الجمعة، 28 أغسطس 2015

علاقات الحليف المحتمل لامريكا في سوريا تتحدي امريكا







أنطاكيا ، تركيا -- برزت إحدي جماعات المتمردين التي تضم الاف المقاتلين ولها نفوز سياسي وعلاقات وثيقة مع القوي الرئيسية في المنطقة كواحدة من أقوي قوي المعارضة في الشهور الأخيرة في سوريا . تعهدت بقتال الدولة الاسلامية والتعاطي مع الغرب . 

ورغم صراع الولايات المتحدة الطويل للعثور علي معارضة فاعلة للتصدي للرئيس بشار الاسد وقتال الدولة الاسلامية ، إلا أن ادارة اوباما لم تبدي أي اهتمام بالعمل مع تلك الجماعة المسماة أحرار الشام .

 مشكلة الولايات المتحدة مع أحرار الشام هي ارتباطها بالاسلام المسلح - مما تسبب في مخاوف عطلت الجهود التي بزلت في الماضي للعثور علي شركاء في سوريا 

وعندما اصطدم بعض المحللين ومسئولين امريكيين سابقين بالواقع في سوريا - حيث يتقاتل الحكومة والدولة الاسلامية ومجموعة من المتمردين في حرب أهلية معقدة - قالوا أنه أصبح واضحا بشكل متزايد أنه لكي تواجه الدولة الاسلامية بفاعلية وتؤثر علي مستقبل هذه البلد ستحتاج علي الأقل الي التعاطي بحذر مع جماعات مثل جماعة أحرار الشام .

قال روبرت فورد سفير امريكا السابق في سوريا ويعمل حاليا في معهد الشرق الاوسط : " هم موجودون في منطقة رمادية ، ولكن في الحروب الأهلية إذا لم تكن ترغب في الحديث الي الفصائل الموجودة في المنطقة الرمادية فلن يتبقي لك إلا القليل من الناس لتتحدث اليهم "

وقال : " أنا لا ادعو الي تقديم دعم مادي لأحرار الشام ، أو مساعدات مادية أقل فتكا ، ولكن نظرا لتفوقهم في الجبهات الشمالية والجنوبية سيكون لهم دور كبير في أي محادثات سلام ، لذا يتوجب علينا أن نجد قناة للتحدث اليهم "

هناك تعاون بين أحرار الشام وفرع تنظيم القاعدة في سوريا ورحبت أحرار الشام برفقاء أسامة بن لادن . وفي الوقت الذي يقول فيه قادتها أنهم يسعون لإقامة حكومة تمثيلية ، إلا أنهم يتحاشون كلمة " الديمقراطية " ويقولون أن الاسلام لابد وأن يكون هو المرشد لأي دولة تنشأ في النهاية .

واستنزفت أسئلة مماثلة عن مدي التعاطي مع القوي الاسلامية في مسائل خاصة بالمصلحة المشتركة صانعي السياسات الامريكيين منذ الربيع العربي ، وفي المحادثات النووية مع ايران . ولا تزال عقول القادة الامريكيين تتذكر تاريخ هؤلاء المجاهدين الذين دعمتهم الولايات المتحدة في افغانستان في الثمانينات وشكلا فيما بعد تنظيم القاعدة .

وفي سوريا لم تحصل الولايات المتحدة  من تركيزها علي العمل مع جماعات تعتبرها " معتدلة " إلا علي قلة من الحلفاء الأقوياء . وقيادة المعارضة بالمنفي ليست ذات قيمة كبيرة ، وجماعات المتمردين المدعومين من الغرب إنهارت وتعرض برنامج تدريب وتسليح المتمردين " المعتدلين " لنكسات كبيرة .

في حين إلتقي بعض الدبلوماسيين الاوروبيين مع مسئولين سياسيين من أحرار الشام، ظلت الولايات المتحدة بمعزل عنهم.

وتحدث مسئول كبير في ادارة اوباما علي دراية بالسياسة الخاصة بسوريا عن تلك الجماعة قائلا :  " انهم يقومون بحملة دعاية لتحسين صورتهم " 

ونقل المسئول تصريحات للجماعة تقول فيها أن تركيزها هو علي سوريا فقط وأنها تدعو لحكم القانون . وقالت الجماعة ايضا ان صعود الدولة الاسلامية ، المعروفة ايضا باسم داعش، جعل الولايات المتحدة أكثر " براغماتية " بخصوص حلفائها في المنطقة . 

لكن عددا من المسئولين الامريكيين قالو انهم يعتبرون تلك الجماعة جماعة متطرفة وأن تعاونهم مع جبهة النصرة ، فرع تنظيم القاعدة في سوريا ، ظل أحد العوائق الرئيسية 

وقال مسئول الادارة متحدثا شريطة عدم ذكر اسمه نظرا لان الموضوع يتعلق بتقديرات سرية : " لا اتوقع ان نعمل معهم طالما بقيوا قريبين من جبهة النصرة " 

وقال جون كيربي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في رسالة علي البريد الالكتروني يوم الثلاثاء ، " لا زال يساورنا القلق بخصوص علاقات الجماعة بالتنظيمات المتطرفة ."  تشكلت احرار الشام من اندماج فصائل اسلامية سنية في شمال غرب سوريا في وقت مبكر من اندلاع الانتفاضة علي الرئيس بشار الاسد التي بدأت سنة 2011

 وتضم عضويتها سوريين ممن تخلوا عن حركة المظاهرات الاحتجاجية ، وكذلك اسلاميين ممن افرج عنهم من السجون كجزء مما يراه البعض استراتيجية الاسد للقضاء علي النشطاء العلمانيين . وبعض أعضائها قاتلوا في العراق وافغانستان . 

نشأت الجماعة كقوة عسكرية مناهضة للاسد ، لكنها ظلت مرتبطة بالاسلام السني المسلح .  اقتبست أحد مقاطع الفيديو الخاصة بهم أقوال لعبد الله عزام ، استاذ بن لادن في افغانستان . ودعا حسن عبود ، أول زعيم للجماعة ، لإقامة حكومة اسلامية في سوريا . 

وقال السيد عبود في لقاء مع الجزيرة في 2013 : " الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب حسب ما يراه الشعب . ونحن لدينا نظام رباني صنعه الخالق لخلقه وعبيده وأمرنا الله أن نقيمه في الارض ونرفع كلمة الله " 

وأضاف : " هذا واجبنا كمسلمين " 

في العام الماضي استهدف تفجير غامض اجتماع لقادة احرار الشام وقتل السيد عبود وعشرات اخرين مما قاد الكثرين الي توقع زبول واختفاء تلك الجماعة . لكن من تبقي من اعضائها أعادوا تنظيمها وأعطوها قوة مؤسسية تنعدم في الجماعات الاخري ، كما قال احمد قرة علي المتحدث الرسمي باسم الجماعة . 

وتحولت منذ ذلك الحين الي واحدة من أكبر الجماعات المتمردة في سوريا ، حيث أصبح لها مقاتلين في كل أنحاء سوريا ومكاتب للإغاثة وللشئون السياسية وضبط للمعابر الحدودية مع تركيا . وهي عضو رئيسي في جيش الفتح ، وهو تحالف قوي من المتمردين الذين يقاتلون الحكومة في شمال غرب سوريا .  وقامت في هذا الشهر بتمثيل المعارضة في التفاوض مع ايران حول مصير الثلاثة طوائف المحاصرة .

ويقول المحللون وأعضاء الجماعة أن الجماعة تختلف اختلافا جزريا عن جبهة النصرة .  فهي يقودها سوريين وبها قليل من المقاتلين الأجانب وتعارض تقسيم سوريا . ولم تبدأ في فرض الشريعة الدينية الصارمة وعلاقتها بالجماعات المتمردة الاخري طيبة . وتعهد قادتها بحماية الأقليات ، ومع ذلك لا يزال يطلق بعضهم علي الافليات أسماء تحقر منهم 

 وتعهدوا أيضا بقتال الدولة الاسلامية واعتبروا الخلافة الاسلامية التي اعلنتها داعش من طرف واحد انحراف عن العقيدة . 

وقال قرة علي : " حركة احرار الشام حركة مستقلة تماما . وهي حركة سورية وليس لها روابط لا تنظيمية ولا أيدولوجية مع أي من التنظيمات الدولية ؟ "

الحكومة السورية تعتبر تلك الجماعة مثل كل الجماعات المتمردة جماعة ارهابية تسعي لتدمير الوطن . ويخشي الكثير من النشطاء العلمانيين المناهضين للحكومة من الطموحات بعيدة المدي لتلك الجماعة . 
وقال نشاط من محافظة إدلب شريطة عدم ذكر اسمه : " اعتدنا أن نبحث عن أفضل لواء عسكري محتمل ، لكن لدينا الان  المتطرفين الاسلاميين  وأحرار ، فإخترنا أحرار . " 
وقال وهو ينظر الي الطاولة التي أمامه " هذا الكوب قذر لكن الاخر أقذر  لذا سأختار الأول " 
ويقول الاسلاميين السوريين ممن تربطهم علاقات بالجماعة أن تطورها وقت الحرب جعل أعضائها يحملون عددا من الأراء التي كثيرا ما تتصارع 

ويعترف قادتها بوجود تنسيق عن قرب في أرض المعركة مع جبهة النصرة ، لكن هاشم الشيخ قائد الجماعة قال ان ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة يضر بالإنتفاضة . 

من الأعضاء الأوائل في الجماعة أبو خالد السوري ، وهو جهادي قديم مقرب من أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة . وقتل خالد السوري العام الماضي في تفجير سيارة مفخخة نفذتها الدولة الاسلامية . أحدث الضحايا كان شيخ مصري ظهر في فيديو نشر بعد مقتله يفاخر فيه أنه قضي 17 عاما في تنظيم القاعدة قبل أن تسوقه " رؤيا " للانضمام لتنظيم أحرار الشام . 
ويتواصل أعضاء اخرين في الجماعة مع الغرب في تحول يراه الكثيرين مدفوع من قطر وتركيا  اللتان تقدمان للجماعة الدعم السياسي والمالي ، حسب ما ذكر مسئولين امريكيين ودبلوماسيين في المنطقة . 
وفي الشهر الماضي نشر لبيب النحاس ، رئيس العلاقات السياسية والخارجية للجماعة ، مقالا في الواشنطون بوست والديلي تيليفراف ذكر فيه ان الجماعة جزء من " تيار المعارضة " السورية وأن الدولة الاسلامية لن تهزم إلا " ببديل سني من داخل سوريا " 

وقال ان السياسة الامريكية السورية " فشلت فشلا زريعا " وكتب السيد النحاس أن الجماعة كانت ملتزمة بالحوار وكانت تسعي لاقامة حكومة تمثيلية نيابية تحمي الأقليات وفي نفس الوقت تعكس الأغلبية السنية في سوريا . 
 وكتب : "يجب أن يكون هناك دور كبير للدين والعادات المحلية في أي ترتيب سياسي يخرج من تحت انقاض الصراع، وينبغي أن يتوافق مع المعتقدات السائدة لدي غالبية السوريين"

وشكك منتقدي الجماعة في أن هذه وسيلة غير مباشرة لفرض هيمنة الاسلام السني ، وفي نفس الوقت رد بعض الأعضاء المحافظين في الجماعة أن الدعوة لم تكن واضحة بما فيه الكفاية . 

وكتب أحد كبار مشايخ الجماعة ويدعي أبو محمد الصادق ردا علي المقال علي الانترنت أن أي حل في سوريا لابد وأن يقرره " ديننا وعقيدتنا " . وقال أن " الجهاد " سيستمر ضد الشيعة والأقليات المسلمة الاخري . 
 وأصدرت الجماعة هذا الشهر بيانا امتدحت فيه مولا محمد عمر ، الزعيم السابق لطالبان ، " لقتاله جيوش الغزاة " وجمعه بين القوة العسكرية والسياسة و " التناغم " مع طموحات الشعب الأفغاني . 

وقال الشيخ حسن الدغيم ، وهو من المشايخ المقربين من قادة الجماعة في شمال سوريا ، في لقاء معه أن الجماعة لا تضم إلا أقلية من المتطرفين . 

الصراع بين المتطرفين والمعتدلين داخل الجماعة سيحسمه الكيفية التي سيتطور بها الحرب في سوريا ومدي نجاح البراغماتيين منهم في الحصول علي الدعم الخارجي لقضيتهم 

وقال الشيخ الدغيمي : " العنف يصعد الجانب العسكري لكن الحل السياسي سيرفع من السياسيين "

 http://www.nytimes.com/2015/08/26/world/middleeast/ahrar-al-sham-rebel-force-in-syrias-gray-zone-poses-challenge-to-us.html?ref=middleeast&_r=0&gwh=9568107917997A750C4B0F925017BB6D&gwt=pay&assetType=nyt_now

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق