السبت، 19 أكتوبر 2013

الثوار السوريين يحاربون علي جبهتين وينقصهم التمويل




تركيا -- في أحد العيادات الطبية المكدسة بالجرحي من الثوار السوريين يرقد محمد هدهود البالغ من العمر 23 عاما منتظرا اجراء عملية جراحية لنززع رصاصة استقرت في عموده الفقري . عائلته لا تستطيع تحمل نفقات العملية ورفض اللواء الاسلامي المعتدب الذي يقاتل معه تغطية كافة المصاريف .

وأسفل الممركان  يرقد اثنين من مقاتلي جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وقد تم دفع مصاريف علاجهم . واخرج احدهم من اسفل الوسادة 100 دولار اعطيت له كمبلغ للانفاق علي نفسه .

وقال : " في حالة أردنا أي شيئ اضافي " .

هذان المشهدان شديدي التناقض يبرزان المحنة التي يعاني منها فصائل المعارضة المعتدلة التي تعهد الغرب بدعمها .ففي ظل صراعهم علي التمويل يشتكي قادة المتمردين عدم قدرتهم علي وقف الانتقال الدائم للمقاتلين الي الجماعات الاسلامية المتطرفة ليتمتعوا بالتدفق الدائم للاموال من المتبرعين من دول الخليج الغنية بالنفط .

بعض الفصائل بدأت تشعر بخيبة الامل من بسبب عدم توفر الدعم الكافي من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين حتي غيروا خطابهم وحولوا تحالفاتهم علي امل كسب شيكات نقدية من السعودية وقطر .

وكان قادة المتمردين المعتدلين يحزوهم الامل في زيادة ملموسة في الدعم الغربي بعد الهجوم بالاسلحة الكيميائية في 21 اغسطس حيث ألقي القدر الاكبر من اللوم علي حكومة الرئيس بشار الاسد , ولكن عقب الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا لتدمير مخزون الاسلحة الكيميائية السورية فشل وصول الدعم .

كانت نتيجة ذلك علي الثوار المعتدلين الشعور بالحيرة وانخفاض الروح المعنوية بينما ظهرت جبهة الاسد موحدة .

كان هدهد واخوته الثلاثة يقاتلون مع لواء احفاد الرسول المعتدل نسبيا بعد تشكيلها بفترة بسيطة من بداية الثورة علي الاسد في 2011 . لكنهم يبحثون الان عن مكان اخر يرعاهم .

أبلغ الاطباء عائلة هدهود أنه يمكن شفاؤه تماما لو تلقي علاجا من متخصص لنزع الرصاصة من عموده الفقري .

ونقلت العائلة الخبر في لهفة الي قائد كتيبته متوقعين تغطية تكاليف العلاج المقدرة ب 4500 دولار . لكن القائد ابلغهم انه لا يستطيع الا دفع نصف المبلغ .

وقال اخو محمد الاكبر البالغ من العمر 24 عاما : " شعرت بالدهشة وخيبة الامل . لم يأتي احد من أحفاد الرسول لرؤيتنا . سأتركهم الي كتيبة اخري ترعي شؤن جنودها . لن أترك الثورة لكني سأقول لأصدقائي  وعائلتي أنهم في حاجة الي التفكير في المستقبل " .

وعند سؤاله اين ينوي الذهاب أسرع هدهود الي الجواب : " الدولة الاسلامية في العراق والشام " .ثم اضاف بعد ذلك انه سيجري بحثا علي تلك الجماعة أولا . وهي جماعة تنتمي لتنظيم القاعدة ومعروفة بأساليبها الوحشية ونشرها لتفسير متشدد للاسلام .

 وقال : " لا اتفق معهم كلية . لكنهم يوفرون رعاية جيدة وليس لدي مشكلة في الانضمام اليهم " .

وقال هدهود أنه يؤمن ان احفاد الرسول كان بوسعهم توفير مساعدات اكثر لعائلته . والأسوأ أن هناك مقاتلين جرحي في جماعات صغيرة اخري لا يتلقون أي دعم علي الاطلاق .

ويقدر العقيد محمد عبود , أحد القيادات الكبيرة في الجيش السوري الحر في الجبهة الشرقية, أن اكثر من 70 % من المقاتلين في منطقته الموجودين مع الفصائل المتطرفة الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة كانوا أعضاء في الجيش السوري الحر لكنهم " انتقلوا الي الجانب الاخر بحثا عن الدعم المادي والمرتبات " .

وبينما يتدفق الدعم الي جماعات مثل دولة الاسلام في العراق والشام يزداد الضغط علي المعتدلين الذين يقاتلون الجماعة المتطرفة  في مدن مثل عزاز وحلب .

واصبح قول قادة الجيش الحر أنهم كانوا يحزرون من ذلك منذ ما يقارب العام  ظاهرة معروفة .

وقال هدهود وهو يرتشف فنجانا من القهوة في مقهي في فندق في مدينة انتاكيا التركية " صرخاتنا لم تجد أذانا صاغية " .

وقال العقيد أن قيادة الجيش الحر تفعل ما في وسعها للتصدي لصعود الدولة الاسلامية في العراق والشام ومنها المحاولات العقيمة لتوحيد الجماعات الثورية . وتحدث عن اتفاقيات الدفاع المشترك الموقعة حديثا والجحافل الجديدة ولكن لم يبدو عليه التفاؤل . حيث اعترف قائلا : " الصراحة كل هذا كلام نظري " .

وفي نفس الوقت تخلت جماعات لها ميول اسلامية اكثر مثل لواء التوحيد الذي يعد من اقوي الجماعات الثورية في البلاد عن القيادة الثورية المدعومة من الغرب , حسب قول عبود . واستدل بالتحالف الاسلامي الجديد الذي اعلن الشهر الماضي رفضه للقيادة المدعومة من الغرب وهو التحالف الذي ضم لواء التوحيد وجبهة النصرة وتسع جماعات اخري .

وقال أنه بالرغم من ان شعور قادة الثورة بالقلق من أن العمل في فريق واحد مع الفصائل المتطرفة سيقلل من فرصهم في تلقي الدعم من الغرب , فهذ لا يمثل حاليا عاملا من العوامل التي ترقي الي الدعم الواضح من الغرب .

وبينما تلقي قيادة الثوار المعروفة بالمجلس العسكري الاعلي باللوم علي العجز في التمويل يقول بعض الثوار ان المشكلة تكمن في المجلس نفسه .

ويحزوهم الامل ان يتمكن التحالف الاسلامي  من الحصول علي دعم منطقة الخليج ويوزعونه بكفاءة .

وقال محمد القير الناشط المقيم في تركيا : " الجلس عديم الفائدة وأي بديل لهم سيكون أفضل منهم . " .

http://www.washingtonpost.com/world/middle_east/battling-on-two-fronts-moderate-syrian-rebels-struggle-for-funding-lose-fighters/2013/10/17/fa9232e6-359e-11e3-89db-8002ba99b894_story.html





 http://www.washingtonpost.com/world/middle_east/battling-on-two-fronts-moderate-syrian-rebels-struggle-for-funding-lose-fighters/2013/10/17/fa9232e6-359e-11e3-89db-8002ba99b894_story.html




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق