 اي بعد خمسة اشهر من اندلاع شرارة الاحتجاجات ضد الاسد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على جامع لدوره في "القمع والعنف ضد السكان المدنيين".
ويقول نشطاء إن عشرات قتلوا هذا الاسبوع بين صفوف المقاتلين المعارضين للأسد والقوات الموالية له في اشتباكات حول دير الزور.
وقال المرصد ان اشتباكات اندلعت مساء الخميس في عدة مناطق من المدينة وإن مقاتلين من جماعة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة أعدموا عشرة جنود احتجزوهم في منطقة الرشيدية حيث قتل جامع يوم الخميس.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن مقاتلي المعارضة أحرزوا تقدما وهاجموا مطارا عسكريا قريبا لكن من غير المرجح أن يحققوا انتصارا سريعا وكاملا في هذه المنطقة الاستراتيجية المنتجة للنفط والمتاخمة للعراق.
وأضاف أن معظم أجزاء محافظة دير الزور تحت سيطرة المعارضة الا أن بعض العشائر لا تزال موالية للأسد والسيطرة على المدينة نفسها منقسمة بين المعارضين والموالين.
وقتل اكثر من 100 الف شخص في الحرب الاهلية السورية. وتدعم دول الخليج وتركيا مقاتلي المعارضة بينما تساند ايران وحزب الله الاسد.
وتتزايد الجهود الدولية لعقد محادثات للسلام في جنيف الشهر القادم بعد التوصل إلى اتفاق نادر بين القوى العالمية على تدمير الأسلحة الكيماوية السورية عقب هجمات بغاز السارين قرب دمشق في أغسطس آب الماضي.
لكن الولايات المتحدة روسيا قالتا أمس الخميس إنه لم يتحدد موعد للمحادثات وذلك ردا على إعلان سوري أن المحادثات ستعقد في جنيف يومي 23 و24 نوفمبر تشرين الثاني.
وقالت خولة مطر المتحدثة باسم مبعوث الامم المتحدة للسلام في سوريا الأخضر الإبراهيمي إنه من المقرر أن يجري الإبراهيمي محادثات في الشرق الأوسط الأسبوع القادم سعيا للإعداد للمحادثات.
وأضافت أن الإبراهيمي سيبدأ جولته في القاهرة يوم السبت باجتماع مع وزير الخارجية المصري ومن المتوقع أن تشمل جولته كلا من إيران وسوريا.
وأثناء جولة الإبراهيمي في الشرق الأوسط سيجتمع خصوم الأسد الدوليون في لندن يوم الثلاثاء. وقال مكتب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن فابيوس سيتوجه إلى بريطانيا للمشاركة في الاجتماع الذي سيحضره أيضا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وحتى وإن انعقدت محادثات جنيف فإن احتمال التوصل إلى اتفاق سياسي يمكن أن يتفق عليه الأسد وخصومه ضئيل.
وقال جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري أكبر كتلة سياسية في الائتلاف الوطني السوري يوم الجمعة إن الأسد يجب أن يتنحى كشرط مسبق لإجراء محادثات في سويسرا بشأن التحول السياسي في سوريا.
وأضاف قائلا لتلفزيون العربية إن المجلس الوطني السوري يريد إعلانا مسبقا بأن الأسد وزمرته الحاكمة لن يشكلوا جزءا من الحياة السياسية في سوريا في المرحلة الانتقالية وفي المستقبل.
وقال إنه لابد من تزويد الهيئة الانتقالية التي سيسفر عنها هذا الاجتماع بصلاحيات كاملة بما في ذلك صلاحيات الرئاسة.
وقال الأسد إنه لن يتنحى قبل الانتخابات الرئاسية العام القادم والتي يسعى للفوز فيها بفترة رئاسة ثالثة واستبعد الاتفاق على وقف إطلاق النار مع مقاتلي المعارضة الذين يصفهم بالإرهابيين ويقول إنه لا يمكن إجراء محادثات مع شخصيات معارضة تؤيد التدخل العسكري أو السياسي الأجنبي في سوريا.
وقال خبراء الأسلحة الكيماوية يوم الجمعة إنهم زاروا 14 موقعا من حوالي 20 موقعا من المقرر تفتيشها في المراحل الأولى من مهتمهم للإشراف على تدمير ترسانة يعتقد أنها تحتوي على أكثر من ألف طن من المواد والعناصر الكيماوية.
وتقول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنها واثقة من قدرتها على الالتزام بالفترات الزمنية المحددة لتدمير المخزونات الكبماوية بالرغم من أنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة.
وهناك موقع واحد على الأقل من مواقع برنامج الأسلحة الكيماوية في سوريا -قرب بلدة السفيرة الشمالية- قريب من المعارك الدائرة بين قوات المعارضة وقوات الأسد.
وقال مالك الاهي المستشار السياسي لرئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو إن مباحثات تجرى من أجل الوصول إلى المواقع التي توجد في مناطق ساخنة.
وقال المرصد السوري إن 12 كرديا قتلوا في قصف القوات السورية لقرية تل عرن على بعد ستة كيلومترات تقريبا شمالي بلدة السفيرة.
وأضاف أن 21 شخصا قتلوا في الأربع والعشرين ساعة الماضية في القرية التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبط بتنظيم القاعدة.
وقتل ما لا يقل عن 20 جنديا سوريا وسبعة من مقاتلي المعارضة في هجوم شنه فجرا مقاتلو المعارضة على قاعدة للدفاع الجوي جنوبي السفيرة. ونشبت في الأسابيع القليلة الماضية اشتباكات متكررة في المنطقة بينما كانت القوات الموالية للأسد تسعى لفتح طريق للإمداد من الجنوب إلى حلب يتجنب الطريق السريع الرئيسي الذي يربط الشمال بالجنوب والذي يخضع جزء منه لسيطرة قوات المعارضة.
من دومينيك إيفانز
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق