السبت، 12 نوفمبر 2016

أوباما يعطي توجيهاته لوزارة الدفاع لاستهداف فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي أكبر قوة تقاتل الأسد








بتاريخ 10 نوفمبر 2016

قال مسئولين امريكيين أن الرئيس اوباما أمر البنتاغون بالعثور علي قادة فرع تنظيم القاعدة في سوريا وقتلهم بعد ان تجاهلتهم ادارة اوباما الي حد كبير حتي الان وبعد أن كانوا في طليعة الحرب علي الحكومة السورية،
وقال المسئولين أن قرار اوباما نشر المزيد من الطائرات بدون طيار وعملاء المخابرات ضد هذه الجماعة المسلحة التي كانت تعرف في السابق باسم جبهة النصرة يعكس قلق اوباما من ان تحول مناطق في سوريا الي قواعد جديدة لعمليات تنظيم القاعدة علي العتبات الجنوبية لاوروبا
وتؤكد هذه الخطوة الي أي مدي وصل اوباما في اعطاء اولوية لمهام مكافحة الارهاب في سوريا بدلا من جهود الضغط علي الرئيس الاسد للتنحي، في وقت اصبحت فيه جبهة النصرة من أكثر القوات التي تحارب الحكومة السورية فعالية

ومن المتوقع ان يتسارع هذا التحول بمجرد ان يتولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب المنصب. فقد قال ترامب انه سيكون اكثر عدوانية من اوباما في ملاحقة الميليشيات المسلحة، وهذا الموقف قد يقود الي توسيع الحملة علي جبهة النصرة، وقد يتم ذلك بالتعاون مع موسكو. وتطلق هذه الجماعة حاليا علي نفسها جبهة فتح الشام وتقول انها انفصلت عن تنظيم القاعدة، وهو ادعاء يتشكك فيه المسئولين الامريكيين

وكانت الولايات المتحدة في الماضي قد نفذت ضربات جوية متقطعة ضد اعضاء بارزين من تنظيم القاعدة ممن هاجروا الي شمال غرب سوريا قادمين من افغانستان وباكستان للانضمام لجبهة النصرة والذين يتهمهم المسئولين الامريكيين بالتامر علي الولايات المتحدة وحلفائها
ويمنح أمر اوباما الجديد قيادة العمليات الخاصة المشتركة للجيش الامريكي صلاحيات واسعة وموارد اضافية لجمع المعلومات الاستخبارية لملاحقة قيادات أوسع في جبهة النصرة، وليس مجرد المحاربين القدامي لتنظيم القاعدة ولا المتورطين بشكل مباشر في تدبير الؤامرات الخارجية
وقد تولي البيت الابيض ووزارة الخارجية مهمة اعطاء الاولوية لعملية التصدي لتلك الجماعة داخل الادارة الامريكية. وكانت وزارة الدفاع تردد في البداية في سحب الموارد من قتال تنظيم الدولة الاسلامية

لكن مساعدي اوباما قالوا ان اوباما بدأ يشعر بالاحباط بسبب عدم القيام وزارة الدفاع والمخابرات بالمزيد لقتل قادة تنظيم القاعدة نظرا للتحذيرات التي تلقاها من مسئولين كبار في مكافحة الارهاب حول تزايد التهديد الذي يشكلونه

في الموجز اليومي المقدم للرئيس، وهو أكثر التقارير المخاباراتية سرية المقدم من أجهزة المخابرات الامريكية، كان يقال لاوباما مرارا وتكرارا خلال فترة الصيف ان هذه الجماعة كانت تسمح لقادة تنظيم القاعدة القادمين من افغانستان وباكستان انشاء أكبر ملاز لهذه الشبكة في شمال غرب سوريا منذ ان تشتت بعد احداث 11 سبتمبر 2001 . وحذر المسئولين اوباما ايضا من ان تحاول جبهة النصرة ملأ الفراغ بعد ان خسرت منافستها، تنظيم الدولة الاسلامية الارض

وقالت ليزا موناكو، مستشارة البيض الابيض للامن الداخلي ومكافحة الارهاب في ادارة اوباما، أن قرار اوباما " يعطي أولوية لقتال تنظيم القاعدة في سوريا من خلال استهداف قادتهم وأعضاؤهم ، وبعضهم من إرث أعضاء تنظيم القاعدة " 

" لقد أعلنا لكل الأطراف في سوريا أننا لن نسمح لتنظيم القاعدة ان ينمي من قدراته للقيام بهجمات علي الولايات المتحدة وحلفائها ومصالحنا "، قالت في بيان أصدرته . " سنواصل اتخاذ الاجراءات للحيلولة دون قيام هؤلاء الارهابيين من انشاء ملاذ امن في سوريا " 

ولكي يدعم البيت الابيض هذا التحرك الموسع ضد جبهة النصرة فقد ضغط علي وزارة الدفاع لنشر طائرات بدون طيار مسلحة اضافية والمزيد من رجال المخابرات لجمع المعلومات الاستخبارية في المجال الجوي فوق شمال غرب سوريا، وهي منطقة قلما كانت الولايات المتحدة تغطيها نظرا لقربها  من أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة . 

وقد حاولت ادارة اوباما التي يسودها الانقسام الشديد التوصل الي اتفاق مع موسكو حول القيام بحملة جوية امريكية روسية مشتركة ضد جبهة النصرة، مقابل التزام روسيا بابقاء الطائرات الروسية علي الارض وسماحها بدخول المزيد من الامدادات الانسانية الي المناطق المحاصرة . لكن المفاوضات انهارت واتهمت روسيا الولايات المتحدة بعجزها عن فصل جبهة النصرة عن الجماعات الأكثر اعتدالا واتهمت واشنطون الروس بارتكاب جرائم حرب في حلب 

وقد صعدت الطائرات بدون طيار المسلحة عملياتها في شهر سبتمبر، وفقا لمسئولين في الجيش

بدأت الضربات الجوية التي نفذها الجيش الامريكي بالطائرات بدون طيار ضمن هذا البرنامج في شهر اكتوبر وقتلت حتي الان أربع أهداف علي الأقل من الأهداف التي لها قيمة عالية، ومنهم المخطط البارز في تنظيم القاعدة لعمليات الخارج. وكشف البنتاغون عن اثنين من تلك الضربات حتي الان. وقال مسئولين طلبوا عدم ذكر اسمائهم أن من أكثر تلك الضربات أهمية استهداف تجمع لقادة النصرة في 2 نوفمبر، وهو ما سيتم الكشف عنه لاحقا. 

ولم تتدخل أنظمة الدفاع الجوي الروسية حتي الان في تصعيد العمليات الامريكية ضد جبهة النصرة. وعزا المسئولين ذلك الي رضوخ روسيا لمشاركة عدد محدود من الطائرات الامريكية في تلك المهام ومصلحة روسيا في السماح لواشنطون بقتال أشرس أعداء نظام الأسد ضمن الثورة السورية. وقال مسئولين امريكيين أنهم أبلغوا الروس قبل تنفيذ الضربات الجوية ضد جبهة النصرة لتحاشي حدوث سوء تفاهم 

وقال مسئولين ان الحملة الموسعة ضد جبهة النصرة كانت شبيهة بالحملات التي أمر بها اوباما ضد فروع تنظيم القاعدة في اليمن والصومال وباكستان 

وفي الوقت الذي تم فيه القضاء علي القيادة المركزية لتنظيم القاعدة في باكستان، تتعرض الولايات المتحدة الان لمزيد من التهديدات من متطرفين من مزيد من الأماكن أكثر من أي وقت مضي منذ أحداث 11 سبتمبر، حسب ما أخبر مدير المركز القومي لمكافحة الارهاب نيكولاس راسموسين إحدي لجان الكونجرس في شهر سبتمبر 

ويتزامن الدفع داخل محافظة إدلب ومناطق اخري في شمال غرب سوريا مع العمليات المدعومة من وزارة الدفاع داخل وحول معاقل داعش في شرق سوريا والعراق، والتي جزبت معظم موارد الجيش الامريكي والاهتمام الدولي 

وكان مسئولين في البيت الابيض قد تدارسوا شن حملة ممنهجة أكثر لتدمير تنظيم القاعدة من القمة للقاع، فيما يشبه بقدر كبير أسلوب البنتاغون في التعامل مع تنظيم الدولة الاسلامية. لكن هذا الاختيار لقي اعتراضات لإعتباره باهظ التكاليف. الكثير من مقاتلي جبهة النصرة سوريين انضموا لتلك الجماعة بسبب امدادات الاسلحة السخية والأموال التي لديهم، وبسبب التزامها بهزيمة الأسد، وليس التامر علي الغرب

وقال مسئولين ان الضربات الموجهة لاهداف قيادات تنظيم القاعدة يقصد منها ارسال رسالة لوحدات الثوار الأكثر اعتدالا، ومنها وحدات تدعمها السي اي ايه، لينأو بأنفسهم عن فرع تنظيم القاعدة. وفي اللحظات الحرجة خلال خمس سنوات من الحرب الأهلية كانت وحدات الثوار المعتدلة تقاتل جنبا الي جنب مع جبهة النصرة في العمليات البرية ضد قوات الاسد. والواقع ان المسئولين الامريكيين ينسبون الفضل لحملات الثوار التي شنوها في ربيع 2015 في فرض ضغوط كبيرة علي الحكومة السورية مما جعل روسيا وايران تقرران مضاعفة دعمهم العسكري للأسد

وحذر المسئولين الامريكيين الذين اقترحوا قرار ملاحقة قيادات جبهة النصرة بشكل اوسع أن الولايات المتحدة ستنفذ مشيئة حكومة الأسد بإضعاف جماعة علي خط الجبهة في الحرب علي الأسد . وحذر هؤلاء المسئولين ان تلك الضربات قد يكون لها نتائج عكسية علي الولايات المتحدة بتعزيز مكانة تلك الجماعة ومساعدتها في جزب المزيد من المجندين والموارد 

وقال المسئولين الذين أيدوا هذا التحول أن ادارة اوباما لا يجب ان تتسامح بعد ذلك مع ما وصفه أحدهم ب " صفقة مع الشيطان "، حيث لا تستهدف الولايات المتحدة بدرجة كبيرة جبهة النصرة لأن هذه الجماعة لها شعبية لدي السوريين في المناطق التي يسيطر عليها الثوار وخدمت الهدف الامريكي في فرض ضغوط  عسكرية علي الأسد. واتهمت روسيا الولايات المتحدة بحماية جبهة النصرة، وهي التهمة التي رددها في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف

" الرئيس لا يرغب ان ترث تلك الجماعة البلد لو سقط الأسد " ، قال مسئول امريكي كبير. " هذه ليست المعارضة السورية القابلة للحياة. إنها تنظيم القاعدة " . 

وقال مسئولين ان الادارة تأمل ان تتمكن فصائل الثورة الأكثر اعتدالا من كسب الأرض عندما تتعرض جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية لضغوط عسكرية متزايدة 

لكن عددا متزايدا من المسئولين في البيت الابيض ووزارة الخارجية عبروا سرا عن شكوكهم في فرض القوة العسكرية الامريكية، حتي ولو تم ذلك في السر، للضغط علي الأسد كي يتنحي، خصوصا بعد التدخل الروسي في العام الماضي

وقال مسئولين في المخابرات الامريكيةأنهم غير متأكدين كيف سيتعامل ترامب مع وحدات الثوار المدعومة من امريكا عندما يتم إطلاعه علي حجم البرنامج السري للسي اي ايه. وكان ترامب قد عبر في الماضي عن شكوكه القوية بشأن تسليح الثوار السوريين وألمح أن وكالات المخابرات الامريكية ليس لديها علم بنوايا الثوار لتختار منهم حلفاء موثوقين

وفي البداية عارض وزير الدفاع أشتون كارتر وقادة اخرين في وزارة الدفاع فكرة تخصيص مزيد من طائرات الاستطلاع والطائرات بدون طيار المسلحة ضد تنظيم جبهة النصرة. وفي الاجتماعات التي انعقدت في غرفة تقدير الموقف situation room في البيت الابيض رأي كارتر ومسئولين كبار في البنتاغون ان هناك حاجة لموارد الجيش لقتال تنظيم الدولة الاسلامية وأن ستكون هناك صعوبة في المجال الجوي نظرا لتواجد الجيش الروسي، وفقا لما ذكره مسئولين

وفي الوقت الذي اتفق اوباما ومستشارة البيت الابيض للأمن القومي سوزان رايس ووزير الخارجية جون كيري والمبعوث الخاص للرئيس بريت ماكغورك مع كارتر حول الحاجة الي الإبقاء علي التركيز علي تنظيم الدولة الاسلامية، إلا انهم فضلوا تحويل الموارد لمنع جبهة النصرة من ان تشكل تهديدا أكبر فيما بعد 

وقال مسئول كبير في وزارة الدفاع أنه قد تم تخصيص المزيد من الطائرات بدون طيار للمهمة. ووقال المسئولين ان كارتر صرح ايضا ان هدف وزارة الدفاع سيكون ضرب أهداف لقيادات جبهة النصرة، وليس تنفيذ ضربات جوية لمحاولة فصل الثوار المعتدلين عن جبهة النصرة

" لو استيقظنا في غضون خمس سنوات من الان، بعد ان تكون الدولة الاسلامية ماتت ويصبح تنظيم القاعدة في سوريا شبيها ( بالمناطق القبلية في باكستان ) في شمال غرب سوريا، حينئذ نكون قد وقعنا في مشكلة "، قال مسئول امريكي اخر كبير 


نقلا عن صحيفة الواشنطون بوست الامريكية 
بتاريخ 10 نوفمبر 2016 
ترجمة اشرف محمد 
واعتذر عن بعض التعبيرات والتوصيفات الواردة مثل وصف الجيش السوري بجيش الاسد

https://www.washingtonpost.com/world/national-security/obama-directs-pentagon-to-target-al-qaeda-affiliate-in-syria-one-of-the-most-formidable-forces-fighting-assad/2016/11/10/cf69839a-a51b-11e6-8042-f4d111c862d1_story.html?tid=sm_tw

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق