الأربعاء، 17 فبراير 2016

جبهة أنصار الدين

جبهة أنصار الدين هو تحالف من أربع جماعات تشكل في الأصل في شهر يوليو سنة 2014، ويتكون من حركة شام الاسلام وجيش المهاجرين والأنصار والكتيبة الخضراء وحركة فجر الشام الاسلامية . وكانت حركة شام الاسلام قد تشكلت علي يد مغربي كان سجينا في معتقل غوانتنامو ويدعي ابراهيم بن شكران الذي قتل في هجوم علي مدينة اللازقية في ربيع 2014 . وكان جيش المهاجرين والأنصار تحت قيادة عمر الشيشاني جزءا مما كان يسمي في ذلك الحين الدولة الاسلامية في العراق والشام وبعد أنشقاق الشيشاني وأتباعه وانضمامه لداعش في نوفمبر 2013 وتحولت هذه الجماعة بالفعل الي جناح لإمارة القوقاز في سوريا . أما الكتيبة الخضراء فكانت جماعة مستقلة تشكلت في صيف 2013 علي يد مقاتلين سعوديين أرادوا الابتعاد عن الخلاف بين جبهة النصرة وداعش لكنهم بايعوا جيش المهاجرين والأنصار بينما انضم أحد أمرائها وأحد مشايخها الشرعيين وبعض المقاتلين الي داعش . وأخيرا حركة فجر الشام الاسلامية هي فصيل سوري معظم أعضاؤه من حلب .

ويعرف هذا التحالف نفسه كما جاء في بيان جبهة أنصار الدين علي أنه تحالف " مستقل " يسعي لتطبيق مشروع بناء دولة تطبق فيها الشريعة الاسلامية بالكامل، مما يدل على وجود اتجاه أوسع من الجماعات الجهادية التي تسعي لتشكيل مشاريع دولة خاصة بها في الوقت الذي تستحوز فيه داعش والجيش السوري علي الاراضي . وكما قلت سابقا، قد يسأل البعض لماذا لم ينضم أعضاء هذا الائتلاف ببساطة الي جبهة النصرة ( التي تسعي لتحقيق نفس الهدف ) تماشيا مع سابقة جماعة صقور العز الجهادية المستقلة التي يتزعمها سعودي . أري أن هذا مرده الي توترات سياسات السلطة بمعني أنهم لا يرغبون أن يفقدوا استقلاليتهم ويصبحوا تابعين لجبهة النصرة . وتبدو حالة حركة شام الاسلام بشكل خاص أحد مشاريع الصدارة الخاصة بتنظيم القاعدة تحت قيادة ابراهيم بن شكران لكن المسار تغير بعد وفاته . 

وتمشيا مع الموقف العام للجماعات الجهادية في التصدي للفتنة ( ومنها جماعة تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي وجماعة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية ) عندما يتعلق الأمر بقتال جيوش غير المسلمين والكفار لجماعة جهادية ( بغض النظر عن صراعات السلطة )، أصدرت جبهة أنصار الدين بيانا أدانت فيه التحالف الامريكي ضد داعش واعتبرته جزءا من الحرب علي الاسلام والمسلمين .  واستشهد البيان بمظالم شائعة مثل الغزو الامريكي للعراق وافغانستان والتعذيب في سجون باغرام وغوانتنامو و" الدعم والمساعدات الامريكية لليهود في فلسطين واحتلال اليهود للمسجد الأقصي " والجرائم التي ترتكب ضد المسلمين في بورما وجمهورية افريقيا الوسطي، وافترض البيان انحياز امريكا " للطغاة العرب " في ليبيا ومصر واليمن وتونس . 

ومن خلال هذه المظالم أكد البيان أن " الهدف من التحالف الصليبي الصهيوني الصفوي هو الاسلام والمسلمين بشكل عام وطليعة المجاهدين بشكل خاص ". واعتبرت جبهة أنصار الدين أن من يدخل هذا التحالف متهم بالكفر  ودعت في النهاية الي توحد المسلمين ضد هذا " التدخل الظالم "  ودعت الله أن " ينصر المجاهدين في العراق والشام وكل مكان " 

إلا أنه يجدر الذكر أن جبهة أنصار الدين لم تذكر داعش بالاسم في البيان  علي عكس تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب ( التي حاولت أن تتحاشي مسألة إعتبار الجماعات المرتبطة بالقاعدة داعش كدولة بالاشارة اليها باعتبارها " جماعة الدولة " وليس " الدولة الاسلامية "، وهو ما يلائم طيف واسع من الجماعات الجهادية الغير مرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تهدف الي الابتعاد عن الخلافات بين داعش وتنظيم القاعدة قدر الإمكان 

وبإستثناء جماعة أنصار الاسلام ( التي كانت تقاتل داعش في العراق ) لم تشارك أي من جماعات الجهاد الدولي خارج جبهة النصرة، ومنها الجماعات المستقلة المتبقية مثل جماعة جيش محمد في بلاد الشام وجماعة جند الأقصي، في قتال فعلي ضد داعش . وفي حالة جيش محمد في بلاد الشام أدي رفضها قتال داعش الي توترات مع جماعة عاصفة الشمال في مدينة أعزاز وأدت في نهاية المطاف الي خروج تلك الجماعة من أعزاز . وما يعضض سجل وأد الفتنة أن بعض مكونات جبهة أنصار الدين كانت تعمل مع داعش قبل اعلان التحالف في اوائل 2014 أثناء حصار قاعدة الكويريس في محافظة حلب تحت شعار " ولا تفرقوا " ( بمشاركة جيش محمد في بلاد الشام ) 

وتظل مسألة ما اذا كانت جبهة أنصار الدين ستتمكن حقا من الابقاء علي سياستها الظاهرية "بالابتعاد عن المشاكل " في علاقاتها مع الجماعات الجهادية الاخري في سوريا لا سيما داعش وجبهة النصرة مسألة مفتوحة . 


وهذا حوار أجريته مع ناشط اعلامي من جبهة انصار الدين موجود في منطقة حلب ( تحديث 30 يناير 2015 وتم حزف الاسم لحماية هويته : 

س : هل تريد جبهة ؟أنصار الدين الخلافة ؟ 

ج : نعم أهدافنا هي إقامة مشروع خلافة اسلامية وحكم الله في الأرض  

س : ولكن لماذا جبهة أنصار الدين مستقلة ولم تنضم لجبهة النصرة التي تريد الخلافة ايضا ؟ 

ج : المشكلة عندهم هم وليس عندنا . نحن جاهزين للعمل مع كل الفصائل الملتزمة التي لها نفس أهدافنا . ولا يخفي علي أحد أن أهداف غالبية الفصائل هي نفس أهدافنا . 

س : هل ارتكبت جبهة النصرة في رأيك أخطاء علي الأرض ؟ 

ج : رأيي الشخصي هو أننا جميعا بالفعل نرتكب أخطاء وربما من وجهة نظر جبهة النصرة ليس ضروريا إقامة الخلافة بينما عصابات الأسد موجودة في سوريا . 

س :  في أي المناطق تعمل جبهة أنصار الدين ؟ 

ج : نعمل في حلب وإدلب وحما وحمص واللازقية . في حلب نعمل في الراموسة وشيخ سعيد وعزيزة والمخابرات الجوية وحندرات وسيفات . وفي الريف الشمالي نعمل في منطقة جبل عزان والوضيحي ومعامل الدفاع . وفي إدلب نعمل في قرية وادي الضيف ومخيم القرميد العسكري . وفي حما نعمل في الريف في شمال مدينة حما . وفي حمص نعمل في الريف شمال مدينة حمص . وفي اللازقية في جبل الاكراد وجبل التركمان وكساب . 

س : كيف هي علاقاتكم مع داعش ؟ 

ج : ليست لنا علاقة مع داعش ولا نقاتلهم ولا يقاتلونا ومن يقول ان جبهة أنصار الدين مرتبطة بداعش فهو كازب 

الكاتب والمحلل المتخصص في الجماعات الجهادية في سوريا أيمن التميمي 

علي مدونة سيريا كومنت 


ترجمة اشرف محمد 

 http://www.joshualandis.com/blog/jabhat-ansar-al-din-analysis-interview/

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق