15 أبريل 2015
قامت قناة إن بي سي نيوز يوم الخميس بتعديل روايتها عن خطف كبير مراسليها الأجانب ، ريتشارد إنجل ، في 2012 ، وقالت أنه من المرجح أن السيد إنجل وفريقه الصحفي تم خطفهم علي يد جماعة سنية مسلحة وليس قوات تابعة للرئيس السوري بشار الأسد .
وفي بيان نشر علي موقع إن بي سي نيوز مساء الخميس قال مستر انجل أن تعديل الواقعة - بعد نشرها علي نيو يورك تايمز - جعلته يستخلص أن " الجماعة التي خطفتنا كانت سنية وليست شيعية " . وكتب ايضا أن الخاطفين " وضعوا خدعة محكمة لاقناعنا انهم ميليشيات شيعية من الشبيحة "
تم خطف السيد إنجل وفريقه في ديسمبر 2012 أثناء عملهم الصحفي في سوريا . وتم احتجازهم خمسة أيام . وبعد ساعات من ظهورهم ظهروا في برنامج " توداي " “Today” علي القناة .
وقال السيد إنجل في برنامج "توداي" نقلا عن معلومات حصل عليها من الجماعة : " هذه جماعة يطلق عليها الشبيحة وهي ميليشيا تابعة للحكومة وهم أشخاص موالين للرئيس بشار الاسد " . وقال أيضا في هذا البرنامج وبرامج أخري وفي مجلة فانيتي فير Vanity Fair أن المتمردين السنة هم من أنقذوه . وقال في إحدي رواياته للواقعة أن شخصين علي الأقل قتلا أثناء أسره .
ودلت الحوارات التي أجرتها صحيفة التايمز مع عشرات الأشخاص - منهم كثير ممن كانوا مشاركين في البحث عن فريق إن بي سي ومقاتلين من المتمردين ونشطاء في سوريا وموظفين سابقين وحاليين في قناة إن بي سي نيوز - أن فريق السيد إنجل أقرب الي اليقين تم اختطافه علي يد عناصر اجرامية تابعة للجيش السوري الحر ، وهو تحالف فضفاض من المتمردين المعارضين للسيد الأسد .
الجماعة التي تعرف باسم لواء صقور شمال إدلب يتولي قيادتها رجلان هما عزو كساب وشكري عجوج ممن لهما تاريخ إجرامي في التهريب وجرائم أخري . وقال الأشخاص الذين شاركوا في البحث أن عملية الخطف انتهت عندما تم تحرير الفريق علي يد جماعة متمردة أخري ، وهي جماعة أحرار الشام ، التي تربطها علاقة بالسيد كساب والسيد عجوج .
تعرض السيد إنجل وفريقه لمحنة كبيرة ومن الأساليب الشائعة التي يستخدمها الخاطفين في مناطق الحرب التضليل المتعمد للرهائن فيما يتعلق بهويتهم .
تم إبلاغ مدراء إن بي سي بإحتمال مشاركة السيد كساب والسيد عجوج إثناء وبعد خطف السيد إنجل ، حسب ما ذكر موظفين حاليين وسابقين في إن بي سي واخرين ممن ساعدوا في البحث عن السيد انجل ، ومنهم نشطاء سياسيين وخبراء أمنيين . لكن شبكة الأخبار سارعت في ظهور السيد إنجل علي الهواء لينقل رواية يتهم فيها خاطفين شيعة ولم يقدم الرواية الأخري المحتملة للواقعة .
قال أحد المتحدثين ارسميين لقناة إن بي سي نيوز أن القناة ستكتفي ببيانها الذي نشرته علي موقعها . وقالت مجلة فانيتي قير أنها لن تصدر بيانا فوريا .
منذ شهرين أوقفت إن بي سي نيوز براين ويليامز ، مذيع الأخبار المسائية في القناة ، بعد أن بالغ في إحدي الروايات عن واقعة الهليكوبتر في العراق في 2003 . وأدت الفضيحة التي أحاطت بوقف السيد ويليامز الي تعديل في إدارة قطاع الأخبار في القناة وتنصيب أندرو لاك ، الرئيس السابق لإن بي سي نيوز ، ليتولي العملية .
ركز التقييم الذي أجرته إن بي سي أثناء عملية الخطف علي السيد كساب والسيد عجوج ، وفقا لبعض المشاركين في عملية تخليص لفريق . وحصلت إن بي سي علي معلومات جي بي إس من لاسلكي الطوارئ الخاص بالفريق والذي كشف مبكرا عن مكان إختطافهم في مزرعة للدواجن يعلم سكان المنطقة ومتمردين اخرين أن جماعة سنية إجرامية تسيطر عليها .
أرسلت إن بي سي وفدا عربيا ليمر من أمام المزرعة ، وفقا لكلام 3 أشخاص ممن شاركوا في تحديد مكان إنجل ، وتحاورت مع قادة عسكريين من المنطقة للمساعدة في إطلاق سراح الفريق . ورفض هؤلاء الثلاثة كشف هويتهم لدواعي أمنية .
وقال علي بكران ، وهو من القادة العسكريين للمتمردين والذي ساعد في عمليات البحث ، أنه عندما واجه السيد كساب والسيد عجوج بخريطة الجي بي إس " إعترف كل من عزو وشكري بإختطاف صحفيي الإن بي سي "
وقال عدة متمردين وأخرين لديهم معلومات تفصيلية عن الواقعة أن تخليص فريق الإن بي سي بسلام تم بعد مشاورات مع قادة المتمردين عندما تبين لهم أن الإحتفاظ بالفريق سيعرض جهود المتمردين لكسب ود دعم الغرب للخطر .
وقال أبو حسن ، وهو طبيب في المنطقة ومقرب من حركة المتمردين وشارك في مساعي إطلاق سراح الفريق ، أنه ندما أدرك الخاطفين أن كل المتمردين الأخرين في المنطقة يعملون علي تخليص المخطوفين قرروا عمل خدعة بإطلاق سراحهم وإتهام نظام بشار الأسد بخطفهم . وقال متحدثا عن قطاع الطريق التي تم تحرير السيد إنجل وفريقه عندها : " هناك تم إتمام المسرحية " .
وقال ثائر الشيب ، وهو رجل اخر من المنطقة تربطه علاقات بحركة المتمردين وممن سعوا لتحرير فريق إن بي سي ، أنه في يوم تحرير الفريق " سمعنا بعض الطلقات العشوائية القادمة من إتجاه المزرعة لأقل من دقيقة " . وقال أن أبو أيمن ، القائد العسكري للمتمردين المسئول عن تحرير لفريق ، تربطه علاقة نسب بالسيد عجوج وهو من دبر عملية الإنقاز .
قال السيد إنجل في بيانه أنه لم يكن يمتلك " رواية جازمة عما حدث في تلك الليلة " . وأعترف أن الجماعة التي حررته تربطها علاقات بالخاطفين لكنه قال أنه تلقي معلومات متضاربة .
وكتب قائلا :" تمكنا من الوصول لرجل من جامعي التبرعات الرئيسيين لأبو أيمن، حسب ما ذكرت مصادر من المخابرات السورية والامريكية . وهو يصر علي أن رجال أبو أيمن أطلقوا النار وقتلوا إثنين من الخاطفين "
وقال السيد إنجل أن عملية الخطف " أصبحت مسألة حساسة " بالنسبة للسيد أبو أيمن . وكتب قائلا : " أبو أيمن ورؤساؤه كانوا يأملون في إقناع الولايات المتحدة بتقديم الأسلحة لهم . وخطف صحفيين أمريكيين سيحجب عنهم هذا الاحتمال "
كان السيد انجل قد وصف في مقالته في مجلة فانيتي فير أحد الخاطفين يرقد ميتا . وفي بيانه الذي أصدره يوم الخميس إعترف أنه لم يشاهد جثثا أثناء عملية إنقازه .
وقال أن أحد المنتجين الذين يعمل معهم ، وهو عزيز أكيافاس ، قفز من الشاحنة من باب السائق وسار علي إحدي الجثث . وكتب قائلا : " قفزت من باب الركاب وإقترب مني رجل مسلح ملتحي وقال لي أننا أصبحنا في أمان الان . وكان ذلك بداية معرفتنا بأبو أيمن . قال لنا أنه هو ورجاله قتلوا الخاطفين . وفي ظل هذه الظروف ، لا سيما بعد أن قال عزيز أنه رأي جثة وسار عليها ، لم أشك في الأمر ثم نشرتها فيما بعد علي أنها حقيقة "
نيو يورك تايمز
http://www.nytimes.com/2015/04/16/business/media/nbc-news-alters-account-of-correspondents-kidnapping-in-syria.html?referrer&_r=2
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق