الثلاثاء، 3 يناير 2017

ليس بوسع تركيا ان تفعل شيئا لوقف العمليات الارهابية لداعش علي اراضيها







تقوم الحكومة في أنقرة بنفس الصخب المعتاد عن تعقب تلك الجماعات المختلفة " في عرينها " ، لكن الكلام أسهل من الفعل . فداعش وحزب العمال الكردستاني أقاما دولتين في العراق وسوريا بحكم الأمر الواقع

إن قتل مسلح من الدولة الاسلامية ( داعش ) ل39 مدنيا في ملهي ليلي في اسطنبول هي اخر المزابح في تركيا التي تحدث فيها تلك المجازر كل بضعة اسابيع. مرتكبي الجريمة قد يكونوا مختلفين لكن التأثير المتراكم لتلك المزابح سيقنع الاتراك أنهم يعيشون في بلد غير مستقر ومخيف. ومن الواضح ايضا ان الحكومة التركية لا تعلم ماذا تفعل لوقف تلك الهجمات .

ومن المرجح ان يستمر ذلك بوحشية لا تلين مهما فعلت الحكومة لأن داعش من الكبر والموارد الكبيرة من ان يتم القضاء عليها . فهي متجزرة في تركيا وتستطيع استخدام المسلحين الاتراك أو جلب قتلة من الخارج، كما حدث في ملهي رينا الليلي وكما كان في حالة الهجوم علي مطار أتاتورك في اسطنبول في وقت مبكر من هذا العام

وكما كان الحال في فرنسا وبلجيكا أو ألمانيا، من المستحيل وقف الهجمات الارهابية عندما يكون المدنيين العاديين هم المستهدفين والقتلة مستعدين للموت. وعند نجاح تلك العمليات يلقي غالبا باللوم علي " الثغرات الأمنية " ولكن عمليا لا يوجد أمن يوفر الأمان

وما يجعل الارهاب في تركيا مختلفا عن اوروبا والشرق الاوسط ليس اعداد القتلي - ففي بغداد يقتل اعداد أكبر كل شهر - بل الاختلاف يتمثل في تنوع مرتكبي تلك العمليات الارهابية. فمنذ ثلاثة اسابيع اعلنت جماعة صقور حرية كردستان، التي يتردد انها زراع حزب العمال الكردستاني، مسئوليتها عن مقتل 44 شخصا معظمهم من رجال الشرطة خارج استاد لكرة القدم في اسطنبول.. واتهم الرئيس رجب طيب اردوغان جماعة ثالثة، وهيم أتباع فتح الله كولن الذي حملوه ميئولية الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليه، بارتكاب جريمة اغتيال السفير الروسي في انقرة في 19 ديسمبر

كل هذه الجماعات جماعات قوية لها أعضاء ملتزمين داخل وخارج تركيا ولن تتوقف أيا منها عن القيام بعملياتعما قريب. تقوم الحكومة في أنقرة بنفس الصخب المعتاد عن تعقب تلك الجماعات المختلفة " في عرينها " ، لكن الكلام أسهل من الفعل . فداعش وحزب العمال الكردستاني أقاما دولتين في العراق وسوريا بحكم الأمر الواقع، وما كان لهذلك ان يحدث لولا تورط أردوغان في الحرب الأهلية السورية بعد 2011

داعش، التي استخدمت تركيا كنقطة عبور وملاذ امن، تعتبرتركيا حاليا عدوا لها وضبطت هجماتها بحيث تحدث أقصي قدر من الانقسامات. ومن المعالم المعروفة لرد الفعل التركي علي الهجمات التي ارتكبت خلال العامين الماضيين أنه لم يؤدي الي التضامن الوطني، بل علي العكس، استفز القوي المعارضة والمؤيدة لاردوغان وجعلها تتهم بعضها البعض بخلق بيئة ينتعش فيها الارهاب

وهناك جانب خطير اخر من جوانب الهجوم علي المحتفلين في الملهي الليلي . فمن الواضح ان هذا الهجوم كان موجها لكسب تعاطف أو دعم الاسلاميين المتزمتين. العقيدة السلفية تنتشر في تركيا وتوفر التربة الخصبة لخلايا داعش التي نشأت خلال الأعوام القليلة الماضية

أردوغان يهدد بسحق داعش والأكراد السوريين عن طريق التقدم داخل شمال سوريا. القوات التركية قريبة من معقل داعش في مدينة الباب الواقعة شمال شرق حلب، لكنها تلقي مقاومة صلبة وتتكبد ضحايا كثيرين. وبغض النظر عن كلام اردوغان القاسي، ليس واضحا ما يرغب الجيش التركي وحلفائه في سوريا تحقيقه في شمال سوريا حيث لا يملكون غير عدد قليل من الاصدقاء والكثير من الاعداء الخطرين. لقد تورطوا في معركة لا يأملون في كسبها بشكل حاسم



الكاتب البريطاني : باتريك كوكبيرن
صحيفة الاندبندنت البريطانية
ترجمة اشرف محمد

المصدر : http://www.independent.co.uk/voices/turkey-isis-claims-istanbul-new-year-nightclub-shootings-nothing-government-can-do-a7506226.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق