السبت، 31 أكتوبر 2015

الحلفاء الجدد للولايات المتحدة في شمال سوريا لا يشاطرونها أهدافها





الشيخ حميدي دهام الهادي، رئيس قبيلة شمر في سوريا والعراق، هو واحد من القادة العرب الذين من المفترض أن تكون ميليشياته من بين المستفيدين من  الإمداد العسكرية الامريكية .ويضم مقره الفخم في وسط حقل القمح في شمال شرق سوريا قاعة استقبال ضخمة. روي غوتمان من صحيفة ماكلاتشي

كتب  روي غوتمان

سوريا - -  بعد فشل برنامجها المقدر بمبلغ 500 مليون دولار لتشكيل قوة من المتطوعين السوريين لمحاربة متطرفي الدولة الإسلامية، بدأت إدارة أوباما محاولة لتمكين ميليشيات عربية للقتال إلى جانب قوات الكردية التي كانت تحصل على الدعم الجوي من الولايات المتحدة على مدى العام الماضي.

هدف الولايات المتحدة المعلن هو إسقاط الدولة الإسلامية من عاصمتها التي فرضتها بالأمر الواقع في محافظة الرقة في سوريا. ولكن لو اتخذنا ميليشيا قبيلة شمر مثالا، وهي أكبر القبائل في محافظة الحسكة، نجد أن العديد من القوى العربية على أرض الواقع لديها أجندة مختلفة. والأمر نفسه ينطبق علي وحدات حماية الشعب الكردي، التي تهيمن على هذه المنطقة، وعملت بشكل وثيق مع الولايات المتحدة منذ الحصار الذي كان مفروضا في العام الماضي علي بلدة كوباني الحدودية .


 أبو عيسى، الاسم الحركي لقائد لواء ثوار الرقة، وهي قوة قوامها نحو 1000 مقاتل، يقول لصحيفة ماكلاتشي: "هدفنا هو الوصول  إلى الرقة" لكن الجيش الامريكي، الذي يسترشد في اختياره للمستفيدين من الأسلحة بميليشيا وحدات الدفاع الشعبي الكرية ، لا  يتصل به، وليس لديها خطط لتزويد قواته. روي غوتمان صحيفة ماكلاتشي

 يمر الطريق الي قصر الشيخ حميدي دهام الهادي بحقول القمح الشاسعة في هذه الزاوية المعزولة من شرق سوريا ومرورا بنقاط التفتيش التي يحرسها أفراد من وحدات الدفاع عن الشعب الكردية ثم حراسه التابعين له

محافظة الحسكة، وهي المنطقة التي تنتج للنفط والغاز والحبوب ، هي الآن جزء من ما تسميه وحدات حماية الشعب الكردية الجزيرة، وهي إحدي  ثلاثة كانتونات تشكل كردستان السورية، أو غرب كردستان، وهي ممر يبلغ طوله 200 ميل على الحدود السورية مع تركيا. وأزعنت الحكومة السورية، التي لا يزال لها قوات في مدينتين على الاقل، لسيطرة .

 ولأن تركيا تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية جماعة ارهابية وأغلقت حدودها بسبب انتماء تلك الوحدات لحزب العمال الكردستاني، فإن الطريق الوحيد لروجافا عن طريق عبارة تقطع نهر دجلة من العراق ومسافة ساعات بقيادة السيارة من طرق ثانوية . 

ويقول الشيخ حميدي وهو يرحب بزواره في غرفة الاستقبال الفسيحة أن هدفه قيادة انتفاضة من قبيلة شمر ضد الدولة الاسلامية " لتحرير سوريا والعراق وما وراءهما " . لكنه يريد أيضا مواصلة نضال عمره قرنين ضد الاسلام الوهابي المحافظ، الذي قال انه دمر اخر إمارة لقبيلة شمر.، وانه يفضل تفكك المملكة العربية السعودية، حيث يسود هذا المذهب المتزمت. "نحن نعمل بالفعل على ذلك".

 وقال ابنه، بندر الحميدي، الذي يرأس ميليشيا الصناديد، إن الأولوية الفورية له هي "تحرير الهوال والشدادي من الدولة الإسلامية"، في إشارة إلى بلدتين في المناطق المنتجة للنفط والغاز في محافظة الحسكة. يقول بندر أن لديه 600-700 مقاتل في الخطوط الأمامية ولديه 2000 مقاتل إحتياطي، ولكنه في حاجة إلى ذخيرة وأسلحة أفضل، بما في ذلك صواريخ تاو المضادة للدبابات .

ولكن أي تحركات من جانب الصناديد تعتمد على وحدات الدفاع الشعبي الكردية، التي عينت الشيخ حميدي شريكا في رئاسة الكانتون وأوصت الجيش الامريكي بتسليم ميليشيا الصناديد المساعدات العسكرية من الإنزال الجوي، التي لم نعلم منها إلا واحدة فقط تمت في 11 أكتوبر

والواقع أن كل قرار رئيسي في كردستان السورية يتوقف علي وحدات الدفاع الشعبي الكردية ، بما في ذلك التوزيع الفعلي للمساعدات الأميركية. وقال بندر الحميدي أن القادة العسكريين للوحدات  أبلغوه أنهم تلقوا الشحنة الامريكية الأولي التي تبلغ 50 طنا من الذخيرة، ولكن هذا  الميليشيات الكردية لم توزعها حتى الآن. ليس واضحا ما إذا كانت الميليشيات الكردية ستدعم خطة بندر لتحرير  الهوال والشدادي.

إذا لم يكن يوجد لدي الصناديد خطط فورية لمهاجمة الرقة، التي تبعد حوالي 150 ميلا الى الجنوب الشرقي من هنا، فإن هذا يعكس وجهة نظر وحدات الدفاع الشعبي الكردية، التي تسيطر على إقليم يبعد ما لا يزيد عن 35 ميلا عن معقل الدولة الإسلامية.

"اننا في وحدات الدفاع الشعبي الكردية لدينا هدف استراتيجي بربط عفرين مع كوباني" قال بولات يمكن، وهو مسؤول كبير في الميليشيا، في اشارة الى جيبين كرديين في كردستان السورية التي يفصلها 60 ميلا عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية. واضاف "سوف نفعل كل ما بوسعنا لتحقيق ذلك."

قال في مقابلة أجريت معه في السليمانية بالعراق أن مناطق أخرى، مثل الرقة، "ليست مهمة جدا"، . الحميدي يدعم خطة حدات الدفاع الشعبي الكردية.

ويقول مسؤولون عسكريون أميركيون أن الولايات المتحدة لن تدعم أي عملية من هذا القبيل، ويقول مسؤولون في انقرة ان تركيا ستمنعها بالقوة إذا لزم الأمر. وتخشى تركيا أنه إذا استولت حدات الدفاع الشعبي الكردية على الممر فإن الملايين من العرب السوريين والتركمان سوف يهربون إلى تركيا.

تصريحات حميدي وقان هي أحدث مؤشر على أن قرارات إدارة أوباما لإصلاح إحدي المشكلات يمكن أن يكون لها  آثارها غير المقصودة على المدى الطويل.

تمت عملية الإنزال الجوي للذخيرة بعد يومين فقط من اعلان الإدارة وضع حد لبرنامج "تدريب وتجهيز" الثوار، الذي أعلن عن  فشله على نطاق واسع. ولكن لم يتضح بعد كيف تم اختيار الجماعات العربية لتكون جزءا من البرنامج الجديد .

ويبدو أن هذه العملية تهدف لإعطاء قوات  وحدات الدفاع الشعبي الكردية حق الاعتراض على تسليح وتشكيل القوات العربية. وقان هو من أعلن عن إنشاء القوى الديمقراطية السورية في 11 أكتوبر، قبل ساعات من انزال الأسلحة. وكانت ميليشيا الصناديد بين المجموعات سماها.

وبعدها بيوم، قال لصحيفة ماكلاتشي أن وحدات الدفاع الشعبي الكردية ستحتفظ بالقيادة العامة للقوة العربية الكردية المشتركة. "  المجتمع الدولي خص بهذه المهمة وحدات الدفاع الشعبي الكردية وحدات الدفاع الشعبي الكردية"، قال.زار مسؤولون أمريكيون المناطق التي يهيمن عليها وحدات الدفاع الشعبي الكردية في-شمال سوريا في اوائل اكتوبر للقاء الشركاء الذين اقترحتهم الميليشيات الكردية . وقال بندر الحميدي أن جلسة الفحص تمت في مزرعة في المنطقة بعد أن رفض الأمريكيون الاتصال به  وبوالده في مجمعهم، بناء على نصيحة من وحدات الدفاع الشعبي الكردية الذين كان أفرادهم حاضرين في المناقشات ."قال الاميركيون انهم سوف ينقلون قضيتنا لقيادتهم وأنهم يأملون أنن توجه لنا الدعوة" قال بندر لصحيفة ماكلاتشي.ولم يتضح بعد ما هو عدد المتطوعين التي ستتمكن القوات المحلية من حشدها، كل وفق أجندته، حسب تقديرات قان هناك 30000 من العرب يقاتلون بالفعل  و40،000 من مقاتلي وحدات الدفاع الشعبي الكردية. لكن تقديرات  المسؤولين الامريكيين أن أرقام وحدات الدفاع الشعبي الكردية هي أقرب إلى 20،000 والعرب أقل من 5000.ولكن بندرقال، "اذا دعمنا الاميركيون يدعموننا سنتمكن من الوصول إلى دمشق. لدينا عشرات الآلاف من الرجال قد ينضموا إلينا في سوريا والعراق ".ليست تركيا وحدها التي من المرجح أن تشكك في نهج الولايات المتحدة في محاربة الدولة الإسلامية في شمال سوريا. تبدو طريقة اختيار المستفيدين من المعونة العسكرية أنها تحابي القوات التي لها أجندة لإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط. ولكن دعم تلك القوات قد يضع الولايات المتحدة في صراع مع المصالح القومية المعلنة لقوى إقليمية مثل تركيا، التي تكره أن نرى سوريا تتفكك. وإيران، التي تريد العراق متماسكا. والمملكة العربية السعودية، التي من المتوقع أن تدافع عن سلامة أراضيها .وفي الوقت نفسه، يتبين أن القوة التي لم تنجح خلال الجولة الأولى من جولات الفحص الخاصة بوحدات الدفاع الشعبي الكردية هي الميليشيا الرئيسية الوحيدة في المنطقة الذي تدعم هدف الولايات المتحدة في مهاجمة الرقة.إنه  لواء ثوارالرقة  بقيادة أحد تجار الرقة الذي يحمل الاسم الحركي أبو عيسى .  استولت تلك الجماعة على مناطق كبيرة فن شمال سوريا من الحكومة السورية وسلمت الباقي لوحدات الدفاع الشعبي الكردية وتضم العديد من المقاتلين من الرقة نفسها."اننا نستعد الآن لمعركة الرقة" قال أبو عيسى لصحيفة ماكلاتشي في أول مقابلة له مع وسائل الإعلام الغربية. واضاف "لكن  مواردنا محدودة للغاية. ونحن بحاجة إلى نفس المعدات التي لدي عدونا "، في اشارة الى الدبابات وحاملات الجنود المدرعة التي استولت عليها الدولة الإسلامية من الجيش العراقي. "جميع أسلحتنا هي غنائم من النظام".وقد تدرب أكثر من 15 من مقاتليه علي يد الولايات المتحدة علي استخدام صواريخ التاو، رغم عدم تزويد قواته بتلك الصواريخ."كنا نقاتل داعش لمدة سنتين تقريبا"، قال. "كنا أول من قاتلهم . وأهم شيئ بالنسبة لنا أننا بحاجة إلى أسلحة، لتشجيع الناس على المجيء للتدريب. إذا حصلت علي الأسلحة والذخائر والدعم أستطيع جمع 10000 مقاتل ".وعلي عكس قيادة شمر، كان أبو عيسى صامتا عندما سئل عما اذا كان يؤيد هدف وحدات الدفاع الشعبي الكردية في الاستيلاء علي  60 ميلا آخري من الأراضي الممتدة على طول الحدود السورية التركية. "هدفنا هو أن نذهب إلى الرقة"، قال.لكنه قال ان الولايات المتحدة لم تكن علي اتصال به. "لم نحصل على أي شيء من الأميركيين. وحتى لم يتصلوا بنا ".وأضاف "نحن في انتظار الدعم".واعترف مسؤولون أمريكيون أن ثوار الرقة لم يتوفر لهم الدعم. "انه يحدث الكثير من الجلبة" قال مسؤول عسكري أمريكي رفض الكشف عن هويته لأنه غير مخول للحديث علنا. "نحن نعمل من خلال القوى الديمقراطية السورية هناك. وهو ليس جزءا من القوة العربية التي تم فحصها ".

 ترجمة اشرف محمد

http://www.mcclatchydc.com/news/nation-world/world/middle-east/article41559747.html

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

سكان حلب يرفضون شرطة الأخلاق: "حان وقت القتال '

27 أكتوبر 2015

في نهاية الأسبوع الماضي توحدت ألوية مختلفة تحكم قطاعات المعارضة في مدينة حلب لتشكيل الحسبة، أو شرطة الأخلاق الإسلامية، على غرار الرجال الملتحين الذين يقومون بدوريات في المراكز التجارية في السعودية وأمثالهم ممن يفتشون عن النساء اللاتي انزلق حجابهن الي الخلف، وغيرها من "الخروقات. "

ولكن حلب ليست المملكة العربية السعودية، فتصدي لهم السكان ورفضوا وسخروا من تشكيل الحسبة.

وأصدرت الفصائل الثورية الرئيسية المشاركة في الحسبة  يوم الاحد بعد تشكيل الحسبة بيانا نفت فيه أي تورط لقيادتهم....

"والقتال في معظم جبهات المدينة وريفها فهذا هو وقت للقتال، وليس لتنظيم المسائل المدنية والشرعية قال الصحفي باسل أبو حمزة الموجود في حلب لمعتصم جمال.

 س: ما هي دار الحسبة التي تشكلت يوم السبت؟
 

هي تحل محل لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت موجودة سابقا [التي كانت تدعمها الكثير من الفصائل بما في ذلك جبهة النصرة ].

ويتمثل دورها في تنظيم أمور الشريعة في حلب، مثل تغطية المرأة تماما ومنع الأغاني بالإضافة لتدخين السجائر في الشوارع.

س: نفت عدة فصائل ثورية كبيرة في حلب أي علاقة لها بالحسبة وقالت انها لا تمثلهم. لماذا حدث هذا في رأيك وهل يشير ذلك إلى وجود انقسامات بين الفصائل؟

بالرغم من أنه ذكر أن بعض  الفصائل الكبري في المدينة، مثل حركة نور الدين الزنكي  ولواء السلطان مراد ولواء فإستقم كما أمرت، كانوا مشاركين في بيان [الأحد] إلا أنهم وجدوا المبررات للانسحاب منه بعد أن رأوا رفضا تاما له في شوارع حلب.

الجيش السوري الحر يريد في الوقت الحالي قاعدة شعبية تدعمه، ولا يريد أن ينفر الناس، لذلك انسحبت هذه الفصائل على الفور من الحسبة.

لا توجد انقسامات بين فصائل الثوار في حلب. بل على العكس ، الجيش السوري الحر معروف للجميع، وفي حلب شهدنا العديد من فصائل
الجيش السوري الحر الصغيرة تنضم الي الفصائل الأكبر . هجمات النظام علي الريف الجنوبي والشمالي وحد  60-70٪ من ألوية الجيش السوري الحر.

س: هل تختلف الحسبة عن الشرطة؟

نتمني النجاح للشرطة الحرة في حلب ، لكنها لم تجد موطئ قدم لها في الواقع نتيجة لعدم وجود دعم [من الفصائل المحلية].

حاولت عدد من الجماعات الثورية القوية على أرض الواقع تشكيل الحسبة لتنظيم أمور الشريعة قبل تنظيم المسائل المدنية مثل تلك التي تخضع لاختصاص الشرطة الحرة: تنظيم الأمن وتسيير دوريات في  الشوارع ليلا ونهارا لمنع السرقات والخطف والقتل.

س: ماذ اكانت استجابة المدنين علي تشكيل الحسبة، حسب معلوماتك؟

سكان حلب رفضوا بشدة تشكيل الحسبة. معظم السكان والنشطاء سخروا منها قائلين أنه والقتال على معظم الجبهات في المدينة وريفها، فهذا وقت القتال، وليس تنظيم المسائل المدنية والشرعية.

ويأتي رفض الحسبة في شوارع حلب أيضا من مخاوف السكان من هجمات النظام على المدينة وتنفيذ حصار عليها.

أولوية الثوار والمقاتلين هي الإنتقال إلى الجبهات ومنع النظام من التقدم والسيطرة على شرايين حلب، مثل طريق كاستيلو، أو التقدم نحو المدينة من الريف الجنوبي. هذا من شأنه أن يشكل خطرا كبيرا على سكان حلب، الذين تحملوا القصف والدمار والموت منذ اندلاع الثورة.


 http://syriadirect.org/news/aleppo-residents-reject-morality-police-%E2%80%98it-is-the-time-to-fight%E2%80%99/

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

فجر الدولة الإسلامية في العراق والشام









فجر الدولة الإسلامية في العراق والشام

أيمن جاويد التميمي

في سياق الحرب الأهلية السورية ظهرت  اثنين من الفصائل الرئيسية للثورة السورية يتشاطران أيديولوجية تنظيم القاعدة: جبهة  النصرة التي تأسست في بداية عام 2012 علي يد أبو محمد الجولاني، والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). في أبريل 2013 إقترح  أبو بكر البغدادي زعيم الدولة الإسلامية في العراق (حيث كانت الدولة الاسلامية في العراق مظلة لتنظيم القاعدة في العراق)، دمج جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق. وبالتالي أعلن عن تشكيل كيان سياسي اسلامي جديد، داعش، والذي ضم  أراضي في العراق وسوريا (الشام). وكان البغدادي يري أن جبهة النصرة كانت في بداية نشأتها تتلقي الدعم المالي والقوات من الدولة الاسلامية في العراق، وبالتالي فإن جبهة النصرة التي تركز علي  سوريا هي مجرد "إمتداد" للتنظيم الذي يتخذ من العراق مقرا له. لكن الجولاني رفض اقتراح البغدادي لدمج جهودهم على أساس أنه لم يستشره. وقال في وقت لاحق ان جبهة النصرة جددت البيعة لأيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة .

في يونيو من عام 2013 كشفت قناة الجزيرة عن خطاب مسرب حكم فيه الظواهري لصالح الإبقاء على الفصل بين الدولة الاسلامية في العراق وجبهة النصرة في وسوريا على التوالي. وأصدرت شبكة الجزيرة لقطات فيديو للظواهري وهو يقرأ الرسالة بصوت عال في نوفمبر 2013. وفسر العديد من المراقبين هذا الإعلان التلفزيوني لزعيم تنظيم القاعدة أنه بمثابة تجديد الدعوة إلى حل داعش، على الرغم من أن مصادر داخل دوائر داعش أبلغوني أن شريط الفيديو المذكور كان يتم تداولة سرا  بين أعضائها لمدة شهور. وعلي أي حال، رفض البغدادي شخصيا الدعوة إلى حل داعش . وبالمثل، رفض أيضا المتحدث الرسمي الجديد  باسم  داعش  أبو محمد العدناني، وهو من قدامى المحاربين السوريين في حرب العراق، الاقتراح بكلمات قوية حتي بلغ به الحد الي اتهام الجولاني  ب"الانشقاق" ووجه تحذيرا  أن داعش لن تقبل حدودا خغرافية على أساس "سايكس بيكو".

هناك اختلافات في تركيبة نظام العضوية لكل من جبهة النصرة وداعش تستحق الملاحظة. في الواقع، الاختلافات بين الجماعتين لها أبعاد وطنية فضلا عن الأبعاد الأيديولوجية. جبهة النصرة تضم في صفوفها نسبة أكبر من الأعضاء من أصول سورية، في حين أن معظم الجهاديين الأجانب في سوريا أعلنوا ولاءهم لداعش. الاختلافات الوطنية بين الفصيلين هي اختلافات هامة. ولكن لا يجب أن  نبالغ  في هذه الاختلافات. معظم المقاتلين الأجانب في سوريا ممثلين بصورة غير متكافئة في القيادة وقوات النخبة  شبه العسكرية الخاصة بداعش. الغالبية العظمى من مقاتلي داعش من المراتب السفلي هم  مواطنين سوريين. لذلك، في حين أن هناك فرقا وطنيا واضحا بين الجماعتين، إلا أن ذلك ليس هو العامل الأكثر أهمية الذي يميزها عن بعضها البعض.

بعد أشهر قليلة من اعلان البغدادي تشكيل داعش لم تكن علاقته بجبهة النصرة في سوريا واضحة دائما.  فعلى سبيل المثال في مارس 2013 استولي أعضاء من فصيل محلي تابع لجبهة النصرة  تحت قيادة قائد محلي يدعى أبو سعد الحضرمي على مدينة الرقة. وظلت أسماء ورايات النصرة وداعش في جميع أنحاء المدينة حتى يوليو 2013. كان الحضرمي ، في الواقع، قد بايع البغدادي، لكنه لم يعترض على وجود جبهة النصرة. بحلول شهر يوليو من عام 2013  تغيرت الظروف وبايع  الحضرمي جبهة النصرة. وعلل ذلك بسبب مخاوفه بشأن سلوك داعش في الرقة ورأي أن استمرار الجهاد تحت اسم داعش يشكل عصيانا للظواهري.وبالتالي انسحب من الرقة مع أتباعه إلى مدينة طبقة، وأعلن العودة إلى الرقة في سبتمبر 2013 تحت راية جبهة النصرة.

وتعكس عودة النصرة إلى الرقة باعتبارها الفصيل الذي يختلف عنن داعش اتساع الفجوة بين الجماعتين على مر الزمن. النصرة لا تزال تتعاون مع داعش في الإدارة الشاملة للمدينة من خلال المشاركة في لجنة الشريعة بالرقة، وهي الهيئة الحاكمة التي كانت تضم أيضا الفصيل السلفي أحرار الشام. ومع ذلك، أصبح انعدام الثقة بين النصرة وداعش واضحا على نحو متزايد. وقد وصل التوتر بين المجموعتين الي درجة الغليان في الصيف الماضي. ففي أغسطس من عام 2013 طردت داعش الكتيبة الرئيسية التابعة للجيش السوري الحر في الرقة مما ترك العديد من المقاتلين في المدينة دون أن يعلنوا ولاءهم لأي جيش . ونتيجة لذلك بدأت داعش والنصرة  في التنافس على الاستحواز علي مجندين جدد من الذين كانوا يوالون سابقا الجيش السوري الحر. وعلى هذا النحو حاولت داعش الاستيلاء على بعض القواعد السابقة للجيش السوري الحر إلا أن النصرة تدخلت  لوقفهم باسم ولاء الجيش السوري الحر للنصرة . وتلي ذلك أعمال عنف بين المجموعتين المنتميتان لتنظيم القاعدة. وأوردت احدي وسائل الاعلام التابعة للمعارضة  والمسماة عكس السير  مؤخرا في نوفمبر  من عام 2013 أن داعش حاولت اللاستيلاء على قاعدة جبهة النصرة في الرقة مما أدى إلى تبادل اطلاق النار بينهم.  وشرح لي أحد المصادر المحلية بعد الحادثة أن القاعدة لم تكن مقصورة علي جبهة النصرة بل كانت ايضا مقرا لجبهة التوحيد، وهي كتيبة بايعت في السابق جبهة النصرة.

ورغم  الحروب وأعمال العنف بين داعش والنصرة ، وليس كل من بايعوا داعش أو جبهة النصرة معادون بالضرورة لأعضاء الفصيل الآخر. على سبيل المثال، أعلنت كتائب كتائب جند الحق، وهي كتيبة من المقاتلين السوريين التابعين للثورة  في بلدة البوكمال على الحدود مع العراق، في البداية نفسها فرعا من فروع جبهة النصرة. وفي وقت لاحق غيرت شعارها وبايعت داعش،  ثم عادت وانضمت إلى النصرة بعد ظهور رسالة الظواهري التي دعا فيها إلى الفصل بين الجماعة الجهادية العراقية والجماعة السورية. وخلال الفترة التي كانت فيها الكتيبة فرعا من فروع داعش كانت لا تزال هناك صور تؤيد جبهة النصرة علي صفحة الجماعة علي الفيسبوك ، مثل صور أعلام جبهة النصرة. وعلاوة على ذلك، في مقابلة أجريتها في نوفمبر 2013 مع الناشط الاعلامي لكتائب جند الحق  زيد أسامة أبوكمالي، أوضح ممثل الكتيبة  أنه على الرغم من الارتداد الحصري  لمبايعة جبهة النصرة إلا أن كتائب جند الحق لا تعادي داعش وتسعى للتعاون معها عبر الحدود، على الرغم من أنها تدعم توجيهات الظواهري للفصل بين داعش والنصرة في سوريا.

ورغم الأعمال العدائية المفتوحة كانت هناك الكثير من الحالات التي تمكنت فيها كلا من داعش والنصرة من التعاون في سوريا. ومن الأمثلة على ذلك حصار قاعدة الشعبة17 التابعة للجيش السوري في محافظة الرقة، وهو الهجوم المنسق ضد معاقل النظام في المنطقة الصحراوية في محافظة حمص، فضلا عن عمليات ضد ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية  وقوات النظام في منطقة القامشلي. وفي كلتا العمليتين نجحت كلتا الجماعتين في التوحد ضد العدو المشترك .

ورغم قدرة كلا الفصيلين علي التعاون، إلا أن  الانقسام بين النصرة وداعش ربما يعد أكبر انقسام داخلي  في الحركة الجهادية العابرة للحدود في بلد واحد. وهي أيضا الحالة الوحيدة المعروفة التي عصي فيها قائد محلي، البغدادي أمير داعش ، علنا أمير تنظيم القاعدة المركزي الظواهري. ، على النقيض من ذلك، قطعت جبهة النصرة شوطا كبيرا في الآونة الأخيرة للتأكيد علي ولائها للظواهري. في الواقع، بدأت النصرة في استخدام اسم بديل على أعلامها . "تنظيم القاعدة في بلاد الشام"، وسط محاولات مزعومة من جانب جماعات ثورية أخرى (مثل الجبهة الإسلامية التابعة لجيش الإسلام الجبهة وقائدها زهران علوش) لإبعاد جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة.

وتقييم هذه الحالات من التعاون والاختلاف بين النصرة وداعش وآثارها على مستقبل ثورة الجهاديين في سوريا والعراق، تجدر الإشارة إلى أن القوى المحركة على الأرض بين الجماعتين لا تزال مرنة جدا . لكن حدوث صراع مفتوح على نطاق الوطن بين الفصيلين هو أمر مستبعد في الوقت القريب. وعلاوة على ذلك، بالنظر إلى الميول الأيديولوجية لقيادة جبهة النصرة الحالية، من المستبعد أيضا تخلي جبهة النصرة عن انتمائها لتنظيم القاعدة.

الاستراتيجيات السياسية للجهاديين

ومع تراكم الأدلة على وجود منافسة بين جبهة النصرة وداعش، حاول كلا الفصيلين تعزيز الدعم السياسي المحلي من خلال تكثيف جهود التواصل مع الجماهير. وقد ضمت محاولات كل منهما "لكسب القلوب والعقول" مجموعة واسعة من الأنشطة، من التوعية الإعلامية وتوفير المساعدات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية مثل تشغيل المخابز وتوفير الخبز بأسعار أقل من تلك الموجودة في السوق السوداء التقليدية. وعلاوة على ذلك، فقد تجنبت الجماعتين الانخراط في السلوك الإجرامي، وهي ممارسة تميزت بها حاليا جبهة النصرة بشكل إيجابي في نظر الرأي العام عن جماعات الجيش السوري الحر في المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الثوار.

تميزت داعش عن كل الجماعات الثورية الأخرى في وصولها إلى السكان السوريين عن طريق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بفعالية ملحوظة. والواقع أن مدى التواصل السياسي والإعلامي لداعش الرامي إلى حشد الدعم المحلي غير مسبوق في تاريخ الحركات الجهادية العالمية. فداعش تحاول أن تظهر في سوريا بطريقة أو بأخرى أنها  "تعلمت الدرس" من فشل تنظيم القاعدة في الاحتفاظ بالسلطة في محافظة الانبار وهزيمتها في نهاية المطاف في حرب العراق. عندما كان أبو مصعب الزرقاوي في قيادة تنظيم القاعدة وثورة الجهاديين في العراق تصرف تنظيم القاعدة بوحشية مفرطة تجاه السكان المحليين من العرب السنة. وقد ساعد هذا على إشعال "صحوات الأنبار" مما أسفر أثناء تقدم القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق عن تشكيل حركة الصحوات المناهضة لتنظيم القاعدة .

والآن تحاول داعش إظهار أنها حريصة على عدم تكرار تلك الأخطاء في سوريا. وبالفعل قامت داعش بعناية بوضع وتنفيذ استراتيجية سياسية تدعو إلى إنشاء مؤسسات سياسية خاصة بها. ونظرا لنجاح استراتيجية داعش فستتمكن من تحقيق مشروعها الأوسع العابر للدول: لإدماج الأراضي في كل من سوريا والعراق. وتتطلع داعش في المستقبل المستقبل لتحقيق رؤية جماعتها النهائية المتمثلة في إقامة الخلافة في العالم الإسلامي.

وتجاوزت سيطرة داعش السياسية على الأراضي السورية كل ما أنجزته الدولة الاسلامية في العراق خلال حرب العراق. وقد حافظت الجماعة على سيطرة مطلقة على بعض المناطق الشرقية في محافظة الحسكة وعدة معاقل علي  الحدود الشمالية في محافظات حلب وإدلب، مثل مدينة الشدادي في الحسكة  ومدينتي إعزاز وجرابلس في حلب، وحتى يناير ،2014 مدينة الدانا في إدلب. وحكمت الجماعة أيضا مناطق متعددة في المركز الحضري لحلب ومناطق المدن الكبري، مثل طارق الباب ومشهد.

 ومع ذلك فحتى الآن كان الأسلوب السائد للحكم الذي اتبعته داعش يتألف من الحكم المشترك من خلال التحالف مع مجموعات أخرى. ونتيجة لذلك، تفتقر داعش إلى القدرة على إزاحة المنافسين من غالبية المناطق التي لها وجود فيها. في محافظة حلب، على سبيل المثال، تشارك داعش السلطة مع الفصائل الثورية الأخرى في مدن مثل منبج و الباب. والواقع أن هناك توترات ظهرت في كلا المكانين بسبب وجود داعش: ويتهم السكان المحليين بانتظام داعش بفرض سيطرتها وحدها من جانب واحد على خدمات مثل المخابز وتوزيع الخبز. وفي محافظة إدلب كان هناك وجود لداعش في العديد من المدن، بما في ذلك معرة النعمان وسراقب. وفي محافظة الرقة، داعش هي أكثر الفصائل المهيمنةعلي عاصمة المحافظة وواحدة من الجماعات الرئيسية في بلدة تل أبيض  الحدودية الهامة . وهناك أيضا وجود لداعش في معظم معاقل الثوار المتبقية في محافظة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط، وكذلك في مدن في محافظة  مدينة دير الزور جنوب شرق سوريا.

ووجود داعش في محافظة دمشق أقل من ذلك بكثير. كانت قد سيطرت علي موقع واحد يدعي  يبرود. لكن الجماعة  تدير معسكرا تدريبيا في الغوطة، وتتحرش بانتظام بقوات الأسد في جبال القلمون والغوطة الشرقية، وفي المناطق التي يسيطر عليها النظام في مدينة دمشق.على النقيض من ذلك، تفتقر محافظة درعا على الحدود الأردنية إلى وجود ملموس لداعش ويهيمن عليها جبهة النصرة.

بناء دولة داعش

تتميز داعش عن الفصائل الثورية الأخرى في سوريا بالموارده المالية. تتمتع داعش بدعم نقدي كبير من الجهات المانحة في الخليج العربي، وهي شبكة ابتزاز واسعة في محافظة نينوى شمال غرب العراق وتسيطر على بعض احتياطيات النفط في شرق سوريا. والأرجح أن الدعم المالي لداعش زاد بعد أن تمكنت الجماعة من تنفيذ هروبا ناجحا من السجن فن بغداد في يوليو 2013 حيث حررت مئات المقاتلين الذين سجنوا منذ تمرد 2006 في العراق

عندما تثبت داعش نفسها في منطقة جديدة، لا سيما  المناطق الخاضعة بالفعل لسيطرة الثوار، تسعي لتوطيد سلطتها من خلال التواصل مع السكان المحليين في شكل اجتماعات دعوية. والاجتماعات الدعوية بالنسبة لداعش هي فرصة لتبني علاقات مع السكان  المسلمين في محاولة لترويج رؤيتهم الأيديولوجية، وفي نفس الوقت تعزيز سلطتهم السياسية. وبالإضافة إلى عقد الاجتماعات في الأماكن العامة، تشمل أشكال أخرى من التواصل الدعوي توزيع منشورات دعائية توضح أيديولوجية داعش وإنشاء مكاتب دعوية .  وبطبيعة الحال كان قيام داعش بالدعوة مستمرا قبل بداية انشاء الجماعة في المنطقة. وفي محاولة لتأكد أن حكمها السياسيي سيدوم، استهدفت جهود داعش دعوة الأطفال بشكل خااص. وسعت الجماعة أيضا لتجنيد الأطفال خلال الأعياد الدينية الإسلامية من خلال تقديم الهدايا لهم. ووقعت أفظع هذه الحالات في مدينة الدانا، حيث وزعت داعش لعبا تحمل علامات تجارية غربية، ومنها سبايدرمان وتليتبيز، بمناسبة عيد الفطر المبارك.

وكجزء من استراتيجيتها الأوسع لتنشئة جيل جديد من السوريين يدعم أجندتها الأيديولوجية، تدير داعش أيضا عددا من المدارس في المناطق التي عززت وجودها بها. وعلي عكس حركة طالبان الأفغانية، لا تمنع داعش الفتيات من الذهاب إلى المدرسة، ولكن الجماعة تطبق الفصل بين الجنسين وتطلب من الفتيات عندما يبلغن الصف الخامس الابتدائي (أي الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 11) ارتداء الزي الإسلامي الصحيح للحضور للمدرسة. وتقدم داعش خدمات أخري لإكمال توعيتها التثقيفية، مثل خدمات حافلات المدرسة في مدينة الباب بحلب .

ولا تتكون دروس داعش،  لكل من البنين والبنات،  من أي شيء عدا عن تلقين وحفظ القرآن والسنة والتفسير وتاريخ الخلفاء الراشدين .تشير بعض الأدلة أن داعش تستخدم الكتب المدرسية في المدارس في الرقة وجرابلس أغلفتها ومحتوياتها نقلت مباشرة من وزارة التربية والتعليم السعودية.فالكتاب الخاص بمادة التوحيد، التوحيد: العقيدة الوسطى في الإسلام، هو أبرز الأمثلة الجديرة بالذكر. وبسبب محدودية مناهج داعش، لا يوجد لدي الجماعة إلا القليل لتقدمه وصولا الي  التعليم الجامعي التقليدي. ففي الرقة، حيث يوجد عدد من الكليات، استخدمت داعش مرافقها لاستضافة اللقاءات الدعوية لطلاب الجامعات. وفي مدن مثل الرقة توفر داعش أيضا التعليم في المساجد.

أقامت داعش أيضا بالإضافة إلى المبادرات التعليمية المحاكم الإسلامية في المناطق التي تتواجد بها. وتعتبر داعش أن الشريعة هي المصدر الوحيد للتشريع، ويتضمن تطبيق "العدالة الإسلامية" استخدام العقوبات الجسدية " الحدود " في مجموعة متنوعة من الجرائم مثل السرقة والالحاد. يتم تطبيق الشريعة أيضا في النزاعات العائلية. وبالإضافة إلى إدارة المحاكم الإسلامية بدأت داعش أيضا في توفير إنفاذ القانون؛ فأنشأت في بعض المناطق مراكز للشرطة لديهم سيارات دورية خاصة بهم. واستهدفت فرق تطبيق الشريعة التابعة لداعش "جنود علويين" متهمين بأنهم يدافعون عن نظام الأسد، وكذلك زعماء ثوريين منافسين معروفين بأنهم أمراء حرب. وفي الآونة الأخيرة قضت فرق "شرطة" داعش في محافظة حلب علي عصابة معروفة باسم غرباء الشام . وفي الوقت الذي عرف عن جماعة غرباء الشام فكرها " المعتدل" بالمقارنة بجماعة داعش التي تستلهم فكر تنظيم القاعدة، كانت تلك الجماعة تشتهر بالإجرام، ليس فقط في نظر داعش بل أيضا في نظر مجموعة متنوعة من الفصائل الثورية الأخرى.

وقد طبقت داعش في سوريا أيضا المفهوم الكلاسيكي للشريعة المعروف بالزمي  في سلوكها تجاه الاقلية المسيحية. وهكذا يعامل المسيحيون كمواطنين من الدرجة الثانية، وتهدد أرواحهم وممتلكاتهم في حالة انتهاك شروط الذمة (على سبيل المثال دفع  الجزية). في تل أبيض، على سبيل المثال، دنست داعش الكنيسة الأرمنية المحلية في نهاية أكتوبر 2013 على أساس أنها تنتهك اتفاق الذمة. وفي الوقت نفسه استغلت داعش فرار معظم المسيحيين من العنف الطائفي في الرقة لتحويل الكنائس إلى مكاتب دعوية تديرها داعش

وتقدم داعش خدمة أخرى في جهود التوعية التي تقوم بها بتوزيع الخبز. كلما تحركت داعش لطرد الفصائل المتناحرة من منطقة (مثل جماعة عاصفة الشمال من أعزاز وجماعة لواء أحرار الجزيرة من بلدة ياروبيا علي  الحدود الشرقية، التي طردت منها داعش علي يد في وقت لاحق من قبل وحدات الدفاع الشعبي الكردي)، وبالتالي خفض الإداريين التابعين لداعش  سعر الخبز لاستمالة السكان المحليين الذين يظهر عليهم التعاطف لفصيل منافس. وبطبيعة الحال، الخبز وحده ليس هو الشكل الوحيد من أشكال  المساعدات الاقتصادية  المقدمة، ففي بعض ضواحي حلب طبقت داعش نظام البطاقة التموينية الرسمي.

منذ أيام 11 سبتمر يدور جدل في كثير من الأحيان بين الكتابحول ماهية أهداف تنظيم القاعدة والجماعات المنتمية لها. يصف البعض تنظيم القاعدة بأنه بمثابة رد فعل على السياسة الخارجية الغربية في الشرق الأوسط، ويحددون أهداف الحركة الجهادية بأنها تقتصر على طرد القوات الأجنبية من العالم الإسلامي. ويرى آخرون أن أهداف تنظيم القاعدة  أكثر طموحا من ذلك بكثير، وتركز على إقامة نظام سياسي إسلامي جديد. ويشير تصوير داعش لأهدافها الخاصة في سوريا والعراق أنها تسعى إلى إقامة دولة إسلامية يمكن أن تصبح نواة خلافة اسلامية جديدة  نسعى في نهاية المطاف للهيمنة على بقية العالم. ورغم خلافات داعش الحالية مع الظواهري إلا أنها التزمت تلتزم بالقول المأثورلأسامة بن لادن أن هناك ثلاثة خيارات فقط في الإسلام: إعتناق الاسلام والخضوع  أو الموت. وتتناقض تلك الأهداف التي تمثلها داعش في سوريا مع الصورة التي تحاول أن ترسخها لنفسها في العراق، حيث تفتقر الى أي سيطرة ملموسة على الأراضي وتفتقر الي آليات إنشاء شبه دولة.وحاولت داعش في العراق تصوير نفسها على أنها مدافعة عن السكان السنة  ضد استفزازات الحكومة "الصفوية".

وتظهر طموحات داعش الكونية جلية في شهادات الفيديو لأعضائها في سوريا. في إحدي الحالات أعلن مقاتل من داعش يدعى أبو عمر الأنصاري، الذي شارك في العملية التي قادتها داعش للاستيلاء علي قاعدة مناغ الجوية في محافظة حلب في أغسطس 2013، أنه من الضروري إقامة دولة إسلامية في العالم بأسره، وأن المشروع لا يقتصر على سوريا. وفي احدي الشهادات في فيديو آخر عبر مقاتل أمريكي في صفوف داعش يسمي أبو دجانة الأمريكي عن مشاعر مماثلة: "سيحكم الإسلام  العالم بأسره" وعبر أيضا مقاتلين بريطانيين في صفوف داعش التقت بهم صحيفة فايسعن نفس وجهة النظر .  وخطاب داعش بالفعل أكثر انفتاحا على مسألة بناء خلافة تتخطي الدول من جبهة النصرة، وأثر بشكل واضح علي الاستراتيجية السياسية للحركة. ففي حلب أقام  أنصار داعش "شبكة تنسيق  دولة الخلافة" لتنظيم مظاهرات تطالب بإنشاء خلافة اسلامية. وتحدث هذه المسيرات بشكل منتظم بعد صلاة الجمعة في مناطق في حلب كانت معاقل لداعش مثل منطقة طارق الباب.

وعلى المدى الأقرب، صرحت داعش أن هدفها الأكثر إلحاحا هو إقامة دولة إسلامية تمتد عبر أراضي العراق وسوريا. وبهذا تصرفوا وفقا لتصريحات البغدادي أن جبهة النصرة والجهاد الحالي في سوريا هم مجرد "إمتدادات" لحملة داعش في العراق. وبعد أن نجحوا في إقامة المؤسسات لشبه الدولة في العديد من المجالات، زادت جرأة داعش في التعبير عن رغباتها الحقيقية، أي أن تصبح نقطة انطلاق لجهاد أكبر يتخطي الحدود الوطنية .

استنتاج

تجسد داعش في سوريا ثلاثة اتجاهات جديدة هامة للتطور الشامل لحركة الجهاد العالمية. أولا، وجود الجماعة في سورية يمثل تحديا صريحا للقيادة المركزية لتنظيم القاعدة، وتوجيهات الظواهري على وجه الخصوص. وقد أدى الي انقسام غير مسبوق في الحركة الجهادية في الهلال الخصيب. ورغم  سعى داعش لتحقيق نفس الرؤية السياسية التي تتجاوز الدول مثل القيادة المركزية لتنظيم القاعدة ، يتعمد زعيم داعش  البغدادي الغموض حول مبايعة جماعته  للظواهري. هل يسعي أبو بكر البغدادي لتأسيس نفسه على انه الخليفة من خلال إطلاق مشروعه لبناء الدولة الاسلامية الخاصة به في سورية مستقلا عن توجيهات الظواهري؟ إذا كان الأمر كذلك، سيصبح التقاتل بين داعش وجبهة النصرة، وأميرها الظواهري،  حتمية منطقية. هل ستزيح داعش وزعيمها أبو بكر البغدادي في نهاية المطاف زعيم تنظيم القاعدة المركزي الظواهري بإعتباره الشخصية التي تمثل المرجعية للمقاتلين الجهاديين وأنصارهم في جميع أنحاء العالم؟ سيعتمد هذا، بطبيعة الحال، في نهاية المطاف على داعش ونجاح جهودها في سوريا.

ثانيا، حققت داعش في سوريا مستوى من النجاح في تأسيس دولة إسلامية لا يقارن بأي نجاح حققه أي فرع من فروع تنظيم القاعدة أو أي جماعة تقاسم تنظيم القاعدة أيديولوجيتها . وبسبب جهودها لتصميم وتنفيذ استراتيجية سياسية من خلال الخدمات الاجتماعية والإعلام والتوعية التثقيفية، فمن المرجح أن تصبح داعش في سوريا نموذجا للحركات الجهادية الحالية والمستقبلية التي تسعى إلى تعزيز سيطرتها على الأرض في بيئة ينعدم فيها القانون. ثالثا، على الرغم من الخلاف بين أعضاء داعش حول ما إذا كانت داعش فرعا تابعا لتنظيم القاعدة، إلا أن داعش في سوريا هي التي ربما تعبر أكثر صراحة عن الأهداف الحقيقية الطويلة الأجل لحركة الجهاد العالمية، وهي: إقامة الخلافة التي ينبغي أن تشمل العالم بأسره.

ومع ذلك فإن قابلية الحياة "لبناء دولة" داعش وتواصلها السياسي موضع شك خطير. الوضع في سوريا هو ببساطة شديد الانقسام  لدرجة لا تسمح لداعش بتوحيد البلاد ككل في ظل حكمها. ولكي تحقق داعش هذا الهدف تحتاج لفتح العديد من جبهات القتال، وهو النهج الذي كلف داعش بالفعل فقدها السيطرة على بعض الأراضي الهامة داخل سوريا. ويتضح هذا جليا في الصراع  المفتوح بين داعش وميليشيات وحدات الدفاع الشعبي الكردية في أعقاب طردها من بلدة رأس العين الحدودية الشمالية في يوليو 2013. وفي حين سارعت التصدي لميليشيات وحدات الدفاع الشعبي وطردهم من مواقع متعددة في محافظتي  الرقة وحلب (مثل منطقة جرابلس في يوليو 2013، وتل أبيض في أغسطس)، تعرضت الجماعة لانتكاسات خطيرة في أقصى الشمال الشرقي علي يد وحدات الدفاع الشعبي. ونتيجة لذلك كان علي قادة الاعتماد على تعزيزات من محافظة نينوى في العراق. وقد أدى هذا التحويل للقوات إلى الشمال الشرقي الي وجود نقاط ضعف  علي طول جبهة حلب ضد قوات النظام. ونتيجة لذلك استطاع نظام الأسد لاستغلال إقتتال الثوار في منطقة حلب واستعاد بعض الأراضي.

ويضاف الي ذلك أنه على الرغم من التوعية السياسية التي تقوم بها داعش، إلا أنها تواجه مجموعة مشاكل أساسية في التعامل مع الفصائل الثورية الأخرى، وبالتالي، في تعزيز السيطرة السياسية. ويرجع هذا جزئيا الي أن داعش ترى نفسها بالفعل ليست مجرد "جماعة" أو "حركة" مثل الثوار الآخرين بل "دولة" لديها صلاحيات لتحكم كل الآخرين. ولذلك فداعش غير مستعدة أصلا لتقاسم السلطة، وغالبا ما تتبنى نهجا شديد الوحشية في التعامل مع الفصائل الثورية الأخرى. والواقع توجد جماعات في العراق، مثل جماعة أنصار الإسلام، وأيضا في سوريا، مثل أحرار الشام، يشتكون من استعصاء داعش. ومن المرجح أن تتزايد التوترات بين داعش والجماعات الثورية الأخرى، كما يتبين من الإقتتال الدائر بين داعش وجماعات ثورية أخرى في محافظات حلب وإدلب  والرقة ودير الزور . في يناير 2014 قتلت داعش شخصية قيادية في أحرار الشام، أبو ريان، الذين سعي للوساطة في النزاع بين أحرار الشام وداعش حول استيلاء الأخير علي بلدة في حلب تسمى مسكنة.

وحسب كل الاحتمالات، سيفاقم القتل التوترات القائمة بين الفصائل الثورية الاسلامية. وفي الوقت الحاضريوجد  ائتلافين ثوريين - هما جيش مجاهدي حلب وجبهة ثوار سوريا في حلب، ملتزمتان بطرد داعش من سوريا. وكان الائتلاف الثالث الذي تشكل في نوفمبر 2013، وهو الجبهة الإسلامية، أكثر غموضا فيما يتعلق بداعش.فبينما كان بعض مقاتليها يشتبكون مع داعش، لم يعلن قادة الجبهة الاسلامية عن وجود رغبة لديهم في تدمير داعش، وإنما افتقرت إلى القدرة على كبح جماح مقاتليها في مناطق مختلفة.

أضعفت داعش نفسها بسبب القتال في جبهات كثيرة للغاية. وانتشرت في مختلف المدن بكثافة ضئيلة جدا حيث سعت إلى تعزيز  سيطرتها السياسية . في 10 يناير 2014  طرد الفصائل المتناحرة داعش تقريبا من جميع مناطق إدلب - باستثناء بلدة سراقب. وفي حلب لا تزال مدينة أعزاز هي المعقل الكبير الوحيد لداعش في محافظة الرقة. و ومع ذلك حتى هناك مضطرة داعش  لمواصلة قتال المسلحين الذين يرفعون راية الجيش السوري الحر ممن بايعوا جبهة النصرة في مدينة الرقة. وفي محافظة دير الزور إندلع قتال في مدينة الميادين بين أحرار الشام وداعش، وتوج بفجير انتحاري بسيارة ملغومة نفذته داعش في مقر أحرار الشام في المدينة.

وجدير بالذكر أن الجماعات الثورية التي تعارض داعش تختلف عن تلك الجماعات  التي تحولت في نهاية المطاف لتصبح حركة "الصحوات" في العراق في ثلاثة جوانب مهمة. أولا، مقاتلي الجبهة الإسلامية يرفضون عموما تلقي دعم غربي لقتال داعش. ثانيا، الإقتتال كان عفويا وانتهازيا، وليس مبادرة مخططة مسبقا ضد داعش. على سبيل المثال، أثار مقتل أبو ريان مظاهرات واسعة النطاق في المدن السورية الشمالية ضد داعش، مما سمح لأعضاء الجبهة الثورية السورية وجيش المجاهدين استغلال الفرصة لمهاجمة داعش. وأقحمت المشاحنات التي تلت ذلك الجبهة الإسلامية في الصراع. ثالثا، هناك درجة من المحلية في هذه الاشتباكات: فلا يزال مقاتلي أحرار الشام يتعاونون مع داعش في جبهة القامشلي ضد وحدات الدفاع الشعب الكردية، وترفض بعض فروع أحرار الشام (على سبيل المثال في تل الابيض) قتال داعش. وبالمثل، تحاول جبهة النصرة لعب دور الوساطة في محافظات دمشق وإدلب وحماية مقاتلي داعش في القلمون.

وكانت خسائر داعش لللأراضي حتي الان كبيرة، ولكن لا يجب تفسير الاقتتال بين هذه الجماعات الإسلامية الثورية على أنه بداية نهاية داعش في سوريا. فبإمكان الجماعة أن تتراجع في الظلال في الحرب مع جميع ثوار "الصحوات"  (على حد تعبير المتحدث باسم داعش في خطابه الأخير حول الاشتباكات)، ويمكنها متابعة الهجمات التخريبية السرية في محاولة لإضعاف منافسيها داخل صفوف الثوار. وبالتالي قد تصبح التفجيرات والاغتيالات التي تستهدف بها داعش ميليشيات الصحوات التي نلاحظها في العراق بانتظام اليوم هي النمط الجديد في سوريا.

ومنذ يناير عام 2014 كانت داعش تتلقي إدانات شديدة من القيادة المركزية  لتنظيم القاعدة بسبب تصرفاتها الوحشية تجاه الجماعات الثورية المتنافسة . ففي احدي الحالات في مدينة جرابلس قام انتحاري من داعش بتفجير سيارة ملغومة استهدفت ثوار آخرين مما أدي لمقتل 33 شخصا. وحينها أصدر  أبو خالد السوري، الرجل الذي عينه الظواهري للتوسط بين داعش وجبهة النصرة، بيانا نأى ببن لادن والظواهري، وحتى أبو مصعب الزرقاوي من "جرائم" داعش  الأخيرة . وطالب  أعضاء داعش بالتوبة. ويبدو الآن أن الفجوة بين القيادة المركزية لتنظيم القاعدة وداعش ستستمر في التزايد.

http://www.hudson.org/research/10169-the-dawn-of-the-islamic-state-of-iraq-and-ash-sham

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

الولايات المتحدة تتخلي عن حماية الثوار السوريين المدعومين من السي آي إيه







واشنطن (ا ف ب) - أدي التدخل العسكري الروسي لدعم الحكومة السورية الي إجراء تحقيق جديد في دعم وكالة المخابرات المركزية سرا للثوار السوريين الذين يقاتلون بشار الأسد. ولكن ما مدى استعداد الولايات المتحدة لتمكين وكلائها للتصدي لحلفاء فلاديمير بوتين؟
يبدو أن الإجابة: أن مدي هذا الاستعداد بعيدا جدا.
قال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست
للصحفيين يوم الثلاثاء "التصدي لمشاركة روسيا في سوريا لن تكون بقدر" قتال الدولة الإسلامية، التي أعلنت الخلافة في أجزاء من سوريا والعراق.
وبعد أن قضت وكالة الاستخبارات المركزية أكثر من عامين في العمل سرا مع حلفائها العرب لتسليح وتدريب وتمويل آلاف ممن يطلق عليهم الثوار المعتدلين المعارضين للأسد، كان المسؤولون الأميركيون يشاهدون في الأيام الأخيرة القنابل والصواريخ الروسية تستهدف تلك الجماعات.
ويقول مسؤولون أمريكيون وخبراء من الخارج أنه من غير المرجح أن تحمي إدارة أوباما الثوار المدعومين من وكالة المخابرات المركزية من الضربات الجوية الروسية - عن طريق تزويدهم بصواريخ أرض-جو، على سبيل المثال - خوفا من أن تقع في الأيدي الخطأ وتستخدم ضد ركاب الطائرات في هجوم إرهابي. ويقول المسؤولون إنه هناك أنه ليس لدي البيت الأبيض
رغبة لفرض الولايات المتحدة منطقة حظر طيران في سوريا.
وبدلا من ذلك كانت الولايات المتحدة تواصل تسليم الثوار صواريخ تاو الامريكية الصنع المضادة للدبابات . ونشر الثوار الصواريخ بحجم  كبير على مدى الأشهر الستة الماضية، وحتى أكثر من ذلك في الأسبوع الماضي، ودمروا العشرات من المدرعات
السورية الروسية الصنع .

تطلب وكالة المخابرات المركزية الامريكية من الجماعات الثورية التي وتدعمها أن تصور شريط فيديو عند كل استخدام لصواريخ تاو وإرسال الشظايا الفارغة إلى العملاء الأميركيين في تركيا، وفقا لتشارلز ليستر، الخبير السوري في مركز بروكنجز الدوحة، وأكد مسؤول أمريكي هذه الترتيبات، متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول لمناقشة هذه المسألة علنا.
صواريخ التاو "بها إمكانيات اذا تمكنوا من استخدام ما يكفي منها والثوار مهرة" قال جيفري وايت، وهو محلل سابق في وكالة مخابرات وزارة الدفاع وهو الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى .
واضاف "يمكنهم أن يتسببوا إما في فشل قوات النظام  أو يجدون صعوبة بالغة في تحقيق تقدم، وهذا
على الأقل ضغطا غير مباشر  على الروس حتي يتوقفوا أو يواصلون ."
لكن صواريخ تاو ليست مصممة لاسقاط الطائرا ت
والمروحيات الروسية . وقال وايت أنه إذا استمرت القوة الجوية الروسية في استهداف وقصف الثوار الذين دربتهم  وكالة المخابرات المركزية  سيتم إرسال رسالة تقشعر لها الأبدان.
واضاف "لقد إنحزنا لهؤلاء الرجال وقمنا بتدريبهم وأنفقنا عليهم وأرسلناهم إلى المعركة، وعندما تعرضوا للخطر نتركهم."
لم يتحدث الرئيس باراك أوباما عن برنامج وكالة الاستخبارات علنا، لكنه قال إن روسيا تخاطر بالانزلاق الى مستنقع في سورية وان روسيا تتحرك من موقف ضعف.
كما تواجه أوباما معضلة محيرة. فمن ناحية يعتبر الهدف الرئيسي لامريكا في سوريا هو تدمير الدولة الإسلامية، وهو جيش من المتطرفين لديه المليارات من الدولارات تحت تصرفه. يعتقد المسؤولين الأميركيين أيضا أن إبعاد الأسد من سوريا هو مقدمة أساسية لهزيمة حركة الدولة الإسلامية التي يحركها سخط الطائفة السنية من الطبقة الحاكمة العلوية. والروس يعملون على إبقاء الأسد في السلطة.
جهود وكالة المخابرات المركزية، التي دربت ومولت ما يصل إلى 10،000 من الثوار السوريين على مدى العامين الماضيين، منفصلة عن البرنامج التدريبي الفاشل لوزارة الدفاع التي أوقفته وزارة الدفاع الأمريكية الأسبوع الماضي. برنامج البنتاغون يلزم المقاتلين   قتال  الدولة الإسلامية فقط، وليس الحكومة السورية، وتمكن البرنامج من تخريج أقل من 80 رجلا.
فام برنامج السي اي ايه الذي يعد برنامجا سريا من الناحية الفنية بنقل المال والسلاح وتدريب ما يسمى الثوار المعتدلين الذين يقاتلون الأسد. بعد أن تعرض لبعض الإخفاقات في وقت مبكر، وبدأ الثوار المدعومين من وكالة المخابرات المركزية خلال فصل الصيف ممارسة ضغط جدي على حكومة الأسد، يقول مسؤولون امريكيون, ومع ذلك قال ليستر ومحللين آخرين ان الميليشيات المتطرفة كانت هي الجماعات الرئيسية في تلك التعاقدات.
كانت العلاقة بين الثوار المدعومين من وكالة المخابرات المركزية
والمتطرفين هي نقطة الخلاف. بعض المشرعين الذين اطلعوا على البرنامج قلقون للغاية بشأن ما إذا كانت وكالة الاستخبارات المركزية ستتمكن من السيطرة على المسلحين وتتعقب الأسلحة التي تقدمها لهم.
قال ليستر أنه  تم تقديم أكثر من 550 صاروخ تاو للثوار، نقلا عن مصادر من الثوار الذين تعقبوا الشحنات. وأضاف أنه لم يصل الي علمنا إلا أربعة فقط منها وقعت في  أيدي مقاتلي تنظيم القاعدة.
وقال وايت إذا
انهارت حكومة الأسد في نهاية المطاف ستحتاج الولايات المتحدة حلفاء في ظل ما يرجح أن يصبح صراعا طويلا على السلطة في هذا البلد. يجب ألا تردع  المخاوف من الإرهاب امريكا عن الاشتراك مع الثوار لمناهضة اللأسد.
واضاف "اذا لم يكن لدينا شخصا هناك الآن يدين بالفضل للولايات المتحدة فلن نجد أحدا في لعبة ما بعد الأسد ."


نقلا عن وكالة الاسوشيتد برس  

ترجمة اشرف محمد 

http://bigstory.ap.org/article/2c9bc3139ece47fb8da35873c27ed124/us-draws-line-protecting-cia-backed-rebels-syria#

السبت، 10 أكتوبر 2015

مسئولين: قبل أن تقصف روسيا كان ثوار السي اي ايه يحققون مكاسب في سوريا

واشنطن (ا ف ب ) - قال مسؤولون أمريكيون أن الثوار السوريين المدعومين من السي آي إيه في سوريا، الذين كانوا قد بدأوا في ممارسة ضغط جدي على قوات الرئيس بشار الأسد، يتعرضون الآن للقصف الروسي واحتمال إنقاذهم علي يد أسيادهم الأمريكيين ضئيل   .

ويقول المسؤولون أن روسيا وجهت أجزاء من حملتها الجوية خلال الأسبوع الماضي  ضد الجماعات التي تمولها الولايات المتحدة والمعارضة المعتدلة الأخرى وبذلت جهود متضافرة لإضعافها. إدارة أوباما لديها عدد قليل من الخيارات للدفاع عن هؤلاء الذين سلحتهم ودربتهم سرا .

الروس "يعرفون أهدافهم، ولديهم قدرة متطورة لفهم وضع ساحة المعركة" قال النائب مايك بومبيوكان، الذي يعمل في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، وكان حريصا على عدم تأكيد البرنامج السري . واضاف "انهم يقصفون في المواقع التي لا علاقة لها بالدولة الإسلامية" .

وتحدث مسؤولون أميركيون آخرون في مقابلات بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب انهم غير مخولين لمناقشة هذه المسألة علنا.

بدأت وكالة الاستخبارات المركزية عملية سرية في عام 2013 لتسليح وتمويل وتدريب المعارضة المعتدلة للأسد. خلال تلك الفترة قامت وكالة الاستخبارات المركزية بتدريب ما يقدر بنحو 10000 مقاتل، ومع ذلك حجمهم  الحالي غير واضح.

هذه العملية منفصلة عن تلك التي يديرها الجيش التي قام فيه بتدريب مسلحين على استعداد لمواجهة داعش حصريا. واعتبر هذا البرنامج على نطاق واسع برنامجا فاشلا، وأعلنت وزارة الدفاع يوم الجمعة أنها تخلت عن هدفها الرامي الي انشاء قوة سورية تدربها الولايات المتحدة، واختارت بدلا من ذلك تسليح الجماعات القائمة لمحاربة داعش.

كانت جهود وكالة المخابرات المركزية قد تعثرت لسنوات - لدرجة أنه خلال فصل الصيف اقترح البعض في الكونجرس خفض ميزانيتها. وقد تم القبض على بعض الثوار المدعومين من السي اي ايه  والبعض الآخر فر إلى الجماعات المتطرفة.وبرنامج  السي اي السري السري هو الطريقة الوحيدة التي استخدمتها الولايات المتحدة لمواجهة الأسد عسكريا. وفي العلن كانت الولايات المتحدة تركز جهودها على قتال داعش وحث الأسد علي ترك منصبه طواعية.

"ربما حوال من  60-80 في المئة من الأسلحة التي نقلتها أمريكا ذهبت إلى تنظيم  القاعدة وفروعه"، قال جوشوا لانديس الخبير في الشؤون السورية في جامعة أوكلاهوما.

ويقول المسؤولون الأميركيون أنه في الأشهر الأخيرة بدأت الجماعات المدعومة من وكالة المخابرات المركزية، التي تقاتل إلى جانب المزيد من الفصائل المتطرفة في إحراز تقدم في جنوب سوريا وشمال غرب البلاد. في شهري يوليو وأغسطس، استولى الثوار الذين تدعمهم الولايات المتحدة علي أراضي في سهل الغاب، في شمال غرب محافظة  إدلب ومحافظة حماة. وهذا السهل هو حاجزا طبيعيا بين المناطق التي يسيطر عليها المسلمون السنة والطائفة العلوية التي ينتمي لها الاسد و الموالين له. وكان الاستيلاء على سهل الغاب يعتبر بمثابة اختراق نحو إضعاف العلويين.

ويقول مسؤولون أن  تلك المكاسب وغيرها عرضت العاصمة دمشق للخطر.

ولكن في الأيام الأخيرة، ضربت الغارات الجوية الروسية الجماعات الموجودة في المنطقة، وفقا لمعهد دراسة الحرب، وهو معهد أبحاث بواشنطن يتتبع الوضع عن كثب . وقد ضرب القنابل والصواريخ الروسية مباني محددة مرتبطة بالمعارضة السورية المعتدلة، وفقا لما أدلي به مسئول أمريكي عن المعلومات الاستخبارية.

ويصر المسؤولون الروس انهم يقصفون مسلحي الدولة الإسلامية وغيرهم من الإرهابيين.

ويرى مسؤولون في المخابرات الامريكية العديد من العوامل التي تحفز تدخل روسيا: إعادة تأكيد تفوق موسكو كقوة عظمى ودعم  الأسد والرغبة في توجيه ضربة للولايات المتحدة التي تصر على رحيل الأسد لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.
ويقول مسؤولون أن روسيا مهتمة أيضا بإحتواء داعش، وهي منظمة تضم الآلاف من المقاتلين الشيشان الذين قد يشكلون تهديدا لروسيا.
ولكن علي المدي القصير "استنتاجي هو أن توقيت تدخلها كان بدافع أن وضح الأسد كان حرجا بالفعل" قال النائب جيم هيميس  عن ولاية كونيتيكت، وهو ايضا عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب .
تسعى الإدارة جاهدة للردعلي  تحركات روسيا، ولكن قلة يعتقدون أن الولايات المتحدة ستتمكن من أن تحمي حلفاءها الثوار  السريين. ويقول مسؤولون ان الادارة استبعدت تماما تزويد الجماعات المدعومة من  المخابرات المركزية الامريكية بصواريخ ارض-جو ليتمكنوا من اسقاط الطائرات، خوفا من أن تقع
 هذه الأسلحة في نهاية المطاف في الأيدي الخطأ.
وقال النائب آدم شيف، كبير الديمقراطيين في اللجنة، أن على الولايات المتحدة النظر في إنشاء منطقة حظر الطيران تتيح للثوار مكانا آمنا من خلاله القيام بعمليات وإسقاط المروحيات السورية التي تقصف المدنيين. وقال انه يجب على الولايات المتحدة أيضا تقديم الأسلحة للحكومة الأوكرانية لمحاربة الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا.
وستتطلب منطفة الحظر جوي من الجيش الامريكي أن يكون جاهزا للمشاركة في المعارك الجوية مع الحكومة السورية، وهو غير مستعد للقيام بذلك.
الادارة الامريكية "تناقش مزايا اتخاذ مزيد من الإجراءات أو سواء تفضيل ترك بوتين يشنق نفسه" قال في اشارة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
"خياراتنا بدأت تضيق أكثر مما كانت عليه قبل أسبوعين"، قال السناتور انجوس كينغ  الذي يعمل في لجان الاستخبارات والخدمات المسلحة. "أنا لا أعتقد أن هناك أي إجابة بسيطة ... أصبحت المزيد من المشاركة الجوية مشكلة كبيرة بسبب الاشتباك الروسي."


ترجمة اشرف محمد 
نقلا عن الاسوشيتد برس 

http://hosted.ap.org/dynamic/stories/U/US_CIA_SYRIAN_REBELS?SITE=AP&SECTION=HOME&TEMPLATE=DEFAULT

الخميس، 8 أكتوبر 2015

صواريخ كروز الروسية تساعد السوريين علي مواصلة الهجوم





 بيروت، لبنان-   أطلقت روسيا وسوريا هجوما منسقا عن طريق البر والجو والبحر اليوم الاربعاء، سعيا إلى استعادة المكاسب التي حققتها مؤخرا   الجماعات الثورية التي كانت قد بدأت في اللانقضاض على الساحل السوري، المعقل الهام لسلطة الرئيس بشار الأسد .

وقالت موسكو انها أطلقت 26 صاروخ كروز على أهداف سورية من الزوارق البحرية في بحر قزوين علي بعد  900 ميلا، على الرغم من أنه لم يتضح على الفور ما إذا كانت قد ضربت في منطقة الهجوم البري.

ورغم أن هذا الهجوم المنسق لا يزال في مراحله الأولى إلا أنه كشف عن عمق التحالف المنسق  بين سوريا وإيران وروسيا وجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية، وفقا لمسؤول في التحالف، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لمناقشة مسائل تخص الاستراتيجية العسكرية.

وقال المسؤول أن التدخل الروسي - نتيجة لخطط الحلفاء الأربعة على مدار ما لا يقل عن 4-6 أشهر - قد جدد شبابه قوات الحكومة السورية ودفن أي شكوك حول التزام روسيا نحو الرئيس السوري.

على الرغم من دعوات غربية لرحيله، لا يزال الأسد في السلطة منذ أكثر من أربع سنوات في حرب قتل فيها ربع مليون شخص وتشرد نصف البلاد.

"لا مزيد من الأسئلة،" قال المسؤول في لهجة تجدد الثقة والتفاؤل. "ولا على أي مستوى."

تعد رغبة روسيا المتزايد لرمي قوتها العسكرية الكاملة وراء الرئيس الأسد بالنسبة لمؤيديه ومعارضيه على حد سواء، إقليميا ودوليا،  تغييرا في قواعد اللعبة. فمؤيديه يرون أن هذا يعطي مهلة لصفوف المقاتلين المنهكين وترفع الروح المعنوية. وتعني لمعارضيه ،مواجهة عدو يفوقهم قوة ويقيد خياراتهم بشدة - على سبيل المثال، استبعاد فرض منطقة حظر جوي أو منطقة عازلة على طول الحدود مع تركيا.

ركزت روسيا عملياتها الاولي على ائتلاف المتمردين المعروف باسم جيش الفتح  وليس على الدولة الإسلامية، وفقا لمسؤول من التحالف الموالي للحكومة، لأنه مواقع جيش  الفتح هي أكثر المواقع التي تهدد بشكل عاجل محافظة اللاذقية الساحلية الحاسمة التي تسيطر عليها الحكومة ، في حين أن قوات الدولة الإسلامية في أقصي الشرق، ويمكن عزلها وضربها لاحقا. اللاذقية هي موطن أجداد عائلة الرئيس الأسد وأبناء الطائفة العلوية  الذين يمثلون الكتلة الحرجة من مؤيديه.

يوم الاربعاء كان المرة الاولي التي تتحول فيها قوات الحكومة منذ فصل الربيع "، من الدفاع الى الهجوم"، قال المسؤول .

بدا أن الهجوم كان يركز على مساحة تمتد من شمال محافظة حماة  وجنوب محافظة إدلب ، حيث تهدد قيادة الثوار الساحل من أرض مرتفعة . ووقعت الهجمات البرية الأولي حول ثلاث قرى يعتبرها الثوار خط الدفاع الأول في منطقة جبل الزاوية الاستراتيجية .

ويبدو أن القصف قد وصل إلى مستويات جديدة من الحدة في بعض الأماكن. وأظهر احدي مقاطع الفيديو الدخان الأبيض علي ارتفاعات كبيرة أعلي مآذن احدي القري، في حين أظهرت مقاطع اخري ما لا يقل عن عشرة انفجارات - ووصف الشخص الذي يقوم بالتصوير الأسلحة بأنها صواريخ - في أقل من خمس دقائق.

وأطلق الثوار أثناء القتال الدائر يوم الاربعاء عدة مرات صواريخ تاو المتقدمة المضادة للدبابات التي زودتهم بها سرا  وكالة الاستخبارات المركزية على دبابات روسية الصنع في سوريا، مما ترك انطباعا بوجود حرب بالوكالة بين روسيا والولايات المتحدة. ونشرت جماعات ثورية، من ضمنها اثنان من التي تلقت المساعدات الأميركية، الفرقة 13 وصقور الغاب، أشرطة فيديو أظهرت الصواريخ الموجهة تتجه نحو الدبابات وتدمرها.

كان الهدف  الرئيسي للهجوم هو استهداف المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة التي تعارض كل من الرئيس الأسد والدولة الإسلامية، والتي تضم جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة السوري. ولكن كانت هناك غارات جوية في أماكن أخرى في سوريا، وفقا لوكالة سانا السورية التي قالت ان الطائرات الحربية السورية والروسية قامت بهجمات علي أهداف في الباب، وهي مدينة تقع في شرق محافظة حلب  تسيطر عليها  الدولة الإسلامية.منذ فترة طويلة

وبينما قال مسؤولون روس إن الصواريخ التي أطلقت من بحر قزوين استهدفت الدولة الإسلامية، وتسمى أيضا داعش قال مسؤولون غربيون ان الغالبية العظمى من الهجمات وجهت ضد جماعات الثوار التي تقاتل الأسد. ولم ترد تقارير عن انفجارات كبيرة في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في الشرق، مما يقلل من احتمالية اصابة صواريخ الكروز لمعاقل الجماعة.

وجاءت انباء الهجمات الصاروخية في لقاء تلفزيوني بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو . والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

"أطلقنا الصواريخ من أراضي بحر قزوين علي مسافة أكثر من 1500كيلو  وأصبنا الأهداف بدقة، وهذا يدل على المؤهلات العالية"، قال السيد بوتين، في اشارة الى افراد الطاقم البحري. وقال السيد شويجو أن لم يصب مدنيين.

العملية البرية ستتوسع في نهاية المطاف لتشمل وحدات جديدة من مقاتلي حزب الله، الذي لعب لفترة طويلة دورا رئيسيا في الخطوط الأمامية، فضلا عن التشكيل الحالي للقوات السورية المدعومة جوا من الروس ، وفقا لمسؤول في الحلف. وبالإضافة إلى ذلك، كان المستشارين العسكريين الايرانيين نشاط على الأرض في سوريا وعلى الأرجح أن سيشاركون في مثل هذه العملية الحاسمة.

ولم ترد تقارير عن مشاركة الروس في القتال، على الرغم من أحد المسؤولين رفض استبعاد احتمال مشاركة "المتطوعين" .

المقصود من الهجوم البري أولا دفع المتمردين خارج شمال محافظة حماة ، ومن ثم للتحرك شمالا إلى محافظة إدلب، وفقا لمسؤول  ودبلوماسيون ومحللون في المنطقة. وبالإضافة لجبل الزاوية تحاول الحكومة استعادة جسر الشغور، وهي مدينة في إدلب استولى عليها الثوار في شهر مارس، وهو النصر الذي كان يعتبر نذير شؤم على الحكومة السورية.

جيش الفتح هو تحالف من الاسلاميين يضم جبهة النصرة. وغالبا ما يقاتل الى جانبها الجماعات الأكثر علمانية التي تطلق على نفسها اسم الجيش السوري الحر، وبعضها تلقت مساعدات أميركية. وروسيا ترفض حتى الآن أن نميز بين جيش الفتح والدولة الإسلامية، واصفة المجموعتين بأنهما إرهابيتين. وتعرضت بعض جماعات الجيش السوري الحر للغارات الروسية.

ويوم الاربعاء قال المتمردون انهم تمكنوا من صد بداية الهجوم البري الجديد. "توقف النظام عن التقدم، ولكن قذائف الهاون ما زالت تضربنا"، قال أبو عماد، وهو مقاتل في حركة اسلامية تسمي جند الأقصى، الذي لم يعطينا سوى الاسم الحركي لأجل سلامته. وقال ان الاستجابة الموحدة من العديد من فصائل الثورة ساعدت في صد الهجوم.

وجري الأشادة مقاتل بأحد المقاتلين مع الفرقة 13 ووصفوه "ملك صواريخ التاو" بعد أن قيل انه دمر أربع دبابات باستخدام صواريخ تاو . ونشر نشطاء صور له وهو مبتهج أثناء تناوله وجبة احتفالية ومقاتلين آخرين يستقلون دبابة تم الاستيلاء عليها.

وعندما سئل وزير الدفاع اشتون كارتر في مؤتمر صحفي في روما حول الهجوم البري عبر  اسفه من "استخدام نظام الأسد للعنف ضد شعبه".

وأضاف السيد كارتر "، إلى حد أن روسيا تساعد علي ذلك، وهذا هو السبب الأساسي الذي يجعلنا نعتقد أن روسيا ترتكب خطأ في أعمالها في سوريا."



نقلا عن النيويورك تايمز
ترجمة اشرف محمد

http://www.nytimes.com/2015/10/08/world/middleeast/russia-syria-conflict.html

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

الثوار السوريين المدعومين من أمريكا يطلبون صواريخ مضادة للدبابات

بيروت (رويترز) - ناشد الثوار السوريين المدعومين من الولايات المتحدة  ادارة اوباما يوم الجمعة تزويدهم بصواريخ مضادة للطائرات للدفاع عن مواقعها ضد الضربات الجوية التي تشنها روسيا بلا هوادة والتي اسنهدفت معظمها حتى الآن المعارضة المعتدلة لحكم الرئيس بشار الأسد.

وحث بيان مشترك أصدرته الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الاخرين الذين ساعدوا بشكل جماعي وحدات الثوار المعتدلة روسيا علي وقف استهداف الثوار المعتدلين و"تركيز جهودها على مكافحة داعش"، وهو اختصار يشير إلى الدولة الإسلامية.

وأشار مسؤولون أمريكيون أنه لا توجد خطة فورية لتقديم مساعدة إضافية إلى وحدات الثوار التي تم تسليحها وتدريبها في إطار برنامج سري بقيادة وكالة المخابرات المركزية يهدف إلى دعم الجماعات المعتدلة وإضعاف قبضة الأسد على السلطة.

هذه العملية السرية منفصلة عن برنامج البنتاغون الذي حظي بدعاية كبيرة لتدريب قوات لمحاربة الدولة الإسلامية والتي لم ينتج عنها حتى الآن أكثر من أربعة أو خمسة مقاتلين موالين، ويرجع إليها الفضل الي حد كبير في مساعدة الثوار علي تحقيق تقدم على مدى الأشهر الستة الماضية في المناطق التي يستهدفها الروس الآن .

وواصلت الطائرات الحربية الروسية قصفها لمواقع الثوار في شمال سوريا لليوم الثالث على التوالي اليوم الجمعة، وللمرة الأولى قالت وزارة الدفاع في موسكو أن الضربات أصابت أيضا أهدافا في قلب أراضي الدولة الإسلامية، في شمال شرق محافظة الرقة السورية .

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال ايغور كوناشنكوف، أن غارتين ليلة الخميس أصابتا معسكر تدريب للدولة الإسلامية ومركز قيادة جنوب مدينة الرقة، وتوسيع نطاق الحملة الجوية.

لكن الضربات الجوية المتواصلة يوم الجمعة دلت أن الأولوية الرئيسية لروسيا لا تزال هي استهداف الثوار المناهضين للأسد في شمال وغرب سوريا، الأمر الذي يشكل تهديدا أكبر بسيطرة النظام على العاصمة دمشق من نهديد قوات الدولة الإسلامية المتمركزة في أقصى الشمال و شرق البلاد.

الهجمات التي شنتها الطائرات الحربية الروسية في محافظات حماة وحمص وإدلب "لم تستهدف داعش" قال بيان مشترك للولايات المتحدة وحلفائها، مستخدمين الاختصار العربي للدولة الإسلامية. "وتشكل هذه الأعمال العسكرية مزيدا من التصعيد ولن تؤدي إلا الي مزيد من التطرف والتشدد".

ووقع علي البيان حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا والمملكة المتحدة الذين شاركوا بشكل جماعي في تسليح وتدريب الثوار المعتدلين من خلال مراكز العمليات المشتركة في تركيا والأردن.

وقالت إحدي المجموعات التي تلقت أسلحة وتدريبا في إطار البرنامج أن مواقعها في مدينة لطامية الواقعة في محافظة حماة قصفت ب 15 قنبلة اليوم الجمعة، وهي ثالث وأعنف يوم على التوالي من الغارات ضد المدينة. على الرغم إصرار المسؤولين الروس  أن هجماتهم لا تستهدف إلا الدولة الإسلامية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة أو منظمات إرهابية "أخرى" ، إلا أنه لا يوجد جماعات عسكرية أخرى موجودة في المدينة، وفقا للنقيب مصطفى معراتي ، المتحدث باسم لواء تجمع العزة التابع للثوار  .

وقال ان شريط فيديو صادر عن وزارة الدفاع الروسية يوم الخميس يعرض مشهدا لتدمير مقر للدولة الإسلامية وفي الواقع كان مركز قيادة الجماعة المدعومة من الولايات المتحدة. وقال ان الروس يستخدمون طائرات سو 34  وهي طائرات أكثر تطورا من طائرات القوات الجوية السورية الحالية، لذا فهناك حاجة  لتسليمهم  صواريخ أكثر دقة مما كان عليه الحال عندما كانت الطائرات الحربية السورية تقصف ، حسب ما ذكر.

 "انهم يفعلون هذا لسببين. أولا، لأننا أصدقاء الولايات المتحدة ويريدون تحدى الولايات المتحدة.  وثانيا، لهزيمة الجيش السوري الحر على الأرض لتظهر للعالم أن المتطرفين هم الوحيدين الذين يقاتلون الأسد، ولذا لابد من بقائه" قال معراتي قبل لحظات من انفجار ضخم قطع المكالمة معه.

وقال أن هذه الضربة الجوية الروسية الثانية اليوم والسادسة خلال ثلاثة أيام، مضيفا في وقت لاحق أنه قد تلتها 13 ضربة جوية اخري. وقال أن وحدته تلقت بالفعل صواريخ تاو  TOW المضادة للدبابات من الولايات المتحدة في إطار البرنامج السري. وقال انه ما لم يحصل أيضا علي صواريخ مضادة للطائرات فإن وحدته معرضة لخطر القضاء عليها.

"على الاقل أعطونا صواريخ مضادة للطائرات"، قال.

وقال حسن الحاج علي، قائد صقور الجبل، وهي جماعة اخرى تدعمها الولايات المتحدة استهدفتها الغارات الروسية يوم الخميس، أنه ما لم تقدم الولايات المتحدة المساعدة للثوار الذين ظلوا حتى الآن متمسكين بالمطالب المعتدلة للثورة ضد حكم الاسد في 2011 فهناك خطر من زيادة تطرف الثوار الذين لديهم . وقال أنه لم يتلقي ردا علي مطالب المساعدات من الولايات المتحدة والتي نقلت عبر وسطاء قالوا انهم سوف يتشاوروا مع قادة الولايات المتحدة .

"نحن بحاجة لأحد أمرين.إما سياسة واضحة من الولايات المتحدة بمنع روسيا والنظام من قصف السوريين، أو ترسلوا لنا صواريخ مضادة للطائرات حتى نتمكن من مواجهة الطائرات الروسية "، قال متحدثا من خط المواجهة الرئيسي بين الثوار والدولة الإسلامية في مدينة مارع شمال حلب .

"اذا لم تساعدونا سيفقد الناس الثقة في داعمينا، وهذا سيزيد التطرف" اضاف.

وقال مسؤول عسكري أمريكي أن الطلب قيد النظر. وكانت طلبات متكررة من الثوار المدعومين من الولايات المتحدة لتزويدهم بصواريخ مضادة للطائرات لاستخدامها ضد الطائرات السورية قد رفضت مرارا في الماضي.

"انها مسألة معقدة والاجابة عليها أكثر تعقيدا" قال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة هذه المسألة بحرية. وقال "أي قرارات نتخذها ستكون لها تداعيات"، وليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة ولكن أيضا لشركاء واشنطن في التحالف العسكري ضد الدولة الإسلامية.


ترجمة اشرف محمد

نقلا عن الواشنطون بوست


 https://www.washingtonpost.com/world/russian-warplanes-strike-deep-inside-islamic-states-heartland/2015/10/02/ace6dfcc-6866-11e5-bdb6-6861f4521205_story.html

الاثنين، 5 أكتوبر 2015

" المعتدلين " في سوريا اختفوا ولا يوجد أخيار .







حلقت القوات الجوية الروسية مباشرة داخل المجل الجوي للغرب . وقيل لنا أن الروس يقصفون " المعتدلين " في سوريا - " المعتدلين " الذين أقر الأمريكيون أنفسهم منذ شهرين أنه لم يعد لهم وجود

الأمر أشبه بدمقاتلي داعش الذين غادروا اوروبا للقتال من أجل " الخلافة " . هل تتذكرونهم ؟ فمنذ شهرين وساستنا وقادتنا وكتابنا الكبار يحذروننا جميعا من المخاطر الجسيمة التي يشكلها الاسلاميين الذين " نشأوا في بلادنا " ممن غادروا بريطانيا ودولا اوروبية اخري وأمريكا للقتال مع وحوش داعش . ثم بدأ تدفق مئات الالاف من الاجئين عبر البلقان الي اوروبا بعد أن خاطروا بالموت في البحر المتوسط - وقيل لنا من نفس الزعماء الساسيين أن نحذر أن يكون بينهم قتلة من داعش .

المثير للدهشة هو الكيفية التي يسافر بها المقاتلين المسلمين الاوروبيين جوا الي تركيا للانضمام لداعش ، وبعد أسابيع قليلة يغرقون في قوارب تتسرب منها المياه أو يعودون سيرا علي الأقدام مرة اخري ليستقلوا القطارات من المجر متوجهين الي ألمانيا . ولو كان هذا الهراء حقيقي فأين الوقت الكافي اللازم لتدريب كل هؤلاء الارهابيين للاعتداء علينا عندما يعودون الي اوروبا ؟

ويجوز بالطبع أن يكون كل هذا مجرد سرد قصصي .  وعلي النقيض ، فاق جوقة الرعب الذين صاحبوا الضربات الجوية الروسية القاسية في الاسبوع الماضي كل حدود العقل .

فلنبدأ بضبط الواقع .  الجيش الروسي هو قتلة محترفين قتلوا الابرياء في الشيشان لسحق انتفاضة الاسلاميين هناك وسيقتلون ابرياء في سوريا أثناء محاولتهم سحق تشكيل جيش جديد من الاسلاميين وانقاز نظام بشار الاسد . وقد ناضل الجيش السوري ، الذي يضم بين أفراده مجرمي حرب ، بضراوة للحفاظ علي الدولة - واستخدم البراميل المتفجرة لهذا الغرض . وحارب أيضا حتي الموت .

يزعم "المسؤولين الأميركيين" - تلك المخلوقات التي تعشقها صحيفة النيو يورك تايمز - أن الجيش السوري لا يقاتل داعش . لو صدق ذلك فمن علي وجه الارض قتل 56000 جندي سوري الذين قتلوا حتي الان في الحرب السورية - هذه الاحصائية سر رسمي لكنها مع ذلك حقيقية -  ؟ هل هو الجيش السوري الحر السخيف ؟ 

بلغ هذا الهراء أوجه في ملحمة " المعتدلين "  السوريين التي تعاد من وقت لاخر . هؤلاء الرجال هم في الأصل منشقين عسكريين في الجيش السوري الحر الذي كانت الدول الاوربية وامريكا تعتبره قوة محتملة موالية للغرب لاستخدامه ضد جيش الحكومة السورية . لكن الجيش السوري الحر انهار وفسد وانشق " المعتدلين " مرة اخري لينضموا هذه المرة الي جبهة النصر وداعش الاسلاميتين وباعوا الاسلحة التي زودتهم بها امريكا لمن يدفع أكثر أو تقاعدوا في هدوء وبحكمة في الريف حيث احتفظوا بقليل من الكمائن المتفرقة . 

وأقرت امريكا باختفائهم وتحسرت علي مصيرهم وخلصت الي انه هناك حاجة الي " معتدلين " جدد ، واقنعت المخابرات المركزية الامريكية بتسليح وتدريب 70 مقاتل وألقت بهم هذا الصيف عبر الحدود التركية للقتال حيث ألقت جبهة النصرة القبض عليهم جميعا عدا 10 منهم وأعدمت إثنين منهم . ومنذ اسبوعين سمعت شخصيا أحد أبرز الضباط الامريكيين السابقين في العراق - الرجل الثاني السابق لديفيد بتريوس في بغداد - يصرح أن " المعتدلين " إنهاروا منذ فترة طويلة . الان تراهم - الان لا تراهم . 

ومع ذلك وفي غضون ساعات من الهجمات الجوية الروسية في الاسبوع الماضي قامت واشنطون وسصحيفة النيو يورك تايمز والسي ان ان والبي بي سي المسكينة وتقريبا كل الصحف في العالم الغربي بتشريح تلك الأشباح وقالوا لنا أن الروس يقصفون " المعتدلين " الشجعان الذين يقاتلون جيش بشار الاسد . وهم نفس " المعتدلين " الذين ، حسب نفس الرواية من نفس المصادر التي اوردتها قبل اسابيع قليلة ، لم يتبقي منهم أحد . وانضم خيرة محللينا وخبرائنا ، وهي دوما عبارة مراوغة ، الي نفس اسلوب الجوقة

لذا فنحن الان بحاجة الي الحقائق الصعبة . الجيش السوري يضع قائمة الاهداف العملياتية للقوات الجوية الروسية . لكن فلاديمير بوتن لديه أعداء خاصين به في روسيا . 

الضربات الجوية الاولي - التي كانت أبعد ما تكون مستهدف بها " المعتدلين " الذين تخلت عنهم امريكا منذ فترة طويلة -  كانت موجهة الي عدد كبير من قري التركمان في أقصي شمال غرب سوريا التي كانت محتلة منذ عدة شهور من المقاتلين الشيشان - وهم نفس الشيشان الذين كان بوتن يحاول تصفيتهم في الشيشان نفسها . تلك القوات الشيشانية اعتدت علي ودمرت الموقع 451 العسكري الاستراتيجي الواقع علي قمة التل في شمال اللازقية العام الماضي . فلا عجب أن يضعهم الجيش السوري علي قائمة أهدافه . 

الهجمات الاخري لم تكن موجهة لداعش لكنها كانت موجهة لأهداف تابعة لقوات جيش الشام الاسلامي في نفس المنطقة . ولكن في ال 24 ساعة الاولي كانت القنابل الروسية تلقي علي خط امدادات داعش في المناطق الجبلية الواقعة فوق مدينة تدمر . 

وقام الروس بالتحديد بهجمات علي الطرق الجبلية حول مدينة سلامية - وهي نفس الطرق التي كانت تستخدمها قوافل داعش الانتحارية في شهر مايو الماضي لهزيمة القوات السورية في مدينة تدمر الرومانية العتيقة . 

وقصفوا ايضا مناطق حول مدينة الحسكة والقاعدة الجوية التي استولت عليها داعش في الرقة حيث كانت القوات السورية تقاتل الاسلاميين طوال العام الماضي ( وقطعت رؤسهم حين استسلموا ) 

القوات البرية الروسية موجودة في سوريا لمجرد حماية قواعدهم . وهي قوات برية رمزية - لكن فكرة وجودهم هناك لقتال داعش هي كذبة . الروس ينتوون جعل القوات البرية السورية هي التي تتعرض للموت نيابة عنهم . 

لا ، لا يوجد أخيار وأشرار في الحرب السورية . الروس لا يعنيهم قتلهم للابرياء كما هو الأمر مع الجيش السوري والناتو . وأي فيلم عن الحرب السورية سيحمل العنوان " وفرة من مجرمي الحرب " 


ولكن بحق السماء لنتوقف عن ترديد الخيالات . فمنذ أيام قليلة قال لنا المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض أن القصف الروسي " يدفع العناصر " المعتدلة " لانضمام للمتطرفين " 

من يكتب هذا الخيال العلمي ؟ " العناصر المعتدلة " بالطبع . 

روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت 

ترجمة اشرف محمد

http://www.independent.co.uk/voices/syria-s-moderates-have-disappeared-and-there-are-no-good-guys-a6679406.html