الاثنين، 11 يناير 2016

داعش "تديرعملية هجرة متطورة" على الحدود التركية السورية





                                         صورة من الاسوشيتد برس لمقاتلين من داعش علي الحدود التركية السورية عند مدينة تل أبيض

حصري: كشوف المسافرين التي استولت عليها القوات الكردية في تل الابيض تحمل نفس الأختام لوثائق أخرى خاصة بداعش كانت صحيفة الغارديان قد تمكنت من التحقق منها



تشير الوثائق التي حصلت عليها صحيفة الغارديان أن الدولة الإسلامية كانت تديرعملية هجرة متطورة من خلال بلدة سورية علي الحدود مع تركيا حتى هزيمتها في المنطقة من قبل الاكراد هذا الصيف.

تحمل كشوف المسافرين المؤرخة بين ديسمبر 2014 ومارس 2015، والتي تم الاستيلاء عليها من قبل القادة الاكراد في تل أبيض، أختام "وزارة الهجرة"  و"وزارة النقل" التابعتين لداعش.  وتكشف أن الحافلات التي كانت تمر عبر المدينة قدمت أسماء وتواريخ الميلاد وبطاقات الهوية عشرات المسافرين.

 وكان معظم الركاب المسجلين يسافرون من داخل الأراضي التي تسيطر عليها داعش. وكشفت احدي الكشوفات عن دخول مجموعة مكونة من خمسة تونسيين من الذكور والإناث تتراوح أعمارهم بين 23-36 المنطقة. تم تسجيلهم على أنهم قادمين من القيروان، وهي مدينة تقع جنوبي العاصمة التونسية بتونس وتشتهر بأنها مرتعا للتطرف. القيروان هي المدينة التي كان يدرس فيها المسلح سيف الدين رزقي الذي ذبح 30 سائحا بريطانييا على شاطئ سوسة في يونيو.

 تونس هي أكبر مصدر للمقاتلين الاجانب الذين يدخلون سوريا. في أكتوبر قدرت الحكومة التونسية أن 6000 مقاتلا غادروا تونس للانضمام الي الحرب في سوريا.

وكانت تركيا منذ فترة طويلة تقول أنها غير قادرة على تأمين الحدود التي تبلغ  500 ميل مع سوريا. وفي شهر يناير، أثناء تسجيل داعش للناس يمرون داخل وخارج تل الأبيض، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لصحيفة الاندبندت البريطانية أن اغلاق الحدود سيكون من المستحيل. وقال "لا نستطيع وضع الجنود في كل مكان على الحدود. وفي كل الأحوال لا يوجد أي دولة على الجانب الآخر [من الحدود] ". 

وأعاد دبلوماسي تركي متحدثا لصحيفة الغارديان الشهر الماضي التأكيد علي صعوبة منع تسلل المقاتلين عبر الحدود ليلا.

وتشير الكشوف السبعة للمسافرين الموقع عليها من وكالات  السفر في الموصل بالعراق والرقة بسوريا أنه كانت هناك فترة من المرور بشكل رسمي على الجانب السوري من الحدود.

الكشوفات  ارسلها المتحدث باسم القوات الكردية ريدور خليل لصحيفة الغارديان  وتحمل نفس الأختام والشعارات التي تحملها وثائق أخرى خاصة بداعش كانت الصحيفة تمكنت من التحقق منها. وقاموا طوال أربعة أشهر بتسجيل دقيق ل 70 راكبا، 28 منهم كانوا دون سن 18 عاما ومنهم سبعة أطفال.

 بعض الحافلات كانت تتجه الى مدينة الرقة معقل داعش على بعد حوالى 40 ميلا الى الجنوب من تل أبيض، بينما كان كانت حافلات اخري ممتلئة بأسر من الموصل التي اجتاحتها داعش العام الماضي.

وأكد مسؤول حكومي أن المعبر الحدودي ظل مفتوحا حتى سيطرت القوات الكردية علي المدينة في يونيو، ومن حينها أغلقت تركيا المعبر على وجه السرعة .

كانت تركيا، العضو في حلف الناتو، تتعرض  لضغوط دولية بسبب حدودها مع سوريا، مع تصاعد المخاوف بشأن سهولة دوخول وخروج مقاتلي  داعش  من الأراضي التي تسيطر عليها تلك الجماعة.







وفي يوليو تعهد داود أوغلو بزيادة أمن الحدود بعد تفجير داعش ومقتل أكثر من 30 ناشطا من الشباب. وتصاعدت الضغوط لزيادة الأمن منذ هجوم باريس.

وقال باراك أوباما متحدثا في فرنسا بعد وقت قصير من الهجمات في نوفمبر انه اجرى "محادثات متكررة" مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان حول أمن الحدود، مضيفا: "لقد رأينا بعض التقدم الملحوظ على تلك الجبهة، ولكن لا تزال هناك بعض الثغرات. "وتحدث الرئيس الأمريكي عن مسافة 60 ميلا قال انها لا تزال بمثابة نقطة عبور للمقاتلين وصادرات الوقود التابعة لداعش.


وقال ديفيد فيليبس، وهو أكاديمي في جامعة كولومبيا ومؤلف ورقتي بحث نشرها مؤخرا تتناولان الروابط بين تركيا وداعش،  أن هذه البلد "تعرف تحركات جميع الأشخاص ويمكنها السيطرة على التدفق عبر الحدود اذا ما اختارت".

وقال انه قد كان هناك "تدفق مستمر من المركبات والأفراد والأسلحة والتمويل والنفط تسير ذهابا وإيابا"، مضيفا: "والمسألة ليست بعض  الناس يرتدون احزيتهم ويعبرون أرضا وعرة. هناك شبكة نقل بري علي مستوي عالي من التنظيم والتحكم ... على جانبي الحدود ".


وقال الباحث الأكاديمي أيمن التميمي، وهو خبير في فحص وثائق داعش، انه ليس لديه شك حول صحة الكشوف. "هذه الوثائق  تتزامن مع غيرها من الوثائق التي توضح خطوط سير الحافلات اليومية داخل أراضي الدولة الإسلامية. وعلى الرغم من أن الشركات الخاصة توفر وسائل النقل الفعلي، إلا أن بيروقراطية الدولة الإسلامية هي المسؤولة عن التراخيص والإشراف على الطرق ".
 

وقال مسؤول رفيع في الحكومة التركية ردا على مزاعم الجارديان أن تركيا تعتبر دخول أي تونسي  الأراضي التي تسيطر عليها داعش بأنه "مقاتل أجنبي". لكنه شكك فيما ما اذا كانت  الوثائق أثبتت سواء أن من يصلون الي تل الابيض وصلوا  باستخدام المعابر بالطرق القانونية أو من خلال وسائل أخرى.

وقال المسؤول ان تركيا تبذل كل ما في وسعها لوقف تدفق المقاتلين الأجانب، بما في ذلك اتخاذ إجراءات صارمة ضد التجنيد والشبكات اللوجستية مثل وكلاء السفر المذكورين في الوثائق.

وقال انه تركيا اعتقلت  207437 شخصا لعبورهم الحدود بطريقة غير مشروعة بين 1 يناير 2014 و 1 نوفمبر 2015، مشيرا إلى أن بلده تستضيف أكثر من 2 مليون لاجئ سوري في إطار سياسة "الباب المفتوح".


صحيفة الجارديان 10 يناير 2016 
ترجمة اشرف محمد 

http://www.theguardian.com/world/2016/jan/10/isis-immigration-operation-turkey-syria-border-passenger-manifests-tel-abyad-islamic-state?CMP=share_btn_tw

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق