الأحد، 27 أكتوبر 2013







راس العين - - في 17 من شهر يوليو قام المقاتلين الاكراد بطرد الجماعات الجهادية من مدينة راس العين المختلطة . وبعد ذلك انتشر القتال بين تنظيم القاعدة ووحدات الدفاع الشعبية الكردية في عدة مناطق من شمال سوريا . وأدي قتال الاسلاميين المتطرفين الي زيادة أنصار وحدات الدفاع الشعبية الكردية رغم قربها من المتمردين الاكراد في تركيا .

وتدعي وحدات الدفاع الشعبي أنها وحدات مستقلة، الا أن لها علاقات وثيقة بحزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني . وتري تلك الوحدات انها وحدات محايدة، بالرغم من رؤية صور زعيم حزب العمال الكردستاني المحبوس عبدالله اوجالان منتشرة في كل مكان في معسكرات تلك الوحدات ، وحيث يقول مقاتلي تلك الوحدات انهم يسيرون علي نهج فلسفة عبد الله اوجالان .

وقالت قائدة من القيادات العسكرية لوحدات الدفاع الشعبي  ميليتان دريك متحدثة عن الثوار الاسلاميين :" استطيع القول أن وحدات الدفاع الشعبي الكردية ليست لأجل حزب واحد أو لمصلحة حزب واحد . وهذا أمر ضروري لأن القوات التي تأتي الي أراضينا لا تأتي لأجل حزب واحد، سواء حزب الاتحاد الديمقراطي او غيره، بل يأتون لعتدوا علي كل الارض و الشعب والثقافة  الكردية " .

وقالت في حديث الي موقع المونيتور من مدينة راس العين : " نريد أن نسأل الاحزاب لماذا لم تدعمونا ؟ نريد اجابة علي ذلك "، كانت تشير الي الاحزاب الكردية المنافسة لحزب الاتحاد الديمقراطي التي ترفض الاعتراف بوحدات الدفاع الشعبي الكردية .

وقد عقد المجلس الوطني الكردي والمجلس الشعبي لغرب كردستان التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي محادثات من 23 ال 25 نوفمبر 2012 واتفقوا علي تشكيل جيش كردي موحد، ولكن وبمجرد الاعلان عن الاتفاق رفضت وحدات الدفاع الاتقاق وذكرت أنها " ستتحد مع الشعب" وحسب .

وقالت دريك أن وحدات الدفاع تري في الميليشيات المسلحة الكردية الاخري تهديدا لها . وتقول " انهم يحصلون علي الدعم من الحزب الديمقراطي  الكردستاني وتركيا لخلق قوة جديدة في كردستان سوريا . ويفعلون ذلك بناء علي اجندة خاصة بهم " .

ومع ذلك انضمت العديد من الاحزاب الي وحدات الدفاع، لكن الاحزاب الكردية القريبة من برزاني، بمن فيهم حزبه الحزب الديمقراطي الكردستاني، رفضت الاعتراف بوحدات الدفاع كجيش وطني كردي .

وهكذا تعلقت امال بعض الاحزاب الكردية الاخري بعد الاتفاق بتشكيل ميليشياتهم المسلحة الخاصة بهم، لكن الكثير من اعضائها تم اعتقالهم ونزعت منهم اسلحتهم بالقوة .

قال انور عسو عضو حزب الوحدة الكردي " عندما تم تشكل المجلس الكردي الاعلي قلنا أننا سننضم الي لجنته العسكرية، لكنه لم يفعل بعد " .    وقد ألقي القبض علي أعضاء من لواء الشيخ معشوق خازنداوي الخاص به وأطلق سراحهم فيما بعد .

قام مسعود برزاني رئيس منطقة كردستان العراق وزعيم الحزب الديمقراطي الكردي بتدريب الميليشيات المسلحة داخل العراق والتي تتشكل في غالبيتها من اعضاء في الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا . وفي 13 مايو 2013 ألقت وحدات الدفاع القبض علي 74 عضوا ممن تم تدريبهم من اعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا أثناء محاولتهم عبور الحدود مع العراق . فقام الحزب الديمقرطي الكردستاني باغلاق الحدود بعد أن شعر باليأس من سياسة وحدات الدفاع .

قال عبد الحكيم بشار من مدينة اربيل " لن نكون ابدا جزءا من وحدات الدفاع الشعبي الكردية " . وقال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري المدعوم من برزاني " لقد عرضنا عليهم التنسيق مع جيشهم في المناطق الكردية ولكن ليس تحت اسم وحدات الدفاع الشعبي الكردية "

ويواصل في الوقت الحالي بعض مؤيدي منافسي حزب الاتحاد الديمقراطي الانضمام الي وحدات الدفاع الشعبي ضد القاعدة خوفا من الاسلاميين . ويقول أذاد ايفديك المقاتل في الوحدات وعضو في مجموعة الاعلام الكردية MAFDAR " صديق من الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري سار علي قدميه من عمودا الي قبر معالا مصطفي برزاني ويعمل حاليا مع وحدات الدفاع " 

وهكذا ورغم الاتفاق علي تشكيل جيش كردستاني موحد، ينظر الي وحدات الدفاع انها القوة الوحيدة بين القوات الكردية التي تقاتل القاعدة في راس العين . فبعد أن كان حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الدفاع ضعافا اصبحوا يتلقون دعما كبيرا 

قال الخياط شرف الدين بارازي أن له علاقات مع الجيش السوري الحر وساعد اعضائها علي القدوم الي راس العين . 

وقال بارازي مشيرا الي عملية الاعدام التي ارتكبها الجيش الحر لاعضاء من الجيش السوري " عندما هاجموا راس العين رأيت أن الأمر لم يكن تحريرا بعد أن رأيت الجرائم ضد الامن العسكري " . وادعي أن جماعته بدأت في قتال الجيش الحر عندما رأت السلب والنهب والاعدام علي يد جماعات الجيش السوري الحر فانضم بفيما بعد هو وجماعته الي وحدات الدفاع الشعبي الكردية .

وانضم المقاتل السابق في الجيش السوري الحر محمد حسو الي وحدات الدفاع الشعبي الكردية بالرغم من انه في البداية كان يقدم المساعدة للجيش السوري الحر . يقول " هؤلاء الناس لا يريدون الحرية . انهم افراد عصابات . ولو كانوا يريدون الحرية لساندهم أهل راس العين وحتي وحدات الدفاع الشعبي " . 

ويقول المدنيين أن أنصار وحدات الدفاع قد زادوا . ويقول احمد هيمو الذي يعمل جزارا في راس العين " انهم يحترمون وحدات الدفاع لانهم حموا الشعب وانقذونا  ونستطيع أن نري وحدات الدفاع وحزب الاتحاد الديمقراطي شيئ واحد . والناس رأوا أنه بعد ما حدث في راس العين ، فرغم عدم حب الكثيرين لحزب الاتحاد الديمقراطي ، الا ان فكرهم هو الفكر الافضل .أما الاحزاب الاخري التي لم تحمي الناس فهي احزاب لا تصلح " 

أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي ليسوا هم الوحيدين الذين يحترمون وحدات الدفاع الشعبي .يري محمد راشو عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري والذي يعيش في محافظة اربيل أن وحدات الدفاع هي حامية الاكراد ويقول " في رأيي يري الكثير من الاكراد في سوريا وحدات الدفاع كقوات حامية للقري ضد الهجمات السلفية  ويمكن اعتبارها قوة وطنية " 

ومع ذلك فهو يري أن قوات قوة البوليس شبه الرسمية التابعة لوحدات الدفاع المسماة أسايش  والتي تعمل داخل المدن بينما تعمل الوحدات خارج المدن لا تحظي بنفس الاحترام .

وقال راشو " أسايش تخدم نهجا حزبيا معينا وترتكب الكثير الاخطاء . " . البعض يلوم أسايش علي القبض علي اعضاء من الاحزاب الكردية المنافسة .

قبل أن تبدأ الاشتباكات مع تنظيم القاعدة تضررت سمعة حزب الاتحاد الديمقراطي بعد مقتل 6 من المتظاهرين في مدينة عامودا والقبض علي العديد من النشطاء الاكراد واعضاء الاحزاب في 27 يونيه . ويقول البعض أن هذا هو السبب في بداية الاشتباكات واعلان حزب الاتحاد الديمقراطي  عن خطة لتشكيل ادارة مؤقتة .

وحتي رأي أهالي عمودا قد تغير بعد اندلاع القتال بين الاكراد والاسلاميين . فيقول فيريدون كيكو، الصحفي الكردي المحلي وعضو حزب الوحدة الكردي، " انت تعرف المشاعر الوطنية في عمودا والمدن الاخري . هذه عواقب ما حدث في الثورة وما حدث في راس العين . وهذا ما جعل الشباب يعيدون النظر في أرائهم " .

وقال كيكو " هؤلاء المقاتلين ليسوا مجرد وحدات الدفاع الشعبي الكردي بل هم اصدقائنا . انا شخصيا ساعدتهم في استخدام الرصاص وأول من تبرع بالخبز كان انا " .

وهكذا أعطي القتال مع تنظيم القاعدة بشكل متزايد الشرعية لوحدات الدفاع الشعبي  كقوات كردية مسلحة وزادت من أنصارها .

ويقول فؤاد عكيكو، احد قادة حزب الوحدة الكردي، " الاكراد يخافون من جبهة النصرة وتنظيم القاعدة ويثرون وحدات الدفاع افضل من جبهة النصرة . وكلنا سنقف بجانب وحدات الدفاع لو جاءت النصرة . يأقاتل جبهة النصرة مع وحدات الدفاع لو جاءوا الي قامشلو " .



http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2013/10/al-qaeda-fight-prompts-kurds-support-pkk.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق