الجمعة، 24 فبراير 2017

" تنظيم القاعدة يلتهمنا " : المتطرفين يهزمون الثوار في سوريا







23 فبراير 2017

غازي عنتاب، تركيا -- بدأت اخر أكبر المعاقل المتبقية للثوار في شمال سوريا تسقط تحت سيطرة جماعات متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة وسط موجة من الاقتتال الداخلي بين الثوار تهدد ما تبقي من الثوار المعتدلين.

ويتزامن صعود المتطرفين في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا مع تعليق المساعدات لجماعات الثوار المعتدلين من حلفائهم الدوليين

وقال خمسة من قادة تلك الجماعات أنه قد قيل لهم في وقت مبكر من هذا الشهر من مندوبي الولايات المتحدة والسعودية وتركيا أنهم لن يستلموا أسلحة ولا زخيرة حتي يتوحدوا ويشكلوا جبهة متماسكة تتصدي للجهاديين، وهو هدف استعصي علي الثوار المنقسمين طوال ستة سنوات من الحرب

وقال مسئولين امريكيين ان تجميد الامدادات ليس له علاقة بتغير السلطة في واشنطون حيث ادارة ترامب منشغلة بمراجعة السياسة الامريكية في سوريا . وقال دبلوماسيين وقادة عسكريين من الثوار أن هذا لا يعني ايضا التخلي الكامل عن دعم الثوار الذين يواصلون استلام مرتباتهم

وقال قادة عسكريين من الثوار أنه قد قيل لهم أن الهدف هو ضمان عدم وقوع الاسلحة في يد المتطرفين، عن طريق الضغط علي الثوار لتشكيل قوة أكثر كفاءة

وبدلا من أن يتوحد الثوار رص المتطرفين صفوفهم وانقلبوا علي الثوار المدعومين من الولايات المتحدة، مما جعل الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة التي تعايش معها الثوار المعتدلين في السابق تسيطر علي مساحات واسعة من الاراضي في محافظة ادلب التي تعد أهم معقل للثوار يأملون ان يساعدهم في تحدي الرئيس السوري بشار الاسد

لا يزال الثوار المعتدلين يسيطرون علي اراضي في جنوب سوريا، وعلي جيوب حول دمشق ومناطق في محافظة حلب حيث يقاتلون الدولة الاسلامية مع قوات الجيش التركي

لكن خسارة إدلب لصالح المتطرفين قد يطيل - أو علي الأقل يحول - مسار الحرب في وقت تعقد فيه الامم المتحدة محادثات السلام في جنيف بهدف التوصل الي تسوية سياسية. وبدأت المحادثات يوم الخميس دون مؤشر علي احتمال تحقيق تقدم 

ويقول محللين أن الحكومة السورية وحليفتها روسيا ستتمكنان الان من تبرير تصعيد الغارات الجوية علي تلك المنطقة، ربما بالتحالف مع الولايات المتحدة، التي تنقوم بالفعل بتنفيذ غاراتها الجوية ضد أهداف لتنظيم القاعدة في أدلب .

وقال الباحث أرون لوند من مركز أبحاث مؤسسة القرن Century Foundation " تم التخلي بالأساس عن ادلب الان للجهاديين. وقد تكون تلك نهاية المعارضة كما يفهمها داعمي المعارضة في الخارج. لن يكون لهم أي مبرر لدعمهم " .

ويبدو ان الدافع وراء الهجوم المدعوم من تنظيم القاعدة هو ضغط روسيا في الشهر الماضي لصنع سلام مع نفس جماعات الثوار المعتدلين الذين حاولت الولايات المتحدة في الماضي حمايتهم من الغارات الجوية الروسية ولم تنجح . ومنذ ذلك الحين قامت جماعة جبهة فتح الشام فرع تنظيم القاعدة في سوريا - التي لا تزال معروفة علي نطاق واسع باسمها القديم جبهة النصرة -  بشن سلسلة من الغارات وعمليات الخطف والقتل ضد الثوار المعتدلين والنشطاء والمجالس المحلية المدعومة من الغرب في كل أنحاء محافظة ادلب

وانضمت أكثر الجماعات الثورية المتطرفة الي تحالف جديد شكلته جبهة النصرة يسمي هيئة تحرير الشام . وسعت الجماعات الأكثر اعتدالا الي حماية نفسها بالتحالف مع جماعة من أكبر الجماعات الغير تابعة لتنظيم القاعدة وهي جماعة أحرار الشام التي تنتمي للمدرسة السلفية الجهادية التي تعتبر شديدة التطرف بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين مما يصعب عليهم تأييدها

وقال ذكريا ملاحفجي من جماعة فإذا أمرت فإستقم المدعومة من الولايات المتحدة مفسرا سبب قرار جماعته الانضمام لتحالف أحرار الشام : " تنظيم القاعدة يلتهمنا. وهذا مجرد تحالف عسكري لحمايتنا من تنظيم القاعدة . ونحن لا نشاركهم أراءهم السياسية" .

وهناك عشرات من الجماعات التي لم ترضخ للضغوط وتنضم لتحالف المتطرفين لكنهم أقروا ان قضيتهم ميئوس منها

وقال العقيد أحمد سعود، وهو ضابط في الجيش السوري انشق ويتولي قيادة وحدة من الثوار في جماعة جيش ادلب الحر المدعوم من الولايات المتحدة وهي من الجماعات التي نأت بنفسها عن  الجهاديين، أن المتشددين " يسيطرون علي كل جوانب الحياة والمساجد والمدارس. ويجعلون الاولاد في سن 14 سنة يعتنقون الفكر المتطرف. وفكر تنظيم القاعدة ينتشر في كل مكان. وتم التخلي عنا " .
وقال القادة العسكريين للجماعات الثورية أن تعليق الامدادات لن يضمن غير استمرار تمدد تنظيم القاعدة. وقال ملاحفجي : " بالطبع لو قطعت الامدادات عن الثوار المعتدلين ستزداد قوة تنظيم القاعدة " .

يخول البرنامج الذي بدأته الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات استلام الجماعات الثوار الذين فحصتهم السي اي ايه الدعم في شكل مرتبات وأسلحة خفيفة وزخيرة وكميات محدودة من الصواريخ المضادة للدبابات. الامدادات يشرف عليها مركز العمليات العسكرية المعروف باسم " الموم " ويتكون من مندوبين من تحالف اصدقاء سوريا المدعومين من الولايات المتحدة

ولكن حتي لو تم استئناف الامدادات ليس من الواضح ما اذا كان الثوار في وضع يمكنهم من تحدي تنظيم القاعدة. وإحدي جماعات الثوار فضلت حرق مخازن زخيرتها علي ان تسمح باستيلاء جبهة النصرة عليها. وأظهر فيديو نشره تحالف جبهة النصرة الجديد علي موقع يوتيوب هذا الاسبوع مقاتليها وهم يدمرون موقعا لبنادق الحكومة مستخدمين صواريخ التاو المضادة للدبابات المصنوعة في الولايات المتحدة والتي استلمها الثوار المعتدلين، وربما استولي عليها حلفائهم من تنظيم القاعدة

وقال تشارلز ليستر من معهد الشرق الاوسط ان الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة لم تسيطر بعد علي المعابر الحدودية الرئيسية لدخول سوريا من تركيا، لكنهم يسيطرون علي طرق الوصول والمدن والقري التي حولها مما يمكنهم من التحكم في أي امدادات تمر عبرها

وقال ليستر أن تحالف تنظيم القاعدة " يسيطر سيطرة كاملة الان علي ما يمر عبر الحدود . فلابد من توحد الثوار أكثر قبل أن يخاطر المجتمع الدولي " .

الثوار يواجهون حاليا خيارا وجوديا - الانضمام للجماعات المتطرفة والمخاطرة بفنائهم من الجو علي يدالطائرات الروسية والامريكية أو ان يتوحدوا للدخول في مواجهة مع تنظيم القاعدة وحلفائها والمخاطرة بالهزيمة علي الارض علي يد الميليشيات الاسلامية الأفضل تسليحا والأعلي دوافعا

وتعرض تركيا، الحليف الأقرب للثوار، خيارا ثالثا: ترك منطقة إدلب برمتها والتوجه شرقا للانضمام الي
العملية العسكرية المدعومة من تركيا التي يطلق عليها درع الفرات التي تم شنها ضد الدولة الاسلامية - وهي جماعة منافسة لتنظيم القاعدة . وتقوم تركيا بالضغط لاقناع الولايات المتحدة انها قادرة علي حشد قوة قادرة علي تقديم البديل عن الاكراد السوريين للمشاركة في معركة الرقة عاصمة الدولة الاسلامية، وتقوم في الوقت نفسه بتجنيد الثوار المعتدلين في ادلب

 وقال الكابتن مهند جنيد من من جماعة جيش النصر، وهي جماعة اخري مدعومة من الولايات المتحدة وفقدت 69 من أفرادها في مذبحة للثوار المعتدلين الاسبوع الماضي علي يد جماعات تابعة لتنظيم القاعدة،  أن ثوار ادلب لا يريدون تسليم اراضيهم للجهاديين ليذهبوا ويقاتلوا في جبهة مختلفة

وقال : " كل إدلب ستلون باللون الاسود وهذا سيعطي مبررا لقيام طائرات النظام والروس بقصفها " .

وقال سعود أنه حتي مع تعرض الثوار المعتدلين للفناء المرجح، لا تزال الخلافات فيما بينهم قائمة مما يحول دون التحالف الذي يسعي اليه داعموهم الدوليين. وهو يشعر بالتشاؤم من احتمالات نجاة الثوار

وقال : " اذا لم نواصل الحصول علي الدعم سنظل نقاتل بعضنا البعض ونقتل بعضنا البعض حتي نموت جميعا. والنظام سيتفرج علينا وهذا ما يريدونه " .


صحيغة الواشنطون بوست

المصدر



https://www.washingtonpost.com/world/middle_east/al-qaeda-is-eating-us-syrian-rebels-are-losing-out-to-extremists/2017/02/23/f9c6d1d4-f885-11e6-aa1e-5f735ee31334_story.html?tid=sm_tw_pw&utm_term=.747d4471b1ba

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق