التقرير دا مهم جدا . صحيفة الغارديان البريطانية كانت نشرته من 4 سنين وكنت قرأته في حينها ووجدته الان . أهميته بتتمثل في انه اتنشر في 2012 في اول ايام استيلاء من يطلق عليهم الثوار لشرق حلب وفي انه بيوضح نوعية هؤلاء الثوار ومن اين جاء معظمهم وردود أفعال أهالي حلب ومعارضتهم الشديدة لهم .
المهم انا سأترجمه علشان الناس تفهم قصة حلب كيف بدأت مع العلم الجارديان من الصحف شديدة الكراهية للحكومة السورية وتشن حملات دعاية شرسة
ملحوظة التقرير اتعمل في 2012 وبعدها توقف دخول الصحفيين الغربيين لمناطق الثوار بعد ان خطفوا بعض الصحفيين . وحاليا تعتمد الصحافة الغربية علي نشطاء موالين للمعارضة داخل سوريا او في تركيا
التقرير بالكامل ان شاء الله
عنوان التقرير كما ورد في الصحيفة : الثوار السوريين يقاتلون في حلب رغم مخاوف السكان المحليين
تفاصيل التقرير الاخباري كالاتي :
بعد مرور شهر علي معركة حلب يشعر الثوار الذين سيطروا علي الكثير من المدينة أن سكانها لا يؤيدونهم حتي الان بالكامل . ويكاد يكون مقاتلي المعارضة - يقدر عددهم بحوالي 3000 مقاتل - هم الوحيدين الذين يتجولون في النصف الشرقي من المدينة التي سيطر عليها حاليا الجيش السوري الحر . ويبدو ان الأعداد القليلة المتبقية من غير المقاتلين لا تبدي لهم الا القليل من الاحترام . ولم يرحب بهم صراحة الا القليلين
وقال الشيخ توفيق ابو سليمان، وهو أحد القادة العسكريين للثوار كان جالسا علي الارض في المقر الرابع الجديد بعد قصف الثلاث مقرات الاخري : " نعم هذا صحيح . حوالي 70% من مدينة حلب مع النظام . وقد كانت دائما علي هذا النحو. الأرياف معنا والمدينة معهم. ونحن نقول اننا باقون هنا مهما كلفنا الأمر حتي ننجز مهمتنا.بالتخلص من عائلة الاسد وبعدها نغادر ونتركهم يبنون مدينتهم كما يحلو لهم " .
ومع غروب شمس أول ايام عيد الفطر يوم الاحد زار الشيخ أبو سلمان أحد المساجد في شمال المدينة وأمسك بالميكروفون. وقال : " قلت لهم اننا نفهم معاناتهم . ونحن نشعر بحاجاتهم ونعلم ان هذا كان تعطيلا كبيرا. وأننا حين ننتهي ستصبح حلب ملكا لهم " . وترددت اصداء كلمات الشيخ سلمان من مئذنة المسجد في منطقة يسيطر عليها الثوار في الشوارع السكنية التي هجرها سكانها منذ فترة طويلة
عيد الفطر هو ثاني أهم مناسبة احتفالية في التقويم الاسلامي واعتاد الناس فيه علي تبادل الزيارات وشراء ألعاب جديدة للأطفال والتنزه في الشوارع. . لكن العيد هذا العام تجاوز حلب. تكاد كل المحلات في شرق المدينة مغلقة.
وعلي الطرقات الرئيسية يوجد قمامة تطيرها الرياح أكثر من السيارات . وحلت طلقات البنادق وتفجيرات القنابل التي لا تنتهي محل طرقعة الألعاب النارية الاحتفالية وتوجد صعوبة في تحديد رأي من تبقوا هناك في الحرب المستعرة حولهم . فمنذ يوم الاحد يبدو ان معظم السكان الذين كانوا موجودين في مناطق الجبهات قد غادروا . ولا أحد كانت لديه الرفبة في الكلام
بعض السكان قدموا للقادمين الجدد علب المياه والطعام. المعاملات بين الثوار كانت في أضيق نطاق ومتمدنة .
قال ثائر يبلغ من العمر 23 عاما من مدينة الباب المجاورة لرجل عجوز : " انتبه للطريق يا عمي، انظر لهذه الطائرة انها تقصف من علي بعد 300 متر "
ورفع الرجل عنقه عندما بدأت الطائرة المقاتلة الهجوم لتهبط لمستوي منخفض يسمح برؤية علاماتها بوضوح في السماء الزرقاء عندما ارتطم الصاروخين الذين ألقتهما باحدي المباني.. ودوت أصوات الاسلحة الرشاشة الثقيلة عند تقاطع الطرق أثناء تحليق الطائرة
وعلي مسافة ليست بالبعيدة تمسك بعض العائلات حقائب بلاستيكية بها حاجياتهم ويسيرون في صمت أسفل التل القريب من ضاحية سيف الدولي . وارتطمت قذائف الدبابات بالمباني التي لا تبعد كثيرا عنهم. . ومرت أحدث موجة من اللاجئين علي عدد من الصيدليات والمتاجر التي نهبت . وقال القائد الثوري : " نأخد ما نحتاجه لا أكثر "
وكان رجل عجوز اخر يسير أعلي التل وعند التقاطع المؤدي الي احدي نقاط تمركز الثوار المرتجلة. ووجد صعوبة في السير لوجود طائرة عمودية تحلق فوقه وبقايا مباني تعرضت للقصف. . وسأله أحد الثوار : " الي اين يا حاج؟ " فأجابه : " اريد ان اذهب الي المسجد " فقال له الثائر وهو يشير الي الي منطقة خالية أعلي التل : " المسجد، الوضع خطير جدا. عليك ان تعود الي منزلك " . وطلب الثائر كوبا من الماء ليقدمه للرجل الذي كان يبدو عليه الحيرة والتعب. وساعده مقاتلين اخرين في الجلوس علي مقعد بلاستيك. وسأله أحدهم : " من الأفضل جيش النظام أم الجيش السوري الحر " . فلوح بذراعه وقال : " أقسم انني لا اعلم . كلكم ابنائي "
وشيئا فشيئا غاب الرجل العجوز عن الانظار وهو يسير أسفل الطريق . وفي تلك اللحظة اندلع صخب حوله . فقد رأت احدي الوحدات طائرة هيليكوبتر تقترب من ناحية الشرق وأطلقت النار من مدفع رشاش. وطارت الطائرة بعيدا دون ان يلحق بها ضرر، مثل الطائرة التي سبقتها. . وقال قائد عسكري من الثوار يسمي جعفر : " نحن بحاجة لشخص يستطيع اسقاط هذه الاشياء "
كسب المناوشات فوق السماء قد يحسم معركة حلب. لكن الثوار المتفوقون في الوقت الحالي والمتواجدين في شمال غرب المدينة يحاولون استعادة مكاسبهم علي جبهة اخري. ولا تزال ضاحية صلاح الدين، التي كانت احد معاقلهم حتي اجبرتهم الضربات الجوية علي الانسحاب، من أكثر المناطق المتنازع عليها في الانتفاضة السورية.
وقد قتل في وقت مبكر يوم الاثنين الصحفية اليابانية ميكا ياماموتو من وكالة الانباء اليابانية خلال اشتباكات في المنطقة الواقعة بين قوات النظام وجماعة الثوار التي كانت معهم.
ودخلت قوات النظام الحي وتسعي لدخول الأحياء المجاورة. عمليات قتال الشوارع مكثفة واحيانا تتم من غرفة لغرفة، فكلا الطرفين لا يفصلهما غير الجدران. وقال محمد جاو، وهو نجار من أرياف حلب تحول الي ثائر: " نستطيع سماعهم وأحيانا نشتم بعضنا البعض "
يكاد لا تجد نفسا تتحرك في خط الجبهة. الثوار يسيرون علي اطراف اقدامهم فوق الزجاج المكسور ويسيرون بحرص خلال غرف الصالة والممرات اثناء محاولتهم الوصول لمواقع القتال . وبعضهم يستخدم المطارق الثقيلة لتحطيم فجوات من خلال جدران المنازل لتجنب رصاص القناصة
وليس الثوار وحدهم من يستخدمون هذه الطرقات المؤدية الي خط الجبهة. في الايام الاخيرة وصلت جماعة اخري من مقاتلين جهاديين من كل انحاء العالم الاسلامي. وشاهدت صحيفة الجارديان يوم الاثنين اربعة من هؤلاء المقاتلين - سعودي وجزائري وباكستاني وسنغالي - ينتظرون عند نقطة تجمع للمقاتلين لا تبعد كثيرا عن سيف الدولي . ودخل اخرون صلاح الدين، ويقدر عددهم بحوالي ثلاثون .
وأجابني السنغالي عندما قمت بتوحيته : " هل انت مسلم ؟ " .
وقال مصطفي كمال، المتطوع من مدينة الباب : " هم لا يخططون للخروج " . وعند سؤاله عن المقاتلين الاجانب قال كمال : " انا ارحب بهم . انهم شجعان ويجيدون القتال. ولا يخشون أحدا " وهناك ثوار اخرين كانوا أكثر حذرا:. قال الشيخ ابو مروان عثمان في مدينة الباب : " انهم يشكلون مشكلة كبيرة . انهم لا يفهمون الاسلام وسيصعبون الامور علينا جميعا " .
وقال قائد عسكري ثوري في شمال المدينة : " لدينا ما يكفي من المشكلات. هؤلاء الناس سيسببون لنا جميعا صداعا . نحن بحاجة ان نثبت للناس ان هذه الثورة ستفلح " .
صحيفة الجارديان بتاريخ 21 اغسطس 2012
المصدر
https://www.theguardian.com/world/2012/aug/21/syrian-rebels-aleppo-local-hostility