الثلاثاء، 7 مارس 2017

الحرب السورية اوشكت علي النهاية وسوريا انتصرت




مع استعداد القوي المناهضة لداعش للقيام بهجوم يهدف الي إستعادة الرقة، عاصمة داعش في سوريا، بدأ ظهور الرابحين والخاسرين فيما قد يكون المرحلة الأخيرة من الحرب الأهلية السورية. يقول المقاتلين السوريين الذين يقودهم الأكراد أنهم سيطروا علي جزء من الطريق جنوب الرقة وفصلوا داعش عن مناطقها في أقصي الشرق

داعش دخلت في مواجهة مع عدد من الأعداء الذين يتقدمون نحو الرقة، إلا أن هؤلاء الأعداء منقسمين ولهم طموحات وأجندة متعارضة . وبدأت قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات الحشد الشعبي الكردي السورية قوتها القتالية الرئ
يسية، والمدعومة من قوة نيران التحالف الجوي بقيادة الولايات المتحدة، الإقتراب من الرقة ومن المرجح أن تستلم دعما امريكيا إضافيا. ونشرت الولايات المتحدة حاليا حوالي 500 من قوات العمليات الخاصة في شمال شرق سوريا وقد تتحرك مصحوبة بمدفعية الثقيلة يديرها امريكيين لتعزيز الهجوم علي الرقة

وهذه أخبار سيئة بالنسبة لتركيا التي بدأت عمليتها العسكرية في شمال سوريا التي أطلقت عليها درع الفرات في شهر أغسطس، في الوقت الذي تتعرض فيه لضغوط من كل الأطراف. وعلي الأخص، هناك لعبة شطرنج عسكرية وسياسية تلعب حول مدينة منبيج التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية العام الماضي. وتهدف هذه اللعبة الي استبعاد تركيا التي صرحت انها ستكون هدفها القادم. وأولوية تركيا في سوريا احتواء وإن أمكن تقليص أو القضاء علي قوة الاكراد السوريين الذين تعتبرهم أنقرة داعمين للمقاومة الكردية في تركيا

تركيا ستجد صعوبة شديدة في القيام بهجوم علي منبيج التي استعادتها قوات سوريا الديمقراطية من داعش بعد قتال ضاري العام الماضي، لأن قوات سوريا الديمقراطية قالت يوم الأحد أنها تحت حماية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقد ظهر في وقت مبكر من الاسبوع الماضي ان الأكراد تفوقوا علي الاتراك في المناورة عندما سلموا قري في غرب منبيج كانت قد بدأت تتعرض لهجوم من ميليشيا الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا الي الجيش السوري الذي يتقدم من الجنوب بدعم من القوات الجوية الروسية.

ويبدو  أن داعش تتعرض لضغوط عسكرية أكثر من قدرتها علي التحمل فهي تتعرض لهجمات من جميع الجوانب رغم مواصلة مقاتليها المقاومة بقوة . وفي النهاية خسرت مدينة الباب الاستراتيجية الواقعة شمال شرق حلب لصالح الاتراك في 23 فبراير، لكنها لم تخسرها الا بعد أن قتلت حوالي 60 جندي تركي وحوالي 469 من الجيش الحر وجرح 1700 . وحول دفاع داعش الطويل عن الباب ما كانت تركيا تخطط لان يكون استعراضا للقوة الي استعراض للضعف. ولم يتمكن الجيش الحر المدعوم من تركيا من التقدم دون دعم مباشر من الجيش التركي وتأخر سقوط المدينة طويلا حتي أن تركيا لم تلعب غير دور محدود في خر المعارك في شرق حلب المجاورة في شهر ديسمبر .

تركيا كانت تأمل أن يتخلي الرئيس ترامب عن تعاون الرئيس اوباما الوثيق مع الاكراد السوريين باعتبارهم الحليف الرئيسي لامريكا علي الارض في سوريا. ولم يظهر حتي الان مؤشر ان ذلك سيحدث وتؤكد صور المركبات العسكرية الامريكية التي بدأت تدخل منبيج من الشرق إصرار امريكا علي التصدي للاشتباكات بين التراك والاكراد مما يعطل الهجوم علي الرقة. ولم تظهر الولايات المتحدة أي اعتراض علي الجيش السوري و " القوافل الانسانية " الروسية التي تتقدم داخل منبيج من الجنوب .

هناك مؤشرات اخري علي ان الخلطة التقليدية للتعاون والتنافس التي ميزت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا بدأت تتحول نحو التعاون بشكل أكبر . واستعاد الجيش السوري تدمر بدعم من روسيا وحزب الله وبمساعدة الغارات الجوية الامريكية. وفي السابق لم تكن الطائرات الامريكية تهاجم داعش عندما كانت تقاتل قوات الحكومة السورية . وقد كان استيلاء داعش علي تدمر للمرة الثانية منذ ثلاثة شهور هو التقدم الملموس الوحيد الذي حققته داعش منذ 2015

باستطاعة تركيا ان توجه ضربات للرقة من الشمال، علي أمل أن تتمكن من المرور من المناطق الكردية، لكن هذه ستكون مغامرة خطرة من المرجح ان تقاومها القوات الكردية وتعارضها الولايات المتحدة وروسيا. وعدا ذلك، ستشهد تركيا والداعمين الكبار للمعارضة السورية المسلحة، السعودية وقطر، تضاؤل تأثيرهم في سير الأحداث بشكل سريع في سوريا . وايران وحزب الله اللبناني الداعمين الاجنبيين الرئيسيين للرئيس بشار الاسد ليس لهما نفس التأثير في دمشق منذ التدخل الروسي هذا العام .

وقد تخلت بريطانيا وامريكا عن طموحاتهم في أن يشهدا اسقاط السيد الأسد من السلطة وأظهرت الحكومة السورية كل المؤشرات علي رغبتها في استعادة كل سوريا. ولو خسرت داعش الموصل والرقة في الشهور القليلة القادمة لن يتبقي الا القليل من الخلافة التي اعلنتها داعش في شهر يونيو  2014 ككيان يسيطر علي أراضي

 الأمر المهم المتبقي الذي لم يحسم في سوريا والعراق هو مستقبل العلاقات بين الحكومة المركزية في بغداد ودمشق وأقلياتهم الكردية. فقد أصبح هؤلاء أكثر أهمية كحلفاء للولايات المتحدة مما كانوا قبل صعود داعش. لكنهم قد لا يتمكنوا من الاحتفاظ بالاراضي الممتدة التي استعادوها في فترة ما بعد داعش علي عكس الحكومتين السورية والعراقية اللتان استجمعتا قوتهما .

الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن


















http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/isis-syria-civil-war-bashar-al-assad-raqqa-manbij-turkey-russia-us-coalition-a7614706.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق