السبت، 27 فبراير 2016

( شهادة ) نيرة




كانت شهادة الفتاة نيرة، التي كانت تبلغ من العمر 15 عاما ولم تعطي شيئ يدل علي هويتها غير اسمها الاول نيرة، التي أدلت بها للجنة حقوق الانسان في الكونجرس الامريكي في 10 اكتوبر 1990 ، شهادة مزورة . وانتشرت شهادتها علي نطاق واسع وكان أعضاء الكونجرس والرئيس الامريكي حينئذ جورج بوش يستشهدون بها لتبرير مساندة الكويت في حرب الخليج . وفي سنة 1992 تم الكشف أن الاسم الأخير لنيرة هو الصباح ( نيرة الصباح ) وأنها ابنة سعود الصباح سفير الكويت في الولايات المتحدة . وتم أيضا اكتشاف أن شهادتها تم ترتيبها في إطار حملة العلاقات العامة قامت بها مجموعة " مواطنين من أجل تحرير الكويت " التي كانت تديرها شركة هيل وكنوتون الأمريكية Hill & Knowlton لصالح الحكومة الكويتية . وبعدها أعتبرت شهادة نيرة نموذجا كلاسيكيا للدعاية الحديثة الخاصة بارتكاب فظائع .(1)

وذكرت نيرة في شهادتها العاطفية أنه بعد غزو العراق للكويت شهدت الجنود العراقيين يأخذون الأطفال غير مكتملي الولادة من الحضانات في احدي المستشفيات بالكويت، ويأخذون الحضانات ويتركون الأطفال يموتون .

وفي البداية أكدت منظمة العفو الدولية قصتها وشهادات أشخاص تم إجلائهم (2) . وبعد تحرير الكويت تمكن الصحفيين من دخول الكويت . ووجد تقرير لقناة ايه بي سي أن " المرضي، ومنهم أطفال رضع، ماتوا عندما فر الكثيرين من الممرضين والأطباء من الكويت" لكن القوات العراقية " شبه مؤكد لم تسرق حضانات المستشفي ولم تترك مئات الرضع يموتون " . وجاء رد فعل منظمة العفو الدولية باصدار تصحيح بناء عليه اتهم المدير التنفيذي للمنظمة جون هيلي ادارة الرئيس بوش ب " التلاعب الانتهازي لحركة حقوق الانسان الدولية "(3)

مزاعم الحضانات :

عقب غزو العراق واحتلالها للكويت ظهرت تقارير صحفية عن انتشار أعمال النهب . وفي 2 سبتمبر 1990 كتب سفير الكويت في الامم المتحدة محمد عبد الحسن رسالة الي الأمين العام للامم المتحدة خافيير بيريز دي كويلار جاء فيها التالي :

" بالاضافة للمعلومات التي يقصد منها ابلاغكم بالأعمال التي ترتكبها سلطات الاحتلال العراقي في الكويت خرقا للقانون الدولي، وبناء علي المعلومات المؤكدة التي وفرتها لنا حكومة الكويت، نود أن نلفت الإنتباه لظاهرة ليست لها سابقة في التاريخ وهي أن سلطات الاحتلال العراقي نظمت عمليات  لسرقة ونهب الكويت . ومن المستحيل مقارنة هذه العملية بأي وقائع شبيهة أو تقديم رواية دقيقة لأنها في الواقع عملية مصممة لانجاز ليس أقل من القضاء علي أرصدة الكويت، ومنها أملاك تخص الدولة وتخص الشعب والمؤسسات الخاصة وأفراد، وكذلك محتويات المنازل والمصانع والمحال التجارية والمستشفيات والمعاهد الأكاديمية والمدارس والجامعات ..... ما حدث في الكويت هو إعداد للقيام بأعمال السطو والسرقة المسلحة علي يد دولة استخدمت جيشها ومؤسساتها الأمنية والتقنية لهذا الغرض "(4)

وتحدث أبو الحسن ايضا في الخطاب عن " سرقة الأجهزة من المستشفيات العامة والخاصة، ومنها اجهزة اشعة اكس واجهزة الماسحات الضوئية واجزاء من الأجهزة المعملية " . وتكرر الكلام عن النهب علي لسان من تم اجلائهم والذين تحدثوا واصفين " الجنود ينهبون مباني المكاتب والمدارس والمستشفيات بحثا عن مكيفات الهواء  والكمبيوترات والسبورات والمقاعد وحتي حضانات الرضع وأجهزة الإشاعة " (5). وتكهن وزير الشئون الخارجية البريطاني دوغلاس هورد قائلا " أنهم ينهبون ويدمرون بطريقة توحي أنهم لا يتوقعون أن يبقوا هناك لفترة طويلة "

وجزب موضوع نهب الحضانات إنتباه وسائل الاعلام بسبب مزاعم رمي الأطفال غير مكتملي الولادة وموتهم نتيجة لذلك . وفي 5 سبتمبر قال عبد الوهاب الفوزان وزير الصحة الكويتي في المنفي في مؤتمر صحفي في الطائف بالمملكة العربية السعودية " أن الجنود العراقيين استولوا بالفعل علي كل المستشفيات والمؤسسات الطبية في الكويت بعد الغزو " وأن " الجنود طردوا المرضي وينهبون المستشفيات التي تحتوي علي اجهزة تقنية عالية وسيارات الاسعاف والادوية والبلازما بشكل ممنهج " مما أدي الي موت 22 من الأطفال غير مكتملي الولادة  .(6) ووصفت صحيفة الواشنطون بوست منشأ قصة الأطفال الكويتيين علي النحو التالي :

" نشأن قصة أطفال الكويت بخطاب من مسئول كويتي كبير في وزارة الصحة تم تهريبه خارج البلاد عن طريق دبلوماسي اوروبي في أواخر الشهر الماضي، حسب ما ذكرت المهندسة المعمارية هدي بحار التي استلمت الخطاب هنا في لندن . وأرفق مع الخطاب معلومات تم جمعها من كويتيين فارين ومصادر اخري لدي طبيبة الأطفال الكويتية التي تعيش في لندن فوزية الصايغ .

وزعم الخطاب أن الجنود العراقيين أمروا بطرد المرضي من عدة مستشفيات وأغلقوا وحدات حساسة خاصة بعلاج مرضي السرطان ومرضي غسيل الكلي ومن يعانون من امراض السكر .وقالت بحار وصايغ أن الجنود العراقيين حملوا معهم أجهزة متطورة مثل اجهزة غسيل الكلي معهم الي بغداد بالاضافة لكميات من الاموال السائلة والذهب والسيارات والمجوهرات وقالت مصادر مصرفية عربية أنها فاقت 2 مليار دولار . وقالتا أن من بين الأجهزة التي أخذوها 22 وحدة حضانات للأطفال " (6)

وذكرت الواشنطون بوست أنها لم تتمكن من التحقق من الاتهامات حيث لم تسمح العراق بدخول المنطقة وفرضت حظرا علي الدبلوماسيين .

وفي 5 سبتمبر كرر أبو الحسن في خطاب اخر للامين العام للامم المتحدة مزاعم فوزان وكتب التالي :

" أبلغتنا مصادر لا تقبل الشك في هيئات الصحة بالكويت أن سلطات الاحتلال العراقي ارتكبت الجرائم الوحشية التالية التي قد توصف كجرائم ضد الانسانية  ... 2. الحاضنات في مستشفيات الولادة التي يستخدمها الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو قد أزيلت مما تسبب في موت كل الاطفال الذين كانوا يخضعون للعلاج "(7)

ولم يذكر الخطاب عدد الأطفال الذين ماتوا . وفي الايام التالية تلقت الادعاءات الموجودة في الخطاب تغطية اعلامية واسعة  . وفي هذا اليوم قال احد الرهائن المفرج عنهم في لقاء مع برنامج All Things Considered علي محطة إن بي ار أن القوات العراقية " تضرب الأطفال بأعقاب البنادق ويخرجون الرضع من الحضانات ويأخذون الحضانات" . وأوردت رويترز ايضا أنه قد قيل لها " أن القوات العراقية تأخذ الأطفال الرضع غير مكتملي النمو من الحضانات في الكويت من أجل سرقة الأجهزة "

وفي 9 سبتمبر أوردت محطة إن بي ار أن " الجنود أغلقوا الاكسجين عن الحضانات وحملوا الاجهزة لشحنها للعراق "

وفي 17 سبتمبر ذكر سفير الولايات المتحدة الامريكية في الكويت ادوارد غنيم للصحفيين أن مسئولين في وزارة الصحة الكويتية قالوا له أن 22 رضيعا ماتوا عندما سرقت القوات العراقية الحضانات الخاصة بهم . وأوردت صحيفة لوس انجليس تايمز أن " اللاجئين ذكروا أن الحضانات الخاصة بالرضع غير مكتملي النمو صادرتها القوات العراقية ورصوا الأطفال الرضع علي الأرضية وتركوهم يموتوا . وأوردت ايضا صحيفة سان جوزيه ميركيري نيوز نفس المزاعم في هذا اليوم وأضافت أن الدبلوماسيين الغربيين اعتقدوا " أن هذا نوع من الأمور مما يطلق عليه إبادة جماعية ولو أراد الناس تفسيرها علي هذا النحو فإن هذا قد يكون سببا للتدخل العسكري "

وفي 25 سبتمبر أوردت صحيفة الواشنطون بوست أن مستشفيات مدينة الكويت اصبحت خالية من الحضانات . وكتب رئيس مجموعة مواطنين من أجل تحرير الكويت للنائب غوس ياترون قائلا كيف " علم مؤخرا أن الزعيم العراقي أمر بنزع الحضانات من مستشفيات الولادة ( في الكويت ) التي تستخدم لعلاج أطفال لولادة المبكرة مما تسبب في موت الأطفال من العراء "

وفي 29 سبتمبر أخبر أمير الكويت في المنفي شيخ جابر الأحمد الصباح الرئيس الامريكي جورج بوش في لقاء جمعهما أن العراقيين كانوا " يقتحمون المستشفيات ويخرجون الأطفال من الحضانات والناس من أجهزة الأكسجين ويرسلونه الأجهزة الي العراق . وقال بوش في تصريحات له بعد المناقشات أن " العدوان العراقي نهب وسلب بلدا كان امنا ومسالما واعتدي وقام بترهيب وسجن وقتل شعبها " وأن " قادة العراق يحاولون مسح دولة زات سيادة معترف بها دوليا "

وفي 28 سبتمبر ذكر وزير التخطيط الكويتي سليمان مطوع أن 12 طفلا ماتوا نتيجة نهب الحضانات .

وفي 30 سبتمبر ذكرت صحيفة يو إس نيوز اند ورلد ريبورت U.S. News & World Report أنها حصلت علي برقيات سرية للحكومة الامريكية بناء علي روايات شهادات كشفت عن " أعمال وحشية تثير الفزع ارتكبها العراقيين ضد المواطنين الأبرياء في المستشفيات الكويتية " وجاء في البرقيات أنه في اليوم السادس للغزو العراقي قام الجنود العراقيين " بدخول مستشفي عدن في حي فحاحيل بحثا عن سرقة أجهزة المستشفي " وأنهم " نزعوا الأكسجين عن الحضانات الخاصة بتغذية 22 طفل غير مكتمل النمو وأخذوا الحضانات " مما أدي لمقتل 22 طفلا . 

وفي 9 اكتوبر قال بوش في مؤتمر صحفي رئاسي التالي : 

"كنت اعتقد ان الجنرال سكوسكروفت ( مساعد الرئيس لشئون الامن القومي ) قد أوجز الأمر بشكل جيد بعد أن غادر الأمير  . وانا أشعر بقلق شديد ليس بسبب التفكيك المادي بل سبب الوحشية التي كتبت عنها منظمة العفو الدولية التي تؤكد بعض الروايات التي قالها لنا الأمير . وبعض ما قاله شيئ لا يصدق . لقد أوقفوا أجهزة غسيل الكلي وارسلوها الي بغداد وألقوا بالأطفال من الحضانات وارسلوا الحضانات نفسها الي بغداد . وانا الان لا أدري كم من تلك الروايات يمكن توثيقها لكني أعلم عندما كان الامير يتحدث الي هنا كان يتحدث من قلبه . وبعد ذلك جاء تقرير العفو الدولية التي عاينت الكثير من الناس علي الحدود . وهذا يثير الغثيان " 


الدعاية : 

في البداية كانت معظم شركات الدعاية تتجاهل الشرق الاوسط في اعلاناتهم . وذكر أن الشركات التي تبيع الأخبار مثل المؤسسات الاخبارية كانت تدير حملات اعلانيةمن أجل تغطيتهم  للصراع 


 مواطنون من أجل تحرير الكويت : 

كانت مجموعة مواطنون من أجل تحرير الكويت لجنة للعلاقات العامة شكلت علي يد السفارة الكويتية، ووصفتها صحيفة التايم باعتبارها " لجنة مقرها العاصمة واشنطون مشكلة من كويتيين وامريكيين معنيين " . وبالرغم من ان اللجنة كانت تشغل مقرا في السفارة الكويتية إلا أنهم كانوا يعملون بشكل مستقل عن السفارة . 


شركة هيل اند كنولتون Hill & Knowlton للدعاية :

بعد أن تعرف أحد المواطنين الكويتيين في الخارج علي شركة هيل اند كنولتون في نيويورك تولت الشركة ادارة مواطنون من أجل تحرير الكويت في سنة 1990 . وكان الهدف من الحملة الوطنية هو رفع الوعي في الولايات المتحدة حول المخاطر التي يشكلها الدكتاتور العراقي صدام حسين للكويت 

وأجرت شركة هيل اند كنولتون دراسة تكلفتها مليون دولار لتحديد أفضل الطرق لكسب تأييد القيام بعمل قوي . وطلبت شركة هيل اند كنولتون من مجموعة ويرثنغتون غروب Wirthington Group لتحديد أفضل الطرق للتأثير علي الرأي العام . ووجدت الدراسة أن التركيز على الأعمال الوحشية، وخاصة قصة الحضانات، كان الأكثر تأثيرا.

 وحصلت الشركة علي ما يقدر بأكثر من 12 مليون دولار من الكويتيين لأجل حملة العلاقات العامة الخاصة بهم 

 مؤسسة حقوق الانسان للكونجرس : 

 مؤسسة حقوق الانسان للكونجرس هي منظمة غير حكومية تحقق في انتهاكات حقوق الانسان . وكان يرأسها النائب توم لانتوس من الحزب الديمقراطي والنائب جون بورتر من الحزب الجمهوري وكان لها مقر في مقر شركة هيل اند كنولتون في واشنطون مقابل ايجار مخفض يبلغ 3 الاف دولار .


 الشهادة : 


في العاشر من اكتوبر سنة 1990 كانت نيرة هي اخر من أدلي بشهادته في لجنة الكونجرس، في شهادتها الصوتية التي استغرقت 4 دقائق وقالت فيها : 

تطوعت في مستشفى العدان مع اثني عشر إمرأة أخري يريدون المساعدة . كنت أصغر متطوعة. وكانت النساء الأخريات تبلغ من 20-30 سنة. بينما كنت هناك رأيت الجنود العراقيين يأتون إلى المستشفى يحملون البنادق. أخذوا الأطفال الرضع من الحضانات، وأخذوا الحاضنات وتركوا الأطفال يموتون على الأرض الباردة. [بكاء] كان المشهد مرعبا." 

على الرغم من أن نيرة لم تحدد في شهادتها الشفهية عدد الأطفال الذين كانوا في الحضانات، جاء في الشهادة المكتوبة التي وزعتها شركة هيل اند ونولتون :  "وبينما كنت هناك رأيت الجنود العراقيين يأتون إلى المستشفى يحملون البنادق واقتحموا الغرفة حيث يوجد 15 طفلا في الحضانات. "[45] ولم تكن الشهادة تحت القسم.
وصرح رئيس اللجنة النائب جون بورتر أنه لم يسمع خلال السنوات الثماني التي قضاها في الخدمة في اللجنة عن مثل هذه "الوحشية واللاإنسانية والسادية." وقد وصفت [46] ووصفت شهادة نيرة باعتبارها الأكثر مأساوية.


 شركة هيل اند كنولتون للدعاية : 

لم يتضح مدي ما تم تأليفه من شهادة نيرة . ورغم أنه كان يفترض أن تقدم الشركة المساعدة الشكلية إلا أنه ورد أنها " وفرت الشهود وكتبت الشهادات ودربت الشهود من أجل التأثير . " 


أثر الشهادة : 


انتشرت شهادة نيرة علي نطاق واسع . وارسلت شركة هيل اند كنولتون التي صورت الجلسة شريط فيديو إخباري لشركة ميديا لينك Medialink التي كانت تقدم الخدمة لحوالي 700 محطة تليفزيونية في الولايات المتحدة . 

وفي تلك الليلة تم بث مقاطع من الشهادة في برنامج  Nightline  علي قناة ايه بي سي وبرنامج Nightly News علي فناة إن بي سي ووصلت لجمهور بلغ من 35 الي 53 مليون أمريكي . واستشهد سبعة من اعضاء الكونجرس بشهادة نيرة في خطاباتهم التي تؤيد استخدام القوة . وكرر الرئيس جورج بوش القصة عشرة مرات علي الأقل في الاسبوع التالي . وساعدت روايتها عن الفظائع في إثارة الرأي العام الامريكي لصالح المشاركة في حرب الخليج . 

 ردود الأفعال الأولية : 


في 13 يناير 1991 نشرت صحيفة الصنداي تايمز أن دكتور يدعي علي الحويل شهد وفاة 92 حالة . 

ونفت العراق هذه الادعاءات . وفي 16 اكتوبر قال وزير الاعلام العراقي لطيف ناصف الجاسم لوكالة الانباء العراقية : " الان تستغل ( يا بوش ) ما قاله لك ( الشيخ جابر ) لتجعل الكونجرس يوقع علي الميزانية التي اصبحت مديونة بسبب سياساتكم " وأضاف : " وانت كرئيس لقوة عظمي يجب ان تزن كلماتك بحرص ولا تتصرف كمهرج يكرر ما يقال له " 

وفي زيارة للصحفيين للكويت في 21 اكتوبر 1990 برفقة مسئولين من وزارة الاعلام العراقية نفي أطباء في أحد مرافق الولادة في الكويت مزاعم الحضانات . وأثناء الزيارة قال رئيس ادارة الصحة العراقي في الكويت عبد الرحمن محمد العجيلي أن " بغداد ارسلت 1000 طبيب وطواقم طبية اخري للمساعدة في ادارة الأربعة عشر مستشفيوالمراكز الصحية الموجودة في الكويت بعد الغزو " 


الفضيحة : 




في 15 مافي 15 مارس 1991، بعد وقت قصير من تحرير الكويت، ذكر جون مارتن مراسل قناة ABC أن "المرضى، بما في ذلك الأطفال الخدج، ماتوا عندما توقف العديد من الممرضات والأطباء الكويتيين عن العمل وفروا من البلاد"، واكتشف أن القوات العراقية "شبه مؤكد لم تسرق الحضانات من المستشفى ولم تترك مئات الأطفال الكويتيين يموتون ".

وفي يوم 6 يناير 1992 نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا في صفحة الرأي بقلم جون ماك آرثر بعنوان "هل تتذكرون نيرة، شاهدة الكويت؟"  اكتشف ماك آرثر أن نيرة كانت ابنة سفير دولة الكويت لدى الولايات المتحدة، سعود ناصر الصباح . وأشار ماك آرثر أن "قصة الحضانات حرفت بشكل كبير النقاش الأميركي حول ما إذا كان سيتم تأييد العمل العسكري"، وتساءل عما إذا كانت "علاقتهم [النائبين لانتوس وبورتر] الخاصة مع شركة هيل اند كنولتون تستدعي تحقيق في الكونغرس لمعرفة ما إذا كانت أفعالهم كانت مجرد شكل من أشكال التضارب الواضح في المصالح أو ما هو أسوأ، إذا كانوا يعرفون من هي نيرة التي زرفت الدموع  في أكتوبر 1990 ".وحصل ماك آرثر  بسبب هذه القصة علي جائزة الصحافة الشهرية من صحيفة The Washington Monthly في أبريل 1992وجائزة منكن Mencken Award في عام 1993.

ردود الأفعال اللاحقة : 


في 15 يناير 1992 استجاب الرئيس التنفيذي لشركة هيل آند كنولتون توماس إديسون للمخاوف التي أثارها ماك آرثر  في رسالة كتبها الي  إلى رئيس تحرير صحيفة نيويورك تايمز. وقال [62] إديسون أنه "لم يسبق للشركة في أي وقت من الأوقات أن تعاونت مع أي شخص لتلفيق شهادة مضللة عن عمد "، مؤكدا أن الشركة" ليس لديها سبب يدعوها للشك في صحة ما أدلته بشهادتها بعد هروبها من الكويت ". وأوضح في الرسالة [62] أن اتهام نيرة للجنود العراقيين بنزع الأطفال حديثي الولادة من الحضانات أثبتها الدكتور ابراهيم بهبهاني، رئيس الهلال الأحمر، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأنه لم يسمح لوسائل الإعلام بدخول الكويت "إلا بعد التحرير، فلم يكن هناك أي وسيلة للتحقق فورا من قصص اللاجئين." [62 ] واختتم إديسون خطابه قائلا أنه "لا يجب التشكيك في مصداقية نيرة كما لو كانت طبيبة أو معلمة" وأن عمل الشركة مع الكويتيين يتسق مع معايير الشركة مبينا ان "المصلحة العامة تحققت بإنصاف". [62]
في أغسطس 1992 حل هوارد باستر محل روبرت ك غراي كمديرا عاما لمكتب واشنطن من أجل تنظيف صورة الشركة. [63] [64]
جادل النقاد أن شركة هيل آند نولتون طبخوا حركة شعبية وهمية تسمي مواطنون من أجل تحرير الكويت، وبالتالي استغلوا أدلة مشكوك فيها وشهود مشتبه بهم للتأثير على الرأي العام والسياسة في الولايات المتحدة والأمم المتحدة. [61] [65] [66 ]
وأثارت عمليات هيل آند نولتون التي تولتها نيابة عن مواطنين لأجل تحرير الكويت، بالاضافة لغيرها   من العملاء الرئيسيين ومنهم بنك الاعتماد والتجارة الدولي، وكنيسة السيانتولوجيا، وحملة مناهضة الإجهاض من قبل الأساقفة الكاثوليك مخاوف أخلاقية بين المتخصصين في العلاقات العامة . [67] وأصبحت هذه المخاوف، وإن لم تكن بجديدة، أكثر قوة من سابقاتها بسبب بروز هذه القضايا. [39]


توم لانتوس :

في لقاء مع لانتوس صرح أنه أخفي هوية نيرة بناء علي طلب أبيها لحماية عائلتها وأصدقائها . ونفى لانتوس أي مزاعم بارتكاب مخالفات ورأي أن " الاعلام ركز عليها . ولو لم تدلي بشهادتها لركزوا علي شيئ اخر " وصرح لانتوس ايضا قائلا : 

" لم يخطر ببالي فكرة أن أي من الشهود الذين حضروا اللجنة من خلال السفارة الكويتية ليسوا من زوي المصداقية  . وليس لدي أي أساس لافتراض ان قصتها ليست حقيقية لكن المسألة أبعد من ذلك . اذا افترض شخص ما ان قصة المرأة وهمية من الألف الي الياء فهذا لا يقلل بأي حال من الكم الهائل من انتهاكات حقوق الانسان " 


وفي رسالة إلى رئيس تحرير صحيفة نيويورك تايمز يوم 27 يناير 1992 بعنوان "الكويتية قدمت رواية متسقة عن الأعمال الوحشية"، رد توم لانتوس علي مزاعم ماك آرثر. وكتب أن "مقالة السيد ماك آرثر المخادعة لا تخدم الا المتشائمين الذين يسعون لإعادة كتابة تاريخ حرب الخليج العربي"، وذكر أن "التلميحات الشريرة في المقال توحي بأن الفتاة لم تكن في الكويت وقت الغزو العراقي وأن هذه الحادثة المروعة برمتها مؤامرة شيطانية قامت بها شركة أمريكية للعلاقات العامة ". وكتب لانتوس أن "حقيقة أن نيرة كانت ابنة سفير الكويت جعلت منها شاهد أكثر مصداقية"، وأن "علاقتها بالسفير والحكومة عززت مصداقيتها ". [68] كما أشار إلى أن "روايتها تتفق مع المعلومات التي حصلنا عليها من شهود آخرين، مع مئات من قصص الفظائع الأخرى من الكويت نقلتها وسائل الاعلام في جميع أنحاء العالم، وبما يتفق مع تقارير المنظمات المستقلة لحقوق الإنسان، مثل منظمة العفو الدولية في جلسة الاستماع ونشرت في وقت لاحق روايات مماثلة لرواية نيرة. "[68] وخلص لانتوس إلى أنه" نظرا للحالات التي لا حصر لها من انتهاكات العراق الموثقة لحقوق الإنسان  "، فانه" لا داعي   لتلفيق الفظائع وستأتي بنتائج عكسية". [68]


وأنكر لانتوس ايضا وجود علاقة خاصة بين اللجنة وشركة هيل اند كنولتون قائلا أن " أنشطة اللجنة تعقد دون اعتبار سواء هذه البلدان ممثلة بشركة قانونية او شركة علاقات عامة " 


وفي رسالة لاحقة لصحيفة نيويورك تايمز، أشار ماك آرثر إلى أن الشهادة تم التراجع عنها. [69]


السفير الصباح :

وذكر السفير أن ابنته قد أدلت بشهادتها عن الفظائع التي وصفتها وأن السفارة الامريكية في الكويت يمكنها التحقق من أنها كانت موجودة في الكويت . [54] وقال أيضا "لو أردت أن  أكذب، أو لو أردنا أن نكذب، ولو أردنا أن نبالغ فلن استخدم ابنتي للقيام بذلك. يمكنني بسهولة شراء أشخاص آخرين للقيام بذلك. "[70]

 التحقيقات : 

منظمة هيومان رايتس ووتش : 


في عام 1992 نشرت منظمة ميدل ايست ووتش  لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط ، وهي فرع من فروع هيومن رايتس ووتش، نتائج تحقيقاتها عن قصة الحضانات. وقال مديرها، أندرو ويتلي، للصحافة، "رغم صحة استهداف العراقيين للمستشفيات لا يوجد أي حقيقة للتهمة التي كانت محور جهود الحرب الدعائية أنهم كانوا يسرقون الحاضنات وينتزعون الأطفال بقسوة ويتركونهم يموتون  . وقد أختلقت هذه القصص من جراثيم الحقيقة من قبل أشخاص خارج البلاد كان يجب عليهم أن يتيقنوا بشكل أفضل ". وأجري أحد المحققين وهو عزيز أبو حمد مقابلات مع أطباء في المستشفى التي ادعت نيرة انها شاهدت الجنود العراقيين يسحبون 15 رضيعا من الحاضنات ويتركونهم للموت. وذكرت صحيفة الاندبندنت أن " الأطباء قالوا له أن قسم الولادة كان به من 25 الي 30 حضانة ولم يأخذ العراقيين أيا منها ولم يأخذوا أي طفل منها".

منظمة العفو الدولية : 

في البداية ساندت منظمة العفو الدولية القصة لكنها اصدرت فيما بعد تراجعا عن تأييدها لتلك القصة . وذكرت أنها لم تعثر علي دليل موثوق يثبت ان القوات العراقية تسببت في موت الاطفال بنزعهم او اصدار اوامر بنزعهم من الحضانات . 


تقرير كرول : 



المسؤولين الكويتيين لا يناقشون هذه المسألة مع الصحافة. [45] من أجل الرد على هذه الاتهامات استأجرت الحكومة الكويتية شركة كرول لإجراء تحقيق مستقل في قصة الحضانات. واستمرت تحقيقات كرول تسعة أسابيع وأجرت أكثر من 250 مقابلة. وكشفت المقابلات  التي اجرتها مع نيرة أن شهادتها الأصلية تم تشويهها علي نظاق واسع في أحسن الأحوال. وقالت لشركة كرول أنها في الواقع لم تري غير طفل واحد خارج الحضانة لمدة "لا تزيد عن لحظة." كما قالت لكرول أنها لم تكن من المتطوعين في المستشفى وأنها في واقع الأمر "توقفت هناك لبضع دقائق فقط  ." [75]

 ووصف المتحدث باسم شركة هيل آند كنولتون توم روس التقرير بأنه "دفاع عن هيل اند كنولتون" وأنه "يدل بشكل قاطع علي وجود فظائع الحضانات التي كانت نيرة شاهدة عليها". [45]


الإنتقادات : 



وصف النقاد الحملة بأنها حملة فاسدة ومخادعة وغير أخلاقية واتهموها بانها استغلت لنشر حكايات كاذبة أو مبالغ فيها عن الفظائع العراقية.

وتعرض لانتوس لانتقادات بسبب حجب المعلومات.

وقد اعتبر صحيفة شيكاغو تريبيون، وهافينغتون بوست والعديد من الصحف الأخرى الشهادة كازبة.




التوابع : 



وبعد انتهاء الحرب ذكرت رويترز أن العراق أعادت"98 شاحنة من المعدات الطبية المسروقة من الكويت، منها شاحنتان لحضانات الأطفال". وقال عبد الرحيم زيد، مساعد وكيل  وزارة الصحة العامة الكويتية أنه أثناء إعادة الحضانات قدم العراقيين عن غير قصد دليل على أنهم أخذوهم. وقال ضابط الإسعاف في الكويت، عبد الرضا عباس، " نعتقد أن العراقيين أعادوا الحضانات عن طريق الخطأ. "
بعد الكشف عن هوية نيرة كان هناك غضب في الرأي العام بسبب حجب المعلومات.


 تعليقات العلماء

كان محتوي وعرض وتوزيع وتأثير وغرض شهادة نيرة موضوعا لعدة دراسات في العلاقات العامة
وذكر فرانس فان إيميرن في كتابه " المناورة الاستراتيجية في الخطاب الجدلي " Strategic Maneuvering in Argumentative Discourse أن " الرسائل المرئية التي تصاحب الجدال اللفظي قد تكون عنيفة بحيث يصبح الجدال المنطقي مستحيلا " ووصف قصة نيرة بأنها قصة لاستدرار الشفقة . وفي الورقة البحثية التي كتبتها سوزان روشوالد وعنوانها " حالات شركة هيل وكنولتون: ملخص الخلاف " The Hill & Knowlton Cases: A Brief on the Controversy ذكرت الكاتبة أنه بينما كانت شركة هيل وكنولتون شركة بريطانية " ماذا كان تأثير المخاوف البريطانية المتمثلة في احتمال انهيار مؤسساتها المالية اذا اصبحت العملة الكويتية الدينار بلا قيمة علي جهود شركة هيل وكنولتون ؟ " . وكتب تيد راوز في مقالة في صحيفة The Washington Monthly مقالة بعنوان " كويت غيت: عملية قتل الجنود العراقيين للأطفال الكويتيين مبالغ فيها " وذكر فيها " يبدو ان معظم الصحفيين الذين ابتزتهم شركة هيل وكنولتون لنشر قصة نيرة الأصلية يفضلون تلاشي هذه القصة ليقعوا مرة اخري ضحايا لخداع شركة العلاقات العامة " . وقال جون ماك آرثر، ملف كتاب "الجبهة الثانية: الرقابة والدعاية في حرب الخليج أنه ". في ذلك الوقت كانت أكبر حملة لللاقات العامة وأكثرها تطورا وتكلقة من أي وقت مضى تدار في الولايات المتحدة من قبل حكومة أجنبية"

ترجمة اشرف محمد 
نقلا عن موقع ويكيبيديا  

المصادر : 
(1) صحيفة كريستيان ساينس مونيتور http://www.csmonitor.com/2002/0906/p25s02-cogn.html
(2) http://www.lrb.co.uk/v13/n03/alexander-cockburn/right-stuff
(3) http://newspapers.bc.edu/cgi-bin/bostonsh?a=d&d=bcheights19910128.2.41
(4) http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp?symbol=S/21694
(5) https://www.washingtonpost.com/archive/politics/1990/09/11/weary-wary-evacuees-bring-tales-of-horror/c9f5f29f-d17a-49c0-bd31-34dc73632bf1/
(6) https://www.highbeam.com/doc/1P2-1146881.html
(7) http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp?symbol=S/21713
وباقي المصادر موجودة في الموضوع علي الويكيبيديا


https://en.wikipedia.org/wiki/Nayirah_%28testimony%29

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق